مرض السرطان.. كيف يتكون وما هي أفضل طرق علاجه؟

 

شبكة النبأ: يعد مرض السرطان سببا في وفاة الملايين من الناس حول العالم خاصةً في السنوات القليلة الماضية، حيث كان ولا يزال محط اهتمام من قبل الكثير من العلماء والمؤسسات الطبية المتخصصة، التي تسعى الى إيجاد علاج نافع يسهم بإيقاف هذا المرض الخبيث والذي يصيب ما يقرب من "12 مليون شخص" سنويا.

ولمرض السرطان أشكال وأنواع مختلفة تتجاوز الـ( 100 نوع) منها سرطان الثدي وسرطان الجلد وسرطان الرئة وسرطان القولون وسرطان البروستاتا وسرطانات الدم.  

وتختلف أعراض السرطان من حالة الى أخرى، تبعا للعضو المصاب بمرض السرطان. اما علاج السرطان فهو يشمل العلاج الكيميائي والإشعاعي، والجراحة، هذا بالإضافة الى بعض العلاجات والأدوية الحديثة الأخرى، التي تنتجها بعض الشركات العالمية والتي يصعب الحصول عليها بسبب أسعارها المرتفعة هذا بالإضافة الى الأعراض الجانبية الخطيرة التي قد تسببها تلك الأدوية والعلاجات كما يقول بعض الخبراء.

ويتسأل الكثيرون كيف يتكون السرطان؟ يجيب بعض الخبراء الطبيين أن حدوث أي خلل بسيط في الحمض النووي يؤدي إلى تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية. أسباب ذلك تتنوع بين التعرض للإشعاع والكيماويات. لكنها قد تحدث أيضاً بسبب التقدم في العمر. ويحتوي الجسم على آلية حماية تدمر الخلايا الضارة.

فيما يحدد بعض الخبراء الفرق بين الورم الحميد والخبيث فإذا اقتصر تكاثر الخلايا السرطانية في مكان واحد فقط، فإن هذا يؤدي إلى ظهور ما يعرف بالورم الحميد، الذي يمكن إزالته بعملية جراحية. أما انتقال هذه الخلايا من مكان لآخر وتكاثرها في مناطق مختلفة من الجسم يعرف بالورم الخبيث، الذي ينتقل للأوردة الدموية وبالتالي يسهل انتشاره في أي مكان في الجسم بسرعة كبيرة.

الخبر المفرح أن جسم الإنسان يمتلك آلية ذاتية لحماية الخلايا من التحول لخلايا سرطانية. فهناك على سبيل المثال بعض البروتينات التي تراقب الحمض النووي بانتظام وتحسن من كفاءته. كما أن بعض البروتينات تقوم بتدمير الخلايا التالفة التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان. لكن المشكلة تكمن في ضعف عمل هذه الآلية الطبيعية للحماية، التي قد يكون سببه خلل في تركيب الحمض النووي أو في بروتينات الحماية. لهذا، فإن آلية الحماية تختلف من شخص لآخر.

أسعار الأدوية

وفي هذا الشأن وبمقتضى القانون لا يجوز للدكتور ريتشارد باتشور مدير قسم أدوية السرطان في إدارة الأغذية والدواء الأمريكية مراجعة أسعار العلاجات التي تفحصها الإدارة فقط كل ما عليه التأكد مما إذا كانت آمنة وفعالة. لكن لا يخفى على باتشور ارتفاع أسعار العقاقير والجدل المتزايد حول كيفية تقدير القيمة المناسبة لأدوية السرطان التي قد تبلغ تكلفتها 100 ألف دولار أو أكثر سنويا.

وقال باتشور خلال اجتماع الجمعية الأمريكية للعلاج الاكلينيكي للأورام في شيكاجو حيث كانت مسألة القيمة الموضوع المهم المطروح بين أكبر أطباء السرطان في العالم "من الصعب للغاية بالنسبة لي الحديث في هذا الأمر." وبدلا من ذلك روى قصة عن شرائه أول منزل في حياته في ديترويت عام 1982. ويقول "كنت عصبيا للغاية وسألت السمسارة هل أدفع السعر المناسب فردت "ريك السعر هو ما يريد أي شخص انه يدفعه مقابل شراء المنزل". وفي نظره ينطبق نفس الشيء على أدوية السرطان.

ويضيف "الجميع يعرف أنها ادوية مكلفة.. من الواضح انه لا يمكننا أن نستمر مع هذا الارتفاع في الأسعار. هذا ليس قرارا تنظيميا أو رؤية إدارة الأغذية والدواء. إنها حقيقة الوضع وحسب." وقال باتشور إن الحل يتطلب على الأرجح "اجراء حوار على المستوى الوطني" يضم مختلف الأطراف المعنية من شركات تأمين ومرضى وأطباء ومشرعين. وخلال منتدى عن تكلفة الأدوية قال الدكتور أزكيال ايمانويل مهندس قانون الرعاية الصحية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما إنه لا يمكن تجاهل مسألة التكاليف أكثر من ذلك. وذكر ايمانويل الحضور بان متوسط دخل الأسرة في الولايات المتحدة 52 ألف دولار. وأضاف "ليس بالكثير من المال خاصة بالمقارنة مع كل شيء نفعله لمرضى السرطان". فمجرد دواء واحد مكلف للسرطان "يبتلع متوسط دخل الأسرة". بحسب رويترز.

ورغم أنه قد يحظر على إدارة الأغذية والدواء النظر في مسألة التكاليف يقول الدكتور جون مارشال من مركز جورجتاون لومباردي الشامل لعلاج السرطان إنه قد يتعين على الإدارة إعادة النظر في المعايير التي تقرر على أساسها الموافقة على العقار. ويضيف مارشال "هل دواء تبلغ تكلفته 30 ألف دولار شهريا يساعد المريض على أن يستمر على قيد الحياة 1.4 شهر يعد دواء فعالا؟ وفقا لمعايير إدارة الغذاء والدواء ستكون الاجابة نعم إذا ما استوفي معايير السلامة والفاعلية لكنك لن تدفع أموالك مقابل هذه الميزة." وقال باتشور إنه لا يمكن أن ترفع إدارة الغذاء والدواء معايير الموافقة على العقاقير الجديدة وأضاف أن العلاجات التي يراها حاليا أكثر فاعلية بكثير عن ذي قبل.

تجارب اكلينيكية

في السياق ذاته أفادت بيانات ان عقار راموسيروماب لعلاج السرطان الذي تنتجه شركة ايلي ليلي للمستحضرات الدوائية أدى الى إطالة أعمار المرضى بدرجة لا بأس بها في دراسة شاملة لمن هم في المراحل المتأخرة من سرطان الرئة وممن ارتجع اليهم المرض بعد فترة علاج مبدئية. وفي الدراسة التي تضمنت 1253 مريضا تعاطوا عقار راموسيروماب اضافة إلى العلاج الكيماوي المعتاد دوسيتاكسيل عاشوا في المتوسط 10.5 شهر بالمقارنة بفترة 9.1 شهر بالنسبة لم تناولوا العلاج الكيماوي العادي فقط.

إلا ان الباحثين يرون ان هذا الفارق الزمني الذي يصل الى مجرد ستة أسابيع فقط مهم من الوجهة الإحصائية وذو مغزي من الناحية الاكلينيكية بالنظر الى تضاؤل فرص البقاء على قيد الحياة بدرجة كبيرة مع تطور المرض في مراحله المتقدمة إذ يحدث ارتجاع للمرض بعد فترة علاج مبدئية. وقال موريس بيرو كبير مشرفي الدراسة بمركز أبحاث السرطان في ليون بفرنسا في بيان "إنه أول علاج من نوعه خلال ما يقرب من عقد لتحسين المحصلة العامة للمرضى" وذلك بعد ارتجاع المرض لديهم.

وقدم بيرو هذه البيانات خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للعلاج الاكلينيكي للأورام في شيكاجو. ويتطلع أطباء علاج الأورام الى تحسين ما يعرف باسم علاجات الخط الثاني لسرطان الرئة وسميت بذلك لان جميع المرضى تقريبا يصابون بارتجاع المرض في نهاية المطاف. وتشير احصاءات الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام الى ان سرطان الرئة يمثل حتى الآن السبب الرئيسي لوفيات مرض السرطان بين الرجال والنساء على حد سواء. وتشير تقديرات عام 2014 الى ظهور نحو 224200 حالة جديدة لسرطان الرئة ووفاة 159200 من المرض. بحسب رويترز.

وتعتبر أوساط اسواق المال في وول ستريت عقار راموسيروماب -الذي وافقت الولايات المتحدة على استخدامه في ابريل نيسان الماضي لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان المعدة تحت الإسم التجاري سيرامزا- واحدا من اهم الأدوية الحديثة التي تنتجها شركة ايلي ليلي. ويعمل عقار راموسيروماب الذي تنتجه وحدة ايمكلون للتكنولوجيا الحيوية التابعة للشركة من خلال وقف نشاط تكوين الأوعية الدموية التي تغذي أنسجة الأورام. وتراجع الورم لدى المرضى بنسبة 22.9 في المئة من الحالات التي استخدم فيها عقار راموسيروماب الى جانب العلاج الكيماوي التقليدي بالمقارنة بنسبة 13.6 في المئة بالنسبة لمجموعة المرضى التي تعاطت العلاج الكيماوي فقط.

سرطان الدم

من جانب اخر أظهرت دراسة نشرت نتائجها أن عقارا جديدا للنوع الاكثر شيوعا من سرطان الدم (لوكيميا) لدى البالغين يطيل فترة المقاومة للمرضى الذين ازدادت حالتهم سوءا رغم تلقيهم العلاج التقليدي. وحصلت المادة الفعالة إبروتينيب التي تبيعها شركة فارماسيكليكس و جونسون اند جونسون تحت الاسم التجاري "إمبروفيكا" على موافقة الجهات التنظيمية الامريكية لعلاج اللوكيميا الليمفاوية المزمنة في شهر فبراير شباط الماضي.

وقال الدكتور جون بيرد المشرف الرئيسي على الدراسة واستاذ الطب في مركز السرطان الشامل في جامعة اوهايو في كولومبس بولاية اوهايو الامريكية إن العلاج أثبت تفوقه على اوفاتوموماب او )ارزيرا( الذي تسوقه شركة جلاكسو سميثكلاين في مرحلة التجارب الثالثة. وشملت التجربة 391 مريضا يعانون من مرض اللوكيميا الليمفاوية المزمنة الذي تطور بعد مرحلتي علاج سابقتين او اكثر. والعلاج التقليدي لمثل هؤلاء المرضى عبارة عن مزيج من العلاج الكيماوي وعقاقير الاجسام المضادة مثل ارزيرا.

وبعد متابعة استمرت أكثر من تسعة أشهر وجدت الدراسة أن إبروتينيب خفض مخاطر الوفاة بنسبة 57% بالمقارنة مع أوفاتوموماب. وقال الدكتور بيرد إنه أثناء المتابعة وجد أن 86% من المرضى الذين عولجوا بإبروتينيب استجابوا للعقار وواصلوا العلاج بآثار جانبية أقل مقارنة بنسبة تراوحت بين 35 % و 40 % للعلاج التقليدي. وتضمنت الاثار الجانبية لإبروتينيب الاسهال والنزيف الطفيف وعدم انتظام ضربات القلب. بحسب رويترز.

وكانت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية قد وافقت في شهر فبراير شباط على إبروفيكا كعلاج ثانوي للوكيميا الليمفاوية المزمنة. ونال الدواء في وقت سابق الموافقة لعلاج مرضى سرطان الغدد الليمفاوية الذين جربوا علاجات اخرى. وإبروتينيب هو علاج يؤخذ عن طريق الفم ومصمم لاستهداف إنزيم معروف باسم بروتون تيروسين كيناز ويعرقل عمل خلايا سرطانية محددة. وذكرت جمعية السرطان الامريكية أن مرض اللوكيميا الليمفاوية المزمنة هو نوع من سرطان الدم بطيء التقدم تم تشخيصه في حوالي 16 ألف امريكي ويقتل نحو 4600 شخص كل عام.

عقار جوسيريلين

على صعيد متصل قال باحثون أمريكيون إن أسلوبا جديدا في العلاج قد يساعد آلاف النساء اللائي في مرحلة مبكرة من سرطان الثدي في أن يتجنبن انقطاع الطمث المبكر وأن يحافظن على قدرتهن على الإنجاب. وأوضحت هذه الدراسة التي قدمت في اجتماع الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية الذي عقد في شيكاجو أن النساء اللائي يتناولن عقار جوسيريلين الذي تنتجه شركة أسترازنيكا بي.ال.سي بالإضافة إلى العلاج الكيماوي يقل لديهن انقطاع الطمث المبكر بنسبة 64 بالمئة عن النساء اللائي يعالجن بالعلاج الكيماوي فقط.

كما يحتمل أيضا على نحو كبير أن يكتمل حملهن بنجاح وبدى أن العلاج يحسن من فرص البقاء على قيد الحياة. ويعد انقطاع الطمث المبكر أثر جانبي شائع للنساء الأصغر اللائي يخضعن للعلاج الكيماوي من سرطان الثدي لمستقبلات الهرمون السالبة وهو نوع من أنواع السرطان لا يحمله هرمون الاستروجين أو البروجسترون.

وقالت الدكتورة كاثي الباين من مركز جامعة لويولا الطبي وهي أحد كبار معدي الدراسة "هذه هي أول مرة يظهر أي شيء لمنع هذا ... أعتقد أن هذه النتائج ستغير ممارساتنا السريرية." ووجدت الدراسة أنه بعد عامين فإن 8 بالمئة من النساء في مجموعة الجوسيريلين كن لديهن فشل عضوي مقابل 22 بالمئة في مجموعة العلاج الكيماوي القياسي. ومن بين اولئك اللائي حصلن على الجوسيريلين فإن 22 سيدة (21 بالمئة) حملن مقابل 12 سيده (11 بالمئة) حصلن على العلاج الكيماوي فقط. بحسب رويترز.

ومن بين اولئك انجبت 16 سيدة في مجموعة الجوسيريلين طفل واحد على الاقل يتمتع بصحة جيدة في مقابل ثمانية في المجموعة المرجعية. وكان هناك ثلاث مريضات أخريات من مجموعة الجوسيريلين واثنتين من المجموعة المرجعية مازلن في فترة الحمل عندما جمعت البيانات. وتشير النتائج إلى أن النساء اللائي يحصلن على الجوسيريلين يحتمل على نحو أكبر بنسبة 50 بالمئة أن يعشن أربع سنوات بعد بدء العلاج مقارنة بأولئك الذين يحصلن على العلاج المعياري.

علاج جهاز المناعة

من جهة أخرى يتيح جيل جديد من العقاقير متخصص في تنشيط جهاز المناعة لمكافحة الاورام السرطانية امكانية وجود "علاج اكلينيكي" لسرطان الجلد (ميلانوما) الذي كان قبل سنوات قليلة يودي سريعا بحياة المريض في أغلب الأحيان. وقال خبراء في علاج السرطان تجمعوا في المؤتمر الاوروبي للسرطان في امستردام إن ما يسمى بعقاقير علاج المناعة وعلى رأسها عقار يرفوي من انتاج بريستول مايرز سكويب احدثت تغييرا كبيرا باحدى مجالات علاج السرطان.

وقال ستيفن هودي الاستاذ المساعد في معهد دانا فاربر لعلاج السرطان في الولايات المتحدة انه كان يتوخى الحذر عند استخدام العقار لكنه وصف التقدم الذي احرزه في الأونة الاخيرة بانه "تحول نموذجي". وأضاف أن نجاح الجيل الجديد من العقاقير يعني أن بعض المصابين بسرطان الجلد ربما يعانون من مرض مزمن لا وفاة وشيكة. بحسب رويترز.

وأقرت اجهزة الرقابة الدوائية عقار يرفوي في عام 2011 ووصف بانه احدث انفراجة في علاج هذا النوع من السرطان الاكثر فتكا واصبح أول عقار يسهم في زيادة فرص نجاة المصابين بالميلانوما. وينشط العقار الجهاز المناعي للجسم لمكافحة السرطان وفي المتوسط ساهم العقار في التجارب الاولية في اطالة عمر المريض نحو أربعة أشهر غير أن 20 بالمئة من المرضى اظهروا استجابة أطول للعقار. وقدم هودي للمؤتمر بيانات جديدة من أكبر وأطول دراسة للمرضى الذين عولجوا بعقار يرفوي اظهرت ان البعض ربما يعيش لفترة تصل إلى عشر سنوات.

العلاج بجزيئات الذهب

على صعيد متصل أعلن المركز القومي للبحوث في مصر انه يعتزم البدء في اختبار تقنية تعتمد على استخدام جزيئات الذهب (النانومترية) على مرضى السرطان بعد نجاح التجارب على الفئران. وقال اشرف شعلان رئيس المركز خلال مؤتمر صحفي إن التجارب ستبدأ في "غضون اسابيع" ضمن مشروع اكلينيكي بحثي يجري اعداده.

وقال إن النتائج التي اجراها فريق من الباحثين بالمركز على الفئران جاءت جيدة جدا واعرب عن امله في التوصل إلى علاج آمن لاورام السرطارن. وتوصل العالم المصري مصطفى السيد المقيم في الولايات المتحدة إلى تقنية جزيئات الذهب بعد ابحاث على الخواص الضوئية والكيميائية للمعادن النفيسة. وقال السيد الذي حضر المؤتمر الصحفي إن الخبراء المصريين الذين يجرون الابحاث "يسيرون في الطريق الصحيح. المهم الان الشغل على الانسان."

ومن جانبه أكد شعلان على ضرورة الالتزام بالقواعد الدولية لدى اختبار العلاج الجديد وتطبيقه على البشر. ويعتمد العلاج على حقن الخلايا السرطانية بمركب من جزيئات الذهب النانومترية ثم تعريض هذه الخلايا لاشعة الليزر. وقال شعلان إن المرحلة الأولية للتجارب على البشر والتي ستجري في المعهد القومي للاورام قد تستغرق ما بين عام إلى عامين. ورفض تحديد المدة الكاملة للتجارب في المراحل التالية والتي تشمل تحديد نوعية الاورام التي قد تعالج بهذه الطريقة ثم مقارنتها بالعقاقير التقليدية.

وقال السيد الحاصل على قلادة العلوم الوطنية -وهي ارفع وسام رئاسي أمريكي للعلوم- لعام 2007 إن العلاج سيكون زهيدا جدا مقارنة بالعلاج الكيماوي. وأضاف أن فريقا يقوده بمعهد جورجيا للتكنولوجيا في اتلانتا بولاية جورجيا الامريكية يجري ابحاثا مماثلة لتلك التي يقوم بها الباحثون المصريون. بحسب رويترز.

وأعرب علاء ادريس ممثل مؤسسة مصر الخير الممولة لمشروع الابحاث خلال المؤتمر الصحفي عن قلقه من "الروتين والمعوقات" التي تواجه مثل هذا النوع من الابحاث العلمية في مصر. وتشير بيانات على الموقع الالكتروني للمعهد القومي للاورام إن عدد حالات الإصابة الجديدة بالسرطان في مصر يبلغ في المتوسط 20241 حالة سنويا وإن كانت لا تحدد اكثر انواع السرطان تفشيا بين المصريين.

جراحة بالليزر

في السياق ذاته قال باحثون أمريكيون إن العمليات الجراحية التي تجرى بالليزر يمكن أن تساعد على تحسين الاحتمالات في عملية الاستئصال الكامل للورم الدماغي من خلال إظهار حدود ذلك الورم. إذ يتوخى الجراحون الحذر الشديد في عمليات استئصال الورم الدماغي، إذ أن إزالة النسيج المحيط بالورم قد تحدث إعاقة لدى المريض. ونشرت مجلة ساينس ترانزيشنال ميديسين أن هذه الطريقة تعتمد على شعاع الليزر في تحليل الخصائص الكيميائية لذلك النسيج، وإظهار الورم بلون آخر. بينما قال باحثو الأورام الدماغية إن ذلك قد يكون "تطورا مثيرا".

وتعتمد عملية استئصال الورم الدماغي على الموازنة في أدائها. إذ إنك إذا استأصلت القليل منه، فيمكن للورم السرطاني حينها أن يعود مرة أخرى. وإذا ما استأصلت أكثر من اللازم، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير في حياة المريض بعد هذه العملية. لذا فإن من المهم التعرف على حدود ذلك الورم. حيث إن الجراحين يأخذون أجزاء من ذلك الورم والنسيج المحيط به، ووضعهما تحت المجهر للوقوف على الاختلافات ما بين الاثنين للوصول إلى حدود الورم السرطاني.

وكان فريق من جامعة هارفارد وكلية الطب بجامعة ميتشيغان قد توصل إلى طريقة جديدة لتحليل ذلك النسيج، تسمى طريقة اس آر اس المجهرية، وهو لا يزال في الدماغ. إذ تطلق حزمة من شعاع الليزر تجاه ذلك النسيج، بحيث تتغير خصائص شعاع الضوء بتغير السطح الذي يصيبه. ويعني هذا التغير الكيميائي فيما بين الخلية السرطانية والنسيج الدماغي الطبيعي أن شعاع الليزر يمكنه أن يبين للجرّاح الحدود الخارجية للورم.

وقال دانييل أورينجر، من فريق البحث: "تتمثل آفة جراحة الأعصاب في صعوبة تحديد نهاية الورم السرطاني، وبداية النسيج الطبيعي في الدماغ". وأضاف قائلا: "إذا ما أردت استئصال ورم سرطاني في القولون، فإنه يمكنك استئصال سنتيمترين حول ذلك الورم في جميع الاتجاهات دون إحداث أي ضرر، إلا أن ذلك إذا ما حدث في الدماغ فقد يؤدي إلى إحداث إعاقة للمريض". وتابع قائلا: "تتيح طريقة الاس آر اس المجهرية تحديد أطراف الورم بمقاييس مجهرية". وجرت تجربة تلك الطريقة على الفئران وبعض العينات من الدماغ البشري، إلا أنها لا تزال هناك حاجة لإجراء تجارب حقيقية على المرضى.

وتعتبر تلك هي أحدث الطرق بين سلسلة من التطورات التي تهدف للتحسين في أداء العمليات الجراحية. وكان فريق من جامعة إمبريال كوليدج في لندن قد عمل على تطوير مشرط جراحي يمكنه التحقق من "رائحة" الورم السرطاني، وهو ما يجعله يميز إن كانت يقطع ورما أو نسيجا طبيعيا. وقال كولين واتس، الأستاذ وخبير سرطان الدماغ في مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية "كانسر ريسيرتش يو كي": "تحتاج هذه الطريقة تجربتها طبيا. ومن الممكن أن تصبح تطورا مثيرا في عملية تصوير النسيج الورمي، الذي يعتبر الخطوة الأولى في تحسين عملية استئصال المرض". بحسب بي بي سي.

وأضاف واتس: "سيكون العامل الرئيسي هو التأكد من أن سلامة المريض ليست على المحك. وتعتبر تلك الطريقة بالأخص طريقة مثيرة، إذ قد تساعدنا على إزالة سطح النسيج الورمي في الدماغ من المكان الذي يمكن أن يشهد تكرار ظهور المرض". وتابع قائلا: "سيكون من المثير أيضا تحديد إمكانية استخدام طريقة اس آر اس المجهرية مع الأورام التي يتكرر تكونها بعد العلاج".

خرق علاجي

من جهتها أعلنت مجموعة "روش" السويسرية العملاقة في مجال الصناعات الدوائية انها حصلت من السلطات الصحية الاميركية على صفة "خرق علاجي" لدواء تصنعه المجموعة ويستخدم في حالات سرطان المثانة. واشارت "روش" في بيان الى ان نتائج دراسة اولية اظهرت ان "العامل العلاجي المناعي التجريبي ام دي بي ال 3280 ايه قلص حجم الاورام لدى 43 % من المرضى" المصابين بسرطان المثانة، لافتة الى انه لم يتم رصد اي اثر جانبي خطير مرتبط بالعلاج.

واوضحت المجموعة السويسرية ان الادارة الاميركية للاغذية والادوية (اف دي ايه) منحت الـ"ام دي بي ال 3280 ايه" صفة الخرق العلاجي ما يساهم في "تسريع تطوير ومراقبة الادوية الرامية الى معالجة امراض خطيرة". كما تسهم هذه الصفة في حصول المرضى على هذا العلاج بأسرع وقت ممكن بعد موافقة الـ"اف دي ايه". بحسب فرانس برس.

ومع 430 الف حالة جديدة تم تشخيصها في 2012، يعتبر سرطان المثانة تاسع اكثر السرطانات انتشارا في العالم ولم يتم تحقيق اي تقدم على صعيد المعالجة منه منذ قرابة ثلاثين عاما، بحسب "روش". ويتسبب هذا السرطان بوفاة حوالى 145 الف شخص سنويا ويصيب الرجال ثلاث مرات اكثر من النساء. كما ان نسبته في الدول المتقدمة توازي ثلاث مرات تلك المسجلة في باقي الدول.

تقليل الجرعات

في السياق ذاته فبوسع الأطباء تقليل الجرعات العلاجية التي يتناولها مرضى يعانون من أنواع معينة من السرطان وذلك بناء على أدلة أفادت بان بعض أدوية علاج الأورام يمكن الإقلال عنها. وجاء ذلك ضمن معلومات أخرى وردت خلال إجتماع الجمعية الأمريكية للعلاج الاكلينيكي للأورام في شيكاجو تمهد السبيل أمام الأطباء كي يحدوا من مخاطر رعاية المرضى الناتجة عن تعاطي عقاقير علاج الأورام. وأيدت عدة دراسات أخرى هذه الاستراتيجية الجديدة التي يمكنها أيضا ان تحد من تكاليف الرعاية الصحية.

فعلى سبيل المثال فان مريضات سرطان الثدي الذي انتشر الى العظام عادة ما يعالجن بجرعات شهرية تتضمن الحقن في الوريد بمجموعة دوائية تعرف باسم بايفوسفونات منها حمض زوليدرونيك الذي يعالج كسور العظام ومشاكلها. وتنتج شركة نوفارتس حمض زوليدرونيك تحت الإسم التجاري زوميتا. وجد الباحثون في مركز أندرسون لعلاج الأورام في شيكاجو انه يمكن لمريضات سرطان الثدي الذي انتشر الى العظام -وبعد العام الأول من العلاج الشهري بالبايفوسفونات- ان يقللن منه بحيث يكون كل ثلاثة أشهر وذلك دون أي أضرار.

وهذا التغيير من شأنه أن يقلل من مخاطر الإصابة بمشاكل الكلى فضلا عن أي آثار جانبية أخرى -ربما تكون نادرة لكنها خطيرة- مثل ضعف مناطق من عظام الفكين أو تلفها تماما. وقال جابرييل اورتوباجي كبير المشرفين على الدراسة "وجدنا ان تباعد الفترات الزمنية للجرعات العلاجية قد يحد من مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة علاوة على فوائد إضافية أخرى منها إراحة المرضى من المشاق وخفض التكلفة." وتوصلت دراسة منفصلة أخرى مولتها المعاهد الأمريكية للصحة الى ان بعض المرضى ممن يعانون من أورام الرأس والعنق المرتبطة بالاصابة بالفيروس الحليمي ان يتعرضوا -دون اي أضرار أو تأثير على فرص بقائهم على قيد الحياة- لجرعات اقل من العلاج الإشعاعي.

وقال أنتوني كميلاك كبير مشرفي الدراسة وأستاذ العلاج الاشعاعي للأورام بمركز فادربيلت-انجرام لعلاج السرطان في ناشفيل بولاية تينيسي إن هذا الاسلوب الجديد سيريح كثيرا من المرضى من الآثار الجانبية للعلاج الاشعاعي التي تبقى طول العمر وتؤدي الى وهن الجسم وصعوبة البلع وفقدان الشهية ومشاكل الغدة الدرقية الا ان الأمر يتطلب في الوقت نفسه متابعة طويلة الأمد للمرضى.

وأظهرت نتائج دراسة أخرى مولتها جهات اتحادية انه لا ضرر من وقف استخدام المجموعة الدوائية المعروفة بالاستاتين لخفض مستوى الكوليسترول لدى مرضى الأورام ممن تصل فرص توقع بقائهم على قيد الحياة أقل من عام. كما أشارت التقديرات الى ان هذا الإجراء سيوفر نحو 603 ملايين دولار للولايات المتحدة. ومن بين عقاقير مجموعة الاستاتين الدوائية عقار اتورفاستاتين الذي نتتجه شركة فايزر تحت الإسم التجاري ليبيتور. بحسب رويترز.

وأشارت الدراسة الى ان وقف استخدام عقاقير الاستاتين -التي تستخدم للحد من فرص الاصابة بامراض القلب والسكتة الدماغية- لم يؤثر على فترة بقاء المرضى على قيد الحياة بل انه حد من حدوث أعراض السرطان ومنها الألم والإكتئاب والغثيان والإرهاق العام. وقالت باتريشيا جانز أستاذة أمراض الدم بلوس انجليس والخبيرة بالجمعية الأمريكية للعلاج الاكلينيكي للأورام في بيان "لديننا الآن أدلة على ان وقف استخدام بعض الأدوية لا ينجم عنه أي ضرر لاسيما في حالة عقاقير الاستاتين التي يوصي بها الأطباء كثيرا كما ان يمكن ان يحسن من نوعية الحياة لدى المرضى."

الحصبة ومياه البحر

الى جانب ذلك تحسنت حالة امرأة بعمر 50 عاماً، مصابة بسرطان "لا شفاء منه" بعد أن زودت بجرعة من فيروس الحصبة. وأشارت المريضة ستيسي إيرهولتز إلى أن الطبيب المشرف على حالتها اقترح عليها قبل عامين أن تخضع لدراسة تضمنت اقتراح علاج السرطان بالحصبة، وأنها كانت متحمسة لإجراء التجربة. وقالت ستيسي إن الكمية التي حقنت بها كانت مركزة بدرجة تكفي لإصابة عشرة ملايين شخص بمرض الحصبة، وأضافت بأنها عانت في بداية العلاج من صداع شديد وارتفاع في الحرارة وغثيان.

وأشارت إلى أن هذه العوارض كانت جانبية وسرعان ما اختفت، مؤكدة بأنها كانت قادرة على قطع الشارع لوحدها في اليوم ذاته والسير نحو الفندق الذي أقامت فيه. عندها أخبرها الأطباء بأن جسمها كان خالياً من السرطان "على الأقل مؤقتاً" وأضافت بأنها كانت مصابة بورم نقوي متعدد "multiple myeloma" الذي يصيب الخلايا البلازمية بالدم وأن ورماً على جبهتها بحجم كرة الغولف اختفى مباشرة، عندها علمت بأن العلاج قد نجح.

والجزء المذهل في الموضوع هو التقلص التام للورم السرطاني والتحسن المباشر في حالتها الصحية، وقالت ستايسي إنها بصحة تامة، وأنها لم تشعر بهذه الطاقة الجسدية منذ أكثر من عشر سنوات، وأن هذا العلاج كان الأسهل. وقد قامت عيادة مايو بالعمل على هذه التجربة، لكن لا أحد يعلم السبب الذي أثرت فيه الحصبة بهذا الشكل على الخلايا السرطانية.

والسبب الرئيسي في رغبة العلماء بتطبيق هذه التجربة، كانت حالة لصبي مصاب بورم سرطاني ضخم قبل عدة سنوات من إفريقيا، وعند إصابته بالحصبة تصادف بأن الورم اختفى من تلقاء ذاته، وفقاً لما ذكرته محررة الشؤون الصحية إليزابيث كوهين. وقد قامت العيادة بتعديل الفيروس في المختبرات لكي يستهدف الخلايا السرطانية، حتى لا يصاب المريض بالحصبة خلال العلاج. بحسب CNN.

وأشارت كوهين إلى أن حالة ستايسي هي الوحيدة التي نجحت إلى الآن من بين خمس حالات أخرى لم تظهر فيها النتائج الجيدة ذاتها، واحدة من تلك المرضى نجح معها العلاج، إلا أن الورم عاود الظهور بعد تسعة أشهر، لكن مع بعض العلاج بالأشعة لا يزال جسدها خالياً من السرطان، ليبقى السؤال حول مدى نجاح هذا العلاج.

على صعيد متصل وجدت دراسة جديدة أن مياه البحر العميقة، قد تساعد في القضاء على عسر الهضم، وتقلّص خطر الإصابة بسرطان وقرحة المعدة. وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن الباحثين في مدرسة كوتشي للطب، باليابان، وجدوا من خلال تجربتهم، التي طلبوا فيها من المرضى شرب مياه بحر من عمق 200 متر، أن هذه المياه تقلل خطر الإصابة بسرطان المعدة وتقرحاتها. وطلب العلماء، من 23 شخصاً مصابين بعدوى البكتيريا المذكورة، شرب مياه بحر مأخوذة من العمق، وتبيّن أنها قلصت عدد البكتيريا بنسبة 60%، مقابل 25%، عند الذين يتناولون مياه شفة عادية.

الحمية والرياضة والقهوة

من جانب اخر قال باحثون إن احتمال الاصابة بسرطان الرحم يمكن ان ينخفض عن طريق ممارسة الرياضة والحمية واحتساء القهوة. ووفقا لبيانات قام الباحثون بدراستها، فإن نصف حالات سرطان الرحم في بريطانيا، وهي نحو 3700 حالة في العام، يمكن الوقاية منها عن طريق الحفاظ على الرشاقة والنشاط والحركة.

وقال باحثون في امبيريال كوليج بلندن إن النساء يمكن ان يخفضوا احتمال اصابتهن بالمرض بممارسة ما لا يقب عن 30 دقيقة من الرياضة يوميا والحفاظ على وزن صحي. وخلص تقرير لصندوق أبحاث السرطان في العالم إلى أن القهوة قد تحد من مخاطر الاصابة بسرطان الرحم. ولكن الخبراء يقولون إنه لا توجد ادلة كافية للتوصية باحتساء القهوة للوقاية من المرض. ويعد سرطان بطانة الرحم رابع اكثر انواع السرطان شيوعا لدى النساء في بريطانيا.

وفي اول دراسة شاملة منذ عام 2007، قام الباحثون في امبيريال كوليج لندن بجمع ومراجعة الابحاث العلمية بشأن سرطان بطانة الرحم وعلاقته بالغذاء والنشاط الجسدي ووزن الجسم. وتوصلت الدراسة إلى أن نحو 3700 حالة يمكن تجنبها سنويا اذا مارست النساء الرياضة لمدة 38 دقيقة يوميا واذا حافظن على وزن صحي. وفي بريطانيا تتبع 58 بالمئة فقط من النساء توصيات بممارسة الرياضة 30 دقيقة على الاقل في اليوم بيما لا يحفاظ سوى 39 بالمئة منهن على وزن صحي. بحسب بي بي سي.

وقالت معدة الدراسة الباحثة تيريسا نورات من امبيريال إن "اذا كانت المرأة تمارس الرياضة واذا لم يكن وزن الجسم زائدا يمكن تجنب سرطان الرحم والحفاظ على الصحة العامة". وقالت كارين سادلر المدير التنفيذي لصندوق أبحاث السرطان في العالم إن "الادلة بشأن القهوة مثيرة للاهتمام وهي تدعم احتمال وجود صلة بين القهوة واحتمال الاصابة بالسرطان ولكن الامر يتطلب المزيد من الابحاث".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/حزيران/2014 - 5/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م