الدواء.. فوائد علاجية ينسفها الغش والفساد

 

شبكة النبأ: عالم الدواء والعقاقير الطبية عالم كبير يحمل كثيرا من الاسرار الخاصة والفوائد المهمة، جميعها تساعد في شفاء العديد من الامراض التي يتعرض لها الكائن الحي، كما ان لهذه الأدوية اضرارا خطيرة، تنجم عن سوء الاستخدام او سواه من الامور الاخرى، وخصوصا تلك التي تتعلق بإعمال الغش الصناعي للأدوية والعقاقير الطبية، التي اتسعت بشكل كبير في السنوات الاخيرة لأسباب تجارية الهدف منها الحصول على ارباح مالية كبيرة، هذا بالإضافة ضعف الرقابة وانتشار الفساد في العديد من المؤسسات الصحية كما يقول بعض الخبراء.

وعلى الرغم مما تقدم لايزال العديد من العلماء يواصلون ابحاثهم ودراساتهم المستمرة، في سبيل انتاج ادوية جديدة وفعالة يمكن ان تفيد في معالجة بعض الامراض والعلل، التي يعاني منها الكثير من الناس خصوصا وان بعض هذه الادوية قد تم ترخيصها بشكل رسمي من قبل الجهات المعنية وهو ما قد يفتح باب الامل للعديد من المرضى.

والدواء هو أية مادة تستعمل في معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان، أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو الوقاية منها. يعمل الدواء غالباً على زيادة أو إنقاص وظيفة ما في الجسم، ولا ينشئ وظيفة جديدة. ورسمياً هو كل عقار مرخص الاستخدام قانونيا بعد التأكد من خلوه (نسبيا") من أية أضرار جسدية أو نفسية على الشخص المتعاطي له.

حجز ملايين العقاقير وأدوية "

وفي هذا الشأن كشفت الوكالة البريطانية للرقابة على إنتاج الأدوية والرعاية الصحية عن حملة دولية استهدفت العقاقير المقلدة التي يتم الترويج لها عبر شبكة الإنترنت، تمت بالتنسيق مع الشرطة الدولية ومنها مقويات "مقلدة" لعلاج العجز الجنسي. وقالت الوكالة البريطانية للرقابة على إنتاج الأدوية والرعاية الصحية إن الأجهزة الأمنية الدولية قد اعتقلت 237 شخصا على مستوى العالم في إطار حملة استمرت عشرة أيام استهدفت العقاقير المقلدة ما أسفر عن ضبط أدوية مغشوشة وغير مرخصة قيمتها 31,4 مليون دولار.

وتضمنت الأدوية المضبوطة 8,4 مليون جرعة من الأدوية المشبوهة منها حبوب تخسيس وأخرى لعلاج العجز الجنسي إلى جانب منشطات تحسين الأداء. وقالت الوكالة إن الحملة التي تم تنسيقها مع الشرطة الدولية (الإنتربول) واستهدفت الحملة أيضا أكثر من عشرة آلاف من المواقع الإلكترونية ما أدى إلى إغلاقها أو تعليقها. بحسب فرانس برس.

وقال الستير جيفري رئيس الوكالة البريطانية في بيان "كانت الأدوية المضبوطة خلال تلك الحملات في حالة مزرية للغاية مثل المباني القذرة ذات النوافذ المكسورة فيما كانت الأدوية موضوعة على الأرض في أكياس جمع القمامة." وأضاف "المجرمون المتورطون في توزيع الأدوية بصورة غير مشروعة على الإنترنت لا يعنيهم صحتك إنهم لا يهتمون إلا بأموالك." وأضافت الوكالة إن الهند كانت تمثل مصدر 72 في المئة من الأدوية المغشوشة التي ضبطت في بريطانيا فيما مثلت الصين 11 في المئة منها.

فساد منهجي

من جانب اخر خلص محقق استعانت به شركة غلاكسو سميثكلاين البريطانية العملاقة المتخصصة في إنتاج الأدوية إلى أن مزاعم الفساد داخل فرع الشركة في الصين تحظى بالمصداقية. وكانت الشركة قد استعانت ببيتر هامفري بهدف تحديد الجهة أو الجهات التي تقف وراء حملة التشويه التي تتعرض لها الشركة في الصين.

وظهرت مزاعم تفيد بأن الشركة تتعامل بالرشوة بشكل منهجي مع الأطباء الصينيين لحملهم على وصف أدوية الشركة للمرضى. وعلم المحقق بعد كتابة تقريره بوجود تفاصيل بشأن ادعاءات أخرى ضد الشركة، قائلا لزملائه إنه يعتقد أن هذه المزاعم صحيحة. وقالت الشرطة الصينية إن هامفري وزوجته سيخضعان لمحاكمة سرية في وقت لاحق من السنة الجارية.

وتتعلق محاكمة هامفري وزوجته بشريط فيديو يظهر فيه مدير فرع شركة غلاكسو سميثكلاين في الصين، رفقة صديقته في شقة هامفري لكن هذا الأخير قال إن الشريط صور دون علمه أو موافقته. وقالت شركة غلاكسو سميثكلاين إنها لا تقبل باستشراء الفساد داخلها. وأضافت الشركة في بيان صادر عنها "عندنا سياسات وإجراءات وضوابط عديدة لمراقبة هذا واتخاذ إجراءات عملية ضد جميع الخروقات".

ومضت الشركة في القول "كما قلنا في السابق، فإن الادعاءات المطروحة تثير قلقنا البالغ نحن نتعلم مزيدا من الدروس في هذا الوضع ونشعر بالتصميم على اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة". واكدت الشركة انها طلبت مساعدة قانونية من خارج الشركة كما طلبت مشورة بشأن التدقيق المالي. وأضافت انها "حددت حالات احتيال مرتبطة بمصاريف مزعومة، ومن ثم لجأت إلى إقالة بعض الموظفين المتورطين وغيرت أكثر فأكثر إجراءات المراقبة المعمول بها في الصين".

وكانت الادعاءات بشأن وجود فساد في الشركة ظهرت للعلن في يناير/كانون 2013 من خلال رسالة إلكترونية وردت من خلال شخص مجهول ومستقل متابع لنشاط الشركة. وتدعي الرسالة الإلكترونية أن مندوبي المبيعات في الشركة استهدفوا بعض الأطباء الكبار إذ أعطوهم هدايا ثمينة ونقودا بغرض تحقيق مكاسب في تجارة الأدوية. كما جاء في الرسالة الإلكترونية أن بعض الأطباء حصلوا على عطلات مكلفة تحت مظلة المشاركة في مؤتمرات طبية شكلية. واعتقلت الشرطة الصينية منذ ظهور هذه المزاعم 4 من المديرين التنفيذيين للشركة، كما اعتقلت أيضا مدير فرع الصين، ريلي. بحسب بي بي سي.

على صعيد متصل أظهرت رسالة بريد إلكتروني أرسلها مجهول أن شركة جلاكسو سميث كلاين تواجه مزاعم جديدة بالفساد ولكن في سوريا هذه المرة حيث اتهمت الشركة وشركة توزيع مرتبطة بها بدفع رشى للحصول على أعمال. وقالت شركة صناعة الأدوية البريطانية إنها تحقق في المزاعم الأخيرة التي تعود إلى العام 2010 والتي وردت في رسالة بريد الكتروني تلقتها الشركة في يوليو تموز.

وتتعلق المزاعم بعمليات الرعاية الصحية الاستهلاكية السابقة للشركة في سوريا والتي أغلقت في عام 2012 بسبب تصاعد الحرب الأهلية في سوريا. وقالت جلاكسو سميثكلاين في بيان "لا نتسامح أبدا مع أي تصرف غير أخلاقي. سنجري تحقيقا وافيا في كل المزاعم التي وردت في هذه الرسالة."

وتواجه الشركة مزاعم بالفساد عندما اتهمتها السلطات الصينية بتقديم رشى تصل إلى ثلاثة مليارات يوان (480 مليون دولار) لأطباء ومسؤولين لتشجيعهم على استخدام أدويتها. واتهم الرئيس البريطاني السابق لأنشطة الشركة في الصين في مايو ايار بالوقوف وراء تلك الرشى. ومنذ ذلك الحين ظهرت مزاعم بالرشوة ولكن على نطاق أصغر في دول أخرى وتحقق الشركة حاليا في سوء سلوك محتمل من جانب موظفين في بولندا والعراق والأردن ولبنان. وسوريا هي سادس دولة تضاف إلى القائمة. وتتركز المزاعم هناك حول نشاط الأدوية الاستهلاكية للشركة بما في ذلك عقار بانادول المسكن للآلام ومنتجات العناية بالفم.

وبرغم أن القواعد الحاكمة للترويج للمنتجات التي يمكن تناولها دون وصفات طبية ليست بنفس الدرجة من الصرامة مثل أدوية الوصفات الطبية فقد قالت الرسالة التي بعث بها شخص مطلع على عمليات الشركة في سوريا إن الرشى المزعومة التي جاءت في صورة نقود ومقابل حديث في تجمعات عامة ورحلات وعينات مجانية تنتهك قوانين الفساد.

وقالت الرسالة التفصيلية التي جاءت في نحو 5000 كلمة ووجهت للرئيس التنفيذي أندرو ويتي ورئيس لجنة فحص البيانات جودي ليوينت إن تلك الحوافز أعطيت لأطباء واختصاصي أسنان وصيادلة ومسؤولين حكوميين للفوز بمناقصات والحصول على ميزات غير لائقة في الأعمال.

وعلاوة على ذلك قالت الرسالة إن جلاكسو سميثكلاين شاركت على ما يبدو في انتهاكات للقيود على الصادرات السورية بما في ذلك برنامج تهريب مزعوم لتصدير مادة السودوإيفيدرين إلى إيران من سوريا عبر العراق. ويصنف السودوإيفيدرين كمادة أولية لصنع الميثامفيتامين. وقالت الشركة إنها ستحقق في هذا الأمر إلى جانب المزاعم الخاصة بالرشى. وقالت رسالة البريد الالكتروني إن جلاكسو سميثكلاين استخدمت موظفيها ومجموعة معتوق السورية لتقديم مدفوعات غير قانونية.

تحذيرات وقيود

في السياق ذاته أعلنت الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير انه يتعين ان تشتمل جميع منتجات هرمون التستوستيرون المطروحة بالأسواق في نشرتها الدوائية تحذيرا عاما من مخاطر حدوث جلطات في الأوردة جراء استعمال العقار. وقالت الإدارة إن هذا التحذير يستند الى تقارير وردت من جهات عقب تسويق العقاقير تفيد بحدوث مثل هذه الجلطات.

وأضافت انه فيما تتضمن منتجات التستوستيرون بالفعل تحذيرا بشأن حدوث الجلطات في حالة قد ترتبط في بعض الأحيان بتعاطي العقار الا ان التقارير الحديثة لا تمت بصلة لهذه الحالة التي تقترن بزيادة في عدد كريات الدم الحمراء في بعض حالات استعمال الدواء.

كما تخضع منتجات التستوستيرون ايضا لبحوث في الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير بشأن احتمال تسببها في حدوث السكتة الدماغية او الأزمات القلبية والوفاة بالنسبة للرجال الذين يتعاطون العقار. واضافت الإدارة ان التحذير الجديد لا صلة له بهذه البحوث. وتمت الموافقة على العلاج بالتستوستيرون للرجال الذين يعانون من نقصه بسبب حالة قد تكون وراثية يعجز فيها الجسم عن افراز هذا الهرمون. وتشمل أعراض هذه الحالة الاكتئاب وتراجع الشهوة الجنسية والارهاق العام وضمور العضلات.

الى جانب ذلك شددت الحكومة الأمريكية القيود على مادة الهيدروكودون وهي من المسكنات الأفيونية للألام والموجودة في عقار فيكودين وغيره من العقاقير المسببة للادمان. وتأتي هذه الخطوة فيما يحاول مسؤولو الصحة وانفاذ القانون كبح الزيادة المستمرة في اساءة استخدام العقاقير التي تؤخذ بأمر الطبيب. وتشير بيانات على المستوى الاتحادي الى أن نحو ثلاثة من أصل أربعة من الجرعات الزائدة من العقاقير التي تؤخذ بوصفات طبية هي من المسكنات الأفيونية.

وقالت مديرة إدارة مكافحة المخدرات ميشيل لينارت في بيان للاعلان عن هذه الخطوة "هناك نحو سبعة ملايين أمريكي يسيئون استخدام أدوية الوصفات الطبية والتي تتضمن المواد الخاضعة للرقابة بما في ذلك المسكنات الأفيونية وهو ما أدى الى ان زادت الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من عقاقير الوصفات الطبية على حوادث السيارات". ومستقبلا ستوضع منتجات مثل فيكودين التي تجمع بين الهيدروكودون مع مادة أخرى مثل الاسيتامينوفين أو الأسبرين ضمن منتجات الجدول الثاني مثلها مثل عقاري الأوكسيكودوني والمورفين وهما من المسكنات الأفيونية. بحسب رويترز.

وسوف يصعب اعادة تصنيف هذه المنتجات من الحصول عليها سواء من قبل المدمنين او المرضى الذين يعانون من الألام. وظلت مادة الهيدروكودون نفسها على الجدول الثاني لعقود ولكن المنتجات التي تدخل فيها مواد أخرى تدرج على منتجات الجدول الثالث الأقل تقييدا. وقالت ادارة مكافحة المخدرات إن المنتجات التي تجمع بين الهيدروكودون ودواء آخر - الاسيتامينوفين في حالة فيكودين - تسبب الادمان بدرجة كبيرة.

عقار جديد

على صعيد متصل منحت وكالة الأدوية الأوروبية الضوء الأخضر لعقار جديد يعمل على علاج أحد أشكال داء الضمور العضلي الدوشيني. ويقتصر عمل العقار، الذي يحمل اسم "ترانسلارنا"، على علاج المصابين بما يعرف طبيا بـ "الطفرة الهرائية"، وهم يشكلون نسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15 في المئة من المصابين بداء الضمور الدوشيني.

وكانت الوكالة قد قررت عدم تصريح بيع الدواء في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أنها كانت تعمل منذ ذلك الحين على فحص الدلائل التي تشير إلى مدى فاعليته. فيما أكدت إحدى الحملات على أهمية وصول ذلك العقار دون تأخر إلى الأطفال ممن هم بحاجة إليه. ولا توجد في الوقت الحالي أي طرق علاجية مسموح بها لعلاج هذه الحالة الصحية التي تتهدد حياة المصابين.

وأضافت الوكالة أن أكبر المستفيدين من العقار الجديد هم من تبلغ أعمارهم خمس سنوات أو أكثر، ممن لا يزالون يستطيعون المشي. ويعتبر الضمور العضلي الدوشيني مرضا وراثيا يتسبب في ضعف العضلات وفقدان وظائفها تدريجيا. ويعاني المصابون به من نقص الدستروفين الطبيعي، وهو البروتين الذي يساعد على حماية العضلات من الإصابة، حيث تتضرر تلك العضلات إلى أن تتوقف عن العمل.

وهناك 2400 طفل مصاب بهذا المرض في المملكة المتحدة، إلا أن المصابين بنوع معين منه وهو "الطفرة الهرائية"، والذين يبلغ عددهم حوالي مئتي طفل، هم فقط من يمكن علاجهم بعقار "ترانسلارنا". وسيروج للعقار المكتشف، الأتالورين، في الاتحاد الأوروبي باسم "ترانسلارنا". وكانت شركة بي تي سي للأدوية هي التي طورته. فيما ستكون الخطوة القادمة تصديق المفوضية الأوروبية على قرار الوكالة بمنح الضوء الأخضر للعقار خلال الشهور الثلاثة القادمة، والسماح بترويجه في دول الاتحاد الأوروبي.

وهنا، يجب على الدول الأعضاء، بما فيها المملكة المتحدة، تحديد طرق تمويل العقار. وطالبت حملة الوقاية من داء الضمور العضلي بعقد اجتماعات عاجلة مع المعهد الوطني للتميز الصحي والطبي والهيئة الوطنية للخدمات الصحية في انجلترا لبحث طرق الموافقة على تداول العقار واستخدامه في المملكة المتحدة. بحسب بي بي سي.

وقالت الحملة إن العقار من الممكن أن يصل إلى الأسر في المملكة المتحدة بحلول ربيع 2015. وقال رئيس الحملة، روبرت ميدوكروفت، إن "قرار وكالة الأدوية الأوروبية كان خبرا رائعا". وأضاف ميدوكروفت قائلا: "معظم من جرى تشخيص إصابتهم بالمرض، وهم في العادة قبل سن الخامسة، يستخدمون كرسيا متحركا كهربائيا قبل بلوغهم سن الثانية عشر.

ويفقدون القدرة العضلية على حمل كوب مياه في سن العشرين، ولن يعيشوا حتى سن الثلاثين. ولكن ترانسلارنا يمنحنا قدرا كبيرا من الأمل المطلوب." وأضاف أن زيادة أعداد المرضى الذين يتناولون "ترانسلارنا" سيساعد على الإسراع في عملية تطوير العقار. ولا تزال التجارب الطبية على العقار مستمرة، وسيجري إرسال نتائجها إلى وكالة الأدوية الأوروبية.

عقاقير بالتكنولوجيا الحيوية

في السياق ذاته لم تنخرط شركات الأدوية الكبرى بعد في مساعي التوصل لتقنيات انتاج العقاقير بالتكنولوجيا الحيوية القائمة على النباتات والتي ربما يثبت انها أسرع وأعلى انتاجا وأقل تكلفة من الأساليب الحالية باستخدام خلايا الثدييات. فالشركات الرائدة فيما يسمى بتقنية "الاجسام المضادة النباتية" تشمل ماب فرماسوتيكال الدوائية بسان دييجو التي نالت اهتماما عالميا بعقار تجريبي لمرض الايبولا يعالج به اثنان من العاملين الامريكيين في المجال الطبي وكذلك شركات مثل ايكون جينيتكس الالمانية وبلانت فورم الكندية وآي بيو ومقرها ولاية ديلاوير.

وجميع هذه الشركات هي شركات خاصة تعمل على انتاج الأجسام المضادة والعقاقير واللقاحات البروتينية في نباتات سريعة النمو. وتأمل هذه الشركات في أن يشد انخفاض تكلفة انتاج العقاقير القائم على النباتات -والذي يصل في بعض الحالات الى نحو عشر تكلفة تصنيع الأجسام المضادة التقليدية- اهتمام شركات الادوية الأكبر في نهاية المطاف. ولم تتبن شركات الأدوية الكبرى حتى الآن هذه التقنية بعد انفاق مئات الملايين من الدولارات على خطوط التصنيع الحالية.

ويقول خبراء هذه الصناعة ان شركات الادوية الكبيرة تحتاج أيضا الى أدلة على أن هذه التقنية يمكن أن تحظى بدعم الهيئات المنظمة التي لم توافق بعد على أي عقار بالتكنولوجيا الحيوية منتج بشكل كامل من النباتات. وقال فيكتور كليميوك الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ايكون جينيتكس "اعتقد أن هذا الاهتمام سيأتي.. من المعتاد أن تكون شركات الأدوية الكبرى متحفظة جدا فيما تقرره وفيما تستثمر فيه".

وكانت شركة باير ايه.جي قد انضمت عام 2010 الى شركة ايكون في تدشين تجارب بشرية في مراحل مبكرة متعلقة بلقاح للسرطان استنبط من نبات التبغ لكن الشركة الكبرى باير توقفت منذ ذلك الحين. والأجسام المضادة هي بروتينات تستخدم من قبل جهاز المناعة في الجسم لسد مسار اي غزو أجنبي يحتمل ان يكون ضارا للجسم. بحسب رويترز.

وهناك حوالي 30 عقارا قائما على الأجسام المضادة في السوق الامريكية منها علاجات رائجة للسرطان مثل أفاستين وريتوكسان وتنتجهما شركة روش القابضة. ويتم انتاج كل منهما من خلايا ثدييات وغالبا من حيوان الهمستر القارض وتزرع هذه الخلايا في أحواض كبيرة من الفولاذ المقاوم للصدأ.

وحتى الآن فالمشروع الناجح الوحيد في العقاقير المستمدة من النباتات هو علاج اعتمدته الولايات المتحدة لمرض نادر وانتجته شركة العلاجات البيولوجية الاسرائيلية بروتاليكس وتسوقه مع شركة فايزر. وهذا العقار الذي يطلق عليه (ايليليزو) عبارة عن انزيم ينتج من خلايا الجزر المعدل وراثيا. لكن هذه الخلايا لا يعاد انتاجها في النباتات بل يتم نسخها في نظام مغلق باستخدام اكياس بلاستيكية تستعمل مرة واحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/آيلول/2014 - 11/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م