أباطرة التكنولوجيا.. ثراء مطلق يرسم ملامح العصر

 

شبكة النبأ: رسم أباطرة التكنولوجيا المعلوماتية ملامح العالم في العصر الراهن بفرشاة العولمة والابتكارات الرقمية التي أفرزتها الثورة الاتصالية والمعلوماتية، ليصبح هؤلاء الأباطرة الذين يمتلكون كبرى الشركات والمؤسسات التكنولوجية في العالم ومن أبرزها مؤسستي فيسبوك ومايكروسوفت من أصحاب مشروع شخصي بسيط الى أصحاب مؤسسات كبيرة تمتلك ثروات هائلة تفوق في بعض الأحيان ميزانية الكثير من الدول،  ولعل مارك زاكربرغ المدير التنفيذي لـ"فيسبوك" ومؤسسه من أبرز الشخصيات التي لمع نجمها في عالم التكنولوجيا والمال بعد ما حقق طفرة نوعي على صعيد التكنولوجيا أدهشت العالم برمته تجسدت بمواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وهو ما حقق له شهرة استثنائية و مكاسب مالية هائلة، فلا يزال مارك زاكربرغ أكبر مساهم في "فيسبوك" واحتل في نهاية آذار/مارس المرتبة الحادية والعشرين في قائمة أثرى أثرياء العالم، مع ثروة مقدرة ب 26,7 مليار دولار، بحسب مجلة فوربز.

ويذكر ان المدير التنفيذي لموقع "فيسبوك" مارك زاكربرغ يتصدر قائمة المديرين الأعلى أجرا في أميركا الشمالية التي نشرتها شركة الأبحاث "جي إم آي رايتينغز"، مع راتب ناهز 2,28 مليار دولار في العام 2012. وهذه هي المرة الأولى التي تضم فيها لائحة "جي إم آي رايتينغز" التي تشمل 2259 شركة مدرجة في البورصة مديرين يتقاضون أكثر من مليار دولار سنويا، وهو ما جعله أكبر متبرع في الولايات المتحدة سنة 2013.

فيما سيتخلى بيل غيتس الذي يصنف أغنى شخص في العالم وأحد مؤسسي "مايكروسوفت" عن رئاسة مجلس إدارة المجموعة بعد مارس المستثمرون في مايكروسوفت ضغوطا على مجلس الإدارة لحمل بيل جيتس على التنحي عن منصب رئيس مجلس إدارة شركة البرمجيات التي أسسها قبل 38 عاما، وهو ما يكشف حربا شرسة بين اباطرة التكنولوجيا والمال حول العالم ، وخصوصا ما يهم الجانب الإداري والعلمي والاقتصادي لبعض المستثمرين والشركات العملاقة لذا فقد أصبحت حياة واهتمامات وتحركات مسؤوليها أصحاب القدرات الخاصة والمشاريع المميزة الذين تربعوا على قائمة الأغنياء من أولويات العديد من وسائل الإعلام كما يقول بعض الخبراء.

فيما يرى خبراء آخرون أن ان هذا الصراع بين اباطرة التكنولوجيا مع ثورة الأجهزة الالكترونية المضطردة والبرمجيات المبتكرة استطاعت تغير الأسلوب الذي يتواصل وفقه العالم من الهاتف المحمول، الكمبيوتر اللوحي، قارئ الكتب الإلكترونية، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تويتر، واتساب، سكايب، فايبر كل هذه الأجهزة والبرمجيات والمواقع الالكترونية غيرت الأسلوب الذي نحصل وفقه على المعلومات وغيرت الطريقة التي نقرأ ونتعلم بواسطتها... ماذا بعد؟.

مارك زاكربرغ

وفي هذا الشأن شهد مارك زاكربرغ المدير التنفيذي ل "فيسبوك" ومؤسسه انخفاضا شديدا في راتبه العام الماضي، إذ أنه اكتفى بأجر أساسي رمزي. وبحسب مستند قدم إلى سلطات البورصة تمهيدا للجمعية العامة التي ستعقدها المجموعة، تبين أن المدير التنفيذي ل "فيسبوك" لم يتقاض العام الماضي إلا 653165 دولارا، في مقابل 1,99 مليون سنة 2012 (انخفاض بنسبة 67%).

ولم يتقاض مارك زاكربرغ أي علاوة نقدية أو بالأسهم العام الماضي، مكتفيا براتب أساسي رمزي بقيمة دولار واحد، حاذيا بالتالي حذو عدة مؤسسين للمجموعات الكبيرة في سيليكون فالي، من قبيل "غوغل". وغالبية الأجر الذي حصل عليه العام الماضي كان مبالغ نقدية، في مقابل سفرات شخصية في طائرة خاصة لدواع أمنية.

والمديرة الأعلى أجرا في "فيسبوك" هي المسؤولة الثانية في المجموعة شيريل ساندبرغ مديرة العمليات التشغيلية التي يتخطى راتبها 16 مليون دولار، وكانت المرتبة الثانية من نصيب ريتشارد كيندر مدير مجموعة الطاقة "كيندر مورغن" مع راتب سنوي بقيمة 1,12 مليار دولار. أما في المرتبة الثالثة، فقد أتى ميل كارمازبن مدير الراديو الإلكترونية "سيريوس إكس إم" مع 255 مليون دولار تلاه غريغوري مافاي الذي يتولى إدارة مجموعة "ليبرتي ميديا" مع 254 مليون دولار، فضلا عن إدارة "ليبرتي إنتراكتيف" (136 مليون دولار). وأكد غريغ رويل القيم على هذه القائمة "لم أر في خلال 10 سنوات من نشر هذه اللائحة رواتب كبيرة لهذه الدرجة"، موضحا أن هذه المبالغ الطائلة متأتية بأغلبيتها من أرباح الأسهم المسجلة في البورصة.

في السياق ذاته تقاضى تيم كوك مدير "آبل" 4,25 ملايين دولار بصورة إجمالية ليرتفع راتبه بنسبة 2 % بالمقارنة مع العام 2012، بحسب وثيقة نشرت تمهيدا للجمعية العمومية السنوية. وجاء في هذا المستند الذي يمكن الاطلاع عليه على موقع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أن تيم كوك تقاضى راتبا أساسيا بقيمة 1,40 مليون دولار في مقابل 1,36 مليون العام الماضي، أضيفت إليه علاوة بقيمة 2,8 مليون دولار كما كانت الحال العام الماضي، فضلا عن 52721 دولارا لمعاشه التقاعدي. بحسب فرانس برس.

وكان رقم أعمال مجموعة "آبل" قد ارتفع بنسبة 9 % إلى 171 مليار دولار خلال السنة المالية المنتهية في أيلول/سبتمبر، لكن المجموعة سجلت في المقابل أول تراجع في أرباحها الصافية منذ 11 عاما (تراجع بنسبة 11% إلى 37 مليار). ويأمل المحللون أن تطلق المجموعة منتجا ثوريا هذا العام بعد هاتف "آي فون" في العام 2007 وجهاز "آي باد" اللوحي في العام 2010. ومن المرتقب انعقاد الجمعية العمومية السنوية في الثامن والعشرين من شباط/فبراير في مقر "آبل" في مدينة كوبرتينو في كاليفورنيا.

أكبر متبرع

الى جانب ذلك كان مارك زاكربرغ مدير "فيسبوك" وأحد مؤسسيه أكبر متبرع في الولايات المتحدة سنة 2013 بعد تبرعه بحوالى مليار دولار لجمعية لا تبغى الربح في منطقة سيليكون فالي. واحتل مارك زاكربرغ مع زوجته بريسيلا تشان صدارة التصنيف السنوي لأكبر المتبرعين في الولايات المتحدة سنة 2013 الذي اعدته مجلة "ذي كرونيكل أوف فيلانثروبي". ويعتبر الزوجان اللذان يناهزان الثلاثين، الزوجين الأصغر سنا اللذين يتصدران هذه القائمة السنوية، علما أنهما احتلا العام الماضي المرتبة الثانية فيها بعد الملياردير الاميركي وارن بافيت.

وقدم مارك زاكربرغ لجمعية تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها وتعنى بمجالي الصحة والتعليم الملايين من أسهم "فيسبوك" المدرجة في البورصة التي تقدر قيمتها اليوم ب 992 مليون دولار. و كان قد تبرع سنة 2012 بحوالى 500 مليون دولار للجمعية عينها. وتلاه في المرتبة الثانية رجل الأعمال من تكساس جورج ميتشيل الذي جنى ثروته من قطاع المحروقات وتبرع عند وفاته في تموز/يوليو الماضي ب 750 مليون دولار لجمعية تديرها عائلته تعنى خصوصا بإيجاد حلول للحد من تداعيات التغير المناخي.

وكانت المرتبة الثالثة من نصيب فيل نايت أحد مؤسسي مجموعة "نايكه" وزوجته بينيلوبي اللذين تبرعا ب 500 مليون دولار لجمعية "أوريغون هيلث أند ساينس يونيفيرستي فاوندايشن" التي تقوم بأبحاث لمكافحة مرض السرطان. أما المرتبة الرابعة، فقد احتلها مايكل بلومبرغ رئيس بلدية نيويورك السابق الذي تبرع ب 452 مليون دولار. وأوضحت مجلة "ذي كرونيكل أوف فيلانثروبي" أن التبرعات قدمت بغالبيتها لجامعات ومستشفيات ومختبرات أبحاث.

كيف يشتري مؤسس فيسبوك الشركات الأخرى؟

على صعيد متصل عندما تقول شركة فيسبوك إنها سريعة فإنها تعني بالضبط ذلك، هذا ما قاله مؤسس "Oculus" عندما اشترت فيسبوك شركته مقابل ملياري دولار، خلال ثلاثة أيام ونصف. وقال بريندان آيربي، المدير التنفيذي لشركة "Oculus"، إنه تلقى دعوة من مؤسس فيسبوك، مارك زكربيرغ، لتناول وجبة عشاء في منزله، عندها قال له زكربيرغ: "لقد سمعت بالتقدم الذي حققتموه في شركتكم"، مضيفاً: "لماذا لم تأتوا للتحدث معي؟ تعلمون أنني لن أرفض لكم طلباً." بحسب CNN.

بعدها عقد اجتماع بين مدراء الشركتين، بحضور زكربيرغ وآيربي، ليذهبوا للتخييم خارج مقر شركة فيسبوك مع المحامين، وإنهاء الصفقة المليارية بغضون أيام. واتبع زكربيرغ الأسلوب ذاته مع كل من القائمين على شركة واتساب وإنستغرام عند ابتياعها، دعوة للعشاء، يليها اجتماع للمدراء، ومن ثم حضور المحامين لإنهاء الصفقة خلال أيام فقط. لكن ما يميز ابتياع فيسبوك لشركة "Oculus" هو أنها مصنعة لأجهزة ألعاب فيديو بنظارات تخلق عالماً افتراضياً، فهي ليست تطبيقات، بل تعد المرة الأولى التي تدخل فيها فيسبوك عالم ألعاب الفيديو الحسية، وليس فقط الألعاب الفيديو بشكلها البرامجي، في الوقت الذي يشير فيه الخبراء إلى أن الأجهزة التي تخلق العوالم الافتراضية تشكل مستقبل ألعاب الفيديو.

بيل غيتس

في السياق ذاته سيتخلى بيل غيتس أحد مؤسسي "مايكروسوفت" عن رئاسة مجلس إدارة المجموعة ليتولى مهام "مستشار في الشؤون التكنولوجية" في الشركة المعلوماتية التي عين فيها ساتيا ناديلا مديرا تنفيذيا محل ستيف بالمر. وكان ساتيا ناديلا مكلفا بالنشاطات الخاصة بالشركات وخدمات الحوسبة السحابية في "مايكروسوفت". وهو سيخلف مع مفعول فوري ستيف بالمر الذي كان قد أعلن الصيف الماضي عن نيته مغادرة منصبه، وفق ما جاء في بيان صادر عن المجموعة الأميركية.

وسيصبح ساتيا ناديلا بالتالي ثالث مدير تنفيذي ل "مايكروسوفت" التي تراجعت مكانتها في قطاع التكنولوجيا في ظل ازدهار الأجهزة المحمولة.وصرح أن "مايكروسوفت هي من المجموعات النادرة التي أحدثت ثورة فعلية في العالم بواسطة التكنولوجيا ويشرفني أن أعين في هذا المنصب". ولد ساتيا ناديلا البالغ من العمر 46 عاما في مدينة حيدر آباد الهندية وهو حائز شهادات من جامعة مانغالور وجامعة ويسكونسن وجامعة شيكاغو. بحسب فرانس برس.

وقال بيل غيتس عنه في البيان "ما من أحد أفضل من ساتيا ناديلا لتولي إدارة مايكروسوفت في خضم هذه التغيرات". وسيظل بيل غيتس (58 عاما) الذي أسس "مايكروسوفت" سنة 1957 مع صديق الطفولة بول آلن من أعضاء مجلس الإدارة الذي سيتولى رئاسته جون تومسون أحد أعضائه المستقلين.

من جهة اخرى لن يكون لبيل جيتس ملكية مباشرة في الشركة التي شارك في تأسيسها وذلك بحلول منتصف 2018 إذا استمر في خطته الأخيرة لبيع الأسهم. وباع جيتس -الذي بدأ الشركة التي أحدثت ثورة في الحوسبة الشخصية مع صديقه في المدرسة بول ألن في 1975 - 20 مليون سهم كل ربع في السنوات العشر الأخيرة وذلك طبقا لخطة تداول محددة مسبقا.

وبافتراض أنه لن يكون هناك تغير في هذا النمط فلن يمتلك جيتس مباشرة أسهم في مايكروسوفت على الإطلاق بعد أربع سنوات من الآن. وطبقا لوثائق قدمت للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية فإن جيتس يمتلك حاليا أكثر من 330 مليون سهم من أسهم مايكروسوفت. في حين يمتلك ستيف بالمر الرئيس التنفيذي السابق والذي تقاعد في وقت سابق أكثر من 333 مليون. بحسب رويترز.

وامتلك جيتس 49 بالمئة من مايكروسوفت في أول طرح عام أولي للشركة في 1986 مما جعله مليونيرا على الفور. وذكرت مجلة فوربس أن مع النمو الكبير لمايكروسوفت أصبح جيتس أغنى شخص في العالم واستعاد اللقب بثروة تقدر بحوالي 77 مليار دولار اليوم. وسلم جيتس منصب الرئيس التنفيذي لبالمر في 2000 وتنحى عن منصبه كرئيس للشركة في فبراير شباط. وظل جيتس في مجلس الإدارة ويقضي قرابة ثلث وقته كمستشار تقني للرئيس الجديد لمايكروسوفت ساتيا ناديلا.

من جانب اخر حث بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت في مقال في صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الناس في الصين على بذل المزيد من أجل الفقراء. وقال جيتس في مقال افتتاحي إن "الصين تملك مشاريع ورجال أعمال ناجحين كثيرين .أتعشم أن يستخدم عدد أكبر من الناس ذوي البصيرة مواهبهم للعمل على تحسين حياة الفقراء في الصين وفي كل أنحاء العالم والسعي لحلول لهم. " الاستثمار من أجل الفقراء يتطلب مشاركة من المجتمع بأكمله."

وتدرج الصين في مؤخرة قائمة الدول التي يمنح فيها الناس المال للأعمال الخيرية أو التطوع أو مساعدة الغرباء وذلك وفقا لمؤشر العطاء العالمي الذي تعده مؤسسة مساعدة الاعمال الخيرية. ويخشى بعض الاثرياء الصينيين من احتمال أن تلفت أي هبات سخية يقدمونها النظر إلى ثراوتهم.

ويأتي مقال جيتس الذي يدير مؤسسة بيل وميلندا جيتس التي يبلغ حجمها 38 مليار دولار بعد أيام فقط من إعلان مؤسسي شركة على بابا جروب القابضة الصينية للتجارة الالكترونية اقامة صندوق خيري سيركز على البيئة والصحة وقد يبلغ حجمه ثلاثة مليارات دولار ليجعله واحدا من أكبر الصناديق في آسيا. وقال جيتس "أعتقد إن عائدات الاستثمار في الفقراء لها تأثير مثل النجاح الذي يتم تحقيقه في عالم التجارة بل هي ذات معنى بشكل أكبر."

على صعيد متصل تعهد الملياردير الأميركي بيل غيتس خلال زيارته نيجيريا المساعدة في القضاء على شلل الأطفال الذي يتسبب بأضرار جسيمة في البلاد. وقال غيتس خلال منتدى جمع الجهات المعنية بالقضاء على شلل الأطفال "هذه هي زيارتي الرابعة إلى نيجيريا. وبعد كل زيارة، ألاحظ أننا نقترب من هدفنا ألا وهو القضاء على شلل الأطفال". وأدلى غيتس بهذه التصريحات خلال لقائه بالرئيس غودلاك جوناثان وغيره من المسؤولين الرفيعي المستوى خلال منتدى مخصص لمرض شلل الأطفال حضره أيضا أليكو دانغوت أثرى أثرياء افريقيا بحسب مجلة "فوربز".

وشارك في هذا المنتدى عدة مسؤولين محليين وسياسيين ورجال دين. وأشاد الرئيس النيجيري بدوره بالتزام مؤسس "مايكروسوفت" "مساعدة القارة الافريقية على حل مشاكلها الصحية". و قال "ما من سبب يمنعنا من القضاء على شلل الأطفال. واسمحوا لي أن أؤكد لكم أن الحكومة الفدرالية تحشد كل قواها للقضاء على هذا المرض". بحسب فرانس برس.

وقلد رئيس الدولة النيجيرية بيل غيتس احدى أرفع الأوسمة الوطنية، تقديرا لجهوده في مكافحة شلل الأطفال في نيجيريا. وشلل الأطفال ناجم عن فيروس جد معد يجتاح النظام العصبي ويؤدي إلى شلل يستعصى علاجه. ولم ينتج بعد أي دواء لمعالجة هذا المرض، لكن لقاحات وقائية جد فعالة متوافرة في الأسواق. وفي العام 1988، كان هذا المرض وبائيا في 125 بلدا. لكن في العام 2012، لم يعد منتشرا إلا في ثلاثة بلدان هي أفغانستان ونيجيريا وباكستان.

ستيف بالمر

من جانب اخر يحقق المدير السابق لمجموعة مايكروسوفت ستيف بالمر حلما له عبر شرائه المعلن لفريق لوس انجليس كليبرز الاميركي لكرة السلة. وحصل بالمر الذي كان حتى مطلع شباط/فبراير المدير العام للمجموعة الاميركية العملاقة في مجال المعلوماتية، على تنازل بالبيع بقيمة قياسية تبلغ ملياري دولار.

وإذا ما تحقق المشروع، سيصبح بالمر ثاني ملياردير في مايكروسوفت يشتري ناديا رياضيا اميركيا مشاركا في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين (ان بي ايه) بعد بول الن أحد مؤسسي مايكروسوفت الذي اشترى نادي بورتلاند ترايل بلايزرز في 1988 فضلا عن حيازته ملكية نادي سياتل سيهوكس لكرة القدم الاميركية.

وبات ستيف بالمر البالغ 58 عاما أحد اغنى رجال العالم مع ثروة شخصية قدرتها مجلة فوربس بـ20 مليار دولار. وقد ينقل بالمر معه الى فريقه الجديد جرأته وحيويته الدائمة التي طبعت مسيرته خلال 14 عاما قضاها على رأس مجموعة مايكروسوفت اذ لطالما ظهر في اطلالات قام في خلالها بمخاطبة الجماهير والغناء والرقص متصببا عرقا.

حتى ان حماسته الزائدة التي تلامس في احيان كثيرة حدود الغضب تسببت له بمشاكل في الحبال الصوتية بعد صراخه مطولا في احدى الندوات خلال شرحه عن برمجيات ويندوز. كما انه اطلق مرة كرسيا على احد معاونيه في مايكروسوفت بسبب ابلاغ الاخير اياه عزمه الانتقال الى غوغل المنافس الشرس لمايكروسوفت (بحسب شهادة قضائية ادلى بها الشخص المعني ونفاها بالمر". كذلك بدا التأثر جليا على بالمر الذي انهمرت دموعه لدى وداعه لموظفي مايكروسوفت عند مغادرته المجموعة.

وستيفن انطوني بالمر ولد وكبر في ديترويت شمال الولايات المتحدة حيث تميز خصوصا في مرحلة دراسته بتفوقه في الرياضيات. كما انه لطالما احب الرياضة على الرغم من انها لم تكن هوايته الرئيسية. وحاول في السابق الدخول الى عالم دوري كرة السلة للمحترفين. ففي 2011، شارك في محاولة فاشلة لتمويل مدرج جديد في سياتل (شمال غرب) بالقرب من مقر مايكروسوفت في ريدموند لمنع مغادرة الفريق المحلي، "سوبرسونيكس". كما فشل في شراء نادي ساكرامنتو كينغز في 2013.

وفي جامعة هارفارد، ساعد في ادارة فريق كرة القدم الاميركية الجامعي وبحسب صحافيين رياضيين فإنه كان يدير الاحصائيات الفردية لفريق كرة السلة مقابل 12 دولارا للمباراة الواحدة. كما نشرت صحيفة سياتل تايمز في 2011 صورة تظهر بالمر بسروال وقميص مفتوحة محاولا اللعب كمدافع في مواجهة فتى خلال مبارزة عفوية. وقال حينها للصحيفة "انها رياضة جميلة، ولطالما شعرت بالاسف لانني لست بارعا فيها". وقد ظهر التباين بوضوح بين شخصيتي بالمر وزميله في الدراسة في جامعة هارفارد بيل غيتس الذي اتسم ببرودة طباعه.

وفيما اصبح غيتس احد اشهر الطلاب الذين توقفوا عن الدراسة قبل انهاء تحصيلهم العلمي بهدف المشاركة في تأسيس مايكروسوفت، حاز بالمر على شهادة في العلوم والرياضيات. وتم توظيفه في مايكروسوفت من جانب بيل غيتس في 1980 للقيام بمهام تشغيلية بعد فترة قضاها في العمل لحساب شركة "بروكتر اند غامبل"، وكان شاهدا على زواج غيتس في 1994. الا انه بقي في ظل هذا الرجل الذي خلفه كمدير عام لمايكروسوفت في سنة 2000.

ووصف جاك غولد المحلل المستقل المختص في شؤون التكنولوجيا ستيف بالمر بأنه "بائع بارع" قام "من دون كلل بالترويج لمايكروسوفت وحقق نجاحا كبيرا في السنوات العشر الاولى" التي قضاها في قيادة المجموعة. الا انه لم ينجح في مقارعة عملاقي المعلوماتية "غوغل" و"آبل" في مجال الهواتف المحمولة. وأقر قبيل مغادرته منصبه بأنه يندم على ان مسؤولي مايكروسوفت "ركزوا كثيرا على ما كان يجب فعله مع ويندوز لدرجة اننا حرمنا من توظيف طاقاتنا في جهاز جديد يسمى الهاتف".

على صعيد متصل فمن المتوقع أن يتم وضع المنزل الذي ترعرع فيه الشاب ستيف جوبز، عبقري التكنولوجيا، ضمن لائحة الآثار التي تنبغي المحافظة عليها. ومن المقرر أن يقوم أعضاء لجنة الآثار والتاريخ في مدينة لوس ألتوس، بكاليفورنيا، السبعة بزيارة المنزل ذي الطابق الوحيد وذلك لتقييمه وفقا للشروط المتبعة في هذا الصدد.

وانتقل جوبز إلى المنزل مع والديه بالتبني عندما كان في الصف السابع وعاش هناك إلى أن أصبح طالبا. وفي مرآب المنزل الريفي، نجح الشاب جوبز مع صديقه ستيف ووزنياك في تجميع أول طراز من حاسوب "آبل" حيث صنعا 10 نسخ بيعت جميعها لمحل مختص ببيع المواد المنزلية في ماونتن فيو بحساب 500 دولار للقطعة. بحسب CNN.

وإثر ذلك بتسعة شهور، عام 1977 تم تأسيس شركة "آبل" هناك قبل أن يتم نقلها إلى ضاحية قريبة. وبيع حاسوب فريد كان يستخدمه جوبز بنفسه بمبلغ 231 ألف دولار وأصبح لاحقا أب التكنولوجيا الذي غيّر ما لا يقل عن ست صناعات هي الحواسيب الشخصية والأفلام والموسيقى والهواتف وصناعة الأقراص المعدنية والحواسيب والنشر الرقمي، ومن المتوقع أن يستمر تاثيره لأجيال مقبلة. والمنزل الذي يضم ثلاث غرف وحمامين تم إنشاؤه عام 1952 وتبلغ قيمته 1.5 مليون دولار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/حزيران/2014 - 10/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م