سباق المشاريع.. عماد الاقتصاديات الطموحة

 

شبكة النبأ: تنفيذ المشاريع الكبيرة والمميزة بمختلف انواعها دخل اليوم وبحسب بعض الخبراء ميدان التسابق والمنافسة العالمية، حيث تسعى الكثير من دول العالم الى تطوير قدراتها ومشاريعها الحيوية والمهمة، ومن خلال هذا التنافس على بنا وتوسيع البنى التحتية الخاصة بها وفتح باب الاستثمارات الاجنبية ستعمل تلك الدول والحكومات على تحسين واقع الحياة العامة، خصوصا وان هذه المشاريع المميزة سيكون لها اثراً كبيراً ومهم في تنمية وانعاش الواقع الاقتصادي والسياحي لتلك الدول والبلدان.

لذا فقد سعت الكثير من الحكومات على تبني خطط واهداف جديدة في سبيل الخروج من واقعها الحالي وتعزيز مكانتها الدولية من خلال تنفيذ بعض المشاريع المميزة هذا بالإضافة الى رفد ودعم وتكريم اصحاب تلك الافكار والخطط المهمة. وفي هذا الشأن فقد كرمت الولايات المتحدة ستة مشروعات تنمية تهدف لمساعدة بعض دول العالم الأكثر هشاشة سياسيا أو الأكثر فقرا ومن بينها مشروع للسكك الحديدية في أفغانستان وخدمات أساسية للرعاية الصحية والمياه في اليمن.

وتتراوح المشروعات التي يمولها أحد بنوك التنمية الكبرى بين مساعدة مزارعي الأرز في غرب أفريقيا ومواجهة التلوث في منغوليا. وتأتي الجوائز تقديرا للتأثير "الاستثنائي" لتلك المشروعات وتلقي الضوء على أولويات المساعدات الخارجية للولايات المتحدة ومن بينها التركيز على الدول المضطربة والأمن الغذائي.

وقال وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو في حفل تسليم الجوائز "عند استعراض الأحداث العالمية الأخيرة فإن من الواضح أنه يجب علينا مواصلة دعم المؤسسات المالية العالمية مثل تلك التي نكرمها اليوم." ويعد خط السكك الحديدية في أفغانستان الذي موله بنك التنمية الآسيوي واستكمل في 2011 هو أول مشروع سكك حديدية تشهده البلاد في نحو قرن ويهدف لدعم اقتصاد أفغانستان الهش ويساهم أيضا في إمداد قوات حلف شمال الأطلسي هناك وتوفير المساعدات. ويمتد الخط الحديدي 75 كليومترا (50 ميلا) ويربط مدينة مزار الشريف وهي المدينة الرئيسية في شمال البلاد بأوزبكستان وهي البوابة التي تمر عبرها واردات كثيرة لأفغانستان.

وقالت ماريسا لاجو مساعدة وزير الخزانة الأمريكي للأسواق الدولية والتنمية "تثير الدول المضطربة مخاوف تتعلق بالسلام والأمن لشعوبها وأيضا فيما وراء حدودها. "لذا حينما نفكر في أسباب مشاركة الحكومة الأمريكية في التنمية فإننا ندرك الفوائد الكبيرة التي تعود على أمننا القومي."

وقالت وزارة الخزانة إن الخط الحديدي خلق نحو 1200 فرصة عمل حتى الآن وساهم في دعم النمو الاقتصادي في المنطقة وخفض أسعار السلع وتقليص معدلات الفقر. وتختار وزارة الخزانة المشروعات بناء على مدى جدواها في تحسين حياة الناس في البلاد والتزامها بالمعايير البيئية والاجتماعية وأسباب أخرى. بحسب رويترز.

ولمواجهة الأزمات في اليمن ومن بينها الاضطراب السياسي والفقر المدقع والنزعات الانفصالية قدم البنك الدولي تمويلا ووفر برامج تدريب لمشروعات عديدة في المجتمعات المحلية التي توفر فرص عمل للسكان المحليين وتهدف لتحسين الخدمات في الرعاية الصحية والمياه والتدريب المهني إضافة إلى بناء مدارس جديدة وطرق.

تركيا مشاريع مهمة

على صعيد متصل وضع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان حجر الاساس لثالث مطار في اسطنبول قادر على استقبال نحو 150 مليون راكب سنويا، ما سيجعله واحدا من اكبر المطارات في العالم. وقال اردوغان "ان اكبر مطار في العالم سيخرج من هنا"، مضيفا ان هذا اليوم هو "يوم تاريخي" لاسطنبول ولتركيا. ومن المتوقع ان تنتهي المرحلة الاولى من الاعمال في التاسع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر 2017، ولدى انتهاء كامل الاشغال عام 2018 سيكون هذا المطار قادرا على استقبل 150 مليون راكب، بحسب ما قال اردوغان.

وتبلغ كلفة المشروع 30 مليار دولار، وسينافس مطار دبي الدولي الذي تم تدشينه في تشرين الاول/اكتوبر 2012 والقادر على استقبال 160 مليون راكب سنويا. ورست المناقصة للفوز ببناء هذا المطار على كونسورسيوم شركات تركية (ليماك، تشنغيز، كولن، مابا وكليون) بقيمة قياسية تجاوزت ثلاثين مليار دولار. وسيقوم الكونسورسيوم ببناء وتشغيل المطار لمدة 25 عاما.

واثار مشروع المطار غضب انصار البيئة الذين اعتبروا ان بناءه في منطقة حرجية قرب بحيرة تركوس التي تعتبر احد خزانات المياه العذبة الستة في اسطنبول، ليس سوى "مجزرة بيئية". ويعتبر مشروع المطار هذا احد المشاريع الضخمة التي اطلقها اردوغان رئيس البلدية السابق لاسطنبول، مثل بناء جسر ثالث فوق مضيق البوسفور والعمل جار لانجازه، وشق قناة تربط البحر الاسود ببحر مرمرة.

الى جانب ذلك افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خطاً للقطارات الفائقة السرعة بين اسطنبول وأنقرة ، في أحدث حلقة من سلسلة "مشاريع ضخمة". وقال أردوغان في مدينة اسكي شهر الواقعة غربي البلاد: "منذ 12 عاماً لم يكن القطار السريع سوى حلم، والآن أصبحنا بلداً يحقق أحلامه"، مضيفاً: "استكملنا هذا الخط رغم أعمال التخريب والمعوقات وندخله الآن حيز التشغيل." بحسب فرانس برس.

وتأخر تدشين الخط الجديد لأشهر قليلة بسبب ما وصفه مسؤولون بـ"أعمال تخريب" وحادث تعرض له قطار في رحلة تجريبية. وتعمل تركيا على بناء شبكة من خطوط القطارات الفائقة السرعة، في الوقت الذي تتطلع فيه إلى تخفيف الضغط على الطرق السريعة. ومن بين مشاريع أردوغان حفر قناة بطول 50 كيلومتراً لمنافسة قناة السويس ستحول نصف اسطنبول إلى جزيرة، ، وتشييد مسجد عملاق فوق إحدى تلال اسطنبول. وساهم "بنك الاستثمار الأوروبي" في تمويل الخط الجديد بمبلغ 1.5 بلايين يورو (بليونا دولار)، بينما ساهم الاتحاد الأوروبي بمنحة قدرها 120 مليون يورو.

قناة سويس جديدة

في السياق ذاته أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشروعا لحفر قناة سويس جديدة موازية للقناة الحالية قال إنه سينفذ خلال عام وذلك بتكلفة أربعة مليارات دولار. وظهر السيسي على شاشة التلفزيون الرسمي وقد ضغط على زر مطلقا أصوات انفجارات ودخانا أسود إيذانا ببدء أعمال الحفر وشارك عدد من الشبان والبنات في عمليات حفر رمزية في الرمال.

وقال في كلمة قصيرة قبل الضغط على الزر "نأذن نحن عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية ببدء حفر قناة السويس الجديدة لتكون شريانا إضافيا للخير في مصر ولشعبها العظيم وللعالم أجمع. حفظ الله مصر وشعبها. إن شاء الله نفتتح القناة السنة القادمة." وفي حفل بهذه المناسبة سبق إطلاق المشروع بمدينة الإسماعيلية قال رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش إن القناة الجديدة ستكون بطول 72 كيلومترا وستتكلف أربعة مليارات دولار وتأتي في إطار مشروع للتنمية في منطقة القناة الحالية. وأضاف "قناة السويس الجديدة موازية للقناة الحالية بإجمالى طول 72 كيلومترا منها 35 كيلومترا حفر جاف و37 كيلومترا توسعة وتعميق (للقناة الحالية)."

ويبلغ طول قناة السويس نحو 190 كيلومترا الأمر الذي يجعل القناة الجديدة فرعا للقناة الأصلية بطول 72 كيلومترا. وقال مميش إن المشروع سيتيح مليون فرصة عمل للمصريين وإن تحالفات شركات محلية وأجنبية ومكاتب خبرة عالمية ستشارك في تنفيذه. وقال السيسي في كلمة ألقاها قبل إطلاق المشروع إن تمويل حفر قناة السويس الجديدة سيكون من عائدات أسهم تطرح على المصريين وحدهم مشيرا إلى حساسية المصريين تجاه الملكية الأجنبية للقناة التي أممها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1956 الأمر الذي أشعل حربا بين مصر وكل من بريطانيا وفرنسا شاركت فيها إسرائيل إلى جانب الدولتين الأوروبيتين.

وقال مميش "حفر القناة الجديدة مع تنفيذ مشروع تنمية قناة السويس من شأنه جعل مصر مركزا صناعيا وتجاريا ولوجستيا عالميا يجعل من مصر قبلة للاقتصاد وحركة التجارة العالمية وسيزيد من فرص الاستثمار الوطنى والأجنبى وسيزيد من الدخل القومى المصرى والعملة الصعبة ويضاعف من دخل قناة السويس." وتشرف على إنشاء المشروع لجنة وزارية يرأسها رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب.

وقناة السويس أقصر ممر ملاحي بين أوروبا وآسيا وتدر إيرادات تبلغ نحو خمسة مليارات دولار سنويا مما يجعلها مصدرا حيويا للعملة الصعبة لمصر التي تعاني من تراجع السياحة والاستثمار الأجنبي منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك. وقال مميش إن الفترة المقدرة لإنجاز المشروع ثلاث سنوات لكن السيسي حدد للقوات المسلحة في كلمته التي تلت كلمة رئيس هيئة قناة السويس في الحفل الذي سبق إطلاق المشروع عاما واحدا.

وقال مخاطبا رئيس هيئة أركان القوات المسلحة ورئيس الهيئة الهندسية اللذين حضرا الحفل "بعد عام نفتتح المشروع الجديد." وأضاف أن مشروع تنمية منطقة قناة السويس سيكون "تحت إشراف القوات المسلحة." وقال إن القوات المسلحة ستنفذ منفردة جزءا من المشروع لم يحدده. وكانت مصادر حكومية وعسكرية قالت إن الاختيار وقع على اتحاد شركات يضم القوات المسلحة وشركة دار الهندسة لإقامة المشروع وهو منطقة صناعية ومركز عالمي للإمداد والتموين. بحسب رويترز.

لكن لم يعلن رسميا إلى الآن عن التحالف الذي سينفذ المشروع الذي وصف مميش إطلاقه بأنه "حدث تاريخي هام" مضيفا "نحن مقبلون على حقبة اقتصادية جديدة في تاريخ مصر ... من أجل عيشة كريمة وحياة أفضل يستحقها هذا الشعب." ويعيش ملايين المصريين تحت خط الفقر وتشهد البلاد انقطاع التيار الكهربي لساعات يوميا حتى في الأحياء الراقية بالقاهرة بسبب نقص إمدادات الطاقة. وكرر السيسي نداءات أطلقها من قبل للمصريين من أجل أن يتبرعوا لصندوق قال إن حصيلته يجب أن تكون 100 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات تنمية لكن يبدو أن حصيلة الصندوق لم تتجاوز بضعة مليارات بحسب صحف محلية.

السلمون في الامارات

من جهة اخرى وبعد بناء ملاعب جولف في الصحراء وصالة للتزلج في متجر للتسوق تتحول الامارات العربية المتحدة الآن إلى استزراع أسماك المياه الباردة مثل السلمون. هذا ما تستهدفه شركة في أبوظبي تعتزم استزراع السلمون في احواض مبردة على البر بأسعار يمكن أن تنافس الواردات التي تأتي من النرويج او ايرلندا. وتستعين شركة أسماك التي تدير بالفعل مزارع بحرية بتكنولوجيا طورتها الدول الاسكندنافية لإنشاء اول مزرعة للسلمون على البر في الشرق الاوسط في محاولة لتوفير بدائل باسعار مناسبة للاسماك المحلية المحببة مثل الهامور.

وقال تامر يوسف مدير التسويق وتطوير الأعمال في شركة أسماك "خلال ستة الى ثمانية اشهر سيكون بوسعكم تناول السلمون المنتج محليا هنا." وفي حين اعتادت شركات خليجية على تبني مشروعات مثل ملاعب الجولف ومنحدر داخلي للتزلج في دبي تشكل خطط اسماك تحديا جديدا وهو ابقاء المياه عند 13 درجة مئوية في منطقة يمكن أن تصل حرارة مياه البحر فيها الى 40 درجة مئوية.

ويشمل المشروع الذي تبلغ تكلفته 100 مليون درهم (27.2 مليون دولار) بناء مزرعة على مساحة 500 الف متر مربع تعمل بنظام يقوم على تبريد مياه البحر ثم إعادة استخدامها. وقال يوسف "ميزة امتلاك مزرعة على البر هي أنني سأتمكن من التحكم في البيئة لذلك لن اضطر للتعامل مع مشكلات مثل ارتفاع الموج او تأثيرات الامطار الحامضية والاهم هو مستويات درجات الحرارة المرتفعة."

وفي حين يعتمد الاستزراع السمكي عادة على أحواض بحرية فهذا الاسلوب الجديد للاستزراع على البر يحرز تقدما في اوروبا وامريكا الشمالية إذ انه أقل ضررا بالاسماك البرية حيث لا يوجد احتمال لانتشار الامراض الى البحر او هروب الاسماك المسترزعة الى البحار والمحيطات. ويرى البعض أن التكنولوجيا الجديدة مكلفة للغاية لكن يوسف يعتقد أن المشروع مجد ماليا. وقال "حتى عند إضافة تكلفة إبقاء الأحواض باردة فإن سعر السلمون المنتج محليا سيكون منافسا للسلمون المستورد المتاح حاليا في السوق."

وينقل السلمون المتاح في الاسواق المحلية جوا في درجات حرارة بين خمسة تحت الصفر وصفر مئوية. وتبلغ تكلفة نقل السلمون جوا من النرويج وايرلندا في الاغلب حوالي اربعة الى خمسة دولارات للكيلوجرام. واضاف يوسف أن خبراء من الدولتين سيعملون عن كثب مع فريق من الصيادين المحليين لإطلاعهم بصورة مستمرة على الممارسات الدولية. بحسب رويترز.

لكن على الرغم من أنه من المنتظر ان يطرح السلمون المحلي على قوائم الطعام خلال بضعة اشهر فسيستغرق الامر وقتا اطول لكي ينتج المشروع سلمون من نفس الحجم الذي يدر اموالا كبيرة. وقال يوسف "نحتاج لعامين على الاقل لكي نتمكن من حصد سلمون يبلغ وزنه اربعة كيلوجرامات تقريبا وهو الحجم الذي يحقق أعلى العوائد." وتصدر شركة أسماك منتجاتها الى اكثر من 40 دولة ولديها مزارع بحرية على سواحل الامارات والسعودية والبحرين وعمان.

أسماك تنبت الطماطم

الأسماك في الأسفل لتوفير السماد ونبتات الطماطم فوقها في هذه "المزرعة الحاوية" التي تعد نموذجا لنهج زراعي حضري يوفق بين تربية الأسماك وزراعة البقول تحت إدارة شركة ناشئة في برلين. وتقع هذه الحاوية التي تربى فيها الأسماك في باحة معبدة لحانة سابقة في العاصمة الألمانية، وقد وضعت على سقفها دفيئة تزرع فيها الطماطم والفليفلة.

وهي تقوم على مبدأ بسيط يقضي بتحويل البكتيريا الأمونيوم في روث الأسماك إلى نيترات يستخدم كسماد لمزروعات الدفيئة. وكانت حضارة الأزتك تستخدم هذه المنهجية التي لا تنبت المزروعات في إطارها في التربة بل في أرضية مختلفة، مثل الرمل والصخور، يتم ريها بانتظام. وتسمح هذه التقنية للزراعة بالتخلي عن شرط الأرض الخصبة والانتقال بالتالي من الريف إلى المدن. وهذه الميزة جد مهمة في ظل النمو الحضري المتزايد على الصعيد العالمي.

وأسس نيكولاس ليشكيه شركة "إي سي اف" ("إفيشنت سيتي فارمينغ" أي الزراعة الفعالة في المدن) سنة 2012 مع شريك له. وقد نالت الشركة جائزة في كاليفورنيا العام الماضي تقديرا لحسها الابتكاري. وشرح مؤسسها "يقضي هدفنا بتوفير المواد الغذائية المزروعة بصورة مستدامة لسكان المدن". ولا تسمح هذه التقنية بتخفيض استهلاك المياه وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن الأسماك والتي تمتصها النبتات تخفيضا ملحوظا فحسب، بل إنها تساعد أيضا على تخفيض التكاليف المالية والبيئية لنقل الأغذية والحفاظ عليها.

وهذه المزرعة الحاوية هي نموذج قيد الاختبار على نطاق ضيق. وقد باعت الشركة ثلاثة نماذج من هذه المزرعة المصغرة لأفراد. وليس الهدف من نشاطاتها أن تصبح الزراعة هواية رائجة في أوساط سكان المدن، على حد قول نيكولاس ليشكيه. فالشركة تسعى إلى بيع مزارعها على نطاق واسع لمجموعات عقارية وشركات زراعية كبيرة. وأكد مؤسسها "نتلقى طلبات من أنحاء العالم أجمع".

ومن المرتقب أن يبصر أول مشروع واسع النطاق النور العام المقبل. فقد اشترت الشركة قطعة أرض في جنوب برلين وهي ستشيد مزرعة من هذا القبيل تمتد على 1800 متر مربع. وقد حظيت الشركة في مشروعها هذا بدعم مصرف الاستثمار في مدينة برلين (آي بي بي). وسيفتح إلى جانب المزرعة متجر تباع فيه الخضار والفواكه المزروعة فيها. وسيتسنى لسكان برلين تلقي الطلبات في منزلهم بموجب نظام اشتراكات. وستباع الأسماك أيضا بحسب الطلب، للمطاعم مثلا أو حتى الأفراد. بحسب فرانس برس.

ويأمل نيكولاس ليشكيه أن تحقق هذا المزرعة رقم أعمال سنوي بقيمة 55 ألف يورو تقريبا. وحتى لو كانت مزروعات "إي اف سي" عضوية بالكامل، لا تحمل منتجات الشركة علامة المزروعات العضوية إذ أنها لم تنبت في التراب. لكن ذلك لا يشكل أي مشكلة بالنسبة إلى الشركة بل إنه قد يعود عيلها بالنفع إذ أن الموقع الجغرافي لنشاطات المؤسسة بات أهم في نظر المستهلكين من الطابع العضوي لمنتجاتها، بحسب ما كشفت دراسة أجرتها العام الماضي مجموعة "إيتيكيرني" الاستشارية في ألمانيا وسويسرا والنمسا.

صربيا والتمويل الخليجي

من جانب اخر كشفت صربيا عن خطط لإعادة تطوير ساحل بلجراد بهدف تحويل العاصمة إلى مركز سياحي وتجاري في مشروع مثير للجدل قيمته ثلاثة مليارات يورو وسيمول بأموال خليجية. ويتضمن مشروع تطوير ساحل بلجراد تشييد أبنية إدارية وسكنية فاخرة وثمانية فنادق ومركزا للتسوق وبرجا يشبه برج خليفة في دبي - وإن كان طوله 200 متر فقط بما يعادل ربع طول برج خليفة - على ضفة نهر سافا.

غير أن المشروع لقي انتقادات من مهندسين معماريين وخبراء اقتصاديين وجهات معنية بمكافحة الفساد إذ أثاروا مخاوف تتعلق بالتصميم والتكلفة والشفافية. ومن المقرر تنفيذ المشروع بتمويل مشترك تقوده شركة إيجل هيلز للبناء في دبي لكن الشركة والحكومة الصربية لم يؤسسا حتى الآن شركة تتولى تنفيذ المشروع أو يضعا نموذجا للتمويل المشترك.

ووافقت ايجل هيلز على دفع تكلفة المشروع البالغة ثلاثة مليارات يورو (4.08 مليار دولار) مقدما لكن لم يتم حتى الآن بلورة شروط الصفقة ولم يتضح حجم الحصة التي ستساهم بها الحكومة الصربية في التمويل. وهذه علامة جديدة على العلاقات الاقتصادية التي تزداد قوة بين الإمارات العربية المتحدة وصربيا في عهد رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش الذي غير صورته من قومي متشدد إلى إصلاحي مؤيد للوحدة الأوروبية.

وحصلت صربيا في مارس آذار حين كان فوسيتش نائبا لرئيس الوزراء على قرض من الإمارات قيمته مليار دولار لأجل عشر سنوات لتعزيز ميزانيتها. واشترت شركة الاتحاد للطيران المملوكة للدولة في أبوظبي حصة أقلية في شركة الطيران الصربية المتعثرة يات ايرويز وحصلت على حقوق إدارية بها. بحسب رويترز.

ويبحث مسؤولو بلجراد تطوير الساحل منذ السبعينات إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تتمكن من إيجاد التمويل اللازم للمشروع. وفي الوقت الذي يبدو فيه أن هذه المشكلة تم حلها يتساءل بعض الاقتصاديين عن وجود طلب كاف لعدد الوحدات الإدارية والسكنية الفاخرة التي يتضمنها المشروع.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/آب/2014 - 12/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م