مشهد الصراع العالمي في العراق والمنطقة..

في ملتقى النبأ الاسبوعي

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: ما يطفو على سطح المشهد السياسي العالمي اربعة عناوين رئيسية هي وحسب اسبقية الحدوث:

المفاوضات النووية بين ايران والدول الخمس زائدا واحد.

الازمة الاوكرانية وتداعياتها.

داعش في العراق.

حرب غزة.

عنوان من هذه العناوين يدور في اوربا ويمثل الصراع الاوربي – الاوربي، روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي، و(فرنسا – بريطانيا – المانيا – ومن خلفهم او امامهم الولايات المتحدة الامريكية).

وثلاثة عناوين تدور في الشرق الاوسط، شرق الصراعات الدائمة والمستمرة والتي لا يوجد حتى الان ضوء في نهاية هذا النفق الطويل لنهاية الصراعات فيه، او على الاقل تبريدها او تجميدها، والتوجه الى تنمية مستدامة مستمرة في بلدان تلك المنطقة.

في الملف النووي الايراني، تأجل او تم تاجيله الى اربعة اشهر قادمة لفك عقدة العدد في مفاعلات الطرد المركزي، هذا ما يتبدى في اسباب التأجيل المعلنة، لكن المضمر من تلك الاسباب يمتد الى ابعد من تلك الخلافات حول العدد المسموح فيه لهذه المفاعلات..

انه يرتبط بشكل او اخر، بما يمكن ان يقدمه المعسكر الغربي لايران من مساحات اقليمية، تكون لاعبا اساسيا فيها، اي بعبارة اخرى، مساحات النفوذ السياسي الذي يمكن لايران ان تكون طرفا فاعلا فيه يتناسب وحجم تنازلها (النووي) والتي تعتقد انها تمتلك الكثير من موازين القوى (البشرية – الاقتصادية – الجغرافية – العسكرية) وبالتالي فان طموحها لايجب محاصرته بالكامل، بل منحها فسحة للتمدد وان كان على حساب اطراف اخرى (تركيا – اسرائيل – دول الخليج العربي).

الازمة الاوكرانية، عنوان عريض لمآلات تحلل الاتحاد السوفياتي، والذي كان طرفا في الحرب الباردة لاكثر من سبعين عاما.

وهو محاولة لتصحيح المعادلات السياسية التي برزت بعد العام 1991 كما تعتقد روسيا – بوتين، والتي وجدت نفسها تعيش صحوة الوريث الشرعي للمعسكر الاشتراكي، لكنها وراثة ينازعها الجميع (اوربا الغربية وامريكا) على تقاسم تركتها التاريخية.

وحتى تركيا يمكن ان تشكل طرفا اخر في هذا الصراع، خاصة بعد ضم جزيرة القرم الى روسيا والاستفادة الكاملة من الإمكانات الجيواستراتيجية التي تملكها تلك الجزيرة، ومواصلة تطوير أسطول البحر الأسود في روسيا.

يؤمن بعض المؤرخين العسكريين أن روسيا تميل إلى التوسع عندما تكون كافة الدول المجاورة لها ضعيفة وغير قادرة على رد العدوان. ثانيا، عادة ما تكون السيطرة على البحر الأسود تهديدا أوليا، ينذر بوقوع المزيد من التدخلات. ثالثا، من المؤكد أن السيطرة على البحر الأسود تتطلب تغيير الموقف من وضع مضيق البوسفور، لأن السفن الروسية التي تقوم بدوريات لا يُمكنها التحرك نحو البحر الأبيض المتوسط إلا من خلال هذا المضيق. ومن المؤكد أن القوى الغربية ترى في أي وجود روسي داخل البحر الأبيض المتوسط تهديدا لها. وبالتالي، لم تؤكد روسيا على وجودها في البحر الأسود دون أن تستعد للنزاع (على الرغم من أنه ليس من الضروري أن يكون نزاعا عسكريا أو فوريا) مع قوى عظمى أخرى.

تتوافق العديد من جوانب التحرك الروسي في أوكرانيا مع النمط التاريخي. كانت ردود القوى الغربية التي تحقق التوازن أمام روسيا ضعيفة ومنقسمة. كما يدفع كثيرون بأن الحرب السورية أثبتت لروسيا أن قدرة الولايات المتحدة الأميركية على إبراز قوتها بالقرب من منطقة التأثير الروسي تُعد محدودة. فكافة القوات العسكرية الغربية تقريبا تواجه تخفيضات كبيرة في الموازنة. يتجه الفكر إلى أن روسيا قد تكون ضعيفة أيضا، ولكن دول الجوار المباشر أضعف – والغرب ليس مستعدا لحمايتهم.

ولكن على الرغم من حرص موسكو، فإن التدخل الروسي في البحر الأسود سوف يؤدي حتمًا إلى تعقيد الأمور بالنسبة لتركيا. ومن بين الاحتمالات أيضا، تثق روسيا في أن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يفوز في النهاية في الحرب الأهلية في سوريا، وتعبيرا عن شكره للدعم الروسي خلال تلك الحرب، سوف يسمح لموسكو بالوصول إلى قاعدة طرطوس البحرية بسوريا لفترة أطول. ومن خلال سماح مدينتي سيفاستوبول وطرطوس لروسيا بالوصول إلى المياه الإقليمية على جانبي شبه جزيرة الأناضول، فسوف تجد تركيا ذاتها مُحاصرة بالفعل بالقوات البحرية الروسية الضخمة.

ومن خلال تطويق شبه جزيرة الأناضول، يوضح بوتين أيضا معارضته لاستراتيجية ممر الغاز الجنوبي الأوروبية ويُقدم تحديا مباشرا لمشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول (تاناب)، الذي يتجاوز روسيا لنقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا. ربما يكون أفضل تلخيص لشعور روسيا حيال ذلك الأمر من خلال البيان الذي صدر مؤخرًا عن ديمتري روجوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي، الذي ذكر أنه ينبغي تسليم اثنتين من السفن الهجومية البرمائية الفرنسية من فئة ميسترال، التي اشترتها روسيا من فرنسا قبل مشكلة القرم، إلى روسيا «في أسرع وقت ممكن» أو يتعين على فرنسا إعادة 1.2 مليار يورو لروسيا. وإذا حصلت روسيا في النهاية على السفن الحربية، التي تستطيع كل منها حمل 16 طائرة هليكوبتر و70 مركبة مدرعة و450 جنديا، فسوف تصبح روسيا قادرة على شن غارات صغيرة النطاق على كافة الدول المطلة على البحر الأسود، مما قد يؤدي بدوره إلى وقف الاستراتيجية الأوروبية لممر الغاز الجنوبي.

فيما يتعلق بداعش، وهو الحدث العراقي الابرز فهو لا يبدو متسقا مع الوجهة الغالبة على الخيارات في المنطقة العربية والشرق أوسطية مؤخرا، وانه جاء أشبه بلحظة اعتراضية متأخرة عن موعدها ومربكة، ما يضفي غموضا على أهدافها، وهل هي مجرد حركة استعراضية إعلامية يؤمل منها إحراج اللاعبين الأساسيين لغرض ما، أم أنها رغبة أطراف ينقص تحركها النضج أو اكتمال العناصر الضروري توفرها بعمل من هذا الوزن؟.

تقوم أجندة (داعش) على أولوية مواجهة النفوذ والتوسع الإيراني في المنطقة ومحاربة (المشروع الصفوي) كما تصفه، وخصوصًا بعد رحيل القوات الأميركية عن العراق؛ فالأساس الهوياتي (السني – الشيعي) هو المحرّك الرئيس لسلوك الفرع العراقي، بينما الأساس المصلحي الجيوسياسي هو المحرّك الرئيس للقيادة المركزية للقاعدة. أما تمكين الشريعة فهو الهدف المشترك للطرفين، إلا أنّ توقيت الإعلان عن قيام الدولة الإسلامية في العراق فجّر خلافات جرى تجاوزها آنذاك نظرًا للظروف الموضوعية والأسباب العملية.

الحقيقة أن إيران أقوى اللاعبين على الساحة العراقية، ولكن تعقيدات هذه الساحة وتطوراتها الميدانية الأخيرة أربكت حتى قاسم سليماني الذي يعتقد انه يعرف ويتحكم بكل صغيرة وكبيرة بالعراق، وبدأت إيران تستنجد- ولو سرا- بالأطراف الإقليمية وبالذات الخليجية منها لترتيب الأمور العراقية بما يضمن هيمنتها.

أما تركيا، فهي أشبه بمراقب منها إلى فاعل بما يجري بالعراق بالفترة الأخيرة، فهي محاذية لبلدين يعيشان حالة من الفوضى والاقتتال والفشل- سوريا والعراق، وتنتظر أخطاء قاتلة لمنافستها على النفوذ فيهما- إيران- كي تستثمر هذه الأخطاء، فمثلا- لا يشجع الأتراك انفصال كردستان العراق كدولة مستقلة، لكنهم تركوا عرقلة استقلالهم لإيران ويراهنون على تطورات المصالحة الداخلية التركية-الكردية وعينهم على حقول كركوك النفطية وجمجمال وكورمور الغازية، ويحتفظون بعلاقات مميزة مع كافة الأطراف المتحاربة مع بشار والمالكي بما في ذلك داعش التي تفاهمت معها على إطلاق سراح سواق الشاحنات الأتراك بالموصل، وتشير مصادر إلى أنها في طريقها للتفاهم مع داعش لإطلاق سراح دبلوماسييها الذي احتجزوا بقنصليتها بالموصل.

ويعيش الأردن حالة من القلق تعود عليها منذ نشأته عام 1923، لكن الخبرة التراكمية التي حاز عليها عبر سنين طويلة من قلق التوازنات تجعله فريدا بقدرته على الاستقرار النسبي مصحوبا باستمرار الدعم الغربي والخليجي له.

الموقف الخليجي العام المعلن من العراق هو مع وحدته بأي ثمن، لكنها وحدة تتطلب خروجه من الارتهان للإرادة الإيرانية حسب التصور الخليجي، في الوقت نفسه، فإن دول الخليج قلقة من تطورات الموقف السني وانجرافه نحو الدعشنة بسبب غياب قيادات جماهيرية بمناطق السنة تستطيع ترجمة مطالبها لبرنامج وطني واضح، وبسبب الفراغ السياسي الكبير الذي تملؤه داعش شيئا فشيئا، ويعاب على الموقف الخليجي غياب التنسيق المطلوب والغياب الخليجي من جنوب العراق وتأثير التطرف السني ببعض العواصم الخليجية على فهم طبيعة الوضع العراقي وبالذات الحالة الشيعية العراقية العروبية.

الحرب في غزة لعله عنوان التصعيد الاخير في الصراعات الدائرة في المنطقة، وقد يكون اقتلاعا لاخر الحصون الاخوانية، بعد الضربات التي وجهت للاخوان المسلمين في مصر البلد الام وفي دول الخليج العربي، وهي ايضا قد تكون عنوان دالا لما يمكن ان تسير او تصل اليه المصالحة الفلسطينية بين محمود عباس وحركة حماس، ولجم مغامراتها العسكرية في المستقبل من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن ان تكون موحدة على صعيد ملفات التفاوض مع اسرائيل حول الدولة الفلسطينية وغيرها من ملفات.

تلك العناوين هي مدار النقاشات التي احتضنها ملتقى النبأ الاسبوعي في امسياته الرمضانية. كان اول المتحدثين في الملتقى مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، حيث بدأ حديثه عن الطائرة الماليزية ودلالات اسقاطها، والتي تشير اغلب التوقعات انها تمت بتواطؤ روسي من خلال الانفصاليين في اوكرانيا، وهي رسالة من بوتين الى الدول الاوربية، بانه اذا وصلت الممانعة الاوربية ضد طموحاته من الممكن ان يحرق اوربا باسرها، وهي دلالة ايضا الى ماوصل اليه الصراع الاوربي –الاوربي على النفوذ في العالم.

الاول وهو المعسكر الاوربي القديم بقيادة بريطانيا، القوة الاستعمارية التي لم تكن تغيب الشمس عن ممتلكاتها، والمعسكر الثاني الذي تقوده امريكا. يكشف الصراع الحالي بين الطرفين عن مدى المرونة التي تتمتع بها امريكا ومدى التصلب الايديولوجي الذي تمارسه بريطانيا والدول الاستعمارية سابقا.

ولعل ماجرى في ليبيا يعطينا مثلا عن هذا الصراع، فقد حاولت بريطانيا وفرنسا وايطاليا ان تنفرد في استحقاقات الملف الليبي بعيدا عن امريكا لما تعتقد من ان ليبيا تمثل المجال الحيوي لمصالحها في البحر الابيض المتوسط.

ويمكن تلمس الصراع البريطاني مع امريكا في العراق من خلال مارشح من لقاء وزير الدفاع البريطاني هيغ ومسعود برزاني بعد دخول داعش الى الموصل، وتاييده لخطوات الزعيم الكردي حتى لو وصل الى حد الانفصال واعلان الاستقلال.

يعتقد معاش فيما يتعلق بحركات الاسلام السياسي، وخاصة العنيفة منها باننا يجدر بنا اعادة قراءة الاستشراق الاوربي وخاصة السياسي منه، لمعرفة كيف يفكر الاخرون بنا، وكذلك اعادة قراءة ماقدمه الباحث الفرنسي اوليفيه روا في هذا المجال.

حول داعش والحدث العراقي، يقسم مرتضى معاش محاور الصراع والذي مسرحه العراق الى ثلاثة محاور هي:

المحور (السعودي – المصري) والمحور (القطري – التركي) ومحور (ايران – العراق - سوريا - حزب الله)، صراعات المحاور هذه ليس بالضرورة ان يكون العراق هو المسرح الوحيد لها، فهناك (سوريا – اليمن – لبنان). ويرى معاش فيما يتعلق بالجانب السني في العراق، والمؤتمر الذي انعقد في الاردن هو نوع من الاعلان عن وجود المحور (السعودي – المصري) كقوة فاعلة من خلال المدعوين الى المؤتمر والذي استبعد او طرد منه اثيل النجيفي المحسوب على المحور القطري – التركي.

يعتقد معاش ومن خلال قراءة تاريخ الحركات الجهادية السنية، ان داعش قد تمت صناعتها في المختبرات الاوربية كاداة سياسة او كسلاح تدمير شامل ضد الاخرين، مثلما الحال مع القاعدة وطالبان.

حول الحملة التي تقودها بعض الدول وبعض مراكز الابحاث الامريكية ضد الشيعة ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يعتقد معاش، ومن خلال مثل واحد لمراكز الدراسات الامريكية وهو معهد واشنطن، ان ذلك المعهد يقف خلفه عدد من اليهود الذين يجاهرون بمواقفهم المعادية للشيعة، واعتبارهم امتدادا لايران وتوسعة لنفوذها، بغض النظر عن كثرة المعارضين لمثل هذا الطرح، وهو يعتقد ان مايختفي خلف هذا الموقف يعود بالدرجة الاساس الى التوزيع الجغرافي للشيعة حيث يتواجدون فوق المناطق التي تضم تحتها اكبر ثروة نفطية، وبالتالي فان تلك الثروة لاتعود الى الشيعة او انها ليست ملكا لهم بل هي للعالم الغربي.

ما هو دورنا كشيعة؟.

يطرح مرتضى معاش هذا التساؤل وهو ينظر الى ارتفاع حدة الصراع بين تلك المحاور وهو مايهدد جملة المكتسبات التي حصل عليها الشيعة منذ العام 2003 وعدم الوعي بمفترق الطرق الذي وصل اليه الشيعة، بسبب مشكلتين او لازمتين رافقا الاداء السياسي للشيعة على مدار الاعوام الماضية، المشكلة الاولى، اننا لازلنا نعيش منفعلين وليس فاعلين، والمشكلة الثانية، ان شيعيتنا مسيسة لصالح فئات ودول.

ويقترح معاش، ان على الشيعة التوجه نحو سياسة تخدم الشيعة وليس شيعية تخدم السياسة، ويتم ذلك عبر (الانطلاق من الجوانب الحقوقية والقانونية – الابتعاد عن الصدام مع الاخر الداخلي والخارجي وممارسة سياسة الاحتواء - بناء الكفاءات والعقول).

في مداخلته ينطلق الدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية من الازمة الاوكرانية والتي يعتبر ان المواقف الامريكية والاوربية منها هي رد فعل ضد بوتين لما يمثله من تهديد خطير وجدي على المصالح الغربية في تلك المنطقة.

ويضيف العرداوي، اننا نشهد في هذه الصراعات الناشبة تداخلا كبيرا بين المحاور والملفات، فعلى الصعيد اليمني، وهي منطقة صراع بين ايران والسعودية، نلاحظ تقدما حوثيا في عدد من المحاور، مقابل تقدم اخر للقوات الحكومية، اي هو انتصار يقابله انتصار للاخر.

في حين تكشف حرب غزة عن تغير في الموقف الايراني، من خلال دعوتها حماس الى التهدئة وقبول الهدنة ووقف اطلاق النار، وعلى المستوى العربي، نشهد مواقف رسمية خجولة مع مواقف اعلامية متشفية لما يحدث لحماس.

وبرأي العرداوي، ان طبيعة المصالح واختلافها فرضت صراعا حتى مع المتحالفين التقليديين، فاوربا تتصارع مع بعضها، ويمتد صراعها عبر المحيطات، ومع قوى اخرى صاعدة مثل الهند والصين والتي هي اقرب الى روسيا منها الى اوربا وامريكا. رغم ان الهم الرئيسي للسياسيين الامريكيين هو الصراع على الحدود ومناطق النفوذ في وسط اسيا واوربا والتي هي امتداد طبيعي للنفوذ الروسي والصيني.

عراقيا، يعتقد العرداوي ان المؤتمر الذي انعقد في الاردن هو رسالة الى الحكومة العراقية والى ايران والى عموم الشيعة في العراق والمنطقة، لما يمثله العراق من لون متميز في الهلال الشيعي، وهو جاء بعد دخول داعش بهذه الطريقة الى الموصل وغيرها من المناطق، مما يطرح تساؤلات حول تاثير وجودها على هذا الهلال وعلى مشاريع المحاور العربية والاقليمية في العراق.

القضية اليوم حسب العرداوي، هي لعبة دولية تعمل على تاجيج مناطق الصراع، بمباركة من شركات صناعة السلاح، لتقوية الاقتصادات الاوربية والاقتصاد الامريكي ما يمكن ان نطلق عليه تسمية (اقتصاد السلاح)، والذي استفادت منه ايران ايضا.

حول الدور الشيعي وما ينبغي عليه ان يكون امام مثل هذه التحديات، يرى العرداوي، ان العقلية السياسية الشيعية هي استمرار لعقلية الحكم السني التي حكمت العراق عقود طويلة، وهي كما يصفها عقلية حكم اللصوص والقلة الحاكمة، والتي رسخها عدد من الساسة الشيعة طيلة السنوات السابقة، مما ادى الى ان الشيعية السياسية عجزت عن افراز او بلورة رجال دولة، بل افرزت رجالات سلطة.

علي الطالقاني مدير ادارة مؤسسة النبأ، يرى في مداخلته حول النقاط المطروحة للنقاش، ان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد فشل فشلا ذريعا في سياسته الخجولة والمترددة ازاء الكثير من الملفات، ويرى مقارنة مع الجمهوريين انه لم يكن حاسما وحازما في مواقفه مع تلك الملفات، ويذكر بتهديده للنظام السوري اذا استعمل الاسلحة الكيمياوية ضد المسلحين وكيف تراجع عن هذا التهديد ولم يقم بخطوة حازمة تجاهه.

ويستغرب الطالقاني من موقف الرئيس اوباما، وهو الذي اتخذ في العام 2009 موقفا اكثر وضوحا ضد اسرائيل في هجومها على غزة.

حول الاحداث العراقية، يعتقد علي الطالقاني، ان مؤتمر الشخصيات السنية المعارضة لرئيس الوزراء نوري المالكي قد فشل ولم يحقق ماكان يريد منه داعموه ان يحققه، وكشف عن حجم الصراعات العميقة بين السنة من خلال المشتركين والمبعدين عن الاشتراك في هذا المؤتمر.

 على صعيد الارض وتواجد داعش في الموصل ودلالات تواجدها هناك، يرى الطالقاني ان الموصل بما تمثله من موقع جغرافي ومن كثافة سكانية ستكون نقطة تلاق مهمة مع سوريا، ونقطة انطلاق مهمة ايضا الى مناطق اخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/تموز/2014 - 25/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م