أمريكا والإرهاب... حرب مقدسة للبقاء على عرش العالم

 

شبكة النبأ: الحرب ضد الإرهاب، شعار رفعته أمريكا على المستوى العالمي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي هزت امريكا من الداخل، وقد خاضت لأجل هذه الحرب المقدسة من الطرفين (التنظيمات الجهادية والولايات المتحدة وحلفائها) العديد من الحروب أبرزها كانت في أفغانستان والعراق، مستهدفةً التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة الأكثر خطورة وانتشاراً.

واليوم وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، استخدم خلالها جميع المعدات الحربية وتقنياتها الحديثة، إضافة الى الجهد الاستخباري والأموال والاعلام، من دون الوصول الى حل جذري لاستئصال الإرهاب او القضاء عليه.

وقد جاءت ثورات ما يسمى بـالربيع العربي لعزز دور التنظيمات الإرهابية وخلاياها النائمة، للمشاركة بصورة مباشر (كما في سوريا وليبيا واليمن) او بصورة غير مباشرة (كما في مصر وتونس) في الاقتتال او تولي السلطة في هذه الدول، إضافة الى توفر البيئة المناسبة التي خلقتها هذه الثورات أثر الفوضى وانعدام الامن الذي تلاها، لولادة العديد من الحركات المتطرفة (أمثال داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة وبيت المقدس...الخ).

وفي خلفية الازمة السورية، تكشف امر جديد، ربما لم يكن ليتصور في بال الولايات المتحدة وحلفائها الاوربيين، وهو اقدام المئات من مواطنيها على الذهاب من بلدانهم الى سوح الجهاد في بلاد الشام للانضمام الى المجاميع المتطرفة والقتال الى جانبها، بل وتحول البعض منهم الى تنفيذ عمليات انتحارية، كما حدث في عملية السجن المركزي في سوريا، إضافة الى رحيل النساء ايضاً، لكن لمشاركة المقاتلين في "جهاد النكاح" على طريقة التنظيمات الجهادية.

وقد أشار الكثير من المحللين، الى ان مهمة الولايات المتحدة لمجابهة الإرهاب على طريقة المجابهة المباشرة ارهقت الولايات المتحدة الامريكية كثيراً، كما انها لم تأتي بنتائجها المرجوة، لذلك أعاد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" رسم سياسة مكافحة الارهاب في بلاده على طريقة "القيادة من الخلف"، إضافة الى العمليات الخاطفة والمحدودة، والتي تهدف الى تقليل حجم الخسائر البشرية والمادية لها، مع التركيز على "الذئاب المنفردة" اللذين تتخوف منهم الولايات المتحدة الامريكية كثيراً، كونهم اول المرشحين لشن هجمات تستهدف الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة.

شبح ليبيا يطارد اوباما

فقد عاد شبح بنغازي للظهور من جديد، وطفا على السطح مرة أخرى الجدال حول الهجوم الذي وقع في مدينة بنغازي الليبية عام 2012 واتهم الجمهوريون البيت الابيض بأطلاق ستار دخان في أعقاب الهجوم لحماية فرص إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما، ويأمل الجمهوريون استغلال هذه المسألة لتحقيق مكاسب في عام الانتخابات لكنهم ربما يواجهون رد فعل عكسيا من الناخبين إذا تجاوزت ضغوطهم حد المعقول، وبالمثل لا يسع الديمقراطيون تجاهل التساؤلات حول الهجوم الذي سقط فيه أربعة أمريكيين قتلى.

وحتى ظهرت رسالة بالبريد الالكتروني من عام 2012 عما حدث في بنغازي أرسلها بن رودز أحد كبار مساعدي أوباما في الشؤون الخارجية كان اهتمام وسائل الاعلام قد انحسر إلى حد كبير بالأحداث التي أحاطت بالهجوم على المجمع الأمريكي في بنغازي، وأشعلت هذه الرسالة الجدل من جديد لأنها ألمحت إلى محاولة من البيت الابيض لحماية أوباما من أي ضرر سياسي قد يلحق به.

وعين جون بينر رئيس مجلس النواب النائب الجمهوري تري جودي لرئاسة لجنة مختارة تتولى التحقيق في المسألة من جديد، من ناحية أخرى استدعي وزير الخارجية جون كيري للشهادة عن أحداث بنغازي أمام لجنة أخرى بمجلس النواب يوم 21 مايو ايار الجاري.

وتأتي التطورات الأخيرة في وقت صعب بالنسبة للديمقراطيين الذين يكافحون للاستمرار في السيطرة على مجلس الشيوخ الامريكي في انتخابات الكونجرس التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني، ولا يستطيع الديمقراطيون تحمل تبعات اتهامهم بأنهم أعاقوا تحقيقا يجريه الكونجرس إلا إذا استطاعوا اثبات أنه قائم على دوافع سياسية.

ويقول الديمقراطيون إن هجوم بنغازي موضوع منته بحقائق مؤكدة قوامها أن متشددين مسلحين هاجموا منشأة أمريكية في بنغازي يوم 11 سبتمبر ايلول 2012 وقتلوا السفير الأمريكي كريس ستيفز وثلاثة أمريكيين آخرين، ويشير الديمقراطيون إلى أنهم شهدوا سبعة تحقيقات حتى الان بالكونجرس عن أحداث هجوم بنغازي وتلقوا استدعاء للشهادة ثماني مرات وحضروا 13 جلسة استماع و50 جلسة اطلاع ومقابلات استغرقت مئات الساعات ونشروا 25 ألف وثيقة.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "هذه نظرية مؤامرة تبحث عن مؤامرة"، وأصر البيت الابيض على أن إدارة أوباما لن تتعاون إلا في الاشراف "المشروع"، وهذا قد يعني أن الإدارة قد تعترض على مطالب الجمهوريين بأن يدلي مسؤولون كبار بشهادتهم مثل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وربما يشير اصرار نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على أن يتساوى عدد الديمقراطيين والجمهوريين في اللجنة المختارة إلى أن رفض بينر هذا الطلب قد يدفع الديمقراطيين في مجلس النواب لمقاطعة الإجراءات، وفي العادة يكون لحزب الأغلبية في مجلس النواب وهو الحزب الجمهوري حاليا عدد أكبر من الاعضاء في اللجنة.

ويمثل التحقيق في أحداث بنغازي اختبارا للمستشار القانوني الجديد للبيت الابيض نيل ايجلستون الذي وقع الاختيار عليه لاسباب منها خبرته في التعامل مع تحقيقات الكونجرس في قضايا خلال الفترة الثانية من ولاية رئيس، فقد كان له دور مماثل خلال حكم بيل كلينتون، وبالتركيز على بنغازي يجازف الجمهوريون بالظهور بمظهر الانتهازي ويعززون اتهامات الديمقراطيين لهم بأنهم يفتقرون إلى جدول أعمال للحكم. بحسب رويترز.

ويصر الجمهوريون على أن اهتمامهم ببنغازي ليس له دوافع سياسية بل البحث عن الحقيقة فيما يرون أنه هجوم إرهابي على غرار هجمات 11 سبتمبر أيلول، ويعتقد الجمهوريون أن معاوني الرئيس في البيت الابيض حاولوا حماية صورة أوباما خلال حملة إعادة انتخابه، وقال خبير الاستراتيجية الجمهوري ستيوارت ستيفنز الذي كان أكبر مستشاري المرشح الرئاسي ميت رومني في عام 2012 "ربما تكون الأحداث التي وقعت معقدة، لكن ليس هذا ما نتحدث عنه، نحن نتحدث عن محاولة لتوجيه رواية الاحداث والتحكم فيها وهم ينفون أنهم فعلوا ذلك".

لكن مسؤولين سياسيين من الجمهوريين يقولون إن بنغازي موضوع يلقى اهتماما كبيرا من قاعدة مؤيدي الحزب من المحافظين الذين يرجح اشتراكهم في التصويت في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني، وكما يرى الجمهوريون الفرصة سانحة للنيل من صورة هيلاري كلينتون التي يحتمل أن تصبح مرشح الديمقراطيين في سباق الانتخابات الرئاسية عام 2016 والتي كانت وزيرة للخارجية عندما وقع الهجوم في بنغازي.

ومن الأسئلة الحائرة لماذا لم تنشر رسالة رودز مع طوفان الوثائق التي طرحتها الادارة الامريكية قبل عام ردا على استفسارات الكونجرس، وتضمنت الرسالة نقاطا محددة لسوزان رايس السفيرة الامريكية آنذاك لدى الامم المتحدة للتركيز عليها خلال سلسلة من البرامج التلفزيونية عن هجوم بنغازي.

وقال رودز إن من بين النقاط الأخرى ضرورة أن تتحدث رايس عن الاحتجاجات التي تهز العالم الاسلامي في ذلك الوقت "للتأكيد على أن هذه الاحتجاجات لها جذورها في فيديو نشر على الانترنت وليس في فشل أوسع نطاقا للسياسة"، ويشير رودز إلى فيديو أثار مشاعر المسلمين، ويقول الجمهوريون إن رسالة البريد الالكتروني تثبت أن البيت الابيض كان مهتما بحماية صورة أوباما.

ويقول مسؤولون في البيت الابيض إن الرسالة ليست سوى قائمة بسيطة بالنقاط التي يجب أن تبرزها رايس عند الاعداد للبرامج التلفزيونية مثل أي عملية تخطيط مسبق لاي مسؤول كبير سيظهر في البرامج التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وقال المسؤولون إن رسالة رودز لم تنشر من قبل لان الطلبات السابقة من الكونجرس كانت تتعلق بمعلومات عن صياغة نقاط الحديث الخاصة بوكالة المخابرات المركزية عن الهجوم وما إذا كان البيت الابيض مشاركا في صياغتها.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية انها عرضت في هدوء مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار منذ يناير كانون الثاني لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى ضبط مرتكبي الهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر ايلول 2012 وأسفر عن قتل السفير الامريكي لدى ليبيا وثلاثة امريكيين اخرين في بنغازي، وقتل هؤلاء الرجال عندما هاجم متشددون يعتقد ان لهم صلة بالقاعدة مجمعا دبلوماسيا امريكيا وملحقا قريبا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في الذكرى السنوية لهجمات 2001 بالولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية ان وزير الخارجية جون كيري اكد ان الحكومة الامريكية عرضت المكافأة في رسالة الى النواب، وهذه المكافأة جزء مما يسمى ببرنامج وزارة الخارجية لمكافئات من اجل العدالة، وكشف كيري عن المكافأة في رسالة للنائب الجمهوري مايكل مكول الذي يرأس لجنة الامن الداخلي بمجلس النواب والذي بعث برسالة لوزارة الخارجية يسأل فيها عن سبب عدم عرض الوزارة مكافأة.

وقالت الوزارة في بيانها ان "وزارة الخارجية اكدت انه منذ يناير 2013 عرض برنامج مكافآت من اجل العدالة مكافأة تصل الى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال او ادانة اي فرد شارك في هجمات بنغازي التي وقعت في 11-12 سبتمبر 2012.

وقد وضعت صحيفة واشنطن بوست على موقعها على الانترنت شريط فيديو لكاميرا مراقبة تظهر فيه قوات خاصة اميركية وهي تقوم عام 2013 باعتقال القيادي في تنظيم القاعدة ابو انس الليبي في طرابلس.

وفي هذه الصور بالاسود والابيض والمؤرخة في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر 2013 بالامكان رؤية سيارة داكنة اللون تقف امام احد المنازل عند الساعة 6,38 صباحا وكان الظلام لا يزال مخيما، فجأة تصل شاحنة صغيرة بيضاء الى المكان وتتوقف بمحاذاة السيارة ويخرج منها ثلاثة رجال يحملون مسدسات، كما وصلت في الوقت نفسه سيارة بيضاء وتوقفت امام السيارة الداكنة لمنعها من الهرب.

واخرج المسلحون الثلاثة سائق السيارة الداكنة واصعدوه الى الشاحنة الصغيرة، ثم قام احد المسلحين الثلاثة بقيادة السيارة الداكنة قبل ان ينطلق الموكب المؤلف من السيارات الثلاث مسرعا الى جهة مجهولة، ولم تدم العملية اكثر من دقيقة، والشخص الذي خطف هو نزيه عبد الحميد الرقيعي المعروف باسم ابو انس الليبي بحسب واشنطن بوست، وتلاحق السلطات الاميركية هذا الليبي البالغ التاسعة والاربعين من العمر منذ 13 عاما لاتهامه بالتورط في الاعتداءين على سفارتي الولايات المتحدة عام 1998 في تنزانيا وكينيا، وفور القبض عليه اعلنت وزارة الدفاع الاميركية النبأ.

واوضحت الصحيفة ان عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي وفريقا من دلتا فورس ووحدة من القوات الخاصة في سلاح البر الاميركي شاركوا في العملية، واسم ابو انس الليبي مدرج على لائحة الاشخاص الذين يلاحقهم مكتب التحقيقات الفدرالي والذي كان يقدم "حتى خمسة ملايين دولار" لكل من يقدم معلومات تساهم في اعتقاله.

وبعد خطفه في طرابلس نقل ابو انس الليبي الى سفينة عسكرية اميركية هي "يو اس اس انطونيو" ثم الى الولايات المتحدة حيث مثل امام القضاء، وادى انفجار سيارة مفخخة امام السفارة الاميركية في نيروبي في السابع من آب/اغسطس 1998 الى مقتل 213 شخصا واصابة نحو خمسة الاف شخص بجروح، وقتل في الانفجار 44 شخصا كانوا داخل السفارة الاميركية بينهم 12 اميركيا، وفي الوقت نفسه تقريبا ادى انفجار شاحنة صهريج امام السفارة الاميركية في دار السلام في تنزانيا الى مقتل 11 شخصا واصابة اكثر من سبعين بجروح، واعلنت القاعدة مسؤوليتها عن التفجيرين.

الارهاب يتطور ويتوسع

فيما حذرت الولايات المتحدة من ان الخطر الارهابي في صدد التطور مع انبثاق مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة تزداد عنفا وجيل جديد من الارهابيين يولد في سوريا، ولفتت وزارة الخارجية الاميركية في تقريرها السنوي حول الارهاب للعام 2013 الى ان الجهود الاميركية ادت الى "تراجع مستوى" النواة الصلبة لتنظيم القاعدة، لكن "لاحقا شهد العام 2013 زيادة في عدد المجموعات العدائية والعنيفة المرتبطة بالقاعدة في الشرق الاوسط وافريقيا".

واضاف هذا التقرير ان "التهديد الارهابي استمر في التطور بسرعة في 2013 مع تنامي المجموعات عبر العالم وبعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، انها تشكل خطرا على الولايات المتحدة وحلفائنا ومصالحنا".

وهكذا تبين ان النزاع الدامي في سوريا يمثل تربة خصبة تجذب الاف المقاتلين الاجانب الذين ينضمون الى الحرب ضد الرئيس بشار الاسد، واستفادوا من الفوضى السائدة ونقص الحوكمة وتدفق المال الاتي من الخليج للمجموعات المتطرفة السنية، لكن الاسد حظي في المقابل بمساعدة ميليشيات شيعية مثل حزب الله اللبناني الذي تموله ايران.

وقال تقرير وزارة الخارجية الاميركية ايضا ان عددا متناميا من الحكومات يبدي قلقه "من عودة افراد متطرفين وعنيفين مع خبرة في ميادين القتال، الى دولهم الاصلية ليرتكبوا فيها اعمالا ارهابية"، وتخشى الوزارة من نشوء جيل جديد من الارهابيين مثل الجيل الذي انبثق بعد تدفق المتطرفين العنيفين الى افغانستان، بحسب ما قال تقرير وزارة الخارجية الاميركية.

وتعتبر واشنطن ايضا ان اعمال العنف المتطرفة العام الماضي طغت عليها "اسباب طائفية" اكثر فاكثر، في ما يعتبر "ميلا مثيرا للقلق"، وشهدت افريقيا من جهة اخرى "نشاطا ارهابيا كبيرا"، كما ذكر التقرير الذي اعتبر ان الارهابيين الصوماليين الشباب الذين يقفون وراء الهجوم على مركز تجاري في نيروبي في ايلول/سبتمبر، بمثابة التهديد الرئيسي.

لكن وزارة الخارجية رحبت من جهة اخرى بالجهود التي بذلتها فرنسا والقوة الافريقية للعمل على تراجع تاثير القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وغيرها من المجموعات المتطرفة في شمال مالي. بحسب فرانس برس.

ولاحظ التقرير اخيرا ان اطلاق الصواريخ على اسرائيل من قبل ناشطي حركة حماس من قطاع غزة كان الاقل عددا بفارق كبير منذ اكثر من عشرة أعوام، وهكذا لم يطلق سوى 74 صاروخا في 2013 على اسرائيل مقابل اكثر من 2500 العام الماضي.

تحذير امريكي

بدورها قالت مصادر امنية امريكية ان أحدث تحذير اصدرته السلطات الامريكية الي شركات الطيران من قنابل قد يجري اخفاؤها في احذية على الطائرات كان الدافع اليه تزايد قلق الولايات المتحدة من فرع القاعدة في اليمن.

واضافت المصادر ان التحذير الذي اصدرته السلطات الامريكية مؤخراً الي شركات الطيران التي تسير رحلات إلى الولايات المتحدة لتوخي الحذر من متشددين ربما يخفون قنابل في احذيتهم مبعثه القلق من ان ابراهيم حسن العسيري وهو سعودي يعتقد انه كان وراء مخططات فاشلة لمهاجمة طائرات بمتفجرات مخبأة في احذية او ملابس ربما توصل الي تصميمات جديدة مبتكرة لقنابل بما يجعلها تتفادي اجراءات الامن في المطارات.

وقالت المصادر ان التحذيرات ارسلت الي شركات طيران تسير رحلات الي الولايات المتحدة من حوالي 30 مطارا في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا، واضافت من بين المطارات الاوروبية التي طلب من شركات الطيران ان تتخذ فيها اجراءات امنية وقائية اضافية من احذية متفجرة محتملة مطار شيفول في امستردام ومطارا هيثرو وجاتويك في لندن ومطار مانشستر في انجلترا.

والتحذير ليس مرتبطا بدورة الالعاب الاولمبية الشتوية المقامة في منتجع سوتشي الروسي، وقالت المصادر امنية انه ينطبق طائرات تقوم برحلات من مطارات اجنبية محددة الي مطارات في الولايات المتحدة وليس الرحلات الجوية داخل الولايات المتحدة او رحلات متجهة من الولايات المتحدة الي مطارات في الخارج.

وأرجعت المصادر التحذير الي معلومات استخبارية مؤخرا تشير الي تهديدات محتملة متزايدة تشكلها متفجرات انتجها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو فرع القاعدة الذي مقره اليمن ويضم بين قيادييه متشددين يمنيين وسعوديين، ووصف مسؤولون امنيون مؤخرا صانع القنابل المزعوم العسيري بانه احد اكثر خبراء المتفجرات خطورة وقدرة على الابتكار الذين انضموا الي شبكة القاعدة.

واصبح العسيري (الذي من المعتقد انه في اوائل عقد الثلاثينات) هدفا رئيسيا لوكالات الاستخبارات الغربية في اعقاب دوره المزعوم في التخطيط لهجمات مرتبطة بطائرات في الولايات المتحدة في عامي 2009 و2010، وذكرت تقارير ان العسيري اصيب بجروح في هجوم شنته طائرة امريكية بدون طيار العام الماضي، وقالت المصادر الامنية ان احدث تحذير لا يعني أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية محددة تشير إلى مخطط قيد الاعداد في الخارج لاستخدام قنبلة مخبأة في حذاء.

تجميد أصول متشددين

الى ذلك تحركت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتجميد أصول ثلاثة يشتبه في أنهم متشددون لهم علاقة بشبكة حقاني الباكستانية المتشددة بعد تعرضها لضغوط من الكونجرس لاتخاذ اجراء ضد متشددين يتمركزون في باكستان ينسب لهم اللوم في إذكاء العنف في دولة أفغانستان المجاورة.

وقالت وزارة الخزانة الامريكية ان سعيد الله جان ويحيى حقاني ومحمد عمر زادران وردت أسماؤهم على انهم "ارهابيون عالميون تم تحديدهم على وجه خاص" مما يعني ان الاصول الخاصة بهؤلاء الرجال التي تقع في نطاق اختصاص القضاء الامريكي سيتم تجميدها، ويحظر على المواطنين الامريكيين التعامل تجاريا مع الرجال الثلاثة.

وتكافح ادارة أوباما لاحتواء شبكة حقاني التي ينسب لها اللوم في التورط في عدد من الهجمات الجريئة على المصالح الامريكية والغربية في أفغانستان منذ عدة سنوات، ويعتقد ان هذه الجماعة تتمركز في مناطق قبلية في باكستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان، وقال ديفيد كوهين المسؤول الكبير بوزارة الخزانة في بيان "الاجراء الذي اتخذ اليوم يؤكد تصميمنا على مواصلة استهداف اي وسائل محتملة لدعم (أعضاء شبكة) حقاني"، كما ذكر اسم عمر زادران أيضا على ان له صلة بحركة طالبان الافغانية. بحسب رويترز.

وفي عام 2011 وصف مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات الامريكية آنذاك هذه الجماعة بأنها "الذراع الحقيقية" لجهاز المخابرات الباكستاني القوي، وفي سبتمبر ايلول 2012 وصفت وزارة الخارجية الامريكية رسميا الجماعة بأنها "منظمة ارهابية أجنبية".

وضغط بعض الاعضاء في الكونجرس في الاونة الاخيرة على الادارة الامريكية لملاحقة الشبكة بطريقة أشد، وفي نوفمبر تشرين الثاني بعث ستة أعضاء بالكونجرس من بينهم مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب وإد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس رسالة الى اوباما يطالبونه فيها بتوثيق الخطوات الامريكية ضد الجماعة ووصفوا الجهود التي تبذل حتى الان بأنها "غير كافية على الاطلاق"، وقال أعضاء الكونجرس في الرسالة "نعرف ان شبكة حقاني تواصل التخطيط للقيام بهجمات كارثية محتملة ضد المصالح الامريكية والامريكيين في أفغانستان".

أكبر تهديد على الولايات المتحدة

من جانبه اعتبر الرجل الثاني في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه مايكل موريل في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال ان الحرب الاهلية في سوريا وتفاقمها أكبر تهديد على امن الولايات المتحدة.

وردا على سؤال في حين يستعد لمغادرة الوكالة بعد العمل فيها 33 سنة اعتبر موريل سوريا على رأس التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة، واكد انها "على الارجح أكبر مشكلة في العالم اليوم بسبب المنحى الذي تأخذه الحرب".

وذكر ان هناك اليوم عددا أكبر من المقاتلين الاسلاميين الاجانب الذين ينضمون الى صفوف المعارضة من اسوأ اوقات الحرب في العراق.

والخطر هو ان يتجاوز النزاع حدود سوريا او ان ينهار نظام الرئيس بشار الاسد وتتحول البلاد الى ملجأ جديد للقاعدة، وحذر من خطر عدم ضمان امن الاسلحة التي تملكها الحكومة بما في ذلك الاسلحة الكيميائية، ومن التهديدات الاخرى ذكر موريل إيران والقاعدة وكوريا الشمالية والحرب الالكترونية.

وبشأن القاعدة أكد معاون مدير سي آي ايه ان الولايات المتحدة خفضت "بشكل كبير" التهديد الذي يطرحه التنظيم المتطرف وان الاخير "حقق ايضا انتصاراته"، ورأى ان "انتشار القاعدة انتصار بحد ذاته" مشيرا الى انقسام التنظيم الذي يقوده ايمن الظواهري الى مجموعات أكثر استقلالية، وستحل المحامية في البيت الابيض افريل هاينس (43 عاما) مكان موريل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/آيار/2014 - 18/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م