طالبان باكستان والبحث عن سلام ضائع عبر الارهاب

 

شبكة النبأ: طالبان الباكستانية والتي توعدتها الحكومة بعمليات واسعة النطاق لتطهير مناطق باكستان منها، على حد الوصف الحكومي، في حال لم تنصاع لمحادثات السلام المتعثرة بين الحكومة والحركة، ويبدو ان التهديد الذي أطلقته الحكومة الباكستانية تحول الى حقيقة بعد ان بدئت بقصف معاقل الحركة والتمهيد لقيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق.

فيما اشارت تقارير من جهات مطلعة، ان انسحاب المقاتلين الأجانب اللذين ينتمون لجماعة طالبان لصالح تنظيمات ومناطق قتالية اخر، قد أثر بشكل كبير على عمل هذه الجماعة، سيما وان الضربات التي تعرضت لها على يد الولايات المتحدة الامريكية والقوات الحكومية، قد اثرت أيضا على حركة وعمل طالبان الباكستانية.

وتحت ضغط عمليات القصف وشائعات عن هجوم بري وشيك للجيش، فر عدد من الجهاديين الاجانب سرا من ملاذهم في شمال وزيرستان في الاسابيع الاخيرة في ما قد يشكل احد اكبر معاقل القاعدة في المنطقة القبلية في باكستان، والنزوح من هذه المنطقة القبلية الباكستانية، احدى المناطق السبع الملحقة بأفغانستان، قد بدأ اواخر ايار/مايو لدى تكثيف الغارات الجوية للطيران الباكستاني، وتسارعت الحركة في الايام الاخيرة بعد الهجوم الدامي (38 قتيلا منهم المهاجمون العشرة) على مطار كراتشي الذي تبنته حركة طالبان الباكستانية ومجاهدون اوزبكيون.

في سياق متصل قلص هذا الهجوم فرصة مناقشة ملف السلام مع حركة طالبان الباكستانية، ابرز المجموعات الاسلامية المتمردة في البلاد، كما اقترحت الحكومة في بداية السنة، وغداة هجوم كراتشي، قصفت اسلام اباد منطقة خيبر القبلية، واستأنفت الولايات المتحدة حليفة اسلام اباد، غارات الطائرات بلا طيار التي اوقفتها منذ ستة اشهر، لإعطاء فرصة لعرض الحوار الذي طرحته الحكومة، واستهدفت هذه المرة شمال وزيرستان التي تعتبر المعقل الرئيسي لحركة طالبان الباكستانية وحلفائها من الجهاديين الاجانب المقربين من القاعدة ومنهم الاوزبكيون، وعزز هذا التسلسل الشائعات عن هجوم بري وشيك للجيش في المنطقة لتعطيل قدرة حركة طالبان الباكستانية.

وحتى قبل هجوم كراتشي، غادرت اغلبية المقاتلين الاسلاميين الاجانب والمحليين منطقة ميرانشاه، ابرز مدن شمال وزيرستان، فقد شاهد هؤلاء مقاتلين اسلاميين بعضهم شيشانيون واوزبكيون وتركمان وطاجيك واويغور يغادرون معاقلهم في عدد من القرى، وعدد الجهاديين الاجانب في شمال وزيرستان تناقص في السنوات الاخيرة، بسبب "منافسة" جبهات جهادية اخرى (مالي وسوريا والعراق)، فقد تناقصت اعداد الاوروبيين او العرب، وازداد عدد "الاقليميين" (الاوزبك والتركمان والاويغور)، وكانوا قد استقروا فيها ابتداء من مطلع العقد الاخير، من اجل ان يخوضوا مع القاعدة وطالبان "الجهاد" ضد القوات الغربية "الكافرة" على الجانب الاخر من الحدود الافغانية. بحسب فرانس برس.

وقال مسؤول في الاجهزة الامنية ان معظمهم "لجأ الى وسط الجبال على الحدود الافغانية"، ولوحظ النزوح نفسه للمقاتلين من قرى معروفة بأنها معاقل لشبكة مهاراني الطالبانية الافغانية، القريبة من القاعدة والشهيرة بهجماتها الدامية على الغربيين في أفغانستان، وقال شخص من سكان المدينة ان "اكثر من 80% من المقاتلين الجهاديين المحليين والاجانب غادروا شمال وزيرستان"، وتسري فيها منذ سنوات، شائعة هجوم عسكري بري، ولم تؤكدها اسلام اباد حتى الان خشية الرد بموجة من الاعتداءات الدامية.

لكن النزوح الجماعي في الاسابيع الاخيرة (حوالى 60 الف شخص منذ نهاية ايار/مايو كما افادت تقديرات رسمية) يفيد ان التهديد اخذ على محمل الجد هذه المرة، وقد بدأ بعدما قصفت طائرات اف-16 للجيش الباكستاني المنطقة في 22 ايار/مايو، وقتلت 75 شخصا على الاقل، كما ذكرت السلطات، ووجه مسؤولون حكوميون في الوقت نفسه انذارا الى القبائل المحلية: "سلموا المقاتلين الاجانب وإلا تعرضتم لمزيد من عمليات القصف"، ووجه زعماء قبليون في عدد من القرى عبر مكبرات الصوت في المساجد رسائل تدعو المقاتلين الاجانب الى مغادرة المنطقة، ورفعوا اعلاما باكستانية لأثبات ولائهم للحكومة وتجنب القصف.

واعتبر مسؤول في الاجهزة الامنية المحلية ان مغادرة الجهاديين "امر مهم"، واضاف "نأمل الا تسمح لهم القبائل المحلية بالعودة"، وقال ان الجيش سيواجه مقاومة ضعيفة اذا ما تعرض لهجوم، وقال عظيموت نول المتخصص الباكستاني في الشؤون الامنية ان اسلام اباد اججت الشائعات عن هجوم وشيك لدفع المتمردين الى التوجه نحو الجانب الاخر من الحدود، لكن ذلك لا يحل المشكلة الاساسية كما قال والتي تتجلى في صعوبة ملاحقة الجهاديين على طول حدود مليئة بالمنافذ، واضاف "انهم يغادرون ويعودون، سواء كانوا باكستانيين او اجانب".

منظمة اجرامية

من جهته ذكر تقرير جديد للأمم المتحدة أن اعتماد طالبان على الابتزاز والخطف إلى جانب تجارة المخدرات وانشطة تعدين غير قانونية جعل من الجماعة التي تحركها عقيدة دينية تشكيلا اجراميا جشعا، وجاء ذلك في التقرير السنوي لفريق تابع للأمم المتحدة مكلف بالدعم التحليلي ومتابعة العقوبات على طالبان وزع على الصحفيين قبل يوم واحد من إجراء جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية في أفغانستان، وتابع التقرير "بالإضافة إلى التبرعات الطوعية أو الاجبارية من شركات اجنبية في الخارج وتبرعات طوعية نتيجة قناعات دينية وأيديولوجية أسست طالبان نظاما معقدا إلى حد ما لجمع موارد داخل البلاد.

وذكر التقرير أن اعدام مدنيين وعمال اغاثة يساعد طالبان على ترسيخ اركان سلطتها ويحول دون تحسين الاوضاع الامنية ونمو الاقتصاد بعد 13 عاما من إطاحة الغزو الامريكي بالحركة من السلطة، كما يوفر مصدر تمويل جديدا لطالبان التي تسعى للإطاحة بالحكومة الأفغانية، وقال الفريق "تغير هذه الانشطة طبيعة بعض عناصر الحركة من مجموعة تعتمد على أيديولوجية تستند للدين إلى ائتلاف لشبكات إجرامية يحركها السعي لتحقيق الربح"، وتتفاوت مصادر دخل طالبان ففي اقاليم مثل نيمروز وقندهار تعتمد على نفسها ماليا بينما تعتمد في اقاليم اخرى على مبالغ تحصل عليها من قيادات مركزية، ففي قندهار تجمع طالبان بين سبعة وثمانية ملايين دولار شهريا من تجارة المخدرات والفدى والتعدين.

ويشمل التقرير تفاصيل عن هلمند وهي أكبر منطقة منتجه للأفيون في أفغانستان وجري زراعة نحو 100 ألف هكتار بالخشخاش في 2013، وعلى أقل تقدير يتوقع المسؤولون الافغان أن تصل حصيلة محصول الخشخاش إلى 50 مليون دولار سنويا، وينتظر ان يسدد زارعو الخشخاش نحو عشرة بالمئة من حصيلة انتاج الافيون كضريبة لطالبان، ومن الانشطة المربحة الاخرى لطالبان تعدين الرخام بشكل غير قانوني وهو ثاني أكبر مصدر للدخل في هلمند، وذكر التقرير "يبدو أن قطاع التعدين غير المرخص وغير القانوني أكبر كثيرا من انشطة التعدين القانونية ورصد الفريق ما بين 25 و30 عملية تعدين غير قانونية في جنوب هلمند".

وتجري معظم انشطة التعدين غير القانونية قرب الحدود الباكستانية ما يتيح سرعة تهريب الرخام عبر الحدود ونقله للسوق العالمية، وذكر الفريق عن تعدين الرخام "التقدير المبدئي للفريق ان ايرادات طالبان تتجاوز كثيرا عشرة ملايين دولار سنويا"، واوصى التقرير لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن بتحذير الدول الاعضاء في الأمم المتحدة من استغلال طالبان الرخام الذي تستخرجه بشكل غير قانوني لتمويل أنشطتها، وفي هلمند تنقل "اللجنة المالية" الاموال لمجلس شورى كويتا وهي مجموعة من أكبر قيادات طالبان ترتب نقل المخدرات لباكستان لبيعها.

ثم تحول الاموال الي مجلس شورى كويتا نقدا او بحوالات، ويقول الفريق ان طالبان تنفق نحو 20 بالمئة من الأموال لمحاربة الحكومة في هلمند بينما يحصل مجلس شورى كويتا على الباقي لتوزيعه على افرع طالبان الاكثر احتياجا في اماكن أخرى، وتفرض الامم المتحدة عقوبات على طالبان منذ عام 1999 وتشمل تجميد أصول على مستوى العالم كما تشمل العقوبات حظر سفر عدد من اعضاء طالبان وتجميد ما لديهم من أصول. بحسب رويترز.

الهجوم على مطار كراتشي

الى ذلك أعلن مسلحون أوزبك على علاقة بحركة طالبان باكستان مسؤوليتهم عن هجوم استهدف مطار كراتشي الدولي، وهو ما أسفر عن مقتل 39 شخصا على الأقل بينهم المسلحون، ونشرت الحركة الإسلامية في أوزباكستان صورا لعشرة مسلحين يحملون بنادق "AK-47" قيل إنهم كانوا ينتقمون من غارات جوية عسكرية، وتقول شايزي جيلاني، إن الحركة الإسلامية في أوزباكستان تعتبر من المجموعات المسلحة التي تتمتع بتدريب جيد ومقرها في منطقة شمال وزيرستان القبلية.

وشنت هذه الحركة، التي لها علاقة قوية مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، هجمات على نطاق واسع من قبل، من بينها هجوم استهدف مطار بيشارو عام 2012، وأوضح بيان للحركة أن الهجوم على مطار كراتشي جاء انتقاما لغارات جوية عسكرية في المناطق القبلية من باكستان الشهر الماضي، مشيرا إلى أن نساء وأطفالا قتلوا في تلك الغارات.

وتأتي أعمال العنف في أعقاب انقسام كبير داخل صفوف طالبان باكستان، وبالتزامن مع تعثر محادثات السلام بين الحركة والحكومة، وتحدث مسؤولون باكستانيون عن رغبة قوية في القضاء على ما أسموه "الإرهاب" بقبضة من حديد، بحسب ما ذكره مراسلنا في كراتشي مايك وولدريدج، ولم يستبعد المراسل احتمال إقدام السلطات على شن المزيد من الضربات بالاستباقية في محاولة لمنع طالبان من شن المزيد من الهجمات. بحسب بي بي سي.

وكان رئيس الوزراء نواز شريف قد تعهد بإجراء محادثات مع حركة طالبان باكستان خلال حلمته الانتخابية، وبدأت المحادثات في مارس/آذار، لكنها لم تسفر عن حدوث تقدم يذكر، واستمرت أعمال العنف حتى الآن.

فيما هاجمت مجموعة مسلحة مركز تفتيش في مطار كراتشي جنوب باكستان غداة هجوم شنته حركة طالبان على المطار نفسه، بحسب ما افادت السلطات المحلية مشيرة الى ان المواجهات لا تزال مستمرة، من جهته قال متحدث باسم شركة الطيران العامة محسود تاجوار ان الشركة علقت "جميع عملياتها في مطار كراتشي، وتقوم بإجلاء الركاب".

وقال متحدث باسم قوات الامن ان "المهاجمين يتواجهون مع قوات الامن في المطار عند مركز تفتيش"، ووقع الهجوم على مسافة حوالى 500 متر من المدخل الرئيسي لحرم المطار وعلى مسافة اكبر بقليل من محطات الركاب وعرضت الشبكات التلفزيونية المحلية مشاهد ظهرت فيها اليات للقوات شبه العسكرية وسيارات اسعاف تهرع الى المكان.

وتبنت حركة طالبان باكستان اكبر مجموعات المتمردين الاسلاميين في البلاد والمقربة من تنظيم القاعدة الهجوم الذي كان من الاكثر دموية في الاشهر الاخيرة في باكستان، واوقعت الهجمات التي شنتها حركة طالبان منذ 2007 اكثر من ستة الاف قتيل في جميع انحاء باكستان، وكان الجيش الباكستاني قصف قبل ساعات وادي تيرا شمال غرب البلاد، وهي منطقة تعتبر ملاذا لمجموعات من المتمردين بينها حركة طالبان واكد ان الضربات الجوية دمرت "تسعة مخابئ للإرهابيين" وقتلت 15 منهم في حصيلة لم يكن من الممكن التأكد منها من مصدر مستقل.

وقال راجا عمر خطاب وهو مسؤول كبير في الشرطة إن المهاجمين انقسموا بعد ذلك إلى مجموعات مؤلفة من شخصين وأكملوا الهجوم، وقال "كانوا يعملون في أزواج، لهذا تم العثور على كل جثتين معا، يبدو أن أوجه قصور شابت تخطيطهم للعملية فقد أطلقوا قذيفتين صاروخيتين لم تصيبا هدفيهما"، وأضاف "لقد خسروا عشرة رجال دون أن يتمكنوا من إلحاق أضرار جسيمة بالمطار، كما أنهم لم يرتدوا سترات ناسفة بل استخدموا أحزمة ناسفة ولهذا السبب كانت وجوههم والأجزاء العليا من أجسادهم غير مشوهة إلى حد كبير".

وكانت الخطة تنطوي على أن يصل المهاجمون إلى صالة الركاب القريبة ولكن المقاومة القوية غير المتوقعة من جانب قوات الأمن أعاقت تقدمهم، وأعقب الاقتحام معركة طويلة بالأسلحة بينما كان المقاتلون يتمركزون في مواقع حول محطة الشحن، وعلى الفور أخلي المطار من المسافرين وحولت الرحلات إلى مطارات أخرى بينما استمرت المعركة طول الليل، وقال مصدر أمني إن "المقاتلين لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم والوصول إلى الطائرات لأن قوات الأمن اشتبكت معهم اذ كان ردها سريعا للغاية".

وأشار إلى أن المقاتلين مدربون جيدا وكانوا يحملون حقائب ظهر كبيرة مملؤة بفواكه مجففة ومياه ما يعني انهم كانوا مستعدين لحصار طويل، وأشار المسؤول إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون أحذية رياضية متشابهة وهي علامة مميزة لمقاتلي طالبان، ويشكل مشهد المقاتلين الملتحين المسلحين الذين يرتدون ملابس مموهة وينتعلون أحذية رياضية بسيطة سمة مشتركة وثابتة في جميع أفلام طالبان الدعائية، وقال المسؤول "كانت العملية ستؤدي إلى كارثة أكبر لو تمكن المقاتلون من الوصول إلى مبنى الركاب الرئيسي وأخذوا رهائن، وكان هناك مئات المسافرين والموظفين في المبنى الرئيسي في ذلك الوقت".

مخاطرة جسيمة

الى ذلك قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه إذا قرر أعضاء طالبان المفرج عنهم من معتقل خليج جوانتانامو مقابل جندي أمريكي أسير الانضمام مرة أخرى للحرب ضد الولايات المتحدة فإنهم سيخاطرون بذلك مخاطرة جسيمة، وأضاف كيري في مقابلة "أنا لا أقول إنه لا توجد لديهم قابلية إلى درجة ما للعودة والمشاركة، ولكن هناك إمكانية أن يقتلوا أثناء محاولتهم ذلك".

وكانت المخاوف من أن يعود السجناء الخمسة للقتال من العوامل التي أثارت جدلا في الولايات المتحدة بشأن الاتفاق الذي تم بموجبه تسليم السارجنت بو برجدال إلى القوات الأمريكية في أفغانستان في 31 مايو أيار بعد نحو خمسة أعوام من الأسر، بينما نقل السجناء الخمسة المنتمون إلى طالبان جوا إلى قطر، وقال كيري إن الولايات المتحدة أثبتت قدرتها على استهداف مقاتلي طالبان في غرب باكستان وأفغانستان خلال ما سمته حربا على الإرهاب وإنه يجب ألا يشك أحد في قدرة الولايات المتحدة على حماية الأمريكيين. بحسب رويترز.

ويشير مسؤولون أمريكيون إلى الإفراج عن متشددي طالبان مقابل الإفراج عن برجدال بأنه "نقل"، وقالوا إن الرجال الخمسة سيخضعون لقيود محددة في قطر التي توسطت في الاتفاق، وقال مسؤول إن ذلك سيشمل حرمانا من السفر خارج قطر لمدة عام على أقل تقدير وأن تخضع أنشطتهم للمراقبة، وقال كيري "إنهم (القطريين) ليسوا الوحيدين الذين سيبقون أعينهم مسلطة عليهم (المتشددين الخمسة)"، وظل الخمسة محتجزين في معتقل خليج جوانتانامو في كوبا منذ عام 2002، وأدى الإفراج عنهم إلى انتقادات من جانب أعضاء في الكونجرس اشتكوا من أن إدارة أوباما لم تطلعهم مسبقا على الأمر.

فيما قال مصدر تلقى تقريرا عن الزيارات مع الرجال الخمسة "من المرجح إلى حد كبير أن يطلب الرجال البقاء في الدوحة حتى بعد انتهاء الحظر على سفرهم ومدته عام"، وقال دبلوماسيون ومصادر قطرية إن الرجال في "موقع آمن" داخل مجمع تحت الحراسة في الدوحة حيث يتلقون الرعاية الطبية ويلتئم شملهم مع أسرهم، وذكرت المصادر أنه سمح للرجال باستقبال ضيوف من الجالية الأفغانية في قطر وبينهم أعضاء في طالبان سبق لهم العيش في الدوحة، ومنعت السلطات القطرية أي لقاءات إعلامية معهم.

ووفقا لدبلوماسيين فان الرجال الخمسة الذين لا يحملون جوازات سفر لم يتوجهوا بعد إلى السفارة الأفغانية في الدوحة للحصول عليها، وتقول مصادر مقربة من الرجال انهم تجنبوا لقاء مسؤولين أفغان وباكستانيين، وقال مصدر أفغاني " حتى الآن لم يطلبوا اللجوء السياسي لكن من السابق لآوانه التكهن بذلك وبالإضافة الى ذلك فلن تقبلهم الكثير من الدول حتى بعد انتهاء حظر السفر".

وقال مصدر أفغاني آخر يعيش في الدوحة "انهم يدينون بحريتهم لقطر وليس لأي جهة أخرى، إذن لماذا يتصلون بأي جهة قد تسبب لهم متاعب"، وقالت دانا شل سميث التي رشحها الرئيس باراك اوباما سفيرة للولايات المتحدة لدى قطر إن أمير قطر شخصيا طمأن الرئيس الأمريكي بشأن محتجزي طالبان السابقين الذين نقلوا من جوانتانامو، وأضافت اثناء جلسة لمجلس الشيوخ للموافقة على تعيينها إن المسؤولين الأمريكيين واثقون من أن الإجراءات الأمنية المتخذة "تحد بشكل جوهري" من أي تهديد للولايات المتحدة من جانب المحتجزين الذين أطلق سراحهم مقابل الافراج عن السارجنت بوي بيرجدال، وتابعت "قدم الأمير شخصيا تأكيداته للرئيس بهذا الشأن".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/حزيران/2014 - 20/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م