هل سيؤدي الاستثمار في الفضاء الى حرب كونية؟

 

شبكة النبأ: غزو واستكشاف الفضاء الخارجي أصبح اليوم هدف رئيسي للعديد من دول العالم، التي دخلت في حربا تنافسية شرسة في سبيل السيطرة على هذا الفضاء الخارجي، لأجل تعزيز وتطوير قدراتها العلمية والعسكرية والاقتصادية، من خلال عمليات استخدام التقنيات الحديثة والأجهزة المتطورة وإطلاق الأقمار الاصطناعية متعددة الاستخدامات كما يقول بعض الخبراء.

وحرب استكشاف الفضاء وكما يقول بعض المراقبين وعلى الرغم من تكاليفها الباهظة فإنها شهدت نمواً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، هذا بالإضافة الى ان هذا الميدان قد شهد دخول بلدان ودول جديدة وهو ما قد يسهم بتقلص احتكار الدول المتقدمة للفضاء وبرامج الفضاء، كما ان هذه التطورات ربما ستساعد أيضا توسيع سبل التعاون والشراكة المباشرة في بناء المحطات الفضائية ومجمعات الأبحاث بين الكثير من الدول.

وفي هذا الشأن فقد أظهر تقرير لمؤسسة سبيس فاونديشن الأمريكية أن الإنفاق العالمي على الأقمار الصناعية وأنظمة الإطلاق وخدمات الدعم زاد في 2013 بنسبة قدرها أربعة في المئة مقارنة مع 2012 إلى 314 مليار دولار رغم خفض الحكومة الأمريكية إنفاقها المتعلق بالفضاء. وقال التقرير إن معظم تلك الزيادة جاء من أنشطة الفضاء التجارية ومنها إطلاق الصواريخ لنقل شحنات إلى محطة الفضاء الدولية.

وأضاف التقرير "بعد 57 عاما من إطلاق أول قمر صناعي.. تتطور صناعة الفضاء سريعا. "من الواضح أن تكنولوجيا الفضاء تتوفر بشكل أكبر عاما بعد عام للمستخدمين النهائيين في عدد متزايد من الدول ... تبدو آفاق قطاع الفضاء براقة جدا في الأعوام القادمة." وأظهر التقرير أن الإيرادات التجارية والإنفاق الحكومي على مشروعات الفضاء بلغ 314 مليار دولار عالميا بزيادة قدرها 12 مليار دولار عن 2012.

وزادت المنتجات والخدمات التجارية الفضائية مثل خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والملاحة سبعة في المئة في 2013 عن العام السابق. وبشكل إجمالي تراجع إنفاق الحكومات 1.7 في المئة في 2013 مقارنة مع 2012 لكن كانت هناك استثناءات جديرة بالملاحظة. فقد زاد إنفاق كندا والهند وروسيا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة على سبيل المثال 25 في المئة أو أكثر لكل منها.

ورغم زيادة الإيرادات استمرت أعداد العاملين في صناعة الفضاء الأمريكية في التراجع للسنة السادسة بحسب أحدث بيانات من المكتب الأمريكي لإحصاءات العمال. وفي عام 2012 بلغ عدد العاملين في الصناعة 234 ألفا و173 عاملا انخفاضا من 242 ألفا و724 في 2011. لكن صناعة الفضاء في اليابان وأوروبا شهدت نموا في العمالة بلغ 11 و1.5 في المئة على الترتيب في 2012. بحسب رويترز.

وأشار المحللون إلى ارتفاع طفيف في عدد عمليات الإطلاق في الفضاء على مستوى العالم حيث تمت 81 عملية في 2013 بزيادة ثلاث عمليات عن 2012. ويبلغ المتوسط في خمس سنوات 79 عملية سنويا. وواصلت روسيا هيمنتها على سوق عمليات الإطلاق العالمية حيث نفذت 36 رحلة في 2013.

التركيز على المريخ

الى جانب ذلك قالت مراجعة لبرنامج رحلات الفضاء المأهولة إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن "نهجها المرن" الخاص برحلات رواد الفضاء فيما وراء الكرة الأرضبة وأن تجعل المريج هدفها النهائي وتفتح الباب للتعاون مع الصين وشركاء آخرين. وأوصى تقرير أعده المجلس الوطني للأبحاث بناء على طلب إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) بنهج ينطلق نحو المريخ لبناء المعرفة التكنولوجية من خلال سلسلة من المهام الأولية المحددة بوضوح.

وأضاف التقرير الذي جاء في 286 صفحة أن كل الخيارات تبدأ من محطة الفضاء الدولية وهي عبارة عن مجمع أبحاث بقيمة 100 مليار دولار على بعد 400 كيلومتر من الأرض. ويشمل أحد المسارات خطة ناسا الحالية لالتقاط أحد الكويكبات آليا وإعادة توجيهه إلى مدار مرتفع حول القمر وارسال رواد فضاء لدراسته. ويقترح التقرير مواصلة ارسال رحلات إلى أقمار المريخ ثم إلى مدار المريخ ثم إلى سطح الكوكب الأحمر في نهاية المطاف.

وقال جوناثان لونين الرئيس المشارك للجنة التي أعدت التقرير وهو من جامعة كورنيل للصحفيين خلال مؤتمر صحفي عبر الانترنت إن مسارين آخرين سيكونان أقل استعانة بالتكنولوجيا. وأوضح التقرير أنه يمكن لناسا مواصلة برنامج محطة الفضاء الدولية الذي يكلف الولايات المتحدة حاليا نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا من خلال تنظيم رحلات إلى القمر واقامة موقع على القمر ثم تنظيم رحلات إلى المريخ.

ويشمل المسار الأخير أكثر الرحلات في الطريق إلى المريخ لكنه يشكل أقل قدر من المخاطر التكنولوجية وخلال هذا المسار يمكن توجيه رواد فضاء إلى مدار فيما وراء القمر ثم إلى كويكب في مداره الأصلي ثم إلى سطح القمر وبعدها إلى أقمار المريخ ثم إلى مدار المريخ ثم إلى المريخ في نهاية الأمر. وقالت ناسا إنها تساند النتائج التي توصلت إليها اللجنة. وذكرت ناسا في بيان "هناك توافق في الآراء على أن هدفنا يجب أن يكون توجيه رحلات مأهولة إلى المريخ... تكمل المسارات الموجودة في التقرير النهج الحالي لناسا." بحسب رويترز.

وأكد التقرير بشكل خاص على أن العلاقات الحالية للولايات المتحدة مع الصين وهي ليست عضوا في الشراكة الخاصة بمحطة الفضاء التي تضم 15 دولة تحتاج إلى إعادة تقييم. وأضاف "في ضوء التطور السريع في قدرات الصين في مجال الفضاء سيكون من مصلحة الولايات المتحدة إدراجها في الشراكة الدولية المستقبلية."

خطط ناسا

في السياق ذاته قال مسؤولون إن بعثة لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لأخذ عينات من كويكب بعيد وإعادتها إلى الارض اجتازت مراجعة فنية أساسية وهو ما يمهد الطريق أمام مهندسين للبدء في بناء مركبة الفضاء التي ستنجز المهمة. ومن المستهدف إطلاق المركبة (اوزيريس-ريكس) والبالغ كلفتها 800 مليون دولار في سبتمبر أيلول عام 2016 من محطة كيب كنافيرال بولاية فلوريدا.

وستصل المركبة إلى الكويكب (1999-آر.كيو36) بعد عامين من إطلاقها لتصويره واجراء مسوح عليه ثم استخدام ذراع آلية لجمع عينات من الكويكب قبل العودة عام 2023. والعلماء مهتمون للغاية بدراسة العناصر والمواد الكيميائية التي يحتوي عليها الكويكب. ومن المعتقد ان كويكبات مشابهة اصطدمت بكوكب الأرض في بداية نشأته كان بها المواد العضوية والمياه اللازمة للحياة.

وقال دانت لوريتا قائد فريق العلماء في بيان "هذا جهد ريادي من الناحيتين التكنولوجية والعلمية." وقالت شركة لوكهيد مارتن كورب التي ستتولى بناء المركبة في بيان صحفي إن لجنة مراجعة مستقلة أكملت تقييما فنيا شاملا للمهمة. وقال لوريتا "اثبت فريق المركبة (اوزبريس-ريكس) قدرته على تقديم تصميم شامل للمهمة يفي بكافة المتطلبات في حدود الموارد التي وفرتها ناسا." وكانت ناسا وقعت في اغسطس آب عقدا مستقلا قيمته 183.5 مليون دولار مع شركة يونايتد لونش سيرفسيس لتصنيع صاروخ من طراز اطلس لحمل المركبة وتوفير الخدمات الخاصة بالرحلة.

الى جانب ذلك قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن فريقا من العلماء المستقلين قد يستعيد التحكم في مسبار فضائي خارج الخدمة عمره 36 عاما عند مروره بكوكب الارض في اغسطس آب القادم. ودرس المسبار الدولي للشمس والارض (آي.إس.إي.إي-3) الذي أطلق عام 1978 كيفية تفاعل الجزيئات المشحونة المنبعثة من الشمس المسماة بالرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي للارض.

وبعد اتمام مهمته الأساسية أطلق على المسبار اسم جديد هو المسبار الدولي للمذنبات وكلف بأهداف جديدة منها دراسة المذنب هالي الشهير عند مروره بكوكب الارض في مارس اذار 1986. وأعقب ذلك مهمة ثالثة لاستكشاف الرياح الشمسية القوية حتى عام 1997 حين أنهت ناسا خدمته.

وانتبهت مجموعة من العلماء المستقلين الى ان المسبار سيخرج عن مداره حول الشمس ويمر بكوكب الارض في اغسطس. وفي وقت سابق أطلق العلماء مشروعا ناجحا لجمع 125 ألف دولار لاعادة تشغيل المسبار. ووافقت ناسا على المشروع وعلى اتاحة حرية الوصول إلى البيانات الفنية للفريق لمساعدتهم على الاتصال بالمسبار.

وقال جون جرنسفيلد المدير العلمي المساعد في ناسا في بيان "لدينا فرصة لادماج جيل جديد من العلماء المستقلين في هذا الجهد الابداعي لإعادة التحكم في المسبار (آي.إس.إي.إي-3) عندما يمر بكوكب الارض هذا الصيف." وأعطت ناسا الموافقة لشركة سكاي-كورب التي مقرها كاليفورنيا وتعمل مع فريق العلماء لمحاولة الاتصال بالمسبار والتحكم فيه. ويعتقد ان المسبار مازال به وقود وأجهزة علمية تعمل. واذا باءت محاولة العلماء بالفشل فإن المسبار سيبتعد نحو القمر وسيعود للدوران حول الشمس.

من جهة أخرى قال مسؤولون في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن مركبة فضاء غير مأهولة كانت في مهمة رائدة لرسم خريطة عن الغبار والغازات حول القمر أنهت مهمتها بعملية تحطم مخططة سلفا على سطحه. وكانت مركبة الفضاء المسماة (لونار اتموسفير اند داست انفيرومنت اكسبلورر) والمعروفة اختصارا باسم (لادي) LADEE تحلق على ارتفاعات منخفضة لمعرفة كيفية ارتقاء الغبار فوق سطح القمر وتحديد الغازات في الفضاء المحيط بالقمر والخالي من الهواء. وخطط مسؤولو ناسا كي تحطم المركبة نفسها على سطح القمر بعد إرسالها آخر دفعة من المعلومات.

وبلغت سرعة المركبة قبيل تحطيمها 5790 كيلومترا في الساعة ولذا من المرجح أنها لم تتهشم فحسب بل تبخر حطامها من شدة الارتطام. وقال ريك إيلفيك كبير الباحثين في مركز إيمس للأبحاث التابع لناسا في مافيت فيلد بولاية كاليفورنيا "الارتطام على مثل هذه السرعة صعب جدا."

ودخلت (لادي) والتي أطلقت في السادس من سبتمبر ايلول من فرجينيا في مدار القمر في اكتوبر تشرين الأول. ومن المقرر ان تبحث اجهزة ناسا عن موقع التحطم لتصويره. واضاف ايلفيك "من المثير للاهتمام أن نرى الأثر الذي أحدثته لادي ." بحسب رويترز.

وبالإضافة الى فهم المزيد عن القمر يعتزم العلماء الاستعانة بالمعلومات التي جمعتها المركبة للاستفادة منها في دراسة بيئات حول كواكب أخرى خالية من الهواء مثل الكويكب المتجمد بلوتو المقرر ان تصله مركبة فضاء أخرى تابعة لناسا اليه في العام المقبل.

المسبار فيلا

من جانب آخر و بعد ثلاثة أعوام من سبات فضائي عميق أعاد العلماء تفعيل المسبار "فيلا" الذي تأمل أوروبا تثبيته على سطح أحد المذنبات. والمسبار الصغير محمل حاليا على القمر الاصطناعي "روزيتا"، الذي أرسل منذ عشر سنوات ليلتقي المذنب 67P/ شوريوموف-جيراسيمنكو، وتم تشغليه في يناير/ كانون الثاني الماضي. ومن المنتظر أن تصل المركبة الأم (روزيتا) والمركبة الصغرى المثبتة بها (فيلا) إلى المذنب الضخم الثلجي في أغسطس/ آب المقبل.

وبعد فترة من مسح الموقع، ستنفصل فيلا عن روزيتا، لتثبّت نفسها على سطح المذنب في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وستحتاج مركبة الهبوط 100 كيلوغرام من الأدوات، بالإضافة إلى الحراب والمسامير الثلجية، للتثبيت، إذ سيكون مجال الجاذبية على المذنب ضعيفا جدا. وكانت وكالة الفضاء الألمانية "دي إل آر" قد أكدت تلقيها رسالة تفعيل من فيلا. ويعتبر تفعيل فيلا جزءا من سلسلة أنشطة ستجرى على مدى الأسابيع المقبلة.

وكانت روزيتا قد ابتعدت مسافة كبيرة عن الأرض، للحاق بالمذنب لدرجة لا تستطيع فيها الألواح الشمسية التقاط كمية كافية من الطاقة، لتشغيل جميع الأنظمة على المركبة. وقرر المهندسون آنذاك إيقاف تشغيل المركبة مدة 31 شهرا. ويعاد حاليا تشغيل هذه الأنظمة واحدا تلو الأخر، وذلك بعد اقتراب روزيتا من الشمس. بحسب بي بي سي.

وعلى الرغم من ذلك، سيوقف المهندسون أغلب الأنظمة مرة أخرى بعد فحص مبدئي لسلامتها، لأن الطاقة المتاحة لا تزال محدودة على المدى القصير. ولكن لن يخضع نظام التصوير على فيلا لهذه الإجراءات، إذ يجب أن يبقى مفعلًا للمساعدة في تحديد موقع المسبار بدقة في الفضاء. وكانت وكالة الفضاء الأوروبية "إي إس إيه" قد نشرت في وقت سابق من أولى الصور التي التقطتها المركبة للمذنب منذ إطلاقها. ويذكر أن روزيتا تبعد حاليا 655 مليون كيلو متر عن كوكب الأرض و3.8 كيلو متر عن المذنب.

سلاح مضاد

على صعيد متصل قدم تحليل تفصيلي لصور التقطتها الأقمار الصناعية أدلة جديدة على أن الصاروخ الذي أطلقته الصين في مايو ايار عام 2013 والذي قالت بكين انه في مهمة بحثية كان في الواقع اختبارا على سلاح جديد مضاد للاقمار الصناعية يطلق من منصة إطلاق متحركة. ونشر برايان ويدن محلل الفضاء السابق في السلاح الجوي الأمريكي تقريرا يقع في 47 صفحة على موقع (سبيس ريفيو) قال فيه إن الصين اختبرت فيما يبدو سلاحا اعتراضيا متحركا يطلقه صاروخ جديد يمكنه أن يصل إلى مدار على ارتفاع 36 ألف كيلومتر من سطح الأرض. وكتب ويدن "إذا صح هذا فسيمثل تطورا مهما في قدرات الصين المضادة للأقمار الصناعية." ويعمل ويدن حاليا مستشارا تقنيا لمؤسسة عالم آمن وهي مؤسسة غير ربحية تتخذ من كولورادو مقرا لها تركز على الاستخدام الآمن والسلمي للفضاء الخارجي.

وأضاف "ما من دولة أخرى اختبرت نظام سلاح مضادا للأقمار الصناعية يصعد بصورة أفقية وله القدرة على الوصول إلى أقمار صناعية في اغوار الفضاء في المدارات المتوسطة للأرض والمدارات الأعلى البيضاوية الشكل أو مدار دائري الشكل على إرتفاع يزيد على 35 ألف كيلومتر من الارض يدور مع دوران الارض" مشيرا الى مدارات يزيد ارتفاعها عن ألفي كيلومتر عن سطح الأرض.

ونشرت مع المقال صورة لم تنشر من قبل التقطتها شركة (ديجيتال جلوب) تظهر منصة إطلاق متحركة في موقع شيتشانغ الصيني لاطلاق الصواريخ. وتستخدم هذه المنصات لإطلاق الصواريخ الباليستية بدلا من المنصة الثابتة. واستنادا إلى الصورة الجديدة وعدم وجود صاروخ مختلف في شيتشانغ يمكن أن يكون هو الذي نفذ تجربة الاطلاق التي حدثت عام 2013 خلص ويدن الى وجود "دليل ملموس" الان على ان الصين تطور سلاحا ثانيا مضادا للأقمار الصناعية إضافة إلى النظام المعروف من قبل والذي أطلقت عليه الوكالات الأمريكية اسم إس.سي-19. وأضاف أن النظام الجديد يمكن أن يستخدم واحدا من صواريخ الصين الجديدة المعروفة باسم كواتشو.

من جانب اخر حث الرئيس الصيني شي جين بينغ سلاح الجو على تبني قدرات جوية وفضائية متكاملة فيما قالت وسائل إعلام حكومية انه رد على استخدام عسكري متزايد للفضاء من جانب الولايات المتحدة ودول اخرى. وتزايدت المخاوف من سباق على التسلح في الفضاء مع الولايات المتحدة وقوى اخرى بعد أن دمرت الصين أحد اقمارها الصناعية للأرصاد الجوية بصاروخ اطلق من الارض في يناير كانون الثاني 2007 .

ونقلت وكالة أنباء شينخوا الرسمية في تقرير عن شي -وهو ايضا قائد القوات المسلحة- طلبه من ضباط "تسريع تكامل جوي وفضائي وشحذ قدراتهم الهجومية والدفاعية." ولم تذكر تفاصيل عن كيف تتوقع الصين ان تفعل هذا. وقالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية ان الصين تولي اهتماما أكبر لقدراتها الدفاعية في الفضاء. وأضافت "فكرة تجميع قدرات جوية وفضائية ليست جديدة على سلاح الجو الصيني لأن مجموعة من الخبراء أبرزوا أهمية الفضاء."

وقال وانغ يانان نائب رئيس تحرير مجلة ايروسبيس نوليدج في بكين ان دعوة شي الى قدرات جوية وفضائية متكاملة تهدف للاستجابة لحاجات العصر. واضاف "لقد اعطت الولايات المتحدة اهتماما وموارد كبيرة لتكامل القدرات الجوية والفضائية كليهما وهناك قوي اخرى سارت ايضا بشكل بخطى حثيثة نحو عسكرة الفضاء." "رغم ان الصين أعلنت انها تتقيد بالاستخدام السلمي للفضاء الا انه يجب علينا ان نضمن ان يكون لدينا القدرة للتصدي لعمليات الاخرين في الفضاء." بحسب رويترز.

والولايات المتحدة هي أول دولة طورت اسلحة مضادة للاقمار الصناعية في عقد الخمسينات من القرن الماضي لكنها حاليا ليس لديها اسلحة معروفة مكرسة لتلك المهمة. وتظهر الصين طموحات متزايدة لتطوير برامجها الفضائية للإغراض العسكرية والتجارية والعلمية. وقال شي انه يريد ان ترسخ الصين نفسها كقوة فضائية كبرى. لكنها مازالت تحاول اللحاق بالقوتين الفضائيتين العملاقتين الولايات المتحدة وروسيا. وعانت مركبة فضائية غير مأهولة أرسلتها الصين الى القمر صعوبات تقنية منذ ان هبطت على سطح القمر في منتصف ديسمبر كانون الاول الماضي.

نهم إفريقي

في السياق ذاته يتضاعف الطلب الافريقي على الترددات في كل عام متخطيا سعة شبكة ألياف الاتصالات الأرضية ومشجعا شركات تشغيل الأقمار الصناعية التجارية على إطلاق المزيد منها. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن ينهي وصول الكابلات البحرية إلى شواطئ شرق افريقيا قبل خمس سنوات فحسب حقبة اتصالات الأقمار الصناعية التي ظلت لعقود حلقة الوصل الوحيدة للمنطقة بالعالم الخارجي.

لكن العكس يحدث حيث تبدد عوامل الجغرافيا السياسية للقارة - وبخاصة وجود عدد كبير من البلدان الحبيسة مثل زامبيا وجنوب السودان ورواندا - أحلام الكابلات البحرية. وقال إبراهيما جيبما سايدو المسؤول التنفيذي لمنطقة افريقيا بشركة اس.إي.اس لإدارة الأقمار الصناعية في لوكسمبورج "الألياف لا تصلح إذا كنت تريد مد شبكات الاتصال إلى أعداد كبيرة. هل تتصور جدوى اقتصادية لمد الألياف إلى كل قرية في كينيا؟ "الأقمار الصناعية مازالت موجودة وستبقى لأنها الوسيلة المثلى لمد شبكات الاتصالات إلى أعداد غفيرة من الناس." وقال إن مئات الملايين في القارة مازالوا محرومين من شبكة الانترنت.

ومن المقرر إطلاق أربعة أقمار صناعية على الأقل هذا العام حيث لم تستفد الدول الحبيسة حتى الآن من عشرة كابلات بحرية على الأقل تخدم القارة في الوقت الحالي. وقال مارك نيومان كبير الباحثين في شركة إنفورما تليكومز اند ميديا لأبحاث القطاع "ستحدث منافسة في وقت ما لكن نمو الطلب على الترددات من القوة بما يتيح مجالا لعدد كبير من اللاعبين." وقال نيومان "إذا كنت في بلد حبيس فسيبدو القمر الصناعي باهظ التكلفة قياسا إلى سعة الألياف عند الساحل لكن بحلول الوقت الذي تصلك فيه تلك السعة عن طريق البر فلن تكون أرخص تكلفة من القمر الصناعي." بحسب رويترز.

وتتوقع اس.إي.سي وهي من أكبر شركات تشغيل الأقمار الصناعية التجارية في العالم إطلاق القمر الصناعي أسترا 2جي في 2014 بعد إطلاق ثلاثة أقمار أخرى مخصصة لافريقيا في العام الماضي. وهناك تسعة أقمار مخصصة لافريقيا من 56 قمرا صناعيا تديرها الشركة. وتنوي يوتلسات أكبر شركة أوروبية لتشغيل الأقمار الصناعية إطلاق قمرها الصناعي ثلاثي الموجة يوتلسات 3بي بعد إطلاق آخر لتوسيع نطاق تغطيتها لمنطقة افريقيا جنوبي الصحراء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/حزيران/2014 - 10/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م