ما بين الرجال والنساء.. الحياة مشاركة وتكامل وليست تحدي

 

شبكة النبأ: تتواصل الدراسات والابحاث العلمية التي يقوم بها العلماء، من اجل التعرف على اسرار وغرائب جديدة تخص الرجال والنساء، ومن نواحي مختلفة تشمل القدرات والقابليات والمهارات العقلية والجسدية التي تميز كل جنس عن الاخر، خصوصا فيما يتعلق بالتعاملات اليومية المختلفة والعلاقات العامة والخاصة وفاء والصحة وغيرها من الدراسات والابحاث الاخرى التي قد تصل الى حد الغرابة من ناحية النتائج المعلنة كما يقول بعض الخبراء.

ومن ابرز الاختلافات بين الرجل والمرأة الاختلافات البيولوجية مثل الشعور بالألم و الإمراض والشعور بالنعاس أو الأرق او البدانة، فجميعها اختلافات في التركيبة الجسمانية بنسب متفاوتة، أما الاختلافات السيكولوجية مثل الأمور العاطفية كالاعتذار والانجذاب والمضاربة على الأسهم والطلاق والزواج وغيرها كلها اختلافات نفسية يتمايز فيها الجنسين، ولهذا فمهما تعدد الاختلافات تبقى الحياة بين الرجل والمرأة مشاركة وتكامل وليست تحدي.

وفي هذا الشأن أظهرت دراسة أميركية أن احتمال أن ينتهي المطاف بالنساء الى الانفصال أو الطلاق اذا شخصت اصابتهن بالسرطان أو التصلب المتعدد أعلى ست مرات منه حين يكون شريك الحياة هو المصاب بنفس المرض. وأكدت الدراسة أبحاث أجريت في وقت سابق أظهرت أن معدل الطلاق أو الانفصال بين مرضى السرطان يبلغ 6ر11 في المائة، لكنها وجدت أن المعدل قفز الى 8ر20 في المائة حين تكون المرأة مريضة مقابل 9ر2 في المائة حين يكون الرجل مريضا.

وقال مارك تشامبرلين مدير برنامج اورام الاعصاب في مركز (سياتل كانسر كير اليانس) "نوع الانثى كان أقوى عامل للتنبؤ بالانفصال أو الطلاق في كل من مجموعات المرضى التي درسناها". وقال الباحثون ان السبب في أن الرجال يهجرون الزوجة المريضة يمكن ارجاعه جزئيا الى عدم قدرتهم على التأقلم بسرعة مع فكرة الاضطلاع برعاية الطرف الآخر ورعاية مصالح المنزل والاسرة.

كما وجدت الدراسة ايضا صلات بين العمر وطول مدة الزواج واحتمال الطلاق أو الانفصال. وتبين أن الزيجات الاطول عمرا هي الارجح أن تظل مستقرة، لكن كلما تقدم عمر المرأة، زاد احتمال انتهاء الزيجة. والدراسة التي أجراها معهد هانتسمان للسرطان بكلية الطب في جامعة يوتا وكلية الطب في جامعة ستانفورد قامت على متابعة 515 مريضا من عامي 2001 و2002 وحتى عام 2006. وقال تشامبرلين ان الدراسة أجريت لأن الاطباء لاحظوا خلال ممارستهم لطب الاورام العصبية أن الطلاق يقتصر تقريبا على الحالات التي تكون فيها الزوجة مريضة، لكن في كل الحالات كان احتمال أن ينتهي المطاف بالمرأة لتكون وحيدة هو الارجح.

الرجال يتأثرون أكثر

من جهة اخرى أثبتت دراسة بريطانية أن الاعتقاد السائد بأن الرجال يميلون دائماً لإظهار أنهم أقوياء ولا يتأثرون بالمشاعر بسهولة خاطئ، إذ يتأثر الرجال عاطفياً أكثر من النساء. وخلصت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الرجال في حقيقة الأمر أكثر تأثراً عاطفياً من النساء. وأوضحت الدراسة أنه عندما شاهد الرجال والنساء مقاطع فيديو مؤثرة، أظهر الرجال رد فعل عاطفي أقوى. لكن عندما سئل المشاركون عن مشاعرهم، اعترفت النساء بأنهن شعرن بتأثر أكبر مقارنة بالرجال.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن البحث، الذي أجراه معهد "مايندلاب" للأبحاث النفسية، بدد الأسطورة القائلة إن الرجال لا يشعرون بنفس المشاعر مثل النساء. وفي هذا الصدد، قال الدكتور ديفيد لويس، خبير الطب العصبي والنفسي الذي قاد البحث: "إن تصنيف الرجال على أنهم جامدون عاطفياً والنساء أكثر عاطفية تدعمه ما تردده وسائل الإعلام يومياً وتفاعلاتنا الاجتماعية".

وأضاف لويس أن "الدراسة تشير إلى أن الرجال يشعرون بعاطفة مثل النساء وأحياناً أقوى، ولكنهم أقل إظهاراً لمشاعرهم بسبب الصورة النمطية عنهم في المجتمع". وشملت التجربة مجموعة من 30 شخصاً، 15 رجل و 15 امرأة، وتم عرض صور ومقاطع فيديو عليهم، في حين تم قياس رد فعلهم عبر أقطاب كهربائية متصلة بأصابعهم. وتم تصنيف الصور ومقاطع الفيديو التي تم عرضها عليهم إلي أربع فئات: سعيد ومرح ومثير ومؤثر. وأظهر الرجال رد فعل عاطفي أعلى عند رؤيتهم للمقاطع السعيدة والمرحة والمثيرة مقارنة بالسيدات.

وخلصت التجربة إلى أن الرجال أظهروا رد فعل عاطفي أقوى بمقدار الضعف مقارنة بالنساء عندما شاهدوا الصور والمقاطع المؤثرة، فيما أبدى الرجال رد فعل عاطفي شديد عندما شاهدوا مقطع فيديو يظهر جندياً يعود إلى منزله بعد الحرب ويجتمع شمله مع ابنته. وفي إطار التجربة، تعين على المشاركين أيضاً تصنيف المحتوى الذي شاهدوه لإيضاح كيفية شعورهم تجاه كل محتوى. وكما هو متوقع، قالت النساء إنهن شعرن بعاطفة أقوى مقارنة بالرجال. ومع ذلك وعلى الرغم من قول الرجال إنهم شعروا بعاطفة أقل مقارنة بالنساء، إلا أن التغيرات الفسيولوجية التي شعروا بها تظهر أن عاطفتهم كانت أقوى.

أكثر كذباً

على صعيد متصل كشفت دراسة بريطانية حديثة نشرت نتائجها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الرجال أكثر ميلاً للكذب مقارنة بالنساء، مشيرة إلى أن المرأة تتجنب قول الصدق لحفظ مشاعر الآخرين، بينما يكذب الرجال لحفظ المال. وأضافت الدراسة أنه في الوقت الذي تتجنب فيه النساء الصدق لحفظ مشاعر الآخرين، يميل الرجال للكذب لإنقاذ مالهم أو الفوز في جدل.

وأشارت إلى أن متوسط كذب الرجل أو تجنبه لقول الحقيقة هو أربع مرات في الأسبوع، في المقابل تخفي المرأة الحقيقة ثلاث مرات في الأسبوع. وأظهرت الدراسة أيضاً أن الرجال أكثر ميلاً للخداع من أجل إخراج شخص آخر من متاعب والحصول على أي شيء يريدونه أو جعل الأشياء تبدو أكثر أهمية أو أفضل مما تبدو عليه بالفعل.

وكشف الاستطلاع الذي شمل عينة قوامها 2000 بريطاني أن الكذبة الأكثر شيوعا تقول 'أنا بخير' عندما يكون المرء مستاء، بينما تحتل المركز الثاني أكذوبة "أنت هدية" عندما لا تكونين كذلك، حيث تليها إخفاء حقيقة تكلفة شيء أو خداعك. كما تشمل الأكاذيب الشؤون المالية، ومدح الطعام الذي لا يحبه الرجل، وأن تقول لشخص ما أنك رائع في هذا الزي رغم أنه غير مناسب له، وما إلى ذلك من الأمور الحياتية، ناهيك عن الكذب في مقابلات العمل، والسير الذاتية، والتعامل مع مطالبات التأمين.

الصعق بالكهرباء

من جانب اخر اكتشف بحث جديد أنه بالرغم من رغبتنا في قضاء بعض الوقت منفردين بأنفسنا، إلا أن الكثير من الناس لا يستمتعون بهذا الوقت. فطلب الباحثون من معظم المتطوعين في الدراسة أن يقضوا وقتًا مع أنفسهم لا يزيد عن 15 دقيقة في غرفة لا يفعلون فيها شيئًا غير الجلوس والتفكير، ولكنهم وجدوا المهمة شاقة. وفي الحقيقة، بعض المتطوعين، خاصةً الرجال، فضلوا إصابة أنفسهم بصدمات كهربائية خفيفة بدلًا من الجلوس دون شئ.

ومن جانبه، قال "تيموثى ويلسون" أستاذ علم النفس بجامعة فرجينيا: "وجد معظم المتطوعين صعوبة في استخدام عقلهم لتسلية أنفسهم على الأقل عندما قاموا بذلك تحت ملاحظة". وذكرت صحيفة "ديلي ميل البريطانية" أن 800 متطوع تقريبًا شارك في تلك الدراسة من شباب جامعة وكبار سن. جاءت نتيجة الدراسة على الشباب، أنهم وجدوا صعوبة في التركيز في التفكير أو الحلم، وتماثلت النتيجة أيضًا مع كبار السن.

وقام الباحثون بتجربة أخرى ليروا هل سيقوم المتطوعون بفعل شئ آخر غير الجلوس والتفكير، فزودوهم بصاعق كهرباء ذو صدمات كهربائية خفيفة، وكانت النتيجة، أن معظم المتطوعين خاصةً الرجال استخدم الصاعق على الأقل مرة. وأضاف ويلسون: "أعتقد أنهم استخدموا الصاعق ليتخلصوا من الملل".

القدرات الذهنية

في السياق ذاته أكدت دراسة جديدة أن ارتفاع المستوى المعيشي والتعليمي يحسن القدرات الذهنية ووظائف الذاكرة لدى المرأة على نحو أكبر من الرجل، وأن زيادة معدل الراحة والرفاهية تعمل على تحسين مستوى الذاكرة العرضية لدى النساء أكثر من الرجال. وأظهرت دراسة حديثة أجريت على 13 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 50 و85 عاما من 13 دولة أوروبية، أن ارتفاع المستويين المعيشي والتعليمي يؤثر إيجابيا على المرأة.

 وأوضحت الخبيرة النمساوية دانيلا فيبر، المشرفة على الدراسة، بحسب الموقع الألماني دويتش فيله، أنه ثبت تحسن القدرات الذهنية ووظائف الذاكرة لدى المرأة على نحو أكبر من الرجل عند ارتفاع المستوى المعيشي والتعليمي لها، وذلك وفقاً لما توصلت إليه فيبر مع باحثات أخريات من السويد والنرويج.

وخلال هذه الدراسة خضع المشاركون لثلاثة اختبارات: الأول يتعلق بفحص الذاكرة العرضية، والثاني لاختبار القدرات الحسابية، والثالث لاختبار القدرات اللغوية. وخلال تقييم نتائج هذه الاختبارات، وضعت الخبيرة النمساوية في حسابها معدل التنمية الإقليمية للبلاد المشاركة، وذلك استنادا إلى إجمالي الناتج المحلي ومعدل المواليد ومعدل وفيات الأطفال ومتوسط العمل والمستوى التعليمي.. ثم تبيّن من تقييم نتائج الاختبارات على هذا النحو أن زيادة معدل الراحة والرفاهية تعمل على تحسين مستوى الذاكرة العرضية لدى النساء عنه لدى الرجال.

الى جانب ذلك أظهرت دراسة جديدة أن أدمغة الرجال تتقلص نتيجة الإفراط في مشاهدة المواد الإباحية، وهو ما يجعلهم أكثر غباء، كما ذكر موقع مترو الإنجليزى الشهير. وكشف الباحثون الألمان في معهد وماكس بلانك للتنمية البشرية أن الرجال الذين يشاهدون الكثير من المواد الإباحية من صور أو أفلام تصاب أدمغتهم بأضرار وتصاب بعض مراكز المخ بكسل.

وأحد الاستنتاجات من وراء هذه الدراسة هو أن الرجال الأقل ذكاء وأصغر عقولا، أكثر حبًا لمشاهدة المواد الإباحية. جدير بالذكر أن دراسة أخرى أجرتها جامعة شرق لندن العام الماضي، وكشفت أن 97٪ من الذكور و80٪ من الإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 يشاهدون المواد الإباحية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/آب/2014 - 17/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م