مصر في عهد السيسي... أزمات مؤجلة وأخرى لن تحتمل التأخير

 

شبكة النبأ: مصر التي مرت بمرحلتين مختلفتين من الحكم بعد سقوط نظام مبارك بثورة شعبية كبيرة، الأولى أوصلت الاخوان المسلمين الى السلطة ليكون مرسي او رئيس اخواني يتولى السلطة في مصر منذ تشكيل الحركة في بدايات القرن الماضي، وقد أطاح الجيش بحكم مرسي، بعد عام من حكمه، إثر حركة شعبية مضادة، رفضت حكم الاخوان، بعد ان عانت مصر خلالها تدهوراً اقتصادياً حاداً، وانحسار في نسبة السواح، إضافة الى ارتفاع البطالة والاسعار بوجه عام، فيما اتهم الاخوان ما اسماهم بالحرس القديم او الدولة العميقة داخل بمصر بتدبير "انقلاب" ضد "الحكومة الشرعية" للإخوان المسلمين.

وبعد اسدال الستار رسمياً على حكم الاخوان المسلمين، الذي انتهى بإعلانها كمنظمة إرهابية ومصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة، إضافة الى زج اغلب قياداتها في السجون، وإصدار المئات من احكام الإعدام والسجن لفترات طويلة لقسم اخر، ومنع التظاهرات التي ينظمها أنصار الاخوان، جاء الدور للقيادة العسكرية التي رعت اسقاط حكومة مرسي ومطاردة الاخوان، بقيادة وزير الدفاع السيسي، لترشيحه "بطلب من الشعب" الى رئاسة مصر، التي فاز بها بنسبة تسعينية "وهو الدارج في اغلب الانتخابات التي تجري في العالم العربي"، على الرغم من الاقبال الذي وصف بالضعيف على الانتخابات الرئاسية من قبل المواطنين في مصر.  

ومع اكتمال المرحلة الثانية من حكم مصر بتولي السيسي منصب الرئاسة، برزت التحديات التي تواجه مصر بمستوياتها الداخلية والخارجية والتي تتطلب إجراءات وصفت بالاستثنائية، على حد قول اغلب المحللين.

مصر في الداخل تعاني الانقسامات الكبيرة بين طبقات الشعب، فالإخوان تحولوا الى خانة الإرهاب، كما صنفتهم الحكومة المصرية، والطبقات الأخرى التي شاركت في الحراك الشعبي، رفضت تدخل العسكر في حكم مصر، وقد زج العديد منهم في السجون.

من جانب اخر، هناك التحدي الاقتصادي الذي تجابهه مصر، بعد ان وصلت الى حافة الافلاس، البطالة والسياحة والاستثمار والامن الغذائي والوقود وغيرها، عوامل اثرت بشكل كبير على البنية الاقتصادية في مصر، والتي تحتاج الى "معجزة اقتصادية" كما أشار خبراء الاقتصاد لإعادة التوازن الدقيق للنظام الاقتصادي.

خارجياً، هناك العديد من الازمات التي تنتظر مصر، فالعلاقات مع القارة السمراء، والإرهاب الذي يواجهها في سيناء، وإسرائيل، إضافة الى دول الخليج، والتي تحتاج الى تحركات منطقية ومدروسة لاحتواء الازمات التي تعصف بالقرب منها.

العلاقة مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية، التي تضررت كثيراً بعد سقوط الاخوان، تحتاج ايضاً الى إعادة تقييم، ودبلوماسية حقيقية لاستقطاب الدعم الأمريكي الذي تحتاجه مصر بشدة من جديد، كما أشار اغلب المتاعين.

تنصيب السيسي وتردد الغرب

فقد كانت قائمة المسؤولين الأجانب الذين شاركوا في مراسم تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أبلغ تعبير عن أنه لم يرسخ بعد مكانته الدولية والصعوبات التي تواجهه مع الغرب بعد إطاحته بأول رئيس منتخب للبلاد، وكان الحضور قويا بين الدول العربية خاصة دول الخليج بما فيها السعودية والامارات والكويت التي أيدت عزل السيسي للرئيس محمد مرسي بعد احتجاجات شعبية واسعة على حكمه ثم تحركه لسحق جماعة الاخوان المسلمين.

ومن المتوقع أن تعلن هذه الدول عن مساعدات جديدة بمليارات الدولارات للحكومة الجديدة في الأيام المقبلة، وشارك في احتفالات التنصيب أيضا عاهل الأردن وملك البحرين والرئيس الفلسطيني وقادة خمس دول أفريقية، ولم يحضر أي مسؤول كبير من الدول الغربية التي تقدم مساعدات عسكرية وغيرها بمليارات الدولارات، كذلك لم يشارك قادة معظم الدول الافريقية المهمة والسبب على الارجح أن عضوية مصر في الاتحاد الافريقي ما زالت مجمدة منذ الاطاحة بمرسي في العام الماضي.

ويقول محللون إن قائمة المشاركين في احتفالات التنصيب تشير إلى أن حلفاء مصر في الغرب مترددون في إبداء التأييد الكامل للسيسي بسبب المخاوف من تضييقه على المعارضة، من ناحية أخرى تشعر بعض الدول الافريقية بأن مصر أهملتها، وقال مايكل حنا الباحث لدى سينشري فاونديشن في نيويورك "إنها انعكاس رمزي ومهم للسبل التي ما زال الغرب يحاول بها التعامل (مع الوضع) لكن من الواضح أنه يشعر بقلق شديد بشأن الاتجاه الذي تسير فيه مصر".

وقال حنا إنه رغم أن تعليق عضوية مصر في الاتحاد الافريقي ربما يكون قد أثر على قرار رؤساء بعض الدول الافريقية عدم الحضور فإن دولا أخرى ربما لا ترى أي أهمية لتنصيب السيسي "وهو انعكاس للطريقة التي أهملت بها مصر علاقاتها في افريقيا"، وأربعة من القادة الافارقة الخمسة الذين هنأوا السيسي إما وصلوا للسلطة عن طريق انقلاب عسكري قبل عشرات السنين أو واجهوا محاولات للانقلاب عليهم في السنوات الأخيرة أو شهدوا الأمرين، ويوضح ذلك التحدي الذي يواجه السيسي لأثبات إيمانه بالديمقراطية بعد فوزه في الانتخابات.

ويتجنب المجتمع الدولي حكام غينيا الاستوائية وتشاد واريتريا الذين لا يتلقون في الغالب دعوات لحضور مثل هذه المناسبات في حين ان رئيس مالي يحكم دولة تشهد انقسامات في جيشها وتهديدات من متطرفين اسلاميين في صحرائها الشاسعة، وأرسلت الولايات المتحدة مستشارا كبيرا لوزير الخارجية جون كيري وشاركت أغلب الدول الاوروبية بسفرائها، وقال اتش. ايه. هيلير الباحث غير المقيم بمؤسسة بروكينجز في واشنطن "مجرد المشاركة بسفراء يبين بوضوح شديد أن الحكومات تعترف بانتقال السلطة الجديد لكنها لا تفعل ذلك بقدر كبير من الحماس".

وتتهم جماعات حقوق الانسان منذ فترة طويلة رئيسي تشاد واريتريا بالاعتقال التعسفي لمعارضيهم وتعذيبهم، ووجهت هذه الاتهامات نفسها للحكومة المؤقتة التي حظيت بدعم الجيش عقب الاطاحة بمرسي وهي اتهامات نفتها الحكومة، ومنذ الاطاحة بمرسي يرى البعض ان السيسي كان الزعيم الفعلي للبلاد، وقتلت قوات الأمن في تلك الفترة مئات من الاسلاميين وسجنت الالاف. بحسب رويترز.

وأبدى الغرب قلقه بشأن انتهاكات في مصر رغم أن أيا من حلفاء القاهرة في واشنطن أو العواصم الأوروبية لم يأخذ إجراءات قوية بهدف إحداث تغيير وهو ما أتاح الفرصة للسيسي للتركيز على تحسين العلاقات الإقليمية، وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الجميع يأملون الآن أن تبدأ تدريجيا فترة انتقالية أخرى إلى دولة ديمقراطية لكن المخاوف ما زالت قائمة من عودة الدكتاتورية أو عودة النظام القديم.

وفترت العلاقات بين مصر وكثير من الدول الافريقية بعد حكم جمال عبد الناصر الذي رحب بقادة حركات التحرير في القاهرة خلال الستينات مع حصول الكثير من دول افريقيا على استقلالها، وعقد عبد الناصر مؤتمر قمة في القاهرة لمنظمة الوحدة الافريقية عام 1964 حضره العديد من قادة الدول الجدد مثل كوامي نكروما الغاني وجوليوس نيريري رئيس ما أصبح يعرف الان بتنزانيا، لكن السيسي وصف مصر في أول خطاب ألقاه للشعب المصري كرئيس بأنها "بوابة لافريقيا".

وقال ريكاردو ليرمونت أستاذ العلوم السياسية والاجتماع بجامعة ولاية نيويورك في بنجامتون إن مسحا للتحديات الأمنية التي تواجه السيسي يشير إلى ضرورة تعزيز التواصل مع القارة السمراء، ومن المشاكل الأمنية لجوء متشددين إلى العنف في سيناء واستخدام السلاح الذي تدفق على مصر عبر حدودها الطويلة مع ليبيا، كذلك فإن مستقبل الأمن المائي في مصر يتوقف على التعاون مع اثيوبيا التي تبني سدا على أحد الفروع الرئيسية لنهر النيل بعد أن رفضت عرضا من القاهرة للمساهمة في تمويله.

وقال ليرمونت "عليك التطلع إلى المحيط الإقليمي، المشكلة الاساسية للسيسي هي تحسين الاقتصاد لكن إلى جانب ذلك عليه أيضا ان يقلق بشأن هذا الأمن ووضع السياسة الخارجية"، ويقول المحللون إن على مصر أن تركز أيضا على تنشيط العلاقات مع دول افريقية سريعة النمو مثل السنغال وزيمبابوي وان مصر أمامها فرص تجارية واستثمارية فيها.

وساهم في ضعف الحضور الافريقي في مراسم تنصيب السيسي تعليق عضوية مصر في الاتحاد الافريقي، ولذلك كان من الصعب على قوى اقتصادية رئيسية في افريقيا مثل نيجيريا وجنوب افريقيا أن ترسل رؤساءها للمشاركة في حفل التنصيب، ويقول ليرمونت إن قبول الاتحاد الافريقي للوضع في مصر له فوائد معنوية ويشير إلى أن الاتحاد ليس لديه سلطات تذكر.

ويقول مسؤولو الاتحاد إن من الضروري أن يعقد مجلس السلم والأمن التابع للمنظمة اجتماعا لإلغاء تعليق عضوية مصر وإعادتها إلى وضعها الطبيعي كدولة عضو، وقال دبلوماسيون إن من المتوقع اتخاذ هذه الخطوة قريبا بعد أن أدى السيسي اليمين الدستورية، ويقول اليكس فاينز من تشاتام هاوس إن المؤشرات تدل على أن الاتحاد الافريقي سيعيد مصر إلى وضعها الطبيعي بسرعة وإن السيسي سيتلقى دعوة لحضور القمة الاقليمية في وقت لاحق، لكن القاهرة سيتعين عليها أن تبذل جهدا كبيرا لتغيير الصورة التي علقت بالأذهان عن إهمالها للقارة.

السعودية الرسائل الاقوى

فيما أرسلت السعودية أقوى حلفائه رسائل تتراوح ما بين التهديد والوعيد لضمان ألا يحبط الربيع العربي جبهة جديدة مناهضة للإسلاميين في الشرق الأوسط، ودعا الملك السعودي عبد الله المصريين للالتفاف حول السيسي قائد الجيش السابق الذي عزل الرئيس المنتمي للإخوان المسلمين قبل عام وقال إن عليهم التنصل من "الفوضى الدخيلة" للانتفاضات العربية، وكانت هذه أقوى رسالة دعم حتى الآن من الرياض للسيسي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية بفضل دعم المصريين الذين يأملون أن تضع حكومة قوية مدعومة من الجيش حدا لاضطرابات سياسية مستمرة منذ ثلاث سنوات في أكبر بلد عربي.

وما من شك أن فوز السيسي أعطى دفعة للسعودية التي تابعت بهلع ما جرى في انتفاضات عربية أطاحت بحكام مخضرمين ودفعت إلى قمة السلطة في مصر، وبالنسبة للسعودية فان فوز السيسي يسدل الستار (في الوقت الحالي على الأقل) على صعود الاخوان المسلمين وهي الجماعة التي تأسست عام 1928.

ونظرا لوجود أتباع للجماعة في الكثير من البلدان العربية والإسلامية فان النهج الذي اختاره إخوان مصر عبر صناديق الانتخابات شكل تهديدا للنظم الملكية في دول الخليج العربية الغنية مثل السعودية والإمارات، وتحظى الحركة بدعم كبير من دول تناصر الاسلاميين مثل قطر وتركيا ويبدو أن نفوذها تنامى في دول أخرى مثل المغرب وتونس وليبيا منذ عام 2011، ووصف الملك عبد الله في رسالة قوية مفعمة بالود مثيري المشاكل بأنهم " أعوان الشيطان وجنده في الأرض"، وكشفت الرسالة الصراع على النفوذ في المنطقة بين نظم محافظة مناهضة للإسلاميين مثل السعودية والإمارات ومصر ودول مثل قطر وتركيا تعتقد أن الاخوان المسلمين هم مستقبل الساحة السياسية في الوطن العربي.

ومثل السعودية لا يحمل السيسي إعجابا بحكام إيران من رجال الدين الشيعة، وتنظر الرياض إلى الحكومة الإيرانية على أنها قوة توسعية تسعى لتصدير ثورتها الإسلامية إلى العالم العربي والتدخل في شؤون جيرانها في الخليج وهو ما تنفيه طهران، ولم تدع قطر التي قدمت مليارات الدولارات لمصر أثناء حكم مرسي لحضور مراسم تنصيب السيسي، وانضمت السعودية والإمارات إلى مصر في الحملة على الاخوان التي اعتبرت "جماعة إرهابية" في محاولة لوضع حد للاضطرابات الاقليمية الناجمة عن الربيع العربي. بحسب رويترز.

ويبدو أن رسالة الملك عبد الله صيغت بعناية فائقة، وبعد أقل من 15 دقيقة على إعلان فوز السيسي رسميا بعث الملك عبد الله برسالة دعم بالغة الوضوح، كما دعا لعقد مؤتمر للمانحين لمساعدة الرئيس الجديد على تفادي انهيار اقتصادي، وتجاوز البيان رسائل التهنئة المعتادة ومن منزله الصيفي في المغرب قال العاهل السعودي إن "المساس بمصر يعد مساسا بالإسلام والعروبة وهو في ذات الوقت مساس بالمملكة العربية السعودية"، وفي إشارة ضمنية للإخوان المسلمين وربما أيضا لقطر قال الملك "لنحذر جميعاً بطانة السوء فإنها تجمل وجه الظلم القبيح غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة".

وطالب الملك بعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية، وجاء في البيان الملكي أن هذا "مبدأ لا نقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان"، وفي خلاف علني غير معتاد عاقبت الرياض قطر بسبب موقفها المؤيد للإخوان بسحب سفيرها من الدوحة في وقت سابق هذا العام في تحرك هو الأول من نوعه، كما تشير الرسالة إلى أن الرياض التي طالما اعتبرت "الاخ الأكبر" في الخليج تتوقع من حلفاء مصر أن يقدموا الموارد التي يحتاجها السيسي لإنقاذ الاقتصاد الذي تضرر بسبب ثلاثة أعوام من الاضطرابات.

وقال الملك عبد الله إن "من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر (بفضل من الله) فإنه لا مكان له غدا بيننا إذا ما ألمّت به المحن وأحاطت به الأزمات"، ولم تخف السعودية ارتياحها عندما عزل السيسي مرسي بعد مظاهرات حاشدة ضد حكمه وضخت مليارات الدولارات إلى جانب الإمارات والكويت لانعاش الاقتصاد المصري، لكن الولايات المتحدة التي تعتبر مصر منذ عقود حليفا وثيقا في الشرق الأوسط علقت بعض المساعدات منذ الإطاحة بمرسي، ورغم أن الدوحة لم تتلق دعوة لحضور التنصيب فان رئيس إيران تلقى الدعوة، وقال سلطان القاسمي وهو محلل إماراتي "أعتقد أن السعوديين لم يمانعوا لانهم يثقون في السيسي، هم لم يثقوا في الاخوان المسلمين، وسيبلغ السيسي (الرئيس الإيراني حسن) روحاني بأن أمن الخليج هو أمن (مصر)"، وأضاف "السعوديون لن يشعرون بالقلق من الاجتماع بل سيشعرون بالاطمئنان".

الدعم الأمريكي

من جانب اخر دعا عبد الفتاح السيسي الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لمساعدة بلاده في مكافحة الارهاب وتجنب خلق أفغانستان جديدة في الشرق الأوسط، كما دعا السيسي في أول مقابلة مع مؤسسة إعلامية دولية قبل انتخابات الرئاسة الولايات المتحدة إلى استئناف مساعداتها العسكرية لمصر والتي تقدر بمبلغ 1.3 مليار دولار سنويا والتي جمدتها واشنطن جزئيا بعد الحملة التي شنتها السلطات المصرية على الإخوان المسلمين العام الماضي.

وسئل السيسي (59 عاما) عن الرسالة التي يوجهها للرئيس الأمريكي باراك أوباما فقال "نحن نخوض حربا ضد الارهاب"، وأضاف "الجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتى لا تتحول سيناء إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة، لو مصر غير مستقرة تبقي المنطقة غير مستقرة"، وتابع السيسي "نحن محتاجين الدعم الامريكي في مكافحة الإرهاب، محتاجين المعدات الامريكية لاستخدامها في مكافحة الارهاب"، وقال إن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها الغرب أصبحت تمثل تهديدا أمنيا لمصر.

وطالب السيسي الغرب بأن "يستكمل مهمته بانه هو يحقق استقرار داخل ليبيا بتجميع السلاح وبتطوير وتحسين القدرات الامنية في ليبيا قبل ما يتخلى عنها"، وأضاف أن على الغرب أن يتفهم أن الارهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه، وقال "احنا لازم نكون متحسبين من انتشار خريطة الارهاب في المنطقة وأنا أتصور ان في دور للغرب في ذلك، هم لم يستكملوا مهمتهم في ليبيا"، وقال أيضا "على الغرب ان ينتبه لما يدور في العالم وخريطة التطرف التي تنمو وتزداد، هذه الخريطة ستمسكم لا محالة".

وشدد السيسي على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا في انتقاد غير مباشر للسياسة الغربية في سوريا حيث تدعم الولايات المتحدة وأوروبا مقاتلي المعارضة الساعين منذ ثلاث سنوات لأسقاط الرئيس بشار الاسد وحيث انتشرت الجماعات الاسلامية المسلحة مما أدى إلى تمزيق البلاد، وقال السيسي "انا اتكلم على إن الحل السلمي هو الحل المناسب، وحدة سوريا لصالح أمن المنطقة، وان سوريا لا تتحول الي منطقة جاذبة للعناصر الارهابية والمتطرفة، هذا يهدد المنطقة بالكامل"، وتابع "والا سوف نرى أفغانستان ثانية، ولا اعتقد انكم تريدون ان تعملوا في أفغانستان ثانية في المنطقة". بحسب رويترز.

والعداء بين الاسلاميين والدولة المصرية قديم، فقد اغتال متشددون الرئيس أنور السادات عام 1981 بعد توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979، كما نجا حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011 من محاولات اغتيال، وقال السيسي إن الجيش اضطر للتدخل بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة على انفراد الاخوان المسلمين بالحكم.

وبخلاف التعاون الامني مع الغرب لمكافحة التطرف الاسلامي قال السيسي إن طموح واشنطن لتطبيق الديمقراطية في مصر وغيرها يمكن أن يتم من خلال التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم من خلال تقديم المنح التعليمية وإقامة مشروعات يمكن أن تساهم في حل مشكلة البطالة.

امن اسرائيل

في سياق اخر قال عبد الفتاح السيسي إن السلام بين مصر وإسرائيل صار مستقرا، ووقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام عام 1979 كانت الأولى بين إسرائيل ودولة عربية، وقال السيسي "السلام بقي مستقر، وحالة السلام دي تجاوزت القلق من وجود قوات مصرية في مناطق معينة" من سيناء تمنع نصوص المعاهدة الجيش المصري من الانتشار فيها"، وأضاف "هم (الإسرائيليون) تفهموا ان القوات الموجودة لم تكن أبدا موجودة إلا لتؤمن الموقف ولا تجعل أرض سينا قاعدة لشن هجمات ضد المصريين وضد جيرانها (جيران مصر)، هم أدركوا هذا".

وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إن بلادهم وافقت على نشر مدرعات وطائرات هليكوبتر للجيش المصري في منطقة بسيناء تنص المعاهدة على وجود فيها للشرطة فحسب، ونشرت مصر مدرعات الجيش وطائرات الهليكوبتر الحربية عندما تصاعدت هجمات مسلحين يعتقد أنهم إسلاميون متشددون على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وبرزت جماعة أنصار بيت المقدس كجماعة للمتشددين في محافظة شمال سيناء بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وشنت هجمات على إسرائيل لكن بدا أنها وجهت سلاحها للداخل عندما لاحقتها الشرطة المنتشرة في المناطق الحدودية مع غزة وإسرائيل، وسئل السيسي عما إذا كان سيسعى لتعديل معاهدة السلام مع إسرائيل فقال "الذي نحن نريده نفعله، والقوات موجودة، ولو الأمر متطلب ان نعدل لا أتصور انهم سيرفضون، لأنهم تفهموا الان انهم لا يتعاملون مع دولة او جيش (هو) قوة عادلة وقوة رشيدة وقوة مدافعة وليست قوة حمقاء، (هي قوة) مش ضد حد (إنما) ضد أي حاجة تؤثر على الأمن القومي المصري (بل) الأمن القومي العربي".

وحول القضية الفلسطينية قال السيسي "نريد ان يبقى فيه حل للقضية الفلسطينية يرضي الفلسطينيين وكمان يخليهم يطمئنوا على المستقبل، مستقبل أولادهم في وطن مستقر بعاصمة (هي) القدس (الشرقية)"، واضاف "وأما نقول عاصمة (هي) القدس نقول نريد حل المشكلة الفلسطينية حل حاسم، حتى الناس في المنطقة كلها تعيش في أمان وسلام"، وتقول إسرائيل إن القدس بشطريها عاصمة إبديه لها.

وحول سوريا قال السيسي "متحسبين جدا من التطور السلبي للمشكلة السورية لأن تقديرنا إنه لو انفرط العقد لن تعود (كما كانت)، لا بد من إيجاد مخرج للحل و(هو) حل سلمي لأن حجم العناصر الإرهابية اللي موجودة بقت بؤرة جاذبة للتطرف والإرهاب، واردف "لابد من إيجاد مخرج سلمي والمخرج لن يكون ابدا على حساب وحدة سوريا (الإقليمية)"، وسئل عن موقف مصر إذا تعرضت دول عربية للتهديد فقال "(في حالة) تهديد أي دولة عربية جيش مصر جيش عظيم، جيش قوي، مسافة الطريق سنكون موجودين، لن يتهدد احد ونحن موجودون أبدا، لن يحصل"، وأضاف أنه لن تكون هناك مشكلة بين مصر وإيران إلا في حالة تعرض أمن دول الخليج العربية للمساس به.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/حزيران/2014 - 13/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م