في العراق... الأوضاع السياسية تراوح مكانها والأوضاع الأمنية مربكة

 

شبكة النبأ: حذر خبراء امنيون من خطر تنامي سيطرة التنظيمات الإرهابية، خصوصا تنظيم داعش، على المزيد من الأراضي العراقية المحاذية للحدود مع سوريا لدمج خطوط الامداد بين الجبيهتين، والتي تعني المزيد من القوة للجماعات المسلحة، على حساب القوات الأمنية في العراق، الذي ما زال، سياسيا، يراوح في مكانة، بعد احتدام الخلافات بين الكتل الكبيرة داخل قبة البرلمان، وعدم التوصل، حتى اللحظة، الى مرشح توافقي لمنصب رئيس الوزراء، بعد رفض اغلب الكتل تجديد اختيار رئيس الوزراء المنتهية ولايته (نوري المالكي) لولاية ثالثة، سيما وان الائتلاف الذي يتزعمه يعتبر (ائتلاف دولة القانون)، هو الائتلاف الأكبر (103 مقعد)، بين الكتل الأخرى، وان كان ينطوي تحت الائتلاف الوطني الموحد، والذي ترفض مكوناته الأخرى مسالة التجديد لمرة ثالثة. 

وقد ولدت الازمة السياسية بين الكتل الكبيرة (الشيعة، السنة، الاكراد) وتبادل الاتهامات، العديد من الازمات الأمنية والتي صعبت الموقف وزادت من تعقيدات المشهد العام في العراق، والتي استغلها التكفيرين في مواصلة هجماتهم المسلحة، إضافة اعتماد سياسة التهجير الجماعي (للشيعة والمسيحيين والتركمان والاكراد...الخ)، التي خلفت أكثر من مليون نازح، في مسعى لإحداث تغييرات ديموغرافية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، بعد ان أجبرت العوائل على النزوح ومصادرة أموالهم وعقاراتهم بصورة جماعية.

في سياق متصل سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على أكبر سد في العراق وعلى حقل نفطي وثلاث بلدات أخرى بعد أن أنزلوا بالقوات الكردية أول هزيمة كبرى منذ اجتياح التنظيم لمعظم شمال العراق في يونيو حزيران، وقد يتيح الاستيلاء على سد الموصل بعد هجوم استمر نحو 24 ساعة لتنظيم الدولة الإسلامية القدرة على إغراق مدن عراقية رئيسية أو منع المياه عن المزارع مما يزيد المخاطر بشكل حاد في مسعى التنظيم للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، وقال التلفزيون العراقي الرسمي إن "العصابات الارهابية" التابعة للدولة الاسلامية استولت على سد الموصل بعد انسحاب القوات الكردية دون قتال.

وتوجه الهزيمة السريعة لقوات "البشمركة" الكردية لطمة قوية لواحدة من القوات المقاتلة القليلة في العراق التي صمدت حتى الآن في وجه المقاتلين الإسلاميين السنة الذين يسعون إلى إعادة رسم حدود الشرق الأوسط، كما سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على ثلاث بلدات إضافة إلى حقل عين زالة النفطي ليضيفه إلى أربعة حقول تقع تحت سيطرته بالفعل وتوفر له التمويل اللازم لعملياته، وتلاشت المقاومة القوية التي أبداها الأكراد في البداية بعد بدء الهجوم للاستيلاء على بلدة زمار، وبعد ذلك رفع المتشددون الأعلام السوداء للتنظيم على المباني وهو إجراء عادة ما يتبعه عمليات إعدام جماعي للأسرى من الخصوم وفرض فكر متشدد يعتبره حتى تنظيم القاعدة متطرفا، ويمثل التنظيم الذي أعلن الخلافة في مناطق من سوريا والعراق أكبر تحد لاستقرار العراق منذ سقوط صدام حسين في عام 2003.

ويسيطر التنظيم على مدن في وديان دجلة والفرات شمال وغرب بغداد وعلى مساحة من الأراضي السورية تمتد من الحدود العراقية شرقا وحتى حلب في الشمال الغربي، وكان أكراد العراق الذين يحكمون أنفسهم في إقليم بشمال البلاد تحرسه وحدات "البشمركة" قد وسعوا المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في الأسابيع القليلة الماضية بينما تجنبوا المواجهة المباشرة مع الدولة الاسلامية حتى رغم فرار قوات الحكومة المركزية العراقية، لكن البلدات التي خسرها الأكراد تقع في منطقة ظلت تحت سيطرة الأكراد لسنوات طويلة مما يقوض أي تصور بأن تقدم الدولة الاسلامية ساعد القضية الكردية.

وقال شهود إن مقاتلي الدولة الاسلامية يحاولون أيضا السيطرة على بلدة ربيعة قرب الحدود السورية واشتبكوا مع أكراد سوريين عبروا الحدود بعد انسحاب اكراد العراق، وجعلت المكاسب الأخيرة مقاتلي التنظيم على مقربة من محافظة دهوك إحدى ثلاث محافظات في الإقليم شبه المستقل الذي ظل بمنأى عن أي تهديد خطير لأمنه بينما كانت الحرب تستعر في أنحاء العراق، وبعد هروب آلاف الجنود العراقيين امام هجوم الدولة الإسلامية برز المقاتلون الأكراد إلى جانب الميليشيات الشيعية في الجنوب بوصفهم خطوط دفاع رئيسية ضد المتشددين المسلحين الذين هددوا بالتقدم نحو بغداد، لكن المعارك أثارت الشكوك في مدى كفاءة الأكراد وزادت الضغط على القادة العراقيين لتشكيل حكومة لتقاسم السلطة تكون قادرة على صد تنظيم الدولة الإسلامية. بحسب رويترز.

وقال شخصان يعيشان قرب سد الموصل إن المقاتلين الأكراد قاموا بتحميل عرباتهم بالأمتعة بما في ذلك اجهزة التكييف وفروا هاربين، وهاجم مقاتلو الدولة الإسلامية بلدة زمار من ثلاثة اتجاهات على شاحنات محملة بالأسلحة ليهزموا القوات الكردية التي كانت دفعت بتعزيزات إلى البلدة، كما سيطر التنظيم في وقت لاحق أيضا على بلدة سنجار حيث قال شهود إن السكان هربوا بعدما لم يبد المقاتلون الأكراد مقاومة تذكر، ونشرت الجماعة في حسابها على تويتر صورة لواحد من مقاتليها الملثمين وهو يحمل مسدسا ويجلس على مقعد رئيس بلدية سنجار بمكتبه، وظهرت خلف الرجل الملثم صورة زعيم كردي مشهور.

وقال التنظيم في بيان بموقعه على الانترنت "يسر الله تعالى للمجاهدين اقتحام العديد من المناطق المهمة التي تسيطر عليها العصابات الكردية والميليشيات العلمانية وبعد سلسلة معارك بمختلف أنواع الأسلحة استغرقت يوما كاملا فتح الله بها على أوليائه الموحدين وأخزى فيها أعداءه المرتدين وسقط وأُصيب فيها العشرات وهرب المئات منهم تاركين أعدادا كبيرة من الآليات والعجلات وكمية ضخمة من الأسلحة والأعتدة غنيمة للمجاهدين"، وأضاف البيان "سيطر الأخوة على العديد من المناطق وهي ناحية زمار ومنطقة عين زالة الغنية بالنفط" بالإضافة إلى 12 قرية أخرى، وتابع "وقد وصلت سرايا الدولة الإسلامية للمثلث الحدودي بين العراق والشام وتركيا"، وفجر التنظيم مساجد شيعية وأضرحة في الأراضي التي سيطر عليها ليؤجج العنف الطائفي إلى مستوى لم يشهده العراق منذ أحداث عامي 2006 و2007.

وأرجأت الحركة تقدمها للسيطرة على بغداد وتوقفت شمالي سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة، وغير التنظيم اسمه من الدولة الإسلامية في العراق والشام في وقت سابق هذا العام وأعلن الخلافة في مناطق من العراق وسوريا، كما سيطر التنظيم بالفعل على أربعة حقول للنفط، لكنه يحاول تعزيز مكاسبه ويضع أنظاره على بلدات استراتيجية قرب حقول نفطية وعلى الحدود مع سوريا بحيث يمكن لمقاتليه التحرك بسهولة وجلب الإمدادات، وحتى الآن مازال تنظيم الدولة الإسلامية بعيدا عن حقول النفط الرئيسية بمدينة كركوك الشمالية التي سيطر عليها الأكراد في خضم حالة الفوضى التي أعقبت تقدم مقاتلي التنظيم، وتسيطر الدولة الاسلامية على جزء من خط أنابيب يمتد من كركوك الى تركيا كان متوقفا عن العمل لأشهر بسبب هجمات التنظيم في المنطقة، ويستغل التنظيم حالة السخط من المالكي من خلال كسب الدعم أو على الأقل التساهل من جانب مجتمعات السنة الأكثر اعتدالا في العراق التي قاتلت ضد تنظيم القاعدة خلال عامي 2006 و2007.

ويقول خصوم المالكي إنه هو من يستحق اللوم على تفاقم العنف المسلح بإقصاء السنة من السلطة، كما دعا قادة الأكراد أيضا المالكي إلى عدم السعي لتولي فترة ثالثة لإتاحة الفرصة أمام تشكيل حكومة تجمع كل الأطياف السياسية في بغداد، ولطالما حلم الأكراد بدولة مستقلة لهم وهو ما يثير غضب المالكي الذي كثيرا ما اختلف مع كتل سياسية أخرى بشأن الميزانيات والأراضي والنفط، وفي يوليو تموز أنهت الكتلة السياسية الكردية مشاركتها في الحكومة الوطنية العراقية احتجاجا على اتهام المالكي للأكراد بالسماح "للإرهابيين" بالتواجد في اربيل عاصمة الإقليم، وفي خطوة أخرى من المؤكد أن تثير حفيظة حكومة بغداد قال مسؤولون أمريكيون وأكراد إن إقليم كردستان يضغط على واشنطن للحصول على أسلحة متطورة يقول إن المقاتلين الأكراد يحتاجون إليها لصد المتشددين الإسلاميين، ويمكن أن يساعد انسحاب الأكراد في دعم حجتهم.

اعمال العنف

الى ذلك قتل 52 شخصا جلهم من قوات الامن العراقية وبينهم 16 من عناصر البشمركة الكردية، في اشتباكات وعمليات قصف في مناطق متفرقة في البلاد قتل خلالها ايضا 37 مسلحا من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، وقال ضابط برتبة ملازم اول في الجيش "قتل 12 من عناصر عصائب اهل الحق  خلال اشتباكات وقعت فجرا في ناحية جرف الصخر (60 كلم جنوب بغداد)"، واضاف "قتل 11 جنديا بينهم ضابطان، ملازم اول وملازم، في هجوم بسلسلة قذائف هاون استهدف في ساعة متاخرة من الليل مقرا للجيش في ناحية جرف الصخر"، وتابع كما "هاجمت القوات الامنية اوكار المسلحين في مناطق متفرقة جنوب بغداد، بينها جرف الصخر واللطيفية والحامية حيث وقعت اشتباكات قتل خلالها 37 مسلحا واصيب خلالها سبعة جنود بجروح"، واكد مصدر طبي عسكري حصيلة الضحايا.

واكد الشيخ محمد الجنابي احد زعماء العشائر في جرف الصخر وقوع اشتباكات متكررة خلال الساعات الماضية في الناحية، وفي هجوم اخر، غرب بلد (70 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة "قتل خمسة من عناصر الحشد الشعبي الذين يقاتلون الى جانب القوات الامنية واصيب 16 من رفاقهم بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة"، واكد طبيب في مستشفى بلد حصيلة الضحايا، وفي سامراء (110 كلم شمال بغداد) قتل اثنان من عناصر الشرطة واصيب 17 من رفاقهم بجروح جراء تفجير منسق لعدد من العبوات الناسفة مع مرور دورية للشرطة على طريق رئيسي غربي المدينة، وفقا لمصادر امنية وطبية، ويشهد العراق تصاعدا في موجة العنف ما يهدد بتقسيم البلاد على اسس عرقية وطائفية.

وقتل 1669 شخصا واصيب اكثر من 2100 بجروح في هجمات "ارهابية" و اعمال عنف خلال شهر تموز/يوليو الماضي، وفقا لمصادر رسمية عراقية، ورغم مواصلة القوات العراقية تنفيذ عمليات لبسط الامن، تتعرض مناطق متفرقة من البلاد لهجمات يومية زادت معدلاتها مع تصاعد هجمات تنظيم الدولة الاسلامية الذي بات يسيطر على مناطق واسعة في محافظات متفرقة شمال وغرب ووسط البلاد، بدوره، افاد مدیر شرطة قضاء داقوق العمید کاوە غریب ان عددا من الطائرات العراقية قصفت بشکل مكثف مقرات ونقاط التفتيش للدولة الاسلامية في قری غیدة، میدان، تل عید، درب الحسين التابعة لقضاء داقوقواشار العميد کاوە الی ان القصف جاء بعد ان تقدم مسلحو الدولة الإسلامية من تلك القری مسافة ٥٠٠ متر، وقال ایضا "لم نعرف تماما حتی الآن عدد الاصابات بین صفوف داعش، لانهم قد سحبوا قتلاهم وجرحاهم الی مستشفى الحویجة العام". بحسب فرانس برس.

ولکن مدیر قسم اعلام دائرة صحة کرکوك آوات کاکائي قال ان " ستة قتلی وتسعة جرحی من جراء قصف وصلوا الی مستشفيات کرکوك، وجمیعهم من المدنیین"، يشار الى ان ناحية زمار من المناطق التي قامت قوات البشمركة بفرض سيطرتها عليها بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة الاتحادية في اعقاب سقوط مدينة الموصل ومدن اخرى شمال البلاد بيد تنظيم الدولة الاسلامية"، وزمار تسكنها غالبية من الاكراد الى جانب الاقلية الازيدية، ويطالب اقليم كردستان ضمها اليه الى جانب مناطق شاسعة وابرزها مدينة كركوك التي فرض الاكراد سيطرتهم عليها، بعد انسحاب الجيش منها، من جهة اخرى، اعلنت قوات البشمركة مقتل اثنين من عناصرها اثر هجوم عند منطقة الكسك الواقعة عند منفذ ربيعة الحدودي الذي تفرض سيطرتها عليه منذ سيطرة "داعش" على مدينة الموصل، وقال مسؤول في البشمركة رفض الكشف عن اسمه ان "الاشتباكات مستمرة، حيث حاول عناصر داعش التقدم نحو المنفذ الحدودي، لكننا اجبرناهم على الانسحاب".

واكد المسؤول الكردي ان قوات البشمركة انسحبت من خطوط القتال الامامية الى الخلف لتسمح للطيران الحربي العراقي قصف مواقع المسلحين في زمار وربيعة، وراى المحلل السياسي عارف قربائي ان تكرار المواجهات بين قوات البشمركة وعناصر داعش جاء اثر تشجيع الادارة الاميركية للأكراد لمواجهة الارهاب مقابل تلقيهم دعما عسكريا، واضاف قربائي وهو مدير مؤسسة خندان الاعلامية الكردية ان "الادارة الاميركية تضغط على الاكراد من اجل مكافحة الارهاب، مقابل حصولهم على تجهيزات لقوات البشمركة، وكذلك تفهم الواقع السياسي الكردي على الارض"، ويشير قربائي الى الاراضي المتنازع عليها التي سيطر عليها الاكراد بعد احداث التاسع من حزيران/يونيو وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة شمال وغرب العراق.

خلافات سياسية

فيما قال وزير خارجية العراق الكردي هوشيار زيباري إن رئيس الوزراء نوري المالكي ومسؤولي الامن التابعين له هم الذين يتحملون مسؤولية صعود المقاتلين السنة الذين استولوا على أجزاء من العراق، ومن المرجح ان تثير تصريحات زيباري مزيدا من التوتر في العلاقات بين حكومة المالكي التي يقودها الشيعة وبين الاكراد وان تعقد جهود تشكيل حكومة لاقتسام السلطة يمكن ان تواجه مقاتلي الدولة الإسلامية، وقال زيباري لتلفزيون العربية إنه بات من المؤكد ان الرجل المسؤول عن السياسات العامة يتحمل المسؤولية وان القائد العام للقوات المسلحة ووزيري الدفاع والداخلية يتحملون أيضا هذه المسؤوليات، وقال إنه توجد أطراف أخرى تتحمل المسؤولية (ربما شركاء سياسيون) لكن أكبر مسؤولية تقع على عاتق الشخص المسؤول عن السياسات العامة. بحسب رويترز.

ودعا الملك عبد الله قادة وعلماء الامة الاسلامية لأداء واجبهم وان يتصدوا لمن يحاولون اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم على انه دين التطرف، ولم يذكر جماعة بعينها لكنه أشار الى العنف في دول مجاورة من بينها العراق وسوريا حيث قتلت الدولة الاسلامية عشرات الاشخاص وفرضت اراءها في المناطق التي سيطرت عليها، وفي يوليو تموز أنهت الكتلة السياسية الكردية مشاركتها بالكامل في الحكومة الوطنية احتجاجا على قول المالكي ان الاكراد يسمحون ببقاء الارهابيين في عاصمتهم أربيل، ويتولى المالكي السلطة الان بصفته رئيس حكومة مؤقتة بعد ان فاز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ابريل نيسان لكنه لم يتمكن من الفوز بتأييد كاف من الاقليات الكردية والسنية ومن زملائه الشيعة أيضا لتشكيل حكومة جديدة.

وحثت الولايات المتحدة والامم المتحدة ورجال دين شيعة النواب على تشكيل حكومة جديدة بسرعة للتعامل مع الهجمات المسلحة للسنة، وأذكت حملة الدولة الاسلامية التوتر الديني وهددت بقاء العراق كدولة موحدة، ويمثل الصراع الطائفي أكبر خطر على استقرار البلاد منذ الاطاحة بصدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وعين المالكي نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني قائما بأعمال وزير الخارجية، ويأمل الاكراد منذ فتر طويلة في اقامة دولتهم المستقلة وتغضب طموحاتهم المالكي الذي دخل مرارا في خلافات بشأن الميزانيات والارض والنفط، وبعد وصول مقاتلين سنة بدون مقاومة تقريبا من الجيش سيطر الاكراد على حقلين نفطيين في شمال العراق وتولى تشغيلهما من شركة النفط التي تديرها الدولة، وقال مسؤولون أكراد وأمريكيون انه في اجراء آخر من المؤكد ان يثير غضب الحكومة تضغط القوات الكردية على واشنطن للحصول على اسلحة متقدمة تقول إن المقاتلين الاكراد يحتاجون اليها للتصدي للمقاتلين الاسلاميين.

وينافس المقاتلون الاكراد (البشمركة) والميليشيات الشيعية الان الجيش العراقي في قدرته على مواجهة مقاتلي الدول الاسلامية الذين سيطروا على أجزاء في غرب العراق قبل ان يتقدموا شمالا، وأوقف المسلحون السنة حملتهم في بلدات تقع الى الشمال مباشرة من بغداد وهو ما يمكن ان يفسر جزئيا سبب تراجع اعداد القتلى العراقيين في احصائيات الامم المتحدة، غير ان العنف مازال يمثل جانبا من الحياة اليومية، وقالت مصادر طبية وأمنية ان القنابل التي توضع على جانب الطرق قتلت أربعة قرب ميدان في وسط بغداد، وتوجد مؤشرات على نفاد الصبر المتنامي ازاء الدولة الاسلامية التي فجرت مساجد ومزارات وفرضت معتقداتها في الموصل والمدن الاخرى التي تسيطر عليها في الشمال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 6/آب/2014 - 9/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م