داعش وبريطانيا.. صناعة أدوات إرهابية بأجندة استعمارية

 

شبكة النبأ: هدد تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش) المجتمعات الاوربية، بعد ان استطاع استقطاب اعداد كبيرة من المتطرفين اللذين انضموا الى التنظيم في القتال الدائر في سوريا والعراق، وأشار خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة، ان الشباب الأوربي من المسلمين اللذين ينحدرون من أصول عربية، باتوا يفضلون الانضمام الى صفوف داعش بدلا من التنظيم الام (القاعدة)، وهو امر بات يهدد المصالح الغربية، سيما وان احتمالات قيام هؤلاء المتطرفين بشن هجمات داخل الدول الغربية أصبح أكثر واقعية وخطر من أي وقت مضى.

وقد أشار خبراء ان المجتمع البريطاني الذي يعاني من تنامي الفكر المتطرف للمتشددين، إضافة الى عدم تمكن المجتمع البريطاني ومؤسساته من احتواء تنامي هذا الفكر، او دمج المهاجرين وابنائهم داخل المجتمع، من جهتها ناقشت صحيفة التايمز في عنوان "الجهاد المصنوع محليا"، سبل "إيقاف تصدير الإرهاب من بريطانيا"، وتنسب الافتتاحية الى أحد "الجهاديين البريطانيين" قوله إن "القتل باسم الله يختلف عن القتل بلا هدف" ويضيف أن "الوجود في منطقة حرب شيء جميل"، "هذه لغة الجهل والبربرية"، "لكنها لغة الدعاية الناجحة في حرب دعائية خسرتها بريطانيا"، وترى الصحيفة أن بريطانيا أصبحت "مفرخا للإرهابيين" الذين يسافرون إلى سوريا والعراق ثم يبدؤون بتجنيد آخرين، وأنه يجب مواجهة الخطر الأمني الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون حين عودتهم إلى بريطانيا، من خلال سن قوانين جديدة والاضطلاع بدور أنشط في العراق.

وتدعو الصحيفة إلى مواجهة خطر الإرهاب بسن قوانين أكثر صرامة، كما يجب تجفيف موارد الإرهاب بأن يتغلغل القائمون على ذلك في المجتمعات التي ينشأ فيها الإرهابيون بشكل أكثر فاعلية، وتنتقد الافتتاحية قرار الحكومة عدم المشاركة المباشرة في ما يجري في العراق، وتقول إن النشاط العسكري في العراق قائم، حتى ولو اقتصر على قوات خاصة وحتى لو لم تتمكن الحكومة من الإعلان عن ذلك، لكن يجب على الحكومة عمل المزيد لهزيمة مقاتلي الدولة الإسلامية، وتتردد دعوات مشابهة في صحيفة الديلي تلغراف في مقال كتبه عمدة لندن بوريس جونسون بعنوان "إن لم نفعل شيئا فسنشجع الارهاب على الاقتراب من أبواب منازلنا".

ويقول بوريس "لقد استمعت الى قاتل جيمس فولي وعرفت لهجته البريطانية، إذن هو تعلم في مدارسنا واستخدم نظامنا الصحي واستفاد وعائلته من نظام الرفاه الاجتماعي، ثم قرر أن يسدد لنا الفاتورة، بهذه الطريقة"، ويقال لأمثال هذا القاتل انهم في حال موتهم فسوف يحظون في الحياة الأخرى باثنين وسبعين عذراء، ونحن لا نهتم بما سيجري مع هؤلاء في السماء، بل نركز اهتمام على الوضع الذي يخلقونه على الأرض، يقول بوريس، ويتابع بوريس مقاله فينحي باللائمة على الحرب التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة على العراق بهدف إطاحة حكم صدام حسين، ويرى أنها لعبت دورا في إنتاج الوضع الحالي، ويتساءل كيف يمكن التأكد أن تدخلا مشابها لن يكون له هذه المرة أيضا اثر عكسي؟ ويقدم جونسون نصائحه في المقال من أجل تجنب الأخطاء السابقة.

في سياق متصل دعا زعيم مسلم بريطاني إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع الثقافة الفرعية الجهادية بعد أن وضعت الدولة الاسلامية تسجيلا مصورا يبين شخصا يشتبه في انه بريطاني وهو يقطع رأس الصحفي الامريكي جيمس فولي المحتجز رهينة في سوريا، وقال اقبال سكراني وهو مستشار لمجلس مسلمي بريطانيا ان بريطانيين من أنحاء الطوائف في البلاد عليهم منع الرجال الشبان الذين يتم اغوائهم بواسطة الايديولوجيات المتطرفة، وقال "هذه الثقافة الفرعية للدعوة للجهاد (كما تطلق عليها وسائل الاعلام)، هي التحدي الحقيقي"، وأضاف "هذه مشكلة تؤثر علينا جميعا وسيتم التعامل معها فقط بفاعلية أكبر اذا عملنا جميعا معا بشأن هذا الامر".

وقال سكراني ان الطائفة المسلمة تدفع برسالة مفادها ان "هذا الامر غريب كليا على الاسلام" وان العائلات تبلغ السلطات عندما تكتشف ان ابناءها توجهوا الى الشرق الاوسط للقتال، وقال لصحيفة ايفينينج ستاندارد اللندنية ان أي شخص يتعرف على الرجل الذي ظهر في التسجيل المصور عليه واجب بأن يتصل بالشرطة، وقالت صحيفة الجارديان ان رهينة سابق حدد هوية الرجل الملثم بأنه زعيم ثلاثة بريطانيين كانوا يتولون حراسة الرهائن الاجانب في مدينة الرقة وهي معقل الدولة الاسلامية في شرق سوريا، وقال أيضا ان الرهائن أعطوا اسماء مستعارة لخاطفيهم الثلاثة من اسماء فريق البيتلز جون وبول ورينجو. بحسب بي بي سي.

وقال غفار حسين العضو المنتدب لمؤسسة "كويليام" البريطانية لمكافحة التطرف انه أمر حتمي ان هؤلاء الرجال الذين حاربوا في سوريا سيعودون لتخطيط هجمات في اروبا، وقال "إنه أمر مثير للانزعاج ان الناس الذين ولدوا ونشأوا في بريطانيا والذين ذهبوا الى نفس المدارس مثلنا تشكل تفكيرهم الى المدى الذي يمكنهم ان يبرروا عنده اغتصاب نساء وقطع رؤوس أشخاص"، وقتل أربعة اسلاميين بريطانيين (سافر اثنان منهم الى معسكرات تدريب القاعدة في باكستان) 52 شخصا في هجمات انتحارية بالقنابل على لندن في يوليو تموز 2005 وظهر بريطانيون في تسجيلات مصورة لإسلاميين من قبل، وحتى وقت قريب كانت الدولة الاسلامية تركز على اقامة الخلافة في مناطق استولت عليها في سوريا والعراق أكثر منه مهاجمة الغرب مثل القاعدة.

استراتيجية بريطانيا ضد داعش

من ناحيته قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن حكومته تملك استراتيجية "واضحة" تجاه العراق، مضيفا أنه لن يأمر بنشر "قوات برية" على الأرض، وأضاف كاميرون أنه سيستخدم "جميع الأصول التي في حوزتنا" بما في ذلك "الخبرة العسكرية" والمساعدات لهزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "المتوحشين"، وتابع كاميرون قائلا إن الحفاظ على أمن الشعب البريطاني يأتي في قمة أولوياته، لكن حزب العمال المعارض قال إن دور بريطانيا في أزمة العراق "يعوزه الوضوح التام"، وتعقد لجنة الطوارئ الأمنية الحكومية "كوبرا" المعنية بالتطورات التي تمس الأمن القومي البريطاني، اجتماعا لمناقشة الوضع في العراق.

وقال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، إن التدخل العسكري البريطاني في البلد (العراق) قد يستغرق "أشهرا"، موضحا أن طائرات المراقبة البريطانية تعمل من هناك، وخاطب وزير الدفاع البريطاني جنود بلاده في قاعدة عسكرية بقبرص قائلا إن دور بريطانيا يتجاوز الآن المهمة الإنسانية الأصلية، وأضاف فالون قائلا إن سلاح الجو البريطاني يجمع معلومات استخبارية بشأن تحركات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ومضى فالون للقول"، ينبغي أن نساعد في إنقاذ أرواح العراقيين وحمايتهم، سنحتاج إلى جهودكم جميعا مرة أخرى والمراقبة التي يمكن أن تقدموها لنا"، وقال وزير الدفاع البريطاني "نريد أن نساعد الحكومة العراقية الجديدة والقوات الكردية، نريد أن نساعدهم على وقف زحف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية".

ومضى فالون قائلا "هذه ليست مجرد مهمة إنسانية، نحن وبلدان أوروبية أخرى مصممون على القيام بما نستطيع لمساعدة حكومة العراق على محاربة هذا النوع الجديد من الإرهاب المتطرف جدا الذي يمارسه تنظيم الدولة الإسلامية"، ويسعى تنظيم الدولة الإسلامية وهو تنظيم سني متشدد، إلى إقامة ما يسمى بـ"الخلافة" التي تمتد من العراق إلى سوريا، وكان تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا خلال الشهور الأخيرة، وهناك تقارير تفيد بأنه ارتكب مجازر جماعية، وكان كاميرون حذر في مقال نشره في صحيفة الصنداي تلغراف من أن تنظيم الدولة الإسلامية قد يستهدف بريطانيا إذا لم تتخذ الحكومة البريطانية إجراءات معينة، وقال كاميرون إن هناك "أزمة سياسية وأزمة تطرف" في العراق والتي لها "تأثير مباشر" على بريطانيا، لكن كاميرون أضاف قائلا إن "بريطانيا لن تدخل في حرب أخرى بالعراق"، وأوضح كاميرون قائلا "لن نرسل قوات برية إلى العراق، لن نرسل الجيش البريطاني إلى هناك"، وكانت تقارير أفادت بأن قوات البيشمركة استعادت السيطرة على سد الموصل الذي استولى عليه في وقت سابق مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد مايكل فالون، أن بلاده قد تشارك في مهمة عسكرية بالعراق تستغرق أسابيع أو شهورا، وقال فالون أثناء زيارته لقاعدة أكروتيري التابعة للقوات الجوية البريطانية في جزيرة قبرص :"دور بريطانيا في العراق سيمتد إلى ما هو أبعد من المهمة الإنسانية الأساسية"، وأوضح أن القوات الجوية البريطانية تقوم بمهمات فوق العراق لجمع المعلومات الاستخباراتية حول تحركات مسلحي الدولة الإسلامية (داعش سابقا)، وتسعى الدولة الإسلامية، وهي جماعة إسلامية سنية متشددة، لإقامة ما يطلق عليه دولة "الخلافة" وهي دولة إسلامية جديدة تمتد في العراق وسوريا، وكانت الدولة الإسلامية قد نجحت في السيطرة على مساحات كبيرة في كلا من العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية، وهناك اتهامات بارتكابها عمليات قتل جماعي بحق غير المسلمين.

وتحدث وزير الدفاع البريطاني للعاملين بالقاعدة الجوية في قبرص بوضوح عن إمكانية التدخل في العراق لبعض الوقت، وقال للعاملين بالقاعدة :"قد نلجأ خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة إلى طرق أخرى للمساعدة في إنقاذ أرواح وحماية الناس، وسوف نحتاج إليكم جميعا مجددا وإلى المراقبة التي يمكنكم تقديمها"، وأضاف :"نريد مساعدة الحكومة الجديدة في العراق والقوات الكردية، نريد مساعدتهم لوقف تقدم الدولة الإسلامية ومنعهم من التحول لإرهابيين"، وأوضح أن هذه ليست مجرد مهمة إنسانية، "نحن ودول أوروبية أخرى قررنا عمل كل ما نستطيع لمساعدة الحكومة العراقية في قتال هذا النوع الجديد والمتطرف جدا من الإرهاب، الذي تروج له الدولة الإسلامية". بحسب بي بي سي.

وكشف فالون أن بريطانيا نقلت بالفعل ذخيرة للقوات الكردية وهناك دولا أخرى زودتها بالأسلحة، مضيفا أن "بريطانيا ربما تقدم أيضا معدات مثل البزات الواقية من الرصاص ونظارات الرؤية الليلة"، وقال دوجلاس ألكسندر، وزير خارجية حكومة الظل في بريطانيا "من المهم أن نفهم طبيعة المهمة التي تقوم بها حاليا القوات البريطانية"، ودعا الحكومة إلى الوضوح، وأضاف: "ندعم الخطوات التي اتخذتها الحكومة البريطانية مع حلفاء أوروبيين آخرين"، وفر مئات المسيحيين والإيزيديين من المناطق التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية هربا من القتل والاضطهاد، ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مسؤول كردي :"إن الهدف التالي لقوات البيشمركة طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من سهل نينوي، شمال غرب العاصمة بغداد، لتأمين عودة الأقليات"، وتعرض رئيس الوزراء لانتقادات من زعماء الكنيسة، الذين عبروا عن مخاوفهم من أن بريطانيا ليس لديها أى نهج متماسك للتعامل مع التطرف الإسلامي، وحذر أسقف ليدز من أن العديد من كبار رجال الدين في كنيسة انجلترا قلقين بشدة من التحرك البريطاني للتعامل مع الأزمة في العراق.

قوانين تحارب الجهاديين

الى ذلك أعلنت بريطانيا انها بصدد تغليظ القوانين للتعامل مع اسلاميين متشددين بريطانيين بعد أن بث مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية في منطقة الشرق الأوسط شريط فيديو يظهر فيه من يشتبه بانه بريطاني وهو يقطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، وعبر مسلمون وساسة في بريطانيا عن فزعهم مما بدا انه ضلوع بريطاني في حادث القتل الأمر الذي ضاعف المخاوف بشأن عدد الاسلاميين المتشددين من بريطانيا ممن ينضمون للصراعات في الخارج ثم يعودون الى بلادهم وهم أكثر تشددا، وتسعى السلطات البريطانية للتعرف على هوية الرجل الذي يتحدث بلهجة سكان لندن والذي نعتته وسائل الاعلام باسم "الجهادي جون" بعد ان قالت مصادر إنه أحد ثلاثة بريطانيين يلقبون باسم "البيتلز" ممن كانوا يحرسون الرهائن في الرقة وهي البلدة التي تعد معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إنها تعكف على سن قوانين جديدة للتعامل مع الاسلاميين المتشددين داخل بريطانيا ومنعهم من السفر الى الخارج للقتال مضيفة ان أمام بلادها شوطا طويلا لمكافحة "العقيدة المتطرفة القاتلة"، وقالت الوزيرة في صحيفة ديلي تلجراف "سنخوض هذا الكفاح خلال سنوات وربما عقود عديدة، يتعين ان نمنح انفسنا جميع الصلاحيات القانونية التي نريد لها ان تسود"، وفيما لم تتأكد التفاصيل بعد قالت الوزيرة إن الصلاحيات الجديدة ستسن بغرض تقييد سلوك المتشددين وحظر الانضمام لجماعات تروج للعنف ومطالبة السجون ومحطات البث الاذاعي والتلفزيوني والمدارس والجامعات بان تلعب دورا أكبر في كبح النزعات المتشددة لدى المسلمين.

وقالت ماي إن 500 مواطن بريطاني على الأقل سافروا للقتال في سوريا والعراق حيث تسيطر الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من الأراضي، وبعض المقاتلين في سن صغيرة تصل الى 16 عاما، ويضم عدد سكان بريطانيا البالغ 63 مليون نسمة نحو 2.7 مليون مسلم، ويمثل تزايد عدد الاسلاميين المتشددين في بريطانيا مصدر قلق متزايدا منذ ان قتل اربعة بريطانيين (منهم اثنان تلقيا تدريبا في معسكرات تنظيم القاعدة في باكستان) 52 شخصا في هجمات انتحارية بقنابل في لندن في يوليو تموز عام 2005، ومما ضاعف من هذه المخاوف مقتل جندي العام الماضي كان خارج نوبة العمل في أحد شوارع لندن على ايدي بريطانيين اعتنقا الاسلام.

وشددت الحكومة البريطانية بالفعل من اللوائح التي تجيز لها مصادرة جوازات سفر اشخاص يسافرون للخارج للانضمام الى صراعات، وبموجب هذه اللوائح تم حتى الآن سحب جوازات 23 شخصا، وقالت ماي إنه تم اعتقال 69 شخصا بسبب مخالفات في بريطانيا تتعلق بالإرهاب في سوريا (ووجهت اتهامات لاثني عشر شخصا منهم ومثل اربعة أمام العدالة) فيما رفضت السلطات البريطانية دخول أكثر من 150 شخصا الى البلاد لاعتبار سلوكهم غير مقبول، وقالت "نعتزم تغليظ القانون لجعل السفر الى الخارج للتدريب على الارهاب والاعداد له مخالفة جنائية"، وتجيء الاجراءات الجديدة المرتقبة في اعقاب نداءات بالتحرك واتخاذ اجراءات أشد لمجابهة مسألة تجنيد المسلمين في بريطانيا للسفر الى الخارج للقتال في صفوف جماعات متشددة. بحسب رويترز.

إلا ان بعض الساسة حذروا من ان اتخاذ أي اجراءات تخدم أغراض على المدى القصير سعيا لنيل التأييد الشعبي قد تنال من الحريات المدنية وتعمق من شعور بعض الشبان المسلمين بالاغتراب داخل المجتمع البريطاني، وقال بادي اشداون وهو عضو كبير في حزب الديمقراطيين الأحرار في بريطانيا الشريك الأصغر في الحكومة الإتلافية بالبلاد "أخشي ما أخشاه ان نسرف في مزيد من القوانين التي تثبط الحرية"، واضاف "ما نريده هو وضع استراتيجية للحرب وليس مجرد سلسلة من الاجراءات للحفاظ على الأمن الداخلي في بريطانيا من خلال سن تشريعات أكثر قسوة".

قاتل الصحافي الأمريكي

بدورها ووفقا لما أوردته الصحافة "الأنكلوسكسونية"، فإن المعطيات الاستخباراتية في المملكة المتحدة قد تمكنت من التعرف على القاتل المفترض للصحافي الأمريكي "جيمس فولي"، كما تم التعرف على مكان قطع رأس فولي وتم تحديده أيضا، ما كان في البدء مجرد افتراضات أطلقتها الصحافة في بريطانيا أصبح الآن قناعة راسخة، "الجهادي جون" هو بريطاني الجنسية، وزير الخارجية البريطانية "فليب هاموند" قال على صفحات "الصندي تايمز"، إن "عملية القتل المصورة للصحافي الأمريكي "جيمس فولي" تمثل خيانة لقيم وطنه" في إشارة إلى فرضية كون "الجهادي جون" يحمل الجنسية البريطانية، وفي نفس العدد، أكدت "التايمز" أن الأجهزة السرية البريطانية "المخابرات" قد تمكنت من تحديد جنسية قاطع رأس فولي على أنه بريطاني لكن دون التعرف على هويته الحقيقية.

من جهتها أوردت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن المدعو "عبد المجيد عبد الباري" والذي كشف عنه من قبل أجهزة المخابرات البريطانية "أم أي 5" و"أم أي 6" وعمره 23 سنة هو مغني راب سابق من منطقة غرب لندن، وهو واحد من ستة أبناء للمدعو "عادل عبد الباري" وهو مصري الجنسية ينتظر المحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة التواطؤ في الهجوم الإرهابي عام 1998 ضد سفاراتي واشنطن في كينيا وتنزانيا، وكان "عبد المجيد عبد الباري" عضوا في مجموعة من "الجهاديين" البريطانيين أطلق عليهم رهائن سابقون في سوريا اسم "دي بيتلز" بسبب نطقهم ولهجتهم الإنكليزية.

عبد المجيد عبد الباري المعروف باسم "أل جيني" تحول بعد أن كان مغن للراب إلى التطرف بسبب علاقته مع المدعو "أنجم شوداري" قبل أن يغادر في 2013 بيت العائلة الكائن في "مايدا-فال" وهي منطقة راقية جدا في لندن للسفر إلى سوريا، وقبل أيام من بث شريط "الإعدام" لفت عبد المجيد عبد الباري انتباه واهتمام المصالح الاستخباراتية من خلال نشره على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورة تظهره برداء أسود للتمويه ورأس مقطوع يحمله بيده اليسرى، وبالتنسيق ما بين أجهزة الاستخبارات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في إطار تحقيقاتها حول إعدام "جيمس فولي" تم البحث بشكل معمق على كل معلومات متعلقة بالجريمة "الشنعاء" التي هزت العالم والتي قد توصل إلى المنفذ المزعوم.

وفي هذا الشأن، نشر "إيليوت هيغينس" وهو مدون يعمل في موقع على الانترنت "بيلينغكات" المتخصص في التحقيقات في النزاع السوري، مقالا تم فيه تحديد الموقع المفترض لتنفيذ وتصوير عملية "قطع الرأس" للصحافي الأمريكي جميس فولي، وحسب نفس الموقع، فمكان ذبح "فولي" هو منطقة على هضبة تقع جنوب الرقة حيث توجد قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروفة اختصارا ب(داعش) وهناك تم ارتكاب الجريمة "المصورة" في حق الصحافي الأمريكي، موقع التحقيقات هذا قام بإجراء تحريات على الشريط المصور نفسه من خلال تحليل كل ما يتعلق بموقع الجريمة من طرق وتضاريس وغطاء نباتي وأشجار وما إلى ذلك، كما تم توظيف بيانات الأقمار الصناعية المتوفرة على شبكة الانترنت.

الطريق الظاهر في النطاق الثاني على يسار الصورة إضافة إلى دربين في الخلفية وطريق به غطاء نباتي "أشجار" إلى اليمين، سمح كل هذا لموقع "بيلنغكات" بتحديد موقع ارتكاب جريمة قطع رأس الصحافي الأمريكي "جميس فولي"، بفضل معطيات الأقمار الصناعية المتوفرة على الانترنت، موقع "بيلنغكات" رسم صورة افتراضية لموقع الجريمة، صورة عامة بالأقمار الصناعية للمنطقة المفترضة لتنفيذ عملية القتل المصورة للصحافي الأمريكي "جميس فولي" المنطقة المشار إليها بدائرة حمراء وإلى يسار الشاشة مدينة الرقة، إعدام فولي يكون تم في الهضبة الموجودة جنوب شرق المنطقة، ومن خلال البيانات التي توصل إليها هذا الموقع، يبدو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يحتفظ بالرهائن في مدينة الرقة السورية، وهي معلومات تحظى بأهمية قصوى وتكشف عن معلومات ميدانية وعملانية لواحد من أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/آب/2014 - 30/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م