كل العالم إلا نحن

صالح الطائي

 

كل العالم غير لهجاته

غير أسلوب تعبده وعباداته

إلا نحن

لازلنا نتكلم لغة البدو

لا زلنا نؤمن بالغزو

لا زلنا تتقاذفنا الأوهام

لازلنا ننذر للأصنام والنساء

ونصلي على أذيال قياننا

بلا وضوء بحجة فقدان الماء

وإذا اشتد الأمر علينا

نتوضأ بفاضل كأسنا

قبل أن ننام

فالماء والخمر في شريعتنا سواء

لا نبحث عن نصر إلا

من أجل أن نكسب الإماء

ونمتع أحاسيس الروح

بمنظر الأشلاء والدماء

في شرعنا

الشر والخير كلاهما سواء

تآخيا تمالحا تماهيا

أكلا في ماعون واحد

فتطابق الأداء

إن غنى العالم نشيدا

أو أغنية للحب والوفاء

نتبعه نهيقا وعواء

تُغلق دونه أبواب السماء

كرمل طبيعتنا

تنافرنا تفرقنا تباعدنا

تجمعنا تيها قطرة ماء

وإن مرت بنا الريح

تنثرنا قبائل نسمةُ الهواء

نستعدي الأيام علينا

نفجر الأنبياء ونقتل الأوصياء

ونكره العلوم والأتقياء

ونتخذ الشياطين أصفياء

والجن أصدقاء

لكننا لا نطيق أن

ننظر في وجه أهلنا

ونكسر القيد الذي يجمعنا

لأتفه الأسباب

ففي شرعنا

الليل والنهار سواء

ألم أقل من قبل أننا

أمة من الخواء؟

تعجبها الكراهية

لأنها في طبعها

مجبولة على الفناء

ليس لها في الكون أصدقاء

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/آب/2014 - 12/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م