متحف" ذاكرة الإسلام التجسيدي" في كربلاء..

صرح جديد يجسد الدعوة المحمدية بأيقونات فنية مميزة

 

شبكة النبأ: بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف افتتح في كربلاء المقدسة وبحضور وفد مكتب آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي" دام ظله" وحضور رسمي وجماهيري كبير يتقدمهم محافظ كربلاء المقدسة، متحف" ذاكرة الإسلام التجسيدي" والذي يعد أول واهم متحف للتاريخ الإسلامي وأهل البيت (ع) على مستوى العراق، هذا الجهد المتميز كان من انتاج "لجنة احياء شعائر اهل البيت عليهم السلام".

ويتكون هذا المتحف المميز والفريد والذي أقيم على مساحة 1200 م في مرحلة الأولى، من (16 جناحاَ) يختص كل جناح بمشهد تأريخي خاص من حياة الرسول الأعظم وحتى استشهاده (ص) مع وجود لوحة تعريفية لكل حادثة، هذا بالإضافة الى معاجز بعض الأنبياء.

شبكة النبأ المعلوماتية حضرت هذا الافتتاح الكبير والتقت الشيخ محمد تقي الذاكري من مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية واحد المشرفين على هذا المتحف حيث تحدث لنا قائلا: "متحف الفن التجسيدي في كربلاء المقدسة يعد أول متحف متخصص في تاريخ الإسلام المعاصر، فبجهود مباركة من قبل بعض الإخوة والأخوات تم تجسيد تاريخ الإسلام بشكل فني وبتقنية عالية جدا، تساوي التقنيات العالمية من اجل التعريف بتاريخ الإسلام بشكل معاصر يتماشى والتقدم المهم الذي يشهده العالم".

ويضيف الذاكري لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): "أردنا ومن هذا الجهد الفني إبراز أهم سمات وملامح الدعوة المحمدية بيان محاسن التاريخ الإسلامي ولتعريف العالم بقيم وأهداف الإسلام، خصوصا وان البعض ممن يدعون الإسلام قد سعوا الى تشويه تلك الصور الرائعة. وهذا المشروع كان بتوجيه مباشر من سماحة المرجع الكبير آية الله السيد صادق الشيرازي وبرعاية مؤسسة الامام الشيرازي العالمية، ولكن كل هذا العمل كان بجهود وهمة "لجنة احياء شعائر اهل البيت عليهم السلام" التي أخذت على عاتقها إكمال هذا الصرح المهم الذي استمر العمل به ما يقارب سنة ولكنه دوام لجهد أربعة أعوام".

السيد هادي الذاكري وهو أيضا احد المشرفين على هذا المتحف قال لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): هذا المشروع قام بانجازه مجموعة من النساء المؤمنات قبل عدة سنوات في سوريا، حيث تم تشكيل متحف مصغر لمجموعة من الأعمال عن ظلامات أهل البيت (ع)، وقد بدأ العمل بذلك في الحوزة الزينبية في سوريا، و تم في وقتها تجسيد "14 مجسما" يحاكي مظلومية أهل البيت(ع) وواقعة كربلاء والغدير وعرض لمدة "40 يوم".

ويضيف هادي لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): "ببركة هذا العمل الخيري فقد اهتدى العديد من الأشخاص. بسبب ما احدثته تلك الأعمال من تأثيرات مباشرة في نفوس المتلقين الذين عاشوا تلك الوقائع بشكل مباشر هذا بالإضافة الى ان اغلبهم لم يكن يعي او يدرك الحقيقة. وبعدها تم نقل الأعمال الى كربلاء حيث تم عرضها في أيام محرم، على مساحة صغيرة من الأرض تبرع بها احد الإخوة".

وبعد ذلك وعندما شاهد بعض أصحاب الخير هذه الإبداعات وتأثيرها تبرعوا لإقامة متحف خاص. لكنها لاتزال تحتاج أيضا لجهود أهل الخير في سبيل إتمام هذا المشروع الضخم فلانزال نحتاج لبناء أقسام أخرى للمتحف، الذي أبصر النور وبدعم أهل الخير والزوار الذين تبرعوا ببعض المبالغ.

السيد علي عبد الحسين كمونه ممثل بعثة الأمم المتحدة في كربلاء تحدث الى (شبكة النبأ المعلوماتية) وقال: "اليوم وبكل فخر واعتزاز حضرنا افتتاح "متحف ذاكرة الإسلام" المجسم والذي يعد المتحف النوعي الأول في كربلاء، وهي نقلة نوعية باتجاه إحياء المراسيم والشعائر الدينية وكربلاء كما هو معروف هي مدرسة الشعائر والجهة النابضة بالفكر الحسيني وجسدت هذا الفكر من خلال "التكيات والعزوات والشعائر الاخرى".

وهذه النقلة النوعية اعتبرها نضج في التعامل مع هذه الشعائر ونقلها بشكل دائم حيث لم تعد تقتصر على أيام محرم فقط، ومن الممكن للأجيال ان تتعلم منها الكثير. نتمنى لهذا العمل التطوير ونتمنى ان يدخل معه الصوت وباقي المؤثرات الفني الأخرى نتمنى ان تكون هناك وقائع أكثر وإنشاء الله هذا ليس على الجهة المؤسسة فقط والتي نقدم لها ولسماحة المرجع السيد صادق الشيرازي الشكر الجزيل على هذه الالتفاتة الرائعة.

فالمطلوب من المنظمات الدولية الاهتمام بهذا المشروع وسنعمل كبعثة دولية على رفع تقرير الى منظمة اليونسكو، ويجب ان يكون هناك اهتمام بهذا المشروع لكونه جزء من إحياء التراث الإسلامي وأيضا نتمنى ونطالب الحكومة المحلية أن تهتم بهذا المتحف وتعمل على توسيعه، باعتبارها هوية لهذه المدينة المقدسة هذا بالإضافة الى أهميته الفكرية والاقتصادية تعليمية نتمنى من باقي المؤسسات ان تنتهج هذا النهج من اجل النهوض بالفكر الصحيح لمحمد وال بيت محمد (ص).

اما الدكتور حسين جواد احمد قائم مقام قضاء مركز كربلاء المقدسة فقد تحدث الى (شبكة النبأ المعلوماتية) بالقول: "هذا ما عودتنا عليه الحوزة الشيرازية الكريمة فيما تبذله من أفكار عظيمة وجديدة، واليوم شهدنا حضور رسمي وجماهيري كبير لافتتاح متحف مهم جسد مواضيع قيمة من تاريخ الأمة الإسلامية، واستطاعت الجهود النيرة التي يمتلكها مكتب السيد المرجع من توظيف العناصر الأساسية التي تمثلت بالرسالة والإمامة والشهادة وإخراجها بشكل مجسم رائع، بما يوصل رسالة واضحة للمتلقي وبمختلف الثقافات والاتجاهات، واستطاع هذا المتحف ان يوصل رسالة مهمة عن الدعوة التي نهض بها الرسول محمد (ص) مع قلة العدد وخذلان الناصر، من تأسيسي امة من أعظم الأمم واستطاع هذا المتحف ان يسلط الضوء أيضا على دور الإمامة باعتبارها امتداد طبيعي للرسالة بمواقف مهمة. هذا بالإضافة الى توضيح بعض المؤامرات التي استهدفت دور الرسول وخط الرسالة".

ويضيف جواد لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): "وبدورنا كقائمقام المركز نشكر كل الجهود التي ساهمت بانجاز هذا الصرح الفكري الإسلامي المهم التي عجزت الحكومة بل وحتى المركزية عن اقامته. وسنسعى بقوة على ضرورة تخصيص ارض كبيرة لتجسيد ظلامات أهل البيت (ع) من زمن الرسول حتى يومنا هذا وسوف نسعى الى تخصيص هذه الأرض إنشاء الله وتخصيص الأموال الكافية لإنشائها كمتحف فكري إسلامي".

الشيخ جعفر الحائري تحدث لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) وقال: "من أجمل أنواع التبليغ ان يكون التبليغ عملي، بحث المواعظ وتفسير الآيات ومباحث التاريخ والاعتقاد، الخطيب ينقلها والأستاذ في تدريسه يبينها ولكن أوج التأثير عندما يكون القارئ قادر على التجسيم، والسيد كاظم القزويني رحمة الله كان له القدرة على التجسيم على المنبر فالمستمع يرى نفسه في الموقع، فانا ان أردت ان أبين ان مسألة تاريخية او أخلاقية او اجتماعية يجب ان أبين ماهي عاقبة الشخص الحسود او من هو مرتكب الغيبة او الكاذب لذا يجب ان أجسم هذا لناس كي يكون أكثر تأثيرا، وقد تعلمنا هكذا أسلوب من السيد المرجع محمد الشيرازي رحمه الله، عندما كنا نذهب الى التبليغ فكنا في يوم العاشر نجسد واقعة حرق الخيام وكنا نرى تأثيرها على الناس اكبر".

الأستاذ عدنان الصالحي مدير مركز المستقبل لدراسات والبحوث تحدث عن هذا المتحف حيث قال لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): "سمعت كثيرا عن تاريخ الإسلام لكني اليوم رأيت تاريخ الإسلام متجسد في هذا المعرض، اليوم يستطيع أي شخص ان يتعرف على تاريخ الإسلام بهذه المواضع وهذه الشخوص، اعتقد ان هذه الأعمال باكورة لعمل إسلامي حديث ينقل للعالم النظرية الإسلامية بواقعها الحي مجسدة بشخصنة الأمور بواقع الحال وبمسرح التراجيديا الواقعية".

أتمنى ان تكون هذه الانطلاقة هي الانطلاقة الأولى لنقل تاريخ الإسلام مفصلا بصدق وبواقعية ليطلع الجميع على من هو حامل الإسلام الحقيقي وحامل الإسلام القشري، واعتقد ان الجميع يجب عليه تحمل هذه المسؤولية لتجسيد وتوسعة هذه الأعمال ونقلها الى جميع المحافظات وباقي الأقطار الإسلامية، كي يكون تاريخنا مجسد بالواقع الحي الذي يستطيع اي فرد خارج الإسلام ان يراه متمثل بشخوص ووقائع حيه تنقل الى العالم الخارجي كي نستطيع ان نتحدث عن الإسلام بالواقعية وليس من خلال الكتب فقط.

السيد هاشم المطيري يقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): "ان الإسلام متجدد ببعثته برسالته بمأساته فحتى المأساة تتحول الى انتصار وإبداع وتقدم. ان الأخوات والإخوة الذين قاموا بهذا العمل الرائع لتوثيق مسيرة رسول الله (ص) قد جسدوا الحقب التاريخية بواسطة أعمال تجسيدية رائعة وبإمكانيات بسيطة، وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على ان الأمة المحمدية العلوية الحسينية، امة حية ليس فقط بعلمائها ورجالها بل بنسائها وأطفالها وكلهم مبدعون وكلهم حملة للرسالة المحمدية والنهج العلوي على مدى العصور".

فتقديم الشعيرة المأساوية بالشكل التجسيدي او الفن التشكيلي او الشعر هو إبداع، وعندما تتجول في أروقة هذا المتحف فانك سوف تنتقل عبر عصور التاريخ الى تلك الأيام التي عشاها رسول الله (ص) بشعور خاص ويحدث لك عصف ذهني وتشاهد كيف كان رسول الله (ص) يعاني بين أناس كلهم شرك وكيف استطاع نشر هذا الدين العظيم.

الشيخ ناصر الاسدي من مكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد الصادق الشيرازي يقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): "هذا المتحف الذي سمي "بذكره الإسلام" هو متحف فني راقي جميل ومميز، وهو الوحيد في مدينة كربلاء وسيصبح مع مرور الزمن من مآثر وأمجاد هذه المدينة المقدسة، وهو أسلوب رائع لإظهار حقائق تاريخ الإسلام، يعني لقطه واحدة ينظر إليها من لايعرف تفاصيل التاريخ يمكن ان يتأثر بها تأثرا كبيرا".

فهذا المتحف الجميل مصداق للآية الكريمة " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ " الفنون عموما بمختلف أنوعها، واقصد الفنون الإنساني النافع الفن الايجابي هي حكمة في التبليغ وإيصال الرسالة الى العالم والى إي جهة تتعاطى مع هذا الفن، وهو شيء رائع جدا ونموذجي بامتياز.

هذا من الجدير بالذكر ان الافتتاح قد شهد حضور الكثير من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية وشيوخ العشائر والوجهاء من داخل وخارج محافظة كربلاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 31/آيار/2014 - 1/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م