نظارات جوجل الذكية المثيرة للجدل...

تتفاعل ذهنيا وبغمزة عين

 

شبكة النبأ: تعد نظارة جوجل الجديدة "Google Glass" من أكثر الابتكارات التقنية إثارة للاهتمام والجدل العالمي في ميدان الابتكارات التكنولوجية والمعلوماتية، فالبعض يعتبرها ابتكارا فريدا ومتطورا يمكن ان يضيف لمسة جديدة ومميزة لحياتنا اليومية، التي اصبحت تعتمد بشكل اساسي على كل ما هو جديد في عالم التقنيات المتطورة، اما البعض الاخر فيشعر بالفزع والخوف من المشكلات الجديدة التي يحملها هذا الابتكار الغريب حول انتهاك الخصوصية وتهديد سلامة المعلومات الشخصية.

وهو ما دفع الشركة الى اجراء بعض التعديلات الخاصة بهذا الشأن حيث أكدت أنها سترفض أي تطبيق يسمح بالتعرف عن الوجوه بنظارتها دون أن يعطي المطور ترخيص أو ضمان يؤكد بأن تطبيقه لن يلتقط أي صوره أو مقطع فيديو خلسة دون علم الأشخاص. ويذكر بأن هناك تطبيق يعمل على نظرات جوجل الذكية ويمكن المستخدم من التقاط أي صورة يشاء عن طريق الغمز بالعينين وهو ما أثار استياء الكثير من الناس.

وتعتبر نظارة غوغل الذكية واحدة من أدوات التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها والتي أطلقتها شركات مختلفة في منافسة ترمي إلى الاستحواذ على حصة كبيرة في القطاع النامي. ففي أكتوبر/تشرين الأول أطلقت (نايك) الجيل الثاني من سوار معصم رياضي "فيول باند" يساعد المستخدمين في تتبع نشاطهم البدني.

وفي سبتمبر/أيلول كشفت سامسونغ عن ساعتها الذكية "غالاكسي جير" التي يمكن استخدامها لتسجيل المكالمات الصوتية وتشغيل تطبيقات مختلفة. وفي نفس الشهر عرضت شركة اتصالات المحمول اليابانية "إن تي تي دوكومو" نظارة يمكنها ترجمة قائمة طعام عن طريق عرض النص المترجم فوق النص غير المألوف للمستخدم.

وفي وقت سابق قالت شركة (هيبسيلون) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها إنها طورت جواربًا مزودة بأدوات استشعار تساعد مستخدميها في مراقبة توازنهم أثناء المشي أو الركض. وفي الصين كشفت شركة (شاندا) عن جهاز "جيك رينج" الذي يمكن ارتداؤه في الإصبع ويمكنه فتح الهاتف الذكي للمستخدم أو نقل المعلومات للآخرين.

وفي هذا الشأن قالت شركة جوجل إن بوسع الجميع في الولايات المتحدة الآن شراء نظارة جوجل في نسختها التجريبية وذلك مقابل 1500 دولار حتى نفاد الكمية. وقالت جوجل إنها "قررت إتاحة النظارة في نسختها التجريبية للمزيد من الناس." واضافت في مدونة أن أي شخص في الولايات المتحدة يمكنه شراء النظارة المتصلة بالإنترنت حتى نفاد الكمية.

وكانت جوجل قد أتاحت بيع النظارة لمدة يوم واحد في وقت سابق وبسعر 1500 دولار من أجل إتاحتها لشريحة أكبر من العينة المختارة من المستخدمين مثل مطوري التطبيقات. ولم تحدد جوجل التي قالت إنها ما تزال تعمل على تحسين المنتج عدد النظارات التي ستطرحها للبيع ولا ما إذا كانت ستطرح المزيد منها بعد نفاد الكمية. ومن المتوقع طرح نسخة للبيع للمستهلك بحلول نهاية العام الجاري. بحسب رويترز.

وتوجد شاشة الكترونية في حجم طابع البريد مثبتة على إطار النظارة التي تستطيع تسجيل مقاطع مصورة والدخول إلى البريد الإلكتروني واعطاء نصائح للقيادة واسترجاع معلومات من الانترنت من خلال الاتصال اللاسلكي بالهاتف المحمول للمستخدم. وأثارت نظارة جوجل مخاوف بشأن الخصوصية مما دفع بعض المشرعين باقتراح فرض حظر على المنتج.

تباين الآراء

على صعيد متصل نظمت شركة جوجل أربعة منتديات للنقاش حول مميزات جهاز كمبيوتر جديد على شكل نظارة من مبتكراتها وذلك خلال مؤتمر للمطورين. لكن جدول الأعمال لم يتضمن جلسة بشأن آداب استخدام النظارة (جلاس) التي تتمتع بخاصية التسجيل بعد ان ارتدى بعض الحضور النظارة في كل مكان بما في ذلك في دورات المياه المزدحمة.

ولا تتوفر جوجل جلاس التي تعتبر حلقة وصل بين جهاز الكمبيوتر المحمول والنظارات الطبية الا لعدد قليل من الناس في الوقت الحالي ويمكنها تسجيل الفيديو والدخول الى مواقع الكترونية لكنها أصبحت بالفعل من أكثر الأجهزة الجديدة التي تستحق الجلبة المثارة حولها بعد ان أثارت اعصاب كثيرين من مشرعين الى عاملين في نوادي القمار بشأن احتمالات انتهاكها الخصوصية بشكل لا يمكن تصوره.

وقال الين فيرستنبيرج وهو استشاري في التكنولوجيا في مؤتمر مطوري جوجل "كنت مع صديقة نتناول العشاء وبعد 30 دقيقة قالت لي: هذه الأشياء (النظارة) تربكني." وكان فيرستنبيرج قد بدأ في ارتداء النظارة جلاس منذ نحو أسبوع لكنه خلعها حتى تشعر شريكته في العشاء بالارتياح. وفي مناسبة أخرى أقر فيرستنبيرج بأنه دخل دورة المياه مرتديا النظارة جلاس دون أن يدري.

ويرى كثيرون أن أجهزة الكمبيوتر التي تشبه النظارة جوجل جلاس ويتم ارتداؤها ستكون التغير الكبير المقبل في التكنولوجيا مثلما تطورت الهواتف الذكية من أجهزة الكمبيوتر الشخصية. ويتردد أن شركتي ابل وسامسونج تعملان على أشكال أخرى من هذه التكنولوجيا. وتبدو النسخة التجريبية من جوجل جلاس مثل نظارة طبية لها شريحة عريضة على جانبها الأيمن. ووصلت بالفعل الى نحو الفين مستخدم تم اختيارهم بعناية.

ويتخذ بعض خبراء الصناعة منحى أكثر جدية ويشيرون إلى إمكانية إساءة استخدامها لأن النظارة جوجل جلاس يمكنها أن تسجل الفيديو بوضوح أقل بكثير من أي جهاز تسجيل. لكن أصبح للنظارة أيضا الكثير من المعجبين فجوجل وبعض المستخدمين الاوائل لها يقولون إن المخاوف بشأن الخصوصية مبالغ فيها. ومثلما هو الحال مع كاميرات الفيديو التقليدية يومض ضوء بسيط يخبر الناس بأن النظارة تسجل. وقال العديد ممن جربوا النظارة جلاس في مؤتمر المطورين إنهم يخلعونها في مواقف تكون فيها غير مناسبة مثل غرف تبديل الملابس في الصالات الرياضية أو اجتماعات العمل.

وفي الوقت الذي كثرت فيه الشائعات والأخبار حول نظارات غوغل التقنية وطريقة عملها، كشف ستيف لي، مدير منتج نظارات "غوغل،" بعض التفاصيل حول طريقة عمل هذا المنتج ومدى الخصوصية التي يمكن توفيرها للفرد أثناء الاستعمال. وأوضح لي: "من أكبر الانتقادات التي تم توجيهها إلى هذا المنتج تتمحور حول تحويل الفرد إلى عضو في قصص الخيال العلمي الذي يعرف بالموتى الأحساء.. أو الـ"زومبي،" من خلال سير الفرد أو تحديقه بوجه شخص آخر وهو بالحقيقة بنظر إلى الشاشة الصغيرة.

وأوضح لي "تم تثبيت العدسة الصغيرة بنظارات غوغل بزاوية مرتفعة، حيث أن الفرد عند الرغبة باستخدامها فإنه يتوجب عليه النظر إلى أعلى وعليه فإن المتواجدين حول المستخدم سيلاحظون انشغاله." وبين لي أنه وبالنسبة إلى المخاوف من أخذ المستخدم الصور ومقاطع الفيديو بواسطة نظارات غوغل بشكل سري، فإن التصميم يجبر المستخدم على ضغط زر موجود على النظارة أو استخدام نظام الأوامر الصوتية كقوله "أخد صورة أو بدء تسجيل فيديو،" وهي أمور يمكن ملاحظتها من قبل جميع الأفراد من حوله. بحسب CNN.

وقال لي الضوء إنّ الشاشة المثبتة أعلى العين سيصدر عنها ضوء اثناء الاستخدام وعليه فإن ذلك سينبه الأفراد الآخرين من أن الفرد يستخدم هذه النظارة في الوقت ذاته الذي يقوم بحجب المعلومات التي يطلع عليها الفرد عمن حوله وذلك ليوفر خصوصية.

بـغمزة عين

الى جانب ذلك طرحت شركة غوغل خاصية جديدة على نظاراتها الذكية على نحو يتيح لمستخدميها التقاط الصور بـ"غمزة عين". وقالت الشركة إن هذا التطور الجديد أسرع من زر التقاط الصور بالكاميرا ومن استخدام الصوت لتوجيه أمر التقاط الصورة، فضلا عن كونه يعمل حتى وإن كان العرض مغلقا.

كما أضاف التحديث الجديد، الذي يحمل اسم إصدار "XE12"، خاصية قفل شاشة عرض النظارة إلى جانب تزويدها بإمكانية رفع مقاطع الفيديو وتبادلها على موقع (يوتيوب). وتحرص شركات التكنولوجيا على المشاركة بمنتجات في سوق الأدوات التي يرتديها المستخدمون، إذ يعتبر كثيرون هذه السوق قطاعا رئيسيا يحقق نموا.

وتقول غوغل إن خاصية الالتقاط بغمز العين لنظارتها قد يتعدد استخدامه في المستقبل. وأضافت الشركة في إحدى مدوناتها: "تخيلوا يومًا قد يأتي يمكنكم فيه دفع فاتورة سيارة الأجرة بمجرد الغمز للعداد من مقعدكم الخلفي، أو الغمز لزوج من الأحذية المعروضة في واجهة العرض ليصلك إلى المنزل بالمقاس المناسب، أو ربما تغمز لوصفة في كتاب طهي لتظهر لك الارشادات على الفور بسهولة وبدون استخدام يدك."

وصاحب إطلاق نظارة غوغل الذكية القلق بشأن تأثيرها على خصوصية مستخدميها، إذ يمكن لهذه النظارة أن تجمع صورًا ومقاطع فيديو وبيانات أخرى عن كل ما يراه المستخدم تقريبا. بل وصل البعض إلى حد القول ب"استحالة" الخصوصية مع شيوع استخدام نظارات غوغل أو أي منتجات مشابهة. من جهة أخرى قال محللون إن الخاصية الجديدة ستجعل من الصعب على من يلتقط لهم الصور ملاحظة ذلك.

قال مانوج مينون، مدير إدارة شركة (فروست آند سوليفان) للاستشارات :"إنه تقدم تكنولوجي بارز وفرص الابتكاره فيه لا حصر لها." لكنه أضاف: "على الرغم من ذلك، فهو يثير قضايا نحتاج فهمها إلى جانب قضيتي الأمن والخصوصية. كما يجب طرح نقاش بشأن كيفية استخدام هذه الأدوات بحرية وفي أي بيئة." وقال مينون أيضًا إنه في الغالب قد توضع قواعد تنظم استخدام هذه التكنولوجيا نظرا لكونها في مرحلة النضج وتسعى شركات جاهدة لتعميمها.

ومن المتوقع أن يشهد سوق أدوات التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها نموًا قويًا في السنوات المقبلة، بيد أن المحللين يختلفون بشأن حجم هذه السوق. وطبقًا لمؤسسة (جونيبر ريسيرش) للبحوث من المتوقع أن يشهد القطاع تسجيل مبيعات سنوية تصل إلى 19 مليار دولار بحلول عام 2018، وهي زيادة بفارق 1.4 مليار دولار عن المسجل هذا العام. بحسب بي بي سي.

بينما كان محللو بنك (كريدي سويس) أكثر تفاؤلا بتوقعهم أن يسجل القطاع مبيعات تصل إلى 50 مليار دولار لنفس الفترة. في حين آثرت شركة (غارتنر) للأبحاث أن تكون أكثر حذرًا في توقعاتها إذ قدرت المبيعات بـ 10 مليار دولار بحلول 2016، ورجح أحد محلليها تسجيل القطاع نموا أسرع إن قررت الشركات تزويد موظفيها بمثل هذا النوع من التكنولوجيا.

التحكم ذهنيا

من جانب اخر انتجت شركة بريطانية برنامجا يتيح التحكم بنظارات غوغل (Google Glass)عن طريق الموجات الدماغية. ويتيح البرنامج الجديد، عن طريق الجمع بين نظارات غوغل الذكية وجهاز لكشف الموجات الدماغية صغير الحجم يمكن تثبيته فوق الرأس، التقاط الصور دون تحريك عضلة واحدة.

وقالت الشركة التي انتجت البرنامج، وهي شركة This Place اللندنية، إن هذه التقنية يمكن الاستفادة منها في المواقف التي لا تسمح باستخدام اليد لالتقاط الصور كما في العمليات الجراحية. ونشرت الشركة البرنامج - المسمى MindRDR - مجانا بأمل ان يحوره المطورون لشتى الاستخدامات. اما غوغل التي نتنتج النظارات، فقد تبرأت من البرنامج الجديد واكدت انها لا تدعمه بأي شكل من الاشكال.

وقالت ناطقة باسم الشركة "لا تتمكن نظارات غوغل غلاس من قراءة افكارك. اما هذا البرنامج، فيبدو انه يعمل من خلال معدات اضافية موصلة بالنظارات. ولم تختبر غوغل هذا البرنامج ولا توصي به ولذا فلا يمكن الحصول عليه من خلال مخزن غوغل للتطبيقات." واضافت الناطقة "بالطبع نحن مهتمون دائما بالتطبيقات الجديدة الخاصة بنظارات غوغل غلاس، وقد رأينا بالفعل ابحاثا عظيمة في شتى الميادين الطبية من الجراحة الى مرض الرعاش." بحسب بي بي سي.

ويمكن استخدام جهاز كشف الموجات الدماغية لقياس ما اذا كان جزء معين من الدماغ يظهر فعالية اكثر من غيره، وفي هذه الحالة يقوم برنامج MindRDR برصد ما اذا كان المستخدم يركز بتفكيره على امر معين. ويشاهد المستخدم خطا ابيض في شاشة النظارات، ويرتفع هذا الخط كلما زاد المستخدم تركيزه حتى يصل الى اعلى الشاشة وعندئذ يتم التقاط الصورة باستخدام آلة التصوير المثبتة في النظارة. ومن شأن اعادة العملية ارسال الصورة الى وسيلة التواصل الاجتماعي التي كان المستخدم قد ادخلها في النظارة سلفا. وتتم السيطرة على النظارات حاليا عن طريق اللمس او الايعاز الصوتي.

نموذج جديد

من جهة اخرى وبعد نظارات "غوغل" التفاعلية، استحدثت مجموعة ناشئة تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها نموذجا يسمح لصاحب النظارات برؤية أشياء افتراضية بالأبعاد الثلاثية في الهواء وتحريكها. وعرضت مجموعة "أثير لابز" النموذج باعتبار أنه يندرج في سياق الاجهزة المحمولة الأكثر تقدما التي تسمح بالنفاذ إلى خدمات الانترنت في أي وقت كان.

ويكمن الهدف من هذه النظارات على المدى الطويل في رؤية الصور تتحرك، كما هي الحال في عالم الساحر هاري بوتر، أو رؤية رسائل خاصة (تنزيلات او اخرى) تتنقل في واجهات المتاجر. وتكلم سليمان عيتاني المدير العام لمجموعة "أثير لابز" التي تتخذ في منطقة ماونتن فييو في كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة) مقرا لها وأحد مؤسسيها عن "تكنولوجيا ذكية بما فيه الكفاية لتحيط بمستخدمها". بحسب فرانس برس.

وقال "تغير منصتنا المحمولة بالأبعاد الثلاثية سبل النفاذ إلى المعلومات ... ويمكن التحكم بها بحركات يدوية". وتعمل نظارات "أثير لابز" بنظام "أندرويد" من "غوغل"، وهي توصل بالانترنت بواسطة شبكة لا سلكية أو شبكة خلوية. وتقوم المجموعة أيضا بتطوير نظام تحكم صوتي، وهي اعتبرت ان جهازها لن يكون جاهزا ليطرح في الاسواق قبل العام المقبل.

إيجنسي جلاس

على صعيد متصل وفي الوقت الذي تواصل فيه شركة غوغل إبهار العالم بما تنتجه من نظارات ذكية، ابتكر باحث ياباني بديلًا جديدًا قد يحدث ثورة في هذا المجال. وتستبدل النظارات الجديدة حركات العين الحقيقية لمرتديها بحركات تظهر على شاشاتها في صورة رسوم متحركة. وزودت النظارات بعدسات تسمح للمستخدم بأن يرى ما حوله وتسمح له أيضا بأن يغفو لدقائق دون أن يلاحظ ذلك أي من المحيطين به من خلال التعبير الذي يظهر على شاشاتها.

وقال هيروتاكا أوساوا، أستاذ التكنولوجيا ومخترع النظارات الإلكترونية التي أطلق عليها اسم "إيجنسي جلاس"، إن النظارات يمكنها أن تحاكي الاستجابات الانفعالية لمرتديها عندما يكون في حالة من التشتت أو الانشغال بأمر ما. وأضاف أن "الفكرة مستوحاة من أعمال أحد الباحثين الأمريكيين في علم الاجتماع الذي ابتكر مصطلح "المهن العاطفية" في إشارة إلى تلك المهن التي تستخدم فيها تعبيرات الوجه وحركة الجسم في التعبير عن المشاعر".

وأشار أوساوا إلى أن تلك المهن تشمل التمريض، والخدمة بالمطاعم والمقاهي، والتدريس والغناء.

وأوضح أن "المجتمع المتقدم يتطلب من الموظفين التعامل مع متلقي الخدمات بشكل أكثر ودا". وأكد أيضًا أن "نظارات إيجنسي جلاس تستهدف دعم العاملين في "المهن العاطفية" من خلال تنمية القدرات الاجتماعية اعتمادا على التكنولوجيا الحديثة.

زُودت النظارات الإلكترونية الجديدة بشاشتين OLED (عبارة عن صمام ثنائي باعث للضوء مصنوع من مكونات عضوية) يتحكم فيهما المستخدم عن طريق الهاتف الذكي أو الكمبيوتر عبر وصلة البلوتوث اللاسلكية. ويتصل هذا الكمبيوتر بكاميرا تلتقط القراءات من البيئة المحيطة بالمستخدم. وتحتوي النظارات أيضًا على مجسات لقياس الاتجاه والسرعة، مثبتة على الذراع الأيسر للإطار، بينما تثبت البطارية التي تزود الأداة بالطاقة على الذراع الأيمن.

فإذا أومأ المستخدم برأسه، على سبيل المثال، تصدر النظارات إشارة ضوئية. وإذا هز المستخدم رأسه، تصدر شاشات النظارات ومضات سريعة، كما ترتفع العينان لأعلى إذا ما انحنى المستخدم. فإذا رصد برنامج التعرف على تعبيرات الوجه، على الكمبيوتر المتصل بالنظارات عبر البلوتوث، شخصا ما يحملق في وجه المستخدم، فسوف يصدر استجابة مماثلة على شاشات النظارات.

ورغم أنها تعبيرات بسيطة نسبيا، فإنها كما قال مخترع النظارات الجديدة، تسمح للآخرين بالشعور باهتمام مرتدي النظارات بهم، مع إعفائه من الحاجة إلى التحكم في مشاعره. ويدرك مخترع النظارات الذكية الجديدة مدى غرابة النسخة التجريبية من اختراعه. ويفكر مخترع النظارات الذكية الجديدة في تطوير البرمجيات لمحاكاة ابتسامة الآخرين.

وظهر أوساوا في فيديو ترويجي لاختراعه، مرتديًا النظارة الذكية وكأنه مهتم بما يقوله الحاضرون في اجتماع عقده في مكتبه بالجامعة، بينما كان في الحقيقة نائما. ومع ذلك، يرى البعض أن لهذا الاختراع استخدامات حقيقية. إذ ترجح أستاذة التكنولوجيا، نادية برثوذ، أن تلك النظارات يمكن استخدامها في حل مشكلة التعرف على الحالة الانفعالية التي يعيشها الآخرون، وهي المشكلة التي يواجهها المنحدرون من ثقافات غربية وشرقية ويعانون منها أثناء التواصل مع بعضهم البعض. بحسب بي بي سي.

وأضافت نادية، الباحثة بجامعة كلية لندن، أنه "من الممكن أن يخطئ البعض في تفسير الإشارات التعبيرية، لذلك يمكن تطوير تلك الأداة لتستخدم كمترجم لتعبيرات الوجه لتسهيل التواصل بين شخصين من ثقافات مختلفة، إذ تختلف معاني التعبيرات من ثقافة لأخرى". ولكنها علقت على الشكل الحالي للنسخة التجريبية من إجنسي جلاس مؤكدة أنه لا يمكن أن يقبل أحد على شراء النظارات في شكلها الحالي. في نفس الوقت، أكد أوساوا أنه يعتزم التوسع في الأبحاث الخاصة بالروبوت الانفعالي مستهدفًا الوصول إلى شاشة جديدة تُزود بها النظارات تستطيع محاكاة ابتسامة من يتعاملون مع مستخدم النظارات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/تموز/2014 - 16/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م