أمريكا والصين... شراكة اقتصادية لتحقيق توازن جيوسياسي

 

شبكة النبأ: الولايات المتحدة التي أعلنت مؤخرا انها بحاجة ماسة نحو إعادة تقييم وجودها في قارة اسيا (التي تعتبر منجما حقيقيا للثروات البشرية والاقتصادية والمواد الأولية، إضافة الى أهميتها الجيوسياسية) التي تعتبرها الولايات المتحدة الامريكية، ضرورة حيوية لاستثماراتها القومية وديمومة الانتعاش الاقتصادي للعالم بوجه عام وأمريكا بشكل خاص، وفي سبيل تحقيق نوع من التوازن والمنفعة المتبادلة مع هذه القارة الواعدة، كانت الصين المحطة الأهم التي تقف عندها الولايات المتحدة الامريكية، سيما وان الصين البلد المنافس الأقوى لاقتصاد الولايات المتحدة الامريكية، بل وقد يتفوق عليها في بعض النواحي الاستثمارية، خصوصا على مستوى المستقبل القريب، كما يرى خبراء الاقتصاد.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال اجتماع لرؤساء عدد من كبرى الشركات الصينية والاميركية "ان الصين والولايات المتحدة تمثلان أكبر شراكة تجارية واقتصادية في تاريخ البشرية، وهي شراكة مدعوة الى النمو"، وحجم المبادلات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين الذي انطلق من مستوى يقارب 2,5 مليار دولار في 1979 عندما تأسست العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما، ازدادا ليصل حاليا الى 520 مليارا.

كذلك سجلت الاستثمارات الاجنبية المباشرة بين الدولتين نموا كبيرا، ولأول مرة العام الماضي تجاوز حجم الاستثمارات القادمة من الصين تلك القادمة من الولايات المتحدة، وقال وزير الخارجية الاميركي "نريد احراز المزيد"، لكن العلاقات التجارية بين البلدين شهدت سلسلة من الخلافات في طليعتها اصرار الولايات المتحدة على ان السلطات الصينية تبقي سعر للعملة الوطنية اليوان ادنى من قيمتها الفعلية، وفيما لم تتهم الولايات المتحدة الصين بالتلاعب بالعملة وهو ما قد يؤدي الى فرض عقوبات، اشتكت بان اليوان الضعيف يمنح الصين افضلية غير منصفة في التجارة، ولفت كيري ايضا الى الخلافات المتعلقة بحماية الملكية الفكرية اضافة الى القلق ازاء تقاسم تكنولوجيا المعلومات.

وقد زادت في الآونة الأخيرة الخلافات السياسية والاقتصادية بين الشريكين العملاقين، مما استدعى الطرفين الى إعادة إدارة خلافاتهما وتضييق الفجوة الخلافية بينهما، فالمنفعة المتبادلة بين الطرفين وحجم الاستثمارات الاقتصادية والشراكة في اغلب المجالات الحيوية للبلدين، تحتم على البلدين التحكم في مستوى الخلافات وتجنب التصعيد الذي قد يؤثر سلبا على مستوى التجارة والاستثمار عالمياً.

لكن الطموح لدى الصين بالتوسع الدبلوماسي والعسكري والتجاري، خارج الحدود التي رسمتها الولايات المتحدة لها، امرا ما زال يقلقها كثيرا، خصوصا وان الإمكانات التي تملكها الصين كبيرة جدا وتؤهلها لان تمتلك القدرة على التوسع.

ادارة الخلافات

فقد قال الرئيسان الصيني والأمريكي في بداية محادثات سنوية إن البلدين بحاجة إلى إدارة خلافاتهما، ومن المقرر أن تركز المحادثات السنوية على الأمن الإلكتروني والنزاعات البحرية والعملة الصينية ومعاهدة استثمار، وقال خبراء إن المحادثات فرصة لأكبر اقتصادين في العالم لتخفيف حدة التوترات بعد شهور من المشاحنات بشأن سلسلة قضايا، ويرأس الوفد الأمريكي وزير الخارجية جون كيري ووزير الخزانة جاك ليو بينما يرأس الوفد الصيني نائب رئيس مجلس الوزراء وانغ يانغ والدبلوماسي البارز يانغ جيه تشي.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن التعاون الصيني الأمريكي يحظى بأهمية حيوية للمجتمع الدولي، وقال شي في مراسم الافتتاح في دار ضيافة حكومية في غرب بكين "المواجهة بين الصين والولايات المتحدة ستكون بالتأكيد كارثة على البلدين والعالم"، وأضاف الرئيس الصيني "علينا أن نحترم بعضنا البعض ونتعامل على قدم المساواة وأن نحترم سيادة الآخرين وسلامة أراضيهم وأن نحترم خيار بعضنا البعض لمسار التنمية"، وكانت التوترات المتصاعدة بين الصين وبعض الدول في بحر الصين الجنوبي واليابان في بحر الصين الشرقي وكذلك الاتهامات الأمريكية بالتسلل الإلكتروني والتجسس عبر الإنترنت أثارت الغضب على جانبي المحيط الهادي في الأشهر الأخيرة. بحسب رويترز.

وفي بيان صدر مع بدء المناقشات قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة ملتزمة ببناء "نموذج جديد" للعلاقات مع الصين يتسم بالتعاون والمعالجة البناءة للخلافات، وقال أوباما "ترحب الولايات المتحدة بظهور الصين المستقرة والآمنة والمزدهرة، لا نزال نصمم على ضمان أن يكون التعاون هو السمة المميزة لمجمل العلاقة"، وعلى الرغم من العلاقات التجارية المترابطة بعمق وتجاوز حجم التجارة الثنائية النصف تريليون دولار سنويا تبقى خلافات عميقة بين بكين وواشنطن على كل شيء من حقوق الإنسان إلى قيمة العملة الصينية اليوان.

ولم تحقق المحادثات السنوية وهي الآن في عامها الخامس سوى القليل من الاتفاقات الجوهرية وذلك جزئيا بسبب أن العلاقات باتت أكثر تعقيدا مع زيادة النفوذ العسكري والدبلوماسي والاقتصادي للصين، لكن المسؤولين الأمريكيين يشددون على أهمية المحادثات للمساعدة في ضمان عدم انجراف العلاقة نحو المواجهة، وقال شي إنه يتعين على البلدين تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتسريع محادثات معاهدة الاستثمار للتوصل إلى اتفاق في وقت مبكر.

وقال كيري "نحن بحاجة لضمان حماية حقوق الملكية الفكرية، ضمان تحقيق الشفافية في عملية التنظيم، ضمان رفع المعايير على الجميع في ما يتعلق بطريقة تعاطي الاعمال"، والتقى الرؤساء التنفيذيون لشركات مثل جنرال الكتريك وبوينغ وفيديكس وغولدمان ساكس وبنك سيليكون فالي على مائدة الفطور مع نظرائهم من شركات صينية كبيرة مثل المؤسسة الصينية للهندسة والبناء الحكومية ومجموعة وانشيانغ ومجموعة داليان واندا ومجموعة شوانغوي، وقال المستشار الحكومي يانغ جيشي في اجتماع على هامش قمة الحوار الاستراتيجي والاقتصادي ان "قطاع الاعمال هو العمود الفقري للعلاقات الاقتصادية الصينية-الاميركية"، واضاف "ان التجارة والاستثمار بين قادة قطاع الاعمال والشركات الكبرى في بلدينا، لا تعود علينا فقط بالسلع والوظائف بل بالتفاهم والصداقة المتبادلين بين شعبينا".

وكان كبير ممثلي التجارة الاميركيين قال في وقت سابق ان الولايات المتحدة تريد من الصين ان تتوصل لحل للازمة حول اتفاقية مقترحة لمنظمة التجارة العالمية حول تكنولوجيا المعلومات، وقال ممثل التجارة الاميركي مايكل فرومان ان على الصين ان تظهر "قيادة حقيقية" بالعمل على المضي قدما في المحادثات المتعلقة بتوسيع اتفاقية تكنولوجيا المعلومات الخاصة بمنظمة التجارة العالمية"، وفرومان الذي انضم الى مائدة الفطور لم يعلق على تقرير لفاينانشال تايمز ذكر ان الخلاف يتعلق برغبة الصين في استبعاد نحو 60 فئة جديدة من السلع تتضمن معدات طبية ورقائق سيليكون من الجيل القادم، من اتفاقية تكنولوجيا المعلومات، غير انه اقترح انه اذا ابدت الصين مزيدا من الاستعداد للتفاوض بشأن الاتفاقية، فان ذلك من شأنه ان يمهد الطريق للتوصل الى ارضية مشتركة حول مسائل اخرى شائكة.

وغالبا ما ينتقد مسؤولو الادارة الاميركية واعضاء الكونغرس بكين لعدم التزامها بالقواعد الدولية، ووصف اللقاء حول مائدة الفطور بانه فرصة للشركات الكبيرة من الجانبين لطرح المشكلات التي واجهتها وابداء شكاواها، وقال وزير الخزانة الاميركي جاكوب ليو "من المهم ان تكون تلك الشركات قادرة على المشاركة في منافسة سليمة (بشكل عادل) بما يعود بالفائدة على بلدينا وعلى الاقتصاد العالمي".

وفي وقت سابق هذا الشهر حثت منظمة التجارة العالمية الصين على جعل سياساتها التجارية اكثر شفافية وسط عدم وضوح "صارخ" في قوانينها، والصين التي اصبحت مؤخرا اكبر شريك تجاري في التكتل الذي يضم 160 عضوا، لم تف بالتزاماتها المتعلقة بالشفافية والتي تعهدت بها عندما انضمت لمنظمة التجارة العالمية في 2001، بحسب ما قاله اعضاء في المنظمة.

هجمات الكترونية

الى ذلك قالت شركة أمنية إن مجموعة متمرسة من المتسللين يعتقد انهم على صلة بالحكومة الصينية بدأوا فجأة في اختراق أجهزة الكمبيوتر لخبراء معنيين بالعراق في وقت تصاعدت فيه وتيرة القتال هناك، وكانت هذه المجموعة قد استهدفت لسنوات خبراء أمريكيين في الشؤون السياسية الآسيوية، وقالت شركة كراود سترايك إن المجموعة هي احدى 30 جماعة أكثر تمرسا تتعقبها في الصين وإن عملياتها مموهة بطرق أفضل من كثير من عمليات تنسب إلى الجيش وحدات حكومية أخرى.

وقال دميتري ألبيروفيتش المؤسس المشارك لشركة كراود سترايك إنه "على ثقة كبيرة" بأن المتسللين ينتمون إلى الحكومة رغم رفضه تقديم المزيد من التفاصيل بشأن الأمر، لكن وزارة الخارجية الصينية أكدت أن الحكومة تعارض التسلل الإلكتروني ونفت التقرير، وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية في إفادة صحفية يومية في بكين "تتجاهل بعض شركات أمن الإنترنت الأمريكية التهديد الأمريكي على الإنترنت وتتمسك دوما بما يسمى تهديد الصين على الإنترنت. بحسب رويترز.

والأدلة التي يقدمونها غير جديرة بالثقة في الأساس ولا تستحق التعليق"، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية قالت كراود سترايك إنها شهدت استهداف الجماعة التي تطلق عليها "ديب باندا" للقطاعين الدفاعي والمالي وصناعات أخرى في الولايات المتحدة، كما لاحقت موظفين بمعاهد بحثية متخصصين في شؤون جنوب شرق آسيا ومن بينهم خبراء حكوميون سابقون.

وقال ألبيروفيتش إنه في 18 يونيو حزيران وهو نفس اليوم الذي هاجم فيه تنظيم الدولة الإسلامية مصفاة نفطية بدأت الجماعة فجأة في البحث عن الوثائق الإلكترونية للموظفين في المعاهد البحثية الأمريكية المتخصصين في تلك المنطقة، وأضاف أن العراق خامس أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين بينما الصين هي أكبر مستثمر أجنبي في البنية الأساسية النفطية بالعراق لذلك فمن الطبيعي أن تقلق الصين على الأحداث والردود الأمريكية المحتملة.

وقال ألبيروفيتش إنه رغم تغيير الجماعات المتسللة المشتبه في انها مدعومة حكوميا للصناعات التي تسعى خلفها إلا انه لا يتذكر حدوث مثل هذا التغير المفاجئ في "المهام" من قبل، وأضاف "هذا يرجح بقوة أن هناك سيطرة جيدة تماما من مستويات عالية جدا من المرجح انها بالحكومة الصينية على هؤلاء الأشخاص."

فيما نفت الصين مزاعم لشركة الأمن الأمريكية كراود سترايك بأن جماعة من المتسللين تطلق عليهم "ديب باندا" Deep Panda لهم صلة بمسؤولين بالحكومة الصينية لم تكشف عن اسمائهم قائلة إن الشركة تسعى فقط الي الشهرة، وقال جينغ شوانغ المستشار الصحفي للسفارة الصينية في واشنطن "القوانين الصينية تحظر الجرائم الالكترونية بكافة أشكالها، والحكومة الصينية فعلت ما بوسعها لمكافحة مثل هذه الأنشطة.

وقال دميتري ألبيروفيتش المؤسس المشارك لشركة كراود سترايك إن المسؤولين الصينيين قرروا فيما يبدو عدم نفي أو تأكيد اي مزاعم بما في ذلك تلك الواردة في اتهام غير مسبوق صدر مؤخرا عن وزارة العدل الامريكية.

مخزونات النفط الاستراتيجية

من ناحيتها قالت إدارة الطاقة الوطنية الصينية إن الصين والولايات المتحدة وقعتا اتفاقا مبدئيا للتعاون بشأن الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية في أول تعاون من نوعه بين البلدين أكبر مستهلكين للنفط في العالم، وقالت وزارة الطاقة الأمريكية في بيان إنها بموجب الاتفاق ستتبادل المعلومات مع إدارة الطاقة الوطنية الصينية بشأن الأمور الفنية والإدارية والسياسية المتعلقة بالمخزونات، وقالت إدارة الطاقة الوطنية الصينية على موقعها الالكتروني إنه تم التوصل إلى الاتفاق خلال زيارة قام بها وزير الطاقة الأمريكي ارنست مونيز لبكين.

وقالت وزارة الطاقة الأمريكية "تلك الأنشطة ستسمح لكل من البلدين بفهم أنظمة الآخر وطريقة صنع القرار لديه وهو ما سيسهل الاستجابة الفعالة للتعطيلات في الامدادات البترولية العالمية"، ويشكل ضمان مخزونات نفطية كافية أهمية كبيرة للصين بعدما تجاوزت الولايات المتحدة في أواخر العام الماضي لتصبح أكبر مستورد صاف للنفط في العالم. وتستورد الصين نحو 57 بالمئة من احتياجاتها من النفط الخام، ولطالما طالبت وكالة الطاقة الدولية (التي تقدم المشورة بشأن الطاقة للدول المتقدمة) الصين بالتحلي بمزيد من الشفافية في تبادل البيانات بشأن مخزوناتها برغم أن الصين ليست عضوا بالوكالة. بحسب رويترز.

وكانت ذراع بحثية لشركة سي.إن.بي.سي أكبر منتج للنفط والغاز في الصين قد قدرت في يناير كانون الثاني أن طاقة التخزين الصينية بلغت 141 مليون برميل إجمالا بنهاية العام 2013 وهو ما يعادل واردات الصين الصافية في حوالي 22 يوما.

الصين نحو المانيا

من جانب اخر اعلنت كل من الصين والمانيا بمناسبة زيارة المستشارة انغيلا ميركل الى بكين، توقيع اتفاقات تجارية واستثمارات بينها مصنعان جديدان لشركة صنع السيارات فولكسفاغن وطلبيات ب 123 مروحية من شركة ايرباص، وقد وضعت زيارة ميركل الى شنغدو (جنوب غرب) وهي سابع زيارة تقوم بها الى الصين منذ توليها الحكم في 2005، تحت شعار الاقتصاد، ورافق المستشارة وفد كبير من اصحاب الشركات مثل سيمينس وشركة الطيران لوفتهانزا و"دوتشي بنك".

وكما هو متوقع ترأست ميركل مع رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ في بكين حفل التوقيع على عدة اتفاقيات تجارية واستثمارات، كشفت الشركات بعد ذلك عن تفاصيلها، وقالت فولكسفاغن في بيان انها ابرمت اتفاقا مع شريكتها فارست اوتوموتيف ووركس (اف ايه دبليو) ثالث شركة لصناعة السيارات في الصين، لبناء مصنعين اخرين لإنتاج السيارات، ويقع المصنع الاول في ميناء تيانجين والثاني في كينغداو (شمال الصين) وستحدد قدراتهما الانتاجية "حسب حاجات السوق والاستراتيجيات الصناعية" وفق ما اوضح ناطق باسم فولكسفاغن.

وستستثمر المجموعتان ملياري يورو "للزيادة في قدراتهما الانتاجية" كما اضافت شركة صنع السيارات الالمانية التي تأمل في التمكن من انتاج اكثر من اربعة ملايين سيارة في السنة في البلاد بحلول 2018، وتعتبر الصين وهي اول سوق سيارات عالميا، ايضا "اهم سوق" بالنسبة للمجموعة الالمانية التي باعت فيها السنة الماضية 3,27 مليون سيارة (وهو عدد يشمل مبيعات شركاتها الفرعية في البلاد) في زيادة تقدر ب16% خلال سنة.

من جانبها اعلنت شركة ايرباص هيليكوبترز المتفرعة عن الشركة الاوروبية ايرباص، انها وقعت طلبيات مع ثلاثة متعاملين صينيين مختلفين لبيعهم 123 مروحية في المجموع، منها مروحيات ذات محرك واحد خفيف من عائلة ايكوراي ومروحيات ذات محركين خفيفين من طراز سي 135، واعلنت الشركة التي لم تكشف قيمة العقود، في بيان ان تلك الطائرات ستستعمل في "مهمات" خدمات عامة ونقل ركاب وطيران اعمال ونقل حالات طبية طارئة وعمليات بحث، وستستلم الشركات الصينية الثلاث (فوجيان شينميي وغوانغدونغ بايون ويونان فينغجيان) عشرا من تلك المروحيات ابتداء من السنة الجارية على ان تستلم البقية خلال السنوات الست المقبلة. بحسب فرانس برس.

واعرب غيوم فوري مدير ايرباص هيليكوبترز عن ارتياحه مؤكدا "واضح ان تليين القوانين الصينية في المجال الجوي على ارتفاع منخفض سمح بتطوير سوق المروحيات في الصين الذي يشهد ازدهارا كبيرا"، ويترسخ بذلك نشاط هذا الفرع لشركة ايرباص في الصين التي لها اصلا حضور كبير في هذا البلد الذي سلمته 133 طائرة في 2013 اي عشرين بالمئة من انتاجها العالمي، واخيرا اعلنت لوفتهانزا انها وقعت بروتوكول اتفاق لإنشاء شركة مشتركة مع منافستها الصينية اير تشاينا، ما سيمكنها من اقتراح مزيد من الخيارات للرحلات على زبائنها.

واعلنت الشركة ان هذا التعاون الذي سيدخل حيز التنفيذ في تشرين الاول/اكتوبر سيفسح المجال امام لوفتهانزا "لتصل بشكل افضل الى ثاني اكبر سوق جوي بعد الولايات المتحدة"، وقد نقلت الشركات الصينية السنة الماضية 350 مليون راكب اي بزيادة 11% في ظرف سنة، وفق الاحصاءات الرسمية ويتوقع ان يساهم تنامي الطبقات المتوسطة في زيادة حركة النقل الجوي في الصين، واثر هذه الاعلانات اكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي التقته ميركل في وقت لاحق، ان المانيا تظل في نظره "شريكا استراتيجيا هاما".

وصدرت المانيا بما قيمته 67 مليار يورو نحو الصين السنة الماضية -ما يجعل من العملاق الاسيوي ثاني سوق تصدير (باستثناء الاتحاد الاوروبي) بعد الولايات المتحدة، في حين تجاوزت الصادرات الصينية الى المانيا 73 مليارا، من جهة اخرى اضاف شي ان برلين تتمتع ب"نفوذ مهم في العالم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/تموز/2014 - 18/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م