عصابات المافيا وعولمة الجريمة المنظمة

 

شبكة النبأ: العديد من دول العالم لا تزال تعاني من انتشار بعض المنظمات والعصابات الاجرامية الخطرة والتي تعرف بمافيا الاجرام، والمافيا وكما تشير المصادر هو مصطلح يستخدم لوصف نوع من "نقابة عصابات الجريمة المنظمة" التي تمارس الحماية بالابتزاز في المقام الأول واستخدام الترهيب العنيف للتلاعب بالنشاط الاقتصادي المحلي، وبخاصة الاتجار غير المشروع. ويمكن أن تمارس أنشطة ثانوية مثل الاتجار بالمخدرات والقروض بفوائد مرتفعة والتزوير. ترتبط عصابات بميثاق شرف، ولا سيما ميثاق الصمت (أو omertà في جنوب إيطاليا)، يحمي المافيا من التسللات الخارجية و تدابير إنفاذ القانون.

في البداية التصق المصطلح بالمافيا الصقلية، ولكن التسمية ما فتئت أن شملت غيرها من الأساليب والمنظمات المماثلة، مثل "المافيا الروسية" أو "المافيا اليابانية". وتستعمل هذا المصطلح، بشكل غير رسمي، الصحافة والجمهور، في حين تستعمل المنظمات الإجرامية تسميات خاصة (فمثلا تطلق المافيا الصقلية والاميركية على نفسها اسم "كوزا نوسترا"، والمافيا المكسيكية تطلق على نفسها «لا ايميه» والمافيا اليابانية «ياكوزا»).

وبحسب بعض الخبراء فان هذه العصابات الخطيرة التي تمتلك الكثير من الاموال قد سعت الى توسيع عملها الاجرامي بشكل كبير مستفيدة من بعض الازمات والمشكلات الداخلية للعديد من البلدان خصوصا وان بعض المصادر تشير الى ان بعض المسؤولين قد ارتبطوا بهذه العصابات بشكل مباشر وهو ما اسهم بتفشي ظاهرة الفساد في العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية.

وفي هذا الشأن فقد اظهرت دراسة نشرت نتائجها ان مافيا منطقة كالابريا الايطالية المعروفة بـ"ندرانغيتا" حققت ارباحا بلغت 53 مليار يورو (73,1 مليار دولار) سنة 2013، بما يوازي ارباح سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" ومصرف دويتشه بنك الالماني مجتمعين. وتعدد الدراسة التي اجراها معهد ديموسكوبيكا بالتفاصيل مصادر الدخل المختلفة للمافيا موضحة انها تمثل بمعدلاتها التراكمية ما يعادل 3,5 في المئة من اجمالي الناتج القومي الايطالي.

واستندت هذه الدراسة الى تحليل لمجموعة وثائق صادرة عن وزارة الداخلية الايطالية وقوات الامن واللجنة البرلمانية لمكافحة المافيا وادارة التحقيقات في وحدة مكافحة المافيا. ومن بين الانشطة الجرمية الاكثر درا للارباح هناك تجارة المخدرات مع 24,2 مليار يورو (33,36 مليار دولار) اضافة الى تبييض الاموال مع 19,6 مليار يورو (27,02 مليار دولار). وفي درجة اقل، تكسب المافيا في منطقة كالابريا اموالا عن طريق عمليات الابتزاز والمراباة (4 مليار دولار) والعاب الميسر (1,8 مليار دولار). بحسب فرانس برس.

كما تساهم عمليات بيع الاسلحة والنفايات غير القانونية والدعارة والتزوير والهجرة غير الشرعية في ارباح هذه المافيا الا ان هذه المساهمة لا تتخطى المليار يورو (1,38 مليار دولار). وتعتبر كالابريا، وهي منطقة جنوب ايطاليا من افقر مناطق البلاد، معقلا لمافيا "ندرانغيتا" المصنفة حاليا اخطر واقوى المافيات الايطالية الاربع.

المكسيك

على صعيد متصل قال الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو ان هواكين جوسمان أخطر زعيم لعصابات المخدرات في المكسيك يواجه حكما بالسجن لمدة طويلة وان أي عملية لتسليمه للولايات المتحدة ستستغرق وقتا طويلا على الارجح. وفي مقابلة مع شبكة يونيفيجن أشار بينا نييتو الى ان جوسمان لن يسلم على الارجح الى الولايات المتحدة بسرعة. وهو أخطر مجرم مطلوب في المكسيك.

وقال الرئيس المكسيكي "عملية التسليم يمكن ان تستغرق وقتا" مشيرا الى ان مكتب المدعي العام المكسيكي يحتاج الى بحث الطلب على اساس التحقيقات التي يجريها مع جوسمان الذي فر من سجن في المكسيك عام 2001. وكان جوسمان يدير عصابة (سينالوا) للمخدرات التي تخوض حربا عنيفة ضد عصابات أخرى على النفوذ وطرق تهريب المخدرات الى الولايات المتحدة. وقتل عشرات الآلاف في هذه المعارك.

وقال بينا نييتو انه من وجهة نظر المكسيك فان الشيء المهم ليس فقط القاء القبض على جوسمان و"بالتالي قضاء عقوبة السجن الصادرة عليه نظير ما ارتكبه بالفعل وانما القضايا الجديدة التي ستعقب ذلك." وأضاف "وهذا لا يتناقض مع طلب تسليمه المحتمل." وقال مسؤولون مكسيكيون كبار ان من المرجح ان يبقى جوسمان في المكسيك بعض الوقت أثناء التحقيق معه بشأن امبراطورية الجريمة الضخمة التي وراء عصابة سينالوا للمخدرات التي يتزعمها.

ووجه ممثلو ادعاء مكسيكيون الاتهام الى جوسمان في جرائم الاتجار في المخدرات بعد اعتقاله مباشرة في منتجع ماساتلان بمساعدة ضباط مخابرات أمريكيين. وهناك مخاوف من ان يتمكن جوسمان بمكره ان يهرب مرة اخرى من نظام العدالة المليء بالثغرات في المكسيك وعزز ذلك نداءات بتسليمه الى الولايات المتحدة رغم ان العديد من السياسيين المكسيكيين دعوا الى محاكمته داخل البلاد.

وكان جوسمان قد أمضى أقل من نصف عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما عندما هرب من السجن قبل 13 عاما وحصل في الاونة الاخيرة على أمر قضائي مؤقت ساعده على تجنب التسليم للولايات المتحدة. وشارك أكثر من 1000 شخص في مسيرة طافت في شوارع عاصمة الولاية التي نشأ فيها جوسمان للمطالبة بالافراج عنه.

الى جانب ذلك قتل المكسيكي نازاريو مورينو زعيم مجموعة فرسان الهيكل الإجرامية المكسيكية الملقب ب "إل تشايو" على أيدي عسكريين في غرب المكسيك، وذلك بعد 3 سنوات من إعلان الحكومة السابقة وفاته للمرة الأولى. ونجح عسكريون في تحديد موقع الزعيم البالغ من العمر 44 عاما الذي تأكدت الحكومة الحالية قبل أشهر من أنه لا يزال على قيد الحياة. وتبين لهم أنه في تومبيسكاتيو على بعد 630 كيلومترا عن غرب مكسيكو. وهم حاولوا توقيفه، بحسب مونتي أيخاندرو روبيدو المسؤول عن النظام الوطني للأمن العام الذي قال خلال مؤتمر صحافي إن "هذا الأخير هاجم القوات الفدرالية التي اضطرت إلى قتله".

وقبل تأكيد وفاة نازاريو مورينو الملقب أيضا ب "الأكثر جنونا"، أمضت السلطات وهي تجمع الإثباتات عن هوية المقتول. وأكد تحليل البصمات الرقمية الذي عرض على الصحافة "100%" أنه مورينو، على حد قول توماس زيرون مدير التحقيقات الإجرامية في الشرطة القضائية. وذكر بأن حكومة الرئيس فيليبي كالديرون كانت قد اعلنت خطأ في 19 كانون الأول/ديسمبر 2010 مقتل "إل تشايو" خلال اشتباكات دامية مع الشرطة الفدرالية، مشيرا إلى أنه "قيل في تلك الفترة إن أعضاء مجموعته الإجرامية قد أخفوا جثته لتبرير نقص الأدلة".

وقد سلط خبر الوفاة للمرة الثانية الضوء على ثغرات الإستراتيجية التي اعتمدها الرئيس كالديرون الذي أطلق فور وصوله إلى سدة الرئاسة في كانون الأول/ديسمبر 2006 حربا عل عصابات المخدرات في ولاية ميتشواكان أودت بحياة نحو 70 ألف شخص في انحاء البلاد برمتها خلال ولايته الرئاسية التي امتدت 6 سنوات. وكان مورينو قد أسس كارتل "لا فاميليا" الذي يعد من كبار منتجي ومصدري المخدرات المصنعة إلى الولايات المتحدة. وهو أعطى لمجموعتها الإجرامية طابعا شبيها بذاك الذي تكتسيه الجماعات الدينية مع عقيدة خاصة لاختيار أعضاء المجموعة والتحكم فيهم.

وإثر الإعلان عن وفاته سنة 2010، نظمت مراسم دينية مكرسة "للقديس نازاريو"، مع مذابح مشيدة لهذا الغرض في بلدات ميتشواكان وضعت عليها صلبان حمراء ترمز إلى مجموعة فرسان الهيكل وتماثيل لقديسين يرتدون ملابس من القرون الوسطى مع وجه نازاريو. وكتب على أحدى المنشورات التي وزعتها المجموعة في المنطقة "يا رب خلصنا من الخطيئة وضعنا تحت حماية القدس نازاريو".

وفي بداية العام 2013، انتشرت في المنطقة ميليشيات الدفاع الذاتي لمواجهة الجرائم التي كان يرتكبها أعضاء فرسان الهيكل في ميتشواكان، من اغتيالات وعمليات خطف وابتزاز، تطال السكان المحليين والشركات الكبيرة الصغيرة على حد سواء. وقد عززت الحكومة جهازها الأمني في ميتشواكان، وأوفدت نحو ألف عنصر جديد إلى المنطقة وشرعت ميليشيات الدفاع الذاتي التي قبلت بالإنضواء تحت راية السلطات العسكرية. بحسب فرانس برس.

ويعد مقتل نازاريو مورينو ضربة جديدة توجه إلى تجار المخدرات خلال ولاية الرئيس إنريكي بينيا نيتو الذي وصل إلى الحكم في كانون الأول/ديسمبر 2012. فقد أوقف العام الماضي ميغيل أنغيل تريفينسو زعيم كارتل الخليج، شأنه في ذلك شأن خواكيم غوزمان زعيم كارتل سينالوا الأقوى في البلاد والرجل المطلوب رقم واحد للعدالة في العالم أجمع.

ايطاليا

على صعيد متصل ألقت الشرطة البريطانية القبض على زعيم المافيا الإيطالي دومينيكو رانكادوري في غرب لندن، بعد أن نجح في تجنب ترحيله من المملكة المتحدة إلى إيطاليا. واعتُقل رانكادوري، المعروف باسم البروفيسور، فور تلقي إذن أوروبي جديد بالقبض عليه من إيطاليا. وورد في الإذن أن رانكادوري، ذو الخمسة والستين عاما، يواجه حكما بالسجن لمدة سبع سنوات "لمشاركته بين عامي 1987 و1995 في أعمال تقوم بها جماعات المافيا". ومن المقرر أن يمثل رانكادوري أمام محكمة ويست مينستر الابتدائية في وقت لاحق.

وكان رانكادوري قد ربح في مارس/آذار الماضي معركة قضائية ضد ترحيله من المملكة المتحدة إلى إيطاليا، عندما حكم القاضي بأن ظروف السجن في إيطاليا تنتهك حقوقه الإنسانية. وبنهاية ذلك الشهر، علم أنه لن يضطر للمثول أمام محكمة استئناف لأن هيئة نيابة التاج البريطاني (النيابة العامة) لم تقدم طلب الاستئناف في موعده. وانتهى الأمر بأن منحه القاضي إطلاق سراح غير مشروط.

وألقي القبض على رانكادور في أول مرة في شهر أغسطس/آب من العام الماضي بموجب مذكرة توقيف أوروبية للاتهامات نفسها. وكان رانكاندور قد انتقل عام 1994 مع أسرته إلى أوكسبريدج غربي لندن، وقام بتغيير اسمه إلى مارك سكينر. كما أكد في إحدى جلسات محاكمته على أنه قدم إلى بريطانيا ليمنح أبناءه "حياة أفضل"، ويتخلص من كل ما يربطه بإيطاليا.

من جانب اخر اعتقلت الشرطة الإيطالية 8 أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء في عصابتي مافيا متنافستين في جزيرة صقلية بجنوب إيطاليا وذلك بهدف تجنب أعمال انتقامية بينهما. وقالت الشرطة إن المعتقلين الثمانية لهم علاقة بنشاطات إجرامية للمافيا. وأضافت الشرطة أن النزاع بين العصابتين تصاعد في أعقاب مقتل جيوسيبي دي جياكومور في مدينة باليرمو، عاصمة صقلية. وجيوسيبي من جماعة بورتا نووفا التي تنافس جماعة كوزا نوسترا حيث أطلق عليه الرصاص على مرأى من ابنه الذي لا يتجاوز عمره سبع سنوات.

ونشرت الشرطة مقتطفات متعلقة بزيارة جيوسيبي دي جياكومور للسجن قبل مقتله حيث يسجن أخاه جيوفاني دي جياكومور الذي أعطاه تعليمات بشأن تصفية منافس آخر من المافيا. وقال جيوفاني لأخيه خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما في السجن "أهم شيء أن تدفنه. استمر في ضربه على رأسه. ضع الكلس فوق رأسه. جرده من ملابسه". وَوُصِف جيوسيبي دي جياكومور بأنه الزعيم الفعلي لمجموعة بورتا نووفا وقد قتل في كمين تعرض له في وقت سابق.

وقالت الشرطة في بيان صادر عنها إن اغتيال جيوسيبي قد يهدد بـ "إطلاق نزاع خطير يبن عائلتين من عائلات المافيا". وقال ضابط شرطة في تصريح لإحدى القنوات "غالبا ما تأتي التعيينات في قيادة المافيا من داخل السجون". ويذكر أن جزيرة صقلية كانت معروفة بنشاطات عصابات المافيا التي يبدو أن حدتها خفت بسبب الحملات الأمنية المتلاحقة.

الى جانب ذلك أصدرت الشرطة الايطالية أوامر قبض على 90 شخصا يشتبه في انهم من أعضاء إحدى عائلات المافيا في نابولي وصادرت أصولا قيمتها ملايين اليورو من بينها عشرات من مطاعم البيتزا الشهيرة في روما. وقالت الشرطة ان احد المشتبه بهم رجل من روما عمره 42 عاما متهم بالابتزاز قتل نفسه بالقفز من شرفته بالطابق الرابع عندما وصلت الشرطة الى منزله لاعتقاله.

وجاء في بيان الشرطة ان المشتبه بهم متهمون بالضلوع في تجارة المخدرات والابتزاز واعطاء قروض بفائدة أعلى واستردادها بالترهيب وغسل الارباح في 27 مقهى ومطعم بيتزا في روما. ومن بين الاصول التي تمت مصادرتها وقيمتها 250 مليون يورو (339 مليون دولار) 30 محطة بنزين في نابولي ومتجرا لبيع الاغذية بالجملة وناد لكرة القدم ومتاجر مجوهرات وعشرات العقارات والحسابات المصرفية والسيارات.

ويقول مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان جماعات الجريمة المنظمة الثلاث الكبرى في ايطاليا وهي كوزا نوسترا في صقلية وندرانجيتا في كالابريا وكامورا في نابولي يبلغ حجم انشطتها مجتمعة 116 مليار يورو في السنة وهو ما يزيد على المبيعات السنوية لشركة إيني النفطية كبرى شركات ايطاليا.

على صعيد متصل طالب زعماء الكنيسة في جنوب ايطاليا بإزالة النفايات التي تتخلص منها عصابات المافيا بشكل غير قانوني في عملية ادت لتلوث الاراضي الزراعية وجعل المنطقة تشتهر باسم "مثلث الموت." وتتخلص مافيا كامورا من النفايات السامة وتحرقها منذ عشرات السنين في المنطقة الواقعة فيما بين نابولي واقليم كاستيرا .

وقالت جماعة ليجامبنتي البيئية ان عشرات الملايين من الاطنان دفنت هناك خلال الاثنين والعشرين عاما الماضية وتقول منظمة الصحة العالمية ان هناك "ارتباطا ايجابيا" بين ارتفاع معدل التشوهات الخلقية وحالات الوفاة من السرطان والتعرض للنفايات في المنطقة. وقال كبير اساقفة نابولي واساقفة الابرشيات المحلية في رسالة مفتوحة للرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو ان هذه "الكارثة البيئية.. تحولت لمأساة انسانية حقيقية. بحسب رويترز.

"كثيرون يدفعون ثمن غطرسة وسوء استغلال وجشع وغباء المجرمين ." واضافوا ان الارض تسممت مما ادى الى "اضرار مأساوية ويتعذر اصلاحها." وتقول السلطات ان هذه النفايات تأتي في اغلبها من الشمال الصناعي وتتخلص منها عصابات المافيا مقابل جزء بسيط من تكاليف التخلص منها بشكل قانوني. وتظاهر محتجون في شوارع نابولي في الاشهر الاخيرة لمطالبة الحكومة ببذل المزيد من اجل تنظيف المنطقة.

إسرائيل

في السياق ذاته قتل مسلحان على دراجة نارية رجلا كان يقود سيارته قرب منطقة ساحلية صاخبة في تل أبيب في جريمة تشتبه الشرطة الإسرائيلية في أنها واحدة من جرائم القتل والهجمات المرتبطة بعصابات الجريمة المنظمة. ووقعت جريمة القتل في وضح النهار بينما كانت العائلات والسياح يتنزهون.

وشهد هذا الشهر وحده ثلاثة تفجيرات لسيارات -أدى اثنان منها إلى سقوط قتلى- استهدفت شخصيات من عالم الجريمة لتعيد لشوراع المدن الإسرائيلية دوي الانفجارات التي كانت تميز الهجمات الفلسطينية خلال الانتفاضة بين عامي 2000 و2005 . ووصف وزير الأمن الداخلي اسحق أهارونوفيتش تفجر أعمال العنف في كلمة أمام الكنيست بأنها "إرهاب واضح" مما يزيد من الضغوط على الشرطة للقبض على مرتكبيها.

وقالت الشرطة إن الرجل الذي قتل معروف للشرطة لكنها لم تقدم تفاصيل. وأضافت على حسابها على تويتر "يشتبه في أن جريمة القتل جزء من الصراع بين عصابات الجريمة... الجناة هربوا من الموقع في سيارة." وقالت امرأة إسرائيلية تدعى دانا لموقع واي نت الإخباري الإلكتروني "سمعنا صوت الرصاص عندما كنا في طريقنا إلى هنا (الموقع) ولم نصدق أن هذا يحدث على مقربة منا." بحسب رويترز.

وقالت قيادات من الشرطة في إفادة أمام الكنيست إن المتفجرات متاحة على نطاق واسع ورخيصة نسبيا. وقال رئيس الشرطة يوحنان دانينو إن معظم المتفجرات التي تستخدمها عصابات الجريمة تأتي من مخازن الجيش. وأضاف "هذا يحدث منذ سنين لكن الظاهرة تتزايد" مضيفا أن الشرطة تعمل مع الجيش لمنع وصول المتفجرات إلى الشوارع.

أمريكا

من جهة اخرى عرض قصر توفي فيه رجل عصابات شيكاجو الشهير ال كابوني ويعد واحدا من اكثر القطع العقارية شهرة في ميامي بيتش للبيع مجددا بسعر 8.5 مليون دولار امريكي. والمجمع مترامي الاطراف وذو واجهة بحرية وتوفي فيه ال كابوني بعد اطلاق سراحه من سجن الكتراز الذي يقال انه دبر المذبحة التي وقعت يوم عيد الحب في 1929.

ويوجد القصر الذي تبلغ مساحته عشرة الاف قدم مربع على جزيرة بالم ايلاند الراقية التي تقع في خليج بيسكايين وسط ناطحات السحاب في ميامي ومقاطعة فندق ساوث بيتش. وذكرت سجلات العقارات في مقاطعة ميامي-داد ان المالك الحالي للقصر هو شركة في ولاية فلوريدا يديرها المحاسب انتوني بانيبيانكو اشترت المنزل خاليا من الاثاث منذ ستة اشهر بمبلغ 7.4 مليون دولار.

وبنى كلرنس بوش احد افراد عائلة انهويزا-بوش لصناعة الجعة القصر في 1922. وقال رون تشبسيك وهو صحفي ومؤلف كتاب (عصابات مياميGangsters of Miami) ان كابوني الذي جمع ثروة هائلة من استيراد وبيع الخمور خلال الحظر اشترى القصر في 1928 نظير 40 الف دولار بعدما طرد من شيكاجو وفي وقت لاحق من لوس انجليس. بحسب رويترز.

وقال بول جورج وهو مؤرخ بارز من فلوريدا انه بعد وفاة كابوني في 1947 ظل المنزل ملك لأسرته حتى وقت ما في السبعينات عندما اشتراه هنري موريسون وهو طيار من شركة دلتا ايرلاينز. وساءت حالة القصر في السبعينات والثمانينيات ثم اعيد ترميمه وعرض للبيع في السوق مقابل عشرة ملايين دولار في 2011. وقال البرت خوستو من وان سوثبي انترناشيونال رياليتي والذي يمثل المالك انه على الرغم من ان هذا القصر هو المكان الذي توفي فيه كابوني بعد عودته من سجن الكتراز الا ان سعره يقفز في كل مرة يعرض فيها للبيع. وقال "الناس تحب حقيقة انه جزء من تاريخ ميامي."

فرنسا

الى جانب ذلك وبعيدا عن الصورة النمطية التي تقدمها السينما، فان القاتل المأجور غالبا ما يكون في الحقيقة قاتلا غير محترف لا يلبث ان يقع في يد الشرطة، بحسب ما قال خبراء تعليقا على جريمة طاولت سيدة اعمال من موناكو قبل اشهر. ويقول الان رودييه مدير الابحاث في المركز الفرنسي للبحث والاستقصاء "القاتل المأجور المحترف ليس موجودا الا في افلام السينما، لا يوجد هناك قاتل محترف يعرض خدماته مقابل المال، لسبب بسيط وهو عدم وجود زبائن، فالمجموعات الاجرامية لديها القتلة الخاصين بها".

وبحسب مصدر في الشرطة الفرنسية، فان القاتل المأجور غالبا ما يكون "شخصا يطلب منه شخص آخر ان يقتل قريبا او صديقا صار مصدر ازعاج، لكن هذه الحالات نادرة جدا ومعظمهما تتكشف ملابساته بسرعة". وغالبا ما يكون الشخص المطلوب منه تنفيذ القتل صاحب سوابق في مخالفات صغيرة تتصل بالسلاح. ومن هذه الحالات جريمة قتل سيدة الاعمال هيلين باستور من موناكو في ايار/مايو الماضي، وقد اقر الشخصان المنفذان لها بمسؤوليتهما.

ويقول رودييه "الشخص الذي طلب منه التنفيذ هو شخص من الشارع كانت تدفعه رغبة لجني المال السريع". وردا على سؤال حول المبلغ الذي يدفع للقاتل المأجور للتخلص من شخص ما، يقول "لا يمكن تحديد الاسعار، الامر يتوقف على الهدف، الشخص المطلوب التخلص منه، وعلى ثراء الشخص الذي يطلب تنفيذ القتل". ويضيف "من الواضح مثلا ان 15 الفا الى 20 الف يورو ليس مبلغا يمكن ان يحصل الانسان في مقابله على جريمة كاملة".

لكن المبالغ يمكن ان ترتفع بشكل كبير في حال ارتفاع عدد الوسطاء المتدخلين في الجريمة، مثل من يتصل بالقاتل، ومن يعطيه السلاح، والسيارة... وفي قضية هيلين باستور، تبين ان قريبها اعطى مدرب الرياضة 200 الف يورو ليضع خطة تنفيذ الجريمة، وقد احتفظ المدرب لنفسه بخمسين الفا واستخدم المال الباقي في دفع المال للوسطاء والمنفذين.

وتبين للمحققين بسهولة ان المنفذين لم يكونوا قتلة ماهرين بل ان ملامح الهواة تطبع جريمتهم، فقد اقدموا على تنفيذ مهمتهم دون اقنعة، واطلقوا النار عشرات المرات على ضحيتهم دون ان يتمكنوا من قتلها على الفور. ويقول رودييه "في معظم الحالات يترك هذا النوع من القتلة اثارا كثيرة تساعد على توقيفهم بسرعة، وسرعان ما يقرون بكل ملابسات جريمتهم". وعلى ذلك، لا يمكن مقارنة هؤلاء القتلة الهواة بالقتلة المحترفين الذين يعملون ضمن عصابات اجرامية، والذين لا يتصرفون من تلقاء انفسهم، ولكن بما تمليه عليهم مصلحة عصابتهم وقرارها. بحسب فرانس برس.

لكن القتلة المحترفين يفضلون تنفيذ جرائم في الخارج، واحيانا ينفذون جريمة في الخارج لحساب شبكة اجنبية ما، مقابل خدمة مماثلة تقدمها الشبكة عن طريق قاتل محترف اجنبي في فرنسا، وهو نوع من تبادل الخدمات الرامي الى تضليل المحققين. اما عصابات المافيا الايطاليا فتفضل التخلص من جثة القتيل تماما، سواء عبر اذابتها بمواد كيميائية، او القائها في النهر مثقلة بالإسمنت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/تموز/2014 - 4/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م