ما بين داعش وسوريا... جبهات مفتوحة في الحرب المصيرية

شبكة النبأ: بعد ان كان الجيش السوري يتجنب المواجه المباشرة مع ما يسمى بتنظيم (الدولة الإسلامية/ داعش)، ليترك المجال للصراع الدموي المفتوح، بينها وبين الفصائل الإسلامية المتطرفة الأخرى، والتي قتل خلالها الالاف من المسلحين، أصبحت المواجه، حاضرا، امرا لا مفر منه، سيما وان الانباء القادمة من سوريا تؤكد اعلان تنظيم داعش الحرب المباشر مع القوات النظامية شمال سوريا، تعزيزا لتقدمها الكبير على الجانب الاخر (العراق)، من الحدود مع سوريا.

فبعد ان احتلت الفرقة 17 من الجيش السوري، اثار حصارها لأكثر من عام ونصف، وقتل عشرات الجنود (بعضهم قطعت رؤوسهم)، وحاولت السيطرة على الأسلحة والعتاد الموجود فيها، لكنها لم تتمكن بعد ان دمرها الطيران السوري، تواردت انباء أخرى عن سيطرتها على قاعدة للجيش السوري في محافظة الرقة واستولت على المرافق التابعة للفرقة 93، كما سيطرت الجماعة المسلحة على الشعبة 17 للجيش السوري، علما ان جميع هذه الأماكن تقع في محافظة الرقمة شمال سوريا، والتي تعتبر المعقل الرئيس للتنظيم منذ طهورة في عام 2011، إضافة الى سيطرته على عدد من حقول النفط والبدء بعمليات التهريب والبيع المباشر.

وقد أكد خبراء امنيون، ان النظام السوري، الذي بات يقتسم الأرض مع التنظيم، وجماعات مسلحة أخرى اقل تنظيماً من (الدولة الإسلامية/ داعش)، تحول هو الاخر الى تصعيد المواجه مع داعش، سيما وان الطيران الحربي باشر بقصف مواقعهم، كما قام الجيش بعمليات عسكرية تستهدف النظام شمالا، إضافة الى المناطق التي ينتشر فيها قرب الحدود اللبنانية والتركية.

بالمقابل، انسحب مقاتلو التنظيم  من ثلاث قرى في محافظة دير الزور بشرق سوريا إثر معارك مع عشيرة سنية من قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج التي تسيطر عليها عشيرة الشعيطات السنية، بعد ان احرق أفرادا من العشيرة المباني التي كان يشغلها مقاتلو التنظيم في قرية رابعة، وبدأت المعارك بعدما أقدم التنظيم المتطرف على اعتقال ثلاثة من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الكشكية في ريف دير الزور، "متجاوزين الاتفاق الذي تم بين التنظيم وأبناء العشيرة والذي نص على تسليم الأسلحة للدولة الإسلامية والتبرؤ من قتال "الدولة" مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات"، بحسب نشطاء وشهود عيان.

كما ان هناك انباء أخرى تواردت عن تعاون الاكراد مع القوات النظامية لمقاتلة تنظيم داعش الذي درات بينه وبين الاكراد معارك عنيفة، امتدت الى العراق، بعد ان حاول دخول إقليم كردستان، الامر الذي استدعى تدخل الولايات المتحدة، من خلال تنفيذ هجمات جوية استهدفت اليات ومقاتلين تابعين للتنظيم.

صعود الدولة الاسلامية

في سياق متصل فان القوة المتنامية لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد تعني أن الجيش السوري عليه الآن أن يواجه جماعة لم يكن مستعدا حتى الآن لمهاجمتها لأسباب سياسية، فصعود التنظيم الذي كان يعرف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام سمح للرئيس السوري بشار الأسد بأن يقدم نفسه للعالم باعتباره حصن في مواجهة المتشددين السنة، وفي الوقت ذاته ساعد ميل التنظيم لمحاربة مقاتلي المعارضة الأكثر اعتدالا على تقسيم المعارضة السورية مما سهل على قوات الأسد استعادة السيطرة على أراض خسرتها في فترات سابقة من الحرب الأهلية السورية.

ونتيجة لذلك يرى بعض المحللين أن قادة الجيش السوري تبنوا استراتيجية قائمة على محورين فقد سعوا من ناحية لتقليص خطر التنظيم على الدولة مع ضمان أن يبقى قويا بما يكفي ليواصل قتاله مع الجماعات المعارضة الأخرى، والآن وقد اكتسب مقاتلو التنظيم زخما في سوريا بسبب المعدات التي استولوا عليها من هجوم خاطف في العراق فقد يحتاج الجيش السوري لأن يتبنى اسلوبا صداميا أكثر مع التنظيم إذا كان لا يريد ان يخسر أرضا لصالحه، وأعلن التنظيم قيام "الخلافة الإسلامية" على أراض يسيطر عليها في العراق وسوريا وتعهد بالتوسع، وحقق التنظيم تقدما في سوريا بانتزاع أراض من مقاتلي المعارضة الأكثر اعتدالا لكن معدل اشتباكه مع الجيش السوري زاد الآن ورد الجيش بتصعيد القصف الجوي لمواقعه.

وقال دبلوماسي سوري سابق طلب عدم نشر اسمه ان سوريا لم يساورها قلق شديد بشأن التنظيم على المدى القصير، وقال "لكن على المدى البعيد الموضوع يبعث على القلق الشديد لانه سيزيد من صعوبة الأمر إذا رسخ التنظيم وضعه بشكل شبه دائم ولا سيما في ظل سيطرته على موارد مثل النفط"، وأضاف "هناك تضارب مصالح هنا بين ما هو عملي وقصير المدى وبين اعتبارات طويلة المدى"، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن التنظيم قتل خلال 270 من الجنود والحراس والموظفين عندما استولى على حقل غاز في وسط سوريا في أعنف اشتباك حتى الآن بين التنظيم وقوات الحكومة، وذكرت صحيفة الوطن السورية نقلا عن مصادر أن 60 من أفراد قوات الأمن قتلوا.

كما خاض جنود سوريون معارك مع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية خارج مطار عسكري خاضع لسلطة الحكومة في شرق البلاد في إطار تصعيد كبير في اعمال القتال بين الجانبين، والمطار هو واحد من آخر المواقع الاستراتيجية الكبيرة في محافظة دير الزور التي لا تخضع لسيطرة التنظيم وسقوطه يعني حرمان الجيش السوري من منصة إطلاق الغارات الجوية على شرق البلاد، ويقول مراقبون إنه لو أراد الجيش السوري أن يستعيد السيطرة على أراض في شمال وشرق البلاد فسيتعين عليه مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، ويتألف التنظيم من بضعة آلاف مقاتل من جنسيات مختلفة ويفتقر إلى قوة النيران التي يملكها الجيش السوري، لكنه لا يزال من بين أقوى الجماعات المسلحة رغم انه لم يكن له وجود يذكر في سوريا قبل عامين.

ولجأ مقاتلوه أيضا إلى أساليب غير عسكرية لتحقيق مكاسب مثل تشجيع تحالفات خاصة واستغلال المظالم المحلية إلى جانب شراء مقاتلي جماعات المعارضة الأخرى، ويقول نشطاء معارضون للأسد ومسؤولون غربيون إن الحكومة سمحت لمقاتلي الدولة الإسلامية بالصعود بينما كانت تهاجم جماعات معارضة أقل تشددا، ويقول دبلوماسيون إن الأسد استغل صعود التنظيم ليدعم حجته بأن سوريا تواجه خطر التشدد الإسلامي، وقال دبلوماسي غربي "الحكومة تريد (الدولة الإسلامية) قوية بما يكفي لأغراضها الدعائية وبالتالي فهي مترددة في مهاجمتها" مضيفا ان أي هجمات حكومية كانت تنفذ لأن الأسد كان بحاجة لأن ينظر إليه على انه يتحرك ضد التنظيم. بحسب رويترز.

ويقول رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه رغم أن قوات الحكومة تفادت مهاجمة قوافل التنظيم ومواجهته على الأرض ما لم يكن ذلك ضروريا فهذا لا يعني أنها تجاهلته كعدو، وقال انه منذ العاشر من يونيو حزيران وحتى الآن تنفذ قوات الأسد ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة التنظيم يوميا، وأشار إلى أنه قبل ذلك كانت الضربات الجوية تحدث كل أربعة أو خمسة أيام، وأضاف أنه إذا زادت قوة التنظيم سيشكل خطرا على النظام السوري أما إذا كان أضعف قليلا ويقتتل مع الجماعات المعارضة الأخرى فسيستفيد النظام السوري من ذلك لانه سيستريح ثم سيسيطر على المنطقة، وقال عبد الرحمن إن بؤر التوتر المحتملة بين الجيش والدولة الإسلامية تشمل محافظة دير الزور ومناطق حول مدينة الرقة في وسط سوريا وحلب في شمال غرب البلاد والمناطق الشرقية من محافظة حماة.

ويقدر المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة من المصادر على الارض في سوريا أن الدولة الإسلامية تسيطر على 35 في المئة من أراضي سوريا، ويصر البعض على أن الأسد يرى الدولة الإسلامية عدوا صرفا، ويقول سالم زهران وهو محلل لبناني متعاطف مع الأسد ويجتمع مع مسؤولين سوريين بشكل منتظم ان دمشق تعتبر التنظيم خطرا مثل كل الجماعات المسلحة الأخرى في سوريا، وقال إن القيادة السورية لا تفرق بين الدولة الإسلامية وباقي الفصائل مشيرا إلى أن أي فصيل يحمل السلاح يشكل خطرا، وقال جهاد مقدسي وهو مسؤول سابق بوزارة الخارجية السورية غادر البلاد وبات شخصية سياسية مستقلة تدعم عملية جنيف للسلام في سوريا إن دمشق تعتبر التنظيم خطرا على الأرض حتى لو كان ساعدها على تحقيق أهداف سياسية، وقال "بالتأكيد يرونه خطرا على البلاد من منظور أمني وعسكري وهم يقاتلونه بالفعل في أماكن كثيرة وفقا لأولوية الحكومة"، لكنه أوضح أنه من المنظور السياسي فقد حقق التنظيم أهداف الحكومة السورية بتحطيم معنويات المعارضة وشيطنتها.

المواجهة مع الدولة الاسلامية

فيما ارتفع عدد القتلى من القوات النظامية الذين سقطوا في هجوم ومعارك مع تنظيم "الدولة الاسلامية" في محافظة الرقة في شمال سوريا الى اكثر من 85 خلال يومين، بينما قتل ثلاثون آخرون في كمين نصبه التنظيم المتطرف لهم في ريف حلب، بحسب ما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان، وانسحب عناصر القوات النظامية من مقر الفرقة 17 وهي عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة، بشكل كامل، وبث مؤيدون لتنظيم "الدولة الاسلامية" على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي اشرطة فيديو من داخل الفرقة، الا ان المرصد اشار الى ان مقاتلي التنظيم المتطرف لم يتمركزوا داخل المقر "خشية اقدام النظام على شن غارات جوية" عليه.

وبذلك، تكون قوات النظام خسرت واحدا من ثلاثة مواقع كانت متبقية لها في محافظة الرقة الواقعة بكاملها تحت سيطرة "الدولة الاسلامية"، وهي بالإضافة الى الفرقة 17، مقر اللواء 93، والمطار العسكري في مدينة الطبقة في غرب المحافظة، كما قتل في المعارك التي رافقت الهجوم وعمليات القصف والغارات التي نفذها النظام 28 مقاتلا من "الدولة الاسلامية"، بحسب المرصد، واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان تنظيم "الدولة الاسلامية" اقدم على اسر اكثر من 50 جنديا بعد ان نصب كمينا لهم خلال انسحابهم من الفرقة 17، وقتل 19 جنديا في تفجيرين انتحاريين وقعا عند بدء الهجوم، ولقي 16 آخرون حتفهم في المعارك، واضاف ان "مئات العناصر من قوات النظام انسحبوا الى اماكن آمنة مناهضة للدولة الاسلامية او نحو اللواء 93 المجاور"، مشيرا الى ان "مصير نحو 200 عنصرا لا يزال مجهولا"، وذكر انه "تم قطع رؤوس عشرات من جنود وضباط النظام وتم عرض جثثهم على أرصفة الشوارع في مدينة الرقة".

وفي محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد عن مقتل "ما لا يقل عن ثلاثين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إثر كمين نصبته لهم الدولة الإسلامية بين قريتي المقبلة والرحمانية في ريف حلب الشرقي، اعقبتها اشتباكات بين الطرفين في محيط قرى طعانة والرحمانية واعبد والمقبلة"، وتقع هذه القرى شرق وشمال شرق مدينة حلب، ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على اجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي الشرقي، وكان تنظيم "داعش" شن هجمات متزامنة على مواقع لقوات النظام في ريف الرقة وريف الحسكة (شمال شرق) وريف حلب (شمال)، وهي المواجهات الاولى بهذا الحجم بين "الدولة الاسلامية" والنظام اللذين لم تفد التقارير عن معارك بينهما منذ بدء النزاع. بحسب فرانس برس.

لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن يشير الى رغبة لدى التنظيم، بحسب مصادره، ب"تنظيف" المناطق التي يسيطر عليها من جيوب النظام او فصائل المعارضة، وتوقع دبلوماسيون في الامم المتحدة ان يتم ادراج تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف المسؤول عن ارتكاب فظائع في سوريا، على اللائحة السوداء للجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة التي شكلت في ايلول/سبتمبر 2011 للتحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تحصل في اطار النزاع السوري المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات، وزادت هذه المواجهة المستجدة بين النظام و"الدولة الاسلامية" من تشعب النزاع الذي تسبب حتى اليوم بمقتل اكثر من 170 الف شخص، وقد سبقه فتح جبهة تراجعت حدتها سريعا بين "جبهة النصرة" وحلفاءها ضد النظام بين الكتائب المقاتلة.

وبالتالي، يمكن رسم خريطة الجبهات في سوريا حاليا على الشكل التالي: تقاتل كتائب المعارضة المتعددة الولاءات والانتماءات، كلا من النظام و"الدولة الاسلامية" و"النصرة"، بينما تقاتل "الدولة الاسلامية" كلا من النظام و"النصرة" وكتائب المعارضة والمقاتلين الاكراد الساعين الى التفرد في ادارة مناطقهم في شمال سوريا اجمالا، وفي هذا الاطار، كتب الناشط محمد الخطيب على صفحته على موقع "فيسبوك" تعليقا على تطورات الساعات الاخيرة "لا فرق إذا كانت الفرقة 17 تحت سيطرة داعش أو النظام، ففي الحالتين هي محتلة".

حرب الاعلام

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق أبلغ النشطاء في محافظة دير الزور السورية بان عليهم أن يقسموا على الولاء له ويخضعوا للرقابة، وقال المرصد ومقره بريطانيا إن الدولة الاسلامية فرضت القيود بعد اجتماع عقد مع نشطاء في مجال الاعلام، وليس لوسائل الاعلام العالمية وجود يذكر في سوريا وتعتمد على النشطاء ومصادر أخرى لتقديم معلومات عما يحدث في الداخل، وأبلغت الدولة الإسلامية النشطاء بأن عليهم أن يقسموا على الولاء للخليفة ويكفوا عن استخدام كلمة "داعش" للإشارة إلى التنظيم الذي كان يعرف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). بحسب رويترز.

وينشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأخبار من سوريا استنادا إلى شبكة من المصادر على الأرض وقال إن الدولة الإسلامية منعت النشطاء أيضا من العمل مع القنوات التلفزيونية بشكل مباشر، وأبلغ التنظيم النشطاء بأن أي لقطات فيديو أو صور أو تقارير مكتوبة يجب أن تعرض على "المكتب الإعلامي" التابع للدولة الإسلامية قبل النشر، وللدولة الإسلامية التي تقاتل جماعات لمقاتلي المعارضة والقوات السورية وجود اعلامي خاص بها على وسائل التواصل الاجتماعي ومنتديات الاسلاميين المتشددين على الانترنت، واستخدم التنظيم ذراعه الاعلامية في يونيو حزيران عندما اعلن قيام دولة الخلافة في بيانات بلغات متعددة، ونشر أيضا لقطات فيديو لقائد التنظيم ولاحتفالات بالانتصارات العسكرية للدولة الإسلامية.

ونفذ التنظيم عمليات قطع رؤوس وبتر في مناطق أخرى بسوريا بعد إدانة أشخاص بارتكاب جرائم وفرض قيودا صارمة على حقوق المرأة في إطار حملته لفرض تفسيره المتشدد للإسلام، وفي مدينة الرقة الشرقية معقل الدولة الإسلامية اعدم التنظيم اناسا أيدوا الانتفاضة وارتكب أعمالا أخرى أثارت الرعب في نفوس النشطاء، وفي العراق يقضي التنظيم بشكل ممنهج على أي ملامح دينية أو ثقافية يعتبرها غير اسلامية منذ أن بدأ هجومه في شمال البلاد في يونيو حزيران.

حرب التصفيات

فيما قتل "أمير" جبهة النصرة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بتفجير عبوة ناسفة في سيارته في هجوم يأتي وسط تقدم الجبهة في هذه المحافظة على حساب مقاتلي المعارضة السورية، واندلعت منذ نحو شهر معارك هي الأولى من نوعها بين الجبهة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي أعلنت نيتها إنشاء "إمارة إسلامية" خاصة بها، وكتائب من المعارضة المسلحة، بعدما قاتل الطرفان جنبا إلى جنب ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي، و"لقي "أمير قاطع إدلب" في جبهة النصرة يعقوب العمر مصرعه قبيل منتصف ليل أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته بالقرب من منزله في بلدة خان السبل شمال مدينة معرة النعمان" التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن التفجير أدى كذلك إلى إصابة نجلي العمر، وهو سوري في العقد الرابع من العمر، وأشار إلى أن الأخير تولى مسؤوليات "شرعية وسياسية"، وكان مساعدا للأمير السابق للجبهة في إدلب أبو محمد الأنصاري الذي اغتالته مجموعة من تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة حارم في نيسان/أبريل، ونعت حسابات موالية للنصرة على مواقع التواصل الاجتماعي العمر، وأوضح عبد الرحمن أن "اغتيال العمر يأتي مع تمدد جبهة النصرة في محافظة إدلب على حساب الكتائب المقاتلة، وسيطرتها على مناطق واسعة أهمها ريف جسر الشغور وحارم وسرمدا". بحسب رويترز.

وسيطرت الجبهة المتطرفة على هذه المناطق تباعا، وكانت آخر هذه المناطق سرمدا، القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والتي سيطرت عليها إثر معارك مع مقاتلي المعارضة، وسبقت المعارك بين الجبهة والكتائب المقاتلة التي اندلعت مطلع تموز/يوليو، "اغتيالات متبادلة" بين الطرفين، بحسب عبد الرحمن، وبدأت المواجهات بين النصرة والكتائب المقاتلة إثر إعلان زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي في 11 تموز/يوليو، نية تنظيمه إنشاء "إمارة إسلامية" خاصة به، بعد "الخلافة" التي أعلنها تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل أكثر من شهر في مناطق سيطرته في سوريا والعراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/آب/2014 - 13/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م