عودة المقاتلين الى بلدانهم..

توحد الجهود العالمية ضد داعش

 

شبكة النبأ: في الوقت الراهن يتجه العالم الغربي نحو تحجيم والقضاء على خطر ما يعرف بتنظيم (الدولة الإسلامية/ داعش)، عبر توحيد الجهود العالمية المتمثلة بتجريم التنظيم لارتكابه العديد من جرائم الإبادة ضد الإنسانية في العراق وسوريا، إضافة الى تجفيف منابع التمويل ورصد شبكات التجنيد، خصوصا في الدول الغربية، بعد ان تحول خطر داعش الذي لا يعترف بالحدود والسيادة الوطنية للدول، قريبا من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوربي وغيرها من الدول، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق أن ما لا يقل عن 12 ألف مقاتل أجنبي من خمسين بلدا توجهوا إلى سوريا منذ بدء النزاع، بما فيهم مواطنون امريكيون.

وتقدر مصادر داخل الإدارة الأميركية أن أكثر من مئة أمريكي توجهوا او حاولوا التوجه إلى سوريا للقتال، وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف "نعتقد أن هناك حوالي 12 ألف مقاتل أجنبي من خمسين بلدا على الأقل، بينهم عدد صغير من الأمريكيين، توجهوا إلى سوريا منذ بدء النزاع" في آذار/مارس 2011، وأضافت "قد لا يكونوا جميعهم هناك حاليا" إلا أنها رفضت الإفصاح عن أعداد الأميركيين الملتحقين بتنظيم "الدولة الإسلامية" او المجموعات المتطرفة الأخرى في سوريا، ولم يتمكن المسؤولون الأمريكيون من رصد شبكات تجنيد منظمة تستهدف المواطنين الأميركيين، كما هي الحال في أوروبا.

ويستضيف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نهاية أيلول/سبتمبر قمة أمنية مع رؤساء دول وحكومات آخرين تركز على مخاطر المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق، وصرح وزير الخارجية جون كيري في 12 آب/أغسطس الماضي، خلال زيارة إلى سيدني أن واشنطن واستراليا اتفقتا على إحالة قضية الجهاديين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا والعراق وأماكن أخرى إلى الأمم المتحدة، كما دعمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها، القوات النظامية للعراق، إضافة الى قوات حرس الإقليم (البشمركة) في حربه التي استهدفت القضاء على التنظيم وطرده من المناطق التي سيطر عليها في حزيران الماضي، وتبدي الدول الغربية تخوفا شديدا، من عودة المقاتلين الذين شاركوا في القتال الدائر في سوريا والعراق، واغلبهم من مواطنيها، لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل، وقد استنفرت اغلب هذه الدول كافة إمكاناتها العسكرية والاستخبارية، من اجل رصد التحركات المشبوهة، والعمل على تقييم الاخطار المحتملة، والتهديدات التي يمكن ان تطالها من هذه الهجمات المحتملة.

بريطانيا

في سياق متصل فان بريطانيا ستستخدم كل "قدراتها العسكرية" للتصدي للدولة الإسلامية، هذا ما أكده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، محذرا من أن هذا التنظيم المتطرف "قد يستهدفنا في شوارعنا" إذا لم يتم وقف تقدمه، وقال رئيس الحكومة المحافظ في افتتاحية نشرتها صحيفة "صنداي تلغراف" أن هذا الأمر لا يعني أن على المملكة المتحدة أن ترسل مجددا قوات إلى العراق بل أن تفكر في إمكانية التعاون مع إيران للقضاء على التهديد الجهادي، وحذر كاميرون من أن الغرب يواجه "صراع أجيال"، موضحا أنه "إذا لم نتحرك لوقف هجوم هذه الجماعة الإرهابية البالغة الخطورة فهي ستستمر في بناء قوتها إلى أن تتمكن من استهدافنا في شوارع المملكة المتحدة"، وأضاف "أوافق على أنه يتعين علينا أن نتجنب إرسال جيوش للقتال أو للاحتلال، ولكن علينا أن نعترف بأن المستقبل الأكثر إشراقا الذي ننشده يتطلب وضع خطة طويلة الأجل".

وشدد رئيس الوزراء على أن الأمن لا يمكن أن يسود إلا "إذا استخدمنا كل مواردنا، المساعدات، الدبلوماسية، قدراتنا العسكرية"، مؤكدا أنه يتعين على بريطانيا أن تتعاون مع دول مثل السعودية وقطر ومصر وتركيا و"ربما حتى مع إيران" من أجل التصدي للتنظيم المتطرف، وانتقد أسقف انغليكاني نافذ سياسة كاميرون في الشرق الأوسط، وذلك في رسالة حازت أيضا على تأييد أسقف كانتربري جاستن ويلبي، وقال أسقف مدينة ليدز نيكولاس بينز في رسالة بعث بها إلى صحيفة "ذي اوبزرفر" أنه "لا يبدو أن لدينا مقاربة متماسكة أو شاملة حيال التطرف الإسلامي في الوقت الذي ينمو فيه هذا التطرف في جميع أنحاء العالم".

وكان وزير الدفاع مايكل فالون قال إن بريطانيا ستواصل طلعاتها الاستطلاعية فوق شمال العراق في محاولة لمنع حصول أي هجمات جديدة يشنها مسلحو "الدولة الإسلامية" ضد الأقليات، ونشرت بريطانيا مقاتلات تورنيدو في قاعدة اكروتيري في قبرص، ستنضم إليها أحدث طائرات المراقبة بوينغ آر سي-135 ريفيت جوينت، وكان متحدث باسم كاميرون صرح أن لندن "ستدرس بإيجابية" إرسال أسلحة إلى قوات البشمركة في شمال العراق في حال طلب منها الأكراد ذلك، واكتفت لندن حتى اللحظة بنقل معدات عسكرية مقدمة من دول أخرى إلى القوات الكردية ولكنها امتنعت عن القيام بالمزيد على صعيد تسليح الأكراد.

من جهتها حملت اللهجة الانكليزية للشخص الذي قام بقطع راس الصحافي الاميركي جيمس فولي في شريط الفيديو الذي بثه تنظيم "الدولة الاسلامية"، بريطانيا على التساؤل عن الاسباب التي تدفع رعاياها للانضمام الى المقاتلين في سوريا والعراق، وقالت ارين ماري سالتمان الباحثة المتخصصة في قضايا مكافحة الارهاب في مؤسسة كويليام ان جيل الشباب البريطانيين "يواجه صعوبات في صنع هوية خصوصا في مجتمع يخضع للعولمة حيث تتشابك الهويات"، واضافت ان "بعض الاشخاص يشعرون بارتياح اكبر في بيئة محددة وبالتالي هم اكثر عرضة للانجذاب الى هذه المجموعات التي تعد بالموت كشهيد وحيث يصبح الفرد بطلا ينقذ العالم"، وهناك عدة نماذج بين الشباب الذين تجذبهم هذه المجموعات المتطرفة.

وقال افضل اشرف الخبير في الفكر الارهابي لدى معهد "رويال يونايتد سورفيسز انستيتيوت" للأبحاث في لندن "نجد عددا كبيرا من المجرمين واللصوص الذين اصبحوا متشددين في السجن" وايضا "مسلمين تأثروا بالأحداث التي تدور في العالم"، واضاف "خلال الحرب الاهلية الاسبانية شعر كتاب شباب مثل لوري لي وارنست همنغواي وغيرهم بالاضطهاد"، مشبها هؤلاء "بالمسلمين الذين تضطهدهم الحكومات الغربية"، وقال شيراز ماهر من المركز الدولي للدراسات حول التشدد في كينغز كوليدج في لندن ان البريطانيين الذين قرروا الانخراط في صفوف المتطرفين لديهم فكرة واحدة هي "ان يكونوا في الخطوط الامامية لاي نزاع وليس ان يكون لديهم دور ثانوي". بحسب فرانس برس.

لكن برأي اشرف، الحقيقة تكون مختلفة تماما عندما يلتحقون بصفوف مقاتلي الدولة الاسلامية وتعهد اليهم الادوار الثانوية "كالانتحاريين او الحراس" مشددا على ان الدولة الاسلامية "لا تثق بهم كما انهم لا يتكلمون العربية"، وهذا الشهر قتل محمد حميد الرحمن الموظف البريطاني السابق في متاجر برايمارك للملابس البالغ من العمر ال25 اثناء القتال في صفوف الدولة الإسلامية، واذا تم التأكد من ان الرجل الذي قتل فولي وكان يتحدث بلكنة بريطانية واضحة، مواطن بريطاني فهذا خيار لا يفاجئ ارين ماري سالتمان التي قالت "انه قرار متعمد 100 بالمئة عندما نرى شخصا نشأ في ما نعتبره مجتمعا ديموقراطيا فهذا يؤثر فينا اكثر".

وظهرت مخاوف التهديد الاسلامي على الاراضي البريطانية في ايار/مايو 2013 عندما قتل الجندي لي ريغبي بوحشية في وضح النهار في احد شوارع لندن على يد بريطانيين من اصول نيجيرية اعتنقا الإسلام، ومنذ عامين توجه 400 الى 500 بريطاني الى سوريا والعراق وفي الآونة الاخيرة ينشر البعض "انجازاتهم" على شبكات التواصل الاجتماعي، ونشر مهدي حسن (19 عاما) صورة له على تويتر ظهر فيها في سوبرماركت يحمل وعاء نوتيلا موضحا ان "زملاءه الجدد لن ينقصهم شيئا"، ونشر عبد الماجد عبد الباري ويتحدر من غرب لندن صورة له مع رأس مقطوعة مع تعليق "لحظة استراحة مع صديقي او ما بقي منه"، وحتى اذا كانت عملية التجنيد تتم اساسا على شبكات التواصل الاجتماعي، تنجح المجموعات المتطرفة ايضا في جذب بريطانيين في "العالم الحقيقي".

وقالت سالتمان "قبل شهر كنت سأقول لكم ان عدد المقاتلين من بريطانيا سينخفض لكن الافراد يريدون دعم قضية رابحة، والدولة الاسلامية اصبحت كذلك اليوم في نظرهم"، وعمدت الشرطة البريطانية هذا العام الى توقيف عدد كبير من الاشخاص (69) يشتبه بانهم توجهوا للقتال في سوريا وفقا لأرقام نشرتها هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابل 24 في 2013.

امريكا واستراليا

الى ذلك تعتزم الولايات المتحدة واستراليا حث الأمم المتحدة على تبني اجراءات دولية للتعامل مع تزايد اعداد المقاتلين الاجانب الذين ينخرطون في نزاعات في الشرق الأوسط والخطر الذي يشكلوه عند عودتهم لبلادهم، وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري إنه سيطرح الامر على الأمم المتحدة في وقت لاحق العام الجاري ودعا لتبني "سبيل أمثل" يمكن لجميع الدول انتهاجه للحد من هذا التهديد، وقال كيري للصحفيين في سيدني "تقع على عاتقنا مسؤولية رفع الامر للأمم المتحدة والعالم كي تتخذ جميع الدول المعنية اجراءات استباقية تحول دون عودة هؤلاء المقاتلين وما يجلبونه من فوضى ودمار"، وقدر محللون امنيون عدد المقاتلين الاجانب في العراق وسوريا ومن عشرات الدول الاخرى حول العالم بالآلاف.

وتقود استراليا (التي تعتقد ان ما لا يقل عن 150 من مواطنيها يحاربون مع تنظيم الدولة الإسلامية او يدعمونه فعليا في سوريا والعراق) المساعي للتعامل مع هذا الأمر، وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب انها "تمثل حقا احد اخطر التهديدات التي عرفناها منذ وقت طويل"، وصرحت للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري عقب المشاورات الوزارية السنوية بين استراليا والولايات المتحدة في سيدني "نخشى ان يعودوا لأستراليا كإرهابيين محليين اكثر تشددا ويواصلون انشطتهم هنا في استراليا"، واكتسبت القضية اهمية أكبر في المحادثات بعد ان نشرت وسائل الاعلام الاسترالية صورة لفتى يحمل رأس جندي سوري، ونشر الصورة موقع تويتر للتواصل الاجتماعي وأظهرت الطفل الذي يعتقد أنه ابن جهادي من سيدني يدعى خالد شروف وذكرت صحيفة استرالية أن الطفل يبلغ من العمر سبع سنوات.

والتقطت الصورة في مدينة الرقة بشمال سوريا وعلى حساب شروف بموقع تويتر، وشروف هو أبرز المطلوبين على قائمة الإرهاب في أستراليا وفر إلى سوريا العام الماضي ويقاتل الآن في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وقال كيري "انها صورة مشينة تبين إلى اي مدى انحدر تنظيم الدولة الإسلامية"، وقالت بيشوب إن عددا من الدول اثار قضية المقاتلين الاجانب في الشرق الاوسط (وامكانية عودتهم لديارهم بمهارات وخبرة قتالية) في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) في ميانمار، وتدرس استراليا عدة تعديلات تشريعة من بينها ارغام اشخاص على تقديم برهان قانوني يفسر ما يفعلونه في مناطق تحظر الحكومة الاسترالية الوجود فيها وامكانية تعليق جوازات السفر للتحقيق في انشطة اشخاص في استراليا، وقال كيري "التهديد حقيقي" وذكر أن رئيس دولة في شمال افريقيا لم يسمها ابلغه مؤخرا ان تم تحديد هوية 1800 شخص ذهبوا للقتال في الخارج، واضاف ان نحو 1100 لاقوا حتفهم ويتبقى نحو 700 إلى 800 "يخشى ان يعودوا للبلاد بعد ان تعلموا كيفية تصنيع عبوات ناسفة واستخدام الاسلحة وتفجير القنابل وتصنيع سترات ناسفة". بحسب رويترز.

كوسوفو

فيما أوقفت شرطة كوسوفو إماما للاشتباه في تجنيده الشبان للقتال في العراق وسوريا وجددت حبس 40 رجلا اعتقلوا في وقت سابق بتهم ذات صلة بالموضوع، وتحقق الشرطة مع الإمام (30 عاما) المنحدر من بلدة جيلان الشرقية والذي لم تكشف عن هويته في اتهامات بتجنيد الشبان لممارسة الإرهاب وبتنظيم مجموعة إرهابية والمشاركة في نشاطاتها، وقالت الشرطة في بيان "يشتبه في أنه واحد من دعاة الجهاد الأساسيين"، ويأتي توقيف الإمام في أعقاب توقيف 40 رجلا للاشتباه بقتالهم في صفوف المسلحين المتشددين الإسلاميين في العراق وسوريا، وجددت الشرطة حبسهم على ذمة التحقيق ثلاثين يوما.

وأثارت هذه الظاهرة مخاوف كثير من مواطني كوسوفو الذين ينتمي أكثرهم إلى العرقية الألبانية ويعتنقون الدين الإسلامي غير أن أسلوب حياتهم علماني في معظمه، وقالت شرطة كوسوفو إن 16 مواطنا قتلوا في سوريا والعراق في حين تعتقد مصادر استخبارية أن عدد الذين ما زالوا يقاتلون هناك يتراوح بين 100 و200 شخص، ويتوقع أن يتبنى البرلمان قريبا قانونا يمنع المواطنين من القتال في صفوف حركات التمرد الخارجية ويعاقب من يقوم بذلك بالسجن لمدة أقصاها 15 عاما، وأطلق عدد من البلدان الأوروبية بينها بريطانيا وفرنسا وهولندا حملة على مواطنيها ذوي الخلفية الاسلامية ومن أصول مهاجرة الذين ذهبوا للقتال ضمن الحركات المتشددة في العراق وسوريا، وتخشى هذه البلدان أن يعود هؤلاء المتطوعون في النهاية إلى أوروبا بعد أن تمرسوا في القتال وتطرفوا وباتوا يشكلون تهديدا أمنيا. بحسب رويترز.

الصين

بدوره قال مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط إن مسلمين متطرفين من إقليم شينجيانغ في أقصى غرب البلاد سافروا إلى الشرق الاوسط للتدرب وإن بعضهم ربما سافر إلى العراق للمشاركة في أعمال العنف المتصاعدة هناك، وعبرت الصين مرارا عن قلقها من تصاعد العنف في العراق والتقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية هناك بعد ان سيطر على مناطق شاسعة في شمال العراق اثر انسحاب الجيش العراقي من هذه المناطق، وكان تنظيم الدولة الإسلامية يدعى من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام قبل ان يغير اسمه ويعلن الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، وقال وو سي كه مبعوث الصين إلى الشرق الأوسط الذي عاد من زيارة للمنطقة في الآونة الأخيرة إن بلاده قلقة للغاية من الدور الذي تلعبه الجماعات المتطرفة في القتال في سوريا والعراق.

وقال "عدد من القضايا الساخنة في الشرق الأوسط وفرت أماكن تعيش فيها الجماعات الإرهابية خاصة الأزمة في سوريا التي حولت البلاد إلى أرض لتدريب المتطرفين من دول كثيرة"، وقال وو الذي يتحدث العربية وله خبرة دبلوماسية بمنطقة الشرق الاوسط على مدار 40 عاما "هؤلاء المتطرفون يأتون من دول إسلامية وأوروبا وأمريكا الشمالية والصين، وبعد ان نشأوا على أفكار متطرفة سيشكلون لدى عودتهم إلى الوطن خطرا شديدا وخطرا أمنيا على تلك الدول"، ولم يقدر وو عدد المواطنين الصينيين الذين يمكن ان يكونوا في الشرق الأوسط سواء يقاتلون او يتدربون واكتفى بالقول انه علم من تقارير اعلام اجنبية انهم يقدرون بنحو مئة، وأضاف "غالبيتهم عناصر من تركستان الشرقية"، وصرح بأنه أثار هذه القضايا خلال المحادثات التي أجراها في رحلته خاصة في تركيا التي يعيش فيها عدد كبير من الصينيين الويغور المسلمين، وتقدر وكالات الاستخبارات الأمريكية أن المقاتلين الاجانب وغالبيتهم من أوروبا يقدرون بنحو 7000 من بين 23000 متطرف ينشطون في سوريا، وقال وو إن بكين ستبذل كل ما بوسعها لمساعدة دول الشرق الأوسط لمحاربة الإرهاب لأن ذلك في مصلحة الصين. بحسب رويترز.

اسبانيا

من ناحيتها اعلنت وزارة الداخلية توقيف شابتين احداهما قاصر في الرابعة عشرة من عمرها في اسبانيا، متهمتين بالسعي للانضمام الى شبكة ترسل متطوعين للقتال مع تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف في العراق وسوريا، واوضحت الوزارة "للمرة الاولى في اسبانيا تم توقيف امرأتين احداهما قاصر فيما كانتا تستعدان للانضمام الى خلايا ارهابية (تابعة لتنظيم) الدولة الاسلامية" السنية المتطرفة التي استولت على مناطق كاملة في العراق وسوريا، ويظهر شريط فيديو بثته وزارة الداخلية الشابتين وهما ترتديان النقاب الاسود اثناء نزولهما من طائرة يحيط شرطيان بكل منهما، لكن من دون توضيح المكان الذي نقلتا اليه.

وقد تم توقيف الفتاة القاصر التي تبلغ 14 عاما والشابة الاخرى وتدعى فوزيه علال محمد وتبلغ 19 عاما في جيب مليلية الاسباني على الحدود الشمالية للمغرب، واوضحت الوزارة في بيان "ان الشابتين كانتا عازمتين على عبور الحدود الى المغرب للاتصال مع الشبكة التي كان يفترض ان ترسلهما في وقت وشيك الى منطقة نزاع بين سوريا والعراق"، وتابعت "كان في نيتهما الانضمام الى احدى خلايا تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي بقيادة ابو بكر البغدادي"، ولفتت الوزارة ايضا الى انه اول توقيف يجرى في اسبانيا "بعد الدعوة الى الجهاد التي اطلقها في الاول من اب/اغسطس من الموصل ابو بكر البغدادي" وقد استولى مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة سنجار العراقية ورموا على الطرقات نحو مئتي الف شخص بحسب الامم المتحدة. بحسب فرانس برس.

واعلن هذا التنظيم في اواخر حزيران/يونيو "الخلافة الاسلامية" بعد سيطرته على اراض واسعة تمتد بين العراق وسوريا المجاورة، ومنذ سنة ونصف السنة يتزايد عدد المرشحين الاوروبيين الى "الجهاد" وتشكل عودتهم الى اوروبا بعد مرورهم في سوريا التهديد الرئيسي بوقوع اعتداءات في نظر المسؤولين عن مكافحة الإرهاب، وقد حذر وزير الداخلية الاسباني خورخي فرنانديز دياز في اذار/مارس لمناسبة ذكرى الاعتداءات الاسلامية في 11 اذار/مارس 2004 في مدريد، من ان "اسبانيا تشكل جزءا من الاهداف الاستراتيجية للجهاد العالمي"، وقال آنذاك انه تم توقيف 472 جهاديا في اسبانيا منذ 2004، بعد ان تم توقيف 105 قبل ذلك العام.

فرنسا

من ناحية أخرى جاء في بيان لوزارة الداخلية الفرنسية أن الشرطة الفرنسية أوقفت جهاديا فرنسيا من أصل مغربي بمطار رواسي شارل ديغول بباريس لدى وصوله من إسطنبول مرحلا من قبل السلطات التركية، وتم توقيف الرجل، الذي لم يكشف عن عمره ولا هويته، لدى وصوله إلى فرنسا من قبل عناصر الإدارة العامة لسلامة التراب الوطني (المخابرات) في إطار تحقيق أولي بتهمة "الاشتراك مع عصابة أشرار في التحضير لأعمال إرهابية"، ولم يتم الكشف عن الأسباب المحددة التي أدت إلى توقيفه إلا أن وزارة الداخلية أشارت إلى أن تركيا "تشكل طريق المرور الرئيسية للراغبين بالتوجه للقتال في سوريا أو العراق"، وأشاد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف في بيان بـ"هذه النتيجة الإيجابية الجديدة للتعاون الدولي".

وحسب مصادر من الشرطة الفرنسية فأن هذا المتطرف من مواليد مدينة آرل في جنوب فرنسا ويبلغ السابعة والثلاثين من العمر، وقد أوقف في مكاتب الإدارة العامة لسلامة التراب الوطني، وكان الوزير كازونوف قدم في التاسع من تموز/يوليو مشروع قانون يجعل قوانين مكافحة الإرهاب أكثر صرامة، ومن المقرر أن يعرض مشروع القانون على البرلمان في أيلول/سبتمبر المقبل، وتفيد وزارة الداخلية أن نحو 800 شاب فرنسي على علاقة بالجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا والعراق، ويشمل هذا العدد الذين سبق وتوجهوا إلى هناك (نحو 300) والذين تعتقد أجهزة الاستخبارات أنهم يخططون للتوجه إلى سوريا والعراق. بحسب فرانس برس.

النمسا

من جانبه قال مسؤولون في فيينا إن السلطات تشتبه في تحالف نحو 130 شخصا يعيشون في النمسا (معظمهم أجانب) مع متشددين إسلاميين يقاتلون بالخارج، ويزيد هذا الرقم بنحو الثلث تقريبا عن تقديرات سابقة للسلطات، وقال مدير الأمن العام كونراد كوجلر في مؤتمر صحفي إن هذا العدد يشمل "أشخاصا يشاركون بالفعل في القتال وأشخاصا عادوا للنمسا لان المجموعتين مهمتان بالنسبة لنا"، وأضاف إنه يعتقد أن ثلثيهم عاد إلى النمسا وأن ثلثهم يشارك في القتال أو في طريقه إلى ذلك، وتابع كوجلر أن المسؤولين يتعقبون رحلات أولئك الأفراد إلى الخارج ويراقبون أنشطتهم بعد العودة في ظل المخاطر الأمنية التي قد يشكلونها، وأشار إلى أن 40 من هؤلاء هم مواطنون نمساويون، أما الباقون فهم من روسيا ودول البلقان وتركيا، وتحظى القضية باهتمام وسائل الاعلام في البلد المحايد بعد أن اعتقلت الشرطة تسعة اشخاص يعتقد مدعون أنهم كانوا في طريقهم إلى سوريا للانضمام للقتال هناك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/آيلول/2014 - 7/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م