الحروب الأمريكية..  من التخبط الإستراتيجي الى الترهل العسكري

 

شبكة النبأ: أسهمت الحروب المتواصلة التي تخوضها الولايات المتحدة الامريكية، صاحبة اكبر واقوى مؤسسة عسكرية في العالم بحدوث العديد من المشكلات والازمات لهذه المؤسسة العملاقة التي تكبدت الكثير من الخسائر البشرية والمادية، هذا بالإضافة الى اتساع رقعة فضائح الفساد المادي والاخلاقي وهو ما اجبر ادارة البيت الابيض على اتخاذ بعض الخطط والقرارات الخاصة، ومنها تخفيض الانفاق العسكري وخفض اعداد القوات المسلحة وغيرها من الامور الاخرى.

تلك الخطوات والاجراءات والخطط وعلى الرغم من اهميتها الاقتصادية، فقد اثارت مخاوف الكثير من المراقبين في امريكا باعتبارها مقدمة خطيرة ربما ستسهم بإضعاف قوة البلاد العسكرية، وستكون حافز لخصوم الولايات المتحدة وخصوصا الجماعات الارهابية في توسيع اعمالها الاجرامية في الكثير من دول العالم ومنها الدول الحليفة للولايات المتحدة، مخاوف قلل منها البعض ولأسباب كثيرة خصوصا وان أمريكا وعلى الرغم من التخفيضات الهائلة ستظل صاحبة اكبر ميزانية على مستوى العالم لاتزال تواصل بناء وتطوير برامجها وانشطتها العسكرية المهمة.

إذ يرى معظم المحللين السياسيين أن حرب العراق وافغانستان فشل فظيع في الإستراتيجية الحربية الأمريكية، وقد عده بعضهم من أكبر الأخطاء الدبلوماسية فيما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ توجه المؤسسة العسكرية الأميركية حاليا وضعا ماليا عسيرا نتيجة تلك الحروب، والتي ادت الى ازمة مالية كبيرة داخل هذه المؤسسة العسكرية، حيث تم خفض النفقات وزارة الدفاع الأمريكية بسببها، وهذا الإجراء غير مسبوق للحكومة الأمريكية منذ عقود، وعليه فما زالت آثار مخلفات تلك الحروب واضحة حتى اللحظة الراهنة، لتشكل شبحا مصيريا يخيم على الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل القريب.

وفي هذا الشأن فقد ارسل البيت الابيض طلبا لتمويل الحرب قيمته حوالي 60 مليار دولار لعام 2015 بانخفاض ملياري دولار عن السنة المالية الحالية بعد ان قرر الرئيس باراك اوباما سحب جميع الجنود الامريكيين في افغانستان -عدا 9800 جندي- بحلول الحادي والثلاثين من ديسمبر كانون الاول. وفي رسالة الي جون بينر رئيس مجلس النواب طلب اوباما 58.6 مليار دولار لتمويل الحرب في افغانستان وانشطة عسكرية اخرى في الخارج وهو الطلب الاصغر حجما لتمويل الحرب للبنتاجون في عقد. بحسب رويترز.

وبالإضافة الي تمويل الحرب في افغانستان يتضمن الطلب 500 مليون دولار لدعم المعارضة المسلحة المعتدلة في سوريا و1.5 مليار دولار لدعم الاستقرار بالدول المجاورة لسوريا التي تدفق عليه اللاجئون و140 مليون دولار لتدريبات غير مرتبطة بالعمليات في العراق. ويقل طلب الادارة حوالي 20 مليار دولار عن السنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 سبتمبر ايلول. ويتضمن الطلب الذي ارسل الي بينر ايضا 1.4 مليار دولار لتمويل العمليات الطارئة في الخارج لوزارة الخارجية ليصل طلبها الاجمالي للتمويل الي 7.3 مليار دولار. وكانت الوزارة طلبت 5.9 مليار دولار للعمليات في الخارج في ميزانتيتها التي قدمتها في فبراير شباط الماضي.

تجربة ناجحة

في السياق ذاته اعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان نظاما صاروخيا بالستيا تديره شركة بوينغ اعترض صواريخ اطلقت عبر المحيط الهادئ لأول مرة. ويهدف نظام ميدكورس الدفاعي البري البالغة كلفته 40 مليار دولار الى الحماية من الصواريخ البالستية الطويلة المدى من الدول التي توصف بانها مارقة مثل كوريا الشمالية وايران.

وجاءت التجربة الناجحة بعد اخفاق هذا النظام في ضرب صاروخ افتراضي في خمس من ثمانية تجارب سابقة منذ اطلاق ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش البرنامج في 2004. واعلنت ادارة الرئيس باراك اوباما خططها لانفاق 1,3 مليارات دولار على 14 عمليات اعتراض اخرى في حال نجاح هذه التجربة.

وجرى اطلاق الصاروخ من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا وضرب صاروخا وهميا بالستيا متوسط المدى اطلق من موقع ريغان العسكري للتجارب في كواجالين اتول في جزر المارشال. وقال رئيس وكالة الدفاع الصاروخي جيمس سيرينغ في بيان "هذه خطوة مهمة جدا في جهودنا المستمرة لتحسين وزيادة قوة نظامنا الصاروخي الدفاعي البالستي".

وحمل راس الصاروخ الذي جرت عليه التجربة معدات وبرامج مطورة، بحسب شركة رايثيون التي قامت بتصنيع الصاروخ. وهذه التجربة هي الاعتراض ال65 الناجح من بين 81 محاولة جرت على نظام الصواريخ البالستية الدفاعية منذ 2001، بحسب البنتاغون. وقالت شركة بوينغ ان "هذه المهمة حققت العديد من الاهداف التجريبية المعقدة ومن بينها وقت الرحلة الطويل للصاروخ المعترض الذي انطلق من البر، والقوة العالية والسرعة الكبيرة للاعتراض". بحسب فرانس برس.

الا ان بعض الخبراء انتقدوا التجربة التي كلفت 200 مليون دولار حتى قبل اجرائها، وقالوا ان النظام ليس جاهزا لنشره بعد رغم نتيجة التجربة. وقالت لورا غريغو من "جمعية العلماء القلقين" انه "حتى لو نجحت تجربة الاحد، فانها لا تثبت غير القليل عن قوة وموثوقية الصاروخ" .. فهذه ستكون اول مرة يصيب فيها الهدف من بين ثلاث مرات، ولكن نسبة 33% لا تزال نسبة تدل على الفشل ولا تبرر شراء المزيد".

مهمة سرية

على صعيد متصل انطلق صاروخ من طراز أطلس-5 من قاعدة سلاح الجو الامريكي في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا وعلى متنه قمر صناعي سري تابع للمكتب الوطني للاستطلاع. وبعد خمس دقائق على انطلاق الصاورخ أغلقت شركة يونايتد لونش آلاينس المصنعة للصاروخ -وهي مشروع شراكة بين شركتي لوكهيد مارتن و بوينج- بثها المباشر في حجب معد سلفا للتغطية الإعلامية امر به الجيش الامريكي.

وبينما يحيط ستار من السرية بالمهمة يتكشف على نطاق واسع مستقبل الشركة المصنعة للصاروخ اطلس-5. واقامت شركة منافسة هي سبيس اكسبلورشين تكنولوجيز (سبيس-اكس) دعوى قضائية الشهر الماضي في محاولة لإنهاء الحق الحصري لشركة يونايتد لونش آلاينس في تقديم خدمات الإطلاق للجيش الأمريكي. وسألت (سبيس-اكس) في الدعوى القضائية عما اذا كان استخدام المحرك الروسي الصنع آر.دي-180 في الصاروخ انتهك العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة لمعاقبة روسيا على ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

واصدر قاض اتحادي أمريكي حظرا مؤقتا على مبيعات المحركات لكنه رفع الحظر بعد ايام قليلة بعدما قال مسؤولو وزارتي الخزانة والخارجية ان العقوبات لم تنتهك. واستمر الحظر اقل من اسبوع. وردت روسيا على العقوبات الأمريكية بفرض حظر على مبيعات محركات الصواريخ المستخدمة في اطلاق الاقمار العسكرية الأمريكية. وابلغ الجنرال وليام شيلتون رئيس قيادة الفضاء بسلاح الجو الامريكي الصحفيين في مؤتمر في كولورادو سبرنجز بولاية كولومبيا هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة لم تبلغ رسميا حتى الآن بوقف مبيعات المحركات.

وقال شيلتون إن العلاقات بين الشركة الروسية المنتجة لمحركات الصواريخ وشركة يونايتد لونش آلاينس تسير كالمعتاد. وابلغت مصادر أن تقريرا جديدا لسلاح الجو الامريكي عن قضية المحركات الروسية آر.دي-180 انتهى إلى أن فرض حظر على مبيعات هذه المحركات سيكون له تأثير كبير على برنامج اطلاق الصواريخ العسكرية الأمريكية. وقال التقرير إن خيارات التقليل من تأثير فقدان هذه المحركات محدودة حتى عام 2017.

واوصى التقرير سلاح الجو الامريكي بزيادة التمويل لتطوير محرك بديل يصنع محليا. وقال شيلتون -الذي امتنع عن التعقيب على التقرير- إن تطوير محرك جديد سيتكلف اكثر من مليار دولار ويستغرق انتاجه خمس سنوات. وقالت شركة يونايتد لونش آلاينس إن لديها مخزونا من المحركات آر.دي-180 يكفي لعامين.

في السياق ذاته رفعت شركة "سبايس اكس" دعوى قضائية ضد سلاح الجو الاميركي بعد ابرامه سلسلة عقود لإطلاق اقمار اصطناعية عسكرية لشركة واحدة منافسة، على ما اعلن ايلون ماسك المدير العام للشركة. وابرمت هذه العقود التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات مع شركة "يونايتد لاونش الاينس" (يو ال ايه) التي تديرها مجموعتا "لوكهيد مارتن" و"بوينغ".

وقال ماسك خلال مؤتمر صحافي في واشنطن ان "سبايس اكس" قررت رفع دعوى قضائية والاحتجاج على منح هذه العقود بالجملة في اطار برنامج "ايفولفد اكسبندبل لاونش فييكل" التابع لسلاح الجو الاميركي. واشار الى ان هذه العملية "تقوم على منع شركات مثل سبايس اكس من المنافسة على الحصول (على عقود) لاطلاق اقمار اصطناعية مرتبطة بالامن القومي". واضاف ايلون ماسك "هذه الخطوة ليست اعتراضا من سبايس اكس للقول ان عمليات الاطلاق هذه يجب ان تعود اليها، لكنها فقط مطالبة بان تخضع هذه العمليات للمنافسة".

كما تساءل "اذا كانت صواريخنا جيدة بالنسبة لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) التي تستخدمها في محطة الفضاء الدولية، فلماذا لا تكون كذلك بالنسبة لسلاح الجو الاميركي؟"، معتبرا ان العقود لم تمنح وفق عملية تنافسية. واوضح ماسك ان "سبايس اكس" التزمت بشروط سلاح الجو الاميركي لكي تحصل على تفويض ويتم اخذها في الاعتبار، واجرت كما طلب منها ثلاث عمليات اطلاق ناجحة على التوالي. بحسب فرانس برس.

كذلك اكد ان عمليات الاطلاق مع شركة "يو ال ايه" تكلف اربع مرات اكثر من كلفتها مع "سبايس اكس"، قائلا ان "دافعي الضرائب الاميركيين يدفعون عبثا مئات ملايين الدولارات الاضافية في سبيل عمليات الاطلاق هذه". وتلتزم "سبايس اكس" بعقد قيمته 1,6 مليار دولار مع ناسا لاجراء ما مجموعه 12 مهمة تموينية في اتجاه محطة الفضاء الدولية.

بين الفساد والاجرام

من جانب اخر قال سلاح الجو الأمريكي إن قائد جناح الصواريخ النووية في قاعدة مالمستروم الجوية في مونتانا استقال وإن تسعة قادة أبعدوا عن مناصبهم بسبب فشلهم في القيادة وذلك بعد فضيحة غش في اختبار في فصل دراسي شملت 91 ضابط اطلاق صواريخ. وقال الليفتنانت جنرال ستيفن ويلسون قائد قيادة قوة الضرب العالمية في سلاح الجو إن الكولونيل روبرت ستانلي قائد جناح الصواريخ 341 في مالمستروم استقال.

أما القادة التسعة الآخرون وأغلبهم برتبة كولونيل او ليفتنانت كولونيل فقد أبعدوا عن مناصبهم في القيادة في قاعدة مونتانا للصواريخ العابرة للقارات وسينقلون الى وظائف ادارية وسيواجهون اجراءات تأديبية تتراوح من توجيه اللوم حتى المحاكمة العسكرية بسبب الفشل في القيادة.

وقال ويلسون إن المشكلة نبعت من محاولة بلوغ الكمال في المهمة النووية في قاعدة مونتانا مما أدى إلى حدوث غش في الامتحانات سعيا لتحقيق الدرجات المطلوبة للتقدم والترقية. وقال هو ووزيرة سلاح الجو ديبورا جيمس إن تقييم ضباط اطلاق الصواريخ سيشهد اصلاحا جذريا لتغيير الثقافة والسلوك اللذين ظهرا في جناح الصواريخ.

على صعيد متصل مثل رابع مسؤول بالبحرية الامريكية متهم في تحقيق فساد متعلق بمتعاقد دفاع يتخذ من سنغافورة مقرا له أمام المحكمة في اتهامات وجهت اليه بقبول هدايا تشمل مبالغ نقدية وأجهزة الكترونية والاقامة في فنادق فاخرة. ووجه الاتهام الى دان ليوج (27 عاما) وهو ضابط برتبة صغيرة بالتآمر لقبول رشا حسبما ورد في شكوى كشف عنها النقاب والقي القبض على ليوج ومقره طوكيو في سان دييجو حيث مثل في وقت لاحق أمام قاض اتحادي.

وهو متهم بقبول مبلغ 1000 دولار شهريا بالإضافة الى أجهزة الكترونية مرتفعة الثمن والاقامة في فنادق فاخرة مقابل معلومات قدمها بشأن جدول مواعيد سفن تابعة للبحرية الامريكية الى شركة جلين ديفينس مارين اسيا وهي شركة في قلب الفضيحة. والرئيس التنفيذي للشركة وهو رجل الاعمال الماليزي الأصل ليونارد جلين فرانسيس متهم بتقديم مبالغ مالية الى مسؤولين بالبحرية وتذاكر حفلات وبنات هوى وهدايا أخرى لكسب تعاقدات.

وألقي القبض على الضابط بالبحرية الامريكية مايكل ميزيويج والمخبر الخاص بالتحقيقات الجنائية بسلاح البحرية جون بيليفو في نفس الوقت الذي مثل فيه فرانسيس ووجهت اليهما اتهامات بقبول رشا. كما ألقي القبض على الضابط بالبحرية هوسيه لويس سانشيز ووجه اليه الاتهام في نوفمبر تشرين الثاني بقبول هدايا تشمل داعرات ورحلات فاخرة و100 ألف دولار نقدا من فرانسيس.

كما وجه الاتهام الى اليكس ويزيداجاما المدير بشركة جلين ديفينس سنغافورة في الفضيحة. وأقر هو وبيليفو منذ ذلك الحين بأنهما مذنبان. والشكاوى التي قدمت ضد فرانسيس تزعم انه أدار مشروعا لخداع البحرية الامريكية من خلال تقديم رشا الى مسؤولين عسكريين لتوجيه السفن الى موانئ تقدم فيها شركته خدمات للسفن تتضمن التنظيف واعادة التموين واعادة التزود بالوقود وإيواء أفراد البحرية أثناء اقامتهم في الموانئ.

الى جانب ذلك فتح جندي أمريكي عمل في العراق في 2011، النار في قاعدة فورت هود الأمريكية جنوب تكساس وقتل ثلاثة عسكريين وأصاب 16 آخرين بجروح قبل أن يطلق النار على نفسه. ورفض الجنرال ميلي قائد القاعدة الكشف عن هوية الجندي إلا أنه ذكر أنه يعاني من مشاكل نفسية. وأوضح ميلي أن هذا الجندي خدم في العراق لأربعة أشهر العام 2011 وكان يعاني "مشاكل نفسية" وخصوصا الاكتئاب ويخضع للعلاج.

وقال ميلي إن الجندي دخل مبنى وأطلق النار قبل أن يستقل سيارة ثم يطلق النار مجددا مستخدما مسدسا من طراز "سميث اند ويسون" عياره 45 اشتراه مؤخرا من متجر قريب. ثم خرج من السيارة ودخل مبنى آخر وأطلق النار مجددا. وتدخلت الشرطة العسكرية خلال 15 دقيقة ولاحقت مطلق النار حتى موقف للسيارات. وهنا، أطلق الرجل النار على نفسه وفق الجنرال ميلي

وقال "لا نعلم دوافعه. نعلم أن هذا الجندي كان يعاني مشاكل نفسية"، لافتا إلى أنه كان يخضع لعلاج من الاكتئاب و"مشاكل أخرى نفسية" وهو يخدم في فورت هود منذ شباط/فبراير. بحسب فرانس برس.

وأضاف "حتى الآن، ليس هناك أي مؤشر يربط هذا الحادث بالإرهاب، رغم أننا لا نستبعد شيئا". ورفض الجنرال ميلي كشف اسم مطلق النار أو رتبته علما بأنه كان ينتمي إلى وحدة دعم لوجستي وكان متزوجا. وتابع "سندقق في ماضيه لنرى ما إذا كان له ماض إجرامي ... وما هي خبرته في القتال".

التحرش الجنسي

من جهة اخرى قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن البلاغات عن التحرش الجنسي في الجيش الأمريكي قفزت بنسبة 50 في المئة العام الماضي ورحب مسؤولون بالزيادة كعلامة على أن الإجراءات المشددة جعلت الضحايا أكثر ثقة في أن مهاجميهم سيلاحقون قضائيا. وقال وزير الدفاع تشاك هاجل إن الزيادة في عمليات التحرش الجنسي التي وردت عنها تقارير إلى 5061 حالة في 2013 من 3374 حالة في العام السابق هي زيادة "لم يسبق لها مثيل".

وأعلن عن ستة أوامر جديدة لتوسيع حملة الإجراءات تشمل مراجعة سياسة المشروبات الكحولية ومسعى لتشجيع الضحايا الذكور على الإبلاغ. ويعتقد أن الذكور يمثلون حوالي نصف ضحايا التحرش الجنسي في الجيش لكنهم يمثلون 14 في المئة فقط من التقارير التي يجري التحقيق فيها.

وقال هاجل في مؤتمر صحفي في البنتاجون "نعتقد أن الضحايا تزداد ثقتهم في نظامنا." وأضاف "لأن هذه الجرائم هي جرائم مستترة فقد اتخذنا خطوات لزيادة الإبلاغ وهذا ما نشهده." ورغم زيادة التركيز على الموضوع على مدى العام المنصرم ما يزال الجيش يواجه حوادث محرجة يواجه فيها ضباط اتهامات بالتسامح مع سوء السلوك الجنسي بل وتشجيعه بدلا من التصدي للمشكلة. بحسب رويترز.

ويقول منتقدون إن الأرقام التي أعلنها البنتاجون عن زيادة البلاغات تظهر تحسنا ضئيلا في نسبة الحالات التي تحال للمحاكمة أو نسبة قرارات الإدانة. ويقول التقرير إنه أحيلت 484 قضية في الإجمال إلى المحاكمة في العام المالي 2013 المنتهي في 30 سبتمبر ايلول وأدين 370 شخصا بإرتكاب جريمة. ويقابل ذلك 302 محاكمة في العام السابق و238 إدانة.

الجيش والمعتقدات

على صعيد متصل قال متحدث إن الجيش الأمريكي رفض طلب اثنين من الجنود لارتداء ملابس وفقا لمعتقداتهم الدينية في إطار سياسة معدلة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وجرت الموافقة على السياسة الجديدة في 22 يناير كانون الثاني ومن المتوقع أن تؤثر على السيخ والمسلمين واليهود وجماعات دينية أخرى تطلق اللحى أو ترتدي ملابس معينة مثل العمائم والقلنسوة اليهودية. وقد تؤثر أيضا على الذين يعتنقون ديانة الويكا وآخرين يرسمون الوشم لأسباب دينية.

وبموجب الارشادات الجديدة يتم تشجيع فروع الخدمة العسكرية على السماح للأشخاص بارتداء الملابس التي تناسب معتقداتهم الدينية طالما أنها لا تؤثر على النظام والانضباط داخل وحداتهم. لكن السياسة الجديدة تعرضت لانتقادات من مشرعين من اصحاب الجماعات الدينية المتضررة إذ يقولون إن وزارة الدفاع لا تزال تضع عقبة تمنع بعض الأشخاص من الانضمام إلى الخدمة العسكرية. بحسب رويترز.

وقال اللفتنانت كولونيل جاستين بلات المتحدث باسم الجيش إن اثنين فقط من الجنود طلبا استثناء من القواعد الخاصة بالزي لأغراض دينية منذ دخلت السياسة الجديدة حيز التنفيذ. ورفض طلب الاثنين. ولم يحدد المتحدث الجماعة الدينية التي ينتمي إليها الجنديان. ولم يتضح وقت إتخاذ القرار. وأوضح المتحدث أنه بموجب السياسة الجديدة يمكن للقادة المحليين الموافقة على أماكن إقامة الشعائر الدينية والمتطلبات الغذائية لكن طلبات الاستثناء من القواعد الخاصة بالزي تحتاج إلى موافقة ضابط كبير.

قارئ إلكتروني جديد

الى جانب ذلك تعتزم البحرية الأمريكية تزويد بعض بحارتها بأجهزة قراءة كتب إلكترونية أطلقت عليها اسم (القارئ الإلكتروني للبحرية). ولأسباب أمنية، لن يكون بهذه الأجهزة منافذ للاتصال بالانترنت (ports)، أو القدرة على الاتصال بالشبكات اللاسلكية (wi-fi)، أو إمكانية تداول البيانات بخاصية التجوال (roaming)، حيث أن هذه الخصائص يمكن استغلالها بواسطة الأعداء.

واتخذت قيادة البحرية قرارا بتوزيع خمسة أجهزة على كل غواصة عاملة في أسطول البحرية الأمريكية. وسوف يجري توفير نطاقا واسعا من الكتب تتنوع بين الأعمال الكلاسيكية وأكثر الكتب مبيعا. وقالت نيلي موفيت، مدير برنامج المكتبة العامة للبحرية، إنه "حتى الآن ستوزع هذه الأجهزة على الغواصات فقط".

وأضافت موفيت "سيكون هناك خمسة (أجهزة) في كل غواصة، بإجمالي 355 جهازا لقوة الغواصات الأمريكية. وسوف نرسل في نهاية المطاف القارئ الإلكتروني إلى كل القطع العاملة في الأسطول. سيستغرق الأمر وقتا حيث سيتم تصميم كل مجموعة لتناسب جمهورا محددا." ومن غير المسموح استخدام أجهزة القارئ الإلكتروني التقليدية على متن العديد من قطع البحرية الأمريكية، مثل نظام تحديد المواقع (GPS) أو استخدام الشبكات اللاسلكية أو خاصية التجوال. ويمكن لهذه الخواص أن تكشف موقع القوات للأعداء.

ويقال إن جهاز القارئ الالكتروني للبحرية يتغلب على هذه المشكلات بفضل إمكانية حمله بالإضافة إلى عدم إمكانية لإدخال بيانات إليه أو لاتصاله بالانترنت. وللأسف يعني غياب هذه الخواص عدم المقدرة على إضافة أو حذف كتب جديدة إلى الأجهزة. ولهذا يجري تزويد الجهاز مسبقا بنحو 300 كتاب، من برنامج المكتبة العامة، التي تضم أكثر من 108 آلاف عنوان. بحسب بي بي سي.

وتضم المكتبة أسماء عدد من الكتاب المشاهير أمثال جين أوستين و شكسبير وجيمس جويس. كما توجد مجموعة كتب كلاسيكية مثل (سيد الخواتم)، و(لعبة العروش). وبسبب وجود قيود على التخزين، لاسيما في الغواصات، فإن الاحتفاظ بمكتبة مجهزة جيدا يمثل تحديا أحيانا. وجاءت فكرة إصدار قارئ إلكتروني للبحرية من خلال شراكة بين برنامج المكتبة العامة للبحرية الأمريكية، وشركة (فايند اواي وورلد). ولن يتحمل البحارة أي تكاليف نظير استخدام هذا الجهاز الجديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/تموز/2014 - 3/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م