العراق... بين معضلة الرئاسات الثلاث واستهداف الشيعة

 

شبكة النبأ: الأوضاع السياسية في العراق ما زالت دون مستوى الطموح، كما يرى متابعون لمجريات العملية السياسية، بعد ان تحول اختيار الرئاسات الثلاث (رئيس البرلمان ونوابه، رئيس الجمهورية ونوابه، رئيس الوزراء ونوابه والحكومة) الى عقبات ثلاثة ارهقت المواطن العراقي وازمت المواقف السياسية والأمنية.

وقد اجل البرلمان (في أولى جلساته للدورة الحالية برئاسة سليم الجبوري ونائبيه) جلسة اختيار رئيس الجمهورية ونوابه الى جلسة أخرى، بعد ان وصل عدد المرشحين الى 93 مرشح، وسط عدم اتفاق التحالف الكردستاني في حسم موقفه في اختيار مرشح الرئاسة، مما ينذر بان جلسة اختيار رئيس الوزراء (وهو المنصب التنفيذي الأهم) ستكون جلسة صاخبة سياسيا، وسط التباعد الكبير بين الكتل الرئيسية وعد الاتفاق على رؤية سياسية موحدة للخروج من الازمة الحالية التي عصفت بالبلد وخلطت الأوراق الأمنية والسياسية.

وسط هذا الارباك السياسي، استغلت التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة المتطرفة، الفرص المتاحة (الضعف الأمني وقلة التسليح والدعم اللوجستي والاستخباري والخبرة...الخ) لشن المزيد من الهجمات والاعتداءات التي تستهدف المدنيين والأقليات، بعد ان استطاعوا في الشهر الماضي، السيطرة على الموصل (ثاني أكبر مدن العراق وتحتوي على ما يقارب 2 مليون نسمة)، من قبل تنظيمات إرهابية متطرفة عديدة أبرزها كان تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أراضي حدودية في سوريا مع العراق.

وقد قامت هذه الجماعات بحملة شرسة ضد المدنيين العراقيين، بعد ان قتلت وهجرت الالاف، فيما نزح أكثر من مليون شخص من الموصل وديالى وصلاح الدين بعد سيطرة المسلحين على العديد من هذه المناطق.

وجاء في المقام الأول، استهداف المسلمين الشيعة في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، وحدثت العديد من المجازر وجرائم ضد الإنسانية (وما زالت تجري في العديد من المناطق دون تمكن الحكومة من السيطرة على الأوضاع) في منطقة البشير وطوز خورماتو وتلعفر وامرلي...الخ مستهدفا التركمان والشبك والفيلية وغيرهم من المسلمين الشيعة في شمال العراق، كما قام تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) بتهجير مسيحيي الموصل، في حملة أخرى استهدفت التغيير الديمغرافيا لمناطق تواجد المسلمين السنة في الغرب والشمال، في ظاهرة عدها مراقبون امرا خطيرا قد يؤدي الى تحولات كارثية مستقبلا.

العراق يطلب مساعدة العالم

فقد دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي العالم الى الوقوف بوجه تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقوم بتهجير المسيحيين من مدينة الموصل، في حين تبنى هذا التنظيم سلسلة من التفجيرات ضربت بغداد، وقال المالكي في بيان، ان "ما تقوم به عصابات داعش الإرهابية ضد مواطنينا المسيحيين واعتدائهم على الكنائس ودور العبادة في المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم، إنما تكشف بما لا يدع مجالا للشك الطبيعة الإجرامية والإرهابية المتطرفة لهذه الجماعة وما تشكله من خطر على الانسانية وتراثها المتوارث عبر القرون"، وتابع "ندعو العالم اجمع الى تشديد الحصار على هؤلاء والوقوف صفا واحدا لمواجهتهم".

ومثل طرد المسيحيين من مدينتهم الموصل اخر حملات التهجير خلال سنوات من العنف التي يعيشها العراق والتي قد ترسم صورة جديدة لتوزيع الطوائف على خارطة البلاد، وتساءلت ام زياد (35 عاما) وهي تجلس الى جوار اطفالها "لا ندري ماذا سنفعل او ماذا سيحصل لنا، هل سنعود مرة اخرى الى بيوتنا؟ هل ستقوم الحكومة بطرد هؤلاء الارهابيين من الموصل؟".

وهربت ام زياد مع اطفالها الاربعة من الموصل وتعيش الان مع عدد من النسوة في منزل قيد الانشاء في بلدة قرقوش، الى الشرق من الموصل، ووفقا لزعماء الدين المسيحيين فان بضعة الاف من المسيحين فروا من الموصل، بعد انتهاء المهلة التي حددها تنظيم الدولة الاسلامية والتي تخيرهم بين اعتناق الاسلام او دفع الجزية او مواجهة الموت، وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو ان مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 الف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الاسلامية" بيانا يطالبهم بتركها، وقال ان جميع المسيحيين غادروا المدينة بانتهاء المهلة، وان القليلين من الذين قرروا البقاء سوف يواجهون مصيرهم المحتوم، واشعر انهم اموات". بحسب رويترز.

ويخشى العديد من سكان مدينة الموصل الحديث او التعبير عن آرائهم ولا يجدون منفذا اعلاميا كذلك، لكن عددا من السكان السنة ابدوا رفضهم لما يقوم به المسلحون ضد جيرانهم واهل مدينتهم من المسيحيين، وقال احد اهالي الموصل "نعتبر هذا الامر ظلما ويتعارض مع مبادئ الاسلام الذي يوصي بالتسامح"، واضاف ان "المسيحيين يعيشون في الموصل منذ اكثر من الف عام واكثرهم اناس رفيعو المستوى، اطباء ومهندسون وفنانون، رحيلهم خسارة كبيرة للموصل".

من جانبهم، اعلن مسؤولون في مدينتي النجف وكربلاء المقدستين للشيعة استعدادهم لاستقبال العائلات المسيحية التي هجرت على يد تنظيم الدولة الاسلامية وتوفير الخدمات الاساسية لها، ومن جانبه، حمل احمد الجلبي العضو البارز في كتلة المواطن التي يتزعمها عمار الحكيم، واحد منافسي المالكي على منصب رئيس الوزراء في المرحلة المقبلة، الحكومة مسؤولية الازمة التي تمر في البلاد، وقال الجلبي في بيان ان "المسيحيين العراقيين جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي وعاشوا على هذه الارض منذ اكثر من 1600 عام"، واضاف ان "الحكومة العراقية الحالية فشلت في حماية المواطنين العراقيين"، كما طالب البرلمان بالإسراع في انتخاب رئيس جديد للبلاد.

في غضون ذلك وبعد يوم من عودة الرئيس العراقي جلال طالباني من رحلة علاج استمرت 18 شهرا في المانيا، إثر اصابته بجلطة دماغية، تتوارد اسماء مرشحين لتولي منصب رئاسة الجمهورية، ووفقا للعرف المتبع لتقاسم السلطات في البلاد، يعتبر منصب رئاسة الجمهورية من حصة الاكراد، ورغم عدم الاعلان رسميا عن اسم مرشح التحالف الكردستاني، يبدو ان القيادي الكردي فؤاد معصوم أبرز الاسماء المطروحة لهذا المنصب الى جانب نائب رئيس الوزراء السابق برهم صالح، ومحافظ كركوك الحالي نجم الدين كريم.

استهداف الشيعة

فيما قتل 24 شخصا وأصيب 33 آخرين في انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز تفتيش للشرطة عند مدخل مدينة الكاظمية الواقعة شمالي بغداد، وكان الضحايا، وهم من المدنيين وعناصر الشرطة، في طريقهم الى ضريح الإمام الكاظم لقضاء الليل والسحور والتعبد، نقلا عن مصادر امنية وصحية في العاصمة العراقية، ويأتي هذا الحادث في اعقاب مقتل 5 مدنيين في انفجار سيارة مفخخة مركونة في سوق شعبي في منطقة النهروان جنوب بغداد، وأصيب في الانفجار 14 شخصا آخرين.

كما قالت الشرطة ومسعفون إن 27 شخصا على الأقل قتلوا في موجة تفجيرات في أحياء ببغداد يغلب على سكانها الشيعة في أعنف يوم من الهجمات في العاصمة منذ ان اجتاح مسلحون سنة مناطق شاسعة في شمال البلاد الشهر الماضي، وقالت المصادر إن الانفجار الأول الذي نجم عن سيارة ملغومة يقودها انتحاري تسبب في مقتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من الشرطة عند نقطة تفتيش في حي أبو دشير في جنوب العاصمة، وتسببت أربعة انفجارات بسيارات ملغومة أخرى في مقتل 19 شخصا في المجمل أحدها في حي البياع بجنوب غرب بغداد والآخر في حي الجهاد الغربي واثنان في حي الكاظمية بشمال بغداد الذي يضم مزارا شيعيا مهما.

وقتل شخص عندما انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق في حي السيدية جنوب بغداد في وقت لاحق، ويحاول الجيش والميليشيا المتحالفة معه التصدي للمتشددين المسلحين السنة الذين اجتاحوا شمال العراق الشهر الماضي حتى باتوا على بعد 70 كيلومترا من بغداد، واجتمع آية الله العظمى على السيستاني أرفع مرجع شيعي في البلاد مع نيكولاي ملادينوف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق، واضطلع السيستاني بأنشط دور له في الحياة السياسية في عقد خلال الأزمة الحالية.

وكان السيستاني طالب السياسيين أن يختاروا حكومة جديدة دونما تأخير وحث المقاتلين على احترام حقوق كل العراقيين بصرف النظر عن الاعتبارات الطائفية أو السياسية وذلك بعد تصعيد في عمليات القتل الطائفية في الأسابيع الأخيرة، وقال ملادينوف بعد الاجتماع "اننا على اتفاق تام مع جلالته (السيستاني) بشأن الحاجة الى تسريع عملية تشكيل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة تكون مقبولة لكل الطوائف". بحسب فرانس برس.

وتبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق الهجمات الدامية بسيارات مفخخة التي وقعت في بغداد، واكد بيان للدولة الاسلامية نشر على مواقع جهادية ان الهجمات نفذت بأربع سيارات مفخخة، اثنتان كان يقودهما انتحاريان استهدفتا مناطق تطوع وحواجز تفتيش، رافقها تفجير سيارتين مفخختين، وقال البيان "انطلق فارسان من فرسان الاسلام هما ابو القعقاع الالماني وابو عبد الرحمن الشامي ليدكا حواجز واوكار الحكومة المجوسية"، وادت الهجمات التي وقعت في بغداد الى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا واصابة عشرات بجروح، واشار البيان الى "ان هذه الغزوة ضمن حملة تنسيقية بين خلايا بغداد واحزمتها من الخارج".

وتعد هذه الهجمات الاكثر دموية منذ انطلاق الهجمة الشرسة التي تنفذها جماعات مسلحة أبرزها تنظيم الدولة الاسلامية، في العاشر من الشهر الماضي، والتي تهدد بتصاعد التوتر الطائفي ودفع الاوضاع الامنية الى الانهيار

بينما قام مسلحو جماعة الدولة الإسلامية بتفجير منزل أمير قبائل العبيد العربية السنية غرب مدينة كركوك الواقعة شمال البلاد، بعد أن رفض مبايعتهم، وقال الشيخ أنور العاصي الذي لجأ إلى محافظة السليمانية في إقليم كردستان منذ ثلاثة أسابيع إن "عناصر الدولة الإسلامية نسفوا منزلي في قرية الرمل من خلال زرع مواد متفجرة وتدمير المنزل"، وأضاف أن "سبب ذلك يعود إلى رفضي مبايعة الدولة الإسلامية وإعطائهم موافقة تبرر قتل الشيعة أو الشروع بتنفيذ أعمال التهديد والخطف والإحالة لما يعرف بمحاكمهم الشرعية".

وأحكم التنظيم سيطرته على مناطق غرب كركوك، والتي تضم قضاء الحويجة منذ نحو شهر بعد انسحاب قطاعات الجيش، وشكلت العشائر التي رفضت الانخراط في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" تشكيلا عسكريا لمقاتلتهم وخصوصا في غرب كركوك ومحافظة صلاح الدين.

الجهاديون ضللوا مسيحيي الموصل

الى ذلك  واجه مسيحيو مدينة الموصل العراقية تضليلا من قبل جهاديي الدولة الاسلامية الذين لم يتعرضوا لهم في البداية ما اوحى لهم ببعض الامان، قبل ان يهددونهم بالموت ما اجبرهم على الرحيل، وقد يشير هذا التحول في موقف تنظيم الدولة الاسلامية الى ان قياداته باتت تشعر بما يكفي من الثقة لفرض قوانينها بعد ان سيطرت الشهر الماضي على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق، ويرى محللون ان التساهل النسبي الذي اظهرته الجماعة في بادئ الامر مع المسيحيين كان الهدف منه استرضاء بقية الجماعات السنية المتمردة المتحالفة معها، لكنها اقل تشددا في تفسير احكام الاسلام.

وقال القس عمانوئيل عادل كلو مسؤول احدى الكنائس الكلدانية في الموصل الذي غادر المدينة، "خدعونا، لانهم في البداية لم يتعرضوا لنا، لكن بعد ان ثبتوا اقدامهم بدأوا بتطبيق قوانينهم الارهابية علينا"، وقد عاد عدد من العائلات المسيحية الى منازلهم بعد هجوم تنظيم داعش على المدينة في التاسع من حزيران/يونيو، بعد ان لاحظوا عدم حصول تعديات على المسيحيين الذين لم يغادروا، وكان المسلحون افرجوا عن راهبتين وثلاثة ايتام بعد احتجازهم 17 يوما في تطور وصفه بطريرك الكلدان في العراق لويس ساكو يومها ببصيص امل لتحسن وضع المسيحيين.

لكن وبعد ايام قليلة من الافراج عن الراهبتين، وبعد مرور نحو شهر على بسط تنظيم الدولة الاسلامية سيطرته على الموصل، اجبر المسيحيون على مغادرة المدينة بكثافة اثر انذار وجه اليهم بضرورة مغادرة المدينة بحلول التاسع عشر من تموز/يوليو ما لم يعتنقوا الاسلام او يدفعوا الجزية، ودعا خطباء المساجد الجمعة في مدينة الموصل المسيحيين الى المغادرة قبل نهاية المهلة، ومن لا يذعن لذلك مصيره الموت، ويرى مراقبون ان طرد المسيحيين بهذه الصورة كان مقررا، لكنهم انتظروا فترة من اجل تعزيز قبضتهم على الموصل ومناطق اخرى قبل اتخاذ هذه الخطوة.

ورغم المعاملة القاسية التي تعرض لها المسيحيون من قبل عناصر الدولة الاسلامية فان هذا التصرف يبقى معقولا مقارنة بممارسات تنظيم يستسهل الاعدام لخصومه وهو ما فعله مثلا مع الشيعية في شمال البلاد، ويرى بعض المحللين ان تنظيم الدولة الاسلامية قد يكون تمهل في طرد المسيحيين تجنبا للخلاف مع حلفاء له من السنة في شمال البلاد مثل حزب البعث، لا يوجد اي خلاف بينهم وبين مسيحيي العراق الذين يعتبرون جزءا لا يتجزأ من نسيج البلاد على مدى اجيال. بحسب فرانس برس.

ويقول تشارلي ليستر وهو استاذ زائر في مركز بروكينغز في الدوحة "بالنظر الى سلوك الجماعة في اي مكان اخر، قد يعتبر تركهم المسيحيين يفرون من الموصل موقفا معتدلا"، واضاف ان "عناصر الدولة الاسلامية كانوا دائما قساة، لكن بالنظر الى الديناميكية داخل انتفاضة سنية واسعة في العراق، فانه من المنطقي ان يقدموا تنازلات لتجنب اثارة توترات اجتماعية غير ضرورية"، ومع ذلك، فانه يبقى ان نرى الى اي مدى سوف تذهب الدولة الاسلامية بعيدا في فرض احكام الشريعة الاسلامية بهذا الشكل المتشدد، وقد اثار تطبيق الاحكام المتشددة من قبل تنظيم القاعدة في العراق بين عامي 2006 و 2007 غضب العشائر السنية التي شكلت مجالس صحوات وتمكنت من دحر التنظيم آنذاك، ويقول فنار حداد وهو باحث في معهد الشرق الاوسط في جامعة سنغافورة الوطنية "سيكون من المثير للاهتمام ان نرى الى اي مدى سيكون تنظيم الدولة الاسلامية قادرا على فرض الضوابط الاجتماعية من دون اثارة رد فعل من قبل السكان المحليين والجماعات المتمردة الاخرى".

ووصف بطريرك اكبر كنيسة في العراق متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين أجبروا المسيحيين على مغادرة مدينة الموصل بأنهم أسوأ من قائد المغول جنكيز خان وحفيده هولاكو اللذين نهبا وخربا بغداد في العصور الوسطى، وقاد بطريرك الكلدان الكاثوليك لويس روفائيل ساكو موجة إدانة للمتشددين السنة الذين خيروا المسيحيين بين اعتناق الاسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت بحد السيف، وفي الفاتيكان ندد البابا فرنسيس بما وصفه باضطهاد المسيحيين في مهد عقيدتهم بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن تصرفات تنظيم الدولة الإسلامية تمثل جريمة ضد الانسانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/تموز/2014 - 25/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م