عجيب!!!

نزار حيدر

 

 حقا، عجيب أمر السياسيّين في (العراق الجديد) لا يجمعهم حول مائدة مستديرة، الا احد اثنين:

 بطونهم او داعش.

 وهما، في الحقيقة، وجهان لعملة واحدة، فكلاهما ارهاب بامتياز، الاول؛ تجاوز على المال العام، والثاني؛ تجاوز على الدماء والأرواح والأعراض.

 فعلى طول ايام السّنة، يتهم بعضهم البعض الاخر، وُيسقّط بعضهم البعض الاخر، ويطعن بعضهم بالبعض الاخر، حتى اذا مُدّت السفرة، أنشَدَ الجميع:

 قومٌ اذا سمعوا بمكة قصعةٍ

                حجّوا لها قبل الحجيج بعام

 اما اذا احتلّت داعش الموصل مثلا، رأيناهم يتحلقون حول مائدة مستديرة، طبعا، لا تخلو من حضور البطون قبل العقول.

 لا ادري ماذا أدعو الله تعالى؟ أَأَتضرعُ اليه ان يديم الموائد العامرة لهم لنراهم متحلّقين دوما حول الدوائر المستديرة، فلا نسمع منهم الا الكلام المعسول وأبيات الغزل، بعضهم بحق البعض الاخر؟ ام أدعوه تعالى ان يمكّن داعش، والعياذ بالله، لتظلّ أمامهم كالبعبع، يُرهبهم ويخيفهم، فيتحلقوا حول الموائد العامرة؟.

 خياران، أحلاهما مر، لان الضحية، الوطن والمواطن.

 فبماذا سيدعو الضحية ربّه؟!.

الفقاعة تمددت يا دولة رئيس الوزراء

 هي لم تعد في الفلوجة او في الأنبار، فلقد وصلت الى الموصل مرورا بسامراء، التي نجّانا الله تعالى من فتنتها العمياء.

 هي تحاصر بغداد في حزامها.

 الم تستلم شيئا من السلاح الذي وُعدت به من الأميركان والروس وبقية دول العالم؟.

 وما هي اخبار الامم المتحدة التي وعدت بالمساعدة في الحرب على الإرهاب؟.

 لقد وعدتنا بالقضاء على (داعش) فسمعتك تقول اكثر من مرة:

 لقد حان الوقت للقضاء على (داعش)

 ولكنك للان لم تقض عليها.

 هي الان تحاصرنا، وأخشى ان تقضي علينا قبل ان تقضي عليها!

 لقد استنزفتْ قوانا في الفلوجة على مدى خمسة اشهر، وها هي اليوم تتمدد في الموصل من دون ان تلقى مقاومة تذكر!

 لقد قرأت اليوم في الاخبار، معلومة، وأرجو ان لا تكون دقيقة، بانك أمرت بإرسال قوات مساندة من النجف الأشرف الى الموصل، لمواجهة الفقاعة!

 كان الله في عونك أيها الجندي الباسل

 يوميا تقاتل في مكان، من دون ان ترى ونرى معك ضوءاً في نهاية النفق المظلم.

 كذلك، سمعتك قبل ايام تبشّرنا بحصولك على (١٧٥) صوتا تحت قبة البرلمان الجديد، فلماذا لا تشكل (حكومة الأغلبية السياسية) فورا لتبدأ حروبك الثلاثة (ضد الإرهاب وضد الفساد وضد الكهرباء) دفعة واحدة؟ او كما تسمونها انتم السياسيون (سلّة واحدة)؟.

 أيها العراقيون؛ العراق في خطر، ليس لإثارة الخوف والرعب، ابدا، ولكنها الحقيقة.

 لا تٓدٓعو الامور بيد الحمقى، ولا تتلفّعوا بموقف المتفرج، فلا بد من فعل، حاسبوا المقصر الذي يمسك بكل الملفات بيده من دون ان يفعل شيئا بعد ان اثبت عجزه وفشله.

 الا هل بلّغت؟.

nhaidar@hotmail.com

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/حزيران/2014 - 15/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م