الكنيسة والغطس في مستنقع الفضائح والفساد

 

شبكة النبأ: الكنيسة المسيحية لاتزال غارقة في وحل الفضائح الجنسية والاغتصاب وشذوذ، التي طالت الكثير من رجال الدين في العديد الكنائس، التي أصبحت مركز اساسي لفضائح الشذوذ والاستغلال الجنسي للأطفال وغيرها من الجرائم الاخرى، التي اثارت حالة من الخوف والهلع لدى الكثير من المسيحيين، الذين ابتعدوا عن الكنيسة بسبب ازدياد البلاغات الخاصة بجرائم الاستغلال الجنسي للأطفال التي يقوم بها القساوسة، هذه الفضائح المتناسلة كانت سببا في احراج بابا الفاتيكان الذي سعى وبحسب بعض المراقبين الى تقديم الاعتذارات المتواصلة من اجل ارضاء الرأي العام وتلميع صورة الكنيسة والفاتيكان.

وقد قال البابا فرنسيس لضحايا الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها رجال كنيسة كاثوليك إنه يجب على الكنيسة "البكاء والندم" على جرائم وصفها بأنها أخذت بعدا ينطوي على تدنيس للمقدسات. وقال في أقوى تعليق له حتى الآن على هذه الجرائم في قداس أقامه لستة من الضحايا البالغين "أشعر منذ وقت بألم كبير ومعاناة." وأقام البابا القداس قبل أن يلتقي بكل من الستة على حدة وهم ايرلنديان وبريطانيا وألمانيان. واستمر لقاء البابا بهم نحو أربع ساعات بعد أن أمضى حوالي نصف ساعة مع كل منهم. وقال "أبدي أمام الرب وشعوبكم أسفي عن الخطايا والانتهاكات الجنسية التي ارتكبها رجال دين في حقكم وأطلب الغفران."

وقال فرنسيس إنه لن يتسامح مع أي شخص في الكنيسة الكاثوليكية اعتدي على الأطفال بما في ذلك الأساقفة. لكن جماعات الضحايا انتقدت البابا بشدة لقوله في مقابلة هذا العام إن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فعلت أكثر مما تفعله أي منظمة أخرى لاستئصال شأفة الذين يستغلون الأطفال جنسيا بين صفوفها. وتلاحق فضيحة الاعتداء الجنسي الكنيسة الكاثوليكية منذ أكثر من عشرين عاما لكنها أصبحت قضية كبرى في الولايات المتحدة منذ حوالي عشر سنوات.

وعليه تبقى الكنيسة اليوم في ظل الاتهامات على أكثر من صعيد بوضع مقلق حول مستقبل هذه الفئة الدينية، على الرغم من  المعالجات التي يقوم بها الفاتيكان.

البابا يطلب الصفح

من جانب اخر طلب البابا فرنسيس لدى استقباله المكتب الكاثوليكي الدولي للطفولة في الفاتيكان "الصفح" باسم الكنيسة للمرة الأولى منذ انتخابه عن "الأضرار التي تسبب" بها كهنة تعدوا جنسيا على أطفال، وأكد أن العقوبات يجب أن تكون "قاسية جدا". وقال البابا "أشعر أن من واجبي أن أتحمل المسؤولية عن كل الأذى الذي تسبب به بعض الكهنة، وهم قلة بالمقارنة مع جميع الكهنة، وأن أطلب شخصيا الصفح عن الأضرار التي تسببوا بها بالتعدي جنسيا على الأطفال".

وأوضح الحبر الأعظم أن "الكنيسة مدركة لهذا الأذى. لا نريد أن نتراجع على صعيد معالجة هذه المسألة والعقوبات التي ينبغي أن تتخذ". لكنه أضاف "أعتقد أنها يجب ان تكون قاسية جدا! لا يسمح باستغلال الأطفال". وعلى خطى سلفه، تعهد البابا فرنسيس التصدي بحزم للتعدي على الاطفال، وأنشأ في الفترة الأخيرة لجنة لحماية الطفولة التي تضم بين أعضائها الإيرلندية ماري كولينز التي كانت ضحية تعديات جنسية.

وفي حزيران/يونيو 2010، طلب بنديكتوس السادس عشر بالحاح "الصفح" باسم الكنيسة عن التعديات الجنسية على الاطفال. وقد لطخت هذه الفضيحة حبريته. وكانت لجنة الامم المتحدة لحقوق الطفل انتقدت الفاتيكان الذي يستمر كما يقول خبراؤها في حماية بعض الكهنة المذنبين ويتقاعس عن ارغام الاسقفيات على التشهير بصورة منهجية بتلك الجرائم.

واعتبرت منظمات للضحايا السابقين ان البابا فرنسيس لم يفعل شيئا. وقد اغضبها بدفاعه عن الكنيسة ودعوته المؤسسات الأخرى إلى الاقتداء بعزمه على عدم التستر بعد اليوم على الفضيحة. وفي إطار الخلاف حول المعايير الجديدة للتربية الجنسية لدى الأطفال في أوروبا -مع النقاشات حول "نظرية النوع"- انتقد البابا فرنسيس في الخطاب نفسه التربية التجريبية و"التلاعب التعليمي" الراهن. ولم يسم اي تربية بالاسم. بحسب فرانس برس.

وأضاف البابا أمام أعضاء المكتب الكاثوليكي الدولي "أريد أن أعبر عن رفضي لأي نوع من أنواع التربية التجريبية مع الأطفال". وشدد على القول "لا نستطيع أن نقوم بتجارب مع الأطفال والشبان". وقال البابا فرنسيس في تصريح اتسم بنبرة عنيفة نادرة ضد الأفكار المعاصرة أن "أخطاء التلاعب التربوي التي عايشناها أيام الديكتاتوريات الكبيرة التي قامت بعمليات إبادة في القرن العشرين لم تختف. وهي ما زالت موجودة بأشكال شتى ترغم، بحجة الحداثة، الأطفال والشبان على سلوك الطريق الديكتاتوري الذي يمثله الفكر الواحد".

انتهاكات مستمرة

في السياق ذاته تنحى أحد أبرز أعضاء الكنيسة الكاثوليكية في أستراليا بعد اتهامه بارتكاب انتهاكات جنسية بحق أطفال، حسبما أعلنت الكنيسة. واتهم الأسقف ماكس ديفيز، الذي يتولى منصب كبير مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية للجيش، بارتكاب انتهاكات بحق طالب عام 1969. وقالت الكنيسة في بيان لها إن ديفيز "ينفي بشدة" هذه الاتهامات، وسيدافع عن نفسه في مواجهتها. وتعود هذه الحادثة الى فترة سبقت ترسيم ديفيز قسيسا، حينما كان معلما في مدرسة كاثوليكية غربي أستراليا.

وقالت شرطة غرب أستراليا في بيان لها إن "الرجل، الذي كان معلما في مدرسة سانت بنيديكت كوليدج في نيو نورسيا، اتهم بالتحرش الجنسي في عام 1969 بطفل كان يبلغ من العمر آنذاك 13 عاما". وأوضحت أن ديفيز "وجهت له ثلاث اتهامات بالتحرش بأطفال أقل من 14 عاما". ويشغل ماكس ديفيز منصب أسقف قوة الدفاع الأسترالية منذ عام 2003. وتتزامن هذه الاتهامات مع استمرار تحقيق وطني في قضايا ارتكاب تجاوزات جنسية بحق أطفال في أستراليا.

وأسست الحكومة لجنة ملكية للتحقيق في رد فعل المؤسسات تجاه قضايا التحرش الجنسي بالأطفال وتقوم هذه اللجنة بمراقبة جماعات دينية ومنظمات المجتمع المدني، ومؤسسات الرعاية التابعة للحكومة. وتأسست هذه اللجنة بقرار من رئيسة الوزراء السابقة جوليا غيلارد وبدأت أعمالها في أبريل/نيسان عام 2013. وجاءت هذه الخطوة بعد ضغوط من مشرعين في ظل اتهامات من الشرطة بأن الكنيسة الكاثوليكية أخفت أدلة على تورط قساوسة في انتهاكات جنسية بحق أطفال. وعقدت اللجنة جلسات خاصة وعلنية، ومن المقرر أن تقدم تقريرها في أواخر عام 2015. بحسب بي بي سي.

الى جانب ذلك أبلغت الكنيسة الكاثوليكية في ايرلندا مؤسسة راهبات كانت تدير منزلا عثر فيه على قبر جماعي يضم نحو 800 طفل بضرورة التعاون مع أي تحقيق في الامر. وتبحث ايرلندا إجراء تحقيق فيما وصفته الحكومة بأنه اكتشاف "مثير للقلق للغاية" لقبر في منزل كانت تديره مؤسسة راهبات المعونة الطيبة حيث توفي نحو 796 طفلا في الفترة بين 1925 و1961.

وقالت الاسقفية انها لم تكن لها أي علاقة بادارة المنزل لكنها روعت وسادها الحزن عندما علمت بعدد الاطفال الذين دفنوا في منزل تديره الكنيسة. وقال كبير الاساقفة مايكل نيري "لا يسعني سوى ان اتخيل مشاعر الحزن العميق التي شعرت بها الامهات نتيجة لتخليهن عن اطفالهن للتبني أو لمشاهدة وفاتهم. مشاعر الالم والانكسار التي تحملنها تتجاوز قدرتنا على الاستيعاب." وأضاف "بغض النظر عن المدة التي انقضت في هذا الامر فإن القلق العام الشديد يقتضي إتخاذ إجراء على وجه السرعة."

لجنة خاصة

على صعيد متصل وجهت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب إنتقادات لاذعة للفاتيكان بشأن أزمة الإنتهاكات الجنسية للاطفال وطالبت بتأسيس منظومة دائمة للتحقيق لوضع حد "لمناخ الحصانة" الذي تتمتع به الكنيسة الكاثوليكية منذ عقود. وخلال جلسة استغرقت ساعتين في جنيف وجهت اللجنة وابلا من الاسئلة لوفد الفاتيكان تناول القرارات السياسية السابقة في هذا الشأن والفروق القضائية بين الكرسي البابوي ومدينة الفاتيكان مع المطالبة بتقديم معلومات عن حالات بعينها.

وقال الفاتيكان إنه سيقدم ردوده الرسمية على هذه الاسئلة مشيرا الى أن الكنيسة تجري منذ عشر سنوات "اجراءاتها الخاصة بها لتطهير المؤسسة" وأنه متمسك بحماية الأطفال وأن الاجراءات التي طبقت أدت الى تراجع حالات انتهاكات جنسية ارتكبها كهنة في حق الأطفال. وقال جورج توجوشي وهو جورجي من أعضاء لجنة الأمم المتحدة إن اللجنة الدولية الخاصة التي تشكلت في الآونة الأخيرة لاسداء النصح للبابا فرنسيس بشأن كيفية التعامل مع الانتهاكات الجنسية كانت خطوة ايجابية للغاية الا انها ليست كافية.

وقال لوفد الفاتيكان الذي يرأسه كبير الاساقفة سيلفانو توماسي "ربما كانت اللجنة في حاجة الى عون للإطمئنان الى أن جميع الحالات قد تم تسجيلها على نحو واف وأن تبدأ في تغيير مناخ الحصانة الا ان ذلك لا يمكن ان يعتبر في رأينا بديلا لمنظومة تحقيق فعالة." أما موقف الفاتيكان فهو ان تمسكه بمعاهدة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب لا يسري إلا على اراضي مدينة الفاتيكان. وقال توماسي إنه في الوقت الذي يعتبر فيه الكرسي البابوي سلطة أخلاقية فان إعمال العدالة بشأن الجرائم التي ارتكبها كاثوليك مناط بالدولة التي ارتكبت فيها الجريمة. بحسب رويترز.

وقال في تصريحات تمهيدية "يتعين التأكيد -لاسيما في ضوء حالة التشوش الكبيرة- على أن الكرسي البابوي لا سلطان له... على كل عضو من أعضاء الكنيسة الكاثوليكية." وقال توماسي إن تراجع اعداد حالات الانتهاكات يبين مدى جدوى الاجراءات "الفعالة" التي اتخذتها الكنيسة. وفي فبراير شباط الماضي اتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة معنية بحقوق الطفل الفاتيكان بأنه يغض البصر بصورة منهجية عن عقود من الانتهاكات ويحاول التستر على الجرائم الجنسية. ووصف الفاتيكان هذا التقرير بانه يفتقر الى النزاهة ويعتوره انحراف ايديولوجي.

المثليين والتبتل

من جانب اخر قال كبير أساقفة كنيسة كانتربري، جاستن ويلبي، إنه في حال موافقة الكنيسة الانجليكانية على زواج المثليين ستكون النتيجة "كارثية" على المسيحيين في المناطق الأخرى بالعالم. وقال ويلبي، في تصريحات لإذاعة "إل بي سي"، إن مئات المسيحيين في أفريقيا لقوا حتفهم على يد أشخاص يربطون بين المسيحية والمثلية الجنسية. وحذّر كبير أساقفة الكنيسة الإنجيلية من تكرار مثل هذه الحوادث في حال أيدت كنيسة إنجلترا زواج المثليين.

كان زواج المثليين قد بات قانونيا في إنجلترا وويلز، لكنه لم يلقَ تأييدًا من الكنيسة الانجليكانية الرسمية في البلاد. وأشار ويلبي إلى زيارته لمقبرة جماعية في جنوب السودان، دُفن فيها 369 شخصًا، قتلوا في أحداث عنف بكراهية المثليين. وأضاف أن ضحايا جنوب السودان قتلوا بسبب اعتقاد السلكان المحليين بأن التساهل مع مثل هذه المجموعات سيؤدي إلى تحول الجميع إلى مثليين. ولفت إلى زيارة أخرى لمجموعة من المسيحيين في أفريقيا تعرضوا لهجوم السكان هناك، بسبب سياسات بعض الكنائس في الولايات المتحدة.

وقال ويلبي إن الشخصيات الدينية في جنوب السودان ناشدته ألا تغير الكنيسة من سياساتها، لأن ذلك سيعني أنهم ربما لن يستطيعوا قبول مساعدات من إنجلترا بعد ذلك. وأقر كبير أساقفة كنيسة كانتربري بأن التصرفات المدفوعة بكراهية المثليين تتسبب في معاناة هائلة. غير أنه أكد أن هناك "خطرا" في حالة البحث عن "حلول سهلة". وأضاف: "تأثير ذلك الأمر على المسيحيين في دولٍ، مثل جنوب السودان وباكستان ونيجيريا ومناطق أخرى من العالم، سيكون كارثيا، وعلينا أن نحب هؤلاء الناس كما نحب الناس الذين يعيشون هنا (في بريطانيا)."

وقال بوب كالاغان، المنسق الوطني للكنيسة المجمعة، التي طالبت الكنيسة الرسمية "بالانفتاح على الجميع"، إن أعمال العنف ضد المسيحيين في الخارج بلغ حدا خطرا. وأضاف أن الكنيسة في إنجلترا في حاجة إلى النظر في تداعيات أي تغيير في موقفها على نظاق عالمي. غير أنه تابع: "النقاش حول القضية لم يبدأ، وهو ما يعد جزءا من المشكلة."

في السياق ذاته كتبت 26 امرأة تربطهن علاقة حب مع قساوسة تابعين للكنيسة الكاثوليكية رسالة إلى البابا فرنسيس يطلبن فيها جعل التبتل اختياريا. ووصفت النساء وجميعهن يعشن في ايطاليا في رسالتهن للبابا "المعاناة المدمرة" التي سببتها لهن الكنيسة لمنعها القساوسة من الزواج والجنس. وقلن في الرسالة التي نشرها موقع (فاتيكان إنسايدر) على الانترنت "نحن نحب هؤلاء الرجال وهم يبادلوننا هذا الحب." واستطردن "بكل تواضع نضع تحت قدميك معاناتنا كي يحدث تغيير لا بالنسبة لنا فقط بل لصالح الكنيسة كلها."

وتبتل القساوسة في الكنيسة الكاثوليكية هو تقليد يرجع لأكثر من ألف عام لكنه مبدأ يمكن تغييره. وخلال العقود الماضية تعرض الفاتيكان لضغوط حتى يجعل التبتل اختياريا ويسمح للقساوسة بالزواج ويقول مؤيدون إن ذلك سيسهم في حل مشكلة قلة عدد القساوسة في عدد من المناطق. وطلبت النساء العاشقات من البابا أن "يبارك حبهن" وأضفن أن قلة من الناس يمكنهم تفهم "المعاناة المدمرة التي تعيشها امرأة تحب قسيسا." بحسب رويترز.

ويوجد ضغط للتغيير وبشكل خاص في ضوء فضائح التحرشات الجنسية الأخيرة في حين يجادل أنصار العزوبية الاختيارية في الكنيسة بأن الاحباطات الجنسية قد تدفع بعض القساوسة إلى اعتداءات جنسية بحق الأطفال. لكن الكنيسة رفضت هذه الحجة قائلة إن الاعتداء الجنسي على الأطفال سواء في الكنيسة أو خارجها يقوم به أشخاص لديهم مشاكل نفسية. ووفقا لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية يتعين أن يهب القسيس نفسه تماما لمهمته حتى يحققها على الوجه الأكمل. لكن النساء العاشقات قلن للبابا إن رجالهن سيخدمن الكنيسة "بحب أكبر" اذا كان خلفهم نساء وأطفال يدعموهم بالحب. ويسمح للقساوسة بالزواج في الكنيسة الانجليكانية والكنائس الانجيلية الاخرى وأيضا في الكنيسة الارثوذكسية.

البابا والشيوعية

من جانب اخر قال البابا فرنسيس ان الشيوعيين سرقوا راية المسيحية وذلك ردا فيما يبدو على اتهام البعض له بأنه ماركسي لانتقاده ما وصفها بالرأسمالية المتوحشة. جاء ذلك في مقابلة للبابا (77 عاما) مع صحيفة المساجيرو المحلية في روما بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس. وعندما سئل البابا عن مدونة في مجلة ايكونومست وصفته بانه يبدو وكأنه لينيني لانتقاده الرأسمالية ودعوته الى اصلاحات اقتصادية جذرية قال "استطيع القول فقط بأن الشيوعيين سرقوا رايتنا.

المسيحية هي راية الفقراء. والاهتمام بالفقر يأتي في صلب الانجيل" مستشهدا بفقرات من الانجيل عن ضرورة مساعدة الفقراء والمرضى والمحتاجين. وأضاف ضاحكا "يقول الشيوعيون ان كل هذا في الشيوعية. بالتأكيد بعد 20 قرنا. لذا فعندما يتحدثون نستطيع ان نقول لهم (وبالتالي فانكم مسيحيون)." وغالبا ما يهاجم البابا منذ انتخابه في مارس اذار 2013 النظام الاقتصادي العالمي ويصفه بأنه لا يهتم بالفقراء ولا يفعل ما يكفي لتقاسم الثروات مع من هم أشد احتياجا لها.

على صعيد متصل قال البابا فرنسيس إنه لا يستبعد أن يتقاعد مثلما فعل سلفه بنديكت السادس عشر بدلا من ان يرأس الكنيسة الكاثوليكية مدى الحياة قائلا ان مفهوم "البابا الفخري" قد يصبح يوما ما شيئا عاديا في الكنيسة. وقال فرنسيس عندما سئل عما إذا من المحتمل ان يتقاعد يوما ما إذا لم تسمح له حالته الصحية بأن يقود الكنيسة التي يتبعها 1.2 مليار شخص في العالم "سأفعل ما يطلب الرب مني أن افعله."

وقال البابا البالغ من العمر 77 عاما "أعتقد ان بنديكت السادس عشر ليس حالة فريدة. اعتقد اننا ينبغي ان ننظر اليه كمؤسسة فتحت بابا.. باب بابوات فخريين." واضاف ان حقيقة ان الناس يعيشون اعمارا أطول الان جعلت احتمال استقالة البابوات لأسباب صحية في المستقبل شيئا مرجحا بشكل أكبر. وقال "هل سيكون هناك المزيد (من الاستقالات البابوية)؟ الله يعلم لكن الباب مفتوح." وأصبح بنديكت السادس عشر أول بابا منذ العصور الوسطى يستقيل عندما تنحى طواعية في فبراير شباط من العام الماضي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/تموز/2014 - 13/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م