الفيس بوك.. وفرضنة العالم الواقعي

 

شبكة النبأ: يعد الفيس بوك أبرز مواقع التواصل الاجتماعي ومن أكثر التطبيقات رواجا وشعبية حيث يضم اليوم اكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم، وبات محط اهتمام لافت للعديد من الباحثين ووسائل الاعلام المختلفة، خصوصا وان هذا الموقع التي اصبح وبحسب بعض الخبراء ضرورة من ضروريات الحياة لكثير من الناس من خلال ما يوفره من تواصل بخدمات وتطبيقات متجددة ومبتكرة، في سبيل توسيع انتشار هذه الخدمات والتطبيقات عبر الإنترنت وتحفيز المزيد من المشتركين على الدخول الى هذا العالم الافتراضي الخاص، هذا بالإضافة الى انها قد اعتمدت خططا مالية جديدة تتيح، لها الاستحواذ على بعض الشركات التقنية الاخرى في هذا المجال.

قد أثير الكثير من الجدل حول موقع الفيس بوك على مدار الأعوام الماضية. بسبب مخاوف بشأن الحفاظ على خصوصية رواد الموقع والتي يعتقد انها قد تكون منتهكة من قبل ادارة الموقع لأسباب كثيرة، وهو ما تسبب بحدوث نزاعات قضائية، والفيس بوك عبارة عن شبكة اجتماعية وتديره شركة "فيس بوك" محدودة المسئولية كملكية خاصة قام بتأسيسها مارك زوكربيرج بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز الذين تخصصا في دراسة علوم الحاسب وكانا رفيقي زوكربيرج في سكن الجامعة عندما كان طالبًا في جامعة هارفارد.

وكانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد. ثم اتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي، ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيرًا أي شخص يبلغ من العمر 13 عامًا فأكثر.

طائرات بدون طيار

وفي هذا الشأن تعمل شركة فيسبوك الأمريكية العملاقة على تنفيذ خطة طموحة لربط مناطق في ثلثي العالم بخدمة الإنترنت، وذلك باستخدام طائرات بلا طيار وأقمار الصناعية وأشعة الليزر. وأعلن مارك زوكربيرغ، مؤسس الشركة التي تدير أحد أشهر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر تدوينة له عن هذه الخطوة التي ستضع فيسبوك في تنافس مباشر مع عملاق البحث الأمريكي غوغل، والذي يخطط أيضا لربط بعض المناطق من العالم بشبكة الإنترنت عن طريق المناطيد. ويسعى عملاقا الإنترنت إلى توسيع نطاق المستخدمين لديهما، خاصة من الدول النامية.

ولم تنشر تفاصيل كثيرة حول خطة فيسبوك تلك، إلا أنها ستتضمن أسطولا من طائرات بلا طيار تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أقمار صناعية تدور في المدار الأرضي القريب والمدار الجغرافي المتزامن مع الأرض. ويمكن أيضا اللجوء إلى الأشعة تحت الحمراء غير المرئية لزيادة سرعة الاتصالات الشبكية.

وكانت شركة فيسبوك وغيرها من الشركات التكنولوجية أطلقت العام الماضي شراكة "انترنت دوت أورغ" التي تعمل على ربط مساحات شاسعة تفتقر إلى خدمة الإنترنت بها. كما تعاونت الشركة أيضا مع شركات اتصالات في الفلبين وباراغواي لمضاعفة أعداد مستخدمي الإنترنت في تلك المناطق. وأضاف زوكربيرغ: "سنعمل على استمرار إقامة تلك الشراكات، إلا أن ربط العالم كله بالشبكة العنكبوتية سيتطلب منا ابتكار أنظمة تكنولوجية جديدة أيضا."

ولتحقيق إنجاز خلال المشروع، أقامت فيسبوك "معمل اتصال" يضم خبراء في تكنولوجيا الاتصالات والفضاء الخارجي، وآخرين من معمل الدفع النفثي ومركز أبحاث مدينة إيمز بولاية آيوا الأمريكية التابعين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. كما تعاقدت الشركة مع خمسة أفراد يعملون لصالح شركة "آسينتا" البريطانية التي تعمل أيضا في مجال تكنولوجيا الفضاء الخارجي. وانتشرت أخبار في وقت سابق عن اهتمام فيسبوك بشراء شركة تيتان لتصنيع الطائرات بلا طيار، إلا أنه لم ترد الإشارة إلى ذلك في الإعلان الذي نشره زوكربيرغ. أما مارك ليتل، المحلل في شركة أوفام لتقديم الخدمات الاستشارية في مجال التكنولوجيا، فيرى أن هذه الخطط تشكل جزءا من طموحات فيسبوك في توسيع رقعة انتشارها لتتجاوز العدد الحالي لمستخدميها والذي يبلغ 1.2 مليار مستخدم.

وقال ليتل: "هذه الخطوة تفتح شبكة الإنترنت لعدد أكبر من المستخدمين في العالم، ليكون الحصول عليها بمثابة حق من حقوق الإنسان." واستدرك قائلا: "إلا أن الزيادة في عدد المستخدمين ستنعكس أيضا بالزيادة في عدد مستخدمي موقع فيسبوك وحجم المشاركات عليه، وهو ما سيتيح بالتالي مساحات إعلانية أكبر ويزيد من إيرادات الشركة بمعدلات هائلة." وكانت شركة غوغل أعلنت العام الماضي عن خطط مماثلة بتطوير مناطيد تعمل بالطاقة الشمسية لتكون شبكة الإنترنت متاحة في المناطق النائية من العالم. بحسب بي بي سي.

ويرى ليتل أن التحدي الحقيقي الذي يواجه هذه المشاريع التي تقدمها الشركتان سيكون في إقناع الحكومات حول العالم بأهمية هذه الخدمات الشبكية التي ستقدمانها. وأضاف: "تواجه شركات خدمات الهواتف المحمولة تهديدا دائما من خيارات توفير خدمات الانترنت، وأصبح ذلك يمثل مصدر قلق للحكومات عند اعتماد الاتصالات في دولة ما على موفر للخدمات من الخارج."

الاعلانات على الموقع

في السياق ذاته قالت شركة فيسبوك إنها تعتزم تقليل عدد الاعلانات التي تنشر على موقعها وزيادة أحجامها لجذب المستخدمين. وستكون أحجام الاعلانات المعروضة على يمين الشاشة مماثلة لتلك التي تظهر على شريط المحتوى الخاص بالمستخدمين. وقالت الشركة إن اختبارات التصميم الجديد للاعلانات أظهرت أن "تفاعل" المستخدمين مع الاعلانات زاد ثلاث مرات. ولم تعط فيسبوك تفاصيل لكن التفاعل يعني النقر على الاعلان أو كتابة تعليق أو ارساله إلى مشتركين اخرين. كما لم تحدد الشركة عدد الاعلانات التي ستظهر على الشريط الموجود يمين الشاشة.

وقالت فيسبوك إن التصميم الجديد للاعلانات سيكون متاحا لمن يرغب في الاعلان من خلاله في وقت لاحق. وسيظهر التصميم الجديد على موقعها على أجهزة الكمبيوتر الثابتة فقط. وتجنبي الشركة من خلال موقعها على الاجهزة الثابتة أقل من نصف عائداتها اذ يفضل المستخدمون وشركات التسويق استخدام خدمة فيسبوك عبر الهواتف المحمولة.

الى جانب ذلك اطلقت شركة فيسبوك خدمة جديدة ستقوم من خلالها بنشر الإعلانات عبر شبكة من تطبيقات الهواتف المحمولة لتفتح الباب لمصدر جديد للعائدات. وتتيح الخدمة لفيسبوك -وهي شبكة التواصل الاجتماعي الأولى في العالم- لمطوري تطبيقات الهواتف المحمولة إدخال أنواع مختلفة من الإعلانات ضمن برمجياتهم على ان تتقاسم فيسبوك عائدات الإعلانات معهم. وقال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك "هذه هي المرة الأولى حقا التي سنساعدكم فيها على كسب المال بطريقة جادة عبر الهواتف المحمولة."

وتواجه فيسبوك منافسة شرسة في سوق شبكات اعلانات الهواتف المحمولة حيث تتيح بالفعل خدمة (آد-موبAd-Mob) الخاصة بشركة جوجل لشركات الإعلانات نشر الإعلانات على تطبيقات الهواتف المحمولة. وقالت شركة تويتر إن شبكتها للإعلانات (مو-باب MoPub) قد تصل إلى مليار مستخدم للهواتف المحمولة.

وبدأت فيسبوك في اختبار شبكة لإعلانات الهواتف المحمولة مع عدد محدود من المطورين ومصدري تطبيقات الهواتف المحمولة في يناير كانون الثاني. وتعتزم الشركة توسيع عدد مطوري التطبيقات الذين قد يستخدمون خدمتها الجديدة لكنها لم تحدد إطارا زمنيا لجعل الخدمة متاحة على نطاق واسع. وستحقق شبكة التطبيقات الجديدة اقصى استفادة من جهات الإعلانات لدي فيسبوك وهم اكثر من مليون جهة وستعزز ايضا من قدرة الشركة في الوصول إلى المستخدمين اعتمادا على الخصائص المتنوعة لهذه الجهات.

من جانب اخر قالت شركة موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك إنها ستنشر خدمتها الجديدة لاعلانات الفيديو في بريطانيا والبرازيل وخمس دول أخرى بما يسمح للمعلنين بعرض نقاط تشبه التلفزيون امام مستخدمي الموقع في تلك الدول. ويمثل هذا الإجراء تعزيزا مهما لواحد من أكثر المنتجات الإعلانية الجديدة لفيسبوك جذبا للمتابعة عن كثب والذي يعتقد المحللون إنه يمكن أن يساعد الشركة على الفوز بشريحة أكبر من إيرادات الاعلانات.

وتظهر إعلانات الفيديو التي تبلغ مدتها 15 ثانية في تحديثات الاخبار عند المستخدمين وتعمل بصورة آلية بدون سماع صوت حتى الضغط عليها. وبدأت شركة فيسبوك بيع الاعلانات في الولايات المتحدة في مارس آذار لمجموعة صغيرة من شركات التسويق.

وقالت فيسبوك إن أداء المجموعة الأولية من إعلانات الفيديو في الولايات المتحدة كان قويا لكنها رفضت اعطاء تفاصيل. ومثلما فعلت الشركة في الولايات المتحدة فهي تعتزم التحرك بحذر في نشر اعلانات الفيديو التي تعمل تلقائيا في اسواقها بالخارج لتجنب ازعاج المستخدمين. وستعمل الشركة مبدئيا مع مجموعة محدودة من المعلنين في فرنسا والمانيا والبرازيل واليابان وكندا واستراليا وبريطانيا. بحسب رويترز.

ويجب أن يجتاز كل إعلان اختبارا للجودة تجريه فيسبوك بالتعاون مع شركة ايس ميتريكس لتحليلات الفيديو. وقال متحدث باسم فيسبوك إن أغلب الاعلانات في الاسواق الدولية لن تظهر على موقع التواصل الاجتماعي قبل سبتمبر ايلول إذ تمضي الشركة عدة أشهر في العمل عن كثب مع شركات التسويق لضمان أن تفي نقاط الفيديو التي تظهر على صفحات المستخدمين بمعايير الجودة المعتمدة لديها. لكنه قال إن الشركات التي تعتبر اعلاناتها مقبولة يمكنها البدء في بثها على فيسبوك في توقيت نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تمثل حدثا جذابا للمعلنين.

شركات اخرى

على صعيد متصل سيشتري "فيسبوك" شركة "برايت" الفنلندية الناشئة التي استحدثت نظاما يسمح بشراء وحدات نفاذ إلى الانترنت عند الحاجة إلى استخدام تطبيق معين على هاتف ذكي، بحسب ما كشفت الشركتان. وكتبت "برايت" على موقعها الإلكتروني أنه لمن دواعي سرورها أن تعلن أن طاقمها سينضم إلى "فيسبوك". وأكد أحد الناطقين باسم الشركة الفنلندية عملية الشراء. ولم يكشف عن التفاصيل المالية لهذه الصفقة.

وتتخذ "برايت" في هلسينكي مقرا لها وهي صممت نظام حوسبة سحابية يسمح بكبسة واحدة في تطبيق معين بشراء المعطيات الضرورية لاستخدام هذا الأخير. وتسمح هذا التقنية المفصلة حسب الحاجات للمستخدمين "بالتحكم بتكلفة" النفاذ إلى الانترنت وتفادي انفاق مبالغ طائلة لهذا الغرض، بحسب ما تشرح "برايت" على موقعها الإلكتروني.

وكشف "فيسبوك" أن هذه الصفقة تندرج في إطار الجهود التي يبذلها لتوسيع النفاذ إلى الانترت إلى الفئات التي لا تزال محرومة منه. وكان "فيسبوك" قد شكل لهذه الغاية في وقت سابق فريقا خاصا تحت اسم "كونيكتيفيتي لاب" يضم خبراء من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وخمسة موظفين في مصنع الطائرات الشمسية البريطاني "أسنتا".

من جانب اخر أنجزت شركة "فيسبوك" صفقة استحواذ جديدة بملياري دولار، تملكت من خلالها شركة "أوكولوس" التي تنشط في مجال الواقع الافتراضي، في خطوة تباينت التفسيرات حول الأهداف النهائية لها. وتنتج شركة "أوكولوس" خوذة للرأس تغطي العينين وتخلق واقعا افتراضيا أمام مرتديها قابل للتحرك بحسب حركة رأسه، وقد عرضتها في معارض تكنولوجيا مختصة، وإن كان لم توفرها بعد للمستهلكين، ولم يشر المدير التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ، إلى الموعد المفترض لطرح تلك الخوذ في الأسواق.

ويمكن للشركات الراغبة في امتلاك الخوذة من أجل توفير برامج مناسبة لها الحصول على نسخ مقابل 350 دولارا، وتقول "أوكولوس" إنها تلقت حتى الآن 75 ألف طلب لذلك. ويأتي الاستحواذ الجديد بعد شراء "فيسبوك" لشركة "واتس آب" التي تتيح التخاطب وتبادل الصور عبر الهواتف الذكية، في صفقة وصلت قيمتها إلى 19 مليار دولار، كما استحوذت قبل عامين على "انستغرام" مقابل مليار دولار. بحسب CNN.

وشرح زوكربيرغ أهمية "أوكولوس" بالقول: "الهواتف الذكية هي منصة العمل المعاصرة ولكننا نستعد لمنصة عمل المستقبل.. لدى أوكولوس الفرصة لخلق المنصة التفاعلية المثلى وتغيير طريقة عملنا وتواصلنا ولهونا" مضيفا أن الجهد الأول سينصب على توفير الخوذ من أجل الألعاب الإلكترونية، على أن يتبع ذلك تطويرها لخدمة الأهداف التعليمية والصحفية، مشددا على أن المنتج يخدم رؤية "فيسبوك" بخلق عالم يعتمد على اقتصاد المعرفة والتواصل بين الجميع. ومن المتوقع أن تواجه "أوكولوس" منافسة من شركات كبرى تعمل على تكنولوجيا مشابهة على صلة بالواقع الافتراضي، وبينها "مايكروسوفت" و"سوني" ولكن زوكربيرغ تحدث بثقة كبيرة حول مستقبل الشركة الجديدة، قائلا إنها متقدمة تقنيا بسنوات على منافسيها.

إيجابياً أم سلبياً

لا يوجد مجال للشك حول تغيير فيسبوك لحياتنا، إذ يتم الموقع عامه العاشر، وبصرف النظر فيما لو كانت فكرته وحياً أو تجربة محضة أو ضربة حظ أو الثلاثة معاً، إذ قام العملاق الرقمي الذي أنشأه مارك زكربيرغ، بتخطي توقعات شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل ماي سبيس وتويتر.

ولكن لم تخلو هذه الرحلة التي امتدت على مدى عقد من التجارب سعيدة كانت أم حزينة، ورغم أن الكثير من الناس يستعملون هذا الموقع، لكننا نظل بشراً في نهاية المطاف. وقد يكون مشاركة حدث معين بين المعارف أمراً عادياً، لكن تمكن مستخدمي الفيسبوك من القيام بذلك بضغطة زر واحدة كان أمراً غير مسبوقاً، كما أن تغيير الحالة الاجتماعية لأن يصبح الشخص عازباً يمكنه وحده أن يعفي من بعض الأسئلة المحرجة من المعارف حول أحوال الحبيب القديم. لكن لكل أمر ضده، فإن بعض الأشخاص يحبون مشاركة الآخرين كل ما يفعلونه دون التفكير بما قد يرغب الآخرون في معرفته عنهم، قد تكون مشاركة صور للعشاء مقبولة لكن صور لتدريب الأطفال على التخلي عن حفاظاتهم هو أمر مبالغ به بالفعل.

وساعد فيسبوك في جمع الناس وتوحيدهم، إذ انتشرت قصة عن جمع فتاة بوالدتها بعد فراق دام 44 عاماً، والذي تطلب يومين من التواصل على فيسبوك. وأيضاً فإن استعادة العلاقات الماضية ليس فكرة جميلة للبعض، إذ يمكن أن يجد البعض أنفسهم يعملون على "نقر" أو Poke أو إرسال رسالة لأحبائهم السابقين في ساعات متأخرة من الليل.

وأشارت دراسة أجرتها جامعة تكساس الأمريكية عام 2009، تناولت 2600 طالب إلى أن الذين استخدموا فيسبوك بكثرة كانوا راضين عن حياتهم بشكل أكبر، كما أظهرت دراسة أخرى أن خمس دقائق من نظر المستخدم لحسابه الشخصي في فيسبوك يزيد من الثقة بالنفس. لكن دراسات أخرى تناولت أبعاداً مختلفة من استخدام الموقع لنتائج أقل إيجابية، إذ أظهرت دراسة لجامعة ميشيغان الأمريكية، إذ يمكن أن تؤدي صور لرحلات مرفهة أو إعلانات الخطوبة والزواج إلى أن يفكر المستخدمون بأن حياتهم تعيسة، ولكن لا شك بأن الفيسبوك أصبح جزءاً من حياتنا لدرجة يؤثر فيها على مشاعرنا.

لقد سهل فيسبوك عملية جمع معارف قدماء في مكان واحد، إذ يمكن أن يعمل شخص واحد على جمع المستخدمين والتنسيق لتحديد موعد محدد، وهذه تعد مهمة بسيطة مقارنة لما كان عليه الحال قبل ظهور موقع التواصل الاجتماعي. ولكن بعض الناس لا يحبون المشاركة في الأحداث أو التحدث إلى معارف قدماء قد لا تجمعهم بينهم في الوقت الحالي أي روابط مشتركة.

ولمن يحب أن يتعمق في هذه الخيارات فإن موقع فيسبوك يتيح خيار تحديد الأشخاص الذين يمكنهم رؤية أمور معينة ينشرها المستخدم، إذ يمكن للجدة أن ترى صور الأطفال وهم يمرحون، ولكن لا حاجة لها لرؤية الشتائم التي يمكن أن تنتشر على حساب حفيدها عند مواجهته يوماً صعباً. بحسب CNN.

ولكن قد توجد تضحيات يمكن أن يقدمها المستخدمون فبعد معارضة حول صعوبة الوصول إلى خيارات تحديد الخصوصية، إلا أن فيسبوك هي الرابح الأكبر عندما تقل خصوصية المستخدمين، إذ يتيح ذلك تحديد الشركات التجارية لإعلاناتها فيها، لذا لا تندهشي إن صادفت إعلاناً عن حفاظات الأطفال بعد نشر صور طفلك الرضيع، فتلك ليست صدفة على الإطلاق.

انتهاك الخصوصية

من جانب اخر استدعت محكمة إيرانية مؤسس موقع فيس بوك مارك زوكربرغ للمثول أمامها والرد على اتهامات ب "التعدي على الحياة الخصوصية" وكان مواطنون إيرانيون رفعوا دعوى بحق الملياردير الأمريكي الشاب. وطلب قاضي محكمة في محافظة فارس في جنوب إيران مثول مؤسس موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مارك زوكربرغ أمام المحكمة للرد على ادعاءات بالتعدي على الحياة الخصوصية، وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية.

وتعكس القضية الهوة الواسعة بين الإصلاحيين من مؤيدي تخفيف القيود عن الانترنت والمحافظين الذين يريدون تشديدها. ورفع مواطنون إيرانيون دعوى أمام المحكمة بحق الملياردير الأميركي بتهمة "انتهاك الحياة الخصوصية" عبر تطبيقات أنستغرام وواتس آب، المرتبطة بموقع فيس بوك، بحسب ما نقلت وكالة إيسنا للأنباء. وطلب القاضي من "المدير الصهيوني لفيس بوك (على اعتبار أن زوكربرغ يهودي) المثول أمام مكتب المدعي العام للدفاع عن نفسه ودفع تعويضات"، على ما نقلت الوكالة عن روح الله مؤمن نسب المسؤول الرفيع المستوى في أمن الإنترنت في إيران.

الى جانب ذلك نفى المدعي العام لإقليم فارس الإيراني تقريرا عن أن محكمة محلية استدعت مارك زوكربرج مؤسس موقع فيسبوك ومديره التنفيذي بسبب شكاوى من انتهاك للخصوصية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية الرسمية عن المدعي العام علي الغاصي مهر قوله "التقارير بخصوص استدعاء زوكربرج المدير التنفيذي لفيسبوك من جانب محكمة في فارس كاذبة تماما." وأضاف "لكن توجد شكاوى من أناس بعينهم بشان فيسبوك فيما يخص نشر مقاطع فيديو معينة وأفلام."

وفي حملة حديثة عبر فيسبوك بعنوان "حريتي السرية" يمكن للنسوة في إيران تحميل صور لهن بدون الحجاب. وأثارت الحملة اهتماما كبيرا وانضم لصفحتها أكثر من 380 ألف معجب. وأسست صفحة أخرى على الفيسبوك ردا على الحملة بعنوان "الحرية الحقيقية للنساء الايرانيات" تضمنت رسائل تؤيد الحجاب. وتشهد ايران صراعا متصاعدا بين مسعى الرئيس المعتدل حسن روحاني لزيادة حريات الانترنت وبين مطالب من السلطة القضائية المحافظة بتشديد القيود.

وما زالت ايران خاضعة لعقوبات دولية بشان انشطتها النووية المختلف عليها ومن الصعب للمواطنين الأمريكيين الحصول على تأشيرات سفر حتى إذا طلبوا زيارة ايران. واستخدام الانترنت مرتفع في إيران لاسباب منها ان الكثير من الشبان الإيرانيين يلجأون إليه للالتفاف على حظر رسمي على المنتجات الثقافية الغربية وتقوم إيران من حين لآخر بتنقيح المواقع الالكترونية ذات الاقبال الكبير مثل تويتر وفيسبوك. بحسب رويترز.

وفي تصريحات تتحدى اراء المتشددين الذين عززوا إجراءات الرقابة على الانترنت قال روحاني في وقت سابق إنه يجب على إيران أن تتقبل استخدام الانترنت بدلا من اعتباره تهديدا. وقال مسؤول في إدارة روحاني إن إيران ستخفف الرقابة على الانترنت من خلال تطبيق "تنقيح ذكي" لا يستبعد سوى المواقع التي ترى الحكومة الإسلامية إنها تتنافى مع الأخلاق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/حزيران/2014 - 12/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م