حروب التكنولوجيا.. شركات تعزز موقعها الريادي وأخرى تنافس لأجل البقاء

 

شبكة النبأ: لا تزال الأسواق العالمية تشهد الأسواق العالمية تنافسا شرسا بين كبار شركات التكنولوجيا العالمية العملاقة آبل، سامسونغ، غوغل وفيسبوك، التي تسعى الى تعزيز موقعها الريادي من خلال تقديم أفضل وأحدث ما لديها من ابتكارات وأجهزة وخدمات وجذب اكبر عدد من الزبائن، في سبيل تحقيق عوائد ربحية إضافية في هذه الأسواق التي تحولت اليوم الى ميدان حرب وصراع الاقتصاد والابتكار بين اغلب الشركات، وخصوصا تلك التي تتعلق ببراءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية للخدمات وغيرها والتي تحولت الى نزاعات قضائية كما يقول بعض المراقبين، فمازال الصراع والتنافس ينبئ بحرب شرسة بين الشركات العمالقة حول الملكية الفكرية للخدمات والاختراعات، وهو ما بقى مستمر بالفعل بعد عام من احتدام الصراع، حيث أن معظم شركات التكنولوجيا تتبادل رفع الدعاوى القضائية ضد بعضها.

بينما يتوقع بعض الخبراء في هذا الشأن ان السنوات القادمة ومع ازدياد اعتماد الأفراد على التكنولوجيا الحديثة ستشهد حرباً أكثر شراسة على كافة الأصعدة بهدف إقصاء بعض المنافسين، هذا بالإضافة الى دخول شركات منافسة أخرى الى هذا الميدان يصاحبه التوسع المهم الذي حققه البعض من خلال شراء ودمج شركات أخرى، وعليه مع احتدام الحرب والصراع بين كبار شركات التكنولوجيا العالمية يبقى السؤال كيف سوف ستكون الابتكارات لهذه الشركات العملاقة في المستقبل القريب، وهذا يثير الفضول لدى بعض المستخدمين للمعرفة ماذا سوف يحدث في السنوات القليلة القادمة.

مفاجآت إيجابية

وفي هذا الشأن فقد فاجأت أبل السوق بإعلانها نمو مبيعات هاتف آي.فون في الربع الأول من العام بدرجة أكبر من توقعات أشد المحللين تفاؤلا وعززت حجم برنامج ضخم لشراء الأسهم 30 مليار دولار ورفع توزيعات الأرباح الفصلية ثمانية بالمئة بينما نمت الأرباح سبعة بالمئة على غير المتوقع. وتوجت أبل ذلك بالإعلان عن تجزئة السهم إلى سبعة أسهم الأمر الذي سيسهل على المستثمرين الأفراد غير القادرين على دفع 500 دولار للسهم الشراء في الشركة.

ودفعت الأرقام الايجابية سهم الشركة الراكد منذ فترة ليرتفع ثمانية بالمئة. لكنها تخفي بواعث قلق عميقة أثقلت كاهل سهم الشركة لأكثر من عام بعد صعود بلا هوادة إذ تتساءل السوق: متى يكشف تيم كوك الرئيس التنفيذي لأبل عن منتج جديد؟ وهل يستطيع ذلك؟ وقال دانييل إرنست المحلل في هودسون سكوير "معظم الناس سيتحدثون عن تجزئة السهم وزيادة التوزيعات وإعادة الشراء. لكن التركيز الحقيقي للشركة وللسهم ينصب على فئة المنتجات الجديدة ومتى ستطرحها الشركة. و"الاستثمار في أبل على مدى العامين الأخيرين استلزم التحلي بالصبر. بحسب رويترز.

 وهذا شيء لم يضطر المستثمرون لتحمله في السنوات العشر الأخيرة." وأعلنت أبل أن مبيعات آي.فون بلغت 43.7 مليون جهاز في ربع السنة المنتهي مارس آذار بينما كانت توقعات وول ستريت 38 مليونا فحسب. وأدى هذا إلى زيادة الإيرادات 4.6 بالمئة إلى 45.6 مليار دولار - وهو مستوى قياسي لأي ربع سنة خارج موسم العطلات - بينما كانت توقعات السوق حوالي 43.5 مليار دولار.

سوق الإعلانات

في السياق ذاته يهيمن العملاقان "غوغل" و"فيسبوك" على سوق الإعلانات المخصصة للأجهزة المحمولة التي ازداد حجمها أكثر من مرتين العام الماضي فباتت تقدر ب 17,9 مليار دولار ومن المتوقع أن تتوسع بعد أكثر هذه السنة، بحسب ما كشفت دراسة صادرة عن مجموعة "إيماركيتر" المتخصصة. وبينت هذه الدراسة أن النفقات المخصصة للإعلانات على الأجهزة المحمولة ارتفعت بنسبة 105% في العام 2013 ومن المتوقع أن ترتفع بمعدل 75,1% في العام 2014 لتتخطى 31,4 مليار دولار. وهذا الازدهار يعود بالنفع على عمالقة القطاع. بحسب فرانس برس.

فمرتبة الصدارة في هذا القطاع هي من نصيب العملاق "غوغل" مع 49,3% من الحصص في السوق. يليه "فيسبوك" الذي سجل أكبر نمو فبلغت حصته من السوق 17,5%. واحتل "تويتر" المرتبة الثالثة مع 2,4% من الحصص في السوق، متقدما على الخدمة الموسيقية "باندورا" مع 2,1% من الحصص في السوق. وقدرت "إيماركيتر" نسبة العائدات من الإعلانات على الأجهزة المحمولة التي يركز عليها كثيرا المستثمرون ب 63% للعام 2014، في مقابل 45% للعام 2013 و11% للعام 2012.

صفقات جديدة

من جانب اخر اشترت مجموعة "آبل" شركة "توبسي" الناشئة لتحليل بيانات شبكات التواصل الاجتماعي باكثر من 200 مليون دولار على ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال". ولم ترشح اي معلومات عن كيفية استخدام "ابل" لهذه الشركة الجديدة الا ان عملية الشراء هذه قد تكون مرتبطة بنظام الاستماع الى الموسيقى الجديد عبر الانترنت الذي ستوفره المجموعة التي تعنى بالمعلوماتية على ما اضافت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على الملف.

وقالت الصحيفة ان "توبسي" هي من ضمن حفنة من الشركات الشريكة لتويتر التي لها وصول الى عدد كبير من بيانات شبكة التواصل الاجتماعي هذه. وقد اعلنت "توبسي" ومقرها في سان فرانسيسكو مطلع ايلول/سبتمبر انها ستقوم بفهرسة كل التغريدات منذ بدايات تويتر العام 2006 لتقيم بذلك محرك بحث مدفوعا ومكرسا لشبكة التواصل الاجتماعي. وعلقت مجموعة "آبل" على الصفقة بقولها انها "تشتري من وقت الى اخر شركات تكنولوجية صغيرة لكنها لا تتحدث بشكل عام لا عن مشاريعها ولا عن اهدافها". ولم تشأ "توبسي" التعليق على الخبر. وتؤكد "توبسي" انها تريد مساعدة زبائنها "على تحليل فوري لاي موضوع او عبارة من خلال سنوات من الرسائل على ملايين من مواقع الانترنت".

ويمكن لتحليل هذه المعطيات ان يساعد على سبيل المثال في تقويم فعالية حملة دعائية على شبكات التواصل الاجتماعي. وكانت "آبل" تمتلك شبكة اجتماعية مكرسة للموسيقى باسم "بينغ" اغلقتها العام الماضي. وتنوي قريبا اطلاق خدمة للاستماع الى الموسيقى عبر الانترنت تحمل اسم "آي تيونز راديو".

الى جانب ذلك أوردت صحيفة كالكاليست الاقتصادية أن الشركة المنتجة لتطبيق فايبر للتراسل الفوري تجري محادثات مع شركة تراسل فوري في آسيا قد تستحوذ عليها وأن صفقة بيع فايبر ستتراوح بين 300 و400 مليون دولار. ويدير رجل الأعمال الإسرائيلي تالمون ماركو شركة فايبر من قبرص ولها مركزا تطوير في روسيا البيضاء وإسرائيل. لم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولي الشركة للتعليق.

ويوجد في آسيا عدة تطبيقات للتراسل الفوري منها وي شات في الصين وكاكاو توك في كوريا الجنوبية ولاين في اليابان. وقالت كالكاليست إن تمويل الشركة يأتي من المؤسسين وعدة مستثمرين من القطاع الخاص في الولايات المتحدة. وهناك نحو 200 مليون مستخدم مسجل لتطبيق فايبر في 193 دولة. وأطلقت فايبر تطبيقا يتيح لمستخدمي الكمبيوتر الشخصي الاتصال عبر الهاتف المحمول بمستخدم آخر لفايبر أو بهاتف غير مشترك في التطبيق.

من جهة اخرى أكملت مايكروسوفت شراء قطاع الهواتف المحمولة من شركة نوكيا في صفقة بقيمة 5.44 مليار يورو (7.5 مليار دولار). وكان من المقرر إتمام الصفقة بين الشركتين في وقت سابق لكنها تأجلت بسبب تأخر صدور موافقات تنظيمية. ومع الصفقة، ينتهي إنتاج نوكيا للهواتف المحمولة.

وقال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت "اليوم نرحب بأعمال أجهزة نوكيا وخدماتها ضمن عائلتنا." وأضاف ناديلا أن قدرات نوكيا وأصولها في مجال الهواتف المحمولة ستؤدي إلى التقدم في إطار عملية التحول التي تمر بها مايكروسوفت. ومن المقرر أن تركز شركة نوكيا الفنلندية على الشبكات، وخدمات الخرائط، والتنمية والتراخيص التكنولوجية. وسوف يظل اثنان من مصانع نوكيا خارج الصفقة، وهما: وحدة إنتاج في الهند موضع تجميد أصول من جانب سلطات الضرائب الهندية، ومصنع ماسان في كوريا الجنوبية الذي تعتزم الشركة إغلاقه. بحسب رويترز.

وتولى ستيفن إلوب، الرئيس التنفيذي السابق في نوكيا، منصب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة مايكروسوفت للأجهزة، المسؤولة عن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (لوميا)، وهواتف نوكيا المحمولة، والمكونات الصلبة من أجهزة (إكس بوكس) لألعاب الفيديو، ومايكروسوفت سيرفاس، ومنتجات برسيبتيف بيكسل.

سيسكو تدخل السباق

على صعيد متصل تعتزم سيسكو سيستمز تقديم خدمات الحوسبة السحابية وتنوي إنفاق مليار دولار على مدى العامين القادمين لدخول السوق التي تقودها أمازون. كوم أكبر شركة تجزئة عبر الانترنت في العالم. وقالت سيسكو إنها ستنفق ذلك المبلغ لبناء مراكز البيانات التي ستستخدم في تشغيل الخدمة الجديدة "سيسكو كلاود سرفيسز". وتريد سيسكو التي تتركز أنشطتها في أجهزة الشبكات أن تستفيد من رغبة الشركات في استئجار خدمات الكمبيوتر بدلا من شراء الأجهزة.

وقالت الشركة إنها تنوي تقديم الخدمة من خلال شركاء من بينهم تلسترا الأسترالية للاتصالات وموزع التكنولوجيا إنجرام ميكرو وشركة تكنولوجيا المعلومات الهندية ويبرو. وقال روب لويد مدير التطوير والمبيعات لدى سيسكو في بيان "يريد العملاء والمزودون وشركاء قنوات التوزيع ... الإسراع بتزويد كبار العملاء بخدمات الحوسبة السحابية من المستوى الموجه للشركات وفي نفس الوقت تخفيف مخاطر الاستثمار الرأسمالي." وكانت وول ستريت جورنال نشرت تقريرا عن خطط سيسكو في وقت سابق. بحسب رويترز.

ويتراجع إنفاق الشركات على الأجهزة في أنحاء العالم في ظل تقلص الميزانيات وتباطؤ الاقتصادات وتحول جذري صوب الحوسبة السحابية التي تقلل الطلب على الأجهزة بفعل إسناد إدارة البيانات ووظائف الحوسبة لشركات أخرى بتكلفة أقل. وكانت مايكروسوفت قالت العام الماضي إنها ستخفض أسعار استضافة بيانات العملاء ومعالجتها في تحد صريح لريادة أمازون في مجال الحوسبة السحابية الآخذ بالنمو.

هاتف جديد

من جانب آخر يطلق المصنع الكندي "بلاكبيري" هاتفا جديدا منخفض الكلفة في إندونسيا، في مسعى إلى الالتحاق بركب "آبل" و"سامسونغ". وهاتف "زد 3" مخصص لإندونيسيا التي تعد أكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق آسيا، لكنه قد يطرح في أسواق آسيوية أخرى في حال لقي النجاح المرجو.

وهذا هو النموذج الأول من الهواتف الذي يسوق منذ تولي جون تشن إدارة الشركة والثاني الذي يصنعه المصنع التايواني "فوكسكون" الذي أبرم شراكة مع "بلاكبيري" وهو متعاقد أيضا مع "آبل". وتعول "بلاكبيري" على زبائنها الأوفياء في إندونيسيا، غير أن المحللين يلزمون الحذر في توقعاتهم أو يعربون حتى عن تشاؤمهم.

وقال سوديف بانغاه من مجموعة "آي دي سي" إن "تسويق هذا الهاتف يشكل الفرصة الأخيرة لبلاكبيري في السوق الإندونيسية". وكانت حصة المصنع تناهز 43% سنة 2011 في اندونيسيا التي تضم 250 مليون نسمة، لكن هذه الحصة تراجعت إلى 13% العام الماضي. وبات مستقبل الشركة التي تتخذ في مدينة واترلو الكندية مقرا لها مهددا. فهي قد خسرت 5,9 مليارات دولار خلال سنتها المالية الأخيرة المنتهية في الثاني من آذار/مارس وألغت 4500 وظيفة العام الماضي وغيرت استراتيجيتها الصناعية وأولويات نشاطاتها. بحسب فرانس برس.

ويتوقع المدير الجديد جون تشن تقويم الوضع التشغيلي في نهاية السنة المالية 2015 وتحقيق أرباح ابتداء من العام 2016. ومن شأن الشراكة المبرمة مع "فوكسكون" أن تسمح ل "بلاكبيري" بالتركيز على نشاطاتها الرئيسية، أي التصميم والبرمجة والخدمة. وهاتف "زد 3" يتمتع بشاشة تعمل باللمس من 5 إنشات (13 سنتمترا). وهو سيعرض في جاكرتا ويباع بسعر 200 دولار أميركي.

300 مليون مشترك

في السياق ذاته أعلن موقع "لينكد إن" للمهنيين أن عدد مشتركيه تجاوز 300 مليون شخص. ويسمح هذا الموقع، الذي أحدث عام 2003، لمستخدميه بعقد اتصالات مهنية ولأرباب العمل باستقطاب أشخاص مؤهلين. وأكثرية الإماراتيين يستخدمونه على الهواتف المحمولة. وتخطى عدد مشتركي موقع "لينكد إن" للمهنيين عتبة الـ300 مليون شخص أكثريتهم خارج الولايات المتحدة، بحسب ما أعلن الموقع.

وكتب نائب رئيس مجموعة "لينكد إن" ديب نيشار في رسالة عبر مدونة أنه "على الرغم من أن هذا الأمر يمثل مرحلة تثير الحماسة، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنمشيه قبل تحقيق هدفنا في إيجاد فرص اقتصادية لكل شخص من الـ3,3 مليار عامل في العالم". وللوصول إلى هذا الهدف، يعول موقع "لينكد إن" على تطوير استخدام خدماته عبر الأجهزة المحمولة.

وأشار ديب نيشار إلى أنه "بحلول نهاية العام الحالي، ستمثل الحسابات على الأجهزة المحمولة أكثر من 50 % من الحسابات على صعيد العالم". وأضاف "حاليا في حوالى عشرة بلدان مثل كوستاريكا وماليزيا وسنغافورة والسويد والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا، أعضاء موقعنا يستخدمون "لينكد إن" بشكل أكبر على أجهزتهم المحمولة منه على أجهزة الكمبيوتر في المكاتب". بحسب فرانس برس.

وهذه الشركة التي تتخذ في ماونتن فيو في منطقة سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرا لها، موجودة في أكثر من 200 بلد. وفي وقت سابق، أطلق الموقع نسخته باللغة الصينية لجذب مستخدمي الإنترنت في هذا البلد الذي يضم أكبر عدد من مستخدمي الشبكة العنكبوتية في العالم. ويسمح موقع "لينكد إن" الذي أحدث في 2003، لمستخدميه بعقد اتصالات مهنية ولأرباب العمل في استقطاب أشخاص مؤهلين للعمل معهم.

نزاعات قضائية

على صعيد متصل أعلنت السلطات الأميركية أنها حفظت قضية الشكوى التي قدمتها المجموعة الكورية الجنوبية "سامسونغ" ضد منافستها الأميركية "آبل" بتهمة انتهاك بعض براءاتها. وكان القضاء الأميركي قد فتح تحقيقا في هذه المسألة عندما قامت إدارة اوباما بتأييد المجموعة الاميركية في المعركة القضائية التي تتواجه فيها مع "سامسونغ". وكانت الحكومة الأميركية قد لجأت إلى حق نقض لم تستخدمه منذ العام 1987 لتعرب عن "عدم موافقتها" على قرار اتخذته اللجنة الأميركية للتجارة الدولية لا يخدم مصالح "آبل".

وأوضحت إدارة اوباما أن قرارها لا يبت في مسألة انتهاك البراءات من عدمه وهو يخول "سامسونغ" "الاستمرار في المطالبة بحقوقها أمام المحاكم". وفي إطار الشكوى التي قدمتها "سامسونغ"، اعتبرت اللجنة الأميركية للتجارة الدولية أن بعض هواتف "آي فون" وأجهزة "آي باد" اللوحية وأجهزة "آي بود" تنتهك براءات المجموعة الكورية الجنوبية.

وهي أصدرت قرارا تمنع بموجبه "آبل" من استيراد هذه الأجهزة من آسيا حيث تصنع إلى الولايات المتحدة، ما يعني أن هذه الأخيرة لم تعد مخولة بيع أجهزتها في سوقها الداخلية. وكان هذا القرار يخص أجهزة قديمة نسبيا من صنع "آبل"، أبرزها هاتفا "آي فون 3" و"آي فون 4" وجهازا "آي باد" و"آي باد 2"، وهو لم يشمل أجهزتها الحديثة.

الى جانب ذلك تقوم مجموعة من الشركات البارزة في مجال التقنية، تُعرف بـ"تحالف روكستار"، بمقاضاة شركات منها "غوغل" و"سامسونغ" و"إتش تي سي" في شأن اتهامات بانتهاك براءات اختراع. ويستهدف "تحالف روكستار"، الذي يضم "أبل" و"مايكروسوفت" و"بلاكبيري" و"إريكسون" و"سوني"، شركات الهواتف المعتمدة على نظام التشغيل "غوغل أندرويد".

وأنفق التحالف 4.5 مليار دولار لشراء الآلاف من براءات الاختراع من شركة "نورتل" للاتصالات بعد إفلاسها عام 2009. ويتهم التحالف "غوغل" بانتهاك سبع براءات اختراعات تتعلق بطريقة ربط البحث على شبكة الانترنت بالإعلانات. واكتسب نظام التشغيل "أندرويد" التابع لـ"غوغل" شعبية بفضل نجاح مجموعة هواتف سامسونغ "غلاكسي".

وكسبت شركة "نوكيا"، معركة قضائية بشأن براءة الاختراع في مواجهة "أتش تي سي". وقد يفضي ذلك إلى حظر تصدير الهاتف الذكي "وان" التابع لـ"اتش تي سي" إلى بريطانيا. وتوجد العديد من المعارك القضائية بين شركات بارزة في مجال التقنية تتعلق ببراءات الاختراع. ويعتقد خبراء في مجال التقنية إن هذه المعارك القضائية تمثل شيئا سيئا للمستهلكين.

في السياق ذاته قالت مصادر مطلعة إن أربعا من أكبر شركات التكنولوجيا منها أبل وجوجل وافقت على دفع 324 مليون دولار إجمالا لتسوية دعوى قانونية تتهمها بالتآمر لخفض الرواتب في وادي السليكون قبل أسابيع فقط من الموعد المقرر لبدء محاكمة تحظى باهتمام كبير. وكان موظفون في قطاع التكنولوجيا رفعوا دعوى مجمعة ضد أبل وجوجل وانتل وأدوبي سيستمز في 2011 تزعم أنها تآمرت لتمتنع كل منها عن اجتذاب موظفي الشركات الأخرى لتجنب حرب بشأن الرواتب.

وأظهرت وثائق قضائية أن الدعوى طالبت بتعويضات ثلاثة مليارات دولار. وكان يمكن مضاعفة الطلب إلى تسعة مليارات دولار بموحب قانون مكافحة الاحتكار. وتستند الدعوى بالأساس إلى رسائل بالبريد الالكتروني دبر خلالها ستيف جوبز المؤسس المشارك الراحل لأبل والرئيس التنفيذي السابق لجوجل اريك شميت وبعض منافسيهما في وادي السليكون خططا لتجنب اقتناص المهندسين البارزين لدى كل منها.

وفي تبادل للرسائل بعدما سعى مسؤول توظيف في جوجل لاجتذاب موظف في أبل أبلغ شميت جوبز أنه ستتم إقالة المسؤول وفق ما جاء في الوثائق القضائية. وقام جوبز بعد ذلك بإعادة توجيه رسالة شميت إلى مسؤول كبير بالموارد البشرية في أبل مرفقا بها رمز الوجه المبتسم. وأقرت الشركات بالدخول في بعض الاتفاقات لكنها رفضت المزاعم بالتآمر لخفض الأجور. ودفعت الشركات أيضا بأنه لا يحق للموظفين مقاضاتها بشكل جماعي. بحسب رويترز.

وقال ريتش جاري خبير مكافحة الاحتكار في وادي السليكون إن الشركات لديها حافز لتفادي المحاكمة لأن الرسائل الالكترونية لمسؤوليها ستجعل هيئة المحلفين لا تتعاطف معها فيما يبدو في حين أن محامي المدعين كانوا يواجهون احتمال أن تحكم محكمة استئناف بأنه لا يحق للمهندسين رفع دعوى قضائية بشكل جماعي. وكان من المقرر أن تبدأ المحاكمة في نهاية مايو أيار نيابة عن حوالي 64 ألف موظف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/آيار/2014 - 14/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م