آباء وأبناء... عنف يفكك الأسر ويهدد المجتمعات

 

شبكة النبأ: ظاهرة العنف والاعتداء على الأطفال بمختلف انوعها اصبحت ظاهرة خطيرة تنتشر في العديد من الدول، فالعنف الاسري وسوء معاملة والإهمال الذي يتعرض له الطفل بات اليوم من اهم واخطر المشكلات التي تهدد كيان المجتمعات، خصوصا وان العديد من التقارير الخاصة تشير الى تفاقم وازدياد المشاكل الاسرية التي اثرت بشكل سلبي على حياة الابناء وعرضتهم للعديد من الاخطار كما يقول بعض الخبراء.

والاعتداء على الأطفال كما تشير بعض المصادر هو أي اعتداء جسدي، أو جنسي، أو سوء معاملة، أو إهمال يتعرض له الطفل. مركز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة عرف سوء معاملة الطفل بأنها فعل أو مجموعة أفعال مورست من طرف أحد الوالدين أو من يقوم برعاية الطفل والتي تسببت في إيذاء حسي، أو معنوي للطفل، أو تهديد بإيذائه. ويمثل الإهمال نسبة 54% من الحالات المؤكدة من العنف ضد الأطفال، و22% من العنف الجسدي و8%العنف الجنسي و4% من سوء المعاملة العاطفية و12% أشكال أخرى من سوء المعاملة.

وحالات الوفاة الناتجة عن العنف ضد الأطفال معروف انه لا يمكن حصرها بشكل دقيق، حيث يقدر إن 60 إلى 85% من حالات الوفاة ترجع إلى سوء المعاملة ولا يتم تسجيلها في شهادات الوفاة. وغالبا ما يكون مرتكبي العنف ضد الأطفال هم مقدمي الرعاية، وتحديدا الأمهات أكثر من أي شخص آخر، بما في ذلك الغرباء والأقارب، ومقدمي الرعاية من غير الأقارب.

والعنف ضد الأطفال هي ظاهره معقدة ذات أسباب متعددة. فهم أسباب الاعتداء هو أمر حاسم للتصدي لمشكلة العنف ضد الأطفال. إن الآباء والأمهات الذين يسيئون معاملة أزواجهم جسدياً هم على الأرجح أكثر عرضة من غيرهم للاعتداء جسدياً على أطفالهم. ومع ذلك، فإنه من المستحيل معرفة ما إذا كانت الخلافات الزوجية سبباً في الاعتداء على الأطفال، أو إذا كان كل من الخلافات الزوجية وسوء المعاملة ناجمة عن النزعات في المعتدي.

إن الأطفال الناتجين عن حالات الحمل غير المقصود هم أكثر عرضة للإيذاء أو الإهمال. بالإضافة إلى ذلك الحمل غير المقصود والأطفال الناتجين عن الارتباط بعلاقة مسيئة وهناك أيضاً خطر زيادة العنف الجسدي أثناء فترة الحمل، بل أنها تؤدي أيضا إلى سوء الصحة النفسية للأمهات وانخفاض نوعية العلاقة بين الأم والطفل. الإدمان قد يكون عامل أساسي لوقوع الإيذاء على الأطفال ففي أحد الدراسات الأمريكية وُجد أن غالبية أولياء الأمور الذين يسيئون لأطفالهم هم أولئك الذين ثبت تعاطيهم للمخدرات غالباً الكحول والكوكايين والهروين، وهم من يرفض غالباً الخدمات التي تفرضها المحكمة والأدوية. وكشفت دراسة أخرى أنه أكثر من ثُلثي حالات إساءة معاملة الأطفال قد شارك فيها الوالدين ممكن لديهم مشاكل إدمان، وفي نفس هذه الدراسة تحديداً وُجد أن هناك علاقة بين شرب الكحول والإيذاء الجسدي وبين تعاطي الكوكايين والإيذاء الجنسي.

وترتبط البطالة والمشاكل المالية بمعدلات إيذاء الأطفال المرتفعة في عام 2009 نشرت شبكة أخبار سي بي سي في تقرير أن معدل إيذاء الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية قد ارتفع أثناء الركود الاقتصادي وقد ذكر التقرير مثال لأب لم يكن العائل الرئيسي للأطفال وحين أعالها بدأت تظهر على أطفاله آثار الجروح.

وهناك ارتباط كبير بين تعرض الطفل للعنف بجميع أشكاله وبين ارتفاع معدلات العديد من الأمراض المزمنة لدى الأطفال، وأقوى دليل على ذلك يأتي من سلسلة دراسات التجارب السلبية للأطفال والتي تُبين وجود علاقة بين تعرض الطفل للعنف أو الإهمال وبين ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة والسلوكيات الخطرة وقصر العمر في مرحلة البلوغ. وإن من شأن تعرض الطفل للعنف في مراحل مبكرة أن يسبب له اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب.

ومن الممكن أن يؤدي العنف ضد الأطفال إلى مشاكل في النمو العصبي للطفل، فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال المعنفين تظهر لديهم مشاكل مثل الصعوبات في تطوير اللغة واعتلال المزاج وفقدان السيطرة على السلوك وكذلك الاضطرابات الاجتماعية والعاطفية. وتزداد هذه المشاكل خطورة حين يقترن العنف مع تعرض الطفل للصدمات أو للكحول حين كان جنيناً.

جرائم واحكام

وفي هذا الشأن انتحر رجل تركي بعد أن قتل 5 من أطفاله وشقيقه وأصاب زوجته وطفليه الآخرين بإطلاق النار عليهم. ونقلت صحيفة "حريت" التركية عن الشرطة بأن إنجين سيرجيك "36 عاماً"، أطلق النار على أفراد عائلته خلال نوبة من الهستريا في منزله باسطنبول، ما أدّى إلى مقتل 3 من أولاده وشقيقه على الفور. وتوفي اثنان من أطفاله في المستشفى متأثرين بجراحهما، كما أصيبت الزوجة وطفلاها المتبقيان بجروح وهم في حالة حرجة. وأطلقت الشرطة تحقيقاً في الحادث لمعرفة دوافع الجريمة.

من جانب اخر رفضت محكمة أميركية، إخلاء سبيل امرأة كانت طعنت طفلها 100 طعنة وطفلة أخرى كانت ترعاها 50 طعنة. وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن إلزبيتا بلاكوسكا "40 عاماً"، من ولاية إلينوي اتهمت بقضيتي قتل من الدرجة الأولى.

وكانت المرأة التي ترعى طفلة في الخامسة من العمر، قد اعتقلت بعد أن وجدت الشرطة الطفلين مطعونين. ويبلغ عمر الطفل الضحية 7 سنوات. وكانت المرأة ملوثة بالدماء عندما اقتيدت إلى الحجز، وقد خضعت للتحقيق قبل اتهامها، فيما عثرت الشرطة أيضاً داخل المنزل على كلبين مطعونين. وأفادت تقارير أن بلاكوسكا قدّمت للسلطات تفسيرات مختلفة لما حصل، بينها أنها سمعت أصوات عفاريت دفعتها لقتل الطفلين. وقال المحققون إنه لا سبب للاعتقاد بوجود أي مشتبه به آخر، فيما رفضت محكمة في منطقة شيكاغو إخلاء سبيل المرأة بكفالة. بحسب يونايتد برس.

في السياق ذاته اصدر القضاء الايطالي حكما بالسجن ثلاثين عاما على شاب في السادسة والعشرين من عمره القى ابنه البالغ من العمر ستة عشر شهرا من جسر على نهر التيبر في روما بعد ما تشاجر مع زوجته، بحسب ما نقلت الصحافة الايطالية. وكان باتريزيو فرانشيتشيللي ابنه كلاوديو في المياه المتجمدة لنهر التيبر، وعثر على جثة الطفل بعد ذلك بشهر في مجرى النهر في فيوميتشينو.

والقي القبض فورا على الوالد الذي حاول الفرار. وقال محامي والدة الطفل "انه انتصار كبير، لقد رأى القاضي ان دوافع الجريمة كانت دنيئة ووحشية". وباتريزيو فرانشيتشيللي عاطل عن العمل وهو من اصحاب السوابق في الاتجار بالمخدرات، ولم يكن موجودا في المحكمة لحظة النطق بالحكم الذي استقبله المحتشدون خارج المحكمة، من ذوي ام الطفل ورابطة "اصدقاء كلاوديو"، بالتصفيق والترحيب.

على صعيد متصل اعتقلت الشرطة الأميركية، امرأة باعت طفلها الرضيع مقابل شاحنة مستعملة. وذكرت صحيفة "أورلاندو سانيتيل" الأميركية، أن هيذر آن كامينسكي (30 عاماً)، بادلت ابنها الرضيع، بشاحنة من نوع "دودج داكوتا" مستعملة في كنتاكي بعد فترة قصيرة من ولادته. واعتقلت المرأة في بالاتكا في فلوريدا في وقت سابق بعد أن باعت الشاحنة مقابل 800 دولار ومخدر الميثافيتامين.

وأخرجت من سجن فلوريدا لتمثل أمام المحكمة في كنتاكي بتهمة الإتجار بالبشر. وكانت إدارة الخدمات الاجتماعية سبق وأخذت طفلين من كامينسكي. ويذكر أن شخصين من كنتاكي أيضاً، هما جيرمي وجايمس براون، يواجهان تهمة الإتجار بالبشر بسبب مشاركتهما بالصفقة.

امهات بلا قلوب

الى جانب ذلك اوقفت امرأة اميركية شابة وشريكها بعدما احتجزا ابنتهما بالتبني البالغة ثماني سنوات في قفص ليتمكنا من الخروج لمشاهدة فيلم على ما ذكرت الشرطة. ووجهت الى سيندي باترياركياس (33 عاما) وادموند غونزالس (37 عاما) تهمة اهمال طفل بعدما عثر على الطفلة التي تعاني من مشكلة في النمو في قفص خشبي يدوي الصنع في منزلهما النقال في لاس كروسيس في ولاية نيو مكسيكو.

وكان القفص البالغ طوله 1،52 مترا وعمقه 0،74 سنتمترا وارتفاعه 1،26 مترا، مجهزا بباب مغلق بقفلين وبفراش رضيع وضع على الارض على ما وصفت شرطة لا كروسيس. واستدعيت الشرطة الى هذا المنزل بعدما ابلغها زوج باترياركياس السابق بذلك. وكان هذا الاخر يشتبه في انها تركت الطفلة وحيدة في الظلام فيما اصطحبت زوجته السابقة وشريكها الاطفال الثلاثة الاخرين لمشاهدة فيلم في مدرسة مجاورة. وتلقت الطفلة اسعافات طبية ويبدو انها لم تصب باي اذى جسدي على ما اكدت الشرطة.

في السياق ذاته حكمت السلطات القضائية البريطانية على سيدة وصديقها من بولندا بالسجن مدى الحياة، لادانتهما بتعذيب طفل السيدة البالغ من العمر اربع سنوات وضربه حتى الموت، في قضية اثارت صدمة في المجتمع البريطاني. وكانت السيدة وتدعى ماغدالينا لوكزاك (27 عاما) وصديقها مارويس كريسوليك (34 عاما) وصلا الى بريطانيا في العام 2006 آتيين من بولندا، وقد حولا حياة ابن السيدة، ويدعى دانيال، الى جحيم على مدى ستة اشهر، قبل ان يضرباه حتى الموت.

واثناء النطق بالحكم فقد احد اعضاء هيئة المحلفين صوابه من هول ما عاشه الطفل الصغير. وتعرض هذا الطفل "لأعمال وحشية لا يمكن ان يتصورها عقل، على مدى أشهر طويلة"، بحسب ما قال القاضي. واضاف ان الام وصديقها منعا عنه الطعام حتى توقفت عظامه عن النمو، وضرباه باستمرار، وأجبراه مرارا على ابتلاع الملح حتى يتقيأ، وكان يضعان رأسه في حوض المياه حتى يغيب عن الوعي. وتوفي الصبي بعد ذلك بسبب الضرب، جراء اصابته بنزيف في الدماغ.

وقد تركته امه وصديقها يموت في غرفته، وانتظرا 36 ساعة قبل طلب الاسعاف ناما خلالها ومارسا الجنس معا وكأن شيئا لم يكن. واظهر تشريح الجثة اصابتها ب23 جرحا، وكان وزن الصبي عند وفاته لا يتجاوز عشرة كيلوغرامات، وقد شبهه احد الاطباء بضحايا معسكرات الاعتقال والتعذيب. ورغم كل ما كان يبدو عليه من اضمحلال واعياء، لم يلفت ذلك احدا في مدرسته او العاملين في الخدمة الاجتماعية او من العاملين في المستشفى التي نقل اليها لكسر في يده، ليبادر الى وقف هذه المأساة. وقد حكم على الام وصديقها بالسجن مدى الحياة على الا تقل مدة العقوبة عن ثلاثين عاما.

على صعيد متصل نقلت وسائل إعلام بريطانية بأن محكمة قضت بعقوبة السجن خمس سنوات على أم أجبرت ابنتها المراهقة على التلقيح الصناعي لتحقيق حلمها بإنجاب طفل رابع. وظهرت التفاصيل المدهشة للقضية في وثائق قضائية كشفت عنها محكمة بريطانية. وتفتق ذهن الأم بفكرة التلقيح الصناعي، عندما بلغت ابنتها بالتبني سن 13 عاماً، وفشلت محاولاتها طيلة عامين، إذ أجهضت الفتاة عندما كانت بعمر 14 عاماً، وبلغ مجموع ما أنفقته على شراء حيامن مجمدة 2420 يورو، قبل أن تنجح مساعيها بحمل ابنتها في سن 16 عاما. وبحسب وثائق المحكمة، قالت الابنة إنها استسلمت لمطالب الأم نظراً لحبها الشديد لها قائلة: "والدتي قوية العزيمة وتقوم بأفضل ما بوسعها لإزاحة ما يعترض طريقها للحصول على مبتغاها"." بحسب CNN.

وأدت عدائية الأم ومطالبها الغريبة بعد ولادة الطفل لإثارة شكوك الطاقم الطبي بعد وضع الابنة، وقالت قابلة إنها طلبت منهم منع إيجاد أي ترابط بين ابنتها عندما اقترحت الممرضات بأن ترضع الابنة طفلها"، مضيفة: "لا نريد أي ارتباط وإذا استدعى الأمر سأقوم أنا بإرضاعه بزجاحة الحليب." وزادت شكوك القابلات مع سماع الأم وهي تقدم اعتذارها لابنتها جراء المشاق التي تعرضت لها، فقاموا بإبلاغ السلطات التي اعتقلت الأم.

جرائم الاباء

من جهة اخرى قال مسؤول إن حكما بالسجن أربع سنوات صدر على رجل في ولاية أريزونا الأمريكية مات رضيعه بعدما نسيه الأب في سيارة ثلاث ساعات في يوم صيفي حار وذهب لأداء بعض المهام في حانة قريبة يعمل بها. وأفادت وثائق قضائية أن الأب ويدعى دانييل بي جراي (32 عاما) ترك رضيعه الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر في السيارة وذهب لتفقد العمل في حانة بمدينة فينيكس في ولاية أريزونا في يوم عطلته ثم تعاطى الماريوانا.

وعندما عاد الأب إلى السيارة لأخذ بعض الأوراق وجد رضيعه ميتا. وأخبر الأب الشرطة التي وصلت إلى مكان الحادث إنه ترك الرضيع بمفرده في السيارة نحو ثلاث ساعات. وقام مسعفون بقياس درجة حرارة الرضيع وكانت 42 درجة مئوية وأعلنت وفاته في مستشفى قريب. وبالاتفاق مع ممثلي الادعاء أقر جراي باتهامات القتل واساءة معاملة الأطفال. وفينيكس من أشد المناطق حرارة في الولايات المتحدة وقال ممثلون للادعاء إنهم يحققون في أربع قضايا مماثلة من بينها قضية جراي.

الى جانب ذلك وُصف رجل في الـ39 من العمر، بأنه أسوأ أب في بريطانيا، بعد قيامه بالسطو على منزل زوجته السابقة وابنائه، وسرقة بلاط سقفه وهم نيام. وقالت صحيفة «ديلي ميل» إن لي إيليس العاطل عن العمل، صعد إلى سقف منزل زوجته السابقة جيل سليتر، في بلدة كاسلفورد في مقاطعة يوركشاير الغربية في الساعات الأولى من الصباح وسرق البلاط وألواح الرصاص.

وأضافت أن جيل كانت نائمة في المنزل مع توأمها البالغ من العمر 3 سنوات من زوجها السابق لي، وابنتها البالغة من العمر 15 عاماً من علاقة سابقة، واستيقظت على أصوات خطى على سطح منزلها، وقامت بطلب شرطة النجدة. وأشارت الصحيفة إلى أن جيل فوجئت حين شاهدت زوجها السابق ينزل من سطح منزلها ويفرّ من مكان الحادثة، قبل أن تعتقله الشرطة لاحقاً. بحسب فرانس برس.

واستمعت محكمة الصلح في مدينة ويكفيلد إلى أن جيل طلبت 3500 جنيه استرليني من شركة التأمين لتغطية الأضرار التي لحقت بسطح منزلها بعد قيام زوجها السابق بسرقة البلاط وألواح الرصاص. وأمرت المحكمة لي بخدمة المجتمع لمدة 12 شهراً والقيام بنشاطات لمصلحته لمدة 30 يوماً أخرى، ووضعه تحت الإشراف لمدة 12 شهراً، ودفع تعويض مقداره 150 جنيهاً استرلينياً إلى زوجته السابقة، و85 جنيهاً استرلينياً لتغطية تكاليف المقاضاة، و60 جنيهاً استرلينياً كتكاليف اضافية للضحية. كما حظرت المحكمة لي، من الاتصال بزوجته السابقة في شكل مباشر أو غير مباشر، والسماح له برؤية طفليه التوأمين عبر طرف ثالث فقط.

الطفل البدين

على صعيد متصل ألقت الشرطة في شرق إنجلترا القبض على زوجين للاشتباه في تعاملهما بقسوة وإهمال مع طفلهما "البدين". واستجوبت الشرطة في بلدة كينغز لين بمنطقة نورفولك رجلا (49 عاما) وشريكته (44 عاما) بشأن أسلوب رعايتهما لطفلهما قبل أن تفرج عنهما بكفالة. وأوضحت متحدثة باسم الشرطة أن التدخل على هذا النحو "نادر جدا"، وتم اللجوء إليه فقط عندما باءت محاولات أخرى لحماية الطفل بالفشل.

وأشارت المتحدثة إلى أن الشرطة تعاملت في هذه القضية بالتنسيق مع خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية. وذكرت صحيفة (ذا صن) البريطانية أن الطفل يبلغ من العمر 11 عاما، ويبلغ طوله مترا ونصف، وأن حجمه بمؤشر كتلة الجسم بلغ 41.8. وبحسب الصحيفة، فإن معلمين وأطباء، أصابهم القلق بشأن الطفل، هم الذين دفعوا باتجاه تدخل مسؤولي الرعاية الاجتماعية ثم الشرطة.

ورفضت الشرطة وكذلك مجلس بلدية نورفولك مناقشة الأمور المتعلقة بـ"الضحية" أو ملابسات القضية. وكانت الشرطة قد ألقت القبض على الزوجين للاشتباه في تعاملهما مع الطفل بقسوة وإهمال، وذلك بموجب القسم الأول من قانون الطفل الذي أقر عام 1933. وقالت الشرطة "عند التعامل مع القضايا الحساسة، مثل البدانة وإهمال الأطفال، يعمل ضباط (وحدة التحقيقات في الاعتداء على الأطفال) عن قرب من الشركاء، وبصورة رئيسية مع خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، لضمان أن يكون أي إجراء للتعامل مع هذه القضايا مناسبا وضروريا."

وأضافت أن "أي إجراء تتخذه أي وكالة سيخضع لاستراتيجية مشتركة، وستأخذ رعاية الطفل وحمايته دائما في المقام الأول." وقالت متحدثة باسم مجلس بلدية نورفولك "ستنصب أولويتنا في المقام الأول على صحة الأطفال في نورفولك وسلامتهم، وسنبذل دائما ما في وسعنا لدعم الأسر لتلبية احتياجات أبنائهم." بحسب بي بي سي.

وفي وقت سابق نقلت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات، بمدينة نيوبورت في منطقة ساوث ويلز، إلى الرعاية الصحية بعد أن وصل وزنها إلى 66 كيلوجراما، وهو الوزن الذي يعد ثلاثة أضعاف وزن الأطفال الأصحاء في نفس الفئة العمرية.

بعد 23 عاما

في السياق ذاته حكم على امرأة خطفت طفلة كانت في اسبوعها الثالث من احد مستشفيات نيويورك العام 1987 وربتها على انها ابنتها حتى العام الماضي، بالسجن 12 عاما. وكانت آن بيتواي تعاني من مشاكل نفسية واجهضت ثلاث مرات عندما تنكرت بزي ممرضة وخطفت كارلينا وايت من مستشفى في منطقة هارلم (شمال نيويورك) في الرابع من آب/اغسطس 1987.

وشدد القاضي كيفن كاستيل لدى نطقه بالحكم على ان والدي الطفلة عاشا "كابوسا فعليا". وخلال الجلسة المؤثرة جدا، قالت بيتواي (50 عاما) متوجهة الى اهل الطفلة الحقيقيين "انا آسفة من كل قلبي".

وقد روى الوالدان المنفصلان الان الاوقات الفظيعة التي مرا بها عندما اختفت ابنتهما وسنوات الحزن ال23 التي تلت الكارثة. وهذا الحصر النفسي لا يزال يعكر العلاقات مع ابنتهما التي اجتمعا بها العام الماضي. وقالت الوالدة جوي وايت "انا ممزقة كليا" واصفة مشاكل الهوية التي تعاني منها ابنتها التي ربتها ام اخرى. وقد نظر الوالد كارل تايسون بقسوة الى المتهمة خلال الادلاء بشهادته قائلا "على مدى 23 عاما جعلتني اتألم. لقد وضعت حجرا مكان قلبي". واسف تايسون للحكم الصادر على آن بيتواي مؤكدا للصحافة امام قصر العدل "كنت اتمنى حكما بالسجن 23 عاما".

وكانت الطفلة الرضيعة كارلينا اختفت في آب/اغسطس 1987 بعد ولادتها ب19 يوما في المستشفى الذي نقلها اليه والداها بشكل طارئ بعد اصابتها بحرارة مرتفعة. وتؤكد كارلينا اليوم ان المرأة التي ربتها كانت مدمنة مخدرات وتسيء معاملتها لكنها لم تقر لها بالحقيقة الا قبل سنوات قليلة. بحسب فرانس برس.

فقد حملت كارلينا في سن السادسة عشرة ولم تتمكن من الحصول من "والدتها" المفترضة على نسخة عن شهادة الولادة وبدأت الشكوك تساورها. وقد طرأت المشكلة ذاتها عندما حاولت الشابة الحصول على اجازة قيادة وايجاد عمل. فقررت كارلينا وايت عندها الاتصال بالمركز الاميركي للأطفال المفقودين قائلة ان لديها الانطباع بانها "لا تعرف" من تكون. وفي غضون ايام قليلة وبفضل فحوصات الحمض الريبي النووي تمكن المحققون من تحديد هوية كارلينا وتوجيهها الى والديها الحقيقيين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/حزيران/2014 - 30/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م