الخمور والمخدرات آفة تقتل أبناءنا...

ندوة حوارية تعقدها مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

 

شبكة النبأ: عقدت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام مساء الأحد ندوة حوارية تحت عنوان "الخمور والمخدرات آفة تقتل أبناءنا"، أفتتحها مدير الندوة الاستاذ حيدر المسعودي مسؤول قسم الجودة في جامعة كربلاء. الذي تحدث عن حرمة تعاطي هاتين المادتين وما للشريعة الاسلامية خصوصا من دور في التحذير من المخاطر وتأثيرهما على المجتمع الذي يتغير سلوكياته والذي اضاف ان المخدرات تعد اليوم من اهم التحديات، وقد استمرت الندوة لمدة ساعتين ونصف وبحضور مجموعة من المختصين من اعضاء مجلس النواب والاكاديميين وممثلين عن الحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الانباء والفضائيات.

وكانت ابرز الشخصيات الحاضرة في الندوة عضو مجلس النواب النائب عبد المهدي الخفاجي والشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ ومجموعة من أستاذة جامعة كربلاء وجمهور من عامة المجتمع الكربلائي.

من جهته قال مدير إدارة مؤسسة النبأ علي الطالقاني، شرعت المؤسسة بعقد هذه الندوة بعد أن باتت آفتي الخمور والمخدرات منتشرة كالنار في الهشيم خلال في السنوات الأخيرة، وأضاف الطالقاني "شهدت الندوة محاور كثيرة وفي مختلف الجوانب حيث كان هناك الجانب القانوني والجانب التشريعي والجانب القضائي وكذلك الجانب التربوي والطبي والنفسي، فقد ساهمت منظمات المجتمع المدني في كربلاء بشكل واضح حيث كان هناك دور لمنظمة شباب من أجل التغيير ومركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية ومركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات ومركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث ومجموعة من طلبة جامعة كربلاء وشخصيات عشائرية ودينية".

وجاء في كلمة مؤسسة النبأ التي القاها مدير إدارة المؤسسة علي الطالقاني "ان ثلاثة ملايين شخص في العالم يموتون سنويا بفعل الادمان على المخدرات واشار، ان الامم المتحدة في تقرير صادر عنها ان العراق اصبح ممرا مهما لتجارة المخدرات عالميا، فقد كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن الكحول يودي بحياة أكثر من 3 مليون شخص حول العالم سنوياً.

بينما سجلت المنطقة العربية ارتفاعاً أكثر من 70% في استهلاك الخمور، بينما ارتفعت بنسبة 30% عالميا.

واضاف الطالقاني، بحسب تقارير صحفية ان هناك احصائية للهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في عام 2010 قالت ان عدد المدمنين المسجلين في العراق يبلغ14 ألف مدمن، بينهم أكثر من الف طفل تتراوح اعمارهم بين 10-14 عام في محافظة بغداد لوحدها. وقال ايضا في كلمته حذرت تقارير من تحول العراق الى بلد مستهلك للمخدرات. وقال ايضا أن 17% من متعاطي المخدرات هم من فئة الشباب وأن 20% من متعاطي الكحول.

من جهته قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الشيخ مرتضى معاش "ان المشكلة كبيرة وتحتاج الى دراسة علمية للوصول الى جذور المشكلة وعزا ذلك الى الوضع الاقتصادي غير المستقر مستهدفا الشباب واعتبر الشيخ معاش ان احد عوامل الادمان هو الاحباط والهروب من الواقع" .

واستطرد معاش قائلا "انه لابد من توفير بيئة سليمة واستئصال هذه الظاهرة ثقافيا واجتماعيا وفكريا من أجل ايجاد الحلول الناجعة. مضيفا ان المسؤولية تقع على الجميع من أجل توجيه الشباب وحل جميع المشاكل للحيلولة دون تحوله الى مجرم بسبب تعاطي الخمور والمخدرات وانه لابد من توفير الارضية الجيدة والحياة الانسانية المرفهة" .

مائز بين كلا المسميين

من جهته قال عضو مجلس النواب عبد المهدي الخفاجي "يوجد هناك مائز بين كلا المسميين الخمور والمخدرات وهناك تحديات وخصوصية لكل بلد اما نحن فان معركتنا مع الخمور تحديدا وعلينا استغلال كل الوسائل المشروعة للحد من هاتين الظاهرتين فنحن بحاجة الى اماكن ترفيهية ومتنزهات ومسابح. فالشباب اليوم بحاجة الى ارشاد من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية التي تقوم على توعية الشباب وتلبية احتياجاتهم المعرفية والثقافية والترفيه".

واضاف الخفاجي "اننا ومنذ عام 2012 سعينا الى اصدار قانون يشدد العقوبات لكن ما نجده اليوم ان الذي يتعاطى الخمور والذي يلقى عليه القبض من قبل الجهات المختصة يخرج من السجن بمجرد ان يستفيق، لذا نحن بحاجة الى قانون ينص على السجن والغرامة وفي حال تكرار الحالة من قبل نفس المتعاطي ينبغي تشديد العقوبة".

نص قانوني

من جهته قال القانوني أياد جعفر في رده على سؤال مدير الندوة حول ما اذا كان هناك نص قانوني يمنع من انتشار هاتين الظاهرتين: نشكر في البداية مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام على هذه المبادرة المهمة، وقال ايضا يوجد هناك اتفاقية لمنظمة الامم المتحدة صادق عليها العراق حول المخدرات وهي الاتفاقية الوحيدة لكن لم نجد هناك اتفاقية حول الخمور، اما في كربلاء فيوجد مكتب غير متخصص وعدم وجود خبرات كافية وهو بحاجة الى دعم وتطوير لذا نحن بحاجة الى قانون عقوبات وفرض غرامات بحيث يعاقب الذي يثبت تورطه بنقل او بيع او تعاطي...الخ بمصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة اضافة الى السجن".

مرض المدمن في الدماغ

من جانبه قال الدكتور صافي داخل "ان حالة الادمان تعبر عن مرض المدمن في الدماغ بمرض قابل للانتكاس وحسب التعريفات انه مريض عقلياً لذا فان من الصعب معالجة المدمن وهناك نسبة ضئيلة تقدر من 2 الى 3% من الذين يتعافون، فمن الضروري ان تبدأ التوعية بشكل مبكر".

وفي ذات السياق قال الدكتور قاسم الكركوشي في رده على سؤال مدير الندوة حول دور التوعية في الجامعات البريطانية أجاب الكركوشي قائلا: "هناك موروثات من الجانب الثقافي والاجتماعي الى المخدرات والخمور وعلينا التمييز بينهما فلكل منه اسباب وتداعيات وعقوبات وآثار مختلفة".

واضاف الكركوشي: "المؤسسة الاكاديمية لا تأخذ دور المؤسسة الحكومية فالمسألة ينبغي ان يساهم الجميع في التعاون من اجل الحد من انتشار هاتين الظاهرتين ثقافيا وامنيا واقتصاديا".

الشرطة المجتمعية

من جهة أخرى قال الدكتور خميس بندر "يوجد قسم في كل محافظة من محافظات العراق اسمه الشرطة المجتمعية لكن هذا القسم اليوم أصبح عمله معطلا لأسباب كثيرة ونجد ان هذه الشرطة المجتمعية اصبحت هي من يحمي المروجين للخمور. لا ينبغي ان يكون هناك قسم آخر يكون داخل مبنى المحافظة والإدارة المحلية".

من جانب آخر قال مدير مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات أحمد جويد "ان هناك مافيات تعمل على ترويج الخمور والمخدرات وهذه الجهات ربما لها غطاء من قبل جهات موجودة في الحكم، واضاف جويد ان ضبط الحدود له أهمية كبرى في الحد من انتشار ظاهرتي الخمور والمخدرات".

اهمية الوعي

بدوره قال الباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية احمد المسعودي "ان الانسان حريص على ما منع فالمشكلة لا يمكن ان تحل بواسطة العقوبات فقط وانما بتظافر الجهود بين جميع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني".

واضاف المسعودي "علينا ان نعي المشاكل والتحديات التي تواجه الشباب وان ما ذكر من تقارير بخصوص كربلاء والنجف هذه التقارير مغلوطة ويراد منها تشويه سمعة هاتين المدينتين".

من جانب آخر اشترك الدكتور حسين المنكوشي قائممقام كربلاء: "نبارك لمؤسسة النبأ هذه الجهود الكبيرة وللدور الذي تلعبه المؤسسة في نشر الوعي"، واضاف الدكتور المنكوشي "اخذت الحكومة المحلية دور في التصدي والتوعية من اجل الحد من انتشار هاتين الظاهرتين، لكن ما اود الاشارة له ان للتربية البيتة دور مهم في ردع هاتين الظاهرتين كما ان سياسة النظام البائد خلفت إرث مثقلا بالمشاكل الثقافية والاقتصادية وخلف جمع كبير من الارامل والايتام وان الحكومة المحلية في كربلاء عملت على احتضان هاتين الشريحتين من اجل عدم الانجرار خلف هاتين الظاهرتين الخطيرتين".

هذا واستعرض المختصون مجموعة من الرؤى والأفكار حول مخاطر هاتين الظاهرتين واسباب انتشارهما والمعالجات المطلوبة.

واختتمت الندوة بمجموعة من التوصيات كانت أهمها:

 "التوجه نحو تنمية المجتمع وخصوصا الشباب وملء الفراغ، إيجاد خطاب ديني معتدل، التأكيد على أهمية دور وزارة التربية والتعليم في ايجاد جو مدرسي نموذجي، التأكيد على أهمية التربية البيتية الصالحة، إيجاد قوانين رادعة وصارمة، ان تأخذ وزارة الشباب والرياضة دورها بشكل أكبر".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/حزيران/2014 - 12/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م