اردوغان وإستراتيجية الخشونة السياسية لاحتكار السلطة

 

شبكة النبأ: ما زال اردوغان يواجه خصومة الغاضبين بغضب أكبر، وصل حد الإشارات والصفع والركل.

وفي السياق ذاته ما زال يواصل حملة التطهير الكبير داخل مؤسسات الدولة "الداخلية، الدفاع، القضاء، البنوك، التعليم...الخ"، للقضاء على ما اسماه "الدولة الموازية"، والتي يتخوف منها كثيراً على مستقبله السياسي، بعد ان دعا أنصاره في حزب التنمية والعدالة الى توجيه "صفعة عثمانية" لهم في انتخابات المجالس المحلية، فكان له ما أراد.

اردوغان اليوم، يستعد للدخول من جديد في العملية السياسية، فبعد عقد من الزمن حكم فيها تركيا "كان فيها رئيس الوزراء الأقوى والأكثر شعبيته منذ زمن اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، كما يرى المتابعون والمحللون"، يحاول الاستمرار بحكم تركيا، لكن من خلال الحصول على كرسي رئيس الجمهورية.

ولان منصب رئيس الجمهورية في النظام البرلماني التركي تشريفي وليس تكليفي، بصلاحيات لا تضاهي صلاحيات رئيس الوزراء، حسب دستور تركيا، فقد سعى اردوغان، الى اجراء سلسلة من التغيرات التي قد تغير من مكانة رئيس الجمهورية وتجعله منافساً قوياً لمنصب رئيس الوزراء، الذي قد يتبادله مع رئيس الجمهورية الحالي "غول".

وبالعودة الى الاعتراضات المتزايدة من قبل أحزاب المعارضة والنقابات والمتظاهرين من المواطنين الاتراك، على سياسة اردوغان، فان الكثيرين اتهموه بالانفراد بالسلطة، إضافة الى تقييد العديد من الحريات العامة، والتدخل في القضاء، واقصاء الخصوم، ومحاولة احداث تغيير عميق في وجه تركيا العلماني لصالح الاخوان المسلمين الذين دعمهم اردوغان بقوة في مصر وغيرها، كما يرى محللين سياسيين.

ويبدو ان الأخير لا يلتفت كثيراً لآراء منتقديه، معتمداً بذلك على داعميه، وقد برز ذلك من خلال الخشونة التي واجه بها اردوغان معارضيه في الراي. 

مشاحنات اردوغان

فقد خاطب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحشود الغاضبة المطالبة باستقالته من منصبه وهو محاط بعشرات من الحرس الشخصيين بينما كان الأهالي في حالة من الصدمة والحزن بعد أسوأ كارثة صناعية تشهدها البلاد.

وبوجه عابس يعترض أردوغان على الكلام الموجه له من عدد من المتظاهرين ملوحا بإصبعه في وجوههم قبل أن ينحني باتجاههم فوق أحد حواجز الشرطة محذرا إياهم بالقول "لا تكونوا وقحين" بحسب أحد مشاهد صورها أحد الموجودين بهاتفه وبثتها وكالة دوجان للأنباء، وأضاف "إذا أطلقت صيحة استهجان ضد رئيس وزراء هذه البلاد ستتلقى صفعة"، ويبدو أنه كان يعني ما يقول.

وتحدى أردوغان متظاهراً آخر بقوله "تعال إلى هنا وتهكم علي" قبل أن يشق موكبه طريقهم إلى داخل أحد المتاجر، وفي حين أظهر مقطع فيديو قصير آخر ولكنه مشوش أردوغان وهو يصفع رجلا يرتدي قميصا أزرق قبل أن يقع الأخير على الأرض قرب ثلاجة للآيس كريم بينما كان حراس شخصيون يرتدون بزات ينهالون عليه باللكم والركل. بحسب رويترز.

إلا أن تانر كوروشان أوضح في وقت لاحق أن أردوغان لم يتمكن من السيطرة على نفسه في تلك اللحظة و"صفعه لا إراديا"، في حين نفى مساعدو أردوغان أن يكون رئيس الوزراء قد صفع أي شخص، ولكن هذا الشجار أظهر بشكل صارخ الميول المندفعة لرجل هيمن على السياسة التركية لأكثر من عقد من الزمن والذي يأخذ أي انتقاد لقيادته على أنه إهانة شخصية وعميقة له، ولكن على الرغم من أن صوره وهو يواجه السكان الغاضبين لبلدة لا تزال تدفن موتاها قد تثير الصدمة إلا أنها من غير المرجح أن تعوق طموحه ليصبح أول رئيس منتخب شعبيا لتركيا في أغسطس آب المقبل أو أن تلطخ صورته بشكل لا يمكن إصلاحه بين طبقة من المحافظين دينيا الذي يرونه كبطل.

فبالنسبة لهؤلاء أردوغان لم يقدم لهم فقط ارتفاعا في مستوى المعيشة في خلال العقد الماضي ولكنه قدّم أيضاَ العدالة الاجتماعية والترويج للقيم الإسلامية والصراع من أجل شريحة من الشعب كانت مغيبة بشكل كبير عن السلطة لغالبية القرن الماضي من قبل نخبة علمانية تطمح للتوجه نحو الغرب، وبالنسبة إليهم أيضا إذا كان كل ذلك يعني المشاكسة السياسية فلا مانع من ذلك.

وبدأت مشاهد الشجار بين أردوغان والمتظاهرين تظهر تدريجيا على حفنة من المواقع الإخبارية الإلكترونية وعلى وسائل التواصل الاجتماعية منذ زيارة أردوغان إلى بلدة سوما وهي بلدة صغيرة تقع على بعد 480 كيلومترا جنوب غرب إسطنبول حيث قتل أكثر من 300 عامل منجم بعد أن أدى حريق إلى انبعاث غاز أول أكسيد الكربون في منجم فحم.

وأطلقت الكارثة احتجاجات على نطاق صغير في عدد من المدن في جميع أنحاء البلاد شارك فيها محتجون غاضبون مما اعتبروه العلاقة الحميمة بين حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان مع كبار رجال الأعمال وفشله في توفير شروط الأمان للعمال وعدم الإكتراث.

ولم يفعل أردوغان الكثير للتخفيف من التوتر وعبر عن أسفه لوقوع الكارثة خلال زيارته إلى سوما ولكنه دخل إلى مؤتمر صحفي عقده هناك وبحوزته أمثلة عن كوارث مماثلة حصلت خلال العهد الفيكتوري في بريطانيا عندما كان الأطفال يعملون في حفر المناجم على ضوء الشموع ومصابيح الزيت واتخذها وسيلة للدفاع عن نفسه ضد أي إمكانية لإلقاء اللوم سياسيا عليه، وقال أردوغان "الانفجارات المماثلة تحدث طوال الوقت" تاليا أمثلة يعود تاريخها إلى ما قبل قرن ونصف.

أوضح كوروشان أنه لم يكن من ضمن المحتجين وأنه كان ذاهبا إلى المتجر للتبضع عندما انتشر حراس أردوغان بالقرب من قسم بيع الفاكهة، وأظهرت مقاطع الفيديو كوروشان واقفا عند المدخل وكأنه يومئ للتهدئة، وروى كوروشان ما حدث لتلفزيون "قناة دي" بالقول "رأيت الحشود قادمة باتجاهي وانتهى بي الأمر وجها لوجه مع رئيس الوزراء".

وأضاف "في تلك اللحظة بدأ الحراس الشخصيون بدفع الناس في أرجاء المكان وللأسف لم يتمكن رئيس الوزراء من السيطرة على غضبه الشديد وصفعني لا إراديا" مظهرا الجروح التي أصيب بها على ذراعه وعنقه بعد أن انهال عليه حراس أردوغان بالضرب.

وقال الناطق باسم حزب العدالة والتنمية حسين جيليك إنه شاهد المقاطع المصورة ورأى أنه لا يوجد أي دليل مرئي على أن رئيس الوزراء ضرب أي شخص، في حين اتهم كبير مستشاري أردوغان يالشين أكدوغان "أفراد عصابات" بمهاجمة موكبه بينما كان يحاول لقاء عائلات مكلومة.

في اليوم عينه التقطت صور لأحد مساعدي أردوغان الشخصيين يوسف يركيل وهو يركل أحد المتظاهرين بعد أن صرعه وثبته على الأرض عدد من عناصر القوات الخاصة المسلحين، وقال يركيل الذي أعطي عطلة لمدة أسبوع إنه لم يتمكن من السيطرة على نفسه في وجه الإستفزاز، واعتبر جيليك أنه من المستحيل معرفة الحقيقة كاملة من صورة واحدة.

ولكن بغض النظر عمن وجه اللكمة الأولى لم تلقِ هذه الحوادث الضوء فقط على الجانب الغوغائي للسياسة التركية ولكن أيضا على تنامي الإستقطاب في البلاد عموما وهو ما استغله أردوغان لتعزيز الدعم له.

وقال وولفانجو بيكولي المدير الإداري لشركة تينيو انتليجانس المتخصصة في أبحاث المخاطر السياسية "حتى لو تمكن أردوغان من الخروج من هذه الكارثة بأضرار محدودة إلا أن ما حدث زاد من الإحتمال القائل بأنه إذا ما انتخب رئيسا في أغسطس آب المقبل فهو سيقود بلادا منقسمة بشكل عميق ستكون التوترات وانطلاق التظاهرات المتقطعة المناهضة للحكومة العرف السائد الجديد".

ويلعب خطاب أردوغان السياسي على الإنقسام الكامن الذي يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي عندما بنى مصطفى كمال أتاتورك في العشرينيات من القرن الماضي جمهورية علمانية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية وأقصى الإسلام من الحياة العامة واستبدل الأحرف العربية بتلك اللاتينية وروج للباس الغربي وحقوق المرأة.

وبالنسبة إلى الكثير من بين أنصاره العقائديين فإن أردوغان وحزب العدالة والتنمية ذا الجذور الإسلامية يمثلان فرصة لإصلاح موازين القوى وتصفية الحسابات، وهو خطاب ذو تأثير هائل في معاقله المحافظة في الأناضول.

فبعد أسابيع من التظاهرات المناهضة للحكومة في الصيف الماضي إلى فضيحة فساد مست الدائرة المقربة منه أوائل هذا العام ألقى أردوغان جانبا بالتحديات التي تواجه سلطته معتبرا أنها جزء من مؤامرة مدعومة من جهات أجنبية واعتداء على قيم تركيا الأساسية، وقبل ذلك حصلت عدة مواجهات غاضبة.

فقام نواب في البرلمان بتبادل اللكمات وتراشقوا بزجاجات المياه خلال مناقشة في يناير كانون الثاني الماضي بشأن سيطرة الحكومة على القضاء، وقفز أحد نواب الحزب الحاكم على طاولة ووجه لأحد زملائه ركلة طائرة بينما تعارك آخرون بالأيدي وتبادلوا اللكمات وتطايرت الملفات والوثائق وشوهد حتى جهاز آيباد اللوحي طائرا في الهواء. بحسب رويترز.

ولكن على الرغم من هذه الاضطرابات اكتسح حزب أردوغان الخارطة في الانتخابات البلدية في 30 مارس آذار الماضي واسترجع المدن الرئيسية مثل إسطنبول وأنقرة معززا طموح زعيمه للترشح للرئاسة في غضون ثلاثة أشهر.

وعشية الانتخابات البلدية في مارس آذار توجه رئيس الوزراء بنبرته الحادة وهو الذي ولد لقبطان بحري فقير وأكسبته طفولته في منطقة كاسيمباسا الخشنة في اسطنبول صلابة إلى مؤيديه بالقول "توجهوا إلى صناديق الإقتراع غدا ولقنوهم درسا جميعا، لنوجه لهم صفعة عثمانية".

ولكن مشاهد الشجارات في سوما في ذروة كارثة وطنية اجتذبت اهتماما أكبر على تويتر ويوتيوب والصحافة الدولية أكثر مما ظهر في وسائل الإعلام التركية المكبلة ما يعني أنها عاصفة أخرى سيتمكن أردوغان من الخروج منها بارتياح.

وحتى كوروشان بدا إلى حد ما غير مرتاح للإهتمام الذي تلقاه، وأوضح "كانت فقط صفعة واحدة وأعتقد أن السيد رئيس الوزراء لم يقم بها وهو في كامل وعيه بل بشكل لا إرادي".

وعنونة صحيفة سوزكو المعارضة "رئيس الوزراء صفع مواطنا"، وزاد في اثارة الجدل احد مساعديه الذي ركل متظاهرا آخر طرحه ارضا شرطيون مدججون بالسلاح، واثارت صورة المساعد صدمة في البلاد واستنكارا في تركيا التي لا تزال تعيش حالة حداد.

وقال اكين تشيليك مدير الاستثمار في شركة سوما كومور ايسليتميليري ايه اس في مؤتمر صحافي في سوما "لم نرتكب اي اهمال في هذا الحادث" مرجحا ان يكون انفجار غبار الفحم سبب الحادث.

من جهته اشار رئيس مجلس ادارة الشركة الب غوركان الى "فاجعة كبيرة" مؤكدا ان المنجم يحترم كافة معايير السلامة، وتتهم الصحافة غوركان الذي يبدو انه مقرب من الحزب الحاكم، منذ وقوع الحادث بانه يعطي الاولية للأرباح على حساب سلامة عمال المنجم، وفي 2012 قال رجل الاعمال في حديث لصحيفة تركية انه نجح في خفض تكاليف الانتاج الى 24 دولارا للطن مقابل 130 قبل تخصيص المنجم.

وتشهد المناجم في تركيا باستمرار انفجارات ولا سيما في مناجم القطاع الخاص حيث لا تحترم قواعد السلامة في اغلب الأحيان، والحادث الاكثر خطورة وقع في 1992عندما قضى 263 عاملا في انفجار للغاز في منجم زونغولداك (شمال)، واجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عبد الله غول، وقال انه "يشاطر الام الشعب التركي"، كما قالت الرئاسة التركية.

حملة تطهير

فيما لمح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المتوقع أن يخوض انتخابات الرئاسة في أغسطس آب إلى أنه سيكثف حملته لتطهير مؤسسات الدولة للحد من نفوذ رجل دين يتهمه بمحاولة الإطاحة به، واستغل أردوغان كلمة ألقاها عقب اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه ليوضح أن معركته مع رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن لم تنته.

وتم إبعاد آلاف من ضباط الشرطة ومئات القضاة وممثلي الإدعاء وإقالة مسؤولين كبار في مؤسسات حكومية فيما ينظر إليها على نطاق واسع بإعتباره خطوة لتقليص نفوذ حركة خدمة التي يتزعمها كولن. بحسب رويترز.

ويوجه أردوغان الاتهام لكولن الذي يحظى بكثير من الأنصار في الشرطة والقضاء والجهاز الحكومي بالتخطيط لفضيحة فساد لمحاولة إسقاطه وبإقامة "كيان مواز" داخل الدولة، وكان قد دعا الولايات المتحدة لترحيل كولن الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999، وينفي كولن التخطيط للإطاحة بالحكومة.

وكان أردوغان قد قال إنه قد لا يتخذ القرار النهائي بشأن ترشحه للرئاسة إلا في منتصف يونيو حزيران لكن من المقرر أن يعقد مؤتمرا انتخابيا في كولونيا في ألمانيا بعد أن سهلت إجراءات تصويت الأتراك في الخارج.

وقال ياسين أقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المسؤول عن الشؤون الخارجية للصحفيين في اسطنبول إن فترة رئاسة أردوغان ستكون أقوى من رئاسة عبد الله جول الذي كان دوره شرفيا إلى حد بعيد، وأضاف "رئاسة طيب أردوغان لن تكون في حدود (دور) شرفي، الصلاحيات الواردة في الدستور الآن كبيرة جدا".

وقال إنه لن يتم إبعاد أي من أتباع كولن عن مناصبهم لمجرد عضويتهم في حركته وأضاف أنهم سيقالون إذا كانوا يعملون بالجهاز الحكومي ويتلقون أوامرهم من خارجه، وقال أقطاي "هي حرب الآن، لا سبيل للتراجع"، وقال أردوغان في اجتماع بإقليم افيون قره حصار بغرب البلاد "إذا كان نقل من خانوا هذا البلد من موقع إلى آخر حملة على المعارضين فنعم سنشن حملة على المعارضين"، وأضاف "بمبضع جراح سنستخلص الحليب من هذا الماء العكر"، وأذيعت كلمته الافتتاحية والختامية على التلفزيون.

وقاطع أردوغان نقيب المحامين الأتراك أثناء حديثه واتهمه بالوقاحة لانتقاده الحكومة في كلمة خلال الاحتفال بتأسيس المحكمة الإدارية العليا التركية قبل أن يخرج مسرعا من القاعة، وفي أحدث تغييرات بالجهاز الحكومي أقالت بورصة اسطنبول ثلاثة موظفين.

وقال وزير المالية محمد شمشك في مؤتمر في اسطنبول "إذا شعرنا أن بعض هؤلاء الموظفين الحكوميين الكبار مرتبطون بما يسمى الدول المارقة فإن علينا بالطبع أن نتحرك، لا غضاضة في ذلك".

وناشد أردوغان أعضاء الحزب الإبلاغ بأي معلومات عمن يشتبه في أنهم من مؤيدي حركة خدمة وقال "أقول لكم أصدقائي الأعزاء، عليكم إبلاغنا بمن يفعل ماذا وأين بهذا الخصوص"، وأضاف أنه إذا لم تتخذ الحكومة إجراء "فسنكون ضالعين في الخيانة في هذا البلد".

فيما وافق نواب البرلمان التركي على تشكيل لجنة للتحقيق في مزاعم فساد طالت وزراء سابقين، فيما حذر مراقبون من أن الحزب الحاكم سوف يستخدم أغلبيته البرلمانية لإملاء نتيجة التحقيق، وتلاحق حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مزاعم فساد منذ فترة أشهر عقب احتجاز الشرطة في ديسمبر/كانون الأول للعشرات وبينهم مسؤولون بالحكومة وأبناء ثلاثة وزراء في ذلك الحين.

من جهته يرفض أردوغان الاتهامات بارتكاب مخالفات ويصور تحقيق الفساد على أنه محاولة للإطاحة به من أعضاء في الشرطة والقضاء يؤيدون رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي كان حليفا له ثم تحول إلى منافس مرير.

وأثناء نقاش برلماني طويل قال أعضاء في حزب العدالة والتنمية إن البرلمان سيكشف حقيقة المزاعم ومنها أن مسؤولين حكوميين قبلوا رشا وارتبطوا بعلاقات مع عصابة إجرامية تهرب الذهب إلى إيران. بحسب فرانس برس.

وقال المشرع الكبير عن حزب العدالة والتنمية نور الدين جانيقلي متحدثا عن اللجنة التي يمكن أن يستغرق عملها ما يصل إلى أربعة أشهر "ليس لدينا شك في أنفسنا، دعونا نحقق في كل شيء، دعونا نوضح كل الإبعاد، لا يمكن لأحد التغطية على تلك المزاعم، أيا كان ما ينبغي عمله يجري عمله بصورة قانونية".

واستقال الوزراء السابقون للاقتصاد والداخلية والتطوير الحضري بعد تفجر الفضيحة وفقد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي أيجمين باجيس منصبه في تغيير وزاري، ونفى الأربعة ارتكاب أي مخالفات.

وأثناء النقاش نفى باجيس مجددا الاتهامات وأشار إلى أن أتباع كولن لفقوها وقال "كنت هدف اتهامات منتظمة من منظمة متهورة مستعدة لعمل أي شيء لتحقيق أهدافها"، وذكر مسؤول من حزب الشعب الجمهوري المعارض أن لجنة التحقيق البرلمانية غير كافية واتهم الحكومة بمحاولة دفن التهم.

وقال عضو البرلمان عن الحزب عاكف حمزة جيبي قبل موافقة المجلس على تشكيل اللجنة "هذا سيقدم بالتأكيد إلى المحكمة العليا في يوم ما، لن يغطى على الفساد"، واتهمت المعارضة الحكومة بالتعتيم على النقاش بعدما علق التلفزيون الحكومي تي.آر.تي تغطيته رغم أنه يذيع في العادة الجلسات البرلمانية لكنه قال إنه سيبث برامج رياضية أثناء تلك الفترة، وسجل مشرع من حزب الشعب الجمهوري النقاش الصاخب بكاميرا محمولة ليبثه عبر الإنترنت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/آيار/2014 - 23/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م