الازمة الاوكرانية...الاتحاد الاوربي يحاول ايقاف التمرد الروسي

 

شبكة النبأ: ما زالت الازمة الاوكرانية خارج نطاق السيطرة، سيما وان تبادل الاتهامات بين روسيا والاتحاد الاوربي حول الادوار التي يقوم بها الطرفين في تأجيج الاوضاع ما زالت قائمة، اضافة الى دور العقوبات الاقتصادية التي حولت القضية الى حرب اقتصادية اضرت الطرفين، كما ان المخاوف من اندلاع حرب تزج اطراف اوربية اخرى حفزت الأوربيين على استخدام اسلوب اكثر صرامة حيال روسيا والانفصاليين في شرق اوكرانيا.

وعانى سكان المناطق المضطربة اوضاعا انسانية صعبة في ضل حرب عنيفة بين اوكرانيا والانفصاليين المتعاونين مع روسيا (والمطالبين اما بالانفصال او وضع خاص يحفظ حقوقهم) استمرت لا شهر وراح ضحيتها الالاف بين قتيل وجريح، اضافة الى مئات الالاف اللذين فرو نحو مناطق اكثر امنا في روسيا او الدول المجاورة لاوكرانيا، بحسب تقارير تصدر من الامم المتحدة بصورة منتظمة.

ومع اعلان وقف اطلاق النار الاخير والذي يأمل منه ان يكون بداية جديدة لتحسين الاوضاع الانسانية، والحوار من اجل ايجاد مخرج دبلوماسي يرضي الاطراف المتنازعة، تحاول اطراف دولية تحييد دور روسيا، المتهمة بالوقوف وراء حركات التمرد التي حدثت في اوكرانيا، خصوصا وان البداية كانت مع انفصال شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وانضمامها الى روسيا من دون ان يستطيع الاتحاد الاوربي منع هذا الانفصال او اثناء بوتين عن قبوله، ويبدو ان الاتحاد الاوربي يخشى كثيرا من احلام بوتين التوسعية، كما يرى محللون، ويحاول الاتحاد الاوربي، من اجل ذلك، تحصين نفسه عن طريق فسح مجال اكثر لتفعيل دور حلف شمال الاطلسي، اضافة الى ممارسة المزيد من الضغط الاقتصادي على روسيا لمنعها من الذهاب الى ابعد من ذلك.

عقوبات اقتصادية جديدة

فقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، ولكنه قال إنه قد يتم تعليقها إذا سحبت موسكو قواتها من أوكرانيا والتزمت بوقف لإطلاق النار، وذلك عقب اجتماع سفراء دول الاتحاد الأوروبي ال28 في بروكسل، وفي رسالة إلى رؤساء الدول والحكومات، قال الرئيسان المنتهية ولايتهما للمفوضية والمجلس الأوروبي جوزيه مانويل باروزو وهيرمان فان رومبويي على التوالي "هذه المجموعة الجديدة من العقوبات أقرت الآن" على مستوى لجنة الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأضافا إن "هذا الأمر سيعطي الاتحاد الأوروبي وسيلة فعالة يجب أن تتيح لنا تقديم رد خلال وقت قصير"، وأوضحا أن "هذا الأمر سوف يزيد من فعالية الإجراءات التي اتخذت أصلا وسوف تعزز المبدأ القائل بان عقوبات الاتحاد الأوروبي تهدف إلى حصول تغيير في موقف روسيا في أوكرانيا".

وقالا أيضا إن هذه الحزمة من "العقوبات الاقتصادية تضمن إجراءات مشددة تستهدف حرية الوصول إلى أسواق المال والدفاع والممتلكات التي تستخدم لأغراض مدنية وعسكرية والتكنولوجيا الحساسة"، وأشارا من جهة أخرى إلى أن أسماء أضيفت على لائحة الأشخاص المستهدفين بالعقوبات الموجهة، تجميد أموال ومنع من السفر إلى الاتحاد الأوروبي، وأوضحا أن هذه اللائحة تشمل حاليا "السلطة الجديدة في منطقة دونباس وحكومة والقرم وكذلك مسؤولين والنخبة الحاكمة في روسيا"، وكان دبلوماسي اوروبي فضل عدم الكشف عن هويته قال "هناك اتفاق مبدئي على عقوبات جديدة وان قرارا رسميا سوف يتخذ". بحسب فرانس برس.

كما أعلن مصدر دبلوماسي آخر أن السفراء "وافقوا على مجموعة قيود إضافية على علاقة بالأوضاع في أوكرانيا بحسب الصلاحيات التي منحهم إياها المجلس الأوروبي في 30 آب/أغسطس الماضي"، وسيتم وضع اللمسات النهائية على النص وقال مصدر دبلوماسي إن هذه الحزمة من الإجراءات سوف تنشر في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي كي تدخل حيز التطبيق وذلك بعد إقراراها رسميا، وقال مصدر دبلوماسي آخر "إنها دليل على أن حكومات الاتحاد الأوروبي مستعدة للقيام بما يلزم من أجل أن نظهر لها عواقب أفعالها".

الحلف الاطلسي يعززه قدرته

فيما تعهدت دول الحلف الاطلسي الابقاء على "وجود دائم" في شرق اوروبا حيث يثير موقف روسيا مخاوف كبرى، ولا سيما من خلال قوة تدخل قادرة على الانتشار خلال ايام قليلة، واقر الحلفاء خلال قمتهم في نيوبورت بويلز انشاء قوة تدخل سريع جديدة تهدف الى "تعزيز الدفاع المشترك" بحسب المهمة الاساسية للحلف الذي تشكل في مطلع الحرب الباردة قبل 65 عاما، ولا سيما مواجهة التهديدات الجديدة والابقاء على وجود "دائم" في اوروبا الشرقية، واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في ختام القمة التي استمرت يومين "اكدنا مجددا قبل اي شيء على المهمة المحورية للحلف"، وتابع "ان هجوما مسلحا ضد اي منا سيعتبر بمثابة هجوم علينا جميعا، انه واجب ملزم بموجب المعاهدة وغير قابل للتفاوض".

وقال ان الحلف سيواصل دورياته الجوية المعززة فوق دول البلطيق ويواصل نشر سفنه في البحر الاسود وبحر البلطيق وسيضاعف تدريباته العسكرية في الشرق، مذكرا بان الولايات المتحدة وعدت في حزيران/يونيو بتقديم مليار دولار "لطمأنه اوروبا"، ودعما لأهداف الحلف الاطلسي الجديدة، قال اوباما ان الدول ال28 ستزيد انفاقها على الدفاع بحيث تخصص 2 بالمئة من ناتجها الاقتصادي السنوي للنفقات العسكرية، بعدما سجل انحسار في هذه النفقات على مدى سنوات، وتبدي دول البلطيق التي تضم اقليات كبيرة ناطقة بالروسية وكذلك بولندا مخاوف شديدة من ان تكون الضحايا المقبلة لروسيا المتهمة بالسعي لزعزعة الاستقرار في المنطق للإبقاء على نفوذها فيها.

من جهته قال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن "اتفقنا اليوم على الابقاء على وجود ونشاط متواصلين في الجو والبر والبحر في القسم الشرقي من الحلف، على اساس مناوبات"، واعلن عن تشكيل "قوة تدخل سريع" تكون بمثابة "راس حربة" و"ستضم الاف العناصر من القوات البرية جاهزة للانتشار خلال ايام قليلة بدعم جوي وبحري ومن قوات خاصة" بحيث يتمكن الحلف من "التعامل بشكل سريع وحازم مع اي تهديد"، وقال راسموسن ان "هذا القرار يوجه رسالة واضحة مفادها ان الحلف الاطلسي يحمي كل حلفائه في كل الاوقات" وان على اي "معتد محتمل" ان ياخذ ذلك بالاعتبار، ويملك الحلف الاطلسي "قوة تدخل" اكبر غير انها لم يسبق ان تحركت حتى الان في مسرح عمليات ويرى المحللون ان نشرها ميدانيا يستغرق اسابيع ما يعتبر مهلة اطول من ان تشكل قوة ردع ذات مصداقية في وجه تهديدات ذات طبيعة متغيرة. بحسب فرانس برس.

ويرى المحللون ان التكتيكات الروسية في اوكرانيا مثل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة لتبديل موقف الراي العام ومباغتة خصومها، بالتزامن مع استخدام قوتها العسكرية التقليدية، فاجأت الحلف الاطلسي وشكلت تحديا لعقيدته، واقرت القمة كذلك "خطة جهوزية للتحرك" واسعة النطاق لتعزيز الدفاع المشترك، تهدف الى طمأنة الحلفاء المتخوفين على ضوء الازمة الاوكرانية وتقدم تنظيم الدولة الاسلامية الكاسح في العراق وسوريا وانعدام الاستقرار في شمال افريقيا، وقالت ليتوانا انه في هذا السياق سيقيم الحلف الاطلسي "مراكز" على اراضيها وفي بلدان اخرى من البلطيق لكن راسموسن كان اكثر تحفظا في هذا الشأن، وقال انه سيتم نشر "منشآت قيادية" في شرق اوروبا بدون اضافة اي تفاصيل اخرى مفاديا الكلام عن "قواعد دائمة" ما يهدد باثارة استياء روسيا.

وقال "ما زال علينا ان نحدد موقع منشآت الاستقبال بشكل دقيق، لكنني اخذت علما اليوم بان دول البلطيق وبولندا ورومانيا ابدت استعدادها لاستقبال مثل هذه المنشآت"، كما تنص الخطة على نشر تجهيزات ومعدات في مواقع مسبقة وزيادة تقاسم المعلومات، ومن غير المتوقع المصادقة على تشكيل هذه القوة المتعددة الجنسيات الجديدة التي ستبلغ كلفتها مئات ملايين اليورو في السنة قبل نهاية السنة وسبق ان تعهدت بريطانيا بالمساهمة فيها بإلف عسكري، وقال راسموسن "هذا اظهار لتضامننا وتصميمنا" مضيفا ان "من نتائج خطة التحرك هذه ان الحلف الاطلسي سيكون له وجود اكثر ظهورا في الشرق واعتقد ان ذلك يوجه رسالة في غاية الوضوح الى موسكو".

ووقع الحلف الاطلسي وروسيا عام 1997 "وثيقة تأسيسية" يتعهد الحلفاء بموجبها عدم اقامة قواعد دائمة في دول حلف وارسو السابقة ويلتزم الطرفان بموجبها عدم تغيير حدود هذه الدول بالقوة، وحرص راسموسن الذي يسلم مهامه في نهاية ايلول/سبتمبر الى رئيس الوزراء النروجي السابق ينس ستولتنبرغ، على التأكيد على ان الحلف الاطلسي سيلتزم بهذه الوثيقة، في حين اتهم روسيا مرارا بمخالفة الوثيقة من خلال التدخل في اوكرانيا، كما ان قوة التدخل السريع ستسمح للحلفاء بمواجهة ازمات اخرى في العالم، وقال راسموسن بهذا الصدد ان "البيئة الامنية اكثر غموضا من اي وقت مضى، روسيا تهاجم اوكرانيا، وفي الشرق الاوسط يظهر متطرفون عنيفون، وانعدام الاستقرار يتزايد في شمال افريقيا"، وتستضيف بولندا القمة المقبلة للحلف الاطلسي عام 2016 في وارسو وعلق راسموسن ان هذا يعتبر "اشارة قوية جدا" وتأكيدا على "وجود اكثر جلاء في شرق الحلف الاطلسي".

وقف اطلاق النار

الى ذلك اعلنت كييف والانفصاليون الموالون لروسيا توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار يفترض ان يكون دخل حيز التطبيق وذلك خلال لقاء في مينسك خصص لوضع حد لخمسة اشهر من المعارك الدامية في شرق اوكرانيا، واعلن "رئيس وزراء" جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة من طرف واحد ايغور بلوتنيتسكي للصحافيين "اؤكد اننا على استعداد لاحترام بروتوكول الاتفاق الموقع ووقف اطلاق النار"، واعطى الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو من جهته الامر لقواته بوقف اطلاق النار وذلك بعدما اعلن على موقعه على تويتر توقيع "بروتوكول تمهيدي لوقف اطلاق النار"، وسارع الكرملين الى الرد معربا عن الامل في ان يتم "احترام" اتفاق وقف اطلاق النار وبان يتم تنفيذه "بكل بنوده".

لكن لم يصدر اي توضيح بشان مدة وقف اطلاق النار الذي يشكل نجاحا للانفصاليين وروسيا خصوصا في حدود انه يمكن ان يثبت خسارة كييف لعدة مدن في شرق اوكرانيا بعد التقدم الذي حققه الانفصاليون في الاسابيع الاخيرة بمساعدة ميدانية من عسكريين روس في المكان، بحسب الغربيين، ووقعت معارك عنيفة في محيط مرفأ ماريوبول الاستراتيجي (جنوب شرق اوكرانيا) الذي تتقدم نحوه القوات الانفصالية، بينما وقعت سلسلة انفجارات دامية ليلا في دونيتسك، معقل الانفصاليين، ما اوقع خمسة قتلى، وبحسب صحافيين في المكان، فان اي معركة لم تسجل في محيط ماريوبول بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار.

وعلى الطريق بين ماكيفكا وياسينوفاتا في شمال شرق دونيتسك، لم يكن من السهل على مجموعة من المتطوعين الانفصاليين من لواء فوستوك ان تصدق بانه تم التوصل فعلا الى اتفاق لوقف اطلاق النار، وكانت سحابة من الدخان الاسود تتصاعد من مستودع اثر تعرض موقعهم للقصف قبل ساعات، وسخر احد المقاتلين الموالين لروسيا من الامر وقال "في الساعة المحددة او ما اشبه، يريدون البدء بوقف اطلاق النار الخاص بهم"، والاتفاق الذي تم توقيعه بين كييف والانفصاليين بدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يسمح لموسكو بتفادي عقوبات جديدة يستعد الغربيون لاقرارها، وكانت الولايات المتحدة تعد بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الاوروبي، عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا لتسريع وزيادة الضغط على الكرملين المتهم بانه وراء هذه الازمة التي اوقعت قرابة 2600 قتيل منذ نيسان/ابريل. بحسب فرانس برس.

لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اعلن ان العقوبات الجديدة المتوقعة قد ترفع في حال التوصل الى وقف لإطلاق النار، واتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه اثناء المباحثات التي اجرتها "مجموعة الاتصال" التي تضم روسيا واوكرانيا والانفصاليين ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا، بعيد عن خطة السلام التي طرحها رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك، وقد ذكر هذا الاخير بان الاتفاق ينبغي ان يتضمن "سحب القوات الروسية والعصابات والارهابيين (الانفصاليين) واعادة السيطرة على الحدود"، لكن هامش المناورة يبدو ضعيفا جدا بالنسبة الى كييف لان قوات الرئيس بترو بوروشنكو تفقد يوميا مواقع اضافية.

وامام موقف روسيا في اوكرانيا، اعلن الحلف الاطلسي تشكيل قوة "رد سريع" يمكن ان تنتشر في بضعة ايام في حال حصول ازمة، كما قرر الابقاء على "حضور دائم" في شرق اوروبا، ويأتي التوقيع على وقف اطلاق النار بعد ان عرض الرئيس الروسي فلاديمبر بوتين خطة لتسوية الازمة من سبع نقاط، ويطالب فلاديمير بوتين خصوصا بان تنسحب القوات الحكومية من المناطق الصناعية في دونيتسك ولوغانسك، ويشتبه الغربيون في ان الرئيس الروسي الذي اغضبه اتفاق الشراكة الاقتصادية بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي في حزيران/يونيو، يفعل كل في وسعه لكي تبقى هذه المناطق معتمدة على المبادلات التجارية مع روسيا.

والدليل على هذه الريبة تصريحات الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن والذي تهجم بقوة على روسيا، وقال راسموسن ان "روسيا تقاتل اوكرانيا في اوكرانيا، القوات والدبابات الروسية تهاجم القوات الاوكرانية، وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن السلام، لم تقم روسيا باي مبادرة لجعل السلام ممكنا"، وفي دونيتسك، سمع دوي انفجارات عدة طيلة الليل ما يشير الى تصعيد عمليات القصف بعد عدة ايام من التهدئة، وبحسب البلدية، فان خمسة مدنيين لقوا مصرعهم واصيب تسعة اشخاص بجروح، وواصل الانفصاليون هجماتهم على ماريوبول، اخر مدينة كبرى في الشرق تحت سيطرة القوات الاوكرانية، وبعد اطلاق نار كثيف حتى وقت متاخر ليلا.

وسقوط هذا المرفأ على بحر ازوف سيفتح للانفصاليين الطريق الى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في اذار/مارس الماضي، وبحسب مذكرة لمستشارين سياسيين في "يورايجيا غروب"، فان "وقفا دائما لإطلاق النار يبقى غير مؤكد استنادا الى الخلافات الاساسية بين روسيا واوكرانيا حول ما سيفرضه اتفاق سلام" وخصوصا رفض كييف سحب قواتها من الشرق وقبول نموذج الفدرالية الذي يطالب به الكرملين منذ اشهر.

الفرار من القتال

من جهتها أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص تركوا منازلهم بسبب تصاعد الصراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا، وبلغ عدد الذين نزحوا من منازلهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط نحو 260 ألف شخص، بحسب فينسينت كوشيتل مدير مكتب وكالة الأمم المتحدة للاجئي أوروبا، ومنيت قوات حكومة كييف بسلسلة من الهزائم على ايدي الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يواصلون تقدمهم على عدة جبهات شرقي اوكرانيا.

كان انفصاليون موالون لروسيا في دونيتسك ولوهانسك قد أعلنوا استقلال مناطقهم عن أوكرانيا في أبريل / نيسان الماضي، وذلك في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها في مارس / آذار، وقتل نحو 2600 مدني ومقاتل منذ منتصف أبريل/نيسان عندما أرسلت أوكرانيا قواتها لطرد الانفصاليين، وتتهم أوكرانيا روسيا بتسليح الانفصاليين وإرسال قوات روسية إلى شرق أوكرانيا، وهي مزاعم تنفيها روسيا، وتقول ايموجين فولكيس إن كثيرا من النازحين لم يسجلوا أنفسهم لدى السلطات الاوكرانية لإن ذلك لن يضمن حصولهم على مساعدات، كما أن كثيرا منهم يخشى أن يتم تجنيده في الجيش الاوكراني. بحسب بي بي سي.

وتضيف أن نحو 800 ألف شخص أوكراني معظمهم من أصول روسية عبروا الحدود إلى روسيا والبعض الآخر فر إلى بولندا وبيلاروسيا ودول البلطيق وهي استونيا ولاتفيا وليتوانيا التي تشير الأرقام أنها استقبلت نحو 20 الف شخص منذ بدء الصراع، وحقق الانفصاليون في أوكرانيا مكاسب ميدانية في مواجهة القوات الحكومية خلال الأيام الأخيرة في منطقتي لوهانسك ودونيستك، شرقي أوكرانيا، متقدمين جنوبا حول مطار ماريوبول، وكان اجتماع عقد بين مسؤولين روس وأوكرانيين مع الانفصاليين ومراقبين دوليين في مينسك انتهى دون التوصل إلى اتفاق، وكانت أخر جولات المفاوضات عقدت في روسيا البيضاء لكن تم تأجيلها بعد عدة ساعات.

وأفادت الأنباء بأن مندوبي الانفصاليين خففوا من مطالبهم من الاستقلال التام إلى المطالبة بـ "وضع خاص" لمناطقهم في ظل تبعية لأوكرانيا، ويقول مراسلون إن المطلب الجديد يجعل من الانقسام داخل أوكرانيا أمرا واقعا حيث يسعى الانفصاليون إلى الارتباط اقتصاديا بروسيا، وكان وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف حث المفاوضين على جعل "وقف إطلاق النار" على رأس أولوياتهم، ودأبت موسكو على نفي تدخلها عسكريا في الأزمة الأوكرانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/آيلول/2014 - 11/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م