الثقافة الاجتماعية وحركة التغيير والتنمية

 

شبكة النبأ: تعرف الثقافة بأنها عصب الحياة لدى المجتمعات المتطورة، وذلك من خلال دورها الكبير الذي تقوم به بشكل عام في توجيه مسارات الحياة كافة، لهذا نحن بحاجة الى تحديث وتجديد منظومة السلوك التي تحكم علاقتنا الاجتماعية، اي إننا لابد ان نتعاون معاً لكي نشيع ثقافة متحضرة بين الجميع ومن اجل الجميع.

هكذا يمكن لنا النجاح في بناء مجتمع رصين مثل الشعوب المتحضرة في مجالات العلاقات الاجتماعية، ويكمن دور الثقافة في التعاون المشترك من أجل تحقيق خطوات الى الأمام في مجال العلاقات الاجتماعية بين افراد وجماعات في مجتمعنا، وهذا يتجسد في نشر ثقافة التعاون والنظام والحوار وحقوق الانسان والحرية والكثير الكثير من الثقافات في مجالات الحياة كافة، اذ لابد ان نوظف امكانياتنا وطاقاتنا جميعا لكي نحقق قفزة في العلاقات الاجتماعية الناجحة حيث يتميز العصر الراهن بالأساليب والطرق والملامح الفكرية والعلمية ذات الثقافات الانسانية المتطورة.

وللثقافة الاجتماعية أهمية في تطور المجتمع باعتبارها مقياس لمدى الرقي الفكري والادبي والاجتماعي للأفراد والجماعات بالسلوك المتمدن الذي يضمن بموجبها حياةً اكثر رخاءً وسهولة ويسر، ولعل ان الثقافة الاجتماعية الناجعة تكون بمثابة العمود الفقري والقلب النابض للتطور والنجاح في مجالات الحياة كافة.

إذ يرى بعض الخبراء في هذا المجال أن الثقافة القائمة على أسس سليمة بإمكانها أن تغير الافراد سلوكا الى ما هو افضل وبالتالي صناعة المجتمع المتطور، على أن هذا الامر لا يتم بين ليلة وضحاها، أي أن تغيير القناعات بأخرى أكثر تطورا يحتاج الى صبر وجهد ينبغي أن يُبذل من قبل المعنيين من اجل تغيير الفرد والمجتمع من حال ثقافي متردٍ الى آخر أكثر رفعة وسموّا، فالثقافة المتمدنة تكون إكسير نهضة المجتمع وتطورهُ التي تدفع عجلتهُ نحو الرقي في شتى المجالات العلمية والفكرية والأدبية، وذلك من خلال بعض المؤشرات التي صنفها الباحثون في مجال الثقافة والتنمية البشرية وهي كما يلي:

- تعد الثقافة احد اهم العوامل الاساسية للتنمية البشرية.

- تُسهم الثقافة إيجاباً في توجيه افكار الافراد والشعوب، ودفعها نحو الابداع والتميز.

- تعتبر الثقافة اداة فعالة لصقل المواهب الفردية وتنميتها.

- كما انها تُضفي على الفرد والمجتمع الكثير من المفاهيم المستحدثة كالرخاء الفكري والحضارة الانسانية.

- وتساعد في ابراز مكامن قوة المجتمع ودفعه نحو الاصلاح والتحسين.

لذا يرى الكثير من خبراء الاجتماع أن ما تمنحه الثقافة الرصينة للإنسان من قدرة على التفكير في ذاته، بحيث تجعله كائناً يتميّز بالإنسانيّة المتمثّلة والقدرة على النقد والالتزام الأخلاقي، ويرى هؤلاء الخبراء انه عن طريق الثقافة نسير صوب القيم ونمارس الاختيار بالتنمية الشاملة وهي وسيلة الإنسان للتعبير عن نفسه والتعرّف على ذاته والبحث من دون ملل عن مدلولات جديدة وحالات إبداع تحتوي في مكنوناتها رقي المجتمع وتقدمه وتنميته اقتصاديا واجتماعيا التي تشكل بالبنى الفوقية رفقا مع البنى التحتية للمجتمع.

فكلما كانت البنى الفوقية رصينة والمقصودة بها انعكاس لعلاقات البنية التحتية والأفكار الاجتماعية من فنية وسياسية وحقوقية وفلسفية والمؤسسات والمنظمات المطابقة لها مثل الدولة، الأحزاب، المؤسسات الحقوقية، المدارس والنظام التربوي، كانت البنى التحتية رصينة وهي التي تمثل المنشآت والخدمات والتجهيزات الأساسية التي يحتاجها المجتمع مثل: وسائل المواصلات كالطرق والمطارات وسكك الحديد ووسائل الاتصالات كشبكة الهاتف، والجوال والإنترنت والبرق والبريد بالإضافة لنظام الصرف الصحي وتمديدات المياه، وبهذا نستنتج من المعطيات آنفة الذكر أنه من خلال الثقافة والتنمية الشاملة والتوأمة بين البنى الفوقية والبنى التحية يصبح المجتمع متحضرا ومعاصرا في المجالات كافة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 25/حزيران/2014 - 26/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م