من يحرر أهالي الموصل من داعش؟

علي الأسدي

 

الجميع ينتظر وصول من يخلصهم من محنتهم، وها هو الشهر الثالث قد حل وأهالي الموصل محاصرون من قبل مغول العصر، الرجال مجبرون على طاعة أوباش لا أحد يعرف من هم، ومن اين جائوا، ومن هذا الخليفة الذي استعار له اسما خشية افتضاح نسبه وأصله. ألا فليقل لنا من أبوه ومن أمه...؟؟ أولئك الذين يتسترون خلف أسماء ليست أسمائهم انما يتهربون من عقاب الجماهير التي ستلاحقهم الى أطراف العالم ولن يفلتوا من العقاب. فمن يعتدي على شرف النساء لا شرف له ولا غيرة ولا أصل، ولا يقوم بذلك الا عديم الدين والضمير والأخلاق والمروءة والنسب. من يعتدي على الأقليات الدينية ويهين نسائهم هو نجس ابن نجس وابن نجس حتى يوم القيامة.

لو كان لقادة القوى السياسية العراقية بعضا من شيم القادة الوطنيين لما ذهبوا للنوم ليلة واحدة قبل أن يفعلوا المستحيل لتحرير نساءنا في الموصل وسنجار وقرقوش وزمار وتلسقوف من هذا الطاعون الجديد. ولو كان لحكومتنا بعضا من سلامة التفكير والحرص لما انتظرت عونا من الأمريكيين لن يأتي أبدا، فهم من خلق داعش وسلحها وزودها بالناقلات والسلاح لتستبيح مدننا وتنشر الرعب بين مواطنينا. ومن العيب يا حكومة العراق أن تقوم طائرات أمريكية بالقاء مساعدات انسانية من الجو لإنقاذ أبناء شعبنا المنكوبين ولا تقوم بذلك طائرات عراقية.؟؟

ولو كان للحكومة شيئا من التفكير السليم لكانت قد تمكنت من تدريب مئات الآلاف من شبابنا على السلاح والزج بهم في قتال مغول العصر، أما أن تجلس ولا تفعل شيئا فهذا لا يمكن فهمه. ولا نستغرب ان يضحك خليفة المغول على حكومة العراق وشيعة العراق وسنة العراق وجيش العراق وشرطة العراق وسياسي العراق. لو كان للقوى السياسية ذرة من وطنية لفعلوا المستحيل لتجييش الجيوش والسير بهم مشيا على الاقدام نحو الموصل ولا يعودوا الا ورأس الخليفة على أسنة الرماح.

أين هم قادة المعارضة هواة المال الحرام أبطال الكلام، ما بالهم صم بكم، ماذا ينتظرون، أم أنهم يتشفون برئيس وزرائهم الذي لسوء حظ العراق ابتلى بسياسيين يجيدون كل شيء الا خدمة بلادهم ولهذا فقد استحقوا لطخة العار التي ستلاحقهم مدى التاريخ.؟؟

أين أنتم ياشيعة العراق، تخرجون بالملايين مشيا لزيارة مقابر الأئمة ولا يتوجه نصف مليون منكم لأخذ ثار الحسين من أحفاد يزيد مستبيحي وطنكم ونسائكم في الموصل وتلعفر وسنجار..؟؟

ماذا أنتم فاعلون يا شيعة العراق، المغول يشدون رحالهم نحوكم في بغداد والنجف وكربلاء، أتعيدون ملحمة الطف فلا تلبون نداء حفيد نبيكم..؟؟

أتنتظرون هنا، كما قال اليهود لنبيهم : اذهب أنت وقاتل إنا هنا قاعدون..؟؟

ياللعار..

أين أنتم ياسنة العراق، هل أصابكم الصمم، ألم تسمعوا بما جرى في الموصل، أم أن الدواعش قد استثنوا نساءكم من السبي والاغتصاب والختان خجلا من الامام النعمان، لا يخدعوننكم يا أخوتي فليس للبهائم شأنا بالأنبياء والرسل والقديسين..؟؟

انهم ليسوا بشرا مثلنا. انهم بضاعة صنعت للقتل والسلب والاغتصاب، اليوم هنا وغدا في سوريا وبعد غد في لبنان، انهم مغول العصر أدوات قتل وسبي وسلب.

لو كان للقادة السياسيين شحنة من وطنية لألقوا بخلافاتهم جانبا وجلسوا لتدارس خطة لمواجهة العدو المغولي، لو كان لهم مثقال خردل من الوطنية لما جلسوا كالأغبياء ينظر الواحد منهم بعين الآخر ولا يفعلون شيئا. ليأخذوا مثلا من اسرائيل ولينظروا كيف توحدوا بكامل قواهم حكومة ومعارضة، يمينا ويسارا ليواجهوا بطائراتهم ودباباتهم وسفنهم البحرية عدوا ضئيلا لا يكاد يرى بالعين المجردة فأمطروا شعب غزة بالموت من كل صوب. ألا تأخذوا درسا؟؟

ألا يستفيق فيكم الضمير..؟؟

ألا يثيركم منظر قطع رؤوس أبناءنا العزل من السلاح في الموصل وسامراء وتكريت وتلعفر وأخيرا في سنجار..؟؟

ألا يشعركم بالخجل ما يجري في شمال بلادكم وأنتم صم بكم ولا تتحرك فيكم غيرة الرجال..؟؟

ألا يشعركم بالعار سقوط مدنكم الواحدة بعد الأخرى ولا تتوحد ارادتكم لفعل أو ردة فعل لما يجري..؟؟

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/آب/2014 - 14/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م