داعش ... أميبة إرهابية عابرة للحدود

 

شبكة النبأ: اعتبر خبراء ومتابعين لشؤون التنظيمات المتطرفة والارهابية، ان تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" او (داعش اختصاراً)، بات من اقوى واغنى المنظمات الإرهابية الفاعلة على الأرض في منطقة الشرق الأوسط بعد الاحداث الأخيرة في العراق، إضافة الى توسعة المستمر واستحواذه على المزيد من الأراضي في سوريا، سيما الحدودية مع العراق، وهو بذلك يسعى الى ضمان حدود حكمة الأولية بين بلاد الرافدين وارض الشام (بعد الغاء اتفاقية سايكس-بيكو التي قسمت على أساسها الحدود السياسية الحالية عام 1961)، لتكون قاعدة جهادية لتثبيت اركان الخلافة الإسلامية والانطلاق منها نحو المياه الدافئة في الخليج ولاحقاً نحو الأراضي الباردة في اوربا نحو الغرب.

وأشار بعض المحللين الى ان توسع عمليات داعش وتهديدها لأكثر من دولة في العالم لان تكون هدفا تاليا لضرباتها المستقبلية (على الرغم من المبالغة في حجم التهديد وطبيعته)، قد همش كثيرا من تنظيم القاعدة الام التي ضعفت كثيرا -على الأقل -في العراق، فيما أشار اخرون الى ان نهاية القاعدة ربما ستكون على يد داعش البديل الأكثر تطرفا وقوة في الميدان.

وقد تخوف الغرب كثيرا من احداث الموصل، وإمكانية قيام تنظيم داعش بالهجوم صوم العاصمة العراقية بغداد وتهديد العملية السياسية التي عانت الكثير من الخلافات والاتهامات المتبادلة بين قادة الكتل السياسية تبعا لخلفياتهم المذهبية وانتماءاتهم القومية.

وكانت الموصل نقطة تحول كبيرة في مراجعة الحكومة المركزية في العراق لحساباتها العسكرية، إضافة الى عقيدة الجيش والنظر في هيكليته وحجم الفساد المستشري بين قياداته، فيما ناقش الغرب توفير المزيد من الدعم العسكري واللوجستي الى العراق لصد الهجمة المسلحة وتجنب سيطرة الإرهاب على المزيد من الأراضي، وبالتالي تسهيل مهمة المسلحين للعبور نحو اهداف أكثر جرأة وحيوية، سيما في الغرب.   

الموصل بعد هدوء العاصفة

الى ذلك فقد مرت أسابيع على سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على الموصل أكبر مدينة بشمال العراق، والمشهد العام أضرحة مهدمة ومدينة تخلو من أبنائها من غير السنة والنساء أمرن بالتزام المنازل وعدم الخروج إلا برفقة محرم، وبعد أن رحب السكان بخروج جنود الجيش والشرطة الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة من المدينة ذات الغالبية السنية يتساءلون الآن عما ستكون عليه الحياة في ظل حكم التنظيم السني الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة.

وقال أحمد خليل الذي يدرس الهندسة في الموصل إنه كان يشعر بأن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي أشبه بقوة احتلال وإنه يسعده رحيلها، لكن هيمنة تنظيم الدولة الإسلامية أدخل في نفسه قدرا من التخوف، وقال "الانطباع الأول كان أشبه بفتح أبواب السجن، وبدأنا نتذوق طعم الحرية، و"أضاف "لكن بعد انتشار جماعات مسلحة كثيرة جدا منها القاعدة بدأت أشعر بالقلق مما هو قادم"، نفس التخوف عبر عنه أكثر من 12 من أبناء الموصل أجريت معهم لقاءات وإن كان معظمهم قال إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لم يبد نفس التشدد الذي أبداه في سوريا، فلايزال الرجال يدخنون في الشوارع والنساء يقدن سيارات وما من أحد يمكنه تأكيد حدوث إعدامات بحد بالسيف أو جلد أحد.

لكن يظل هناك الكثير الذي ينبئ بمستقبل مختلف، فبعد سقوط الموصل أصدر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "ميثاق المدينة" الذي لخص فيه رؤيته متمثلة في حظر التدخين والمخدرات والكحوليات وهدم الأضرحة التي يرى فيها التنظيم نوعا من الشرك وارتداء النساء ملابس محتشمة والتزامهن المنازل، وبدأ التنفيذ مؤخراً وحطم المتشددون تماثيل منها تمثال للشاعر العباسي أبي تمام وتمثال للموسيقي والملحن عثمان الموصلي الذي عاش في القرن التاسع عشر كما نبشوا قبر الفيلسوف العربي ابن الأثير الذي عاش في القرن الثاني عشر ودمروا القبة المقامة فوق الضريح مع الحديقة المحيطة به.

ولم يبد مقاتلو التنظيم هوادة من قبل، ففي مناطق من سوريا حيث يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي فرضوا رؤيتهم المتشددة للإسلام وقطعوا رؤوسا وأيادي، وفي استعراض ضخم للقوة سار آلاف من مقاتلي التنظيم في وسط الموصل في ساعة متأخرة رافعين بنادقهم ومستعرضين مدافعهم المضادة للطائرات ومنصات إطلاق القذائف الصاروخية، ووسط الأسر التي اجتمعت للمشاهدة ومع وقوف المقاتلين لالتقاط صور لهم من الأطفال هتف الرجال "الدولة الإسلامية هنا لتبقى"، وقال مقاتل ذكر أنه سوري وأن عمره حوالي 17 عاما "نحن هنا لطمأنه أهل الموصل بأننا هنا وبأننا هنا في كامل قوتنا"، وتابع "من هنا سننطلق إلى بغداد ومن هناك إلى دمشق". بحسب رويترز.

وبدأ حكم الدولة الإسلامية في العراق والشام يحدث بالفعل اضطرابا في الحياة التجارية في الموصل حتى وإن كان على نحو خفيف ومحدود، وقال بائع سجائر طلب عدم ذكر اسمه إن أربعة رجال جاءوه وطلبوا منه بصرامة وإن كان بأدب أن يفرغ من بيع ما لديه من سجائر وأن يتوقف بعدها عن هذه التجارة، وقال "اكتأبت لأني لا أعرف ماذا سأعمل بعد ذلك"، ونفس الشيء قاله صاحب محل للملابس النسائية الداخلية ذكر أن رجالا طلبوا منه التوقف عن تجارته وتركها للنساء، وفي متجر آخر للملابس غطى صاحب المتجر جميع رؤوس تماثيل العرض بعد أن حذره رجال من تركها بلا غطاء.

ويخشى كثيرون تكرار ما حدث بمدينة الرقة السورية التي كانت أول مدينة رئيسية تسقط في أيدي مقاتلي التنظيم خلال الانتفاضة السورية التي تفجرت منذ أكثر من ثلاث سنوات، ففي غضون عام واحد كان التنظيم قد أخرج مقاتلي الفصائل المنافسة من المدينة وسرعان ما أصبحت مقرا لحكمه الصارم الذي نفر بعض السكان حتى أن بعض أشد معارضي الرئيس بشار الأسد أعربوا عن أسفهم لحدوث الانتفاضة.

وقال أحمد السفار (22 عاما) الذي يملك متجرا لبيع أجهزة الكمبيوتر إنه يرى أن بعض الخطوات التي أقدم عليها مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام بمدينة الموصل إيجابية حتى الآن مثل حظر التدخين ومنع عرض ملابس النساء الداخلية في واجهات المتاجر لكنه متألم لهدم أضرحة كما أن ما حدث في سوريا يثير قلقه، وقال "نحن متخوفون بالقطع، المستقبل مظلم ومجهول"، وكما هو الحال في سوريا، هناك بالفعل احتكاك بين الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات أخرى في تحالف الميليشيات السنية، وفي الحويجة القريبة من كركوك والواقعة على بعد 170 كيلومترا شمالي بغداد اشتبك مقاتلو التنظيم مع جيش الطريقة النقشبندية الذي يضم ضباطا سابقين بالجيش وموالين لحزب البعث الذي كان يتزعمه صدام حسين.

وصور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نفسه على أنه المحرر والمخلص خلال حملته وأحدثت صدمة بين المسؤولين العراقيين والغربيين حين انتزع التنظيم السيطرة على مدن على نحو هدد بانهيار العراق، ونشر المؤيدون تسجيلات فيديو وصورا على الإنترنت لحشود ترحب بالمقاتلين وتدلل على أن الحياة في الموصل مستمرة بشكل طبيعي بعد سقوط المدينة، لكن في حين يحظى التنظيم بتأييد بعض السنة المتعاطفين مع هدف استعادة الخلافة الإسلامية أو الكارهين لحكومة المالكي التي يقودها الشيعة فقد أثار الخوف في نفوس الأقليات.

فكل مسيحيي الموصل تقريبا فروا منها وكذلك مجموعات أصغر مثل الشيعة الشبك واليزيديين، ويغادرها آخرون خوفا من أن تقصف بغداد المدينة في محاولة لاستعادتها، وقال الأب بولس متى أفريم رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية في بعشيقة التي تقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات إلى الشرق من الموصل إن عشر أسر مسيحية وصلت إلى البلدة قادمة من الموصل بعد سقوطها في العاشر من يونيو حزيران، أما الآن فقد زاد العدد إلى 44 أسرة، وقال "عن نفسي أنا، لست خائفا، لكن أبناء هذه البلدة مرعوبون بالطبع من الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وقال غسان سالم إيلياس وهو يزيدي عمره 40 عاما يدير ملجأ للفارين من المدينة من كل الطوائف إن المستقبل سيكون "كارثيا" للمسيحيين تحت حكم الدولة الإسلامية في العراق والشام حتى وإن كانت التقارير الإعلامية قد بالغت في تصوير تصرفات المسلحين، وأضاف "ينتظر كثيرون تسلم جوازات السفر حتى يمكنهم مغادرة العراق"، ولم يبذل التنظيم جهودا تذكر لطمأنه هذه المجموعات، ويصف بعض المقاتلين صراحة كراهيتهم للشيعة بتعبيرات قوية.

وقال عباس فاضل حامد وهو سني عمره 41 عاما إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أوقفوه هو وأسرته عند نقطة تفتيش وأبلغوه بأن الأسرة لابد وأن تغادر بلدة شمسيات القريبة من الموصل لأن زوجته شيعية، وأضاف "في البداية حين جاءت الدولة الإسلامية في العراق والشام بدا أنه ستكون هناك حالة عفو، لكن التنظيم دفع كل الشيعة للرحيل"، وجلس 13 طفلا في مؤخرة شاحنته التي امتلأت بالأغطية واسطوانات الغاز كما كان عليها كرسي متحرك.

كاميرون والمسلحون السنة

فقد ظهرت عربات عسكرية اميركية من طراز "هامفي" للمرة الاولى في المعارك في ريف حلب بين كتائب في المعارضة السورية المسلحة وتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي كان استولى على هذه العربات من الجيش العراقي اخيرا ونقلها الى سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وتمكنت "الدولة الاسلامية" من السيطرة على مناطق جديدة في ريف حلب الذي كانت انسحبت من جزء كبير منه قبل اشهر تحت وطأة ضربات الكتائب وبينها جبهة النصرة المتطرفة.

وافاد المرصد عن سيطرة "الدولة الاسلامية" على "قريتي اكثار ومعلان في ريف حلب الشمالي القريبتين من الحدود السورية -التركية، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) ومقاتلي الجبهة الاسلامية وكتائب اخرى"، وتقع هاتان القريتان على مقربة من مدينة اعزاز الحدودية التي كان تنظيم "داعش" انسحب منها في شباط/فبراير تحت ضغط الكتائب، وفي الاشهر التي تلت، انسحب التنظيم من معظم الريف الغربي والريف الجنوبي لحلب بعد معارك مع الكتائب، وتتركز المعارك في الريف الشمالي حيث لا يزال التنظيم يحتفظ بمواقع يحاول منها التمدد نحو الحدود واعادة سيطرته على قرى اخرى في ريف حلب.

واشار المرصد الى ان اللافت في المعارك هو استخدام التنظيم ل"عربات اميركية من طراز هامفي استولى عليها في العراق"، وتشن "الدولة الاسلامية في العراق والشام" منذ التاسع من حزيران/يونيو هجوما في شمال العراق، وتمكنت بدعم من مسلحين سنة آخرين، من السيطرة على مناطق واسعة بعد انسحاب الجيش العراقي منها، وفي شمال شرق سوريا، افاد المرصد السوري ان مسلحين مجهولين رجح أنهم من "داعش" خطفوا "ما لا يقل عن عشرين طالباً جامعياً على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي". بحسب فرانس برس.

ولا يزال التنظيم يحتجز في محافظة حلب منذ 29 أيار/مايو نحو 145 كردياً من تلامذة الشهادة الإعدادية، اعتقلهم لدى عودتهم من تقديم الامتحانات الرسمية في مدينة حلب، الى مدينة كوباني (عين العرب)، على طريق حلب –منبج، ونقل المرصد عن سكان وأهالي بعض الطلاب في كوباني قولهم ان خمسة تلامذة كانوا تمكنوا من الفرار من خاطفيهم، ورووا ان "الدولة الإسلامية" عرضت عليهم الانضمام إلى صفوف مقاتليها، وكانت تعطيهم دروساً "بمآثر الجهاد وقتال أعداء الله والمرتدين".

كما لا يزال مجهولا مصير 193 مواطنا كرديا تتراوح أعمارهم بين 17 و70 عاماً خطفوا في اليوم نفسه، 29 ايار/مايو، من بلدة قباسين في ريف مدينة الباب في حلب، ويسلك عدد كبير من الطلاب الذين يفترض بهم التنقل بين المناطق الكردية ومدينة حلب، طريقا يخرجون بها من الاراضي السورية الى تركيا، ومن تركيا، يدخلون محافظة حلب عبر معبر باب السلامة القريب من مدينة اعزاز، خوفا من التعرض للخطف على الطرق الداخلية بين الحسكة وحلب.

العودة لمقاتلة التنظيمات المتطرفة

بدورها بدأت الميليشيات الشيعية العراقية التي تحارب في سوريا العودة إلى العراق لمحاربة تقدم سريع للمسلحين المتشددين السنة في بلدهم في خروج قد يؤثر على ميزان القوة في سوريا، ويبرز التحرك مدى الارتباط بين الصراع في الدولتين المتجاورتين حيث ينتقل المقاتلون السنة والشيعة بينهما وحيث تؤثر التحولات في الزخم في ميدان المعركة على أحد جانبي الحدود على الجانب الآخر.

واعتمد الرئيس السوري بشار الأسد بشدة على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران من العراق ولبنان لمساعدته في تحويل الدفة ضد المعارضة المسلحة التي يغلب عليها السنة، وأكدت ميليشيا عصائب أهل الحق العراقية وهي جماعة مدعومة من إيران حاربت القوات الأمريكية إبان احتلال العراق بين عامي 2003 و2011 أنها تسحب بعض مقاتليها من سوريا.

وقال المتحدث باسم الميليشيا أحمد الكناني إن الجماعة تستجيب لدعوة أكبر مرجعية شيعية في العراق لحماية العراق من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام السنية المتشددة التي سيطرت على الموصل أكبر مدينة في شمال العراق، وقال إن عصائب أهل الحق انسحبت من سوريا وعادت إلى العراق كواجب ديني وللدفاع عن المزارات الشيعية وهم يحاربون الآن إلى جانب قوات الأمن العراقية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام.

ويقدر عدد المقاتلين الشيعة في سوريا بالآلاف، وقال سكان في جرمانا إحدى بلدات ريف دمشق فيها تواجد مكثف لقوات الحكومة السورية المدعومة بميليشيات أجنبية تحارب المعارضة المسلحة في منطقة الغوطة الشرقية القريبة إن عدد المقاتلين العراقيين الذين شوهدوا في الآونة الأخيرة في المنطقة أقل، وقال أحد سكان جرمانا "نميزهم بسهولة من لهجاتهم الواضحة، ويمكنك بسهولة أن تسمع الموسيقى العراقية الشيعية الحماسية من سياراتهم، لكن أعدادهم تراجعت على ما يبدو في الأيام القليلة الماضية". بحسب رويترز.

وبينما لم يتضح بعد حجم ولا تأثير سحب الميليشيات الشيعية فإن مقاتلي المعارضة السورية أشاروا إلى هدوء في الاشتباكات في المناطق الشرقية في ريف دمشق والتي يعزوها البعض إلى انسحاب مقاتلي الشيعة العراقيين الذين يدعمون الأسد، وفجر مقاتلو المعارضة قنبلة عند مبنى تستخدمه قوات الحكومة قرب عدد من المواقع الأمنية الرئيسية في ساحة العباسيين على الأطراف الشرقية لدمشق وهو حادث كان يؤدي عادة إلى هجوم مضاد شديد ولكن المقاتلين تقدموا للسيطرة على عدد من المباني الأخرى في اليوم التالي.

قال أبو يزن الشامي وهو ناشط يقيم في شرق الغوطة المتاخم لساحة العباسيين إن الحقيقة أن مقاتلي المعارضة فوجئوا بغياب رد الحكومة على تقدمهم، وتابع قائلا إن الحكومة إما أنها تعد لهجوم مضاد قوي جدا أو أنها ضعيفة في هذه اللحظة، وقال فراس أبي علي وهو محلل في مركز آي.اتش.إس لتحليل المخاطر إنه لا توجد أدلة إلى الآن على أن المقاتلين العراقيين ينسحبون من سوريا بأعداد كبيرة، وقال أضاف في مذكرة إن أي إعادة لنشر القوات ستكون على الأرجح منظمة وبتنسيق بين السلطات الإيرانية والسورية للحد من تأثير ذلك على القتال.

وأضاف أبي علي "الحكومة (السورية) ستعوض أي سحب للمقاتلين الشيعة العراقيين بالاعتماد على القوة البشرية التي يوفرها حزب الله ومن مصادر أخرى"، واستطرد قائلا "لكن رحيل المقاتلين العراقيين سيقلل بشكل مؤقت على الأرجح قدرة الحكومة السورية على شن هجوم جديد ويضعها في موقف الدفاع الاستراتيجي"، وزادت الحرب في سوريا من حضور الميليشيات الشيعية في العراق التي تساعد منذ شهور الحكومة التي يقودها الشيعة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أطراف بغداد وفي محافظة الأنبار في غرب العراق، وتنتشر في بغداد منذ شهور ملصقات عليها صور مقاتلي الميليشيات العراقية الذين لاقوا حتفهم في القتال في سوريا.

وقال مقاتلو المعارضة في محافظة دير الزور في شرق سوريا على الحدود مع العراق إنهم شاهدوا عددا أكبر من الطائرات المتجهة إلى العراق في الأيام القليلة الماضية، وقال أبو حمزة الديري وهو ناشط مقيم في دير الزور إنهم شاهدوا ما بين خمس وست طائرات ركاب تعبر إلى المجال الجوي العراقي من سوريا كل ليلة، لكن بعض النشطاء يشككون في أن رحيل المقاتلين العراقيين سيكون له تأثير كبير على الحرب في سوريا التي سقط فيها أكثر من 160 ألف قتيل ويقتل فيها نحو 200 شخص يوميا، وقالت سوزان أحمد وهي ناشطة مقيمة في دمشق إن مغادرة المقاتلين العراقيين متوقعة لكنها لا تتوقع أن يكون ذلك بأعداد كبيرة علاوة على أن حزب الله سيرسل المزيد من المقاتلين لتعويض أي نقص في حالة انسحاب العراقيين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/حزيران/2014 - 29/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م