التحالف الدولي القادم... حرب مفتوحة ضد الارهاب

 

شبكة النبأ: تعهدت العديد من الدول الغربية خلال اجتماعاتها الموسعة الاخيرة بالقضاء على تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش) من خلال دعم العراق وحكومته الجديدة امنيا وعسكريا واستخباريا، كما توعدت الولايات المتحدة عناصر التنظيم بحرب مفتوحة وطويلة الامد، لإنهاء سيطرة التنظيم على مساحات واسعة في العراق، كما فعلت الولايات المتحدة سابقا مع تنظيم القاعدة او ما تفعله اليوم في الصومال باستهداف حركة الشباب في الصومال، (خصوصا وان البنتاغون الامريكي قد اكد مقتل زعيم التنظيم المتطرف في الصومال)، وقد تجاوبت العديد من الدول الغربية مع هذه الدعوات، وبالأخص حلف شمال الاطلسي (القوة العسكرية الابرز في اوربا) الذي ابدى استعداده الكامل لدعم العراق في حال تم الطلب منه المساعدة في هذا الامر بصورة رسمية.

ويبدو ان الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، ادركت ان التنظيم قد يشكل خطرا حقيقيا على مصالحها في الشرق الاوسط، او في ذات البلدان، مع تنامي انضمام المسلحين الاجانب له، سيما وان الالاف منهم يحملون الجنسية الاوربية، اضافة الى عشرات البلدان الاخرى في مختلف انحاء العالم، كما ادركت الولايات المتحدة ان التوسع الكبير للتنظيم لن يتم القضاء عليه بجهود فردية من قبل القوات العراقية او الطلعات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة في شمال العراق، وانما يجب ان يكون هناك تكاتف دولي يهدف الى تضافر الجهود العالمية في تجفيف منابع التمويل والتسليح، واستخدام الضغط الدبلوماسي والجهد العسكري، كما عبر عنه اوباما خلال حديثه عن اليه القضاء على التنظيم.

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما إن حلفاء رئيسيين بحلف شمال الأطلسي مستعدون للانضمام إلى الولايات المتحدة في القيام بعمل عسكري لهزيمة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وتوعد "بالقضاء" على زعماء التنظيم الذي قال انه يشكل خطرا كبيرا على الغرب، وقال أوباما إن الولايات المتحدة ستلاحق مقاتلي الدولة الإسلامية التي استولت على مساحات كبيرة في العراق وسوريا بنفس الطريقة التي تم بها التعامل مع القاعدة منذ هجمات 11 من سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة وما تفعله مع حركة الشباب في الصومال، وقال أوباما بعد أن اجتمع وزراء 10 دول على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي في ويلز لتشكيل ما سمته واشنطن "ائتلافا أساسيا" إن "حلفاء رئيسيين في حلف شمال الأطلسي يقفون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال العمل العسكري والاستخبارات وإنفاذ القانون وكذلك الجهود الدبلوماسية".

في سياق متصل حضر وزراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وتركيا وايطاليا وبولندا والدنمرك واستراليا التي لا تنتمي لعضوية الحلف مع وزيري الخارجية والدفاع الامريكيين جون كيري وتشاك هاجل، وقال أوباما في مؤتمر صحفي "انضم حلفاء بالفعل إلينا في العراق حيث أوقفنا تقدم الدولة الإسلامية وقمنا بتجهيز شركائنا العراقيين وساعدناهم على الهجوم"، وأضاف قوله إن الولايات المتحدة تأمل أن يتم تشكيل حكومة عراقية جديدة وإنها على يقين أنها ستصل إلى تكوين تحالف من أجل العمل المتواصل لتدمير الدولة الإسلامية، وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ان باريس مستعدة للانضمام الى الضربات الجوية الامريكية اذا طلبت منها حكومة بغداد الجديدة في اطار استراتيجية دولية شاملة لمواجهة الدولة الاسلامية، وطرح امكانية القيام بعمليات في سوريا أو المساعدة في قتال مسلحي الدولة الاسلامية هناك.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي فشل في الفوز بتأييد البرلمان للقيام بعمل عسكري في سوريا العام الماضي أكثر حذرا بشأن المشاركة في عمل مسلح قائلا "لم نصل الى تلك المرحلة بعد"، ويشعر الرأي العام البريطاني بقلق بالغ من تدخل عسكري أجنبي بعد ان انضمت لندن الى واشنطن في غزو العراق عام 2003 استنادا الى معلومات كاذبة بشأن أسلحة دمار شامل، وفرنسا التي عارضت تلك العملية أكثر تقبلا لمسألة عمل خارجي، ووجهت انتقادات الى اوباما لقوله إنه لم يضع بعد استراتيجية لمواجهة الدولة الاسلامية في سوريا والتي أثارت غضبا عاما في الغرب بذبح صحفيين امريكيين، وأكدت الولايات المتحدة الحاجة الى انتهاج أسلوب شامل في المحادثات وأقرت بأن القيام بعمل ضد الدولة الاسلامية في العراق ستكون له تداعيات في سوريا أيضا. بحسب رويترز.

وقال أوباما في بعض من أشد تصريحاته منذ بدأت واشنطن هجمات جوية الشهر الماضي لوقف تقدم الدولة الإسلامية في شمال العراق "سنضعف الدولة الإسلامية ونهزمها في نهاية المطاف مثلما فعلنا مع القاعدة"، وأوضح بقوله "في البداية تردهم على أعقابهم وتضعف بشكل ممنهج قدراتهم وتضيق مجال عملهم وتقلص ببطء المساحة والأرض التي قد يسيطرون عليها وتقضي على قادتها وبمرور الوقت لن يستطيعوا تنفيذ هجمات إرهابية كتلك التي كانوا في وقت ما قادرين على تنفيذها"، وفي محاولة لمواجهة خطر المتشددين الامريكيين والاوروبيين العائدين من المنطقة لمهاجمة الغرب أعلن حلف شمال الاطلسي خططا لتبادل مزيد من المعلومات بين الحلفاء بشأن الغربيين الذين يقاتلون مع المتشددين.

وظهر رجل يتحدث بلكنة انجليزية في تسجيل مصور لذبح الصحفيين الامريكيين ورفعت بريطانيا درجة التأهب من خطر ارهاب الى ثاني أعلى درجة وهو ما يعني انها خلصت في تقييمها الى ان التعرض لضربة "مرجح بدرجة كبيرة"، وقال مسؤولون أوروبيون إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وهما زعيما أكبر قوتين عسكريتين في أوروبا أبلغا أوباما في اجتماعات خاصة بأن واشنطن يجب أن تفعل المزيد وألا تكتفي بشن ضربات جوية على أهداف الدولة الاسلامية وأن هناك حاجة لاستراتيجية شاملة، وقال مسؤول دفاعي غربي مطلع على المحادثات بين زعماء الحلفاء "لا يمكن أن يقتصر الأمر على قول: دعونا نقصف عددا قليلا من الأهداف ونرى ماذا سيحدث".

وقال مسؤول بريطاني طلب عدم نشر اسمه "هناك احساس متنام بأن الأمر سيتطلب أكثر مما يحدث، لكن يجب أن تتسم الأمور بالحرص والتوازن"، ورغم انه لم يتضح عدد الدول التي ستنضم في النهاية الى واشنطن في دعم العمليات العسكرية في العراق وضع كيري وهاجل الحدود لمثل هذا العمل في اجتماع تم الترتيب له على عجل في نيوبورت وهي انه لن تكون هناك قوات برية، وقال بيان أصدره كيري وهاجل إن التحالف يحتاج إلى تعقب تمويل الدولة الإسلامية بما في ذلك أي تجارة في المنتجات البترولية وإحباط فكر التنظيم، ومن جانبه قال كيري "نحن مقتنعون بأننا سنمتلك خلال الأيام المقبلة القدرة على تدمير الدولة الاسلامية في العراق والشام (الدولة الاسلامية)، قد يستغرق الأمر عاما وربما عامين أو ثلاثة لكننا عازمون عليه".

اجتماع مع زعماء الكونجرس

الى ذلك قال مصدر كبير في الكونجرس الأمريكي إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي مع الزعماء الأربعة للكونجرس وسط قلق متزايد في واشنطن بشأن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، وأردف المصدر قائلا إن الاجتماع سيعقد قريبا، ويعود النواب إلى واشنطن من عطلة أغسطس آب التي استمرت خمسة أسابيع، وسيضم الاجتماع هاري ريد الزعيم الديمقراطي لمجلس الشيوخ وميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في المجلس بالاضافة إلى جون بوينر رئيس مجلس النواب ونانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب.

ولم يكشف النقاب عما سيتناوله الإجتماع ولكن من المتوقع أن يركز على التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، ودعا نواب من الحزبين أوباما إلى أن يشرح بالتفصيل خططه لتعقب هذا التنظيم بعد قيامه بالسيطرة على مساحات من العراق وسوريا وبثه شريطين مصورين لذبح صحفيين أمريكيين، وانتقد البعض الرئيس لتقاعسه عن تقديم استراتيجية لكل من الكونجرس والرأي العام الأمريكي، وقال أوباما خلال اجتماع قمة لحلف شمال الأطلسي إن الحلف مستعد للانضمام للولايات المتحدة في عمل عسكري لدحر مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق كما تعهد بالقضاء على قادة هذا التنظيم الذي قال إنه يمثل تهديدا رئيسيا للغرب.

وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ائتلافا دوليا واسعا سيشكل لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، معربا عن ثقته لهزم هذا التنظيم، وقال أوباما في مؤتمر صحافي، عقده في ختام قمة للحلف الأطلسي، إن "الأمر لن يحصل بين عشية وضحاها، إلا أننا نتقدم في الاتجاه الصحيح، سنضعف تنظيم الدولة الإسلامية وفي النهاية سنهزمه"، وأضاف أوباما "سنطاردهم كما نفعل تماما مع فلول القاعدة"، موضحا أنه "يمكننا تفكيك هذه القوة التي سيطرت على أراضي واسعة حتى لا يستطيعون الوصول إلينا"، وأضاف أوباما "سيكون ذلك هدفنا وأنا مرتاح لأن هناك إجماعا لدى أصدقائنا وحلفائنا بأن هذا الهدف ذات قيمة وهم مستعدون للعمل معنا لتحقيقه". بحسب فرانس برس.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تنوي التعاون عسكريا مع إيران للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف "لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران، ولن نتقاسم معلومات معها، كما ليس لدينا أي خطط للقيام بذلك"، وتابعت هارف "أننا لن ننسق التحركات التي سنقوم بها" مع إيران الشيعية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" السني المتشدد، وتشن القوات الأمريكية غارات جوية على مواقع لتنظيم "الدولية الإسلامية" في شمال العراق منذ آب/أغسطس الماضي.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن فرنسا مستعدة للمشاركة في ائتلاف دولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق مع "احترام قواعد القانون الدولي"، وقال هولاند إن "فرنسا مستعدة للتحرك ضمن احترام القانون الدولي" ضد "الدولة الإسلامية" في العراق، مشترطا وجود "إطار سياسي" يتمثل في تشكيل حكومة عراقية جديدة، ورفض هولاند، الذي سبق أن قدمت بلاده سلاحا إلى المقاتلين الأكراد في شمال العراق، تقديم تفاصيل حول الدور الفرنسي المحتمل في العراق.

واستبعد الرئيس الفرنسي أي تدخل في سوريا في الوقت الحاضر، وقال هولاند "بالنسبة إلى سوريا فإننا لن نتدخل قبل الحصول على دليل واضح بأن ما يمكن أن نقوم به لن يصب في مصلحة بشار الأسد"، وتابع "هذا لن يمنعنا من التحرك بما أننا سبق أن قدمنا المساعدة إلى الجيش السوري الحر، إلا أن ذلك يفترض توافر شروط أخرى، لأننا هنا لسنا في الوضع نفسه بالنسبة إلى القانون الدولي، بالنسبة إلى العراق فإن السلطات التي نعتبرها شرعية هي التي تدعونا، في سوريا من الذي سيدعونا؟"، وعثرت القوات الكردية والميليشيات الشيعية على 35 جثة في بلدة سليمان بيك التي تمت استعادة السيطرة عليها من الدولة الإسلامية، بحسب ما أفاد ضابط وطبيب، ولم يكن واضحا على الفور متى تم قتل هؤلاء الذين وجدت على أجسادهم أثار طلقات نارية ودفنوا في مقابر جماعية.

دور تركيا وراء الكواليس

من جانب اخر قد تجد تركيا صعوبة في أن تلعب دورا علنيا في الائتلاف الذي تشكله الولايات المتحدة لضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وربما سوريا خوفا من أن ينتقم التنظيم المتشدد من عشرات الأتراك الذين يحتجزهم رهائن، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يأمل أن يضع استراتيجية إقليمية للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مناطق واسعة من العراق وسوريا لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين توقعوا أن تنأى تركيا بنفسها عن لعب دور علني كبير، وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي هي البلد المسلم الوحيد في "ائتلاف اساسي" أعلنت الولايات المتحدة عنه خلال قمة للحلف في نيوبورت بويلز، ويضم الائتلاف عشر دول التزمت بمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق، ولم يتضح إلى أي مدى قد يستهدف الائتلاف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث يتمتع المتشددون بملاذ آمن. بحسب رويترز.

وعلاقات تركيا بدول سبع مجاورة لها حساسة واحيانا ما تعاني هذه الدول من اضطرابات، ويحتجز تنظيم الدولة الاسلامية نحو 46 مواطنا تركيا بينهم دبلوماسيون خطفوا من القنصلية التركية في الموصل عندما اجتاح التنظيم المدينة وهي ثاني أكبر مدن العراق في يونيو حزيران، وتقديرا للمأزق الذي تجد تركيا نفسها فيه تهدف واشنطن إلى حمل أنقرة على التركيز على وقف تدفق المتشددين الأجانب وبينهم كثيرون من الولايات المتحدة وغرب أوروبا يعبرون أراضيها للانضمام للقتال في سوريا، وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه "الكل يدرك أن الأتراك لهم وضع خاص" في إشارة إلى سلامة الرهائن الاتراك وعدم رغبة دولة في مهاجمة دولة مجاورة خشية حدوث رد فعل انتقامي، وتابع "تركيا ستكون جزءا من الائتلاف لكن ما الذي يعنيه ذلك؟ لن يتطلب الكثير".

وذكر مسؤول ثان أن واشنطن ستطلب من أنقرة أن تبذل جهدا أكبر لمنع المقاتلين الأجانب من دخول سوريا وهي رسالة وجهها أوباما بشكل دبلوماسي وسيكررها وزير الدفاع تشاك هاجل خلال زيارة لتركيا، وعندما اجتمع بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال أوباما للصحفيين "أريد أن أعبر عن تقديري للتعاون بين القوات المسلحة واجهزة المخابرات الأمريكية والتركية في التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب وهي قضية لا تزال تحتاج لجهد أكبر"، وسعت تركيا لفترة طويلة لدفع الولايات المتحدة كي تتحرك بشكل أكبر لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي اودت بحياة نحو 200 ألف شخص، وقال مسؤولون أتراك إن تركيا وضعت قائمة تضم أسماء ستة آلاف شخص ممنوعين من دخول أراضيها للاشتباه في أنهم يسعون للانضمام "للمتشددين في سوريا" بحسب معلومات من وكالات مخابرات أجنبية.

وقال المسؤول الأمريكي الثاني "ملف المقاتلين الأجانب معروف جيدا، انها مشكلة وهي حتما تساهم، في تقدمهم في سوريا والعراق، هذا حتما أمر نتطلع لتركيا كي تساعدنا فيه"، ودفع التقدم الخاطف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق أوباما لاستئناف الغارات الجوية في العراق خلال شهر أغسطس آب للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية في 2011، وكانت الولايات المتحدة قد نفذت 127 ضربة جوية، وزادت التوقعات بأن أوباما قد يستهدف الدولة الإسلامية في سوريا، وبالإضافة لإيفاد هاجل لتركيا سيتوجه وزير الخارجية جون كيري للشرق الاوسط لحشد شركاء للائتلاف، وتسلط معضلة تركيا الضوء على طبيعة التحديات التي يواجهها كيري في تشكيل ائتلاف فعال من الدول التي لها مصالح والتزامات مختلفة في المنطقة.

وفي مؤشر على مدى حساسية المسألة في تركيا شدد مسؤولون أتراك في احاديث خاصة على أن أيا من الطائرات الأمريكية التي تنفذ غارات في العراق لم تأت من قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا، وقال هنري باركي وهو استاذ بجامعة ليهاي وعضو سابق في إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية "لن يسمحوا باستخدام انجرليك لتنفيذ ضربات جوية"، وأضاف في إشارة إلى مقطع الفيديو الذي نشر يوم 19 أغسطس آب وأظهر مقاتلا ملثما وهو يذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي "إعدام فولي لم يكن رسالة لنا فحسب بل أيضا للأتراك"، ونشر التنظيم مقطع فيديو آخر يظهر اعدام صحفي أمريكي ثان هو ستيفن سوتلوف، ورغم تشديد تركيا على احترام التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي الذي انضمت إليه في 1952 فقد عبر مسؤولون أتراك عن عدم استعدادهم للمخاطرة بحياة رهائنهم.

وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه "تركيا عضو بحلف الأطلسي، نشترك في المبادئ والقيم نفسها مع الغرب، لكن لدينا 46 رهينة"، وقال دبلوماسي غربي في أنقرة "انهم عاجزون، لا يستطيعون (وهذا أمر مفهوم حقيقة) ان ينضموا بحماس للتحرك العسكري، أنا واثق أنهم يبدون تأييدهم في الاحاديث الخاصة لكنهم لا يشعرون، أن بإمكانهم إبداء هذا على الملأ"، وقال محللون في الولايات المتحدة بينهم اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو وهو قائد أمريكي كبير سابق في أفغانستان إن تركيا ستقدم المساعدة من وراء الكواليس بالسماح لدبابات وطائرات استطلاع وطائرات بدون طيار بالعمل من أراضيها.

وقال بارنو الذي يعمل الآن في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن "الاحتمال الأكثر ترجيحا هو أنهم قد يكونون على استعداد لاستخدام هذه القواعد لأنشطة غير قتالية، وليس الطائرات التي تحمل قنابل"، لكن استهداف التنظيم في سوريا يتطلب إقناع دول مثل تركيا والسعودية والأردن وغيرها بان الولايات المتحدة باقية لبعض الوقت رغم احجام أوباما عن التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط، وقال فريد هوف وهو خبير سابق بالشؤون السورية في وزارة الخارجية الأمريكية "أي شخص يفكر جديا في الانضمام للائتلاف ويتخذ القرار في نهاية المطاف ينبغي أن يقنعه رئيس الولايات المتحدة بان بلاده ستكون موجودة لفترة زمنية ولن تتخلى عنه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/آيلول/2014 - 11/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م