العراق والدعم الدولي...  تعاون لتغيير المعادلة السياسية

 

شبكة النبأ: يرى خبراء ان تزامن ارتفاع حجم المساعدات العسكرية والانسانية، والتأييد الواسع لها، مع تكليف رئيس وزراء جديد للعراق (الذي لاقى ترحيب دولي واقليمي واسع النطاق)، يوضح حجم التخوف الدولي، من انهيار مؤسسات الدولة العراقية، في حال استمرار الخلاف السياسي الكبير بين الكتل والزعامات السياسية العراقية حول اعادة ترشيح رئيس الوزراء السابق لولاية ثالثة من جهة، اضافة الى ضرورة احتواء خطر التنظيمات الارهابية، التي توسعت كثيرا في العراق بعد سيطرتها على العديد من المدن الحيوية، وتهديدها للعاصمة بغداد، من جهة اخرى.

وقد سارعت العديد من الدول الغربية (الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي) الى دعم العراق للخروج من مازق سيطرة التنظيمات الارهابية (داعش هو التنظيم الابرز الذي يهدد وجود الدولة العراقية)، فيما ركزت دول مثل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا، جهودها على دعم اقليم كردستان، وبالأخص المناطق التي تقاتل فيها قوات حرس الاقليم (البيشمركة) الجماعات المسلحة التي تحاصر عشرات الالاف من الاقليات (الايزيدية والتركمانية وغيرها) حول حدود جبال سنجار، والتي لاجئو اليها بعد غزو داعش لمناطقهم، وذبح وسبي المئات منهم.

وقد قامت القوات الجوية العراقية، بتقديم الاسناد الجوي لحرس الاقليم، اضافة الى تقديم شحنات من المساعدات الانسانية، بعد ان أكد تقرير صادر من الامم المتحدة بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ النازحين والفارين في الجبال، سيما وان العطش والجوع يهدد أكثر من 20 ألف مواطن بالموت، فيما تجاوز مجموع النازحين من المناطق الشمالية المليون مواطن.

ويرى خبراء ان تأخر المساعداتالعسكرية الضرورية، من قبل الدول الغربية، كانت لاعتبارات سياسية، بعد ان تواصل الخلاف لأكثر من اسبوعين حول مرشح يحظى بمقبولية جميع الكتل والاطراف المشاركة في العملية السياسية في العراق، قبل ان يصار الى ترشيح (حيدر العبادي) الذي لاقى ترشيحه استحسان ورضى دولي كبير.

بينما اشار أغلب المحللين السياسيين، ان الايام القادمة قد تشهد المزيد من الدعم العسكري واللوجستي للقوات العراقية، في حال تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية ترضي الاطراف السياسية الاخرى، مما قد يعزز موقف العراق في مواجهته للجماعات المتطرفة.

فرنسا في الصدارة

فقد أعلن قصر الإليزيه في بيان أن فرنسا ستنقل في الساعات المقبلة أسلحة إلى العراق لدعم القدرة العملانية للقوات التي تخوض معارك ضد "الدولة الإسلامية" التي تتقدم نحو بغداد، وقالت الرئاسة في بيان "بهدف تلبية الاحتياجات الملحة التي عبرت عنها السلطات الإقليمية في كردستان، قرر رئيس الدولة (فرنسوا هولاند) وبالاتفاق مع بغداد، نقل أسلحة في الساعات المقبلة"، وأعلن ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد يعد لاجتماع استثنائي لوزراء الخارجية حول العراق يمكن أن يعقد قريبا، وقال أحد الناطقين باسم آشتون إنها "مستعدة لجمع وزراء الخارجية الأوروبيين وتدرس مع الدول إمكانية ذلك"، بينما تطالب فرنسا وايطاليا منذ أيام بعقد هذا اللقاء لدراسة طلب الأسلحة لأكراد العراق.

وكان الاتحاد الأوروبي قد فشل في الاتفاق على موقف مشترك بشأن توريد أسلحة للأكراد العراقيين الذين يقاتلون متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لكنه ترك الباب مفتوحا امام كل دولة عضو منفردة لأرسال الأسلحة بالتنسيق مع بغداد، وطلب مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق من المجتمع الدولي تزويد الأكراد بأسلحة لمساعدتهم في القتال ضد مسلحي الدولة الإسلامية الذين أثار تقدمهم صوب الشمال قلق القوى العالمية، واعطى سفراء دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع استثنائي لمناقشة الأزمات في العراق وأوكرانيا وغزة الضوء الأخضر للحكومات بشكل فردي لإرسال أسلحة بموجب شروط محددة. بحسب رويترز.

وقال متحدث باسم منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون "علم (السفراء) بالطلب العاجل من قبل السلطات الإقليمية الكردية لبعض الدول الأعضاء لتقديم الدعم العسكري وأكدوا على ضرورة النظر في هذا الطلب من خلال تنسيق وثيق مع السلطات العراقية"، وقال دبلوماسيون إن بعض دول الاتحاد الأوروبي تعارض ارسال الأسلحة ويعني هذا أنه لا يوجد اتفاق على نطاق الاتحاد الأوروبي للقيام بذلك لكن هذا لا يمنع الدول الأخرى من القيام بذلك، وقال دبلوماسيون إن فرنسا وإيطاليا وجمهورية التشيك من بين الدول التي تؤيد توريد الأسلحة، ومع ذلك لا يوجد أي مؤشر فوري على أنهم على وشك القيام بذلك.

وأثار وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير في وقت سابق إمكانية إرسال مساعدات عسكرية الى الحكومة العراقية قائلا انه سيناقش اتخاذ مزيد من الخطوات مع الشركاء الأوروبيين، ونشطت أيضا المفوضية الأوروبية مركز التنسيق للاستجابة الطارئة بالاتحاد الأوروبي لتتمكن من تنسيق المساعدات نيابة عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهو ما يسمح بتسليم المساعدات بطريقة أكثر كفاءة للاجئين داخل العراق، وقال سباستيانبرابانت المتحدث باسم أشتون إن الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ستجري محادثات مع جيران العراق قبل وضع خيارات لمزيد من عمل الاتحاد الأوروبي للمساعدة في الأزمة، وأضاف برابانت أن سفراء الاتحاد الأوروبي دعوا إلى تقديم دعم إنساني دولي عاجل للأشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب الصراع ورحبوا بالجهود الأمريكية لوقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي زار العراق إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي استجابة للمناشدات الكردية للمساعدات الإنسانية وطلب الأسلحة، ودعت إيطاليا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي أيضا إلى اجتماع خاص لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ولم يتخذ السفراء قرارا بشأن مثل هذا الاجتماع لكن دبلوماسيين قالوا إنه قد يعقد لاحقاً.

بريطانيا مازالت خائفة

من جهته أصدر مكتب رئاسة الحكومة البريطانية بيانا أعلن فيه أنه سينقل معدات عسكرية من دول مساهمة للقوات الكردية، ويتضمن البيان "سنرسل عددا صغيرا من طوافات شينوك إلى المنطقة لاستخدامها في حال قررنا أننا بحاجة إلى جهود إغاثة إنسانية إضافية"، وتابع "اتفقنا أيضا على نقل معدات عسكرية ضرورية من دول مساهمة أخرى إلى القوات الكردية"، من دون تحديد الدول المعنية، وصدر البيان إثر اجتماع طارئ للجنة الحالات الطارئة ترأسه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وبعد مكالمة هاتفية بين كاميرون ونظيره الأسترالي توني أبوت.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الجوية الملكية أرسلت مقاتلات تورنيدو من قاعدة مارهام في جنوب شرق بريطانيا مجهزة بمعدات مراقبة، وتتوجه الطائرات البريطانية إلى قاعدة اكروتيري في قبرص حيث ستجهز للقيام بمهام الاستطلاع، ولم تحدد وزارة الدفاع عدد المقاتلات إلا أنه تم الحديث عن ثلاث، وشددت رئاسة الحكومة على ضرورة أن تبقي بريطانيا تركيزها على الوضع الإنساني وخصوصا لهؤلاء العالقين في جبل سينجار. بحسب بي بي سي.

بدوره اتهم الجنرال البريطاني ريتشارد شيريف حكومته بأن لديها "رهاب إزاء الالتزام" بشأن الأزمة الجارية في العراق، وقال شيريف لصحيفة التايمز إن السياسيين "لديهم رهاب شديد إزاء أي شكل من أشكال التدخل" في العراق قبل الانتخابات العامة في بريطانيا العام المقبل، ويتزامن هذا مع استعدادات الحكومة البريطانية لإرسال طائرات "تورنادو" لاستخدامها بشكل محتمل في تقديم مساعدات شمالي العراق حيث يفر آلاف الأشخاص من المقاتلين الإسلاميين.

وقال الجنرال شيريف، الذي كان أرفع مسؤول عسكري بريطاني في مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو" حتى مارس/آذار الماضي، إن الحكومة البريطانية لديها "سياسيين يريدون أن يكون لهم موقف"، لكن "ليس لديهم أي عصا"، وأضاف "لدينا رهاب من الالتزام (إزاء الوضع في العراق) وتخشى بريطانيا من أن ينظر إليها على أنها تساهم بقوات على الأرض في وقت تحاول أن تستفيد من كل شيء"، واعتبر الجنرال شيريف أنه "كلما طالت فترة بقائنا مكتوفي الأيدي والمماطلة، فسيصبح الموقف أكثر خطورة"، وقال إن "هذه الأمور لا تختفي، لدينا وضع محدد، ولا يوجد سبيل للالتفاف، يجب عليك فقط خوضها وتسويتها".

ورفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الضغوط لدعوة البرلمان للانعقاد للتشاور بشأن دور عسكري بريطاني فيما يحدث في العراق، وحقق مقاتلو الدولة الإسلامية، التي كانت تعرف سابقا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مكاسب كبيرة في شمالي العراق خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما دفع عشرات الآلاف من الأقليات الدينية للفرار من منازلهم، وألغت القوات الجوية البريطانية محاولة تسليم مساعدات حينما رأت أن إلقاء المساعدات قد يؤدي إلى إصابة بعض الأشخاص الموجودين على الأرض.

وقال "إذا أردت أن تفعل أي شيء، وإذا كنت جادا بشأن تفادي كارثة إنسانية، يجب عليك فعله بالصورة الملائمة"، معربا عن اعتقاده بضرورة وجود قوات على الأرض للمساعدة في تسليم المساعدات للأماكن المناسبة، وأكدت الحكومة البريطانية أنها ستعمل مع ممثلي الحكومة العراقية والأكراد والمنظمات الدولية في المنطقة "للتخفيف من المخاوف المتعلقة بالسلامة"، وأوضحت أنها ستدرس أيضا إمكانية لعب دور في نقل معدات إلى القوات الكردية لتتمكن بصورة أفضل من التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

المزيد من المستشارين جدد

من جانب اخر أعلن وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، أن الولايات المتحدة أرسلت 130 مستشارا عسكريا إضافيا إلى إقليم كردستان العراقي، وبذلك ينضم هؤلاء إلى 250 آخرين من زملائهم الموجودين بالفعل في العراق، وقال هيغل إن المستشارين وصلوا إلى شمالي مدينة اربيل "من أجل تقييم متعمق لما يمكن أن نفعله من أجل مواصلة مساعدة العراقيين"، وأوضح مسؤول دفاعي أمريكي أن المبعوثين (وهم من مشاة البحرية وقوات المهام الخاصة) سيتولون تقييم الوضع الإنساني، ولن يشاركوا في عمليات قتالية، وأضاف أن الحكومة الأمريكية ستواصل البحث عن طرق لدعم العراقيين الذين تضرروا من الصراع المستمر في سنجار والعمل على منع إمكانية حدوث إبادة جماعية. بحسب فرانس برس.

وتشن الولايات المتحدة غارات جوية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين دفعوا عشرات الآلاف إلى النزوح من منازلهم في شمال العراق، وقالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من المدنيين بمن فيهم من الطائفة الايزيدية عالقين في جبل سنجار هربا من قوات تنظيم الدولة الإسلامية وبحاجة إلى "مساعدة لإنقاذ حياتهم".

استراتيجية أوباما

من ناحيته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن بلاده لديها اهتمام استراتيجي بألا تسمح للمسلحين الإسلاميين في تنظيم الدولة الإسلامية بإقامة خلافة إسلامية في العراق وسوريا، إلا أنه وضع (حتى الآن) التدخل الأمريكي في شمالي العراق، سواء أكان عسكريا أم إنسانيا، داخل إطار محدود، إذا لزم ويمكننا أن نتفهم تردده المؤكد في إعادة إطلاق عملية عسكرية أمريكية في العراق، نظرا للعديد من الأسباب، إلا أن بعض منتقديه يرون في تلك الرسائل المختلطة افتقارا للرؤية الاستراتيجية، إلا أن أوباما يصر على أن لديه استراتيجية للمدى الطويل، ووضعت الإدارة الأمريكية خطواتها الحالية ضمن إطار دقيق يمكنها من حماية أرواح الأمريكيين والآلاف من الإيزيديين وغيرهم من الأقليات ممن فروا من المناطق العراقية التي أحرز فيها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية تقدما.

فمع أن أعداد الغارات الجوية الأمريكية آخذة في التصاعد، فإنه لا يبدو حتى الآن أن الولايات المتحدة قد دخلت بكامل قوتها للقضاء على قدرات هذا التنظيم المسلح، وقد تنجح الضربات الجوية الأمريكية على المدى القصير، في إضعاف التقدم الذي يحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة أربيل، والتهديد الذي يمثله لمن علقوا في العراء في جبال سنجار، كما أن مستلزمات الإغاثة التي تلقيها القوات الجوية الأمريكية للمحاصرين في تلك الجبال تمثل مصدر راحة، يعد هؤلاء في أمس الحاجة إليها، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وغيرهما من القوى الأخرى، كانت تتحدث أيضا عن الطرق التي يمكن عبرها الوصول إلى أولئك العالقين في الجبال واصطحابهم إلى أماكن آمنة نسبيا، ورأى البعض أيضا أن تقديم مخرج آمن لهؤلاء قد يتطلب وجود قوات أجنبية على الأرض، أما الرئيس أوباما فاستبعد عودة القوات الأمريكية إلى العراق، كما أن الدول الأخرى ستكون متحفظة بشكل كبير أيضا في إرسال قوات حماية بهذه الطريقة.

وتمكن الآلاف من الخروج من تلك المناطق الجبلية، ربما بمساعدة القوات الكردية، لذا فإن ذلك قد يكون مصدر راحة للسياسيين الغربيين، أما على المدى الطويل، فيبقى السؤال عما إن كان من الممكن إتاحة البيئة الآمنة لأولئك الذين تمكنوا من الخروج من تلك المنطقة الجبلية أم ل، فما الفرص أمام سلاح الجو الأمريكي في أن يثبت فاعليته بعد أن جرى استخدامه بالفعل؟، من الواضح أن واضعي خطط الدفاع الأمريكية يأملون في أن يكون للضربات الجوية تأثير في ترجيح الكفة على الأرض بشكل كاف لصالح الأكراد والقوات العراقية الحكومية.

إلا أن أحد الحسابات المهمة التي تقع ضمن الإطار الضعيف للسياسة العراقية، وتطلعات الأكراد للحصول على استقلال أكبر، يتمثل في مدى الامتثال لمطالب الأكراد الحصول على المزيد من السلاح وغيره من المساعدات العسكرية في مجالي المراقبة والاستخبارات، وليس هناك شك في أن الأكراد يعتبرون لاعبين أساسيين في ذلك، وبالأخص بالنسبة لواشنطن، وأشار أوباما أيضا إلى أن الضربات الجوية قد تستمر لبعض الوقت، وهناك أيضا احتمال لأن تتزايد وتيرتها، إلا أنه يرهن ذلك بقدرة السياسيين العراقيين المتنازعين على القضاء على خلافاتهم الطائفية تلك، والتوحد في وجه هذا التهديد الذي يمثله تنظيم دولة الإسلام. بحسب بي بي سي.

ويبدو من الواضح أن ذلك هو العامل الأهم في استراتيجية إدارة أوباما وتطلعاتها على المدى الطويل، فهو قد أكد على أن خيار التدخل العسكري الأمريكي في العراق غير وارد، بالرغم من أنه يبدو واضحا أن إمكانية اللجوء إلى المساعدة العسكرية الأمريكية بشكل أكبر سيأتي دافعا للتحرك السياسي العراقي نحو المصالحة والتغيير، ويبقى السؤال: هل سيكون ذلك كافيا؟ فمع مزيد من الوحدة العراقية وتقديم الولايات المتحدة للمشورة والمساعدة، هل سيكون بمقدور القوات العراقية الحكومية إيقاف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد بالمدى الذي فشلت بالفعل حتى الآن في تحقيقه؟، وكما اعترف أوباما بالفعل، فقد نجح مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في إرباك خصومهم بالنجاحات العسكرية التي أحرزوها.

وبعد ما أحرزه من تقدم في البداية، كان البعض يرى أن هذا التنظيم سيسقط ضحية التعب والإنهاك، إلا أن ذلك لم يحدث، والحديث الآن يدور حول طبيعة التهديد الذي يمثله التنظيم الآن، وتتوالى أسئلة من قبيل: إن كان هذا التنظيم يعتبر جيشا تقليديا، خاصة مع حصوله على مزيد من التسليح، أم أنه لا يزال يمثل شكلا من أشكال التمرد غير التقليدي؟، وهل مسلحوه أقرب إلى كونهم تهديدا "هجينا" مختلطا؟ وما مدى تأثير ذلك على طريقة التعامل معهم؟، وكان الرئيس الأمريكي قد قال إن الإدارة الأمريكية (ولمواجهة فكرة "الخلافة" التي أعلن عنها هذا التنظيم) تحتاج إلى عدد من الشركاء على الأرض ممن يمكنهم ملء هذا الفراغ، ويبقى السؤال الأهم، وهو إن كان يمكن بالفعل الخروج بشراكات فعالة في العراق أو سوريا لمواجهة ذلك التهديد؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/آب/2014 - 17/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م