في غزة... الحرب تتصاعد والشعب الفلسطيني الخاسر الأكبر

 

شبكة النبأ: ما يجري في غزة صراع تشترك فيه عدة محاور لتحقيق مصالح ومكاسب سياسية غالبا ما يكون ضحيتها المدنيين الفلسطينيين، وقد تطورت الاحدث بسرعة بعد الاعتداء البري الذي شنته القوات العسكرية الإسرائيلية المدعومة بحرا وجوا، سيما وان اعداد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين تجاوز 500 مدني، بالمقابل فان صواريخ المقاومة الفلسطينية ما زالت تسقطت على مناطق ومستوطنات إسرائيلية، وقتلت 18 جندي إسرائيلي (13 منهم في يوم واحد سقطوا في حي الشجاعية، كما قتل 60 مدني فلسطيني بقصف إسرائيلي اعتبر الأعنف حتى الان)، إضافة الى اسر جندي واحد (يدعى شاؤول ارون وعرضت بطاقة هويته)، فيما لم تنفي او تثبت إسرائيل الامر بصورة رسمية، ويزور بان كي مون الشرق الأوسط في محاولة للمساعدة في التوسط لهدنة.

دوليا أكد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد جلسة طارئة بشأن هجوم إسرائيل على قطاع غزة بناء على طلب من مصر وباكستان والفلسطينيين، وقد قالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في وقت سابق "إن الهجمات الإسرائيلية على غزة ربما تخالف القوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين"، ولإسرائيل تاريخ سيء مع المجلس بعد ان قاطعته لأكثر من سنة ونصف بعد اتهامه بالتحيز في كل مرة يدين الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.

فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير خارجيتها (جون كيري) سيتوجه إلى القاهرة للاجتماع مع مسؤولين مصريين بشأن الوضع في غزة، واكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية (جين ساكي) في بيان إن "الولايات المتحدة وشركاءنا الأربعة الدوليين يشعرون بقلق عميق من خطر حدوث مزيد من التصعيد ومقتل مزيد من الأبرياء، نعتقد إنه لابد وأن يكون هناك وقف لإطلاق النار بأسرع ما يمكن، وقف يعيد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2010"، وأضافت "إن كيري "يعمل لدعم مبادرة مصر للتوصل لهذه النتيجة وسيسافر إلى المنطقة في إطار هذه الجهود".

ويشهد الصراع الحالي إصرار على تواصل العمليات العسكرية من الجانبين، على الرغم من انعدام المتكافئ العسكري بينهما، إسرائيل تؤكد ان المهمة غير منجزة، وستنتهي مع القضاء على المسلحين وإيقاف الهجمات الصاروخية التي تستهدف المستوطنات والمدن الإسرائيلية، إضافة الى هدم الانفاق، وقد اكدت انها هدمت أكثر من 16 نفقا وعشرات المنصات الجاهزة لإطلاق الصواريخ.

فيما تصر حماس وفصائل المقاومة الأخرى على المضي قدما بمواجه العدوان الذي بداءته إسرائيل، وتؤكد انها حققت الكثير من الانتصارات العسكرية التي سوف تصب في مصلحة الحركة والقطاع الذي يعاني من حصار اقتصادي قاسي منذ سنين فرضته إسرائيل على القطاع، إضافة الى ان التهدئة المقترحة من جانب مصر ووافقت عليها إسرائيل (ورفضتها الفصائل المقاومة) هي بمثابته استسلام، على حد وصف حركة حماس، التي تحاول الاستفادة من العدوان الإسرائيلي لتحقيق مكاسب تنعش الحركة التي تعرضت لنكسات كبيرة، سيما وان ملف الاقتصاد والأسرى وعلاقاتها الخارجية، قد يعيد حماس الى الواجهة بعد انجلاء غبرة الحرب في القطاع، كما يرى محللون.   

الرعب من التوغل العسكري الإسرائيلي

فقد اختبأ الفلسطينيون في غزة خوفا على حياتهم في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى مواصلة التحدي بعدما أرسلت اسرائيل قواتها البرية الى القطاع ذي الكثافة السكانية العالية بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود على مدى أسبوع، وهجر السكان الشوارع التي تكون عادة مزدحمة بعد ليلة محمومة من القصف، واقتربت السفن التي تطلق نيران الأسلحة الآلية من شاطئ القطاع المطل على البحر المتوسط وأضاءت قذائف المدفعية السماء باللون البرتقالي كل بضع ثوان واهتزت المباني نتيجة الهجمات الجوية، وذهبت مجموعات صغيرة من الرجال لأداء صلاة الجمعة في مدينة غزة على الرغم من أصوات طلقات المدفعية الإسرائيلية.

وقال يوسف الحايك (60 عاما) وقد ارتدى جلبابا ابيض وحمل مسبحة "نحن مرعوبون، أسرتي كلها تسمع تساقط القنابل حولنا ومن الممكن ضربنا في أي وقت، نشعر أنه لا يوجد ما يمكننا أن نفعله لحماية أنفسنا"، وأضاف "كل شيء بيد الله، الغزو كان متوقعا ولكن لم يتضح بعد كيف سينتهي، نأمل التوصل الى تهدئة"، ومن بين 23 فلسطينيا قتلوا اثناء الليل بعد أن أعلنت إسرائيل بدء العمليات البرية لتدمير الأنفاق التي يستخدمها النشطاء سقط ثلاثة ابناء عمومة تتراوح أعمارهم بين 4 و26 عاما هم محمد ومحمد وعلي انطيز، وقال قريب لهم خلال جنازتهم إنهم كانوا قد فروا مع أسرهم من نيران الدبابات الإسرائيلية في بلدة حدودية شرقية ليقتلوا حين قصف المنزل الذي فروا اليه، ويقول مسعفون فلسطينيون إن 222 من جملة 260 قتلوا في غزة من المدنيين بينهم 40 طفلا.

وقالت حماس إنها ترحب بالتوغل البري الإسرائيلي وتتطلع الى قتل واختطاف جنود، ويقول الجيش الإسرائيلي إن أنظمة دفاعه الصاروخي دمرت الكثير من 1400 صاروخ أطلقتها حماس حتى الآن، ولم يقتل سوى مدني إسرائيلي كما قتل جندي خلال التوغل، وقال ابو عبيدة المتحدث الملثم باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس عن تهديد اسرائيل بشن هجوم بري "تتوعدونا بما ننتظر؟ اما والذي رفع السماء بلا عمد فإن نواضح غزة تنتظركم تحمل الموت الزؤام"، وقال "سيرى العالم جماجم جنودكم يدوسها أطفال غزة بأقدامهم الحافية وسنجعل منها فرصة للأمل المنشود لأسرانا" مشيرا الى امل النشطاء في خطف الجنود الإسرائيليين ومبادلتهم بسجناء فلسطينيين. بحسب رويترز.

وتقول اسرائيل إنها تواجه صعوبات لتفادي سقوط قتلى بين المدنيين وإنها لا تستهدف الا النشطاء وأسلحتهم لكن هذا ليس سهلا لأنها تقول إن الأطقم التي تطلق الصواريخ تستخدم المناطق السكنية للاحتماء من عدو يفوقها من حيث القوة العسكرية بفارق كبير، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "جيش الدفاع الإسرائيلي يتحلى بأخلاقيات فريدة ولا يتطلع الى إصابة ولو بريء واحد، مجرد واحد، لا نتحرك الا ضد الاهداف الإرهابية وناسف لإلحاق أي أذى بالمدنيين بطريق الخطأ"، ويحذر الجيش الإسرائيلي سكان المنازل الفلسطينية المستهدفة من الغارات الجوية الوشيكة عن طريق الاتصال بهم هاتفيا وإسقاط قنابل لا تحمل شحنات ناسفة على أسطح منازلهم وتوزيع منشورات في الأحياء المعرضة للخطر.

واقتحمت إرسال قناة الأقصى التلفزيونية التابعة لحماس أكثر من مرة لبث التحذيرات لكن المناطق التي ذكرت حتى الآن يعيش بها مئات الآلاف من السكان، وفي حين أن نحو 30 الفا فروا مؤقتا الى مراكز إيواء أعدتها الأمم المتحدة فإن كثيرين يؤكدون أنهم سيبقون في أماكنهم، وقال فارس عريان وهو صاحب متجر من بلدة بيت لاهيا بشمال غزة "من المستحيل أن يهرب كل من هم بمنطقتي، الى أين سيذهبون جميعا؟"، وأضاف "القذائف كانت تسقط كل ثانية تقريبا، لا اذهب الا من المتجر الى منزلي، لا ندري ماذا يحدث وماذا نتوقع، نخشى أن يزداد الوضع سوءا".

وفي حين أن قيادات حماس اختبأوا واختفى مقاتلوها في مخابئ على الخطوط الأمامية فإن وسائل الإعلام التابعة لحماس دعت للتحلي بالشجاعة وحاولت تأهيل سكان غزة لمعركة طويلة، وقال مذيع في راديو الأقصى التابع لحماس بصوت يملأه الفخر إن هذه الحرب التي يديرها "أبطال" القسام تجري فوق الأرض وتحت الأرض وأضاف أنهم حققوا انتصارات عظيمة وأن العدو تكبد خسائر فادحة، وأضاف أنه يجب على الناس أن يدركوا كل هذا مهما حاولت إسرائيل إضعاف الروح المعنوية وعلى الرغم من الحرب النفسية التي يمارسها "هذا العدو".

حياة ليست كالحياة

بدوره حين سئل عما اذا كانت تهدئة سريعة مع اسرائيل قد تكون محل ترحيب ولو من باب إنقاذ الأرواح تهكم ابو هاشم، وقال "نحن نعيش الموت"، وتجول ابو هاشم البالغ من العمر 50 عاما في شارع بمدينة غزة دون أن يزعجه صوت القصف من حين لآخر، وقال "اسرائيل وضعتنا تحت الحصار لثماني سنوات وطول هذه الفترة لم نشعر قط أننا لسنا في حالة حرب، لم يتبق للناس هنا شيء فما الذي لدينا لنخسره بعد؟"، واعتذرت حركة حماس وفصائل فلسطينية ناشطة أخرى عن عدم قبول اتفاق مصري للتهدئة لإنهاء القتال المستمر منذ تسعة ايام مع إسرائيل/ ويعني هذا القرار استمرار سقوط القنابل على القطاع.

لكن كثيرين هنا يؤيدون القرار قائلين إن حياتهم الكئيبة وقت السلم في ظل الحصار الاسرائيلي لم تكن تستحق أن يعيشوها، ويقول مسؤولون طبيون في غزة إن 215 فلسطينيا بينهم 174 مدنيا على الأقل من ضمنهم 37 طفلا قتلوا في ضربات جوية على القطاع في عملية تقول إسرائيل إنها تهدف لوقف إطلاق الصواريخ من جانب حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، وتقول حركة حماس وفصائل أخرى إن اي اتفاق يجب أن يشمل التزاما برفع الحصار عن عزة بالكامل، ودفع الحصار معدلات الفقر والبطالة الى نحو 40 في المئة وأفقد الكثير من الفلسطينيين الأمل في المستقبل.

وقال ابو هاشم "وضعنا يستحيل وصفه، يجب أن ينتهي هذا"، وأضاف "اسرائيل تعلم أننا نرفض تهدئة بلا معنى وبالتالي فإنها تشعر الآن أن لديها ما يبرر ضربنا بمزيد من العنف"، وتقول اسرائيل إنها تواجه صعوبة لتفادي سقوط قتلى من المدنيين حين تستهدف النشطاء ومصادر النيران التي يطلقونها وإن الحصار الذي تفرضه ضروري لمنع المسلحين من الحصول على أسلحة، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن حماس معتادة على معاناة شعبها وتستغل ابناءه "كدروع بشرية".

وأضاف "كان من الأفضل حل هذا عن طريق الدبلوماسية وحاولنا هذا حين قبلنا عرض وقف إطلاق النار المصري، لكن حماس لم تترك لنا خيارات سوى توسيع وتكثيف الحملة ضدها"، وتدهورت الأوضاع المعيشية في القطاع ذي الكثافة السكانية العالية في العام الأخير منذ هدمت مصر مئات من أنفاق التهريب على الحدود والتي كانت تستخدم في إدخال الأسلحة لكنها كانت ايضا شريان الحياة لاقتصاد غزة الضعيف، ويحصل اكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة على مساعدات غذائية من الأمم المتحدة، وتنقطع الكهرباء لثماني ساعات في المرة الواحدة، ولا تتوفر مواد البناء لإقامة المنازل للأعداد المتزايدة من السكان، وتنزل من الصنابير مياه مالحة وملوثة في أحيان كثيرة، ونتيجة لنقص الوقود في محطات معالجة مياه الصرف فإن شواطئ غزة مغطاة بالمخلفات السامة.

وقال احمد الشاعر (18 عاما) "لا نستطيع الا الثبات والثقة في الله رغم ظروفنا، لم يفعل أحد شيئا من أجلنا، نشعر أن كل العرب تخلوا عنا، مصر تريدنا أن نستسلم فحسب اما بقية العالم فيلتزم الصمت"، وأضاف "لا شك لدينا في المقاومة، اذا كان الأمر يحتاج حملة طويلة للحصول على حقوقنا فنحن مستعدون"، وانتهت جولة مشابهة من القتال استمرت ثمانية ايام في نوفمبر تشرين الثاني 2012 بتهدئة بوساطة مصرية اشتملت على وعود بتخفيف القيود على قطاع الصيد في غزة والزراعة في المناطق الحدودية الإسرائيلية وتسهيل حركة السلع والأشخاص عن طريق مصر، ولم يستمر أي من هذه البنود تقريبا. بحسب رويترز.

وقال روبرت تيرنر مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة وهي وكالة الأمم المتحدة الرئيسية في المنطقة وتأوي نحو 18 الف شخص فروا من القتال إن العودة الى الوضع القائم قد تعود بالنفع القليل على الناس، وقال تيرنر على موقع أونروا "العودة للهدوء هي عودة الى الحبس في غزة دون إمكانية الوصول الى الأسواق او الوظائف او التعليم خارجها، باختصار لا يمكن الوصول الى العالم الخارجي، وأشار الى أن بين مارس اذار 2013 ومايو ايار 2014 لم توافق اسرائيل على اي من مشاريع الوكالة وقيمتها 100 مليون دولار لبناء المدارس وإعادة بناء المنازل التي لحقت بها أضرار في صراعات سابقة.

وتقول اسرائيل إنها لا تستطيع رفع الحصار البري والبحري على غزة بسبب هجمات النشطاء ومحاولات التسلل الى اسرائيل من خلال أنفاق تحت الأرض، وقالت إنها ملتزمة بتسهيل التنمية والتجارة هناك بعد دراسة ما إذا كانت المشروعات يمكن أن تكون لها تطبيقات عسكرية محتملة، لكن المواطنين الفلسطينيين لا يثقون في اسرائيل او في تبدل أحوالهم بين عشية وضحاها، وقال امين ابو الكاس وهو بائع خضروات في مدينة غزة "هذا البلد لا يحترم اتفاقات ويخرق اي اتفاق لخدمة مصالحه، اي شيء يقوم به من اجلنا يجب أن يكون قسرا"، وأضاف "رأيناهم يهاجموننا ثم يتوقفون مئة مرة والأمور ما زالت تسير الى الأسوأ، نحن أكثر من مرهقين، لقد متنا".

أزمة حادة

فيما حذرت وكالات مساعدات من أن مئات الآلاف من السكان في غزة أصبحوا بدون مياه بعد ضربات جوية اسرائيلية دمرت شبكة المياه والصرف الصحي وأن القطاع كله مهدد بأزمة مياه خلال أيام، وقالت وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) إن الهجوم المستمر منذ ثمانية أيام تسبب في اضرار بالغة للبنية الاساسية ودمر 560 منزلا على الأقل، وقال جاك دو مايو رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اسرائيل والاراضي المحتلة في بيان "خلال أيام سيعاني سكان القطاع بالكامل من نقص حاد في المياه."

وقال إنه اذا استمر الاقتتال ومع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة فان "المسألة لن تتعلق باحتمال مواجهة السكان المحاصرين أزمة مياه حادة وإنما متى سيواجهونها"، واضاف دو مايو "المياه أصبحت ملوثة والصرف الصحي يفيض ويجلب مخاطر جمة للإصابة بالأمراض"، وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهي وكالة المساعدات المستقلة التي ساعدت فرقها في عمليات الاصلاح الطارئة إن العديد من مهندسي مياه البلدية قتلوا في الصراع وإن الجهة التي تزود غزة بالمياه أوقفت كل العمليات الميدانية لحين إمكان ضمان سلامة موظفيها، وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ندى الدوماني في إفادة صحفية "المياه مشكلة ويمكن ان تتحول بسرعة الى كارثة". بحسب رويترز.

والهدف المعلن للقصف الاسرائيلي هو وقف الصواريخ التي تطلق عبر الحدود من جانب ناشطي حماس على جنوب إسرائيل، وقالت وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن الدمار ضاعف من آثار حصار اسرائيل المستمر منذ ثماني سنوات للقطاع، وقال المتحدث باسم الوكالة سامي مشعشع في افادة صحفية "شبكة المياه والصرف الصحي تكاد لا تعمل ومع استمرار القصف على مدى ثمانية أيام فهي في حكم المدمرة"، واضاف "ننظر الى 90 مليون لتر من مياه الصرف غير المعالجة والتي تتدفق الى البحر كل يوم لأنه لا توجد كهرباء لمعالجتها، 90 في المئة من مياه الشرب لا تصلح للاستهلاك الادمي"، وحذرت منظمة الصحة العالمية من ان الخدمات الصحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة على شفا الانهيار وسط نقص شديد في الادوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء للمستشفيات.

وقال المتحدث باسم الاونروا ندى الدوماني إنه اذا كانت هناك هدنة فان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تأمل في ان يسمح لها بالوصول بطريقة أفضل الى الاعداد المتزايدة من الإصابات، وقالت ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر "تعمل على توثيق انتهاكات للقانون الدولي الانساني" في الصراع، وعبرت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي عن شكوكها البالغة في التزام العملية العسكرية الاسرائيلية ضد غزة بالقانون الدولي الذي يحظر استهداف المدنيين ودعت الجانبين الى احترام قواعد الحرب.

وقال بهاء الأغا من سلطة جودة البيئة في غزة إن نحو مئة ألف متر مكعب من الصرف الصحي غير المعالج تضخ إلى شواطئ غزة يوميا، ووضعت لافتات "ممنوع السباحة" في العديد من الشواطئ، ورغم التحذير قفز العشرات وبينهم أطفال في مياه أحد أشهر شواطئ غزة، وقال الأغا "الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم نتيجة عدم وجود حلول سريعة وحقيقة"، ودعا الأغا حكومة التوافق الوطني الفلسطينية التي تشكلت في وقت سابق إلى التحرك فورا "قبل أن يتم اعلان شاطئ غزة بالكامل منطقة منكوبة".

يقول سكان غزة إن رمضان هذا العام فقد الكثير من بهجته، فالقمامة متراكمة في الشوارع بعد أن أوقفت بلدية غزة نحو 75 في المئة من شاحنات رفع القمامة لعدم قدرتها على تحمل أسعار الوقود المرتفعة، وتساءل علي أبو حسن (46 عاما) وهو سائق سيارة أجرة "الأنفاق مغلقة والمعابر، ولا يوجد ميناء والمطار دمروه واليوم يقولون لنا الشواطئ مسدودة، طيب من الاسهل اذا تركونا نموت بهدوء؟"، وعلى الطريق الساحلي في غزة تتصاعد رائحة الصرف الصحي تزكم الانوف وتميل الأمواج التي ترتطم بالشاطئ الى اللونين الأصفر والبني، ويتأثر كثيرون في قطاع غزة بخلاف بشأن الرواتب قد يختبر صمود حكومة التوافق الوطني الجديدة التي تشكلت بموجب اتفاق للمصالحة بين حركة حماس والرئيس محمود عباس، ولم يحصل نحو 40 الف موظف حكومي عينتهم حركة حماس منذ سيطرت على قطاع غزة قبل سبعة أعوام بعد هزيمة القوات الموالية لعباس على رواتبهم كاملة منذ شهور بسبب الأزمة المالية التي سببتها حملة السلطات المصرية على الأنفاق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/تموز/2014 - 23/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م