شبكة النبأ: يعيش العالم اليوم في
حالة من الرعب الشديد جراء تفشي فيروس "ايبولا"، الذي ينتشر بسرعة
كبيرة في عدد من دول غرب أفريقيا والذي اودى بحياة ما يقارب من ألف شخص
من اصل 1779 إصابة تم تسجيلها في غينيا وليبيريا وسيراليون و نيجيريا
ودول اخرى، وهو ما دفع بعض الخبراء والمنظمات المتخصصة الى المطالبة
باتخاذ خطوات جادة للحيلولة دون تفشي المرض بشكل أكبر وبالإسراع بفرض
"حالة طوارئ عالمية"، وتقديم المزيد من الدعم والمساعدات لدول غرب
أفريقيا التي تحتاج وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية إلى المزيد من
الطواقم الإنسانية يقدر عددهم "بالمئات"، علما بأن مئات سبق أن انتشروا
على الأرض بينهم 120 عاملا في المنظمة. التي تشدد على ضرورة تعزيز
عمليات الوقاية والرصد والإبلاغ عن الحالات المشتبه بها، فضلا عن
مراقبة الخطر عند الحدود وحماية المعالجين في شكل أفضل. وأعلنت المنظمة
في وقت سابق أن حصيلة وباء الحمى النزفية الناجم إلى حد كبير عن فيروس
إيبولا الشديد العدوى في أفريقيا الغربية تزداد تفاقما.
سيراليون
وفي هذا الشأن فقد أعلنت سيراليون حالة الطواريء واستدعت قوات الأمن
لفرض حجر صحي على ضحايا الإيبولا يوم الخميس لتنضم إلى ليبيريا
المجاورة في فرض قيود صارمة مع تسبب الفيروس شديد العدوى في وفاة 729
شخصا في دول غرب أفريقيا. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها ستطلق خطة
استجابة قيمتها مئة مليون دولار اثناء اجتماع مع البلدان المتضررة في
غينيا. وقالت المنظمة إنها تجري محادثات طارئة مع مانحين ووكالات دولية
لإرسال مزيد من الأطقم الطبية والموارد إلى المنطقة.
وقالت مارجريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "يتطلب
نطاق تفشي الإيبولا والخطر المستمر الذي يمثله المرض من منظمة الصحة
العالمية وغينيا وليبيريا وسيراليون اتخاذ رد عند مستوى جديد وهذا
يستلزم مزيدا من الموارد." واعلن رئيس سيراليون ارنست باي كوروما عن
سلسلة من اجراءات الطواريء ستستمر ما بين 60 إلى 90 يوما. وقال
"سيراليون في قتال كبير. الفشل ليس خيارا."
وقالت السلطات في نيجيريا التي سجلت أول حالة اصابة ايبولا عندما
توفى مواطن أمريكي بعد وصوله على متن رحلة جوية قادمة من ليبيريا ان
جميع الركاب المسافرين من مناطق معرضة للخطر سيتم فحصهم لمعرفة ان
كانوا يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة واصيبوا بالفيروس. وفي اجراء
ينم عن زيادة القلق الدولي عقدت بريطانيا اجتماعا حكوميا بشأن الإيبولا
ووصفت الخطر بأنه يحتاج الى رد. وقال البيت الأبيض أيضا انه يجري إطلاع
الرئيس باراك اوباما على الموقف.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إن منظمة الصحة العالمية
لم توص بفرض أي قيود على السفر أو إغلاق الحدود بسبب انتشار الإيبولا
وانه ستكون هناك مخاطر ضئيلة على الركاب الآخرين اذا سافر أحد مرضى
الإيبولا. وبدأ انتشار المرض الذي يصيب بحمى مصحوبة بنزيف لا يعرف لها
علاج في غابات نائية في شرق غينيا في فبراير شباط لكن سيراليون أصبح
بها الآن أعلى معدل اصابة بالمرض.
وقال رئيس سيراليون ارنست باي كوروما انه سيجتمع مع زعماء ليبيريا
وغينيا في كوناكري لبحث سبل مكافحة الوباء. وذكر أن الشرطة والجيش
سيفرضان قيودا على التنقل من وإلى مراكز انتشار الفيروس وسيقدمان الدعم
لمسؤولي الصحة والمنظمات غير الحكومية لتعمل دون عوائق بعد عدد من
الهجمات التي استهدفت العاملين في مجال الصحة من قبل سكان محليين.
وأضاف دون ذكر تفاصيل أنه سيجري تفتيش المنازل بشكل دقيق لرصد ضحايا
فيروس الإيبولا وعلاجهم.
الى جانب ذلك قالت الحكومة في سيراليون إن كبير الاطباء في مكافحة
فيروس الايبولا اصيب بالمرض. ويقود الطبيب شيخ عمر خان (39 عاما) -الذي
وصفته وزارة الصحة بانه "بطل قومي"- جهود البلاد للسيطرة على تفش
الفيروس. وقال بيان صدر عن مكتب رئيس البلاد إن خان -الذي ينسب له
الفضل في علاج اكثر من 100 مصاب بفيروس الايبولا- يتلقى العلاج في مشفى
تديره منظمة اطباء بلا حدود.
ووصفت مياتا كارجبو وزيرة الصحة خان بانه بطل قومي وقالت إنها
"ستفعل كل شيء واي شيء في سلطتي لضمان نجاته من المرض." وأبلغ خان في
اواخر يونيو حزيران أنه يخشى ان يصاب بالفيروس. وقبل ايام توفيت ثلاث
ممرضات يعملن مع خان في مركز لعلاج الايبولا بعد اصابتهن بالمرض.
في السياق ذاته وجه مسؤولون في سيراليون نداء بالمساعدة في ملاحقة
أول مصابة معروفة بفيروس الإيبولا من سكان العاصمة بعد أن أخرجتها
عائلتها بالقوة من مستشفى بفريتاون بعد ان أثبتت الفحوص أنها مصابة
بالفيروس. وأذاعت محطات الإذاعة في فريتاون التي يسكنها نحو مليون نسمة
النداء للعثور على المرأة التي ثبتت إصابتها بالفيروس.
وجاء في النداء "ساوداتو كوروما تقيم في 25 أولد ريلواي لاين بريما
لاين ولينجتون. لقد ثبتت إصابتها بالفيروس ووجودها بالخارج هو خطر على
الجميع. نطلب من الناس مساعدتنا في العثور عليها." وقال المتحدث باسم
وزارة الصحة سيدي يحيى تونس إن كوروما (32 عاما) وهي من سكان ضاحية
ولينجتون المكتظة بالسكان أدخلت الحجر الصحي بينما أخذت عينات الدم
لفحصها. وجاءت النتائج إيجابية. وأضاف "عائلة المريضة اقتحمت المستشفى
وأخذتها عنوة... نحن نبحث عنها."
على صعيد متصل قال قائد للشرطة في سيراليون إن آلاف الأشخاص قاموا
بمسيرة إلى مركز علاج فيروس الايبولا في سيراليون بعدما ادعت ممرضة
سابقة أن الفيروس القاتل اختلق لاخفاء "طقوس تتعلق بآكلي لحوم البشر"
في المركز. ويوجد بسيراليون أعلى معدل حالات إصابة. وتجمعت حشود غاضبة
أمام المستشفى الرئيسي لعلاج الإيبولا في سيراليون في كينيما في شرق
البلاد حيث يتلقى العشرات العلاج من هذا الفيروس وهددوا بإحراقه وطرد
المرضى. وقال سكان إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
بحسب رويترز.
وقال الفريد كاروا-كامارا المفتش العام المساعد إن الاحتجاج اندلع
بعدما قالت ممرضة سابقة لحشد في سوق سمك قريبة إن "الإيبولا غير حقيقي
وإنما هو وسيلة للتحايل تهدف إلى القيام بشعائر تتعلق بآكلي لحوم البشر".
وقال إن الهدوء عاد إلى كينيما مضيفا أنه يوجد وجود شرطي مسلح قوي حول
المستشفى ومركز الشرطة المحلي.
ليبيريا
من جانب اخر أعلنت ليبيريا إغلاق جميع المدارس في البلاد وفرضت حجرا
صحيا على بعض المناطق في محاولة لوقف أسوأ انتشار للإيبولا حتى الآن في
غرب افريقيا. واصدرت تعليمات لقوات الأمن في أنحاء البلاد بتنفيذ
الاجراءات المعلنة ضمن خطة عمل جديدة تتضمن منح جميع العاملين بالحكومة
من غير الاساسيين عطلة إجبارية لمدة شهر.
وقال لويس براون وزير الاعلام في ليبيريا "هذه حالة صحية عاجلة.
انها شرسة وقاتلة وتسبب موت العديد من مواطنينا ونحتاج إلى التحرك لوقف
انتشارها." واضاف "نحتاج الى دعم المجتمع الدولي الآن أكثر من أي وقت
مضى. نحن في أمس الحاجة لكل المساعدة التي يمكننا الحصول عليها."
وفيما يسلط الضوء على القلق الدولي بشأن هذه الازمة أعلن برنامج فرق
السلام الأمريكية سحب 340 متطوعا من ليبيريا وسيراليون وغينيا بسبب
انتشار فيروس الايبولا في أرجاء غرب افريقيا. وقالت ايلين جونسون
سيرليف رئيسة ليبيريا في كلمة وضعت على موقع الرئاسة على الانترنت إن
الحكومة تبحث فرض قيود على التجمعات استنادا لتوصية وزارة الصحة. وحددت
مسودة سابقة للاجراءات التجمعات التي ستفرض عليها قيود. وقالت "عندما
توضع هذه الاجراءات موضع التنفيذ فان موظفي الرعاية الصحية فقط هم
الذين سيسمح لهم بدخول هذه المناطق والخروج منها. وستقدم الامدادات
الغذائية والطبية الى تلك المجتمعات والافراد." وتابعت ان كل الاسواق
في المناطق الحدودية ستغلق.
على صعيد متصل أغلقت ليبيريا معظم معابرها الحدودية وفرضت تدابير
صحية صارمة للحد من انتشار فيروس الإيبولا القاتل. وجاءت الإجراءات
الجديدة التي أعلنتها الحكومة في الوقت الذي تناضل فيه غينيا وليبيريا
وسيراليون لاحتواء أسوأ تفش لهذا الفيروس. وقالت ايلين جونسون سيرليف
رئيسة ليبيريا إن الحكومة تفعل كل شيء لمحاربة هذا الفيروس بما في ذلك
قيام هيئة مطار ليبيريا بتفتيش واختبار كل المسافرين المغادرين
والقادمين.
وأضافت "كل حدود ليبيريا ستغلق باستثناء نقاط الدخول الرئيسية.
وستقام في نقاط الدخول تلك مراكز وقائية واختبارية وسيتم الالتزام بدقة
بالتدابير الوقائية التي سيتم إعلانها." وقالت في بيان "ما من شك في أن
فيروس الإيبولا يمثل مشكلة صحية عامة. وكما بدأنا نرى فإنه يهاجم
أسلوبنا في الحياة بعواقب اقتصادية واجتماعية خطيرة." وبموجب التدابير
الجديدة سيتم فرض قيود على التجمعات العامة مثل المسيرات والمظاهرات
والإعلانات الترويجية.
من جانب اخر تزمجر الجرافات خارج العاصمة الليبيرية منروفيا بجوار
جبانة توطئة لإنشاء مقابر جديدة تستوعب ضحايا فيروس الايبولا الفتاك. و
حتى الان تم حفر خمسة قبور فقط بدلا من 100 قبر أمرت وزارة الصحة
بانشائها. ويجيء البطء في انشاء هذه المقابر في أعقاب معارضة شديدة من
التجمعات السكانية المحلية التي ترفض حفر قبور لضحايا المرض قرب
منازلهم مما يزيد من المصاعب التي تواجهها حكومات منطقة غرب افريقيا
المجهدة في سعيها لمكافحة أسوأ موجة انتشار للمرض في التاريخ.
واضطر مستشفى ايلوا المكتظ بالمرضى والذي يعاني من نقص العاملين الى
رفض حالات اصابة بالايبولا وهو سيناريو تفاقم بسبب انسحاب بعض الخبراء
الدوليين بعد اصابة اثنين في البلاد من الأمريكيين العاملين في مجال
الصحة. وانسحب العاملون في مجال الصحة من موقع لدفن 30 جثة في منطقة
جونسفيل الفقيرة بعد ان رفض مالك هذه الارض بيعها لدفن ضحايا الايبولا.
بحسب رويترز.
وفي موقع ثان تجمهر سكان غاضبون وهم يصرخون في وجه العاملين في مجال
الصحة الذين كانوا يرتدون زيا ابيض واقيا وهم يحاولون استرضاء السكان
بأن وزعوا عليهم نشرات ارشادية عن مرض الايبولا. وبعد فترة وجيزة وصلت
الى الموقع قوة من الجيش الليبيري يحمل افرادها الدروع والسترات
الواقية من الرصاص وقال مصدر بوزارة الصحة إن الجثث دفنت ليلا في نهاية
المطاف بمساعدة نحو 40 من العاملين الاضافيين. وتقول حكومة منروفيا إن
ارتفاع درجة انعدام الثقة الى جانب المقاومة من جانب المجتمعات المحلية
يبرر اتخاذ سلسلة من الاجراءات المشددة الجديدة الهادفة للسيطرة على
انتشار المرض.
نيجيريا
الى جانب ذلك أغلقت مدينة لاجوس النيجيرية وفرضت حجرا صحيا على
مستشفى توفي فيه رجل ليبيري مصاب بالإيبولا في أول حالة مسجلة للمرض
الفيروسي شديد العدوى بالبلد الأكثر كثافة للسكان بالقارة الافريقية.
وانهار باتريك سوير المستشار بوزارة المالية الليبيرية وهو في العقد
الأربعيني من عمره لدى وصوله إلى مطار لاجوس. ووضع في حجر صحي في
مستشفى فيرست كونسالتانتس في أوباليند. وهي واحدة من أكثر المناطق
ازدحاما في المدينة التي تضم 21 مليونا. وتوفي الرجل في وقت لاحق.
وقال مفوض الصحة بولاية لاجوس جيدي إدريس في مؤتمر صحفي "جرى إخلاء
المستشفى الخاص وجرى القضاء على المصدر الأساسي للعدوى. وبدأت عملية
تعقيم لكل الأجزاء المعرضة للتلوث بالفيروس." وأضاف أنه جرى عزل جميع
العاملين الذين كانوا مخالطين للحالة. وسيتم إغلاق المستشفى لمدة أسبوع
مع متابعة حالة جميع الموظفين. بحسب رويترز.
وفي سيراليون حيث أكبر عدد من حالات الاصابة في التفشي الحالي زار
الرئيس ايرنست باي كوروما مركزا لعلاج الايبولا في منطقة كينيما شمال
شرقي البلاد. وقال مسؤول بالحكومة الأمريكية إن الرئيس باراك أوباما
يجري إطلاعه على اخر المستجدات. وأشار إلى ان الوكالات الأمريكية كثفت
من مساعداتها للاسهام في احتواء الفيروس.
وقالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي إن التفشي "مبعث
قلق بالغ". وقالت رايس لمحطة ام.اس.إن.بي.سي التلفزيونية "نحن موجودون
ونشطون لمحاولة مساعدة دول المنطقة وكذلك السلطات المحلية ومنظمة الصحة
العالمية في احتواء هذا الخطر. هذا وباء مقلق بكل تأكيد."
الكاميرون
في السياق ذاته قال خبراء بقطاع الصحة إن وباء الكوليرا الذي ظهر في
شمال الكاميرون أدى إلى وفاة 65 شخصا على الأقل وربما أصيب به نحو 1300
آخرين خلال شهرين في الوقت الذي تحول فيه اهتمام العالم إلى مكافحة
فيروس الإيبولا في غرب افريقيا. وأضافوا أن الحملة العنيفة التي تشنها
حركة بوكو حرام النيجيرية الإسلامية المتشددة في المنطقة تعطل جهود
مكافحة تفشي المرض.
وقال أتيليو ريفيرا فاسكيز مستشار المنظمة الطبية الدولية للصحة
العامة في المنطقة إن السلطات الصحية في الكاميرون تحول الموارد
لعمليات الفحص التي تتم في المعابر الحدودية والمطارات تحسبا لظهور
حالات إصابة بفيروس الإيبولا. وأضاف "هذا يصرف الانتباه عن التعامل
المناسب والسريع مع وباء الكوليرا." بحسب رويترز.
ولدى الكاميرون نحو مئة ألف جرعة من اللقاح المضاد لمرض الكوليرا
والذي ثبتت فاعليته عام 2012 أثناء تجربته في غينيا ولكن غياب الأمن في
شمال البلاد حاول دون استخدام الحكومة لهذا اللقاح. وقال فاسكيز إن
الوباء تسبب في زيادة عدد الوفيات خلال الشهور القليلة الماضية بصورة
تدعو للقلق إذا ارتفعت نسبة الوفيات إلى 4.8 في المئة من عدد المصابين
أي أكثر من ضعف أقصى نسبة محددة في دليل منظمة الصحة العالمية. ويقرع
تفشي المرض في الكاميرون التي يقطنها 22 مليون شخص أجراس الخطر بسبب
سوء الأوضاع الصحية في البلاد خاصة في المناطق الريفية.
الخوف من الإيبولا
على صعيد متصل ألغت جامعة في كوريا الجنوبية دعوة لثلاثة نيجيريين
لحضور مؤتمر كما ألغت مجموعة من المتطوعين الطبيين الكوريين الجنوبيين
زيارة لغرب أفريقيا وسط مخاوف متصاعدة من انتشار فيروس الإيبولا المميت.
وقالت جامعة دوكسونج ومين في سول في بيان إن الجامعة "سحبت بشكل مهذب"
دعوتها لثلاث طالبات نيجيريات لحضور مؤتمر دولي تشارك في استضافتها مع
الأمم المتحدة.
ودفع الخوف من احتمال انتشار هذا الفيروس القاتل طالبة من الجامعة
لبث نداء على موقع مكتب رئاسة البلاد على الإنترنت تطلب فيه إلغاء
المؤتمر برمته. وقالت الجامعة إنها ستمضي قدما في عقد المؤتمر الذي
يحضره طلاب بما في ذلك 28 طالبا من أفريقيا. وأصدرت كوريا الجنوبية
تحذيرا خاصا بشأن السفر يطلب من الناس الإمتناع عن زيارة ليبيريا
وسيراليون وغينيا في حين ألغت مجموعة من المتطوعين الطبيين الكوريين
الجنوبيين جولة سنوية في دول افريقية من بينها ساحل العاج وغانا كانت
مقررة في أغسطس آب. ونشر مدونون كوريون جنوبيون نداءات على الإنترنت من
بينها نداء يحث على حظر عودة المبشرين الكوريين الجنوبيين العاملين في
المنطقة إلى كوريا.
من جانب اخر قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه سيعقد
اجتماعا حكوميا على مستوى عال لبحث تفشي فيروس الإيبولا شديد العدوى في
أنحاء غرب أفريقيا محذرا من أنه يمثل تهديدا لبريطانيا. وقال هاموند
لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي "انه تهديد. يجب أن نتحرك."
وذكر هاموند أنه لا يوجد مواطنون بريطانيون يشتبه إصابتهم بالمرض ولم
ترد أنباء عن حالات إصابة داخل بريطانيا لكنه أضاف أنه سيرأس اجتماعا
طارئا مع مسؤولين لبحث الاجراءات الاحترازية اللازمة. بحسب رويترز.
الى جانب ذلك قال خبير من غينيا إن خطوات اتخذتها دولتا ليبيريا
وسيراليون المجاورتين لاحتواء الفيروس قد تجلب نتائج عكسية. واتخذت
ليبيريا اجراءات من بينها اغلاق كل المدارس وبعض الهيئات الحكومية إلى
جانب امكانية العزل الصحي لمجتمعات متضررة. وأعلنت سيراليون حالة
الطوارئ واستدعت قوات لعزل ضحايا الإيبولا.
وأضاف قائد قوة مهمة مكافحة مرض الإيبولا في غينيا أبو بكر صديقي "قد
تصعب بعض الاجراءات التي اتخذها جيراننا في الوقت الحالي من جهود
مكافحة الإيبولا." وأضاف "عندما لا يخضع الأطفال للإشراف فإنهم قد
يذهبون إلى أي مكان ويجعلون المشكلة أكبر. وهذا جزء مما سنتحدث عنه."
سيارات الأجرة والطائرات
الى جانب ذلك فبالنسبة للعلماء الذين يقتفون أثر فيروس الايبولا
القاتل في غرب أفريقيا لا يتعلق الأمر بمعضلة تتصل بعلم الفيروسات أو
فك الشفرة الوراثية بل كيف تركب الميكروبات المعدية وسائل المواصلات
مثلما يركب البشر الطائرات والدراجات وسيارات الأجرة. وحتى الآن لم
تتخذ السلطات أي خطوات للحد من السفر بين دول المنطقة. وقال الاتحاد
الدولي للنقل الجوي (إياتا) إن منظمة الصحة العالمية لم توص بفرض أي
قيود من هذا النوع أو اغلاق الحدود.
ويقول خبراء الأمراض إن خطر انتشار الفيروس إلى قارات أخرى محدود.
لكن اقتفاء أثر كل من يتصل بمن أصابته العدوى أمر حيوي للسيطرة على
انتشار المرض في غرب أفريقيا. وفي نيجيريا التي اكتشفت فيها حالة واردة
من الخارج اصيب فيها أمريكي من أصل ليبيري طار إلى لاجوس هذا الاسبوع
ستضطر السلطات إلى اقتفاء أثر كل ركاب الطائرة وأي شخص آخر ربما اتصل
به لتجنب انتشار المرض مثلما حدث لدول أخرى في المنطقة.
وقال ديفيد هيمان أستاذ الأمراض المعدية ورئيس قسم الأمن الصحي
العالمي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا "أهم شيء هو
المراقبة الجيدة لكل من كان على اتصال بمريض أو عرضة للاصابة." ويوضح
انتشار المرض من غينيا إلى ليبيريا في مارس اذار مدى أهمية متابعة كل
الجوانب العادية في حياة الناس وعلاقاتهم.
ويعتقد خبراء الأمراض الوبائية والفيروسات أن الحالة الاصلية في هذه
الحالة كانت إمرأة ذهبت إلى أحد الأسواق في غينيا قبل أن تعود إلى
قريتها في شمال ليبيريا المجاور للمنطقة وتمرض. واعتنت شقيقة المرأة
بها وأصيبت هي نفسها بالمرض قبل أن يموت أحد أطفالها من جراء الحمى
والنزيف اللذين يتسبب فيهما المرض. وشعرت الأخت بأعراض المرض وأرادت أن
ترى زوجها الذي يعمل عاملا مغتربا في مزرعة للمطاط على الجانب الآخر من
الحدود الليبيرية.
وركبت الأخت سيارة أجرة عن طريق منروفيا عاصمة ليبيريا وعرضت خمسة
أشخاص آخرين للاصابة بالإيبولا ماتوا جميعا فيما بعد. وفي منروفيا ركبت
دراجة نارية خلف شاب وافق على توصيلها للمزرعة وحاولت السلطات الصحية
فيما بعد بشتى الطرق الوصول إليه.
وقال ديريك جاذرر خبير الفيروسات بجامعة لانكستر البريطانية والذي
يسعى لاقتفاء أثر المرض في غرب افريقيا "هذا وضع مشابة للرجل الذي ركب
الطائرة (إلى لاجوس ومات فيها)." وأشار جاذرر إلى أن الايبولا لا ينتشر
عن طريق الجو ولا يعد من الأمراض شديدة العدوى لكن السفر بين الدول
يمكن أن يساعد في انتشاره بكل سهولة.
ويقول خبراء الأمراض المعدية إن خطر انتشار الايبولا من افريقيا إلى
أوروبا واسيا وأمريكا محدود للغاية لأسباب منها شدة المرض وطبيعته
القاتلة. ويكون المرضى أشد خطورة في المراحل النهائية من الحمى والنزيف
بما في ذلك النزيف الداخلي والخارجي والقيء الشديد والاسهال وكلها
تحتوي على تركيزات عالية من الفيروس المعدي. بحسب رويترز.
وقال بروس هيرش خبير الأمراض المعدية بمستشفى جامعة نورث شور في
الولايات المتحدة إن المريض في هذه المرحلة يكون قريبا من الوفاة وربما
لا يستطيع السفر. وأضاف "من الممكن بالطبع أن يحسب الانسان أنه قد يكون
مريضا بالانفلونزا وأن يركب وسيلة مواصلات ثم تظهر عليه أعراض أخطر.
وهذه من الامور التي تقلقنا." وقال هيمان إن الحالة الوحيدة التي يعرف
أن مرض الايبولا خرج فيها من افريقيا ووصل إلى أوروبا كانت عن طريق
السفر جوا عام 1994 عندما أصيبت خبيرة سويسرية في علم الحيوان بالفيروس
بعد أن قامت بتشريح شيمبانزي في ساحل العاج. وعزلت المرأة في مستشفى
سويسري ثم سمح لها بمغادرة المستشفى بعد أسبوعين دون إصابةأحد بالعدوى.
أسئلة وأجوبة
أصاب فيروس "الإيبولا" عددا من الحلات فقط خلال شهر مارس/آذار
الماضي في غينيا، والآن تشهد الدولة الإفريقية وجارتاها سيراليون
وليبيريا أسوأ معدلات انتشار للمرض على الإطلاق. إذ سجلت الدول الواقعة
غرب أفريقيا 759 إصابة منذ البدء بانتشار الفيروس وظهور أعراضه قبل
أربعة أشهر، توفي جراؤه 467 شخصاً أي بمعدل وفاة يبلغ 61.5 في المائة،
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي حذرت العالم بوجوب "اتخاذ أفعال
جذرية" لاحتواء الفيروس، الذي انتقل من المناطق الريفية في هذه الدول
إلى المدن.
وقد قامت المنظمة بإرسال فرق من الخبراء لإجراء محادثات مع وزراء
للصحة في 11 دولة مجاورة لمعرفة ما يمكنهم اتخاذه من الاحتياطات لمنع
انتشار المرض. وتصف منظمة "Medecins Sans Frontieres" التابعة لمنظمة
أطباء بلا حدود العالمية، إيبولا بكونه "أكثر الأمراض القاتلة حول
العالم." وأضافت بقولها: "للفيروس القابلية للانتشار السريع ويمكنه أن
يقتل 90 في المائة من المصابين به، مما يمكنه أن يتسبب بإثارة حالة من
الفزع في المجتمعات التي تشهد انتشاره."
ومن بين الأنواع الخمسة للمرض، يعتبر ما يسمى بـ " Zaire strain"،
والذي كان الأول الذي يتم اكتشافه بينها، والأكثر قدرة على القتل، وقد
أشارت منظمة الصحة العالمية خلال فحوص أجرتها في شهر مارس/آذار الماضي،
إلى أن هذا النوع كان من بين الحالات التي يخشى تفشيها، لكنها لم تعمل
على تأكيد تلك المعلومة.
ويتسبب فيروس الإيبولا بمرض "الحمى النزفية"، وأورده المركز
الأمريكي للتحكم بالأمراض والوقاية منها، من ضمن الأمراض التي تصيب
أكثر من عضو في الجسد، متسببة بأعراض يصاحبها في الأغلب نزيف. وسمي هذا
الفيروس تيمناً بنهر "إيبولا" الواقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية،
والمعروفة سابقاً بزائير، حيث بدأ أول انتشار لهذا المرض عام 1976،
ليتزامن مع انتشار آخر للمرض ذاته بالسودان خلال نفس العام.
وتتصاحب الأنواع الخمسة للمرض بتسميتها وفقاً للمناطق التي انتشرت
فيها أولاً، إذ يوجد نوع " بوندي باجيو" الذي سمي تيمناً بقرية غرب
أوغندا، والذي اكتشف عام 2007، ويعد مرضاً تفرع من نوعي زائير والسودان.
أما النوع الرابع فقد اكتشف بالصدفة عام 1994 في ساحل العاج، عندما
انتقل من قردة شيمبانزي إلى أحد الباحثين، والذي شفي منه في وقت لاحق،
والنوع الخامس هو "Reston Ebola"، والذي سمي وفقاً لبلدة ريستون في
ولاية فيرجينيا الأمريكية، ولم تظهر أعراض أو حالات وفاة على الحاملين
لفيروس هذا النوع من المرض، ويقال إن هذا النوع عثر عليه في قردة
مستوردة من الفلبين.
إن الأعراض الأولية للإصابة بهذا المرض تشتمل على حمى مفاجئة،
والشعور بالضعف، وألم في الحلق، بالإضافة إلى صداع وألم بالعضلات، وهذه
الأعراض تظهر بعد الإصابة بالفيروس في فترة تتراوح بين يومين و21
يوماً. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه من السهل أن يتم ربط هذه
الأعراض بأمراض أخرى مثل الملاريا والتيفوئيد والحمى العادية والتهاب
السحايا والطاعون.
وتضيف منظمة "Medecins Sans Frontieres" بأن المصابين بالإيبولا
يمكن أن يعانوا من طفح جلدي، واحمرار في العيون، وحزقة وآلام في الصدر
وصعوبة بالتنفس والبلع، ومن ثم تتطور الأعراض إلى التقيؤ والإسهال وفشل
كلوي وكبدي، وفي بعض الأحيان إلى نزيف داخلي وخارجي، ويمكن التأكد من
الإصابة بالإيبولا بعد إجراء خمس فحوص مخبرية مختلفة.
ولا يوجد هنالك علاج محدد لمرض الإيبولا، إذ تشير المنظمات الصحية
بأن المصابين يعزلون، وتقدم لهم المساعدات وفقاً للأعراض، إذ يتم
تزويدهم بالأكسجين، والحفاظ على مستوى انتعاش الجسم والحيلولة دون
جفافه، ومداواة الحمى. ويقول الخبراء إن خفافيش الفاكهة قد تكون المضيف
الطبيعي للفيروس، وأنها تقوم بنقله إلى الحيوانات الأخرى، وينتقل
الفيروس إلى البشر من خلال الاتصال المباشر مع سوائل أجساد الحيوانات
المصابة بالمرض، إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حالات كثيرة من
الإصابات البشرية بالإيبولا نتجت بعد اتصالهم بحيوانات مصابة على قيد
الحياة أو أثناء تشريحهم لها، مثل خفافيش الفاكهة والغوريلا والشمبانزي
والقردة وغيرها. بحسب CNN.
إن العديد من الدراسات أظهرت انتقال العدوى بالمرض من إنسان لآخر
عند الاقتراب والتعامل مع شخص مصاب بالمرض بشكل مزمن، ويمكن الابتعاد
عن هذا الفيروس من خلال ارتداء كمامات طبية، كما يمكن الابتعاد عن
استعمال الأكواب أو الصحون غير المعقمة، إذ أظهر الفيروس فعاليته في
العيش ببيئة مائية لعدة أيام، ويمكن للمعقمات العادية مثل الكلور أو
الحرارة أو أشعة الشمس أو الصابون قتله بسهولة. |