السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره مجدداً موسوعياً

الموسوعة الفقهية أنموذجاً تطبيقياً

الشيخ الدكتور صاحب محمد حسين نصّار

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين وصحبه المنتجبين

السادة الحضور الكرام.

بكافة عناوينهم مع حفظ المقامات

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات

يشرفني ونحن نتفيأ في ظلال سيد الشهداء الإمام الحسين علیه السلام وفي رحاب هذه المدينة المعطاء مدينة الإباء والشمم مدينة كربلاء المقدسة إحياءً لذكرى رحيل السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره في هذه الليلة المباركة.

 بُعيد عصر الغيبة مباشرة تبلورت حركة فعلية علمية للمؤسسة الدينية ألا وهي (المرجعية) إنها الكيان الحيوي الذي أسهم إسهاماً فاعلاً في وجود الإمامية وديموميتها عقائدياً وأخلاقياً وروحياً وشرعياً فضلاً عن الجوانب الأخرى التي يجب ان تكون السند والظهير والموجه في بعث الأمة فكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، ناهيك عن المسائل المهمة الأخرى التي قد تستجدُّ على وفق متطلبات الأمة وتأصيلها لمعايشة الواقع ومسايرة الركب الحضاري والمدني بكل مستجداته.

فكانت الحوزة العلمية الشريفة هي الإمتداد والشريان المتدفق بالحياة للمرجعية المقدّسة فهما صنوان لا يفترقان كلٌّ منهما يمد الآخر بعطائه الثَرْ.

فبرز وجود المرجعية بصورة جلية وفاعلة خلال القرن الرابع الهجري وبالتحديد أيام الشيخ المفيد (المتوفى 413هـ) وجوداً له شخصيته وكيانه، بل كان بُعداً مُؤسساً لكيانها المرجعي جنباً إلى جنب مع تنشيط روحها وبعثها متمثلاً بالحوزة العلمية بوصفها الشريان النابض لها بأبرز أعلامها ومفكريها الذي أصبح فيما بعد أساساً صلباً ورصيناً لكيان الطائفة الإمامية بكل توجهاتها كالسيد الرضي (المتوفى 406هـ) والمرتضى علَمَ الهدى (المتوفى 436هـ) والكراجكيَّ (المتوفى 449هـ) والشيخ الطوسي (المتوفى 460هـ) فكانت بغداد بأعلامها وعلمائها ومفكريها، وكان جامع بُراثا في تلك الحقبة العصيبة والظروف القاسية التي مرَّ بها الكيان الإماميّ إذ إن حدّة الصراع بجوانبها الفكرية والعقائدية والعلمية من أجل بقاء أتباع آل البيت (عليهم السلام) ووجودهم ممثلاً بمرجعيتها التي تشكل الوجه القيادي لهذه الأمة، فكانت الحوزة العلمية بأساتذتها وطلبتها هي السند عِلماً وعَملاً وفكراً وفاعليةً في التصدِّي لتحديات العصر آنذاك.

وللحوزة الشريفة الأثر الريادي في الحفاظ على وجه المجتمع وحركته الإسلامية ومواجهة التحديات وما رافق ذلك من محن ومصاعب على مرِّ التاريخ ظلت تصارع بقوة الإيمان والعقيدة وبشموخ رجالها وشممهم وإبائهم وعطائهم على المستويات جميعها مستمدين ذلك بعزم وإخلاص، وبروح فكرية مستمدة من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) فكانوا المنار والقدوة، وبرز الطوسي (المتوفي 460هـ) في النجف الأشرف مُؤسساً لمرجعيتها وطائفتها وكذلك السيد مهدي بحر العلوم (المتوفى 1212هـ) والشيخ جعفر الكبير (المتوفى 1228هـ) وكان إبن إدريس (المتوفى 598هـ) والمحقق الحلي (المتوفى 676هـ) والعلامة الحلي (المتوفى 726هـ) وأضرابهم، يُمثلون حلقة ناشطة للمرجعية في الحلّة الفيحاء، فضلاً عن المحقق البحراني (المتوفى 1186هـ) والوحيد البهبهاني (المتوفى 1205هـ) والسيد محمد الحسيني الشيرازي (المتوفى 1422هـ) في كربلاء المقدسة.

فكان السيد الشيرازي قدس سره بجهوده العلمية والعملية القيمة أعاد لهذه المدينة المقدسة مكانتها وفاعليتها في المسار المرجعي والحوزوي للمدرسة الإمامية. وقد تزامنت مع تلك التوجهات رؤى وأفكار أمدت المرجعية والحوزة بنشاط متميز ليس على مستوى الأحكام الشرعية فحسب بل في مجالات أخرى كثيرة.

يمتاز فقهاء الإمامية وأعلامهم بديمومة العطاء والجد والمثابرة في كل لحظات حياتهم، وقد برز من أولئك ثلة أغنوا المكتبة الإسلامية والعربية بعطائهم العلمي، وكان في كل مدة عَلَمُ مجدد فقد ورد في الأثِر (ان الله سبحانه وتعالى يهيأ لهذه الأمة من يحيها وينشرها على كل رأس مائة عام).

وكان منهم السادة الأعلام من آل الشيرازي من السيد محمد حسن الشيرازي (المتوفى 1312 هـ) وجهوده القيمة في سامراء وموقفه السياسي من قضية (التنباك) والتي كانت تمثل الفقه السياسي بأنصع صوره، مروراً بمجتهديهم العظام إلى صاحب الذكرى السيد محمد الشيرازي (قدس سره) وانتهاءً وليس آخراً بسماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي (دام ظله الوارف)، حتى عرفت وتميزت بموافقها الدينية والعلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها.

نستحضر في هذه الليلة المباركة السيد الشيرازي قدس سره، وتراثه الفقهي والعلمي عموماً والسياسي والاجتماعي في ضوء تجربة ثرية فكرية علمية موسوعية برؤية تجديدية، اننا عندما نقرأ السيد الشيرازي قدس سره من خلال جهوده كافة في مسار نهضته لا نرى فيه إلا مرجعاً مستوعباً لكل مجالات الحياة زمانياً ومكانياً في كربلاء والكويت وإيران وغيرها، منذ بداية نشأته العلمية إلى آخر لحظة من حياته، لخدمة الإسلام عموماً ولأتباع أهل البيت عليهم السلام على وجه الخصوص.

كان السيد قدس سره الأقرب إلى روح الإسلام ونهجه وأخلاقياته، وكان عالماً يحمل لواء الإصلاح والتجديد، وخير شاهد وأصدق ناطق بصدقه وإخلاصه اللذين ضحى من أجلهما بأنفس ما لديه لمواصلة أعماله ومتابعة مشاريعه لخدمة شريعة سيد المرسلين وأمته تعبيراً صادقاً عن وطنيته ليس له وراء ذلك قصد أو سبيل إلا نشر علوم أهل البيت عليهم السلام علماً وعملاً لذا خرَّج ثُلةً مؤمنة من الطلبة ليس على المستوى الحوزوي فحسب بل على مستويات فكرية وثقافية خطابةً وتبليغاً ونشاطات أخرى.

وكان في الوقت نفسه سوراً منيعاً ضد الطغاة وأعداء الدين من ملحدين وجهلة وأزلام النظام البائد ومن دار في فلكهم بتحدٍ وحكمةٍ تمتلك التصميم والإرادة لا تأخذه في الله لومة لائم.

ومن الجدير بالعيان إنه قد استقطب طلبة العلوم الدينية من الشباب لجميع المحافظات بل حتى من خارج العراق من البحرين والسعودية وإيران وعمان وغيرها.

ولم يكن قاصراً في ذلك على الدراسات الحوزوية بل كان منهجه واسعاً شاملاً لرجل الدين في التبليغ والتثقيف الإسلامي وغيرها.

(قراءة في موسوعة الفقه مع عرض لبعض النماذج التطبيقية منها)

بعد هذه المقدمة الموجزة نحاول قراءة ودراسة جهود السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) الفقهية من خلال موسوعة الفقه، والتعرض لبعض النماذج التطبيقية منها تمس الواقع المعاش وما نمر به اليوم ونعيشه من ظروف وأحداث وتطورات سياسية عالجها برؤية ثاقبة وكأنه اليوم بين ظهرانينا.

قدَّمت مدرسة السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره نشاطات متعددة منها (موسوعة الفقه) وهي تمثل التجديد والإبداع في فكره وفقهه، وتعد من الموسوعات الفقهية المهمة بوصفها إستدلالية، وتضم مسائل مستحدثة لمواكبة المسيرة الحضارية والتطور العلمي وما يثار من تساؤلات، ولأهميتها ترجمت أغلب أجزائها إلى الأردية، وغيرها

وقد بلغ عدد مجلداتها في الوقت الحاضر أكثر من مائة وخمسة وعشرين مجلداً، وفيها يعالج مختلف أبواب الفقه من باب الاجتهاد والتقليد إلى باب الديات، فضلاً عن أكثر من عشرة أبواب مستحدثة واستنباطات مبتكرة عبر استيعاب دقيق للأدلة الشرعية، لذا نراه يبحث كل باب فقهي بمعزل عن الآخر في (السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والقانون، والحكم في الإسلام، والبيئة والعولمة و فلسفة التاريخ) وغيرها من الأبواب الفقهية التي يتطلب المكلف حلولاً لها، وبيان رأي التشريع فيها.

وقد أهتم السيد قدس سره وعنى بها عناية فائقة وأنصرف إليها وظل طيلة مدة من الزمن يدُون ويُسجل ويتابع لاخراجها بصورتها التامة الشاملة لتكون مرجعاً لطالبي التوسع والعمق والبحث المركز ولاسيما طلبة الدراسات العليا في الحوزة العلمية الشريفة. والدراسات الأكاديمية الجامعية العليا لعلوم الشريعة الإسلامية.

لذا نهيب بطلبتنا دراستها وبحث مواضيعها ولاسيما ما استجد منها واستحدث وقد ميزت هذه الموسوعة عموماً بمميزات جعلتها تنفرد من بين كل المؤلفات الفقهية ولاسيما الموسوعية منها ومن أبرز تلك المميزات:-

أولاً: كثرة التفريعات: فقد عرض السيد تفريعات فقهية كثيرة ودرسها من وجهة نظر فقهية استدلالية شاملة.

ثانياً: استحداث القضايا والمسائل المتجددة التي فرضها التطور العلمي الحديث، ومتطلبات الحياة.

ثالثاً:- استحداث دراسات جديدة في الفقه فكان من بين مجلداتها كتب السياسة والاجتماع والاقتصاد والحكم في الاسلام وهذا ما سأبحثه بإيجاز إن شاء الله.

رابعاً: الاستفادة من صياغة الاستنباطات الفقهية من النظريات الجديدة التي توصل إليها الفقهاء والأصوليون.

خامساً: إن أول شيء يواجهنا في فكر السيد (قدس سره) من خلال موسوعته القوة والأصالة وهذا ما نلاحظه خلال إستدلاله الدقيق بالقرآن الكريم والسنة الشريفة، فعند تصفحنا أي كتاب فقهي من موسوعته لوجدناه لا يأتي بالفكرة مجردة وخالية من الدليل أو الشاهد ليؤكد على صحة فكرته ليستنبط منها الرأي الصائب السليم.

نبدأ على بركة الله بعرض النماذج بايجاز:

الإنموذج الأول: إنموذج تطبيقي من موسوعة الفقه كتاب (الاجتماع)

بشأن (المزج بين الأصالة والحداثة في بعض من معالجاته الفقهية)

وحينما يتمسك السيد الشيرازي (قدس سره) بالأصالة لا يعني ذلك رفض روح الحداثة والمعاصرة ولكن على وفق الضوابط، بل هو يدعو إلى ذلك ما في كتاب الفقه (الاجتماع) بما نصه:

(وان التمسك بالأصالة لا يعني رفض الحداثة إذا كانت لها فوائد تستفيد منها الأمة)[1]

وكذلك في الكتاب نفسه عالج (قدس سره) موضوع (روح التغيير والإبداع).

فهو حينما يعالج مشاكل الأمة والمجتمع فانه دائماً يدعو إلى التغيير الجذري لإصلاح الواقع الفاسد، لذا نرى دراساته دائماً تدعو إلى الثورة والتغيير الشامل للواقع الاجتماعي الفاسد، وهذا ما يبدو جلياً في النص الآتي من كتاب الفقه (الاجتماع) فقد أورد بما نصه:-

(إن الإصلاح الديني وإنقاذ الإنسانية المعذبة وتوجيههم نحو مبادئ السماء، هذا لا يمكن أن يؤدى بشكله الحقيقي والمطلوب إلا إذا وقفت ورائه إرادة قوية، وإلا فان الاستبداد والكفر السياسي والاجتماعي سوف تسحق كل مشاريع الخير)[2]

وقد أكد (قدس سره) بهذا الخصوص: (علينا التركيز على الجانب الأخلاقي في عمليات التغيير والالتزام بأخلاقية الثورة والثائرين وذلك بالاقتداء بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وآل البيت (عليهم السلام)[3]

 ان معالجته (قدس سره) في هذه النصوص من موسوعة الفقه كتاب (الاجتماع) للواقع الاجتماعي بأسلوب واضح وسهل ممتنع، وبرؤية ثاقبة وبمنهج جديد منظم وبدراسة علمية معاصرة.

الإنموذج الثاني:

إنموذج تطبيقي من موسوعة الفقه كتاب (السياسة)

أما في الانموذج السياسي التطبيقي فنراه يتحدث (قدس سره) عن (حكم الأقليات في البلاد الإسلامية) بما نصه:- (ان الأقليات غير الإسلامية محترمون نفساً ومالاً وعِرضاً، إذا وَفُّوا بالشروط التي ذكرناها في كتاب الفقه (الجهاد) [والقول للسيد (قدس سره)] إذ أن الإسلام لا يتعرض لهم بسوء ويدافع عنهم، فالإسلام لا يجبر أحداً على اعتناقه ولذا قال سبحانه وتعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ...) [4] [5]

فقد استدل على ما ذكره بالنصوص الشرعية التي توثق ذلك وبعد ذلك وضَّحَ رأيه بما يأتي:-

(وإذا قبلوا الإسلام كان لهم ما لغيرهم من المسلمين، فإن المسلمين كأسنان المشط لا فرق بين جديدهم وقديمهم ولغاتهم وأقوامهم وإنما أكرمهم عند الله أتقاهم)[6]

تعقيب: وبهذا إشارات لموقف الفكر الإسلامي من مستحدثات العصر في المجتمع المدني وحقوق الإنسان وما إلى ذلك مما يعدُّها بعضهم أنها من مبتكرات العصر الحاضر.

الإنموذج الثالث: وفي القسم الثاني من كتاب الفقه (السياسة)

نراه يدعو إلى إقامة الحكومة الإسلامية ويقول بما نصه:-

(بوجوب أن تكون الحكومة الإسلامية تعددية تضم جميع فقهاء ومراجع المسلمين الكبار في مجلس قيادي واحد للتشاور في الشؤون العامة)[7]

تعقيب: إشارة منه إلى تعدد الآراء وقبول الرؤى المختلفة في مجلس قد يراه البعض برلمانياً، ولكنه يرى ان يكون هذا المجلس يضم متخصصين يحملون علماً وورعاً وذلك مما يجب ان يتصف به (فقهاء ومراجع) المسلمين – فإذا كان المجلس التشريعي يحتوي على طبقة كهؤلاء فمن المؤكد ان يكون مخلصاً بتشريعاته للأمة بعيداً عن المصالح الضيقة والانتماءات ويكون هذا المجلس بمثابة مجلس شورى أعلى تضم الرموز والنخب.

فقد عالج ذلك بأسلوب فقهي استدلالي موثقاً ما يراه بالنصوص والأدلة.

الإنموذج الرابع: نموذج تطبيقي من موسوعة الفقه كتاب (الحكم في الإسلام)

فقد بحث في موسوعته القيمة الانتخابات وعالجها بكل جوانبها في الحكم الإسلامي.

وفي كيفية انتخاب الرئيس وعالج مسألة الأكثرية، وهذا هو عمل الفقيه الباحث الموضوعي في شؤون المجتمع وما يهم حاضر الأمة ومستقبلها على وفق ضوابط وشروط معتمدة.

- يبدو لي – ان هذا العمل جديد من بابه شامل بكل مفرداته بشأن انتخاب رئيس الدولة وكما يأتي:

(ثم ان انتخاب رئيس الدولة يمكن بصورتين:-

الأولى: ان تنتخب الأمة رئيس الدولة مباشرة فيقول المرشح ونوابه بحملات انتخابية بشرط ان يكون المرشح لائقاً لهذا المنصب لكونه جامعاً للشروط الشرعية وبشرط ان تكون الحملات من نوابه حملات نظيفة طبق أوامر الله سبحانه ودساتيره.

الثانية: ان تنتخب الأمة النواب مع تخويلهم ان ينتخبوا هم الرئيس فتكون هذه صورة أخرى عن انتخاب أهل الحل والعقد)[8].

وقد أردف موضحاً بشأن إذا حصل اختلاف حول الرئيس بما نصه:-

(ثم إنه إذا اختلفت الأمة والبرلمان حول الرئيس، فأراد أحدهم هذا وأراد الآخر ذاك، كان المرجع رأي الأمة، لأن النواب وكلاء عنهم ولا رأي لوكيل مع مخالفة الأصيل، أما الخصوصيات الأخرى فالمرجع فيها رأي الأمة في إطار رضى الله سبحانه)[9]

تعقيب: نعم هذا هو ديدن الفقهاء والمراجع من أتباع أئمة آل البيت (عليهم السلام) والسائرين على خطاهم بوضع الحلول والمعالجات بكل ما يرتبط بالواقع السياسي والاجتماعي للأمة لأنه ما من واقعة إلا ولله فيها حكم).

النموذج الخامس (الأخير): (نموذج تطبيقي من موسوعة الفقه كتاب "الاقتصاد")

وفيه مبحث اخترناه بخصوص الرد على ما تقول بدعوى انه ليس من حق الفقهاء التدخل في الاقتصاد لذا كان من السيد الشيرازي (قدس سره) بأسلوبه العلمي المعهود برؤية تحليلية معمقة برد علمي رصين وكما يأتي:

(ان الفقهاء أخصائيون في الاقتصاد، فانهم يدرسون ويباحثون ويكتبون طيلة سنين في الفقه ومقدماته، وربع الفقه – تقريباً – مرتبط بالاقتصاد، فهم – يعني الاقتصاديين – يشتغلون بالاقتصاد مدة خمس عشرة سنة، وهل مثل هذه المدة لا تكفي لاستيعاب الاقتصاد)[10] المقصود بهم الفقهاء.

ولولا ضيق الوقت كانت هناك نماذج تطبيقية مهمة لها تماس وترابط في شؤون المجتمع والحياة بكل جوانبها.

استميح الإخوة العذر عن الإطالة وأشكرهم على حسن الإصغاء والاستماع.

وبالختام سلام عليكم أيها السيد المجاهد من رحاب جدك الإمام الحسين (عليه السلام) يوم ولدت ويوم رحلت إلى بارئك مطمئناً على سلامة نهجك ومنهجك وجهودك ويوم تبعث حيا.

ونحن إذ نأبن السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) ونستذكره، حريُّ بنا ان نقف إجلالاً وإكباراً ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمر سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي ويديم ظله الوارف على المسلمين بعطائه العلمي والعملي وآثاره العلمية وعمله الدؤوب ونشاطه الواسع المستمر في نشر فكر وفقه أهل البيت عليهم السلام، وثقافتهم من خلال مؤسساته الفكرية والعلمية والدينية والثقافية والخيرية المنتشرة في كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* جامعة الكوفة/ كلية الفقه / الدراسات العليا

...................................................

[1] موسوعة الفقه (كتاب الاجتماع): السيد محمد الشيرازي 97/144.

[2] م/ ن ص137.

[3] م/ ن ص137.

[4] البقرة / 258.

[5] موسوعة الفقه كتاب (السياسة) 106/349 وما بعدها.

[6] المصدر نفسه.

[7] موسوعة الفقه كتاب (السياسة) القسم الثاني 105/217.

[8] موسوعة الفقه كتاب (الحكم في الإسلام) 99/53.

[9] م / ن.

[10] موسوعة الفقه كتاب "الاقتصاد" 107 / 19.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 31/آب/2014 - 4/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م