التحليل الاستراتيجي وحاجة المؤسسات

إعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: على المستوى الحكومي في العراق مثلا، كثيرا ما نشاهد هذا الفشل في المشاريع وفي اعمال الوزارات، او الدوائر التابعة لها، وهو فشل مزمن ينسحب حتى على مستوى الافراد في اعمالهم الخاصة، او المؤسسات والشركات التي لديها اعمال ومشاريع تستهدف الاخرين.

سبب الفشل الرئيسي هو غياب التحليل الاستراتيجي لدى اصحاب القرار وبالتالي غياب التخطيط الذي يستتبع ذلك التحليل.

الفشل الحكومي له اسباب تراكمية اخرى، لست في وارد الحديث عنها في هذه السطور، الحديث سيكون عن مدى قدرة استفادة المؤسسات الخاصة التي ظهرت بعد العام 2003 او التي كانت اقدم من ذلك، والتي تأسست في بلدان المهجر، واستفادت من كل شيء الا من التحليل الاستراتيجي لمشاريعها واعمالها، ونقلت هذا الخلل الى العراق بعد تبييء مؤسساتها في المجتمع العراقي.

ما هو التحليل الاستراتيجي؟

انه في ابسط تعريفاته: فحص واستكشاف البيئة الداخلية والخارجية التي تحيط بعمل المؤسسة.

التحليل الاستراتيجي وحسب هذا التعريف، يقوم بفحص المنظومة الداخلية لمؤسسة الأعمال لتحديد نقاط القوة التي تتميز بها نظم المؤسسة المختلفة ونقاط الضعف التي تعاني منها تلك النظم. فيما يتعلق بالبيئة الخارجية فإنه يتنبأ بالفرص التي توفرها البيئة للمؤسسة وكذلك التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها من البيئة الخارجية.

هناك عدد من المسلمات الأساسية التي تعبر عن الركائز القاعدية للتحليل الاستراتيجي التي يمكن أن نتناولها كما يأتي:

اختيار الأهداف

‌الحرية النسبية للفاعلين

‌العقلانية المحدودة

البناء

اشهر أداة للتحليل الاستراتيجي هي الطريقة المعروفة باسم SWOT) )، ويعتبر أداة مفيدة لفهم عمل المنظمة من الداخل والخارج. حيث يأخذ تحليل نقاط القوة والضعف بالاعتبار العوامل الداخلية للمنظمة، ويصنف كل عامل من هذه العوامل كعامل قوة أو ضعف بالنسبة لها.

إن تطبيق طريقة العصف الذهني لتقصي أوضاع البيئة الخارجية والداخلية للمؤسسة سيقود إلى مجموعة من العناصر التحليلية التي تمثل ما يسمى بمصفوفة التحليل الرباعي (SWOT). وقد لا يكون بين العناصر التحليلية أي رابط أو عامل مشترك أو علاقة ظاهرة. لذا، فأنه ما لم يكن هناك جهد منظم وحرص على ربط هذه العناصر ببعضها البعض، فلن تكون لها أهمية وجدوى خاصة في تحديد وتوضيح خيارات السياسات والاستراتيجيات الأساسية التي تواجه المؤسسة.

• عنصر القوة: يمثل العوامل والجوانب الإيجابية الداخلية بالمؤسسة التي تعطي المؤسسة ميزة إستراتيجية في تحقيق أهدافها في مجالات معينة.

• عنصر الضعف: مجموعة من جوانب القصور والمعوقات الداخلية بالمؤسسة التي ينتج عنها عجز هذه المؤسسة عن تحقيق الأهداف المرسومة لها، وهي عكس عوامل القوة.

• عنصر الفرص: يتضمن العوامل الخارجية المفضلة والمشجعة للمؤسسة والتي يمكن استغلالها والاستفادة منها لتحقيق أهدافها أو تجاوزها أهداف جديدة.

• عنصر المخاطر: العوامل الخارجية المحيطة بالمؤسسة التي تشكل مخاطر وتحديات غير مشجعة وحرجة أحياناً قد تواجه المؤسسة. وقد تتمثل بظهور مؤسسة جديدة منافسة، أو بطء في نمو السوق وقلة فرص التسويق، أو زيادة في حدة المساومة من قبل الجهات المستفيدة المشترية و/أو الموردة، أو تحولات وتغييرات تكنولوجية رئيسية، أو حتى تغير القوانين واللوائح التي تحكم العمل في هذا المجال.

ماهي نقاط القوة والضعف التي يراد تحليلها؟

تعريف نقاط القوة والضعف الداخلية:

القوة: هي الأشياء أو الخصائص المتوفرة في المنظمة والتي تساهم بشكل إيجابي في العمل، مثل الموارد المالية، الكفاءات الإدارية، انخفاض تكاليف الإنتاج.

الضعف: هو بعض الأشياء أو الخصائص التي تدل على نقص أو ضعف في إمكانيات المنظمة بحيث تجعلها غير قادرة على التنافس، مثل ضعف الموارد المالية والبشرية، ضعف شبكة التوزيع، معدل الدوران العالي للعاملين.

تعريف الفرص والتهديدات الخارجية:

الفرص: هي تلك الظروف الزمانية والمكانية التي يمكن استغلالها لتحقيق أهداف المنظمة، وكثير من الفرص قد لا تتكرر بحكم الإرتباط بالعامل الزماني أو المكاني.

التهديدات: هي الأحداث المحتمل حصولها في المستقبل، والتي إذا ما حصلت فسوف تؤثر سلباً على أداء المنظمة، مثل دخول منافسين جدد، أو نمو قوة التفاوض لدى المشترين أو الموردين، ومثل تغير أذواق المستهلكين.

بعد الانتهاء من التحليل يمكن الدخول الى ما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي، الذي يجب ان يأخذ على عاتقه دمج تقييم عناصر البيئة الخارجية (الفرص والتهديدات) مع أنشطة الإدارة الداخلية (القوة والضعف)، وفي ضوء تلك النتائج يتبن لنا الإستراتيجيات التي يتوجب العمل بها.

ويمكن تلخيص هذه الإستراتيجيات طبقاً للآتي:

إستراتيجيات هجومية: وتهدف لاستغلال الفرص، وتستخدم عند وجود فرص متاحة بالإضافة إلى نقاط قوة كبيرة.

إستراتيجيات علاجية: وتهدف لتصحيح نقاط الضعف الداخلية في المنظمة عند وجود فرص كبيرة لا يمكن استغلالها بسبب نقاط الضعف الموجودة.

إستراتيجيات دفاعية: وتهدف للدفاع ضد أخطار التهديدات المحيطة بالمنظمة، وتستخدم عند توفر نقاط قوة وبوجود تهديدات محيطة.

إستراتيجيات إنكماشية: وتهدف للتقليل من التهديدات الخارجية ومعالجة نقاط الضعف الداخلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/آيار/2014 - 28/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م