الزواج.. رابط مقدس وفوائد يجهلها العزاب

 

شبكة النبأ: يعد الزواج من أقدس رابطة انسانية بين الذكر والأنثى، فهو نقطة أساس مهمة لبناء الأسرة والمجتمع، والزواج علاقة متعارف عليها ولها أسس في القانون وأعراف المجتمعات والديانات، وهي الإطار المقبول للعلاقة الجنسية وإنجاب الأطفال من أجل الحفاظ على الجنس البشري. وغالباً، ما يرتبط الشخص بزوج واحد فقط في نفس الوقت، ولكن في بعض المجتمعات هناك حالات لتعدد الزوجات أو الأزواج.

ويرى بعض المراقبين ان الحياة الزوجية في عصرنا الحالي قد تأثرت بجملة من المشكلات والمؤثرات الاقتصادية والاجتماعية التي اثرت سلبا على ديمومة واستمرار هذه العلاقة المميزة التي لها وبحسب بعض الدراسات الكثير من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية التي يتجاهلها الكثير، بسبب ابتعادهم وانشغالهم عن شريك الحياة او العزوف عن الزواج. وفي هذا الشأن فقد خلصت دراسة دولية هامة الى ان الزواج شيء جيد لأنه يقلص مخاطر الاكتئاب والقلق وان هذه المتاعب يمكن ان تصيب من ينهون هذه العلاقة. وشملت الدراسة 34493 شخصا في 15 دولة وقادتها الطبيبة النفسية كيت سكوت من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا واستندت الى عمليات مسح قامت بها الصحة النفسية العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية على مدى السنوات العشر الماضية.

وخلصت الدراسة الى ان انهاء الزواج بالطلاق او الانفصال او الموت مرتبط بزيادة مخاطر المتاعب النفسية وان النساء أكثر عرضة لإدمان المواد المضرة بالصحة وان الرجال أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. وقالت سكوت في بيان "ما يجعل هذا التحقيق فريدا وقويا هو ان العينة كبيرة جدا وتشمل العديد من الدول وان البيانات لا تغطي الاكتئاب فقط.. بل أيضا القلق ومشاكل التعاطي. بحسب رويترز.

"اضافة الى ذلك ندرس ما يحدث للصحة النفسية للمتزوجين مقارنة بمن لم يتزوجوا قط او من طلقوا." ونشرت الدراسة مؤخرا في دورية الطب النفسي البريطانية. وأجريت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجامعة هارفارد وعدد من المنظمات الدولية الاخرى.

المتزوجون ومرض السرطان

في السياق ذاته أظهرت دراسة حديثة أن المتزوجين أكثر استعدادا لمقاومة السرطان والنجاة منه بينما المنفصلون أو المطلقون أقل قدرة على مقاومته. باحثون أمريكيون من جامعة انديانا قاموا بتحليل البيانات التي جمعت من 3.8 مليون شخص شخصت اصابتهم بالسرطان بين عامي 1973 و 2004.

وقد وجدوا أن المتزوجين منهم فرصتهم أفضل في تجاوز فترة السنوات الخمس تبلغ 63 في المائة مقارنة مع نسبة 45 في المائة في حالة المنفصلين أو المطلقين حسبما ذكرت دورية السرطان. وقال فريق الباحثين إن وطأة الانفصال ربما تؤثر على معدلات البقاء على قيد الحياة.

وكانت دراسات سابقة قد بحثت في تأثير الزواج على النتائج الصحية. وقد وجد الكثيرون تأثيرا مفيدا للزواج وأشار الخبراء الى ان الحب والدعم الذي يقدمه شريك أو شريكة الحياة، ضروري لمقاومة المرض.

ودرس الباحثون معدلات البقاء على قيد الحياة بعد 5 و10 سنوات بالنسبة للمرضى المتزوجين، الأرامل والمطلقات وكذلك الذين كانوا يمرون بفترة الانفصال عن الحياة الزوجية في وقت التشخيص. ووجد أنه بعد المتزوجين مباشرة يأتي المرضى الذين لم يسبق لهم الزواج من قبل، يليهم المطلقات ثم الأرامل.

وتقول الباحثة الدكتورة جوين سبرين: "المرضى الذين يمرون بمرحلة الانفصال عن الزواج في وقت التشخيص يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للتدهور". و"تحديد العلاقة بين التوتر الناتج عن العلاقات بين الزوجين في وقت التشخيص قد يؤدي إلى التدخل المبكر مما يمنح المريض فرصة أفضل لتحقيق الشفاء". ولكنها أضافت أنه يلزم إجراء مزيد من البحوث في هذه المسألة، لمعرفة لماذا يحدث ما يحدث". بحسب بي بي سي.

أما مارتن ليدويك، رئيس فريق المعلومات في معهد ابحاث السرطان في بريطانيا فيقول إن هذه الدراسة ليست حاسمة بأي مقياس. ويضيف: "قد تكون هناك أسباب كثيرة تفسر كيف ان الذين انفصلوا اقل عرضة للبقاء على قيد الحياة بعد اصابتهم بالسرطان". "إن أهم العوامل، التي ستزيد من فرص مقاومة السرطان ، ذات علاقة بالتعرف على الأعراض مبكرا والعرض على الطبيب بعد ذلك مباشرة ثم الحصول على العلاج".

الضغط والتوتر و الاكتئاب

على صعيد متصل كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين من جامعة هارفرد أن الحياة الزوجية تحافظ على ضغط دم سليم وبالأخص عند الرجال، حيث يبدأ ضغط الدم عند أدنى مستوى في الصباح ليرتفع تدريجيًا خلال اليوم، ليعود وينخفض في المساء، فيما يعرف بـ "انخفاض الدم المسائي"، وهو أمر مهم لضمان قدرة الجسم على التحكم بضغط الدم.

وأظهرت الدراسة التي تم نشرها في دورية "ضغط الدم" أن المتزوجين يختبرون الانخفاض المسائي بشكل أكبر من العزاب، حيث قال الباحث فينيان ماكوسلاند إن نقص الانخفاض المسائي مرتبط عادةً بأمراض القلب الوعائية، حسبما نشرت وكالة الأنباء الأميركية. وفي التفاصيل، تابعت الدراسة ضغط الدم لدى 325 شخصًا راشدًا خلال سنتين تعين على المشاركين أن يتبعوا حمية غذائية محددة.

 وأخذ العلماء في عين الاعتبار الظروف الاقتصادية والاجتماعية والعمر ومؤشر كتلة الجسم. ومن الجدير بالذكر، قال الباحثون إن الزواج قد يكون ببساطة مؤشرًا إلى أولئك الذين يتمتعون بوضع صحي أفضل بشكل عام، لافتين إلى أن وجود شريك قد يساعد في إدارة مستوى التوتر والسيطرة على ضغط الدم.

من جانب اخر كشفت دراسة بريطانية أن الضغط العصبي الذي يشعر به قائد السيارة يزداد أربعة أضعاف عند جلوس شريك الحياة بجواره . وخلصت الدراسة التي قامت بها شركة أليانز للتأمين إلى أن قائدي السيارات يشعرون بسعادة وثقة أكبر عندما يكونوا في السيارة بمفردهم. وأوضحت الدراسة أن عامل ضغط شريك الحياة يزيد أربعة أضعاف من شعور قائد السيارة بالتوتر أو القلق .

ونقلت صحيفة (ديلى ميل) البريطانية عن الدراسة القول إن جلوس شريك الحياة بجانب قائد السيارة يضاعف من توتره مما يقلل من شعوره بالهدوء بنحو 65%. وتوصلت أليانز إلى أن زيادة مستويات التوتر يزيد من احتمالية وقوع حوادث. وقال قائدو السيارات إن وجود أي راكب آخر في السيارة معهم يزيد من مستويات توترهم سواء كانت زوجة أو زوج أو صديق أو صديقة. ولكن اختلف تأثير وجود راكب بجوار قائد السيارة بحسب النوع حيث يشعر 32% من النساء بالهدوء عند جلوس شريكهن بجانبهن في حين ترتفع النسبة إلى 43% بالنسبة للرجل . وأوضحت الدراسة أن نسبة 25% من السيدات يشعرن بالهدوء في حال وجود أطفالهن معهن في السيارات مقارنة بـ 33% للرجال . بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وفيما يتعلق بالطرق التي ترتفع فيها مستويات توتر قائدي السيارات، جاء الاماكن المزدحمة بوسط المدن في المرتبة الاولى بنسبة 18% ثم البلدات والطرق السريعة بنسبة 8%. وقد استندت الدراسة على استطلاع أراء ألف شخص من الذين يقودون السيارات بصورة معتادة.

من جهة اخرى كشفت دراسة أميركيَّة صدرت حديثًا ونشرت بصحيفة ديلي ميل البريطانيَّة، أنَّ الأشخاص الذين يعيشون حياة زوجيَّة غير سعيدة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والإحباط، وليس ذلك فحسب، بل أيضًا ربما يؤدي بهم الأمر إلى الموت وتدمير الذات. وأكد علماء جامعة متشيغن، الذين درسوا كيفيَّة تأثير الزواج على صحة القلب والأوعية الدمويَّة أنَّ الزواج غير السعيد، الذي تدب فيه المشاكل باستمرار بين الشريكين، يسبب حتمًا الضغوط، التي بدورها تسبب الاكتئاب وبطبيعة الحال تؤثر سلبًا في الحالة الجسديَّة والصحة البدنيَّة بشكل عام.

ومن المعروف أنَّ الأشخاص المحبطين أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وحتى أمراض القلب، وحسب إحصائيَّة حديثة فإنَّ واحدًا من كل أربعة أشخاص في أميركا يموتون بأمراض القلب وأحد أسبابها العلاقة الزوجيَّة التعسة. وتؤكد المشرفة على الدِّراسة، الدكتورة هوي ليو، على حقيقة يتبناها العلماء منذ فترة طويلة مفادها أنَّ الزواج أحد الركائز الأساسيَّة والعلاقة الاجتماعيَّة الأكثر أهميَّة التي تؤثر إما إيجابًا أو سلبًا على الصحة بشكل عام.

وأردفت قائلة إنَّ الزواج السعيد يعزز الصحة البدنيَّة للشريك ويقويها، والعكس أيضًا صحيح، فالتعاسة الزوجيَّة تدمر الصحة. وفسرت بأنَّ العلاقة الزوجيَّة السيئة تروج لعادات غير صحيَّة لأحد الشريكين مثل تدخين السجائر وتناول الكحوليات التي تؤثر سلبًا في هورمونات الجسم وتزيد من الضغط النفسي.

تحليل الدم والحب الحقيقي

في السياق ذاته كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة التايم الأمريكية، عن إمكانية كشف حب الرجل الحقيقي للمرأة، من خلال تحليل الدم. وجاء في الدراسة أن تحليل الدم الجديد يتتبع هرمون الأوكسيتوسين، والذي يعرف أيضا باسم "هرمون الدلال والمحبة،" والذي يشير ارتفاع نسبته في الدم إلى مدى حب الرجل للمرأة، والعكس صحيح.

وأشير في الدراسة إلى أن هرمون الاكسيتوسين، الذي يرتفع عند النساء أثناء فترة الرضاعة والأمومة بالإضافة إلى العلاقات الزوجية، يمكن تتبعه في دم الرجل عندما يكون في حالة الحب. وأكد الباحثون في الدراسة التي ضمت 136 شابا في العشرينيات من العمر، على أن معدل هرمون الاوكسيتوسين عند الشباب الذين تجمعهم علاقات غرامية مرتفع إلى حد ملحوظ، على عكس الشباب الذين لا تجمعهم أي علاقات غرامية. بحسب CNN.

وجاء في الدراسة ان ارتفاع هرمون الاوكسيتوسين لدى الشباب اثر بشكل مباشر على حساسية اللمس والحنان والمزاج الجيد بالإضافة إلى انسجام الحركات بين الشاب والفتاة. وأكد الباحثون على أن ارتفاع نسبة هرمون الدلال والمحبة في الدم يؤثر بشكل مباشر على مدة العلاقة ومدى استمرارها، حيث أن الدراسة التي تتبعت 25 زوجا لمدة لا تقل عن ست أشهر، أشارت إلى أن الأزواج الذين ترتفع عندهم نسبة الهرمون في الدم بقوا على علاقة أطول من الأزواج الذين انخفضت معدلات الهرمون في دمهم.

شبكات التعارف

الى جانب ذلك خلصت دراسة أمريكية حديثة إلى أن أكثر من ثلث الزيجات في الولايات المتحدة بدأت عن طريق شبكات التعارف عبر الانترنت. وقالت الدراسة إن هؤلاء الأزواج يعيشون حياة أكثر سعادة من الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم عبر طرق أخرى. وشارك في هذه الدراسة حوالي 19131 ألف من الأشخاص الذين تزوجوا ما بين 2005 و2012.

وقالت الدراسة التي أجراها باحثون أمريكيون إن "مواقع التعارف على الإنترنت لها تأثيرها على استمرارية الزواج ونتائجه". وأضافت الدراسة التي أشرف عليها جون كاتشبيو من قسم علم النفس في جامعة شيكاغو "وجدنا دليلا على وجود تحول جذري في كيفية لقاء الازواج منذ ظهور شبكة الإنترنت".

ووجدت الدراسة أن الازواج الذين التقوا عبر شبكات التعارف على الانترنت تراوحت أعمارهم بين 30-49 عاماً، كما أن دخلهم السنوي كان أعلى من أولئك الأزواج الذين التقوا عبر وسائل أخرى. وأشارت الدراسة إلى أن 22 في المئة من الأزواج الذين لم يتعرفوا على بعضهم عبر الانترنت التقوا في العمل، إلا أن 19 في المئة منهم تعرفوا على بعضهم عبر الأصدقاء، كما أن 11 في المئة منهم تعرفوا في المدرسة أو الجامعة و7 في المئة عبر العائلة و 9 في المئة في الأندية الاجتماعية و4 في المئة في الكنيسة. بحسب بي بي سي.

وعندما أطلع الباحثون على حالة عدد الأزواج الذين انفصلوا بعد نهاية مدة الدراسة، وجدوا أن حوالي 5.6 في المئة من المنفصلين، كانت وسيلة تعارفهم هي الإنترنت، و7.6 في المئة تعارفوا عبر وسائل أخرى. وبينت الدراسة أن من أكثر الأزواج سعادة أولئك الذين تربوا معاً أو التقوا في المدرسة أو الجامعة أوخلال المناسبات الاجتماعية أو دور العبادة، فيما كان الأزواج الذين التقوا عبر العائلة أو في العمل أو في النوادي أقل سعادة. وقال كاتشبيو " يتمتع الأزواج الذين يتعرفون على بعضهم على الإنترنت بشخصيات مختلفة وبدوافع كبيرة لإقامة علاقة زوجية طويلة الأمد".

العاطفة والجنس

من جانب اخر كشفت دراسة جديدة، أن النساء في منتصف العمر يلجأن إلى خيانة أزواجهن بحثًا عن العاطفة والجنس، ولكن لا تريد الواحدة منهن الطلاق. وتأتي بيانات البحث، من خلال عينة من النساء المتزوجات اللاتي استخدمن موقع AshleyMadison.com، والذي يهدف إلى تحديد مواعيد ومقابلات، ويسهل الخيانة للكثيرات.

وقال إريك أندرسون، مؤلف الدراسة وأستاذ الذكورة والنشاط الجنسي في جامعة وينشستر في انجلترا، إن استنتاجات جديدة أشارت لها الدراسة تتحدى المفهوم الشائع بأن النساء يلجأن للخيانة لأنهن غير راضيات عموما عن علاقاتهن مع أزواجهن، مضيفًا أن الناس كثيرا ما يقولون إن الخيانة هي علامة على وجود مشكلة عميقة في العلاقة بين الزوجين.

وعلى الرغم أن الزواج الأحادي (أي بواحدة) هو القاعدة في المجتمع الحديث، والعلاقات الغير شرعية أمر شائع إلى حد ما، فإن ما يصل إلى ثلث الرجال وربع النساء في الولايات المتحدة، لهم على الأقل علاقة غير شرعية واحدة وفقا لدراسة عام 2011 في مجلة أرشيف السلوك الجنسي، توجد حقيقة راسخة لدى الجميع أن الرجال غير مخلصين لأنهم يريدون تنوع جنسي أكثر، في حين أشارت الدراسات إلى أن النساء غير الراضيات عن العلاقات لديهن احتمالية للخيانة.

وأجريت الدراسة على حساب 100 من النساء المتزوجات تتراوح أعمارهن ما بين 35 و45، على الموقع من خلال البحث في رسائلهن، إلى أن وصل الباحثون أن معظمهن يتواصلن عن طريق رسائل قصيرة مع الشركاء المحتملين قبل اتخاذ قرار التفاعل، أو إنهاء المحادثة تماما. واستخلصت الدراسة أن النساء بحاجة لاتصال أكثر عاطفية ليستمتعن بالجنس.

الى جانب ذلك وبخ أمريكي زوجته بإعداد لائحة طويلة احصى فيها عدد المرات التي رفضت فيها إقامة علاقة حميمة معه، لكنه تعرض لحرج بالغ عندما انتقمت الزوجة بنشر الجدول بموقع اجتماعي. ووضع الزوج، الذي لم يكشف عن هويته، جدولا بعدد المرات التي رفضت فيها الزوجة ممارسة الجنس خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، بحسب ما نقلت قناة "اتش ال ان". بالإضافة إلى "مبررات" الرفض من بينها "أنا مرهقة" أو "أنت ثمل." بحسب CNN.

وارسل القائمة عبر البريد الإلكتروني للزوجة، التي استشاطت غضبا و"نفثت" عن حنقها بنشرها على موقع ريديت" الاجتماعي، لتصبح مادة دسمة لمستخدمي الموقع ممن انقسموا بين مؤيد ومعارض لفعلة الزوج. وبحسب "جدول" الزوج، فان زوجته ، استجابت لثلاثة عروض معاشرة من إجمالي 27 طلبا.

الشباب الأمريكي يرفض الزواج

على صعيد متصل يرفض غالبية الشباب فكرة الزواج في العصر الحالي بسبب الحالة المادية الصعبة في الدرجة الأولى. وكشف تقرير صادر عن معهد "أوربان إنستيتيوت" الأمريكي عن وجود انخفاض في معدل إقبال الشباب على الزواج. ووجد التقرير أن معدل إقبال الشباب على الزواج انخفض في عصرنا الحالي. ويتزوج الشباب بشكل أقل في حلول سن الأربعين، بالمقارنة مع أي جيل سابق. وإذا استمر الوضع على هذه الوتيرة، فإن 30 في المائة من نساء الألفية سيبقين غير متزوجات بحلول سن الأربعين، أي ما يقارب ضعف نسبة نظرائهن في فترة الستينيات والثمانينيات أو ما يسمى بـ"جيل إكس."

ويستخلص التقرير بأن تطور تلك الظاهرة يمكن أن يكون له تداعيات اقتصادية خطيرة تؤثر على أجيال الالفية وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية. وقال الخبير الاقتصادي ومؤلف العديد من الكتب حول جيل الألفية، نيل هاو، إن هذا الانخفاض الحاد يعود إلى عدة أسباب، من بينها أن الزواج فقد الكثير من أهميته مقارنة بالأعوام السابقة. ويتجه العديد من الشباب الأمريكي إلى اتخاذ قرار بالعيش معاً وتأسيس عائلة، من دون زواج.

وأضاف هاو أن العزوف عن الزواج بين الشباب يعود أيضا إلى شعورهم بضرورة الاستقرار المادي أولاً، قبل خوض تجربة الزواج، مشيراً إلى أن مفهوم الزواج في الماضي، كان يعتبر بمثابة نقطة البداية بالنسبة إلى الكثير من الشباب. وتجدر الإشارة إلى أن معدلات الزواج انخفضت بشكل كبير خلال فترة الركود الاقتصادي، ما أدى إلى انخفاض في فرص العمل، وارتفاع في نسبة البطالة.

وطرح التقرير العديد من التساؤلات، فيما إذا كان العديد من الشباب في جيل الألفية سيقدمون على الزواج في حلول سن الأربعين، سيتم بناء على استمرار معدلات الزواج على حالها قبل فترة الركود الاقتصادي أم بعده. ووجد التقرير أن 69.3 في المائة من النساء سيتزوجن، إذا استمر معدل الزواج على حاله بعد فترة الركود الاقتصادي، فيما ستتزوج نسبة 76.8 في المائة من النساء، إذا استمر معدل الزواج على ما كان عليه قبل فترة الركود الاقتصادي. أما بالنسبة إلى الرجال، فنسبة إقبالهم على الزواج تتراوح بين 65 و72.6 في المائة على التوالي. بحسب CNN.

وتبقى معدلات الزواج في تلك الحالة، أقل من معدل الزواج في "جيل إكس،" إذ تزوجت النساء بنسبة 82 في المائة، والرجال بنسبة 76.6 في المائة بعمر الاربعين. وتستند تلك الارقام إلى تقسيمات بحسب العرق، والتحصيل العلمي. وأشار التقرير إلى أن الأشخاص من ذوي البشرة السمراء اللون، أو من أصل إسباني، أو أولئك الذين ليس لديهم شهادة جامعية، من المتوقع أن يشهدوا انخفاضاً أكبر بمعدل الزواج. أما معدل الزواج بالنسبة إلى الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء اللون، فسينخفض بشكل ضئيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/آب/2014 - 23/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م