نظافة الأسنان.. لمواجهة الازمات الصحية

 

شبكة النبأ: تؤكد الكثير من البحوث والدراسات الطبية ان اهمال العناية بصحة الفم والأسنان قد يكون السبب الاول للكثير من الازمات والمشاكل الصحية، خصوصا وان هناك ما يقارب 400 نوع من الإحياء المجهرية الدقيقة التي تعيش في فم الإنسان، هذا بالإضافة الى تشوه المنظر العام للفم والتأثير النفسي الذي قد يترتب جراء فقدان الأسنان او تسوسها، والاعباء المالية الباهظة التي قد تترتب على ذلك كما يقول بعض أصحاب الاختصاص.

لذا فقد سارعت الكثير من المجتمعات الى وضع برامج وخطط وقائية ومشاريع علاجية لرعاية الصحة والأسنان، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدل الإصابة بالتسوس وغيرة من الامراض الاخرى.

والأسنان هي تركيب صلب شبه عظمي تحتوي على جذور مغمورة في جيوب داخل الفكين في الفقاريات. يتكون السن من تجويف يدعى لب السن (تحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية) ومحاط بالعاج المغلف بالميناء عند التاج (الجزء البارز من السن) وبالملاط السني (في الجذر). وأمراض الأسنان عديدة ومتنوعة من أهمها: تسوس الأسنان، كسر الأسنان. عندما تمرض الأسنان عادة ما تتم مداواتها، وإذا كان هذا غير ممكن يتم قلعها وتعويضها بأسنان صناعية.

وفي هذا الشأن فقد قال باحثون بريطانيون إن سوء نظافة الأسنان قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن باحثين من جامعة وسط لانكاشاير أجروا فحوصاً لعينات من نسيج دماغي لمرضى متوفين كانوا مصابين بالخرف ولاحظوا أنها تحتوي على معدلات عالية من بكتيريا Porphyromonas gingivalis.

وعلى رغم أن هذه البكتيريا تعيش في الفم، إلا أنها قد تدخل مجرى الدم من خلال أكل الطعام ومضغه وعدم تنظيف الأسنان وجراحة الأسنان. وقد يحفز وصولها إلى الدماغ على إنتاج مواد كيميائية تقتل الخلايا الدماغية، ما يسبب التغييرات التي تظهر في الدماغ عند الإصابة بالزهايمر وتؤدي إلى إصابة المريض بعوارض مثل فقدان الذاكرة والارتباك. بحسب يونايتد برس.

وقال الباحث سيم سينغارو الذي شارك في الدراسة: «نعمل على نظرية تفيد بأنه حين يتعرض الدماغ للبكتيريا في شكل متكرر أو إلى بقايا من اللثة، قد تؤدي ردة الفعل المناعية إلى موت الخلايا العصبية وربما فقدان الذاكرة»، مشدداً على أهمية قصد الأطباء المتخصصين بصحة الأسنان في شكل روتيني. وفي الدراسة، قارن الباحثون بين 10 مرضى متوفين كانوا مصابين بالخرف مع عينات من 10 مرضى لم يصابوا به، وظهرت كمية ملحوظة من البكتيريا لدى المرضى الذين كانوا مصابين بالخرف مقارنة بالعينة الأخرى.

طريقة ثورية

في السياق ذاته توصل علماء يابانيون الى طريقة ثورية قد تحمي الاسنان من التسوس وتمنحها بياضا ناصعا على ما قال رئس فريق الباحثين. وقد وضع فريق البروفسور شيغيكي هونتسو من جامعة علم الاحياء في كينكي (غرب اليابان) قشرة رفيعة جدا تستند الى هيدركسياباتاتيت وهو المكون المعدني الرئيسي لمينا الاسنان.

واوضح هونتسو "انها اول مادة مرنة تستند الى الهيدروكسياباتايت في العالم ونأمل ان نستخدمها لتصحيح المينا المتضررة". وتابع يقول "هدفنا ان نتمكن من التوصل الى مينا اسنان اصطناعية". وهذه القشرة البالغة سماكتها 0,004 ميلمتر يتم الحصول عليها بفضل اشعة ليزر تبث على كتل مضغوطة من الهيدركسياباتايت من اجل اظهار كل الجزئيات".

وتسقط هذه الجزئيات بعد ذلك على كتلة من الملح المسخن لتحويلها الى بلورات قبل ان يذوب الملح في الماء. والمنتج الذي يتم التوصل اليه يضع بعدها على ورق مرشح ثم يجفف. ويصبح على قدر من الصلابة ليلتقط بعدها بواسطة منتاف. واوضح العالم "عندما توضع هذه المادة على الاسنان تصبح غير مرئية ولا يمكن رؤيتها الا عبر انارة خاصة". بحسب فرانس برس.

اما النقطة السلبية الوحيدة الان فهي ان هذه المادة تحتاج الى يوم كامل تقريبا لكي تلتصق بشكل جيد على ما اوضح هونتسو. ويعمل فريقه راهنا على اسنان بشرية وسيجري قريبا تجارب على انسان حيوانات على ما اوضح هونتسو الذي قال انه سيختبر اكتشافه على اسنانه الخاصة. وقال ان مدة خمس سنوات ستكون ضرورية للبدء باستخدام هذه المادة في علاجات الاسنان ولا سيما حماية عاج الاسنان الذي يقع مباشرة تحت المينا ومدة ثلاث سنوات لاستخدامها لأغراض تجميلية.

العلاج بالليزر

من جانب اخر قال باحثون أمريكيون إن اشعة الليزر، التي تستخدم في ترميم الأجزاء التالفة في الأسنان، قد تستخدم في يوم من الأيام لتفادي علاج الجذور. وفي إطار الدراسة الجديدة، أطلقت أشعة الليزر سلسلة من التغييرات أدت إلى تكوين طبقة جديدة من العاج، التي تقع تحت طبقة المينا، في الاختبارات التي أجريت على الحيوانات. وأظهرت النتائج، التي نشرت في دورية "ساينس ترانزيشنال ميديسين"، نشاطا في الخلايا الجذعية في لب الأسنان.

واستخدم فريق البحث، من جامعة هارفرد، أداة حفر لنزع جزء من السن في الفئران والجرذان. وأدت جرعة واحدة من استخدام علاج الليزر على السن التالف إلى إنتاج طبقة جزئية من العاج بعد 12 أسبوعا. وقال خبراء إن الأمر مثير للاهتمام، ولكن أمامه طريق طويل ليتم استخدامه عمليا. ولا تتطابق هذه الطبقة بشكل مثالي مع العاج الطبيعي، لكن الباحثين يقولون إن العلاج بهذه الطريقة سيكون أسهل في الأسنان البشرية، التي ستكون أكبر حجما.

ولم يستطع العلماء إنتاج طبقة جديدة من المينا الصلب الذي يحمي الأسنان من التلف. لكن عضو فريق البحث برافين آراني قال إنه قد يكون للبحث دورا في تفادي علاج جذور الأسنان – العملية المؤلمة التي يخشاها المرضى، والتي تضمن إزالة عصب السن والأوعية الدموية. وقال آراني إن أشعة الليزر قد تكون خيارا أفضل.

وأوضح أن "أداة الليزر والطريقة التي أشرنا إليها ستستخدم بطريقة مثالية في تغطية لب السن، مما سيجنب علاج الجذور، ويحافظ على السن حسبما هو مأمول دون اللجوء لنزعه في نهاية المطاف". وأضاف "لكن في حالة الوصول إلى اللب، وهو منخور، سنكون فقدنا الخلايا التي يجب العمل عليها، لذا لن يكون الليزر مفيدا حينها."

من جهته قال إيان نيدلمان، مدير "المركز الدولي لصحة الفم المستندة إلى الأدلة" في جامعة "يونيفرستي كوليدج لندن" إن علاج الأسنان بشكل كامل ما يزال احتمالا بعيدا. وقال "لن يمكن تجديد سن بالكامل. قد تشير أنسجة سن واحد إلى علامات التجدد أو العلاج، ولكننا نبعد ملايين الأميال عن تجديد سن بالكامل." وأظهر البحث أن مصدر طبقة العاج الجديدة يعود أصله إلى الخلايا الجذعية في لب الأسنان. بحسب بي بي سي.

وأظهرت التجارب أن الطاقة التي يصدرها الليزر تنتج أكسجين شديد التفاعل داخل أنسجة الأسنان. وأدى ذلك في المقابل إلى تنشيط المواد الكيميائية التي حفزت الخلايا الجذعية على إنتاج طبقة جديدة من العاج. وقال كريس ماسون، أستاذ الطب الترميمي في جامعة "يونيفرستي كوليدج لندن" إن "ما أثار اهتمامي هو أن قليلا من الضوء (من خلال استخدام الليزر) أحدث تمايزا في نشاط الخلايا الجذعية". وأضاف "إن التكلفة رخيصة، وستكون سهلة للمريض، ولكن لا يمكنها صناعة طبقة الميناء. إن السن كالبيت: العاج هو الجدران الداخلية، لكنه يحتاج أيضا إلى سقف وجدران خارجية".

اسنان جديدة

من جهة اخرى قال باحثون بريطانيون إن أطباء الأسنان قد يتمكنون في يوم من الأيام من أن يستبدلوا أحد الأسنان المفقودة بأخرى تجري زراعتها من خلايا اللثة. وعمد فريق البحث من كلية كينغز لندن إلى أخذ خلايا من أنسجة اللثة لأحد البالغين، وقاموا بدمجها مع نوع آخر من الخلايا المأخوذة من بعض الفئران، حتى تجري زراعة الأسنان من خلال ذلك. وقال الباحثون إن استخدام بعض الخلايا الجاهزة من شأنه أن يدفع هذه التقنية لأن تكون عما قريب متاحة للمرضى.

إلا أن الأطباء لن يتمكنوا من الاستفادة من هذه التقنية قبل عدة سنوات من الآن. بينما ركز جزء آخر من العمل على استخدام خلايا جذعية غير مكتملة النمو في بناء "سن حيوي". وقال الباحثون إن الدراسة أثبتت إمكانية القيام بذلك، إلا أنها مكلفة وغير عملية لاستخدامها في العيادة. وقام الباحثون في الدراسة الأخيرة بجمع خلايا ظهارية بشرية من اللثة لدى بعض المرضى، وعملوا على تربية خلايا إضافية منها في المعمل وخلطها ببعض الخلايا المتعلقة باللحمة المتوسطة المأخوذة من الفئران.

وذكر الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة أبحاث طب الأسنان أنه ومع زراعة مزيج الخلايا ذلك في الفئران، تمكن الباحثون من زراعة سن هجين مأخوذ من الفئران والبشر له جذور حية. وكان من الواضح أنه يمكن لكرات صغيرة من نوع مناسب من الخلايا التي تجري زراعتها داخل الفك أن تنمو لتصبح سنا تتمتع بوظائف طبيعية. أما الخطوة التالية فتتمثل في الحصول وبطريقة سهلة على خلايا بشرية للحمة المتوسطة وزراعة ما يكفي منها حتى تكون تلك طريقة مفيدة في العيادة.

وقال بول شارب كبير الباحثين في هذه الدراسة إن خلايا اللحمة المتوسطة يمكن العثور عليها داخل قلب ضرس العقل إضافة إلى بعض المصادر الأخرى، إلا أن الصعوبة تكمن في الحصول على قدر كاف من تلك الخلايا. وأضاف شارب "إن ما نشهده من تقدم في هذه الدراسة يتمثل في أننا تمكنا من التعرف على عدد الخلايا التي يمكن تخيل استخدامها داخل العيادة. ونحن نعمل الآن على التعرف على طريقة بسيطة للحصول على خلايا اللحمة المتوسطة."

وتابع قائلا "أما التحدي الكبير القادم الذي يواجهنا فسيكون معرفة الطريقة التي يمكن من خلالها زراعة خلايا بشرية للحمة المتوسطة لتصبح أسنانا حيوية، حيث لا يمكننا في هذه اللحظة إلا أن نعتمد على الخلايا غير مكتملة النمو من هذا النوع من الخلايا للقيام بذلك." وأردف قائلا إن الأمل هو أن يكون من الممكن في يوم من الأيام لهذه التقنية الحديثة أن تحل بديلا عن عمليات زراعة الأسنان الحالية التي لا يمكنها إيجاد جذور طبيعية في السن.

إلا أنه إذا حدث ونجحت تلك التقنية، فإن تكلفتها ستكون موازية لعملية زراعة الأسنان الحالية. لذا يجب علينا أن نوجد سبيلا للقيام بتلك العملية بأسهل الطرق وأقلها تكلفة." من جانبه، قال آلاستير سلون، الخبير في أحياء العظام وهندسة الأنسجة والأستاذ بجامعة كارديف، إن هذه الدراسة هامة، إلا أنه لا تزال هناك العديد من العقبات التي قد تؤخرها من أن تكون متاحة للتطبيق على المرضى.

على صعيد متصل استطاع علماء صينيون تكوين هيكل شبيه بسن صغير، لكن من أغرب مصدر، وهو البول البشري. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن الباحثين في معاهد غوانغجو للطب الحيوي والصحة استخدموا البول كنقطة بداية لتكوين هيكل شبيه بسن البشر. وتوصل العلماء إلى نتيجة بأنه بالإمكان استخدام البول كمصدر للخلايا الجذعية التي بدورها يمكن أن تنمو إلى هياكل شبيهة بالأسنان الصغيرة.

ويأمل الباحثون بأن تصبح تقنيّتهم طريقة لاستبدال الأسنان المتساقطة، وعملوا على زرع الخلايا من البول في المختبر لتصبح خلايا جذعية. وبعدها عمل العلماء على زرع مزيج من هذه الخلايا ومواد أخرى أخذت من فأرة، داخل فئران أخرى، وبعد 3 أسابيع بدأت مجموعة الخلايا تصبح شبيهة بسن لكنه غير قاس كالسن الطبيعي. وقال العالم في الخلايا الجذعية في جامعة لندن كريس ماسون إن البول قد يكون أسوأ مصدر، محذراً من خطر التلوث.

الأسنان اللبنية

في السياق ذاته أكّد طبيب الأسنان الألماني، ديتمار أوسترايش، أن الأسنان اللبنية أكثر عُرضة للإصابة بالتسوس، نظراً لأن القدرة على المقاومة بمينا هذه الأسنان تقل عن نظيرتها بالأسنان الدائمة. وأوضح نائب رئيس الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان بالعاصمة الألمانية برلين، أوسترايش، أن «الأطفال الذين يستخدمون زجاجات الرضاعة ذات الماصّة لتناول الشاي المُحلى بالسكر أو غيره من المشروبات المُحلاة، تتعرض أسنانهم لخطر الإصابة بالتسوس بمعدل يزيد على غيرهم، نتيجة إغراق الأسنان بالسكر بصورة مستمرة».

وشدّد طبيب الأسنان الألماني على أهمية أن يعتني الآباء بنظافة الأسنان اللبنية لأطفالهم بمجرد ظهورها، كأن يقوم أحد الوالدين بتنظيف الأسنان اللبنية لدى الطفل الرضيع باستخدام أعواد قطنية أو فرشاة الأسنان المخصصة للأطفال. وبدءاً من بلوغ الطفل عامه الثالث تقريباً ينبغي على الآباء استخدام معجون الأسنان معه أيضاً، لاسيما عندما يصبح الطفل قادراً على بصق الأشياء من فمه.

وحتى إذا اكتسب الطفل القدرة على القيام بذلك بنفسه في هذه المرحلة العمرية، ينبغي على الآباء أيضاً الاستمرار في إعادة تنظيف أسنانه مرة ثانية بعد ذلك، حتى وصوله لمرحلة الالتحاق بالمدرسة. وأوضح أوسترايش كيفية إجراء علاج الجذور بأنه عادةً ما يتم استئصال جزء من العصب الموجود في الأسنان أو العصب بأكمله ــ تحت تخدير موضعي ــ واستبداله بحشوة مخصصة لذلك، مؤكداً أنه يجب ألا يتم إخضاع الطفل لمثل هذه الإجراءات العلاجية واسعة النطاق إلا إذا تم ضمان أنها لن تُلحق أضراراً بعملية ظهور الأسنان الدائمة لديه في ما بعد. بحسب الوكالة الالمانية للانياء.

ولكن إذا وجد الطبيب بعد فحص أسنان الطفل أن العلاج بمثل هذه الحشوات لن يُجدي نفعاً مع الأسنان اللبنية المصابة بالتسوس، فعادةً ما ينصح حينئذٍ بخلعها. وأوضح الطبيب الألماني: «يستلزم الأمر في بعض الحالات خلع الأسنان اللبنية قبل الموعد المقرر لها».

الأسنان تؤثر على أداء الرياضيين

من جهة اخرى يقول أطباء الأسنان إن فرص اللاعبين المحترفين في الحصول على الميداليات الذهبية تزداد إذا ما اعتنوا بأسنانهم. وقال أطباء في مؤتمر صحة الفم والأداء الرياضي في العاصمة البريطانية لندن إن أسنان لاعبي ألعاب القوى عادة ما تكون في حالة سيئة، ويمكنها التأثير سلبا على تدريباتهم وأدائهم.

ففي تلك الرياضات، يكون الفارق ضئيلا جدا ما بين الفوز والخسارة، وهو ما يعني أن أدق التعديلات قد تحدث فارقا هاما. ويعمل الأطباء المشرفون على فريق الملاكمة التابع للفريق الأولمبي البريطاني على تحسين الحالة الصحية للفم عند اللاعبين. وأظهرت دراسة، نُشرت في الدورية البريطانية للطب الرياضي، أن خمس الرياضيين قالوا إن صحة الفم لديهم كان لها تأثير على تدريباتهم وأدائهم الجسدي.

وفي المؤتمر، قال أطباء الأسنان إن آلام الأسنان قد تشكل عائقا للنوم وأداء التدريبات، وإن التهاب اللثة قد يؤثر على باقي أجزاء الجسم ومن ثم قد يؤثر سلبا على أداء اللاعبين. ومن المعروف أن ضعف صحة الفم يحمل تأثيرات على الصحة العامة، فيما تقول إدارة الخدمات الصحية إن لها علاقة بالنوع الثاني لمرض السكري ومشاكل القلب.

ومع أن ذلك لا يعني بالضرورة أن العناية العادية بالأسنان قد تحول الإنسان العادي إلى بطل أوليمبي، إلا أن مدير المركز الدولي لصحة الفم في يونيفرسيتي كوليدج لندن، إيان نيدلمان، قال إنها قد تؤثر على أداء الرياضيين المحترفين. وقال إن تراكم العادات البسيطة "هو ما يصنع الفارق خاصة على مستوى الرياضيين المحترفين الذين يكون الفارق بينهم ضئيلا. ولذا فإن صحة الفم، ضمن عادات أخرى، يمكنها إحداث هذا الفارق". وأضاف قائلا: "كشف البحث الذي أجريناه أثناء أولمبياد لندن عام 2012 أن عددا كبيرا من الرياضيين الشباب يتمتعون بصحة جسدية جيدة، بينما تكون صحة الفم لديهم في حالة سيئة. وأظهر البحث أن ذلك يؤثر على تدريبات وأداء عدد كبير منهم."

ويحاول أطباء فريق الملاكمة الأولمبي البريطاني بالفعل تحسين صحة أسنان اللاعبين بعد ملاحظتهم تأثير ذلك على أدائهم. فيما يقول مايك لوسيمور، أحد مستشاري المعهد البريطاني للرياضة والذي عمل مع فريق الملاكمة لمدة 17 عاما: "على مدار سنوات، أصبحت أعرف أن مشكلات الفم يمكن أن تتدخل سلبا على الأداء في التدريبات، فهي تؤثر على لياقتهم وقد تكون لها تبعات أيضا على أدائهم أثناء المباريات." بحسب بي بي سي.

وأضاف لوسيمور أن هناك تحسنا بعد القيام بفحوصات دورية للأسنان، حتى وإن لم تكن منتشرة بين الملاكمين، "فهم لا يحبون زيارة طبيب الأسنان ويفضلون الانخراط في التمارين. إلا أن ذلك يُحدث فارقًا في صحة أسنانهم وقد يجعل منهم ملاكمين أفضل." وأضاف: "قد لا يقدر اللاعبون أهمية ذلك الآن، ونأمل أنهم سيدركون عندما يحصدون الميداليات الذهبية في أوليمبياد 2016 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

بين التجميل والضرورة

في السياق ذاته يعتبر تقويم الأسنان واحدا من أهم العلاجات التجميلية للإنسان، والتي تساعد على الحصول على اصطفاف مثالي للفك والأسنان، إلا أن الكثير يتسأل عن الوقت المناسب للبدء في تقويم الأسنان وهل هناك عمر محدد لذلك لا يمكن تجاوزه. ويقول الدكتور أحمد خفاجي أخصائي تقويم وتجميل الأسنان: "تقويم الأسنان غير محدد بعمر معين، فيمكن استخدام تقويم الأسنان منذ الأشهر الأولى للطفل، وحتى عمر متقدم، خاصة إذا كان عظم الفك وحالة اللثة الصحية تسمح بتحريك الأسنان، وهذه المعلومة قد يجهلها الكثيرون."

وأشار خفاجي إلى حالات واردة في كتب تقويم الأسنان تجاوز عمرها الخمسين عاما تم تحويلها إلى أخصائي تقويم الأسنان، لتعديلات من شأنها السماح للفرشاة بالوصول إلى جميع أسطح الأسنان لتنظيفها، أو لإطالة أو تقصير بعض الأسنان أو منح مسافة كافية لزراعة أو تركيب الأسنان. وأضاف قائلاً: "أما بالنسبة لتقويم الأسنان الجراحي لا يمكن إجراءه قبل عمر 18 عاماً، ومرهون بقرار من جراح الوجه والفكين وسيلزم الأمر وضع جهاز تقويم قبل سنة من الجراحة، وبعدها بعام." بحسب CNN.

وقال خفاجي: "علينا أولاً معرفة أن تقويم الأسنان هو علاج لوضع الأسنان في مكانها الصحيح، وفي بعض الأحيان نقوم باستخدام التقويم لتعديل الأسنان بطريقة معينة لإخفاء بعض عيوب أحد أو كلا الفكين." وتطرق خفاجي إلى بعض الحالات التي يجب علاجها في وقت مبكر حيث قال: "توجد حالات يفضل التبكير في علاجها، أي منذ بداية ظهور الأسنان الدائمة بين ست إلى تسع سنوات.

ولا يجب الانتظار لحين اكتمال الأسنان الدائمة وهذه الحالات تتمثل في كبر أو صغر حجم أحد الفكين عن الآخر أو تقدم الأسنان الدائمة السفلية عن العلوية في حالة تسمى التطابق المعكوس، لأن الطبيب في هذه الحالات يستطيع أن يتدخل في نمو الفكين، فيسرع نمو أحد الفكين على حساب الفك الآخر الأكبر حجماً، للوصول إلى توازن بواسطة أجهزه تقويمية، قبل أن تفوت الفرصة ولا يمكن تعديل الفك إلا جراحيا." وأضاف أن الكثير من الحالات غير التي ذكرها يفضل أن يبدأ وضع التقويم فيها من عمر 12 إلى 13 سنه، حيث أن أغلب الأسنان الدائمة بما فيها الأنياب "عدا ضروس العقل،" تكون قد ظهرت وظهرت مشاكلها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/حزيران/2014 - 17/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م