غرائب عالم الحيوان..

من عناكب تأكل السمك وفئران تشعر بالأسف الى شياطين البحر

 

شبكة النبأ: عالم الحيوان وعلى الرغم من الاكتشافات العلمية الجديدة، لايزال عالم خاص يحوي الكثير من العجائب والاسرار التي هي اليوم محط اهتمام الكثير من العلماء والباحثين الساعين الى الوصول الى فك بعض الرموز وكشف اسرار جديدة، عن طريق الاستقصاء والمتابعة والتي اصبحت اسهل مع وجود بعض المختبرات و الاجهزة العلمية المتطورة التي وفرت الكثير من الجهد والوقت، وقدمت المزيد من النتائج المهمة والتي قد لا تخلو من بعض الغرائب كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال، وفيما يخص اخر الاكتشافات والدراسات والبحوث العلمية التي تخص هذا العالم المهم فقد قال عالم في كاليفورنيا إن حيوانا ثدييا جديدا أكتشف في صحراء غرب افريقيا النائية يشبه في مظهره الخارجي الفأر طويل الأنف إلا انه يمت بصلة وراثية وثيقة بالفيلة. وقال جون دومباتشر أحد أعضاء فريق علماء الأحياء الذي اكتشف هذا الكائن انه تم إطلاق الإسم العلمي (ماكروسيليدس ميكوس) على هذا الكائن القريب الشبه ايضا بالسنجاب وموطنه الاصلي منطقة تكوينات بركانية قديمة في ناميبيا وهو ذو فراء أحمر يتيح له التخفي في المنطقة الصخرية المحيطة.

وكشفت الفحوص الوراثية على هذا الكائن -الذي يزن 28 جراما ويبلغ طوله 19 سنتيمترا بما في ذلك ذيله- ان مادته الوراثية (دي ان ايه) تشبه الى حد كبير الثدييات الأكبر حجما. وقال دومباتشر أمين متحف الطيور والثدييات في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم في سان فرانسيسكو انه "اتضح ان هذا المخلوق الذي يشبه ويتصرف مثل السنجاب الذي نشأ في القارة الافريقية أقرب ما يكون الى الفيلة."

وأصيب العلماء بدهشة بالغة لهذا الاكتشاف الذي أوردته دورية الثدييات وقالوا إن الصلة الوحيدة الظاهرية التي تربط بين هذا الكائن الدقيق الحجم والفيل الإفريقي هي أنفه الذي يشبه الخرطوم. ومن بين السمات المشتركة لأنواع السناجب الخرطوم الطويل المستدق الشكل ومعظمها يشبه الفئران طويلة الأنف على الرغم من ان السناجب لا تصنف على انها من القوارض. وشبه دومباتشر الحيوان الثديي المكتشف حديثا بالظبي الصغير في هيئته الظاهرية وعاداته المتعلقة بالنوم كما شبهه ايضا بآكل النمل الدقيق الحجم في مهاراته الخاصة باصطياد فرانسه والغذاء المفضل له منها. بحسب رويترز.

ومثله مثل الظبي يتميز هذا المخلوق بأرجل مغزلية طويلة تتناسب مع حجم جسمه وهو يجلس القرفصاء بالقرب من الشجيرات اثناء النوم لكنه لا يبيت في الجحور. وعلى غرار ما يفعله آكل النمل فإنه يستعين بأنفه المستدق ليمشط الأرض بحثا عن النمل والحشرات الأخرى. وقال دومباتشر إن علماء الأحياء يعتزمون العودة الى افريقيا خلال الاشهر القادمة لتركيب جهاز لاسلكي دقيق يلتف حول رقبة الحيوان الجديد حتى يتسنى لهم التعرف على المزيد من عاداته.

العناكب الصيادة

من جانب اخر اكتشف علماء أن عددا من أنواع العناكب يصطاد ويأكل السمك. وكان ينظر للعناكب عادة باعتبارها كائنات آكلة للحشرات، ولكن دراسة جديدة ترجح أن تناول السمك منتشر بين أنواع العناكب التي تعيش بالقرب من المياه. وفي بعض الحالات، تستخدم العناكب سموما قوية لقتل الأسماك التي تكبرها حجما. ونشرت نتائج الدراسة، التي قام بها فريق سويسري-أسترالي، في الدورية الأكاديمية "بلوس وان".

وقام مارتن نيفلير من جامعة بازل في سويسرا، وبرادلي بوسي من جامعة غرب أستراليا، بتجميع وتوثيق حوادث اصطياد العناكب للسمك. ورصدت الدراسة في الطبيعة عددا من العناكب ينتمي إلى ما يصل إلى 5 عائلات وهي تأكل سمكا صغيرا وتكرر الأمر داخل المختبر مع بعض العناكب تنتمي لثلاث سلالات. وعادة ما تسكن العناكب البرمائية أطراف جداول الماء العذبة، أو البرك، أو المستنقعات. ويستطيع بعضها السباحة، والغطس، والمشي على سطح الماء. ولكن لديها بشكل عام سموم عصبية وإنزيمات تمكنها من قتل وهضم الأسماك الأكبر والأثقل منها. وكان طول الأسماك التي تلتقطها العناكب، في المتوسط، ضعفي طول مفترسيها. وعادة ما تعيش العناكب آكلة السمك على أطراف جداول الماء والبرك والمستنقعات

وقال نيفلير "إن الأدلة التي لدينا ترجح أن الأسماك، التي تتميز بأهمية غذائية كبيرة، قد تكون فريسة في بعض الأحيان". وكانت قد اكتشفت ظاهرة تناول العناكب للأسماك في جميع قارات العالم عدا القارة القطبية الجنوبية، وظهرت غالبيتها في شمال أمريكا، خاصة في الأراضي الرطبة في ولاية فلوريدا. بحسب بي بي سي.

وكانت العناكب البرمائية قد شوهدت هناك تلتقط وتأكل أسماكا صغيرة تعيش في المياه العذبة مثل سمكة البعوض. ومن أجل اصطياد فريسته، عادة يثبت العنكبوت رجليه الخلفيتين على حجر أو نبات، ويضع الأماميتين على سطح الماء، جاهزا للانقضاض على هدفه. بعد ذلك يسحب العنكبوت فريسته إلى مكان جاف قبل أن يتناولها وقد يستغرق الأمر عدة ساعات.

مشاعر الفئران

على صعيد متصل توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن الفئران تشعر بالأسف عندما تتخذ قرارات سيئة تؤدي إلى فقدان طعام أفضل. وهذه هي المرة الأولى التي تشير فيها دراسة علمية إلى أن هناك نوع من الثدييات، غير البشر، يشعر بالأسف. ووضع الباحثون الفئران أمام موقفين لتختار ما بين الانتظار لفترة معينة من الوقت لكي تحصل على بعض الطعام، وإما الانتقال إلى مكان آخر. ووجدت الدراسة أن الفئران التي انتقلت إلى مكان آخر ووجدت الطعام الثاني أسوأ قد أظهرت شعورا يعكس الأسف والندم.

ونشرت نتائج الدراسة، التي أجراها علماء الأعصاب بجامعة مينيسوتا الأمريكية، في دورية "نيتشر نيوروساينس" (Nature Neuroscience). وتشير الدراسة إلى أن الأفكار المماثلة للأسف يمكن أن تؤثر على القرارات المستقبلية للقوارض، وتبدد الاعتقاد السائد حاليا بأن الأسف شعور يقتصر على البشر فقط. وقال ديفيد ريديش، من فريق البحث المقيم بالولايات المتحدة، إنه من المهم أن نفرق بين الأسف وخيبة الأمل.

وأضاف: "الأسف هو الاعتراف بأنك ارتكبت خطأ، وأنك لو فعلت شيئا آخر لكنت في حال أفضل مما أنت عليه الآن". وأردف: "كان الجزء الأصعب هو أنه كان يتعين علينا التفرقة بين ذلك وبين الشعور بخيبة الأمل، الذي ينتابك عندما لا تكون الأمور جيدة كما تأمل. وكان الحل هو السماح للفئران بالاختيار". وأعد العلماء ما يمكن أن نطلق عليه "صف المطعم"، حيث تقرر الفئران المدة الزمنية التي تنتظرها للحصول على طعام مختلف خلال فترة مدتها 60 دقيقة.

وقال ريديش: "الأمر يشبه الانتظار في صف بأحد المطاعم. فإذا كان الصف طويلا للغاية في المطعم الصيني، فستترك هذا المطعم وتذهب إلى المطعم الهندي الموجود في نفس الشارع". وانتظرت الفئران وقتا أطول للحصول على النكهات التي تحبها، وهو ما يعني أنه أصبح بمقدور الباحثين معرفة الأطعمة الجيدة والسيئة بالنسبة للفئران.

وأحيانا أخرى قررت الفئران عدم الانتظار للحصول على الطعام الجيد وانتقلت إلى مكان آخر، لتجد نفسها في النهاية أمام خيار سيئ – وهو ما يطلق عليه العلماء اسم "الوضع المحفز للشعور بالأسف". وفي هذه الحالات، غالبا ما تتوقف الفئران وتنظر إلى الوراء على الطعام الجيد الذي سبق وأن تركته. وغيرت الفئران قراراتها اللاحقة، وأصبحت أكثر انتظارا في المرة التالية وأكثر اندفاعا للحصول على الطعام الذي يأتيها. ويقول العلماء إن مثل هذا السلوك يتفق مع التعبير عن الأسف.

وعندما أجريت التجارب على الحالات التي تواجه فيها الفئران خيارات سيئة دون اتخاذ قرارات غير صحيحة، لم يكن الشعور بالأسف موجودا. وقال ريديش: "يوجد في البشر جزء في المخ يسمى القشرة الأمامية المدارية التي تكون نشطة خلال الشعور بالأسف. ووجدنا أنه في حالة الفئران التي تدرك أنها ارتكبت خطأ، فإن القشرة الأمامية المدارية تمثل الفرصة الضائعة". وأضاف: "من المثير للاهتمام أن القشرة الأمامية المدارية في الفئران تمثل ما كان ينبغي القيام به، وليس الفرصة التي لم تتح لها، وهذا أمر منطقي لأنك لا تندم على الشيء الذي لم يحدث لك، ولكنك تندم على الشيء الذي لم تفعله". بحسب بي بي سي.

ويعتقد ريديش أن هذا الشعور الحيواني بالأسف يمكن أن يستخدم الآن للمساعدة في فهم كيفية تأثير الأسف على القرارات التي يتخذها البشر. وقال مارك والتون، من جامعة أكسفورد، إن نتائج البحث هامة لأنها أظهرت مستوى عال من القدرة المعرفية لدى الفئران. وأشاد والتون بالتجربة، قائلا: "إنها وسيلة ذكية للنظر في العمليات المعرفية، كما أن رؤية كيفية أداء هذه المهام لدى الفئران يمكن أن تقودنا لمعرفة كيفية تفكير وتصرف الفئران في الحياة البرية".

لغة الشمبانزي

الى جانب ذلك قال باحثون إنهم تمكنوا من التوصل إلى معاني بعض الحركات والإشارات التي تقوم بها قرود الشمبانزي للتواصل فيما بينها. وقال الباحثون إن حيوانات الشمبانزي تتواصل فيما بينها عبر مجموعة تتألف من 66 إيماءة والتي من خلالها تقوم هذه الحيوانات بتوصيل 19 رسالة معينة. واكتشف الباحثون ذلك بعد متابعة وتصوير مقاطع فيديو لمجتمعات الشمبانزي في أوغندا، وفحص ما يزيد على خمسة آلاف موقفا شهد تلك المحادثات المفهومة.

وقالت كاثرين هوبيتر، كبيرة الباحثين في هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "كارنت بايولوجي"، إن ذلك يعد الشكل الوحيد لتواصل ذي معنى يجري تسجيله من عالم الحيوانات. وأضافت هوبيتر إن البشر والشمبانزي هم فقط من يتمتعون بنظام تواصل يقوم على إرسال رسائل فيما بين أفرادهما.وقالت هوبيتر "هذا ما يجعل الأمر مذهلا فيما يتعلق بحركات الشمبانزي فهو الحيوان الوحيد الذي يبدو أشبه بلغة البشر من هذه الناحية".

وبالرغم من أن دراسات سابقة كشفت عن أن القرود والنسانيس يمكنها أن تستوعب معلومات معقدة من صيحات بعض الحيوانات الأخرى، إلا أنه لا يبدو أن تلك الحيوانات تقوم باستخدام صوتها عن عمد للتواصل. وأضافت هوبيتر أن ذلك كان أمرا بالغ الأهمية للتفريق ما بين الصيحات والإيماءات. وقالت "إن الأمر أشبه ما يكون بالموقف الذي تمسك فيه بفنجان قهوة، ثم تصرخ وتقوم بنفخ الهواء على أصابعك". وأضافت "يمكنني أن أفهم من ذلك أن القهوة كانت ساخنة، إلا أنه لم يكن يعنيك أن تخبرني بذلك".

 ويرى بعض الباحثين أن الغموض في المعاني لحركات الشمبانزي لا يزال يمثل مشكلة في سبر أغوار طريقة تواصلها ويقول الباحثون إن بعض إيماءات قرود الشمبانزي تبدو غامضة، وأنها تستخدمها بانتظام لتوصيل معنى واحد بعينه. فعلى سبيل المثال، لا يقوم قرد الشمبانزي بقضم قطع صغيرة من ورق الشجر التي في يده بطريقة معينة وملحوظة إلا للتعبير عن اهتمامه الجنسي بإحدى القرود أمامه.

إلا أن عددا آخر من تلك الحركات يبدو غامضا فعلى سبيل المثال، يستخدم الشمبانزي قبضة يده ليقول "توقف عن ذلك!"، أو "تسلق على ظهري!" أو "اذهب بعيدا!". إلا أنه وعلى الرغم من غموض تلك الإشارات، إلا أن بعض مقاطع الفيديو التي التقطها الباحثون تظهر وبشكل واضح الرسائل التي يريد الشمبانزي توصيلها. ففي أحد تلك المقاطع، قدمت الأم رجلها أمام شمبانزي صغير كان يبكي، في إشارة إليه كي "يمتطي ظهرها"، وسرعان ما قفز فوق ظهرها ورحلا معا.

وقالت هوبيتر "تؤكد هذه الدراسة على أن هناك نوعا آخر من الكائنات الحية يتواصل بطريقة لها معنى، لذا فإن ذلك لا يقتصر على البشر فحسب". وتابعت قائلة "لا أعتقد أننا متميزون بالفعل كما نود أن نعتبر أنفسنا، فقرود الشمبانزي أقرب ما تكون إلينا من أي من أنواع القرود الأخرى لذا فمن المعقول أننا قريبون في الشبه منهم بعدة طرق". بحسب بي بي سي.

أما سوزان شولتز، أستاذة علم الأحياء بجامعة مانشيستر، فقالت إن الجيد في تلك الدراسة هو كونها تسعى لسد الثغرات فيما نعرفه حول تطور لغة البشر، إلا أنها أضافت أن نتائج تلك الدراسة تعتبر "مخيبة للآمال" نوعا ما. وقالت شولتز "إن الغموض في معاني الإيماءات لدى قرود الشمبانزي يظهر أمرا من اثنين إما أن رسائلها في التواصل قليلة، أو أننا لا نزال نفتقد الكثير من المعلومات التي تحملها تلك الإيماءات والحركات". وأضافت "وعلاوة على ذلك، لا يبدو أن معاني تلك الإشارات لدى الشمبانزي تتميز عن الرسائل التي تتواصل بها أنواع أخرى من الحيوانات الأقل تطورا".

كهرباء اسماك الرعاش

في السياق ذاته توصل علماء باستخدام دراسات جينية الى ان عضوا في اسماك الرعاش هو المسؤول عن اطلاق الهزة الكهربائية التي تشتهر بها. وأماط العلماء اللثام عن خريطة جينية لسمك الانكليس وهو نوع مخيف الشكل من السمك الرعاش يعيش في أمريكا الجنوبية يمكنه اطلاق شحنة كهربية شدتها 600 فولت. ونشر العلماء ايضا بيانات تفصيلية عن نوعين اخرين من اسماك الرعاش. وقال العلماء إنه حتى على الرغم من حدوث تحور مستقل لستة انواع من اسماك الرعاش في بيئات بعيدة عن الانظار مثل المياه الضحلة في منظمة الامازون والبيئات البحرية المظلمة فإنها جميعا احتفظت بنفس "صندوق الادوات الجينية" لتكوين العضو المولد للكهرباء.

ووجدت الدراسة الجديدة أن الانواع المختلفة لاسماك الرعاش تعتمد على نفس الجينات والمسارات البيولوجية لتكوين اعضائها الكهربائية من العضلات الهيكلية رغم اختلاف شكل ومكان هذه الاعضاء في نوع إلى اخر. والقدرات الكهربائية لهذه الاسماك واحدة من عجائب الطبيعة إلى جانب صفات مثل الضوء الحيوي في بعض الحشرات والكائنات البحرية وتحديد الموقع عن طريق صدى الصوت لدى الخفافيش والحيتان.

وقال جيسون جالانت استاذ علم الحيوان بجامعة ميشيجان "إنه حقا شيء فريد في مملكة الحيوان." وقال مايكل سوسمان استاذ الكيمياء الحيوية بجامعة ويسكونسن "نشأ هذا فقط في الاسماك لأن الماء موصل للكهرباء بينما لا يوجد في الهواء ولهذا لا يمكن للطيور او الحيوانات التي تعيش على الارض ان تفعل ذلك." ويوجد مئات الانواع من اسماك الرعاش في العالم لها درجات متبانية من الطاقة الكهربائية. بحسب رويترز.

وتستخدم الاسماك ذات الطاقة الكهربائية الضعيفة هذه الطاقة في الغوص في المياه المظلمة والاتصال بالاسماك الاخرى. وتستخدم اسماك مثل الانكليس طاقتها الكهربائية القوية في صعق او قتل الفرائس او الاسماك المعادية. ونشرت الدراسة في دورية نيتشرNature.

شيطان البحر

على صعيد متصل أظهرت دراسة حديثة أن سمك شيطان البحر يغوص على مسافة تصل إلى كيلومترين تحت سطح الماء، في واحدة من أعمق وأسرع عمليات الغطس في البحار. وعلى مدى عدة أشهر، تعقب العلماء 15 سمكة من هذه الأسماك الضخمة والمجنحة، التي كان يعتقد في السابق أنها تعيش بالقرب من سطح الماء. وقدمت النتائج، التي نشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، تفسيرا لوجود كتلة غامضة من الأوعية الدموية، يعتقد أنها تمنح الدفء لمخ سمكة شيطان البحر. ويمتلئ الجزء الأمامي من جمجمة هذه السمكة بشبكة تشبه الإسفنج تضم العديد من الشرايين الكبيرة والصغيرة.

وقال الدكتور سيمون ثورولد، خبير في شؤون بيئة المحيطات بمعهد وودز هول لعلوم المحيطات والمؤلف الرئيسي لورقة البحث الجديدة: "كان الأمر بمثابة لغز أن يكون لدى هذه الأسماك هذا النظام، الذي يجعل المخ يحافظ على نشاطه الكبير، حتى في البيئة الباردة". وكان العلماء الذين اكتشفوا الشبكة التي تشبه الإسفنج في سمكة شيطان البحر يشعرون بالحيرة بسبب وجودها في الأنواع التي تعيش في المياه الدافئة. وهذا جعلهم يعتقدون أن هذه الشبكة قد يكون لها وظيفة مختلفة تماما وهي المساعدة على تبريد المخ عندما تكون السمكة تحت أشعة الشمس. ويبدو أن نتائج الدراسة التي أعدها ثورولد قد توصلت لحل لهذا اللغز. ويقول ثورولد "درسنا البيانات التي جاءت منطقية بطبيعة الحال". ويعتقد ثورولد أن سمكة شيطان البحر تتغذى خلال عمليات الغطس العميقة، وذلك باستخدام مخها النشط والدافئ لالتهام الأسماك الصغيرة التي توجد حولها في الأماكن الأعمق من المحيطات.

ولاكتشاف الحياة السرية لسمكة شيطان البحر تحت الماء، تعقب ثورولد وزملاؤه 15 سمكة باستخدام علامات معينة تم تثبيتها باستخدام أسهم. وقال ثورولد: "في الواقع، نحن نقفز في الماء ونثبت العلامات عليها بأنفسنا. نمسك الرمح ونسبح تحت الماء ونضع العلامات. لا تشعر الأسماك بأنها مقيدة بأي شكل من الأشكال". ويعد هذا الأرخبيل البرتغالي أحد أفضل الأماكن التي توجد بها أسماك شيطان البحر، التي تتجمع هناك في فصل الصيف، حول الجزء العلوي من الجبال تحت الماء.

ولكن هذه الأسماك تختفي في فصل الخريف. ويقول ثورولد: "لم يكن لدينا فكرة عن المكان الذي كانت تذهب إليه، وكنا نعتقد أنها تسير في طريق طويل، ربما يمتد لعدة آلاف من الكيلومترات".

وهنا جاء دور العلامات المثبتة على الأسماك، حيث تسجل بيانات عن العمق والضوء ودرجة الحرارة لمدة تصل إلى خمسة أشهر، قبل أن تنفصل ذاتيا وتتواجد على السطح وتنقل البيانات للباحثين عبر الأقمار الصناعية. وكانت العلامات تشير إلى توجه الأسماك جنوبا، وقد وصل بعضها إلى خط الاستواء.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل هجرة أسماك شيطان البحر، والتي أشارت إلى أن مسافة الهجرة وصلت إلى نحو 3,800 كيلومتر. ولم تكن هذه النتائج غريبة، ولكن الشيء الغريب كان يكمن في القياسات الأخرى التي حصل عليها فريق البحث. وقال ثورولد: "أول شيء نظرت إليه هو البيانات الخاصة بدرجة الحرارة، ورأيت درجة حرارة تصل لنحو 4 درجات مئوية، وهذا حيوان يفترض أنه يعيش في المناطق المدارية. اعتقدت في البداية أن الأمر ربما يكون خطأ!"

ومع ذلك، أكدت بيانات العمق أن انخفاض درجات الحرارة كان نتيجة الغطس العميق بشكل لا يصدق لمدة تتراوح عادة بين 60 و90 دقيقة وعمق يصل إلى 1848 مترا تحت الماء. وثبت أن هناك عددا قليلا للغاية من الأسماك، من بينها أسماك القرش والحوت، قادر على الغوص حتى هذا العمق، أما الرقم القياسي في هذا الصدد فهو 2,992 متر، والمسجل حاليا باسم حيوان ثديي هو الحوت ذو المنقار.

وخلال فترات النهار، وليس الليل، يميل سمك شيطان البحر للبقاء على مسافة تصل لنحو 2 كيلو متر من السطح لبعض الوقت قبل وبعد الغوص على مسافات عميقة، وهو ما يشير إلى أن تلك الأسماك تستخدم أشعة الشمس للدفء والاستشفاء. ووصلت إحدى أسماك شياطين البحر إلى مسافة 1400 متر لستة أيام متتالية. والأكثر من ذلك أن هذه الأسماك تتسم بسرعة كبيرة في الغوص وصلت إلى 22 كيلومترا في الساعة، وهو ما يتجاوز كثيرا سرعة أسماك القرش والحيتان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/تموز/2014 - 10/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م