اغنياء عرب على حساب فقرائهم

 

شبكة النبأ: يرى بعض الخبراء ان ازدياد اعداد الفقراء في العالم العربي قد أسهم وبشكل فاعل في زيادة ثراء بعض اصحاب الاموال من العرب وخصوصا من هم في مواقع المسؤولية من الحكام وحاشيتهم، وقد ضمت قائمة أصحاب البلايين والملايين العديد من الاسماء البارزة من 13 دولة في العالم العربي تصل ثرواتهم مجتمعة 166.07 بليون دولار.

في حين تشير إحصاءات المنظمات الدولية إلى أن حوالى مئة مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، الذي اسهم بانتشار الجهل والتخلف والحرمان المادي وتدني الوضع الصحي وغيرها من المشكلات الاخرى.

وسجل حجم الثروات التي يملكها بعض الاثرياء العرب زيادة ملحوظة في السنوات الاخيرة ولأسباب مختلفة منها اتساع رقعة الفساد وغياب الدور الرقابي هذا بالإضافة الى اتساع دائرة العنف في العديد من الدول العربية وهو ما قد يعود بالفائدة على الكثير منهم وخصوصا بعض الامراء وتجار الموت الذين يوظفون اموالهم لأجل الفتن والخراب في مجتمعاتنا العربية بينما يسعون الى بناء مالكهم في دول اخرى كما يقول بعض المراقبين.

الوليد بن طلال

وفيما يخص بعض اخبار اثرياء العرب فقد قضت محكمة بريطانية على الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال بدفع عمولة قدرها عشرة ملايين دولار فيما يتعلق بصفقة بيع طائرة خاصة فاخرة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. ويمثل قرار المحكمة العليا حرجا للأمير الوليد -ابن أخي الملك عبد الله- الذي مثل بنفسه أمام المحكمة على مدى يومين للإدلاء بأقواله.

ورفض القاضي بيتر سميث أدلة الوليد فيما يتعلق بجميع النقاط الرئيسية في النزاع ووصفها في نص الحكم بأنها "محيرة" و "لا يعتد بها" و"مثيرة للشفقة". وأقامت الدعوى على الأمير سيدة الأعمال الأردنية دعد شراب التي كانت وثيقة الصلة بالقذافي - والتي توسطت في الصفقة لبيع طائرة الوليد للزعيم الليبي بين عامي 2002 و2006. وتضم الطائرة محل النزاع جاكوزي وسريرا كبيرا ومقعدا جلديا أشبه بالعرش. وقال الوليد انه سيستأنف الحكم. وقال الحكم ان الطائرة بيعت من سلطان بروناي للامير الوليد في عام 2000 مقابل 95 مليون دولار في إطار بيع عاجل لأصول حصل عليها شقيقه بأموال مختلسة. ثم باع الوليد الطائرة للقذافي مقابل 120 مليون دولار.

وكتب القاضي في حكمه يقول "التعامل مع أمثال العقيد القذافي كان أمرا مزعجا ... وقدرة السيدة شراب على اقناع العقيد القذافي كانت بالتأكيد مكسبا قيما جدا." وأرسل القذافي هذه الطائرة لنقل المدان في قضية تفجير الطائرة الامريكية فوق لوكربي عبد الباسط المقرحي عندما أطلق سراحه من سجن اسكتلندي عام 2009. واعتبرت المعارضة المسلحة التي أسقطت حكم القذافي هذه الطائرة جائزة قيمة وجلس مقاتلوها على مقاعدها الفارهة لالتقاط الصور أمام كاميرات الصحافة.

ودفع الأمير بأنه لم يتم الاتفاق على دفع عشرة ملايين دولار عمولة بل على أن يدفع لدعد شراب ما يراه هو مناسبا. وأبلغ المحكمة انه لم يدفع لها شيئا لانها أثناء فترة إتمام الصفقة التي طال أمدها "انتقلت إلى الجانب الليبي". وكتب القاضي يقول "في النهاية وجدت ان هذه الأدلة محيرة ولا يعتد بها وكانت السيدة شراب أكثر مصداقية في كل نقاط الخلاف بينهما." وجاء في الحكم ان من الواضح أن ذاكرة الأمير كانت ضعيفة فيما يتعلق ببعض التفاصيل. وأضاف البيان "الأمير الوليد يرى أن الحكم الصادر اليوم خاطئ ولا يحلل بدقة كل الأدلة المعروضة على المحكمة." ورفض القاضي السماح باستئناف الحكم لكن متحدثا باسم الامير قال انه سيطلب الاذن من محكمة الاستئناف. ودعت دعد شراب في بيان أصدرته بعد الحكم الامير الوليد إلى الانصياع للحكم وسداد الملايين العشرة فورا.

الى جانب ذلك صحيفة جارديان البريطانية إن الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال رفع دعوى قضائية على مجلة فوربس أمام محكمة بريطانية اتهمها فيها بالتشهير زاعما ان تقديرها لثروته عند 20 مليار دولار أقل من حقيقتها بنحو 9.6 مليار دولار. وكان الوليد قد هاجم تصنيف مجلة فوربس الأمريكية للمليارديرات في العالم قائلا انه معيب ومتحيز ضد مستثمري الشرق الأوسط بعد أن وضعته المجلة في المرتبة 26 على قائمتها لهذا العام.

وأكد مسؤول بالمحكمة العليا في لندن أن الأمير الوليد رفع دعوى قذف وتشهير على فوربس ورئيس تحريرها راندال لين واثنين من الصحفيين العاملين ولم يتسن على الفور الحصول على تفاصيل الدعوى. ويملك الوليد من خلال شركته المملكة القابضة حصصا كبيرة في سيتي جروب ونيوز كورب وأبل ضمن شركات أخرى. ويملك كذلك أو يشارك في ملكية عدد من الفنادق منها بلازا في نيويورك وسافوي في لندن وجورج الخامس في فرنسا.

ونشرت قائمة فوربس للمليارديرات لهذا العام في الرابع من مارس آذار وفي اليوم التالي قالت المملكة القابضة إن عملية التقييم استخدمت "بيانات غير صحيحة" في "ما يبدو أنه تحيز متعمد وأوجه عدم اتساق في عملية التقييم الخاصة بفوربس." لكن فوربس تمسكت بتقديرها لثورة الوليد ونشرت مقالا متعمقا في عددها الصادر يوم 25 من مارس آذار بعنوان "الأمير الوليد وقضية أسهم المملكة القابضة المثيرة للفضول."

وأورد المقال تفاصيل عن كيف توصلت فوربس لرقم 20 مليار دولار وانتقدت ما سمته افتقارا للشفافية من جانب المملكة القابضة فيما يتعلق بالافصاح عن تفاصيل أصولها. ووصف المقال كذلك قصر الوليد الذي يضم 420 حجرة ذو الأرضيات الرخامية وطائرته الخاصة من طراز بوينج 747 وضيعته ومساحتها 120 فدانا على مشارف العاصمة السعودية وتضم خمسة منازل وخمسة بحيرات صناعية.

وقال مسؤول المحكمة العليا في لندن إن الصحفيين المذكورين في الدعوى هما كيري دولان كاتب المقال وفرانسين مكينا التي شاركت في الكتابة. وقال المسؤول إنه لم يتحدد موعد لنظر القضية التي مازالت في مراحلها المبكرة. ورفضت شركة المحاماة كوبر اند كيم التي قالت الجارديان انها تمثل الأمير في القضية التعليق. ولم يتسن على الفور الاتصال بفوربس ومقرها نيويورك للتعليق.

ونقلت الجارديان عن فوربس قولها "نشعر بالدهشة الشديدة من مزاعم بأن الأمير الوليد قرر مقاضاة فوربس خاصة إذا كان قد فعل ذلك في بريطانيا وهي منطقة اختصاص لا علاقة لها من قريب أو بعيد بقصتنا الاخبارية المنشورة في الفترة الأخيرة والتي اثارت الشكوك بشأن مزاعمه عن ثروته." وقال محامي المؤسسات الإعلامية جوناثان كود من شركة لويس سيلكين إن لندن تعتبر مكانا أكثر جاذبية من نيويورك لرفع دعاوى التشهير لأن القانون الأمريكي ينطوي على متطلبات اكبر لقبول مثل هذه الدعاوى.

وقال كود "في الولايات المتحدة يتعين على شخصية بارزة مدعية أن تثبت أولا أن المقال ينطوي على معلومات غير حقيقية وثانيا أن الناشر كان يعلم بذلك وهو ما نسميه تعمد الأذى. وهاتان عقبتان غير موجودتين في القانون البريطاني." وبموجب قانون القذف والتشهير البريطاني يتعين على المدعي فقط إثبات أن المطبوعة استخدمت أسلوب القذف والتشهير. ثم يقع عبء الإثبات على المدعى عليه وتكون أمامه عدة أساليب دفاعية منها إثبات صدق المنشور.

على صعيد متصل قال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال انه يدرس مواقع مختلفة في العالم منها شنغهاي وموسكو ولندن ونيويورك لبناء ناطحة ارتفاعها ميلا لتكون أطول ناطحة سحاب في العالم. ودعا الامير شركة إعمار وهي أكبر شركة عقارية في دبي التي يرأسها محمد العبار للتعاون في تنفيذ المشروع مع شركته شركة المملكة القابضة. وقال الوليد انه في الوقت الراهن يدرس ويقيم امكانية بناء برج ارتفاعه ميلا اي ما يعادل 1.6 كيلومتر.

واستطرد ان شركته تحتاج ايضا الى شركاء جيدين وانه "يدعو إعمار والسيد العبار" ليتعاونا مع شركته لبناء هذا البرج في مكان ما من العالم. ولم يكشف الوليد عن طريقة تمويل المشروع اذا قدر له ان يرى النور او متى سيستكمل. وصرح أيضا بأن التكلفة لم تتحدد بعد. لكن هذا المشروع الطموح يعكس الثقة المتزايدة لعدد كبير من الشركات الخليجية وهي تتوسع في الخارج مدعومة باقتصادات مزدهرة وارتفاع اسعار الاصول في دول المنشأ.

وقال الوليد خلال الاتصال الهاتفي انه يدعو الان المدن الكبرى في العالم مثل شنغهاي وموسكو ونيويورك ولندن والمدن الاقليمية في الشرق الاوسط للتقدم وطرح عروضها. وذكر ان الدولة المهتمة بأن يكون لديها أطول برج في العالم يجب ان تعرض شروط تمويل جيدة وتسهيلات ضريبية وكل ما يمكن الحكومة ان تقدمه من دعم. بحسب رويترز.

وقال خبراء الصناعة ان بناء ناطحة طولها ميلا ينطوي على تحديات فنية وتصميمية منها توفير المياه بشكل اقتصادي على هذا الارتفاع لكنهم خلصوا ان المشروع ليس مستحيلا. واذا تحقق هذا المشروع سيتفوق البرج لجديد بارتفاع ميل على أعلى برج في العالم الان وارتفاعه 828 مترا وهو برج خليفة في دبي وأيضا على برج ارتفاعه كيلومترا تبنيه الان شركة المملكة القابضة في مدينة جدة السعودية. ومن المتوقع ان يتكلف برج المملكة المنتظر ان يستكمل عام 2017 نحو 4.6 مليار ريال سعودي (1.2 مليار دولار) وهو جزء من مجمع يضم فندقا وشققا سكنية فاخرة ومجمعا تجاريا كبيرا.

نجيب ساويرس

في السياق ذاته عاد الملياردير المصري نجيب ساويرس إلى بلاده منهيا نفيا اختياريا فرضه على نفسه بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي العام الماضي ولقي ترحيبا حارا من الحكومة التي تحاول جهدها لمواجهة أزمة اقتصادية. وساويرس أحد أبرز المسيحيين المصريين ومنتقد للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها واستقبله في مطار القاهرة مبعوث للرئيس قدم إليه باقة من الزهور. وقال خبراء اقتصاديون إن عودته تشكل دعما لثقة الشركات والتي تضررت بسبب الاضطراب السياسي.

وعاد ساويرس إلى البلاد بعد أيام من التوصل إلى تسوية بين شركة يديرها أحد أشقائه والسلطات المصرية بشأن تهرب ضريبي. ورفعت السلطات أيضا حظر سفر شقيقه ناصف الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للانشاء والصناعة وأبيه انسي مؤسس امبراطورية مجموعة أوراسكوم المملوكة للأسرة. وأوراسكوم للإنشاء والصناعة أكبر شركة مدرجة في البورصة المصرية كما أن مجموعة أوراسكوم هي الأكبر من حيث عدد العمالة في البلاد.

وساويرس الذي غادر مصر الصيف الماضي هو الرئيس التنفيذي لشركة اخرى تابعة للأسرة هي اوراسكوم للاتصالات والاعلام والتكنولوجيا القابضة. وقال مسؤول بالمطار إن ساويرس وصل على متن طائرة خاصة قادما من فرنسا بصحبة والده وثمانية آخرين من أفراد الأسرة. وتسبب الاضطراب السياسي والأمني في هروب السياح والمستثمرين الأجانب من البلاد.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن إيهاب فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية قوله إن قرار مرسي بإيفاد مبعوث لاستقبال ساويرس وأسرته "رسالة إيجابية لرجال الأعمال الشرفاء الذين يؤدون حق الوطن". وقالت منى منصور الخبيرة الاقتصادية لدى سي.آي كابيتال والمقيمة في القاهرة إن عودة رجل الأعمال والاستقبال الحار الذي قوبل به من الرئاسة علامة طيبة يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على مناخ الاستثمار. وأبلغ ساويرس أنه "سعيد بالعودة للوطن" لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن ساويرس أعطى مبعوث الرئاسة مظروفا ليسلمه إلى مرسي.

ولم يعد ناصف أغنى رجل في مصر إلى البلاد رغم إعلان أوراسكوم للانشاء اتفاقها على سداد 7.1 مليار جنيه (1.02 مليار دولار) لحل النزاع الضريبي. وكانت السلطات منعت ناصف ووالده من السفر في مارس اذار في إطار التحقيقات بشأن الشركة. وفي ذلك الحين قال صديق للأسرة إن قرار المنع من السفر صدر وهما خارج البلاد. وبموجب القرار كان من المنتظر احتجازهما إذا عادا من الخارج. بحسب رويترز.

ورغم أن نجيب لم يكن مشمولا بالقرار فقد نقلت عنه صحيفة الأهرام الحكومية قوله إنه شعر بأنه ليس أمامه من خيار سوى مغادرة البلاد بسبب سياسات مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. واتهم الإسلاميون حزب المصريين الأحرار الذي ساهم ساويرس في تأسيسه بتمويل احتجاجات مناهضة لمرسي تحولت إلى العنف أكثر من مرة بعد انتخابات الرئاسة. وكان الحزب شارك أيضا في مظاهرات نظمت احتجاجا على إعلان دستوري أصدره مرسي ومنح نفسه من خلاله سلطات واسعة.

مليارديرات الشرق

من جانب اخر أعلنت إيرباص عن العادات الشرائية لمليارديرات الشرق الأوسط على موقعها الإلكتروني، وفقاً لدراسة أجرتها شركة تصنيع الطائرات تتمحور حول ثلاثة مناطق تشهد ارتفاعاً في عدد المليارديرات وهي الشرق الأوسط والصين وروسيا. وأشارت الشركة إلى أن "عدد المليارديرات في الشرق الأوسط سيزداد من 150 عام 2007 ليصبح 220 بحلول عام 2017"، مضيفة بأن إحدى نتائج الدراسة تشير إلى أن المليارديرات يحبون بأن يسافروا برفقة حاشية في الأغلب، الذين يعرفون نمط حياة هؤلاء الأثرياء ويقدمون لهم الاستشارات حول ما يتوجب فعله عند الوصول إلى وجهتهم، كما أنهم يرافقون الأثرياء إلى وجهاتهم سواء كانت للعمل أم للمتعة.

وأضافت الشركة بأن مليارديرات الشرق الأوسط يفضلون السفر إلى أوروبا، من ضمنها المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط التي يمكن أن يصلوا إليها خلال بضع ساعات. كما أن العادات الشرائية يمكن أن تختلف بالنسبة إلى المليارديرات باختلاف أعمارهم ووفقاً للمدة التي امتلكوا فيها ثروتهم وبحسب المناطق الجغرافية التي يأتون منها، أما بالنسبة إلى مليارديرات الشرق الأوسط فتبلغ معدلات أعمارهم 61 عاماً، وغالباً ما يرغبون بنقل قيمهم وعاداتهم وثرواتهم. بحسب CNN.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الفخامة تحمل معنى بالنسبة إلى المليارديرات، إذ تتمحور الفخامة حول حصولهم على ما الخدمات وفقاً لرغباتهم وأن يحققوا أقصى استفادة من وقتهم. وختمت الشركة نتائج دراستها لتشير إلى أن الطائرات النفاثة التي توفرها الشركة يمكنها أن تتوافق مع احتياجات المليارديرات، وأنها يمكنها أن تتسع لمجموعات يمكن أن يتراوح عددها ما بين 19 راكب ومائة مسافر.

أحلام ليست للفقراء

"همَ مين واحنا مين، هم الأمرا والسلاطين، هم المال والحكم معاهم، واحنا فقراء ومحكومين، حزر فزر شغل مخك، شوف مين فينا بيحكم مين" هذا ما قاله الشيخ إمام الرجل الذي كانت أغانيه تطل من ميادين الثورة في مصر، في إحدى أغنياته. ولكن، إذا كانت أحلام الفقراء بسيطة، لا تتعدى بيت صغير يعيش فيه هؤلاء بسلام، وتوفير قوت يومهم، والتمتع بالصحة الجيدة والسعادة، فما هي أحلام أصحاب المليارات؟ هل ما زالت تتمثل بشراء خاتم من الألماس، أو بناء قصر مشيد، أو حاشية من الخدم تلتصق بهم أينما حطت أقدامهم، أو شراء سيارة فاهرة بملايين الدولارات؟

ويبدو أن الأمر تغير، إذ بات للسلع الفاخرة معنى آخر، لا يشبع طموحات الأثرياء في كل ما سبق ذكره، بل تخطاه إلى الأحلام التي تصبح واقعاً فقط في حياة من يملك المليارات من الدولارات. وتواجه العلامات التجارية الفاخرة تحديات كبيرة في يومنا الحالي، إذ أصبح العديد منها متاحاً إلى الكثير من الأشخاص، لتتخطى معناها الحصري المقيد فقط بالأثرياء وتتبنى مفهوم أكثر شمولية، من حيث جذب الإيرادات، ما أدى إلى التأثير على فرادتها وأصالتها. لذا، يوجد اتجاه حالياً بعكس مفهوم الشمولية للسلع الفاخرة، حتى تصبح أكثر حصرية من جديد، وتتمكن من جذب العملاء الأثرياء.

وتعتمد العلامات التجارية الفاخرة في الوقت الحالي على نهجين مختلفين، لتلبية الزبائن الأثرياء وغير الأثرياء، ما يشكل التحدي الأبرز الذي سيواجه أسواق الترف والسلع الفاخرة في العالم. وقال رئيس شركة "ويلث أكس" المتخصصة في توفير المعلومات عن الأشخاص الأثرياء وتوزيع الثروة في جميع أنحاء العالم، ديفيد فريدمان إن "شراء السلع الفاخرة يعتبر بمثابة طموحات كبيرة بل ويشبه الأحلام، لذا يجب أن تتمكن السلع الفاخرة من استيعاب المستهلكين الأثرياء وصناعة السلع الفاخرة التي تحقق أحلامهم، ما يؤدي إلى اعتماد النهج الفردي في تقديم السلع الفاخرة لتلبية طلباتهم."

وأشارت بيانات شركة "ويلث أكس" إلى أن الشرق الأوسط يعد المنطقة الرابعة التي تتضمن غالبية أصحاب المليارات في العالم بعد أوروبا، وأمريكا الشمالية وآسيا، إذ أن هناك 157 من أصحاب المليارات في الشرق الأوسط من أصل 5300 من الأفراد الفاحشي الثراء (أي الذين يملكون 30 مليون دولار و أكثر) في العالم. ويشغل أصحاب المليارات في الشرق الأوسط والذين لديهم ثروة مجتمعة تبلغ 354 مليار دولار أمريكي نسبة مئوية أعلى من الثروة الإجمالية مقارنة بالأثرياء في أي منطقة أخرى في العالم. ويتمتع الشرق الأوسط بمعدل ثروة قيمتها 166 مليون دولار للفرد الثري، أي أعلى من المعدل العالمي الذي يبلغ 139 مليون دولار.

وفي مقابل ذلك، أوضحت بيانات "ويلث أكس" أن الإنفاق على شراء السلع الفاخرة في الشرق الأوسط يعتبر أقل من المتوسط العالمي. وينفق الأشخاص الأثرياء حول العالم ما قيمته 848 ألف دولار سنوياً لشراء السلع الفاخرة، مقارنة بالأثرياء في الشرق الأوسط الذين ينفقون ما قيمته 755 ألف دولار للأمر ذاته. وقال فريدمان إن "الأشكال القديمة لاستخدام وسائل الإعلام في استهداف الأفراد الأثرياء، لن تنجح بعد الآن، إذ يجب أن تعتمد العلامات التجارية على خطة ذكية لتسويق منتجاتها مثل اعتماد النهج التقليدي في تنظيم المناسبات والشراكات."

وتتمثل واحدة من التحديات الكبرى في الشرق الأوسط بأن كل علامة تجارية تعمد إلى تطوير استراتيجية التسويق الخاصة بها، أي الإعتماد على سوق للأثرياء منفصل عن سوق غير الأثرياء. وأضاف فريدمان أنه "يجب تطوير قدرة المستهلك من حيث تطوير استراتيجية حول ما يمكن أن ينفقه الأثرياء ما في المستقبل وليس ما أنفقه هؤلاء لشراء السلع الفاخرة في الماضي،" موضحاً أن "جميع الأثرياء لديهم حلم بشراء ما ليس لديهم القدرة على شرائه، أي التجربة." وأكد رئيس "ويلث أكس" أن فإن كل فرد يتمتع بحلمه الخاص عن الترف ولا يوجد حلم مشترك للأثرياء عامة، مضيفا أن "الماركات الفاخرة يجب أن تعمد إلى صياغة التجارب الفريدة من نوعها التي لا يمكن شرائها."

من جهتها، قالت نائبة مدير المبيعات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في فنادق "ريتز كارلتون" لوري ريبيستين: "نحن نبحث عن توفير الأوقات المميزة للزبائن في فنادقنا." وأضافت ريبيستين أن "العطلات والرحلات السياحية والسفر تتمحور حول العائلة بالدرجة الأولى، ونحاول أن نعمد إلى تطوير وابتكار علامتنا التجارية في هذا الخصوص،" لافتة إلى أن "فنادق ريتز كارلتون تهدف إلى خلق تجارب مميزة للعملاء، حتى يتسع مفهوم الفندق أكثر من مجرد مكان للإقامة، ويصبح جزءا من الذاكرة، ونجماً في الأحاديث والقصص التي تروى بين الأصدقاء والعائلة." بحسب CNN.

وفي السياق ذاته، ذكرت دراسة صادرة عن شركة طائرات "إيرباص" حول سلوك أصحاب المليارات في العالم أن "الأثرياء يتمتعون بشعور بالحزم والتصميم في تحقيق ما يريدون، فضلاً عن ذكائهم الشديد، وتوقهم إلى الخدمات المميزة التي تلبي احتياجاتهم." ورأت الدراسة أن أصحاب المليارات لديهم 4 احتياجات أساسية فيما يرتبط بترف السفر، تتمثل بمواعيد السفر المرنة والتي تناسب جدول أعمالهم، والخصوصية، والألفة (إذ يريد هؤلاء اصطحاب حاشيتهم الخاصة) والتجارب المميزة الموجهة لتلبية أحلامهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/حزيران/2014 - 23/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م