داعش ومحاولة تكرار سيناريو العراق في لبنان

 

شبكة النبأ: واجهت لبنان التحدي الأخطر، المتمثل في تسلل مسلحي التنظيمات المتطرفة (جبهة النصرة والدولة الإسلامية) الى داخل الحدود اللبنانية، وحذر خبراء من تكرار سيناريو العراق (بعد ان سيطر تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش على مناطق واسعة من العراق في التاسع من حزيران الماضي)، مستغلاً الخلاف السياسي الذي عطل اختيار منصب الرئيس اللبناني وتشكيل الحكومة، إضافة الى الاحتقان الطائفي الموجود بسبب الازمة السورية، وانتشار الجماعات المسلحة التي تسيطر على مساحات كبيرة من سوريا، وهي على مقربة من الحدود اللبنانية.

ومع فشل السيطرة على منطقة (عرسال) التي أراد المسلحون السيطرة عليها، لتكون منطقة انطلاق لعملياتهم العسكرية في الداخل اللبناني، الا ان اغلب الخبراء الامنيون، حذرو من مغبة الاستهانة من الرسالة التي أراد المسلحون ايصالها، وأضاف محللون، ان لبنان بات عليها التعامل بجدية مع هذه التهديدات الإرهابية، سيما وان تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش) يرغب في فتح جبهة لبنان، ربما من اجل الوصول الى معبر بحري عن طريق البحر المتوسط الذي يجعلها قريبة من اوربا والدول الغربية.

ويبدو ان الولايات المتحدة، التي أرسلت مؤخرا، عن طريق سفارتها "480 صاروخا محمولا على الكتف وأكثر من 1500 بندقية إم16-إيه4 والكثير من مدافع الهاون، وقاذفات القنابل والمدافع الرشاشة والأسلحة المضادة للدروع"، قد استشعرت خطر دخول لبنان في خط الازمة والقتال مع التنظيمات الإرهابية، والتي بدورها ستزيد من صعوبة تضييق الازمة المشتعلة في الشرق الأوسط، خصوصا وان لبنان التي تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية كبيرة، ربما ليس لها القدرة على الصمود طويلا امام هجمات مركزة وكبيرة من قبل الجماعات المتطرفة، التي يعتقد بان لها حواضن عديدة في داخل لبنان.

في سياق متصل قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إنه ينبغي على المسيحيين في لبنان أن ينحوا خلافاتهم جانبا وأن يتفقوا على من يشغل مقعد رئيس الدولة في الوقت الذي تواجه فيه الأقليات الموت والاضطهاد على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ويقول جنبلاط الشخصية الأكثر نفوذا بين الدروز في لبنان إنه قلق مثل غيره من صعود جماعة إسلامية راديكالية تتبنى رؤية متشددة للإسلام وإن هذا يشكل تهديدا كبيرا للأقليات الدينية بما في ذلك بلاده، وفر المسيحيون واليزيديون أمام تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وقال جنبلاط ان زعماء المسيحيين في لبنان (الذي شهد مؤخرا توغلا من جانب مقاتلي الدولة الاسلامية الذين جاءوا من سوريا) يجب ان يتبينوا خطر ما يجري في المنطقة ويتفقوا على رئيس جديد للبلاد، ومقعد الرئاسة في لبنان شاغر منذ مايو أيار عندما انتهت فترة ولاية الرئيس ميشال سليمان وهو مقعد الرئاسة الوحيد الذي يشغله مسيحي في العالم العربي، وفشل البرلمان مرارا في انتخاب خليفة لسليمان في غياب الاتفاق السياسي، ويعتقد كثير من المراقبين أن مثل هذا الاتفاق يجب أن تتوسط فيه دول المنطقة المتناحرة التي تمارس نفوذا قويا على التحالفات اللبنانية المتنافسة لا سيما السعودية وإيران، لكن جنبلاط يرى أن المشكلة "محلية"، وقال جنبلاط "إنه خطأ مسيحي، هم لا يرون ما (يحدث) من حولهم، عليهم أن يعرفوا أنهم بمواصلة هذا الانقسام هم يجعلون الوجود المسيحي في لبنان أضعف وأضعف".

والموارنة الذين كانوا يوما القوة المهيمنة في لبنان منقسمون اليوم بين تحالفين متناحرين يحددان سياسة البلاد التي تعاني أزمة تلو الأخرى وهما تحالف 8 آذار الذي يضم حزب الله الشيعي المدعوم من إيران وتحالف 14 آذار المدعوم من السعودية بقيادة السياسي السني سعد الحريري، وفيما يتطلع قادة الموارنة ومن بينهم خصما الحرب الأهلية ميشال عون وسمير جعجع لمنصب الرئيس من غير المرجح أن يشغل أحد المنصب قبل اتفاق على مرشح مقبول للجميع، وينظر إلى قائد الجيش جان قهوجي الذي حاربت قواته متشددين إسلاميين طوال خمسة أيام في بلدة عرسال الحدودية هذا الشهر كمرشح محتمل، وكان سليمان وسلفه إميل لحود قائدين سابقين للجيش.

وفضلا عن أزمة الرئاسة سقطت الانتخابات البرلمانية أيضا ضحية أزمة سياسية، وجرى تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر أن تجرى العام الماضي إلى وقت لاحق من هذا العام، وربط جنبلاط تأييده لتمديد آخر لفترة ولاية البرلمان الحالي بانتخاب رئيس قائلا "سأدعم فقط تمديدا فنيا لبضعة أشهر ربما ستة أشهر بشرط انتخاب رئيس"، والدروز أحد أصغر الطوائف في لبنان لكن لهم وزنهم في الحياة السياسية، وزاد جنبلاط من نفوذه عن طريق تغيير ولاءاته عدة مرات في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من خلافاتهم تمكن قادة لبنان من التوحد في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، واستولى مقاتلو التنظيم مع جماعات متطرفة أخرى على بلدة عرسال الحدودية يوم الثاني من أغسطس آب في أخطر امتداد للحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات في سوريا إلى لبنان.

وقتل عشرات الأشخاص بينهم 19 جنديا في المعركة التي تلت ذلك، وانسحب المسلحون في الخامس من أغسطس آب وأسروا معهم 19 جنديا و17 شرطيا، وقال جنبلاط "الدولة الإسلامية تهديد للإسلام المعتدل الذي يمثله السيد سعد الحريري وبالطبع حزب الله، هناك تقارب وقلق من عدو مشترك، وهو شيء جيد"، وفي اشادة بالجيش قال جنبلاط "بعيدا عن خلافاتنا السياسية الغبية لا يزال لدينا مؤسسات بإمكانها المقاومة"، وأدت أزمة عرسال إلى عودة الحريري إلى لبنان بعد ثلاث سنوات من المنفى الاختياري، وأحضر الحريري معه مليار دولار مساعدات من السعودية لتعزيز قوات الأمن في محاربة التطرف، وقال جنبلاط إنه يتعين على الحريري أن "يذكر الناس بأن المسلمين في لبنان لا يمكن ان ينزلقوا إلى التطرف".

ويبدو أن صعود الدولة الإسلامية دفع جنبلاط أقرب إلى حزب الله الذي يحارب مقاتلوه قوات المعارضة التي يغلب عليها السنة في سوريا لدعم قوات الرئيس بشار الأسد، وفي حين واصل معارضته الشديدة للأسد خفف جنبلاط من انتقاده لدور حزب الله في سوريا، ومازال خصوم حزب الله ومنهم الحريري يقولون إن دوره في سوريا أثار الهجمات السنية في لبنان، وتمسك جنبلاط بتوقعاته بأن الأسد سيسقط في نهاية المطاف قائلا "لن يتمكن من البقاء وسيسقط في نهاية المطاف"، لكن جنبلاط أوضح أنه لا جدوى من إلقاء اللوم على حزب الله لقتاله في سوريا مشيرا إلى أن الجماعة تنفذ السياسة الإيرانية، وقال "الاستمرار في إلقاء اللوم على حزب الله سيفضي إلى لا شيء، علينا الآن أن نجد نوعا من التنسيق ومسعى سياسيا ومشروعا سياسيا مشتركا. بحسب رويترز.

داعش تسيطر على بلدة حدودية

بدوره قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على بلدة حدودية لبنانية هذا الشهر كانوا يدبرون لتحويل لبنان إلى عراق آخر بإثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة مما يعرض وجود لبنان للخطر، وأضاف قهوجي ان الإسلاميين المتشددين الذين يجتاحون العراق وسوريا ما زالوا يمثلون "تهديدا كبيرا" على لبنان البلد الذي ذاق مرارة الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 ويتلقى حاليا ضربات موجعة بسبب الصراع في سوريا، لكنه قال "في المقابل أعتقد أن الجيش والقوى الأمنية متنبهين على مدار الساعة"، وأضاف "الجيش ضربهم ويضربهم، كسر مخططهم ولأننا كسرناهم غيرنا مجرى التاريخ"، وتعرض 37 جنديا لبنانيا للقتل أو الأسر خلال معركة السيطرة على بلدة عرسال الحدودية لكن قهوجي (60 عاما) أضاف "هذا لا يعني ان القصة انتهت"، وتابع "قد يفكرون في خطة أخرى ويحاولون مرة ثانية لكي يحدثوا فتنة سنية شيعية".

وكان هجوم المقاتلين على عرسال في الثاني من أغسطس آب أخطر امتداد للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى لبنان والمرة الأولى التي يستولي فيها أجانب على أراض لبنانية منذ توغل إسرائيل في الجنوب أثناء حربها مع حزب الله عام 2006، واكتسب المتشددون المسلحون مهارات القتال في سوريا وينتمون إلى جماعات سنية متشددة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعاد رسم حدود منطقة الشرق الأوسط بسيطرته على أراض في سوريا والعراق، وتسارع تقدم التنظيم منذ سيطرته على مدينة الموصل العراقية في يونيو حزيران.

وتشير تقديرات الجيش اللبناني إلى أن عشرات المتشددين المسلحين قتلوا خلال المعركة معه في عرسال والتي استمرت خمسة أيام، وانسحب المسلحون إلى المنطقة الحدودية الجبلية بعدما أسروا 19 جنديا لبنانيا، وقال قهوجي مرتديا الزي العسكري إن الإسلاميين المتشددين كانوا يهدفون إلى تحويل بلدة عرسال السنية إلى رأس حربة ينطلقون منه لمهاجمة قرى شيعية مجاورة مما يثير عاصفة طائفية من نار قال إنها كانت ستدمر لبنان، وأضاف "الفتنة الموجودة في العراق كانت انتقلت الى لبنان مئة بالمئة"، وذكر قهوجي وهو مسيحي ماروني أن تصريحاته تستند إلى اعترافات قيادي اسلامي أطلق اعتقاله في الثاني من أغسطس شرارة المعركة، وأضاف أن القيادي عماد جمعة كان يجهز "الترتيبات النهائية" للخطة عندما ألقي القبض عليه.

وقال "كان عندهم هدف هو القيام بفتنة سنية شيعية، كانت لديهم خيارات عدة إما مهاجمة بعض القرى الشيعية ويصيروا على تماس بين السنة والشيعة ويعملوا فتنة إما أن يضربوا الجيش ويصيروا على تماس سني شيعي حسب اعترافات الموقوف جمعة"، وأضاف "كان الهجوم مخططا له وليس صحيحا أن توقيفه كان السبب باندلاع المعارك، هو جاء إلى عرسال ليعمل الترتيبات النهائية للهجوم، عندما أوقفناه في عرسال اختاروا أن يبدأوا بالجيش ليربحوا عتادا وذخائر ويصبحوا على تماس بين عرسال واللبوة (بلدة شيعية) ويصيروا على تماس سني شيعي"، وكان جمعة (30 عاما) عضوا في جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة لكنه أعلن ولاءه للدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة، وقال قهوجي إن جمعة كان بائعا لمنتجات الألبان في السابق، وأضاف أن اعترافات جمعة أدت إلى إلقاء القبض على عدد من خلايا المتشددين في أنحاء مختلفة من لبنان.

وقال قهوجي "لو نجحوا في المخطط المرسوم هل كانت ستبقى الدولة؟ إنها معركة بقاء لبنان ككيان"، وتصاعد التوتر بين الشيعة والسنة في لبنان بالفعل وأججه قتال حزب الله إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، ويناصر السنة في لبنان على نطاق واسع الانتفاضة السورية ضد الأسد وهو من العلويين الشيعة، ويستضيف لبنان حاليا ما يقدر بنحو 1.6 مليون لاجئ سوري أغلبهم سنة، ورغم امتلاكه ترسانة أسلحة أقوى مما يمتلكه الجيش اللبناني ظل حزب الله بعيدا عن معركة عرسال خشية إثارة صراع طائفي في البلد الذي يشهد بالفعل تفجيرات انتحارية ومعارك بالأسلحة وهجمات بالصواريخ بسبب الصراع في سوريا.

وأثار وصول مقاتلي الدولة الإسلامية الذين لوحوا بالعلم الأسود لتنظيمهم على الحدود الشمالية الشرقية للبنان الذعر في بلد تتعايش فيه طوائف عديدة خوفا من جماعة تقطع رؤوس مخالفيها في الرأي وتصلبهم، وقال قهوجي "اذا تخاذل العالم يصل العلم الأسود (علم تنظيم الدولة الإسلامية)، ولكن ما دام الناس والشعب مع الجيش لن يصلوا"، ولعب الجيش اللبناني دورا حيويا منذ الحرب الأهلية في الحفاظ على تماسك البلاد، ويضم الجيش مجندين من مختلف الطوائف الدينية ويحظى بثقة أكبر مقارنة بأجهزة أمنية أخرى يغلب عليها الطابع الطائفي بشكل كبير، وخارج مكتب قهوجي في وزارة الدفاع (ويقع في تلال تشرف على العاصمة بيروت) وضعت لافتة عليها رسم لجندي يحمل خريطة لبنان على ظهره.

وجعلت أزمة عرسال كبار الزعماء في لبنان يلتفون حول الجيش ومن بينهم السياسي السني سعد الحريري، ووصف قهوجي دعم الحريري بأنه حيوي، وقال "كان الانسان الذي حس بالخطر، كان على تواصل معنا على مدار الساعة، شعر بمقدار الخطر على لبنان"، وعاد الحريري إلى لبنان للمرة الأولى منذ 2011 لينهي بذلك منفاه الاختياري بعد سقوط حكومته ويدعم المعسكر السني المعتدل في مواجهة المتشددين الذين اكتسبوا شعبية خلال فترة غيابه، وجلب الحريري معه هبة سعودية بقيمة مليار دولار لمساعدة قوات الأمن اللبنانية في قتال المتشددين السنة، وقال قهوجي "مفروض ومجبور يرجع لكي يسد الفراغ"، وتأتي الهبة السعودية إلى جانب تعهد سعودي سابق بتقديم مساعدات عسكرية للبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وطلبت الحكومة اللبنانية من فرنسا الإسراع في توصيل أسلحة من المقرر أن تشتريها بهذه الأموال.

وقال قهوجي إن الأولوية بالنسبة له هي الحصول على طائرات حربية (سواء كانت طائرات ذات أجنحة ثابتة أو هليكوبتر) لدعم قواته البرية، وأضاف "الحمد لله ليس لدينا نقص بالذخائر ولكن نحن نطلب طائرات حربية للمساعدة الأرضية، لمساندة القوى، هليكوبتر وطائرات حربية (ذات أجنحة ثابتة) تساند المشاة"، ويعتقد الكثير من اللبنانيين أن قهوجي اقترب من شغل منصب الرئيس أكثر من أي وقت مضى، ولا يزال المنصب شاغرا منذ انتهاء فترة رئاسة العماد ميشال سليمان في مايو أيار، وتسند الرئاسة في لبنان إلى شخص من الطائفة المارونية وفقا لنظام تقاسم السلطة بين الطوائف في لبنان. بحسب رويترز.

وكان سليمان وسابقه في الرئاسة اميل لحود من قادة الجيش، وأحجم قهوجي عن الاجابة على أسئلة بشأن الجمود السياسي في لبنان ونفى التكهنات بأن فرصه في تولي الرئاسة تعززت، وقال قهوجي "الشيء الذي يحصل أضخم بكثير من قصة رئيس الجمهورية والمساومة على رئيس، وأضاف "لم يكن ليكون هناك لا رئاسة جمهورية ولا رئاسة حكومة ولا شيء، كانت تغيرت معالم لبنان"، وتابع "أنا أطمئنكم ما دام الشعب مع الدولة ومع الجيش لا يوجد خوف".

موقف دمشق من الحريري

من جهتها اعتبرت دمشق ان رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، ابرز الزعماء السنة المؤيدين للمعارضة السورية، بات "ناطقا باسم النظام السعودي"، وذلك في تصريحات لوزير الاعلام عمران الزعبي، واتت هذه التصريحات بعد ساعات من اعلان الحريري تقديم المملكة مليار دولار اميركي لدعم الجيش اللبناني في المعارك التي يخوضها ضد مسلحين جهاديين في محيط بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا، ووصفه نظام الرئيس بشار الاسد ب"المجرم"، وقال الزعبي ان الحريري "ببغاء يردد ما يقوله له النظام السعودي"، معتبرا انه "يفضل ان يكون ناطقا باسم النظام السعودي على ان يساند جيش بلاده في مواجهة الارهاب"، بحسب تصريحات بثها التلفزيون الرسمي السوري.

واعتبر الزعبي ان "ما جرى في عرسال رفع الغطاء عن سلوك الحريري طيلة السنوات الماضية وحدد موقعه المتقدم بقيادة الارهاب الدولي في المنطقة عموما"، وتتهم دمشق السعودية بدعم لمقاتلي المعارضة الذين يعتبرهم نظام الرئيس الاسد "ارهابيين"، في النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، وكان الحريري المقرب من السعودية، اعلن ان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، قرر تقديم مليار دولار اميركي لدعم الجيش اللبناني، وذلك بعد ساعات من مطالبة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي فرنسا بتسريع تزويد الجيش بالأسلحة في اطار هبة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

وتدور معارك بين الجيش ومسلحين جهاديين من تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، في محيط عرسال، ووصف الحريري في مؤتمر صحافي في جدة، النظام السوري ب "النظام المجرم"، مضيفا ان "هذه المشاكل التي نشهدها اليوم هي بسبب هذا النظام الذي تخاذل المجتمع الدولي في إسقاطه"، واضاف "لو أراد المجتمع الدولي بالفعل أن يخلص سوريا من هذا الديكتاتور لكان هذا الأمر بكل سهولة، ولكن هذا التخاذل يجعل لبنان ودول المنطقة تدفع الثمن". بحسب فرانس برس.

وينقسم لبنان بشكل حاد حول النزاع السوري، بين متعاطفين مع المعارضة ابرزهم "تيار المستقبل" بزعامة الحريري، ومتحالفين مع النظام، ابرزهم حزب الله الشيعي الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية في داخل سوريا، وأسقطت حكومة الحريري في كانون الثاني/يناير 2011، اثر استقالة وزراء حزب الله وحلفائه منها، ويقيم الحريري منذ ذلك الحين خارج لبنان بسبب "تهديدات امنية"، بحسب مقربين منه، وحظيت دمشق بوجود عسكري ونفوذ واسع على الحياة السياسية في لبنان منذ العام 1976، قبل انسحاب قواتها منه في العام 2005 اثر ضغوط دولية واحتجاجات في لبنان اثر مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والد سعد، في تفجير بوسط بيروت في شباط/فبراير، وتتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة عناصر من حزب الله بالوقوف خلف التفجير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 31/آب/2014 - 4/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م