البطل العامر "والمعتقلون في السعودية" ألا من ناصر؟

علي آل غراش

 

 من مميزات الشعب الحي الحر الشريف المحب للعدالة والحرية والإصلاح وإعمار الوطن، عدم القبول بالظلم والذل، وعدم التخلي عن المواطنين المخلصين، بل التضامن والدعم والمساندة مع النشطاء والحقوقيين الشرفاء، والافتخار والترميز والتعظيم لكل معتقل شريف، كما أن أهالي كل منطقة هم أولى الناس بحمل راية الدفاع عن معتقليها ونشطائها، وكل معتقل وناشط وحقوقي يعمل للإصلاح وتكريس العدالة والحرية والدفاع عن المظلومين من أي منطقة في الوطن يستحق التكريم والترميز لأنه بطل وطني.

ما موقف المواطنين وبالخصوص في الأحساء من التضامن والمساندة مع معتقلي الأحساء وأرجاء الوطن، وبالخصوص مع رمز الحراك والمطالبة في الأحساء الشيخ توفيق العامر، حيث تمر هذه الأيام ذكرى السنة الرابعة من إعتقاله، بل اختطافه من الطريق العام؟. هل موقفهم يعبر عن التضامن أم لا؟.

الناشط "راعي مشاكل "!!

قبل فترة أطلعت على رسالة مؤثرة جداً تثير مشاعر الحسرة، منشورة من قبل ابنة الداعية الحقوقي المعروف الرمز البطل الشيخ توفيق العامر، جاء في الرسالة: نقل أخي الحسين لوالدتي جملة سمعها من أحد زملائه بعد عودته من اللعب معهم.

ابتسمت أمي، وطلبت منه أن يبدي رأيه بالموضوع.

أجابها باستنكار: " بأن والدي ليس راعي مشاكل ". صادف اتصال والدي بعد هذه الحادثة مباشرة وطلب الحسين أن يكون أول المتحدثين معه. عبر له قائلاً : أحبك وفخور بك.

لقد شعرت بالسعادة من موقف أبن الشيخ، وبالمرارة والحزن الشديد من تعامل البعض في مجتمعنا مع عوائل أبناء الرموز والنشطاء والحقوقيين والمعتقلين، ومن طريقة التفكير، ووجود عينة بهذا المستوى تبث سموم الإنهزام وتسعى للإساءة والتسقيط للرموز الناشطة في روح المجتمع وبالخصوص لدى الأطفال، جيل المستقبل، فالأطفال ينقلون ما يسمعون من أهلهم في المنزل، وحتماً هذا الطفل الذي تحدث مع أبن الشيخ العامر بهذا الأسلوب - بتوجيه كلمات نابية وجارحة لطفل حرم من رؤية والده سنوات عديدة، بالقول له إن والده صاحب مشاكل يستحق السجن ويعايره بالسجن - يعبر عن فكر والديه!!.

هذا الكلام الجارح أكبر من سن الأطفال، بل هو يمثل حقيقة موقف الوالدين وبعض فئات المجتمع، الذين يخجلون من التعبير عن آرائهم بوضوح، ولكنهم للأسف يزرعون في نفسية أبنائهم الروح الانهزامية، والمواقف القاتلة التي تحطم المجتمع، والتي تخالف التربية الحقيقية إذ إن الأبناء خلقوا لزمن غير زمنهم، وهذا الزمن الذي نعيشه زمن المطالبة بالحقوق والإصلاح والحراك والثورات. وهذه الفئة تمثل رأي شريحة وبعض الشخصيات ومنهم بعض رجال الدين الذين يحاولون تسقيط العلماء والنشطاء العاملين وشباب الحراك والمطالبة بالحقوق.

هذا الموقف يدل على ضعف الوعي لدى عينة من المجتمع في التعاطي والتعامل من النشطاء والحقوقيين والمعتقلين والسجناء الشرفاء، وتقصير من قبل شخصيات وعلماء المجتمع في ذكر المعتقلين بفخر ورفع مكانتهم وترميزهم ومطالبة المجتمع بدعمهم والتضامن معهم، لا العكس، النسيان والاساءة، وتعليم الأبناء بأن النشطاء والمعتقلين في السجون لأنهم يدافعون عن الحق والعدالة، وهم أبطال وشرفاء وعظماء.

رسالة تضامن

 عندما أطلعت على الرسالة تلك، أرسلت رداً على المنشور جاء فيها: أبنتي أبنة الأخ والصديق العزيز سماحة الشيخ توفيق العامر حفظه الله وسلمه سلام عليك وسلام على والديك الأحرار الشرفاء وعلى أفراد أسرتك الكريمة التي تنتسب لشخصية عظيمة سجلت اسمها من ذهب في كتب التاريخ لتبقى أنموذجاً يحتذى به، يكفيك فخراً أنك أبنة بطل كبير ونبراس في عالم النضال والإصلاح، شيخ الأحرار والشرفاء والأبطال المجاهدين لنصرة الحق والعدالة والحرية.

إن الأحرار والشرفاء أصحاب الضمائر الحية والعقول الواعية فقط، هم من يشعرون بعظمة ما يقوم به والدك الداعية الحقوقي المناضل الحر الشيخ توفيق العامر حفظه الله، والمحبون للعدالة والحرية والإصلاح والتسامح والسلام والرافضون للظلم والفساد والسرقات والاعتقال والتعذيب والقتل، هم الذين يخلدون ويعظمون النشطاء والمعتقلين ومنهم والدك.

الأحساء ومساندة المعتقلين

 يوجد عدد من المعتقلين الأحسائيين الأبطال الذين يرفعون الرأس عالياً، للأسف هم في صف المنسيين من قبل المجتمع، يستحقون وقفة تضامن ومساندة ودعم من الأحسائيين قبل غيرهم، منهم الناشط البطل (فاضل السلمان) الذي اعتقل في شهر 2/2011 ولغاية الآن، وتعرض لألوان من التعذيب والإذلال، و(السيد جواد العبد المحسن)، والشاب الكاتب (كمال الدوخي) الذي اعتقل من مقاعد دراسته في الكلية، والشاب البطل (أحمد جواد بو خمسين)، بالإضافة إلى الشباب معتقلي صفحات الفيس بوك الأحسائية: (عبد الحميد العامر) السجن 10 سنوات، و(محمد الخليفة) السجن 8 سنوات، وكل من : (علي الهدلق، وحسين السليمان) السجن 7 سنوات، والشاب (مصطفى المِجْحِدْ) السجن 6 سنوات، وكل من :(حسين الباذر، وصالح الشايع) السجن 5 سنوات..، وشباب حركة 4 مارس، والشخصيات الوطنية الشريفة المتهمة بالتجسس، ومعتقلي راية عاشوراء في الحليلة، والسجناء المنسيين.. وغيرهم؛ وعذراً على عدم ذكر بقية الأسماء للأبطال الشرفاء العظماء.

هولاء الشباب وغيرهم ممن قدموا وضحوا لتسود العدالة في الوطن يستحقون التكريم والتقدير من قبل المجتمع، وإستحضار دورهم البطولي والإفتخار به، والتضامن معهم ومع أهاليهم الذين يستحقون الكثير من قبل أفراد المجتمع.

نعم؛ إن الأمة التي تكرم أبطالها وبالخصوص المعتقلين والمعتقلات أمة حية ذات إرادة قوية لا تنكسر قادرة على تحطيم جبروت وغطرسة آلة القمع البوليسية للسلطات الحاكمة، وهي أمة قادرة تحقيق أهدافها وتشييد دولة العدالة والحرية التي تمثل إرادة الأمة. وشكراً لكل من تضامن وساند ودعم الشيخ توفيق العامر والنشطاء والمعتقلين، والمطلوب أكثر بكثير وبالخصوص من أهل الأحساء والوطن والأحرار في كل مكان.

تحية إلى المعتقلين الشرفاء وأهالي المعتقلين العظماء وإلى نبض الحراك والشموخ والكرامة والإباء الداعية الحقوقي الإصلاحي سماحة الشيخ العامر والشيخ النمر والدكتور الحامد والمرشودي والحربي والمحامي أبو الخير وعلوي الحسين وعادل اللباد والزنادي والمناسف وغيرهم، ونريد التأكيد من جديد على أن الأمة التي لا تدعم ولا تساند ولا تتضامن مع أبنائها النشطاء والحقوقيين، وبالخصوص القيادة المتصدية والمضحية؛ ستخسر وستندم.

موقف بطولي لعائلة الرمز

وبمناسبة الذكرى السنة الرابعة لإعتقال الداعية الرمز الشيخ العامر أحب الإشارة إلى كلمة أفراد عائلته جاء فيها: " اليوم تدخل سنتك الرابعة في سجنك بعيداً عن عائلتك وأحبابك ومنبرك..، في هذه السنوات حرموك من أمور كثيرة: قراءة الفاتحة ولو مرة واحدة على قبر والدك..، تقبيل رأس والدتك صباح كل يوم كما جرت عادتك..، أن تكون مع ابنك الصغير في أول يوم دراسي له..، أن تحضر حفل تفوق ابنك..، وتشارك في حفل وتخرج أبنك..، أن تقيم الأذان والإقامة في أُذني أحفادك..، والكثير من اللحظات التي افتقرت إلى وجودك فيها..، رغم كل ذلك، لسانك ما زال يردد دائماً (هون ما نزل بي أنه بعين الله) ".

المعتقلون الشرفاء هم سادة الأمة الأحرار، ولو كانوا رهن الإعتقال خلف قضبان السجون. الحرية لكافة المعتقلين الشرفاء، تحية لأهالي المعتقلين الصامدين الصابرين، وللثائر الحر الشيخ العامر البطل الثائر.

.................................

يوجد مقال منشور بعنوان: الأحساء وتكريم أبطالها. يمكن الإطلاع عليه.

http://alakhbaar.org/home/2014/3/164024.html

كما يوجد رابط يستحق المشاهدة والشعب ينادي: أهلا وسهلا يا بطل، وبالدم والروح نفديك يا الشيخ توفيق:

https://www.youtube.com/watch?v=o6xCbAq_I8s

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/تموز/2014 - 11/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م