هل ستعود الديناصورات مجددا؟!

 

شبكة النبأ: الديناصورات هذه المخلوقات التي اختفت عن عالمنا قبل اكثر من 65 مليون سنة، لاتزال محط اهتمام لدى الكثير من العلماء والمتخصصين الساعين الى الوصول الى بعض الاسرار المتعلقة بالانقراض المفاجئ لهذه الكائنات والتي عاشت على ظهر الارض قرابة 160 مليون عام، وقد تعدت الفرضيات الخاصة بهذا الانقراض حيث ارجع بعض العلماء اسباب هذا الانقراض الى تعرض الأرض إلى زخم هائل من تساقط النيازك وهو ما كان سببا في اختفاء هذه المخلوقات، أما ابعض الاخر فيعتقد ان الانفجارات البركانية و انتشار الغازات البركانية التي شهدها كوكب الارض هي السبب في ذلك.

واليوم ومن خلال البحث والتنقيب استطاع العلماء العثور على أشكال مختلفة من الديناصورات في جميع قارات العالم، حيث أصبحت الهياكل العظمية التي تم العثور عليها مصدر مهم لدراسة والبحث كما انها اصبحت ايضا معلم ثقافي مهم للعديد من الدول ومصدر اساسي لجذب السياح من خلال عرضها في متاحف خاصة. وفيما يخص اخر الاستكشافات فقد قال علماء الأحياء القديمة إنهم اكتشفوا نحو 50 حفرية كاملة التفاصيل لديناصورات من نوع الإكتيوصور في جنوب تشيلي فيما يمثل أفضل الاكتشافات من نوعها على الإطلاق. واكتشفت حفريات هذه الكائنات الشبيهة بالدولفين في محمية توريس ديلي بايني الوطنية في تشيلي وهي تعد منطقة جذب سياحي رئيسية بقممها الخلابة وبحيراتها اللازوردية لعشاق الطبيعة ورواد رحلات المناطق الوعرة.

وقال باحثون إن هذه الزواحف المائية التي دفنت تحت صخور جبل تيندال الجليدي الهائل عاشت بين العصرين الترياسي والكريتاسي وهي الفترة التي امتدت من 250 مليون عام الى 66 مليونا. وقال كريستيان سالازار باحث الأحياء القديمة وأمين متحف التاريخ الطبيعي يوم "تمثل هذه المقبرة العظيمة للإكتيوصور والطريقة التي ظلت محفوظة بها امرا فريدا." بحسب رويترز.

وأضاف "إنه أحدث كتشاف مهم في تاريخها (الكائنات). سيجيب على الكثير من الأسئلة عن كيفية انقراضها والى أين هاجرت وكيف عاشت." وقال سالازار إنه عثر على هذه الحفريات وعددها 46 حفرية خلال عميات تنقيب وحفريات استمرت ثلاثة أشهر مشيرا الى احتمال العثور على المزيد منها.

أكبر ديناصور

في السياق ذاته أعلن علماء حفريات اكتشاف عظام حفرية لديناصور يعتقد أنه أكبر مخلوق وطئت قدمه على الأرض في الأرجنتين. وبالنظر إلى ضخامة عظم فخذ الديناصور، يقدر العلماء طوله بنحو 40 مترا وارتفاعه بنحو 20 مترا. ويبلغ وزن الديناصور وفقا لتقدير العلماء نحو 77 طنا أو ما يوازي وزن 14 فيلا إفريقيا، كما يزيد وزنه بنحو سبعة أطنان عن وزن أكبر ديناصور كان قد اكتشف من قبل، وهو الديناصور المسمى "أرجنتينوسوراس".

ويعتقد العلماء أن الديناصور المكتشف هو نوع جديدة من مجموعة الـ"تيتاناصور"، وهي حيوانات ضخمة آكلة للعشب عاشت في أواخر العصر الطباشيري. وكانت أحافير الديناصور قد اكتشفت بعد أن عثر عليها في البداية مزارع محلي في المنطقة الصحراوية بالقرب من بلدة لا فليشا، التي تبعد نحو 250 كليومتر غرب مدينة تريليو في منطقة باتاغونيا جنوب الأرجنتين. وجرى بعد ذلك استخراج العظام الحفرية للديناصور بواسطة فريق من علماء الحفريات من متحف إيغيديو فيروغليو للحفريات بمدينة تريليو، بقيادة خوسيه لويس كارباليدو ودييغو بول.

وعثر العلماء على أجزاء من الهيكل العظمي لسبع أفراد، بإجمالي 150 عظمة جميعها "في حالة ممتازة". وبقياس طول ومحيط أكبر عظامه وهي عظمة الفخذ قدر العلماء وزنه بنحو 77 طن. وقال الباحثون: "بالنظر إلى حجم هذه العظام، التي تفوق نظيرتها في أي حيوان ضخم اكتشف من ذي قبل، فإن الديناصور الجديد يعد أضخم حيوان وطئت قدمه على الأرض." وأضافوا: "يبلغ طوله بدءا من رأسه وحتى نهاية ذيله نحو 40 مترا، وفي حال وقوفه رافعا رأسه إلى الأعلى، يبلغ ارتفاعه نحو 20 مترا، بما يساوي ارتفاع سبعة طوابق من المباني".

وعاش الديناصور آكل العشب في غابات منطقة باتاغونيا منذ نحو 95 إلى 100 مليون سنة، وذلك بالنظر إلى عمر الصخور التي عثر فيها على عظامه. وبالرغم من ضخامته، إلا أن العلماء لم يطلقوا اسما على هذا الديناصور بعد. وقال الباحثون: "سنطلق عليه اسما يصف ضخامته ويحفل بالمنطقة وأصحاب المزرعة الذين نبهونا إلى هذا الاكتشاف". وكان هناك عدد من المتنافسين على لقب "أكبر ديناصور في العالم" من ذي قبل.

وكان آخر تلك الديناصورات ديناصور "أرجنتينوسوراس" الذي ينتمي إلى سلالة الصوروبودا، والذي اكتشف أيضا في منطقة باتاغونيا. وكان يعتقد في السابق أن وزن الديناصور أرجنتينوسوراس يبلغ حوالي 100 طن، لكن أعيد النظر في ذلك فيما بعد لينخفض هذا الوزن التقديري إلى نحو 70 طنا، وهو أقل من وزن الديناصور الجديد الذي يبلغ 77 طنا وينتمي لنفس سلالة الصوروبودا.

ولا يتسم تقدير وزن الديناصورات بالدقة البالغة، لاعتماده على عدد من الطرق المعقدة لتقدير الحجم والوزن، وذلك بالاعتماد على الهيكل العظمي الذي يعثر عليه غير مكتمل في العادة. وكان حجم الديناصور أرجنتينوسوراس قد قدر استنادا إلى عدد قليل من العظام. لكن الباحثين هنا في حالة الديناصور الجديد لديهم عشرات العظام التي يعملون عليها، الأمر الذي يجعلهم أكثر ثقة من أنهم قد اكتشفوا بالفعل أضخم ديناصور في التاريخ.

ويتفق بول باريت، خبير الديناصورات والأستاذ في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، مع الفكرة التي ترى أن الديناصور الجديد "حيوان ضخم للغاية، لكن هناك عددا من عظام فخذ ديناصورات سلالة الصوروبودا جرى اكتشافها أيضا". وأضاف: "دون معرفة المزيد عن هذا الديناصور، فمن الصعب أن نكون متأكدين." بحسب بي بي سي.

وأشار باريت إلى أن واحدة من المشاكل التي تواجه العلماء في تقدير وزن الديناصور أرجنتينوسوراس والديناصور الجديد هي أن كلا التقديرين يعتمد على عينات شظايا من العظام، ولا يوجد هيكل عظمي كامل، الأمر الذي يعني أن تقدير أبعاد الحيوان وشكله الكلي مسألة تخمينية. وأضاف قائلا: "من المثير لنا أن نسمع عن اكتشاف ديناصور آخر جديد من سلالة الصوروبودا. لكنه وعلى النحو المثالي، فإننا بحاجة إلى المزيد من المواد الملموسة من هذه الحيوانات المذهلة لكي نحدد مدى ضخامتها الحقيقية".

حفرية نادرة

من جانب اخر قال أمين متحف للأحياء القديمة إن مجموعة من الشبان كانوا يقيمون حفلا على شاطئ بحيرة في ولاية نيو مكسيكو عثروا على حفرية جمجمة لحيوان الماستودون المنقرض يرجع عهدها الى أكثر من عشرة ملايين عام مشيرا الى ان الباحثين يحتاجون الى ستة أشهر على الاقل لتنظيفها. وكان حضور الحفل قد عثروا مصادفة على الجمجمة وبها أنياب الحيوان المنقرض مدفونة في الرمال في محمية اليفانت بوت الخاصة بالولاية على بعد 250 كيلومترا الى الجنوب من البوكيرك.

وقاد جاري مورجان خبير الأحياء القديمة وأمين متحف نيو مكسيكو القومي للعلوم والتاريخ الطبيعي فريقا قضى نحو ست ساعات يعكف بعناية على استخراج الحفرية التي كانت مدفونة على عمق 1.2 متر في رمال البحيرة. وعند اكتمال استخراج الحفرية وجد الباحثون ان طولها 1.5 متر وعرضها متر واحد وتزن أكثر من 450 كيلوجراما. وقال مورجان "هذا الماستودون أقدم من الماموث ذي الشعر الصوفي الذي عاش على الأرض في العصر الجليدي.. وربما يكون الماستودون نفق على حافة السياج الرملي لنهر ريو جراندي العتيق." واضاف "أعيش هنا منذ عشرين عاما ولم أشاهد قط شيئا مثل هذا."

وحيوان الماستودون أحد أقارب الفيلة التي يصل طول الواحد منها الى ثلاثة امتار والتي هاجرت الى أمريكا الشمالية قبل 15 مليون عام. وظل حيوان الماستودون يجوب أنحاء القارة الى جانب النمور ذات الأسنان الحادة وحيوان الكسلان العملاق والإبل الأمريكية قبل انقراض هذه الحيوانات منذ عشرة آلاف عام. وقال مورجان إن هذا الإكتشاف النادر ظهر الى حيز الوجود بعدما تم تصريف كميات من الماء من بحيرة اليفانت بوت قبل اسبوعين لري مناطق في جنوب نيو مكسيكو وتكساس. بحسب رويترز.

وقال ان عملية تنظيف الحفرية تحتاج الى قدر من الدقة والعناية وقد يعكف عليها فريقه البحثي نحو ستة أشهر قبل البدء في دراستها بتأن. وأضاف إن المتحف سيعرض الحفرية للجمهور بعد نحو عام لحين استكمال الدراسات الخاصة بالحفرية.

ديناصور فريد

الى جانب ذلك أعلن علماء في الارجنتين اكتشاف بقايا ديناصور فريد من سلالة سوروبود ذات الرقبة الطويلة التي كانت تتغذى على النباتات وهي اضخم المخلوقات البرية في تاريخ الكرة الارضية. وقال العلماء إن الديناصور الذي اطلق عليه اسم لينكوبال لاتيكودا ربما يكون الاصغر بين عائلة ديناصورات سوروبود المعروفة باسم "ديبلودوسيد" والتي عاشت في أمريكا الشمالية. وهو ايضا أول ديناصور من هذه العائلة يكتشف في أمريكا الجنوبية.

وقال بابلو جالينا عالم الحفريات الارجنتيني وعضو فريق العلماء إن الديناصور عاش قبل حوالي 140 مليون سنة أي بعد ملايين السنين من الفترة الزمنية التي اعتقد العلماء في السابق ان هذه الفصيلة من الديناصورات اندثرت فيها. وقال سبستيان ابستيجويا وهو عضو اخر في فريق العلماء "العثور على لينكوبال مدهش تماما لاننا لم نتخيل أبدا انه كان ممكنا." ووصف ابستيجويا لينكوبال بانه "كائن صغير الحجم جدا في نسل للعملاقة." بحسب رويترز.

وقال "لا نعرف حجمه لكن بالنظر إلى ان الكثير من عظامه كانت ضعيفة وخفيفة الوزن وان معظم جسمه كان يتشكل من الرقبة والزيل فإن وزنه لا يمكن ان يكون مثيرا للاعجاب. لم يكن في الواقع اكبر حجما من الفيل." وكان وزن بعض ديناصورات سوروبود مثل ارجنتينوسوروس التي عاشت في الارجنتين يصل إلى 90 طنا وطولها الي اكثر من 30 مترا. وعاشت اخر ديناصورات سوروبود حتى نهاية عصر الديناصورات اي قبل حوالي 65 مليون سنة. وقال جالينا إن الديناصورات "ديبلودوسيد" عاشت في أمريكا الشمالية واوروبا وأفريقيا اثناء العصر الجوراسي.

حفرية لطائر

من جانب اخر يتميز طائر القطرس البحري التائه (الباتروس) بقدرته العجيبة على الصمود في وجه رياح المحيط وعلى الإنزلاق على سطح المياه لمسافات طويلة وعلاوة على ذلك فإنه يفخر بأنه صاحب أطول مسافة بين الجناحين بين كل طيور الأرض وتبلغ 3.5 متر. ورغم ذلك فانه ليس سوى حمامة اذا ما قورن بطائر منقرض غريب اسمه العلمي (بيلاجورنيس ساندرز) تعرف عليه العلماء من حفريات عثر عليها في ساوث كارولاينا وكان يعيش منذ 25 إلى 28 مليون عام وهو صاحب أطول مسافة بين الجناحين على الاطلاق بين الطيور على مر التاريخ إذ تراوحت بين 6.1 و7.4 متر.

إلا أن مجرد الحجم لا يجعل منه كائنا فريدا إذ إن لديه سلسلة من النتوءات العظمية الشبيهة بالأسنان التي تبرز من فكيه الطويلين والتي تساعده على التقاط الأسماك وحيوان الحبار (السبيط) على طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. وقال دانييل كسيبكا عالم الأحياء القديمة بمتحف بروس في جرينتش بولاية كونيتيكت والمشرف على هذه الدراسة التي نشرتها الأكاديمية القومية للعلوم "أي مخلوق على وجه الأرض سيتملكه الرعب. بوسع هذا الطائر أن يحجب أشعة الشمس وهو يحلق في السماء وإذا دنوت منه يعيد للأذهان صورة التنين."

وبأرجله القصيرة المكتنزة ربما لا يبدو طائرا رشيقا على الأرض إلا أن جناحيه الطويلين الممشوقين جعلا منه طائرا ذا قدرة هائلة على الانزلاق على سطح الماء وبوسعه أيضا أن يظل محلقا في الجو لمسافات طويلة رغم ضخامة حجمه. وينتمي هذا الطائر لمجموعة منقرضة ازدهرت منذ نحو 55 إلى ثلاثة ملايين عام. بحسب رويترز.

إلا ان هذه المجموعة ظهرت لها أسنان كاذبة لأغراض أخرى. وعاشت هذه الطيور في جميع القارات بما فيها القارة القطبية الجنوبية. وقال كسيبكا "إلا ان سبب انقراضها لا يزال يكتنفه الغموض." وقال بول أولسن عالم الاحياء القديمة بجامعة كولومبيا الذي لم يشارك في هذه الدراسة "جميع طيور العصر الحديث ليس لها أسنان إلا ان بعض الطيور القديمة مثل الاركيوبتركس كانت ذات أسنان موروثة من أسلاف تشبه الديناصورات لكنها ليست طيورا." كانت هذه الطيور تشبه الديناصور المجنح إلى حد كبير وهي زواحف طلائرة منقرضة عاشت وقت ازدهار الديناصورات.

دماء الديناصورات

على صعيد متصل فأخيرا توصل العلماء إلى إجابة مقنعة للسؤال المحير عما إذا كانت دماء الديناصورات حارة مثل الطيور والثدييات أم باردة مثل الزواحف والأسماك والبرمائيات. فالديناصورات التي كانت الحيوانات المسيطرة على الأرض لدهور إلى أن أبادها كويكب قبل 65 مليون عام كانت في موقع وسط بين الاثنين.

وقال علماء انهم أجروا تقييما لعملية الأيض (التمثيل الغذائي) لدى العديد من الديناصورات باستخدام معادلة تقوم على كتلة أجسامها التي يكشف عنها الجزء الأكبر من عظام فخذها ومعدلات نموها كما يتضح من حلقات النمو في عظام الحفريات الشبيهة بتلك الموجودة في الأشجار. وتضمنت الدراسة المنشورة في دورية ساينس تقييما شمل 21 نوعا من الديناصورات من بينها التيرانوصور والألوصور والأباتوصور طويل الرقبة والتينيتوصور الذي له منقار شبيه بمنقار البطة والترودون الشبيه بالطائر وايضا مجموعة من الثدييات والطيور والأسماك ذات العظام وأسماك القرش والسحالي والثعابين والتماسيح. بحسب رويترز.

وقال برايان انكويست عالم البيولوجيا التطورية وعالم البيئة بجامعة أريزونا "نتائجنا توضح أن الديناصوروات كان لديها معدلات للنمو وللأيض لا تتميز بها الكائنات ذات الدماء الحارة ولا الكانئات ذات الدماء الباردة. لا تتصرف مثل الثدييات ولا الطيور كما أنها لا تتصرف مثل الزواحف او الأسماك." وتابع قائلا "إنما لديها معدلات للنمو والأيض وسيطة بين الكائنات ذات الدماء الحارة والكائنات ذات الدماء الباردة المعاصرة. باختصار لديها تركيبات فسيولوجية لا تشبه أي من التركيبات الفسيولوجية الشائعة في عالم اليوم."

بينوكيو الملك

في السياق ذاته ربما يبدو اسمه مضحكا لكن قد يتعين توخي الحكمة وعدم الإغراق في الضحك على هذا الديناصور الغريب ذي الخرطوم الطويل الملقب (بينوكيو الملك) وهو من بني عمومة الديناصور المعروف آكل اللحوم إذ ان بمقدوره أن يزدرد الإنسان حيا. فقد تعرف العلماء على فرد جديد من أسرة التيرانوصور الملك واسمه العلمي (تشيانتشوصوراس سيننسيس) ويصل طوله الى تسعة أمتار والذي ظل يرتع في أرجاء الصين في نهاية عصر الديناصورات.

ويختلف هذا الديناصور في بعض الأوجه المهمة عن مجموعة الديناصورات اللاحمة المعروفة باسم التيرانوصور لاسيما بجمجمته الأكثر استطالة. وقال ستيف بروساتي أستاذ الأحياء القديمة بجامعة إدنبره في اسكتلندا وأحد المشاركين في هذه الدراسة "إنه صنف جديد من التيرانوصورات يتميز بخرطومه الطويل وبعدد من القرون على جمجمته وهو يختلف كثيرا عن التيرانوصورات الأخرى ذات الخرطوم القصير والقوية البنيان ذات الجماجم العادية. لذا فانه يخبرنا بان التيرانوصورات كانت ذات درجة مواءمة بيئية أكثر مما كنا نتصور."

ودفع خرطومه الطويل الباحثين الى تسميته (بينوكيو الملك) نسبة الى الدمية الخشبية ذات الأنف الطويل وهي شخصية تحلم دوما بان تصبح فتى يافعا وكان أنفه يكبر عندما يكذب. وقال بروساتي "خرطومه الطويل يذكرنا ببينوكيو وأنفه الطويل." وكان قد عثر في السابق على حفريتين للتيرانوصور ذي الخرطوم الطويل في منغوليا إلا انهما كانتا لأفراد شابة وقال بروساتي إنه لم يتضح إن كانتا من صغار التيرانوصور وذات خرطوم طويل ربما كان سيضمر عند سن البلوغ.

وقال بروساتي "هذه الحفرية الجديدة تحسم هذا الجدل لانها تبلغ في حجمها ضعف حجم حفريتي منغوليا وهي أكبر سنا وتتميز بخرطومها الطويل وقرونها الغريبة. لذا فلم تكونا ملامح شابة لكنها سمات مميزة لهذه المجموعة الفرعية من التيرانوصورات الطويلة الخرطوم." وعاش تشيانتشوصوراس منذ 66 مليون عام أي قبل وقت قصير نسبيا من اصطدام كوكيب يعتقد ان قطره عشرة كيلومترات بكوكب الأرض لتنقرض الديناصورات ومخلوقات أخرى. وقال بروساتي الذي نشرت نتائج دراسته في دورية (Nature Communications) "كان سيصبح واحدا من آخر الديناصورات وربما شهدت هذه الأنواع اصطدام الكويكب بالارض." بحسب رويترز.

وكان تشيانتشوصوراس أصغر حجما من بقية أنواع التيرانوصورات التي عاشت في نفس الوقت بأمريكا الشمالية ويبلغ الطول 12 مترا وكانت أكبر المخلوقات المفترسة المعروفة على الإطلاق. وقال بروساتي "كان له فم طويل بأسنان حادة. انك تخشى الإقتراب منه. ويعتبر قزما بالنسبة الى التيرانوصورات التي كانت من أشرس الكائنات المفترسة في جميع العصور." وعثر عمال على الحفرية الجيدة الحفظ في موقع للبناء في إقليم جيانغشي بجنوب الصين. أما الاسم العلمي (تشيانتشوصوراس سيننسيس) فقد اشتق اسم الجنس من منطقة تشيانتشو واسم النوع تكريما لدولة الصين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/تموز/2014 - 14/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م