الإرهاب في العراق وحروب النفس الطويل

 

شبكة النبأ: يرى العديد من المحللين ان الأيام القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للوضع العسكري او السياسي في العراق.

فالحكومة العراقية امتصت الصدمة الأولى والتي كادت ان تطيح بالعاصمة العراقية، بغداد، التي تحمل رمزية السلطة المركزية في العراق، والتي بدت اليوم أكثر ارتياحاً من الأيام الماضية، وعبر حليف كبير لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن هذا الارتياح بقوله "إن القوات العراقية أوقفت التهديد الفوري للعاصمة بغداد وهو ما يعني انها لم تعد في حاجة ملحة لضربات جوية أمريكية لوقف تقدم مقاتلين سنة"، واضاف "لقد نجحوا في عرقلة التقدم والآن فإن الهدف هو استعادة المناطق التي خسروها على نحو غير ضروري.

فيما جاءت التوجيهات الخاصة للمرجعية الدينية في النجف بالحث نحو التطوع للدفاع عن المزارات المقدسة لدى المسلمين الشيعة، إضافة الى دعم الدولة، من خلال "الجهاد الكفائي"، لتعزز موقف الحكومة من خلال عشرات الالاف من المتطوعين لإسناد الجيش في قتالهم ضد المتشددين الإسلاميين.

من جهة أخرى جاء الموقف الإيراني والامريكي متناغما الى حد كبير في دعم العراق والعملية السياسية فيه، إضافة الى استعدادهم للوقوف الى جانبه لمنع تقدم المتطرفين واحتلالهم المزيد من المدن، ففي الوقت الذي اعلن فيه أوباما عن إمكانية ارسال 300 خبير عسكري الى العراق قريبا من اجل تقييم الوضع وجمع المعلومات على الأرض، مع تقييم وضع الجيش العراقي الذي انهار بسهولة في الموصل (علماً ان قوامة اكثر من مليون جندي وكلف الولايات المتحدة الامريكية اكثر من 25 مليار دولار)، لم تتردد ايران بدورها عن دعم العراق في حربة ضد الإرهاب، كما جاء على لسان الرئيس روحاني، والذي اكد ان الامة الإيرانية الكبيرة ستقف لمنع أي اعتداء على المزارات او سيطرة المتشددين على العراق.

وفي ظل التطورات الميدانية التي شهدت بعض المكاسب النسبية للجيش العراقي بعد ان نجح في صد تقدم المسلحين نحو كسب المزيد من الأراضي، إضافة الى استرداد بعض المناطق من سيطرتهم، فان العملية السياسية هي الأخرى تسير بخط موازي للعمل العسكري، سيما وان الرئيس الأمريكي حث الساسة في العراق الى ضرورة الاتفاق وإيجاد حلول سياسية يشترك في وضعها الاكراد والسنة والشيعة في العراق، وهو امر يتطلب الكثير من الدبلوماسية لايجاد مخرج مناسب يرضي جميع الأطراف.

إيران وحماية المواقع الشيعية

في سياق متصل اقتحم مسلحون سنة أكبر مصفاة نفط في العراق في الوقت الذي أثار فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني احتمال التدخل في حرب طائفية تنذر بالانتشار عبر الحدود في الشرق الأوسط، وقال مسؤول بمصفاة بيجي بشمال العراق إن متشددين سنة يسيطرون على 75 بالمئة من المصفاة بعد قتال شرس عند البوابات التي تدافع عنها قوات خاصة إثر حصار استمر أسبوعا، وأسفر الهجوم المباغت للمقاتلين السنة عن طرد قوات حكومية من مدن رئيسية في الشمال وسيطرة المتشددين عليها.

ويقود المقاتلين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يسعى لإقامة خلافة إسلامية تحكم بمبادئ العصور الوسطى لكنه يضم ايضا عدة اطياف سنية معتدلة اغضبها ما تراه قمعا من جانب بغداد، وسحبت بعض شركات النفط الدولية العمال الأجانب، وقال رئيس شركة نفط الجنوب في العراق ضياء جعفر إن اكسون موبيل قامت بعملية إجلاء كبرى في حين سحبت شركة (بي.بي) البترولية 20 في المئة من عمالها، وانتقد جعفر هذه التحركات مشيرا إلى أن المواقع التي تنتج النفط للتصدير تقع اساسا في الجنوب الشيعي بعيدا عن ساحة القتال.

وتحاول واشنطن وعواصم غربية اخرى انقاذ العراق كدولة موحدة بالضغط علي رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي للتعاون مع معارضيه السياسيين من السنة والأكراد، واجتمع المالكي مع معارضين سنة واكراد وانتهى الاجتماع بظهور مشترك اتسم بالفتور ومناشدة من أجل الوحدة الوطنية، وفي كلمة نقلها التلفزيون ناشد المالكي العشائر نبذ أولئك القتلة والمجرمين الذين يمثلون أجندات أجنبية.

لكن حكومة المالكي اعتمدت حتى الان بشكل شبه كلي على دعم انصارها الشيعة وهاجم مسؤولون زعماء سنة ووصفوهم بالخونة في حين جرى حشد ميليشيات شيعية (يعتقد كثيرون إن ايران تمولها وتدعمها) لوقف تقدم السنة بينما ينهار الجيش العراقي وقوامه مليون جندي وأسسته الولايات المتحدة بتكلفة 25 مليار دولار، ومثلما يجري من حرب أهلية في سوريا المجاورة فإن القتال الجديد في العراق ينذر بجر قوى اقليمية مجاورة تحشد على أسس طائفية لما يصوره مقاتلون على الجانبين بأنه صراع وجود. بحسب رويترز.

وقدم روحاني أوضح إعلان حتى الآن على أن إيران (القوة الشيعية الرئيسية في الشرق الأوسط التي خاضت حربا ضد العراق أودت بحياة نحو مليون شخص في الثمانينات) مستعدة للتدخل لحماية المراقد الكبرى لأئمة الشيعة في العراق والتي يزورها ملايين الحجاج سنويا، وفي بث تلفزيوني على الهواء مباشرة قال روحاني أمام حشد من الإيرانيين "بالنسبة للمراقد الشيعية في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء نقول للقتلة والإرهابيين ان الأمة الايرانية الكبيرة لن تتردد في حماية المراقد المقدسة".

وذكر روحاني أن كثيرين عبروا عن استعدادهم للذهاب الى العراق للدفاع عن المراقد المقدسة "ووضع الإرهابيين في حجمهم الطبيعي"، وأضاف أن مقاتلين مخضرمين من سنة وشيعة وأكراد العراق "مستعدون للتضحية"، وتتحصن القوات الحكومية العراقية في مدينة سامراء التي يوجد بها أحد اهم المزارات الشيعية وهدد المقاتلون السنة بمهاجمة النجف وكربلاء، وقالت السعودية القوة السنية الرئيسية في المنطقة إن العراق ينزلق نحو حرب أهلية، وانتقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمات من الواضح أنها موجهة لإيران ولحكام العراق الشيعة احتمال التدخل الأجنبي وقال إن الحكومات في حاجة إلى تلبية المطالب المشروعة للشعوب.

وكانت حكومة المالكي قد اتهمت السعودية بالمساعدة على ارتكاب "إبادة جماعية" بدعم المسلحين السنة، وتدعم الرياض المقاتلين السنة في سوريا لكنها تنفي دعم الدولة الاسلامية في العراق والشام، والهدف الحالي للمقاتلين هو مصفاة بيجي أكبر مصدر لإنتاج الوقود للاستهلاك المحلي في العراق ما يتيح لهم احكام قبضتهم على إمدادات الطاقة في الشمال حيث يشكو سكان المنطقة من نقص الوقود، واغلقت المصفاة ونقل العمال الاجانب بطائرة هليكوبتر.

وقال مسؤول بمصفاة بيجي من داخلها "استطاع المتشددون اقتحام المصفاة، هم يسيطرون الآن على وحدات الإنتاج ومبنى الإدارة وأربعة أبراج للمراقبة، يمثل هذا 75 في المئة من المصفاة"، ونفت الحكومة سقوط المصفاة في أيدي المسلحين، واصر صباح نوري المتحدث الإعلامي باسم جهاز مكافحة الارهاب في العراق على أن القوات الحكومية ما زالت تسيطر على المصفاة وانها قتلت بين 50 و60 مقاتلا واضرمت النار في ست أو سبع مركبات للمقاتلين بعد ان تعرضت لهجوم من ثلاث جهات.

ويمثل التقدم المفاجئ للجماعة الاسلامية في العراق والشام اختبارا للرئيس باراك أوباما الذي سحب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، واستبعد أوباما ارسال قوات برية لكنه يدرس خيارات عسكرية أخرى للمساعدة في الدفاع عن بغداد وتحدث مسؤولون أمريكيون عن تعاون مع طهران ضد عدو مشترك.

لكن الولايات المتحدة ومسؤولين دوليين آخرين يصرون على ضرورة قيام المالكي بالمزيد لعلاج الإحساس المستشري بالإقصاء السياسي بين السنة وهم أقلية كانت تحكم العراق حتى الغزو الأمريكي عام 2003 والاطاحة بصدام حسين، وتخشى دول غربية من أن تتحول دولة سنية صغيرة تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام إلى ملاذ آمن للمتشددين الذي يمكن أن يقوموا بشن هجمات على مستوى العالم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام البرلمان إنه يختلف "مع من يعتقدون أن هذا ليست له علاقة بنا وأنه إذا قام نظام إسلامي متطرف في وسط العراق فلن يؤثر علينا، سيؤثر علينا"، وأضاف "الناس في هذا النظام يحاولون الاستيلاء على أراض ويخططون أيضا لمهاجمتنا داخل المملكة المتحدة"، وفي تكرار لمساع فاشلة سابقة لتضييق هوة الانقسامات العرقية والطائفية عقد زعماء سنة واكراد وشيعة اجتماعا مغلقا ثم وقفوا أمام الكاميرات بينما تلا رئيس الوزراء الشيعي السابق ابراهيم الجعفري بيانا.

وقال الجعفري في كلمة إن القوى الارهابية لا تمثل أي طائفة أو دين، وتضمنت الكلمة تعهدا عاما بمراجعة المسار السابق، وبعد ذلك غادر معظم القادة وبينهم المالكي وأسامة النجيفي أكبر زعيم سني شارك في الاجتماع المكان في صمت، ورغم ان البيان المشترك الصادر ذكر قصر حمل السلاح على من يعملون في الدولة الا أنه جرى حشد الاف من أفراد الميليشيات الشيعية للدفاع عن بغداد، وقال مصدر شيعي يعمل بالحكومة أن عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ومنظمة بدر يتمركزون إلى جانب الوحدات العسكرية العراقية كقوة قتالية رئيسية.

وتسود حالة من القلق بغداد مع اقتراب المعارك لمسافة لا تبعد سوى ساعة واحدة عن العاصمة بالسيارة، وشهدت العاصمة التي يقطنها نحو سبعة ملايين نسمة قتالا طائفيا عنيفا بين عامي 2006 و2007 ولا زالت مقسمة لأحياء شيعية وسنية تحميها اسلاك شائكة وجدران ضد التفجيرات، وقالت الهند إنها قلقة على مصير نحو 40 من عمال البناء الهنود فقدوا في منطقة تسيطر عليها جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام.

اعفاء ضباط من مناصبهم

بدوره امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بإعفاء ضباط رفيعي المستوى في القوات الحكومية من مناصبهم واحالة أحدهم على محكمة عسكرية، بحسب ما جاء في بيان رسمي بثته قناة "العراقية" الحكومية، وجاء في البيان ان المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة امر بإعفاء الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى ونائبه اللواء الركن عبد الرحمن مهدي ورئيس اركانه العميد الركن حسن عبد الرزاق من مناصبهم "واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم".

وامر المالكي ايضا بإعفاء "العميد الركن هدايت عبد الرحيم عبد الكريم عبد الرحمن قائد فرقة المشاة الثالثة واتخاذ الاجراءات القانونية بحقه واحالته الى المحكمة العسكرية لمحاكمته غيابيا وذلك لهروبه من ساحة المعركة الى جهة مجهولة"، وطلب ان تتولى قيادة القوات البرية وبالتنسيق مع رئاسة اركان الجيش "تشكيل مجالس تحقيقية بحق الضباط والمراتب الذين هربوا من ساحة المعركة" من دون الالتحاق بالمراكز التي حددتها السلطات لهم للعودة اليها.

كما امر بان تتولى قيادة القوات البرية "تشكيل مجالس تحقيقية بحق الضباط الذين تركوا مواقعهم ضمن قواطع مسؤولياتهم وانسحبوا" الى اماكن اخرى بدون تلقي اوامر من قياداتهم، واشار رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ العام 2006 ويسعى للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة الى انه سيقوم في وقت لاحق بإعفاء ضباط اخرين من مناصبهم.

وجاءت قرارات المالكي بعد سقوط محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) الى جانب مناطق اخرى من شمال البلاد بينها مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) عاصمة محافظة صلاح الدين في ايدي مسلحين ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الجهادي المتطرف وتنظيمات اخرى. بحسب فرانس برس.

وسقطت غالبية هذه المناطق وبينها الموصل بعدما غادرتها القوات الحكومية بشكل مفاجئ فور دخول المسلحين اليها، حيث هرب الجنود وعناصر الشرطة بعدما القوا بملابسهم العسكرية والامنية على الارض وارتدوا ملابس مدنية، تاركين خلفهم اعتدة واليات واسلحة، ووصف المالكي في بيانه ما حدث في الموصل خصوصا بالنكسة، متوعدا باستعادة هذه المناطق من ايدي هؤلاء المسلحين.

معركة على عاصمة اقليمية

الى ذلك لقي عشرات من العراقيين مصرعهم خلال معركة للسيطرة على عاصمة اقليمية وتسبب القتال في اغلاق مصفاة النفط الرئيسية ما أدى إلى حرمان مناطق من البلاد من الوقود والكهرباء في الوقت الذي تهدد فيه انتفاضة لمقاتلين من السنة بقاء العراق كدولة موحدة، وقالت القوات الحكومية إنها صدت محاولات من جانب مقاتلين للاستيلاء على بعقوبة عاصمة محافظة ديالى إلى الشمال من بغداد خلال قتال عنيف أثناء الليل، وقال بعض السكان ومسؤولون إن من بين القتلى عشرات المسجونين في السجن المحلي رغم أن الروايات تضاربت حول الظروف التي قتلوا فيها.

وكان مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام اجتاحوا مدينة الموصل في الشمال وواصلوا تقدمهم عبر وادي نهر دجلة إلى الشمال من بغداد، وتفاخر المقاتلون بقتل المئات من الجنود الذين وقعوا في الاسر خلال تقدمهم، وانضم للمقاتلين فئات سنية أخرى من بينهم أعضاء سابقون من حزب البعث الذي كان صدام حسين يتزعمه وكذلك شخصيات من العشائر العراقية تشارك الاقلية السنية شعورها بالغضب مما ترى أنه ظلم لها من جانب حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.

وحثت الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة المالكي على التواصل مع السنة لإعادة بناء الوحدة الوطنية باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد للحيلولة دون تفسخ العراق، لكن رئيس الوزراء الذي فاز في الانتخابات قبل شهرين يسير فيما يبدو في الطريق المعاكس معتمدا أكثر من أي وقت مضى على الطائفة الشيعة وتعهد بتطهير ساسة المعارضة وضباط الجيش الذين وصفهم بالخونة. بحسب رويترز.

وقال حسن السنيد وهو حليف مقرب من المالكي إن على التحالف الوطني الشيعي الحاكم أن يقاطع كل أعمال كتلة المتحدون أكبر الكتل السياسية السنية بسبب ما وصفه بموقفها الطائفي، وأكد مسؤولون أن مصفاة بيجي الواقعة شمالي بغداد أغلقت وتم اجلاء العاملين الأجانب منها رغم أنهم قالوا إن القوات الحكومية مازالت تسيطر على المجمع الكبير، ومع اغلاق المصفاة سيواجه العراق صعوبات في توليد الكهرباء وضخ المياه إلى مدنه في الصيف.

حجب الإنترنت لإعاقة المتشددين

من جانب اخر ضيق العراق على وسائل الاتصال الاجتماعي على الإنترنت اذ حجب قنوات الاتصال الخاصة لمنع المسلحين السنة من استخدامها في تقدمهم الكاسح الذي يهدد بتمزيق أوصال الدولة، وقالت إحدى شركات تشغيل خدمة الهاتف المحمول ومصدر في الصناعة إنه إضافة إلى حظر الشبكات الخاصة الافتراضية (في.بي.إن) تم اصدار تعليمات إلى شركات خدمة الهاتف المحمول بوقف نقل البيانات عبر الهواتف المحمولة ومن بينها خدمة الرسائل النصية. بحسب رويترز.

ودحرت جماعات سنية مسلحة يقودها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الجيش العراقي واستولت على الموصل ومعظم المناطق الشمالية وتوعدت بالتقدم نحو العاصمة بغداد، ودفعت هذه الانتكاسات الشركة العامة للاتصالات والبريد التي تديرها الحكومة (والتي تملك تقريبا كافة شبكات الهواتف الأرضية خارج كردستان) إلى حجب بعض شبكات التواصل الاجتماعي ومن بينها فيسبوك وتويتر وواتس اب وسكايب وذلك حسبما ورد في منشور.

وقال مارتن فرانك الرئيس التنفيذي لشركة آي كيو نتوركز لخدمات الإنترنت والتي تتخذ من السليمانية مقرا إن هذا الاجراء أرغم كثير من العراقيين على استخدام هذه التطبيقات من خلال الشبكات الخاصة الافتراضية (في.بي.إن) والتي تم وقفها الآن، وتتيح الشبكات الخاصة الافتراضية (في.بي.إن) للمستخدم أن يبدو كما لو أنه يتصفح الإنترنت من مكان آخر، وربما يكون حظر هذه الشبكات غير فعال لأن المستخدمين البارعين في أمور التكنولوجيا يمكنهم دوما ايجاد حلول بديلة.

وقال متحدث باسم شركة كورك تيليكوم ومصدر بالصناعة إن الحكومة اصدرت تعليماتها إلى شركات خدمات الهاتف المحمول زين العراق وأريد وكورك بمنع تداول البيانات باستخدام الهواتف المحمولة، وقالوا إن الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية لم تتأثر، وقال دوج مادوري المحلل الكبير بشركة رينيسيس المختصة بتحليلات مسارات وحركة التصفح على الإنترنت "قدرة الحكومة على الحجب سواء لمواقع معينة أو كليا ليست كاملة"، واضاف "من غير المحتمل أن يتضرر من الحجب مقدمو خدمات الإنترنت في الشمال".

وأمرت النشرة الدورية للشركة العامة للاتصالات والبريد ايضا بوقف تام لخدمة الإنترنت في كركوك وصلاح الدين والأنبار وديالي ونينوي وكذلك بعض المناطق والبلدات المحيطة ببغداد ومن بينها أبو غريب والفلوجة، وقالت رينيسيس إن خدمة الإنترنت لم تكن متاحة لوقت قصير في بعض مناطق بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/حزيران/2014 - 22/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م