مفاوضات القاهرة والسيناريوهات المتوقعة

حسام الدجني

 

لم تحترم إسرائيل الدولة المصرية، فمماطلتها وتأخرها بالرد على الورقة الفلسطينية فيه استخفاف بالدور المصري وبالوفد الفلسطيني، وبمشاعر الشعوب العربية والإسلامية التي تأثرت من هول جرائم الحرب والإبادة التي مارستها إسرائيل خلال عدوانها على السكان المدنيين بقطاع غزة المحتل.

هذه المماطلة دفعت بالوفد الفلسطيني الموحد إلى أن يعلن أنه أعطى وقتاً أكثر مما يجب والاحتلال استغل ذلك للمماطلة، وأعلن الدكتور موسى أبو مرزوق أن الساعات إلــ 24 القادمة ستحدد مصير المفاوضات، وعليه نطرح السيناريوهات المتوقعة في ضوء التطورات الدراماتيكية...

السيناريو الأول: نجاح المفاوضات

فرص نجاح المفاوضات ما زالت قائمة، وقد تكون المماطلة الإسرائيلية والتصريحات الفلسطينية والإسرائيلية أحد تكتيكات التفاوض، وفي اللحظات الأخيرة تنجح المخابرات المصرية من الوصول إلى ورقة تحقق من خلالها مطالب الفلسطينيين وتحفظ ماء وجه إسرائيل، وعليه يتم الإعلان عن تهدئة إنسانية لثلاث أيام للبحث في التفاصيل، ثم الإعلان عن الاتفاق النهائي من القاهرة، وهذا النجاح ستحرص عليه القاهرة كونه الاختبار الأول للنظام السياسي الجديد في مصر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

السيناريو الثاني: فشل المفاوضات والذهاب لحرب الاستنزاف الطويلة

أحد السيناريوهات المتوقعة وبقوة هو فشل المفاوضات والذهاب لحرب استنزاف طويلة، والعودة للميدان مرة أخرى ولكن بوتيرة منخفضة من النيران. وستعمل إسرائيل ضمن هذا السيناريو على:

1- مراقبة المخزون الاستراتيجي لصواريخ المقاومة.

2- المراهنة على تراخي الحالة الأمنية لدى قادة المقاومة وعليه تقوم باستهدافهم، وتسجيل انجازات سياسية تخدم نتانياهو وحكومته.

3- خلخلة الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتدهور الوضع الإنساني والمعيشي للسكان المدنيين....

وستعمل المقاومة الفلسطينية ضمن هذا السيناريو على:

1-  ترشيد ضرباتها الصاروخية بما يحقق اكبر الخسائر الإستراتيجية، وعليه فقد يكفي صاروخ على مطار بن غوريون وصاروخ مجهول المنطقة لتعطيل الحياة وتكبيد إسرائيل خسائر فادحة.

2-  القيام بعمليات نوعية قد تنطلق من غزة أو الضفة الغربية وهذا سيخلط أوراق نتانياهو.

السيناريو الثالث: سيناريو العودة للأيام الأولى من الحرب

قد تفشل المفاوضات وينسحب الوفد من القاهرة، وتشتعل الجبهة من جديد وبوتيرة نار عالية، وكأننا عدنا للنقطة صفر، وقد يزداد حجم التضامن الشعبي في العديد من دول العالم، مما سيدفع أطراف دولية أو إقليمية للتدخل وفتح قناة تفاوض جديدة يحدد الميدان وصمود الشعب الفلسطيني مساراتها ونتائجها.

الخلاصة: أقل الخسائر للطرفين هو ان تلبي إسرائيل مطالب المقاومة مقابل هدنة طويلة الأمد، وعليه مطلوب مساندة دولية للضغط على إسرائيل من أجل تجنيب المنطقة تداعيات تعنت إسرائيل ورفضها لحقوق ومطالب مشروعة وفق كل القوانين والأعراف الدولية.

Hossam555@hotmail.com

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/آب/2014 - 15/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م