الزهايمر.. داء الخرف العصري

 

شبكة النبأ: مرض الزهايمر وبحسب بعض الاطباء والمتخصصين اصبح اليوم من المشكلات الكبيرة والمستعصية في بعض دول العالم خصوصا مع ارتفاع اعدد السكان المسنين وعدم وجود معلومات كافية عن هذا المرض الذي يصعب تشخيصه في وقت مبكر وعدم وجود أدوية فعالة له. ويصيب المرض خلايا النظام العصبي المركزي ويظهر عادة بعد سن 60 عاما. ويشكل السبب الأول لأعراض الخرف.

وترى بعض الدراسات ان الزهايمر بات يعتبر من أمراض العصر الذي سينتشر على مستوى العالم انتشار النار في الهشيم. ويعاني نحو 44 مليون شخص من مرض الخرف في العالم، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 135 مليونا بحلول عام 2050. وسيكون نحو 71 في المئة منهم فقراء ومتوسطي الدخل. وتبلغ تكلفة التعامل مع المرض عالميا 600 مليار دولار. الامر الذى جعل أطباء الامراض النفسية والعقلية يقومون بدعوة كل الحكومات للإسراع في وضع خطة لمواجهة زحف هذا المرض قبل أن يتسبب في كارثة لا يمكن السيطرة عليها. وعلى الرغم من أن دورة مرض الزهايمر مختلفة في كل فرد، إلا أن هناك العديد من الاعراض المشتركة.

ومن العلامات التي تشير بصورة مبكرة إلى أن الإنسان قد أمسى من مرضى (الزهايمر) هي التغييرات الجوهرية والمتناقضة لما عرف عنه من سلوكيات أو رجاحات في التصرف، فإذا به يفاجئ من يعيش معه بعدم القدرة على تذكر أحداث وقعت له قبل مدة قليلة مع ضعف في أداء الكلام لما يمكن أن يصل إلى حالة الهذيان في بدايات الإصابة بالمرض والتي قد تصل إلى مرحلة الخرف.

ومنذ بضعة أشهر، وضع الخبراء قائمة بالبوادر المنذرة التي يمكن أن تكشف مبكرا عن الإصابة أو قرب حدوثها. ومن هذه العلامات فقدان القدرة على استخدام الهاتف ووسائل النقل العامة أو قيادة السيارة واتباع علاج طبي أو ترتيب الميزانية اليومية. ويمكن لهذه القائمة أن تساعد في الكشف عن الأشخاص الذين يعانون من وهن ذهني غير ظاهر بعد أو الذين سيعانون منه في غضون سنة.

تشخيص مبكر

وفي هذا الشأن سيصبح من الممكن تشخيص مرض الزهايمر في وقت أبكر وبطريقة أكثر فعالية، وذلك بفضل مؤشرات بيولوجية، بحسب ما كشفت أبحاث أجراها فريق دولي من أطباء الأعصاب. وصرح الباحث الفرنسي برونو دوبوا الأستاذ المحاضر في طب الأعصاب الذي أشرف على هذه الدراسة المنشورة في مجلة "ذي لانست نيورولوجي" الطبية البريطانية أنه "سيصبح من الممكن بفضل هذه المنهجية الجديدة تشخيص المرض تشخيصا أبكر وأكثر فعالية".

وبعد تسعة أعوام من الأبحاث، حدد الباحثون معايير جديدة لتشخيص هذا المرض الذي يزداد انتشارا ويؤدي إلى تدهور القدرات الإدراكية. ويطال الزهايمر نحو 40 مليون شخص في أنحاء العالم أجمع. وقد يزداد عدد المرضى 10 مرات بحلول العام 2050. وتبدأ أعراض هذا المرض باضطرابات في الذاكرة تليها صعوبات في تحديد الزمان والمكان ثم اضطرابات في السلوك وفقدان الاستقلالية.

لكن هذه الأعراض ليست حكرا على الزهايمر، ومن الصعب بالتالي تشخيص المرض في مرحلة مبكرة، بحسب برونو دوبوا . وقام الباحثون بتحليل دراسات نشرت عن هذا الموضوع وتمكنوا من تحديد مواصفات عامة لمرضى الزهايمر. ففي 80 إلى 85% من الحالات، يعاني المريض اضطرابات في الذاكرة على المدى الطويل. أما في النسبة المتبقية من الحالات (15 إلى 20%)، فيعاني المريض إما من اضطرابات في الذاكرة اللفظية أو من اضطرابات في السلوك. بحسب فرانس برس.

ولتأكيد هذه الحالات جميعها، من الممكن الاستناد إلى مستويات البروتينات في الدماغ التي تكون غير عادية في السائل المخي النخاعي. ويمكن تحديد نسب هذه البروتينات من خلال تصوير إشعاعي. وما من علاجات فعالة بعد لمرض الزهايمر، لكن من شأن التشخيص المبكر للمرض أن يساعد على تقدم الأبحاث في هذا المجال.

اختبار للدم

على صعيد متصل حقق علماء بريطانيون "خطوة كبيرة للأمام" في إطار تطوير اختبار للدم يساعد في التنبؤ بالإصابة بمرض الخرف (الزهايمر). واستطاع الباحثون تحديد مجموعة بروتينات في الدم يمكنها التنبؤ ببداية ظهور مرض الخرف بدقة تصل إلى 87 في المئة، وذلك بعد أبحاث شملت أكثر من ألف شخص.

وستستخدم نتائج البحث، المنشورة بدورية الزهايمر والعته، لتحسين التجارب على العقاقير الجديدة لعلاج مرض الخرف. ومع هذا حذر خبراء من أن الاختبار غير جاهز بعد للاستخدام بعيادات الأطباء. وحتى الآن، منيت رحلة البحث عن علاج لمرض الزهايمر بالفشل. وشهدت الفترة من 2002 وحتى 2012 إخفاق 99.6 في المئة من التجارب التي أجريت لمنع أو عكس تأثير هذا المرض.

ويعتقد الأطباء أن سبب الفشل هو أن علاج المرضى يبدأ في مرحلة متأخرة جدا، إذ تظهر الأعراض بعد نحو عقد من بداية الإصابة بالمرض. لذلك فإن رصد المرض مبكرا يعد واحدا من أولويات أبحاث مرض الخرف. وسعت مجموعة البحث، التي تضم علماء جامعيين وصناعيين، للبحث عن الاختلافات الموجودة في دماء 452 شخصا سليما، و220 آخرين يعانون من ضعف الإدارك المعتدل، هذا بالإضافة إلى 476 مريضا بالزهايمر. وكان هناك قدرة على تحديد مرضى الضعف الإدراكي المعتدل الذين سيتطور لديهم مرض الزهايمر خلال عام، بدقة بلغت 87 في المئة.

وقال سيمون لوفستون رئيس فريق البحث من جامعة أوكسفورد "نريد أن نتمكن من تحديد أي الأشخاص يخضع للتجارب السريرية بصورة مبكرة أكثر مما يجري حاليا، وهذا تحديدا ما نسعى إليه." ومع هذا، أشار لوفستون إلى أن الاختبارات قد تجد مكانا في عيادات الأطباء مستقبلا. وأضاف لوفستون "طالما لا يوجد علاج، فإنه يمكن للشخص التشكيك في قيمة الاختبار. لكن الناس يأتون إلى العيادة لأنهم يريدون معرفة ما يحدث لهم. وحاليا لا يمكنني أن أخبرهم بشيء."

واعترف أنه اضطر لمطالبة المرضى بالعودة بعد عام لمعرفة إذا كانت مشكلات الذاكرة لديهم أصابها أي سوء. وتابع "هذا محبط وفظيع، وعلى الرغم من وجود بعض التحفظات حول إجراء الاختبار، كل ما استطيع قوله هو إن هناك بعض الأشخاص يأتون إلى العيادات ويسألون هذا السؤال تحديدا."

أما إيان بايك، الرئيس التنفيذي للتشغيل في بروتيوم ساينسز، فقال إن "إجراء اختبار البروتين في الحقيقة خطوة كبيرة للأمام." وأضاف أن "الأمر سيستغرق عدة أعوام وسيحتاج عددا أكبر من المرضى قبل التأكد من أن هذه الاختبارات مناسبة للاستخدام السريري الروتيني، ويمكن أن تبدأ هذه العملية الآن بسرعة نوعا ما."

ومن جهته، اعتبر إريك كاران، مدير البحث في هيئة أبحاث الزهايمر في بريطانيا، أن الدراسة "جولة تقنية فذة". لكنه حذر من أن معدلات الدقة الحالية تمثل مخاطرة لإبلاغ أشخاص أصحاء بأنهم في طريقهم للإصابة بالزهايمر، وهو ما قد يؤدي للإصابة بالقلق والاكتئاب. ومن المستبعد أن يتم استخدام الاختبار بصورة منفردة، إذا ما بدأ العمل به في عيادات الأطباء في نهاية المطاف. بحسب بي بي سي.

ويمكن دعم الحصول على نتائج إيجابية من خلال إجراء مسح للمخ بالأشعة أو اختبار السائل الشوكي بحثا عن مؤشرات على المرض. لكن دكتور كاران ذكر أن تلك الخطوة ستجعل الزهايمر مرضا يمكن تجنبه. وقال إن "هذا يمنحنا طريقة جيدة لمعرفة من سيتطور لديهم مرض الزهايمر، وهذا سيرفع من إمكانية التأثير الإيجابي للعقاقير والعلاج." وأضاف "إنها ليست رحلة بسيطة. جميعا يأمل لو كانت بسيطة."

تدريب عقلي

من جانب اخر أظهرت نتائج أكبر دراسة على الاطلاق على التدريب الإداركي ان برنامجا موجزا من التدريبات العقلية ساعد كبار السن على الاحتفاظ بالتحسن الذي طرأ على مهارات التفكير وسرعة الإدراك لديهم لعشر سنوات بعد انتهاء البرنامج.ىوتمثل النتائج التي نُشرت في دورية الجمعية الامريكية لطب الشيخوخة أنباء سارة في مجال البحث عن سبل لابقاء الذهن متقدا مع تقدم 76 مليون امريكي ولدوا خلال فترة شهدت طفرة في المواليد عقب الحرب العالمية الثانية في السن.

وبحثت الدراسة -التي ترعاها الحكومة الاتحادية وأُجريت على أكثر من ثلاثة آلاف من كبار السن وتحمل اسم التدريب المعرفي المتقدم للمسنين المستقلين والمفعمين بالحيوية - في تأثير ثلاثة برامج تدريبية ذهنية تركز على سرعة الإدراك والذاكرة والقدرة على التفكير على البالغين الأصحاء إدراكيا مع تقدمهم في السن. وبلغ متوسط عمر الاشخاص الذين شملتهم الدراسة 74 عاما عندما بدأوا التدريب الذي شمل 10 الى 12 جلسة استمر كل منها ما بين 60 و75 دقيقة. وبعد خمس سنوات وجد الباحثون ان اداء الذين حصلوا على التدريب جاء أفضل من نظرائهم الذين لم يحصلوا عليه في مجالات القياس الثلاثة. بحسب رويترز.

وعلى الرغم من ان المكاسب التي ظهرت على الذاكرة بعد خمس سنوات من إجراء الدراسة تراجعت فيما يبدو في الأعوام الخمسة التالية فإن المكاسب على صعيد القدرة على التفكير وسرعة الإدراك استمرت لعشر سنوات بعد التدريب. وقال جورج ريبوك الخبير في طب الشيخوخة والاستاذ بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور والذي قاد الدراسة "ما وجدناه كان مذهلا جدا. بعد عشر سنوات من التدريب كانت هناك دلائل على استمرار تأثير التدريب الخاص بالتفكير والسرعة." كما ذكر المشاركون في المجموعات التدريبية الثلاث انهم وجدوا سهولة في القيام بالانشطة اليومية مثل تناول الادوية او اعداد الوجبات او تولي شؤونهم المالية اكثر من الذين لم يحصلوا على التدريب.

ثلث حالات الإصابة

على صعيد متصل كشفت دراسة بريطانية حديثة أنه يمكن منع ثلث حالات الإصابة بمرض الزهايمر. وقال باحثون في جامعة كامبريدج إنه بالإمكان حماية حالة من بين كل ثلاث حالات من المعاناة من مرض الزهايمر في العالم. وتوصل الباحثون إلى أن عدم ممارسة الرياضة والتدخين والاكتئاب وكذلك ضعف مستوى التعليم، تمثل العوامل الرئيسية لظهور المرض. وكان التقدير السابق عام 2011 قد أشار إلى أنه يمكن حماية نصف الحالات، ومنع إصابة حالة من بين كل حالتين بالزهايمر، لكن الدراسة الجديدة أخذت في الاعتبار تداخل عوامل الخطورة.

وقال مركز أبحاث الزهايمر في بريطانيا إن عامل السن يبقى أكبر عامل خطورة في الإصابة بالمرض. ونشر فريق جامعة كمبريدج في دورية لانسيت نيرولوجي، تحليلا يعتمد على بيانات السكان لاستنباط العوامل السبعة الرئيسية المسببة لمرض الزهايمر. وتمثلت هذه العوامل في الإصابة بمرض السكر، وارتفاع ضغط الدم والبدانة في منتصف العمر، بالإضافة إلى ضعف النشاط البدني والتدخين والاكتئاب وأخيرا انخفاض المستوى التعليمي. ووجد الباحثون أن ثلث حالات الإصابة بالزهايمر يمكن أن ترتبط بعوامل يمكن تغييرها وتتعلق بأسلوب الحياة، مثل عدم ممارسة الرياضة والتدخين.

ثم بحث العلماء كيف يمكن أن يؤثر الحد من هذه العوامل في حالات الإصابة بمرض الزهايمر مستقبلا. ووجدوا أنه عند تقليل كل عامل خطورة 10 في المئة، فإنه سيكون بالإمكان منع إصابة تسعة ملايين شخص بالزهايمر في عام 2050. وفي بريطانيا، قدر الباحثون أن خفض عوامل الخطورة 10 في المئة سيقلل حالات الإصابة بالمرض بنسبة 8.8 في المئة، أي ما يعادل 200 ألف مريض بحلول 2050. وتشير التقديرات الحالية إلى أن أكثر من 106 مليون شخص في جميع أنحاء العالم سيعانون من الزهايمر بحلول 2050، وهو أكبر ثلاث مرات من عدد المصابين في 2010.

وقالت البروفيسور كارول براين، من معهد الصحة العامة بجامعة كمبريدج "رغم عدم وجود طريق واحد لعلاج الخرف، ربما يكون بإمكاننا اتخاذ خطوات للحد من مخاطر تطور المرض لدى كبار السن". وأضافت "إننا نعلم ماهية الكثير من هذه العوامل، وأنها مرتبطة ببعضها غالبا". ومواجهة مشكلة عدم ممارسة الرياضة، على سبيل المثال، بممارسة التمارين الرياضية ستقلل من مستويات السمنة وضغط الدم والسكر، كما ستقي البعض من تطور الأمور لديهم وإصابتهم بالخرف.

ويرى سيمون ريدلي، مدير الأبحاث في مؤسسة أبحاث الزهايمر الخيرية في بريطانيا، أنه مازال هناك الكثير لنكتشفه بشأن الزهايمر. وقال :"بينما يمثل التقدم في السن أكبر عامل خطورة، توجد عدة عوامل أخرى ترتبط بأسلوب الحياة والصحة العامة يمكن أن تزيد أو تقلل من فرص تطور المرض". وأوضح أن الآلية المتعلقة بارتباط هذه العوامل ببداية ظهور الزهايمر مازالت غير مفهومة. وأضاف ريدلي :"يوجد أكثر من 820 ألف مريض بالخرف في بريطانيا، وشيخوخة سكان البلاد ستزيد من أعداد المصابين بالمرض".

وبما أنه لا توجد وسيلة مؤكدة للوقاية من الزهايمر، فإن الباحثين يجب أن يستمروا في تقديم أدلة أقوى ترتبط بالعوامل البيئية والصحية، لمساعدة الأشخاص في مواجهة الخطر. وتابع مدير أبحاث الزهايمر أن الدراسة الجديدة تلقي الضوء أيضا على أن الكثير من الحالات لا تنجم عن عوامل يمكن تغييرها وتعديلها، وهو ما يؤكد الحاجة إلى توجيه استثمارات لأبحاث العلاج الجديد. بحسب بي بي سي.

ومن بين عوامل الخطورة السبعة فإن النسبة الأكبر من حالات الزهايمر في الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية أوروبا يمكن أن تعود إلى عدم ممارسة الرياضة. وتقول الدراسة إن حوالي ثلث السكان البالغين في هذه البلدان يعانون من الخمول البدني ولا يمارسون الرياضة. كما يؤدي الخمول البدني إلى العديد من المشكلات الصحية الأخرى مثل الإصابة بمرض السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

دواء السكري

من جانب اخر أشارت دراسة ألمانية واسعة إلى أن علاجا شائعا ورخيصا لمرض السكري يمكن أن يجنب من يتناوله أعراض مرض الزهايمر على الرغم من أن الإثبات القاطع لهذا الأمر لن يظهر إلا عبر تجارب رسمية ربما تظهر نتائجها بعد خمس سنوات. وهذه الدراسة هي أحدث التجارب السريرية التي تتوصل إلى هذا الاستنتاج.

وأظهرت دراسات سابقة أن الناس والحيوانات الذين تناولوا الدواء المستخدم بشكل واسع لعلاج السكري من النوع الثاني ويدعى بيوجليتازون هم أقل عرضة للاصابة بالزهايمر أو أي نوع من الخرف. ويباع الدواء تحت اسم أكتوز التجاري وتنتجه شركة تاكيدا اليابانية للأدوية. واستخدم الباحثون في الدراسة الجديدة التجريبية قاعدة البيانات الروتينية من خطط نظام الضمان الصحي الألماني من العام 2004 وحتى عام 2010.

وتتبعوا آثار قاعدة البيانات لحوالي 146 ألف مريض يبلغ عمرهم الستين عاما وما فوق والذين لم تظهر عليهم أي من أعراض الخرف. وأظهر تحليل المعلومات أن 13841 من الحالات ظهرت عليهم في النهاية أعراض الخرف في حين أن المرضى الذين كانوا يأخذون دواء السكري المذكور انخفضت لديهم مخاطر الاصابة بالخرف بشكل ملحوظ مع كل ثلاثة أشهر إضافية من تناول الدواء.

وقالت آن فينك الباحثة في المركز الألماني لأمراض تدهور الجهاز العصبي والتي شاركت في الاشراف على الدراسة التجريبية إن "الاستخدام الطويل الأمد لدواء بيوجليتازون يخفف مخاطر الاصابة بالخرف" استنادا إلى فحص البيانات الصحية. وقدمت فينك معلوماتها في الاجتماع السنوي للمؤتمر الدولي لمؤسسة الزهايمر في كوبنهاجن بالدنمارك. وتكهنت فينك أن بيوجليتازون يساعد في منع الإصابة بالزهايمر عبر تخفيف الالتهاب في الدماغ والجهاز العصبي. وأضافت أن التأثيرات الأخرى للدواء ربما تلعب دورا أيضا. بحسب رويترز.

ورجح ستيفان برانان المسؤول عن تطوير الأدوية للجهاز العصبي المركزي في شركة تاكيدا اليابانية أن بيوجليتازون ربما يساعد في وقف الزهايمر عبر تحسين عمل الحبيبات الخيطية وهي الأجزاء التي تنتج الطاقة في كل خلايا الجسم ما عدا خلايا الدم الحمراء. وقال في مقابلة إن "الدماغ يستهلك الكثير من الطاقة" وبالتالي فإن توفر العدد الكافي من الحبيبات الخيطية يمكن أن يحسن عمل الدماغ ويستبعد الإصابة بالزهايمر. وأشارت شركة تاكيدا إلى أن نحو 18 مليون أمريكي يعانون الزهايمر مع تضاعف معدل الاصابة به كل خمس سنوات للفئة العمرية بين 65 و85 عاما.

مكوكية للمخ

في السياق ذاته توصلت شركة روش السويسرية للمستحضرات الطبية لطريقة ناجعة تمكن أدوية تستخدم الاجسام المضادة من الوصول الى المخ واختراقه وهو ما يفتح باب الامل في التوصل الى علاجات فعالة لامراض منها الزايمر. وأجريت التجارب على تكنولوجيا مكوك المخ المستحدثة على الفئران فقط وهي تسمح بتخطي الحاجز الدموي الدماغي الذي يفصل بين الدم وسائل خارج الخلية الدماغية في الجهاز العصبي المركزي وهو ما كان يشكل عقبة في ابحاث الادوية الخاصة بالاعصاب لان هذا الحاجز كان يغلق الباب في وجه جزيئات كبيرة مثل الاجسام المضادة ويمنعها من الوصول الى المخ.

ومرض الزايمر هو مرض قاتل يقضي على وظائف المخ وعلى الرغم من انه لا يوجد حتى الان علاج من المرض بشكل فعال او دواء لإبطائه تجري عدد من الشركات منها روش وإيلي ليلي وميرك آند كو وجونسون آند جونسون أبحاثا للوصول الى أصل المرض. وثبت أن هذه المعركة ليست سهلة. فعلى مدى 15 عاما فشل أكثر من مئة دواء تجريبي لالزايمر في مراحل الاختبار. لكن محللي الصناعة يعتقدون ان العائد سيكون مجزيا في حالة التوصل الى علاج حقيقي للمرض وقدروا سوق المبيعات بنحو عشرة مليارات دولار في العام. بحسب رويترز.

وتعمل التكنولوجيا المستحدثة لروش باختطاف آلية نقل طبيعية يستخدمها جسم الانسان بشكل طبيعي لنقل البروتينات داخل المخ. وقال لوكا سنتاريلي رئيس قسم علوم الاعصاب وأمراض العيون والامراض النادرة في روش "صممنا في الاساس هذه المركبة التي اطلق عليها اسم المكوك التي تلتحم مع آلية النقل هذه وتنقل شحنة الى المخ." وخلصت نتائج الدراسة التي نشرت في دورية (نيورون) الى ان هذه التكنولوجيا ساعدت على زيادة تركيز الاجسام المضادة في ادمغة فئران التجارب وانها خفضت حجم الصفائح النشوية التي تعد علامة أكيدة على الاصابة بالزايمر.

سكاكر لمحاربة المرض

الى جانب ذلك تقدم سكاكر بالشوكولا محضرة على الطريقة القديمة وبغلافها الاصلي والتي تعود الى الخمسينات، بشكل اختباري الى مرضى بريطانيين لمكافحة مرض الزهايمر من خلال اثارة "ذكريات سعيدة" على ما افاد القيمون على هذا الاختبار. وكشف عن الاختبار الذي يشمل مجموعتين من المرضى في بيان مشترك للفرع الانكليزي-الايرلندي لمجموعة نستله وجمعية مرض الزهايمر في بريطانيا ومقرها في لندن.

وقالت اليسون كوك احدى مسؤولات الجمعية "ان امرا بسيطا مثل لفافة السكاكر يكفي ان يثير ذكريات تعود الى اوقات سعيدة". واضافت "الاشياء المألوفة التي تذكر بالماضي يمكن ان تشكل ادوات فعالة لتشغيل ذاكرة الاشخاص المصابين بالخرف". وقالت ان "من شأن هذا الاختبار تحسين نوعية حياة نحو 800 الف شخص يعانون من مرض" الزهايمر في بريطانيا. بحسب فرانس برس.

واوضحت نستله ان بين هذه السكاكر المصنوعة على الطراز القديم لوحا من الشوكولا يحمل اسم "ايرو تشوكليت بار" الذي كان يلقى رواجا كبيرا في الخمسينات. وتم ايضا اخراج ملصقات وعلب توضيب اخرى لم تستخدم منذ عقود وعرضت على المرضى في اطار هذا الاختبار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/تموز/2014 - 18/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م