النشرة الكهربائية

زاهر الزبيدي

 

 "النشرة الكهربائية" برنامج يعرض على بعض الفضائيات العراقية.. أراقبه وجهاز التلفاز يعمل على خط السحب من المولدة الأهلية في أغلب الأحيان.. البارحة كانت نسبة التجهيز في بغداد.. 21 ساعة يومياً.. على الرغم من أن القطع المبرمج عاد ليثبت وجوده كحقيقة واقعة بعيداً عن كل التصريحات التي أطلقت قبل وبعد الإنتخابات وكل الحديث عن بيع الكهرباء لدول الجوار.. أقول أخيراً إنتصر أصحاب المولدات على كل الجهد الحكومي المبذول والمبالغ التي صرفت لتحسين واقع صاحبة الجلالة "الكهرباء".

ومابين الكهرباء والنفط.. يجري السجال في ترامي التهم التي أدت الى تردي واقع الكهرباء فالكهرباء تقول أن النفط لم تزودها بالوقود اللازم لتشغيل المحطات.. وصاحب النشرة الكهربائية قارب لنا الكهرباء الى 24 ساعة يومياً.. ومجلس الوزراء صادق على تجهيز المولدات الأهلية والحكومية بحصة الكاز لأربعة أشهر إعتباراً من حزيران القادم، وحدد مجلس المحافظة سعر الأمبير الواحد من تلك المولدات بـ 6 آلاف دينار.. والمواطن أضحى بين سندان المولدات ومطرقة القطع المبرمج وكل ذلك ليس سوى إعترافاً بعد قدرة وزارة الكهرباء على تأمين الـ 24 ساعة الموعودة.

أين تكمن مصيبتنا في الكهرباء؟.. وزراء يجلسون في إجتماع واحد يجمعهم بالسيد برئيس مجلس الوزراء والسيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة.. ومعهم كل الوزراء.. وغير قادرين على حسم موضوع الوقود وتجهيزه وتحديد آلية مناسبة لضمان عدم إنقطاعه عن محطات التوليد.. وحسم الموضوع مستقبلاً والى الأبد.. وتدارك أسباب الإنقطاعات التي تحصل في الشبكة الكهربائية لأسباب التوليد أو النقل أو التجهيز لأن ذلك يعتبر مأخذا كبيراً على الحكومة التي من المفترض أن أعلى درجات التنسيق تتم في إجتماعاتها الأسبوعية، على الحكومة أن تعترف بعجزها عن توفير تلك الخدمة لأبناء شعبها وأن تعمل على خصخصة قطاع الكهرباء ومنحه كفرص استثمارية كبيرة للقطاع الخاص لإستلام زمام المبادرة في ذلك.

توترات كبيرة إنتابت بعض المحافظات الجنوبية، البصرة والناصرية، بسبب ضعف تجهيز الكهرباء تركت إنطباعات مؤلمة عن واقعها المرير وكأنها ستصبح عقدتنا الأبدية.

وفي خضم التساؤلات الكثيرة عن القطع المبرمج ماذا لو تم إيقاف برنامج " النشرة الكهربائية " لأننا نعتقد أنه لايمثل سوى خدعة.. لا تنطلي على أبناء شعبنا لأنه يتابعوها وهم يتلقون الكهرباء من خطوط المولدات الأهلية وجلادوها وبالأخص في فترة الإمتحانات الوزارية وما قبلها والمرجح أن كل إرتفاع بدرجة الحرارة درجة مؤية واحدة يفقدنا ساعة تجهيز كاملة.. فمع أدنى إرتفاع بسيط في درجات الحرارة ونحن لازلنا في حدود الـ 35 درجة مئوية تدهور التجهيز ؛ فماذا سيكون عليه تجهيزها حينما ترتفع درجة الحرارة لتصل سقف الـ 55 درجة مئوية وتصبح بيوتنا كالأفران؟.. فبلا نشرة كهربائية رجاءاً.. حفظ الله العراق.

[email protected]

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/حزيران/2014 - 3/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م