الطائرة الماليزية... هل ستنقل الحرب من أوكرانيا الى القارة العجوز؟

 

شبكة النبأ: اوربا التي لم تتجاوز بعد صدمة ضم شبة جزيرة القرم الى روسيا بعد اقتطاعها من أوكرانيا قبل أشهر، وما تبعه من فرض القيود والعقوبات المتبادلة بين الغرب والولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى، فوجئت بسقوط الطائرة البوينغ الماليزية التي تحطمت قبل ايام في شرق أوكرانيا وعلى متنها 298 شخصا مات جميعهم، بعد ان تبادلت الاتهام بين الانفصاليين الموالين لروسيا وحكومة كييف، ومن ورائهم تقف الجهات المتناحرة الأكبر، والتي هددت بمزيد من العقوبات فيما لو ثبت التحقيق تعمد الجهة التي قامت بضرب الطائرة المدنية بصاروخ من طراز اس اي – 11.

وعد الكثير من المحللين ان هذا التصعيد الخطير في الاحداث منذ اندلاع الازمة في أوكرانيا، قد يؤدي الى اندلاع المزيد من الحرائق التي تخشى اوربا وقوعها بعد الاقتتال الداخلي في أوكرانيا، سيما وان روسيا التي ضمت القرم ودعمت الانفصاليين وقابلت العقوبات بالمثل وهددت بإمدادات الغاز الحيوية لاوربا، ما زالت تواصل المواجهة مع الاتحاد الأوربي الذي يحاول فرض المزيد من القيود لتضييق الخناق على روسيا.

فيما ترى الولايات المتحدة ان الرسائل التحذيرية التي تقف خلف سقوط الطائرة المدنية انطلقت من موسكو لتشمل الاتحاد الأوربي والغرب، وترى فيه تهديد صريح بإشعال المزيد من الحرائق في عموم القارة العجوز. 

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما إن اسقاط الطائرة الماليزية في منطقة يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا "تحذير لأوروبا والعالم" إزاء الازمة في اوكرانيا وحذر روسيا من تشديد العقوبات، وقالت الولايات المتحدة إن صاروخا أرض جو أطلق من أراض يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا أسقط طائرة الركاب، وذكر اوباما للصحفيين "بكل تأكيد سيكون هذا الحادث تحذيرا لأوروبا والعالم تجاه تبعات تصاعد الصراع في شرق اوكرانيا لا تقتصر على الساحة المحلية ويتعذر احتواؤها".

في سياق متصل تحدث أوباما هاتفيا مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس وزراء استراليا توني ابوت، وقال البيت الابيض ان الزعماء ناقشوا اوكرانيا واسقاط الطائرة والحاجة لأجراء تحقيق دولي دون اي عقبات، وقال وزير النقل الماليزي ليو تيونج لاي إنه سيتوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف لضمان وصول فريق تحقيق بشكل آمن إلى مكان سقوط طائرة الركاب الماليزية.

وقال وزير الدفاع ووزير النقل السابق في ماليزيا هشام الدين حسين ان الاولوية ضمان عدم العبث بحطام الطائرة، وتابع "نريد أن نعرف ماذا حدث " مضيفا أن التعاون الدولي ضروري وأن ماليزيا على اتصال مع مسؤولين في روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين، وقال "لن نكون موقفا قبل ان نتحرى صدق كافة الحقائق بشأن إن كانت الطائرة اسقطت بالفعل وكيف اسقطت ومن اسقطها"، وقال مراقبون دوليون إن مسلحين منعوهم من فحص موقع الحادث بحرية عند وصولهم إلى هناك، وأكثر من نصف الضحايا من هولندا في حادث اضحى محوريا في العلاقات المتدهورة بين روسيا والغرب. بحسب رويترز.

واتهمت الحكومة الأوكرانية انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا بمحاولة تدمير أدلة في موقع تحطم الطائرة الماليزية ونقل 38 جثة من المكان، وذكرت الحكومة في بيان "تعلن الحكومة الأوكرانية رسميا أن إرهابيين بمساعدة روسيا يحاولون تدمير أدلة جرائم دولية، واتهم البيان متخصصين "يتحدثون بلكنة روسية واضحة" بالتهديد بإجراء تشريح خاص بهم، واستبعد أوباما التدخل العسكري ولكنه ابدى استعدادا لتشديد العقوبات المفروضة على روسيا، وعبرت روسيا (التي قال أوباما إنها تسمح للانفصاليين بإدخال الأسلحة) عن غضبها من تحميلها المسؤولية قائلة إنه يجب عدم إصدار أحكام مسبقة على نتيجة التحقيق.

ولم ينج اي من ركاب الطائرة بوينج 777 التي كانت تقوم برحلة من امستردام إلى كوالالمبور، وقالت الأمم المتحدة إن 80 طفلا من جملة 298 شخصا كانوا على متن الطائرة، وتناثرت جثث ضحايا أسوأ هجوم على طائرة ركاب على مساحة اميال في اراض يسيطر عليها انفصاليون قرب الحدود مع روسيا، وهذا هو ثاني حادث مدمر تواجهه شركة الخطوط الجوية الماليزية هذا العام بعد اختفاء رحلتها رقم (إم.إتش 370) في مارس آذار وعلى متنها 239 من الركاب وأفراد الطاقم في طريقها من كوالالمبور الى بكين.

ويستعد محققون امريكيون للتوجه الي اوكرانيا للمشاركة في التحقيق في حين شكا موظفون من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا زاروا الموقع من عدم تمكنهم من الوصول لكل المناطق التي أرادوا زيارتها، وقال متحدث باسم المنظمة "قابلنا مسلحين تصرفوا بمنتهى الوقاحة وبشكل غير مهني وبدا بعضهم مخدرا قليلا"، وربما يمثل هول الكارثة نقطة تحول بالنسبة للضغوط الدولية لحل الأزمة في أوكرانيا التي راح ضحيتها المئات منذ أطاحت الاحتجاجات بالرئيس الأوكراني الذي تسانده موسكو في فبراير شباط ثم ضمت روسيا منطقة القرم الى اراضيها بعد ذلك بشهر، وقال أوباما "من المهم بالنسبة لنا الاعتراف بأن هذا الحادث المروع يؤكد ان الوقت حان لان يعود السلام والامن الى أوكرانيا" مضيفا أن روسيا فشلت في استخدام نفوذها لوقف عنف الانفصاليين.

وبينما فرض الغرب عقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا فإن الولايات المتحدة كانت اكثر شراسة من الاتحاد الأوروبي، ويقول محللون إن رد ألمانيا وغيرها من القوى الأوروبية على الحادث والتي يحتمل أن تفرض المزيد من العقوبات يمكن أن يكون حاسما في تحديد المرحلة التالية من المواجهة مع موسكو، ودعا مجلس الأمن الدولي الى إجراء "تحقيق دولي شامل ومتعمق ومستقل" في إسقاط الطائرة والى "محاسبة ملائمة" للمسؤولين، وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن من السابق لأوانه اتخاذ قرار بشأن فرض مزيد من العقوبات قبل معرفة ما حدث للطائرة، وتبنت بريطانيا نفس الموقف لكنها في وقت لاحق كررت اتهامات أوباما للانفصاليين.

وسارعت كييف وموسكو الى تبادل الاتهام بالمسؤولية عن الكارثة، وتحطمت الطائرة على مسافة 40 كيلومترا تقريبا من الحدود مع روسيا قرب العاصمة الاقليمية دونيتسك وهي منطقة تعد معقلا للانفصاليين الذين يقاتلون القوات الحكومية الاوكرانية وأسقطوا طائرة عسكرية من قبل، ونفى زعماء متمردي ما يطلق عليها جمهورية دونيتسك الشعبية ضلوعهم في الحادث وقالوا إن مقاتلة تابعة لسلاح الجو الأوكراني اسقطت طائرة الركاب خلال رحلتها الدولية، ووجهت وزارة الدفاع الروسية فيما بعد أصابع الاتهام الى القوات البرية الأوكرانية قائلة إن اجهزة الرادار التابعة لها رصدت نشاطا لنظام صاروخي أوكراني إلى الجنوب من دونيتسك حين أسقطت الطائرة.

وقال مجلس الأمن الأوكراني إنه لم يتم إطلاق صواريخ من ترسانته، واتهم مسؤولون الانفصاليين بنقل صواريخ غير مستعملة إلى روسيا بعد الحادث، ونشرت حكومة أوكرانيا ما قالت إنها تسجيلات صوتية لمسؤولي مخابرات روس يناقشون إسقاط الانفصاليين طائرة مدنية بطريق الخطأ لاعتقادهم أنها طائرة عسكرية أوكرانية.

فيما طرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ما وصفها بأنها أدلة دامغة على ضلوع روسيا في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية ووصف سلوك المتمردين بأنه "غريب"، وعبر كيري عن فزعه للطريقة التي يتعامل بها الانفصاليون الموالون لموسكو في موقع التحطم بشرق اوكرانيا مع جثث واشلاء ضحايا الكارثة التي وقعت مؤخرا وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهدد "بخطوات إضافية" ضد موسكو، وقال كيري "الانفصاليون المخمورون يكدسون الجثث في شاحنات وينقلونها من الموقع"، وأضاف "ما يحدث غريب حقا ويتناقض مع كل ما قال الرئيس بوتين وروسيا إنهما سيفعلانه".

وعبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن انتقادات مماثلة وحث موسكو على ضمان وصول المحققين الدوليين إلى موقع التحطم، وقال لقناة سكاي التلفزيونية "تواجه روسيا خطر أن تصبح دولة منعزلة ما لم تتصرف بشكل لائق"، وفي موقع التحطم عكف عمال الطوارئ على وضع عشرات الجثث في أكياس ونقلت كلها خارج الموقع، وبينما اتهمت اوكرانيا المتمردين بإخفاء أدلة مرتبطة بإسقاط الطائرة الذي أودى بحياة 298 شخصا قال زعيم للانفصاليين الموالين لروسيا إن ما يعتقد أنهما الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة أصبحا الآن في أيدي الانفصاليين.

وفي ظل تصاعد الغضب الغربي من المعاملة غير اللائقة للجثث من قبل الانفصاليين المؤيدين لروسيا الذين يسيطرون على موقع التحطم فقد وضعت قرابة 200 جثة في قطار مبرد لحفظ الموتى في منطقة توريز على بعد 15 كيلومترا من الموقع، وقال ضابط في محطة السكك الحديدية للبلدة "أحضروا الجثث خلال الليل،" وفي حين لم يوجه كيري اللوم مباشرة لموسكو فإنه طرح اكثر الاتهامات الأمريكية تفصيلا بأن روسيا أمدت المتمردين بأنظمة مضادة للطائرات استخدمت لإسقاط الطائرة.

وذكر أن الولايات المتحدة رصدت دخول إمدادات من روسيا إلى أوكرانيا في الشهر الأخير بما في ذلك قافلة من 150 مركبة ضمت ناقلات جند مدرعة ودبابات ومنصات إطلاق صواريخ حصل عليها الانفصاليون، وقال إنها اعترضت محادثات عن نقل نظام صواريخ إس.إيه-11 الروسي الموجه بالرادار للانفصاليين وهو النظام الذي ذكرت واشنطن أنه مسؤول عن إسقاط الطائرة، وقال كيري "من الواضح أن هذا النظام نقل من روسيا"، وقال "هناك كم هائل من الأدلة بل المزيد من الأدلة التي وثقتها توا تشير إلى ضلوع روسيا في توفير هذه الأنظمة وتدريب الناس عليها".

ضغط دولي على روسيا

الى ذلك اتفقت بريطانيا وألمانيا وفرنسا على ضرورة الاستعداد لزيادة العقوبات على روسيا فيما يتعلق بإسقاط طائرة ماليزية كانت تحمل 298 شخصا عندما يجتمع وزراء خارجية أوروبيون في بروكسل، واتهمت أوكرانيا روسيا والانفصاليين الموالين لها بتدمير أدلة بأن صاروخا استخدم في إسقاط الطائرة الأمر الذي زاد من حدة المواجهة بين الكرملين والقوى الغربية، وجاء في بيان من مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صدر بعد محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انه يتعين على الوزراء أن يستعدوا لإعلان حزمة جديدة من العقوبات خلال اجتماع مجلس العلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي. بحسب رويترز.

وقال البيان " اتفقوا، على أنه يتعين أن يعيد الاتحاد الأوروبي النظر في نهجه مع روسيا وأن يكون وزراء الخارجية على استعداد لفرض مزيد من العقوبات على روسيا عندما يجتمعون"، واتفق الزعماء أيضا على الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضمان السماح للمحققين بالدخول بحرية إلى موقع تحطم الطائرة، وقبل تحطم الطائرة كان قادة الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا بالفعل على فرض عقوبات على بعض الشركات الروسية ومنع وصول قروض جديدة لموسكو من خلال مقرضين متعددي الجهات لكن الاجراءات كانت أقل صرامة مقارنة بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في الوقت ذاته.

ويتعرض الاتحاد الأوروبي الذي يضم في عضويته 28 دولة لضغوط من الولايات المتحدة وأوكرانيا لاتخاذ موقف أكثر حزما مع روسيا لكن بعض الحكومات الأوروبية تشعر بالقلق من احتمال أن ترد روسيا بإجراءات عقابية (ولا سيما وأنها أكبر مورد للطاقة للاتحاد الأوروبي) إذا فرضت عليها عقوبات تجارية.

فيما يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدين إسقاط طائرة ركاب ماليزية في أوكرانيا ويطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك وألا تتلاعب الجماعات المسلحة بموقع تحطم الطائرة، وصرح دبلوماسيون شريطة عدم نشر أسمائهم بأنه على الرغم من مشاركة روسيا في المفاوضات مع أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 عضوا بشأن مشروع القرار الذي أعدته استراليا التي فقدت 28 من مواطنيها في الحادث لم يتضح ما إذا كانت موسكو ستؤيد النسخة النهائية.

وفي محاولة على ما يبدو للتوصل لحل وسط مع موسكو تم تغيير صياغة قرار الإدانة لتوصيف الحادث على أنه "إسقاط" طائرة الركاب المالية والتي كانت تقل 298 شخصا بدلا من "إسقاط بصاروخ" وذلك وفقا للمسودة النهائية، وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون موسكو بتأجيج انتفاضة مؤيدة لروسيا تهدد بتقسيم أوكرانيا، وتنفي روسيا تنسيق الاضطرابات وتقول إن محاولات أوكرانيا لإنهائها بالقوة العسكرية تؤدي لتفاقم الوضع، وتنفي موسكو أي تورط لها في إسقاط الطائرة وأنحت باللائمة على الجيش الأوكراني.

المزيد من العقوبات

من جهته قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بريطانيا ستسعى لإقناع الدول الأوروبية الأخرى بفرض المزيد من العقوبات على روسيا، وقال هاموند قبل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي "سنسعى لإقناع شركائنا الأوروبيين بالموافقة على المزيد من العقوبات ما لم تغير روسيا حينها موقفها جذريا"، وذكر هاموند في مقابلة منفصلة أن روسيا قد تواجه العزلة الدولية ما لم تستخدم نفوذها على المتمردين لضمان الوصول الآمن إلى موقع التحطم والتعاون مع المحققين الدوليين، وأضاف "تواجه روسيا خطر أن تصبح دولة منعزلة ما لم تتصرف بشكل لائق".

ووافق زعماء الاتحاد الأوروبي مؤخرا على فرض عقوبات على بعض الشركات ووقف القروض الجديدة لروسيا من مقرضين متعددي الجنسيات لكن الاجراءات كانت أقل صرامة من قيود أمريكية أعلنت في نفس الوقت، وقال هاموند "بعض حلفائنا الأوروبيين أقل حماسة وأتمنى أن تجعلهم صدمة هذا الحادث أكثر استعدادا لاتخاذ الخطوات الضرورية لإيصال رسالة للروس بأنهم عندما يفعلوا مثل هذا الشيء فهناك عواقب"، وأضاف أن المعلومات المتوفرة حتى الان أشارت بقوة إلى أن الطائرة أسقطت من أراض يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا وأن روسيا هي التي وفرت الصاروخ. بحسب رويترز.

وقال "الروس لديهم نفوذ إن لم تكن سيطرة مباشرة على هؤلاء الأشخاص، انهم يمدونهم ويدعمونهم ويقدمون العون لهم، لا يمكنهم انكار مسؤوليتهم عن التصرفات التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص"، وانتقد هاموند ما وصفه "بالتشويش والعرقلة" من جانب روسيا فيما يتعلق بالأحداث التي أدت إلى تحطم الطائرة وقال إنه من ينبغي عليها التعاون بشكل كامل مع المحققين الدوليين وتقديم أي دليل لديها.

الرواية الروسية

من جانب اخر قالت بعض وسائل الإعلام الروسية المؤيدة للكرملين إن طائرات حربية أوكرانية هي التي أسقطت طائرة الركاب الماليزية المنكوبة إم إتش 17 فيما خمنت وسائل إعلام أخرى أن القوات المسلحة في كييف هي التي أصابتها بالخطأ معتقدة أنها طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن في حين قدمت وسائل الإعلام المؤيدة للكرملين روايات مختلفة عن كيفية إسقاط الطائرة الماليزية إلا أنها متفقة على تحميل الحكومة الأوكرانية مسؤولية إسقاطها، وبالنسبة لموسكو وكييف والانفصاليين المؤيدين لروسيا فإن حرب المعلومات التي تستهدف إقناع الرأي العام العالمي بمن الذي يتحمل مسؤولية الكارثة التي وقعت ستكون حاسمة في الكيفية التي ستتطور بها الأزمة في شرق أوكرانيا.

فبعد ساعات من إسقاط الطائرة الذي أودى بحياة 298 شخصا أشار بوتين بأصابع الاتهام إلى نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو قائلا إن الكارثة ما كانت لتقع إذا كانت كييف قد أبقت على وقف إطلاق النار مع الانفصاليين، ومنذئذ كانت تغطية وسائل الإعلام الروسية التي تخضع لسيطرة الكرملين المؤيدة للانفصاليين مؤيدة إلى حد كبير لاستنتاجات بوتين التي اختلفت بشدة عن تغطية واشنطن عن التغطية الغربية للمأساة، وعقدت وسائل الإعلام الروسية مقارنات مع إسقاط الجيش الأوكراني بالخطأ في عام 2001 طائرة ركاب روسية كانت تقل 78 شخصا عندما كانت تحلق فوق البحر الأسود. بحسب رويترز.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع التلفزيون الروسي إن كييف تنسج الوقائع وتحاول خداع المجتمع الدولي بشأن ما يحدث في شرق أوكرانيا، وقال مصدر دبلوماسي غربي في موسكو إنه سيكون من الصعب للغاية إقناع الرأي العام العالمي بأن الانفصاليين ليسوا مسؤولين عن الحادث، وتجد روسيا بالفعل قدرا من التأييد غير الرسمي من الصين حيث قالت وسائل إعلام صينية إن مسؤولين من الولايات المتحدة واستراليا ودول غربية أخرى قفزوا إلى استنتاجات باتهام المتمردين في شرق أوكرانيا أو بإلقاء اللوم على روسيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/تموز/2014 - 24/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م